المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شرح العقيدة الطحاوية. الدرس والعشرون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حق حمده واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لمجده واشهد ان محمدا عبده ورسوله ومصطفاه وخليله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فاسأل الله جل وعلا لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح وان يجعلنا من حملة العلم ومحصليه الذين نفعهم العلم فحازوه وبثوه وعلموه وجاهدوا فيه كما اسهله سبحانه ان يقيني واياكم الفتن ما ظهر منها وما بطن وان يجعلنا من المقيمين للحق المستقيمين عليه على نهج سلفنا الصالح رضوان الله عليهم وهذه فاتحة الدروس في هذه السنة الدراسية لشرح العقيدة الطحاوية لا شك ان الجميع ممن يهتمون ب علم التوحيد والعقيدة لانه اساس العلوم ولان العلم به يحتاج اليه في كل علم اخر فاذا اطلعت على كتب التفسير تحتاج الى التوحيد والعقيدة لمعرفة الصحيح من غيره فيما ورثناه من اقوال المفسرين وكذلك في شرح الاحاديث سواء في الشروح المتقدمة ام في الشروح المتأخرة لكتب الحديث من الصحيحين وغيرها يحتاج الى علم العقيدة لتميز اقوال السلف من اقوال غيرهم في شرح سنة النبي عليه الصلاة والسلام وكذلك ايضا في الفقر وفي الاصول وفي جميع العلوم الاصلية والمساندة تحتاج فيها الى علم العقيدة فالتبحر فيه يقي المرء من الزلل في فهم كلام الله جل وعلا وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام وثانيا ان العلم الصحيح بالتوحيد والعقيدة يصح معه العمل ويبارك الله جل وعلا به العمل وان قل وكلنا في هذا الزمن الا من شاء الله قليل عمله كثير ذنبه ونسأل الله جل وعلا لنا جميعا العفو والعافية والمغفرة لنا ولاخواننا ولاحبابنا فصلاح القلب واستقامته هي الاصل في قبول الاعمال فاذا صلح صلح القلب صلح الجسد كله كما ثبت ذلك عن النبي عليه الصلاة والسلام في قوله الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب فقال ابو هريرة رضي الله عنه القلب ملك والاعضاء والجوارح جنوده فان استقام الملك استقامت جنوده وان زل الملك زلت جنوده وقوله عليه الصلاة والسلام ارفع واعظم وادل على المراد اذا صلح القلب صلح الجسد كله واذا فسد فسد الجسد كله وليس الجوارح فحسب وانما الجسد باجمعه لهذا اوصيكم جميعا من حظر معنا ومن ابتدع الحضور الى الاهتمام بالتوحيد والعقيدة دراسة وتأملا وحفظا لادلتها ووظوحا لمسائلها لانك تحتاج اليها في كل حال فالامور الغيبية ليست مبنية على العقل ولا تدرك بالقياس ولا تدرك بالتفكير ولا تدرك ايضا بمطالعة بعض فيلحق ما لم يقرأ بما قرأ وانما لابد فيها من المعرفة التفصيلية لطالب العلم نبتدأ الدرس نتركها الى ان تجتمع الاسئلة ان شاء الله تعالى كان العادة اننا نقدم بمقدمة في الدروس المنهجية آآ بفاتحة الفصل لكن لما تأخرنا سبقه محاضرة الاسبوع الماضي بعنوان من ثمرات العلم فيمكن ان تجعل مقدمة بهذه الدروس فنقرأ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال العلامة الطحاوي رحمه الله تعالى وهو مستغن عن العرش وهو مستغن عن العرش وما دونه محيط بكل شيء وفوقه وقد اعجز عن الاحاطة خلقه ونقول ان الله اتخذ ابراهيم خليلا وكلم الله موسى تكليما ايمانا وتصديقا وتسليما. بارك الله فيك قال العلامة الطحاوي في هذه النبذة المختصرة في وصف الله جل وعلا قال وهو مستغن عن العرش وما دونه محيط بكل شيء وفوقه وقد اعجز عن الاحاطة خلقه يريد بهذا الكلام انه لما اثبت عرش الرحمن جل وعلا واثبت الكرسي على ما جاء في النصوص وما في ذلك من الاستواء على العرش كما يليق بجلال الله جل وعلا بين ان خلق العرش واستواء الرب جل وعلا على العرش كما يليق بجلاله وعظمته ليس لحاجة من الله جل وعلا لما خلق للعرش ولكن الله جل وعلا هو الغني سبحانه وتعالى وهو مستغن عن جميع مخلوقاته بل العرش وما دونه مفتقر الى الرب جل وعلا اذ ربنا جل وعلا به تقوم الاشياء فلا احد يقوم ولا شيء يقوم الا بالرب جل جلاله والعرش من ذلك فانه مفتقر في قيامه وفي استمراريته وفيما عليه شأنه مفتقر الى الرب جل جلاله فالله سبحانه هو الذي يحفظه وهو الذي بقدرته يحمله جل وعلا الى غير ذلك فاذا استواء الرب جل جلاله على العرش ليس استواء كما يظنه الجهلة واهل البدع لما نفعوا الاستواء انهن ذلك يقتضي الحاجة اليه لا وكلا بل هذا فعل فعله الله جل وعلا وصفة اتصف الله جل وعلا بها والله سبحانه يتصف بما يشاء جل جلاله وتقدست اسمع والعرش شرف وعظم بان الله جل وعلا جعله مكانا لاستوائه عليه سبحانه وتعالى لاجل مخالفة المخالفين قال ولاجل الرد على جهالة الجاهلين. قال الطحاوي هنا وهو مستغن عن العرش. يعني ان الله جل وعلا موصوف الغنى المطلق من كل وجه كما وصف بذلك كما وصف بذلك نفسه في القرآن وهو مستغن عن اعظم المخلوقات واعلى المخلوقات وفوق المخلوقات وهو العرش فاستغناؤه جل وعلا عما دون ذلك الخلق العظيم وهو العرش لا شك انه من باب اولى فقال رحمه الله هنا في وصف الله وهو مستغن عن العرش وما دونه. وذلك لكمال غنى الرب جل وعلا وكمال جلاله وكمال قدرته سبحانه وكمال قهره ولعلو ذاته سبحانه وتعالى وانه الحي القيوم القيوم يعني ان كل شيء انما قيامه بالله جل وعلا فاي شيء في هذه الدنيا بل اي شيء من مخلوقات الله جل وعلا لو تخلى ربنا جل وعلا عنه نبات ولا هلك ولما استقام له شأن ولهذا كان من دعاء اعرف الخلق بربه واعلم الخلق بربه عليه الصلاة والسلام كان من دعائه لربه انه يقول ولا تكلني لنفسي طرفة عين فهذا فيه التخلي عن كل حول وقوة وعن ان يوكل العبد الى نفسه طرفة عين. فاذا كل الخلق قيامهم بالله جل وعلا وكل الخلق فقراء الى الله جل وعلا ومن ذلك العرش والرب سبحانه هو الغني الحميد المستغني عن كل ما عداه والمفتقر اليه كل شيء سبحانه وتعالى قال محيط بكل شيء وفوقه يعني ان الرب سبحانه وتعالى موصوف باحاطته بكل شيء وانه سبحانه فوق كل شيء وهذه الاحاطة يأتي بيانها بالتفصيل ومعناها ان الرب جل وعلا محيط بصفاته بكل شيء بعظمته جل وعلا وبقدرته وبعلمه فهو سبحانه بكل شيء محيط قال وفوقه يعني ان الله جل وعلا موصوف بالعلو المطلق علو الذات والفوقية المطلقة فوقية الذات له سبحانه وكذلك علو وفوقية الصفات قال بعدها وقد اعجز جل وعلا عن الاحاطة خلقه يعني ان الله جل جلاله لعظم قدرته ولكماله في غناه لا احد ولا شيء يحيط به كما قال جل وعلا لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وقال جل وعلا لموسى انك لن قال لن تراني باية الاعراف قال لن تراني ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراه فاحاطة الرؤية بالله جل وعلا ممتنعة واحاطة العلم بالله جل وعلا ممتنعة واحاطة القدرة بالله جل وعلا ممتنعة فالعباد اذا مهما بلغ شأنهم فيما اعطاهم الله من القوة فانهم احقر واضعف واذل لله جل وعلا من ان يحيطون به جل وعلا علم او يحيطون به جل وعلا وصفا او يحيطون به جل وعلا قدرة الى اخره الى اخر ذلك. بل هو سبحانه المتصف بصفات الكمال وهذا من الطحاوي رحمه الله تقرير لعقيدة عظيمة من عقائد اهل السنة والجماعة مخالفة للمعتزلة والخوارج والرافضة والاشاعرة وطوائف كثيرة من الصفاتية ومن غيرهم وفي هذه الجملة مسائل لبسط الكلام عليها المسألة الاولى قوله وهو مستغن عن العرش مستغن من الغنى وهو عدم الحاجة والله جل وعلا سمى نفسه بالغني كما في قوله سبحانه وهو الغني الحميد في قوله ان الله لغني عن العالمين وفي قوله فان الله غني عن العالمين وفي قوله ايضا جل وعلا وكان الله غنيا حميدا ونحو ذلك من الايات فهو سبحانه موصوف بالغنى ومن اسمائه الغني ومعنى هذا الاسم الذي هو من اسماء الجلال لله جل وعلا ومن اسماء الجمال لله جل وعلا معنى هذا الاسم انه سبحانه الذي يحتاج اليه كل شيء وهو المستغني عن كل شيء وهذا الغنى غنى في القهر فان الله سبحانه لا يحتاج الى معين ليقهر من شاء ويذل من شاء كما انه غنى في الملك الله سبحانه غني عن ان يعينه احد في تدبير ملكه ولكن يشرف من شاء من عباده ببعض ما يقومون به من عمل في ملكوت الله جل وعلا كما يشرف الملائكة وبعض عباده الصالحين وغناه ايضا جل وعلا غنى لكمال قدرته سبحانه وتعالى ومن هذا الاخير غناه عن العرش فهو سبحانه لكمال قدرته واستغنائه بقدرته عن احد من خلقه فانه مستغن عن العرش فاذا عموم غناه جل وعلا واطلاق غناه جل وعلا وان الخلق جميعا فقراء اليه سبحانه وتعالى هذا يشمل هذه المعاني جميعا المسألة الثانية استغناؤه جل وعلا عن العرش وما دونه يقتضي ان العرش وما دونه محتاج اليه ومفتقر الى الرب سبحانه وتعالى وهذا له جهتان الجهة الاولى ان العرش وما دونه مفتقر لله جل وعلا لانه لا قوامة له ولا قيام له بنفسه فهو محمول له قوائم كما مر معنا في وصفه وهو محمول والذي يحمله خلق سخرهم الله جل وعلا لحمله واقدرهم على ذلك فقدرتهم في حمل العرش واستقراره وفي بقائه وقيامه انما هو بقدرة الله جل وعلا فهذا نوع من الحاجة والثاني او الجهة الثانية من افتقار العرش وما دونه الى الله جل وعلا ان كل شيء عبد لله جل وعلا ومن ذلك العرش العرش من مخلوقات الله التي تعبده وتسبحه وتذل له جل وعلا وكذلك حملة العرش وكذلك من في السماوات ومن في الارض وكذلك ما في السماوات وما في الارض وقد قال جل وعلا ان كل من في السماوات والارض الا ات الرحمن عبدا وقال ايضا وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم فقوله وان من شيء هذا هذه نكرة جاءت في سياق النفي بان ان ان هنا بمعنى ما والا بعدها حاصرة او قاصرة فيكون المعنى ما من شيء الا يسبح بحمده والعرش شيء وتسبيحه بحمد الله جل وعلا نوع من الذل والعبودية له سبحانه وتعالى والعبودية والذل معنى من معاني الافتقار الى الرب جل جلاله وتقدست اسماه اسماه وفي هذا تنبيه للعباد بعامة ان هذا المخلوق العظيم الذي الكرسي بالنسبة اليه كالحلقة الملقاة في فلاة من الارض والكرسي السماوات السبع بالنسبة اليه كما جاء في كلام اهل السلف كدراهم سبعة القيت في ترس او كحلقات القيت في ترس والارض صغيرة بالنسبة للسماوات فان هذا يعني انك ايها العبد ايها الانسان المخلوق الضعيف الذي تعرف ضعفك تنظر الى العرش الذي هو مفتقر الى الله جل وعلا مسبح ذال منيب الى ربه جل وعلا كيف انه لا يستغني عن مولاه وكيف انه يسبح ويحمد ويذل لله جل وعلا؟ فهذا المخلوق الضعيف جدا الذي هو الانسان وابتلي بالتكليف لا شك انه اولى بالذل لله لانه ضعيف جدا و مفتقر للغاية فاذا النظر الى العرش وفقر العرش الى الله جل وعلا وان قوامة العرش على عظمه وعظم خلق السماوات وقلة قلة او ضعف نسبة خلق السماوات الى العرش جدا كيف الانسان ينظر الى نفسه؟ لا شك انه يستفيد من هذا في قلبه وعمله انه اولى بالافتقار الى الله واولى بالذل الى الله واولى بالعبودية لله جل جلاله وتقدست اسماءه. وهذا من ثمرات التفكر الشرعي والنظر في ملكوت السماوات والارض. والنظر ايضا فيما ذكر الله جل وعلا في كتابه من انواع خلقه التي لم نرى ومنها عرشه جل جلاله وتقدست اسماؤه المسألة الثالثة قول المؤلف هنا في وصف الرب جل وعلا محيط بكل شيء وفوقه محيط هذا الوصف الاحاطة قد جاء وصف الله جل وعلا به بالقرآن في عدة ايات كما في قوله سبحانه في اخر سورة فصلت الا انهم في مرية من لقاء ربهم الا انه بكل شيء محيط وكذلك في قوله ولله ما في السماوات وما في الارض وكان الله بكل شيء محيطا وكذلك في قوله جل وعلا والله من ورائهم محيط. ونحو ذلك والاحاطة في اللغة هي الاتيان للشيء من جميع جهاته يعني من جميع الجوانب يكون مطوقا كما في قوله تعالى واحاط بهم سرادقها يعني جاءهم من كل جهة وتفسير احاطة الله جل وعلا بكل شيء السلام والمفسرون منهم من يمضي وهم الاكثر عن الدخول في هذا الوصف بوصف الاحاطة احاطة الله جل وعلا بكل شيء وكانهم هربوا من ان يظن ان الاحاطة احاطة ذات فهي حاطة الفلك بما فيه واحاطة السماوات بالارض ونحو ذلك ولا شك ان معنى احاطة الذات ليس مرادا فان الله جل وعلا طوق مخلوقاته والمخلوقات صغيرة بالنسبة لذات الله جل وعلا وجلاله سبحانه لهذا اعرضوا عن الخوض في تفسيرها وفسرها طائفة من العلماء تفسير يوافق ما قاله السلف وما يعتقده ائمة اهل السنة في ذلك بقولهم ان الاحاطة انواع احاطة بمعنى احاطة بمعنى انها احاطة عظمة لله جل وعلا. وبمعنى انها احاطة سعة الله سبحانه وصف كرسيه بانه وسع السماوات والارض ووصف نفسه جل وعلا بانه واسع سبحانه وتعالى الذي وسع كل شيء واحاطة بمعنى انها احاطة صفات احاطة علم احاطة قدرة احاطة قهر احاطة ملك الى غير ذلك. فهذه كلها من معاني احاطة الرب جل وعلا بعباده ولهذا اين المطر فكل احد يفر منه الى غيره ولكن الله جل وعلا لاحاطته بخلقه واحاطته بجميع ملكوته سبحانه وتعالى احاطة عظمة وسعة وقدرة وعلم الى غير ذلك فانه سبحانه اذا فررت منه فانك لن تجد الا ان تفر اليه. سبحانه وتعالى ففروا الى الله ويقول القائل يوم القيامة اين المفر؟ لا مفر من الله الا اليه. وهذا اذا نظر اليه العبد مع التفكر وجد نفسه تتصاغر جدا امام ربه جل وعلا فيعظم الايمان في قلبه ويعظم اليقين ويعظم توكله على الله فيأنس بالله جل وعلا وبما جاء من الله جل وعلا حتى يصير راضيا بكل ما جاء من الله جل وعلى دالا لربه سبحانه وتعالى. وكلمة شيء في قوله بكل شيء ذكرنا لكم انها تفسر بان الشيء ما يصح ان يعلم او يؤول الى ان يعلم والله سبحانه وتعالى احاطته بالاشياء منها كما ذكرنا احاطة علم واحاطة قدرة فهو سبحانه وتعالى عالم بكل شيء قدير على كل شيء. فاذا كلمة كل شيء هنا لاجل ما جاء في الايات ان الله كان بكل شيء وكان الله بكل شيء محيطة ونحو ذلك لاجل ما جاء في الدليل المسألة الرابعة وهي اعظم المسائل واجلها في كلام الطحاوي هذا وهي قوله في وصف الله جل وعلا محيط بكل شيء وفوقه كما ذكرت لك ان الاحاطة قد يتبادر الى بعض الاذهان انها احاطة ذات بمعنى ان الاشياء جميعا الله سبحانه بذاته محيط بها من كل جهة وهذه قد نفاها العلماء ولم يجعلوها تفسيرا للاحاطة لهذا قال بعدها وفوقه يعني انه مع احاطته بكل شيء فهو فوق جميع الاشياء والفوقية هنا هي المسألة المشهورة العظيمة في هذه الامة وهي مسألة مسألة علو الله جل وعلا على خلقه وفوقية الرب جل وعلا على خلقه والفوقية بمعنى العلو فالايات التي فيها تفسير الفوقية فيها ذكر الفوقية تفسر بالعلو والايات التي فيها العلو تفسر بالفوقية ففوقية الرب جل وعلا هي علوه سبحانه على جميع خلقه المسألة الاولى ان العلو والفوقية ينقسم الى ثلاثة اقسام الى علو الذات وعلو القهر وعلو القدر والشرف وكذلك الفوقية فوقية الذات فوقية القهر وفوقية القدر والشرف وبعض اهل العلم يقسمها الى قسمين الى علو الى فوقية الذات والى فوقية الصفات علو ذات وعلو صفات والاول هو الاكثر في تفسير اهل العلم الذين دونوا شرح عقائد اهل السنة والجماعة. ومعنى علو الذات وفوقية ذات ان الله جل وعلا فوق جميع الاشياء وانه الاعلى سبحانه وهذا هو الذي فسره به عليه الصلاة والسلام تفسر الاية هي اية سورة الحديد والاول والاخر والظاهر والبعض فسر الظاهر وقال وانت الظاهر فليس فوقك شيء سبحانه وتعالى وفوقية القهر وعلو القهر يعني ان انه سبحانه وتعالى لا يغلب ولا يرام جنابه بل هو سبحانه وتعالى هو الذي يقهر من عاداه يملي ويستدرج ويقهر ويأخذ على غرة وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد فهو سبحانه عال علو القهر وهو فوق خلقه فوقية قهر وجبروت وعظمة المولى جل جلاله والثالث علوه فوقية القدر وهذا المعنى هو الذي يثبته المبتدعة من العلو فلا ينازعون في علو القهر والقدر والشرف فيقولون معنى الله فوق خلقه كقول القائل الملك فوق شعبه او الامير فوق رعيته يعني من جهة قدره وكقولهم العالم فوق عامة الناس من جهة القدر وكقول القائل الذهب فوق الحديد يعني من جهة المنزلة والقدر وهذا تفسير ناقص كما سيأتي في هذه المسائل ان شاء الله تعالى المسألة الثانية يعني دخل بعضها في بعض ما يخالف لانها جميعا متعلقة بالفوقية العلوة الفوقية لله جل وعلا ثابت بدليل القرآن والسنة والعقل والفطرة بل قال بعض العلماء ان في القرآن والسنة الف دليل لاثبات علو الله جل وعلا بذاته وفوقيته بذاته على خلقه وهذا يعني ان امر العلو ومسألة العلو والفوقية من المسائل المتواترة العظيمة التي دلالتها صريحة بل دلالتها نصية فدلالتها اذا قطعية لهذا دخل عدد من اهل العلم بل صرح عدد من اهل العلم بتكفير من انكر علو الله جل وعلا على خلقه لاجل عظم الادلة في هذا كما سيأتي بيانه ان شاء الله تعالى الادلة التي دلت على علو الله جل وعلا على خلقه وعلى انه سبحانه فوقهم بذاته وصفاته كثيرة جدا لهذا ابن القيم جعلها انواع لاجل كثرتها جعلها ثمانية عشر نوعا كل نوع تحته جملة من الادلة في الكتاب والسنة ونذكر بعضا منها وترجعون الى الباقي من ذلك ان الله جل وعلا صرح سبحانه ونص على انه فوق عبادي في قوله في سورة الانعام وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير وهو القاهر فوق عباده والنوع الثاني انه جاء التصريح بمن قبل الفوقية في قوله سبحانه في سورة النحل يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون ومن مقتضيات اللغة ان مجيء من قبل الظرف فوقع تدل بظهور على ان الفوقية فوقية ذات لان فوقية الصفة او القهر او القدر لا يؤتى فيها بمن لا يقال الذهب من فوق الحديد ويعنى به في صفاته او الملك من فوق الرعية ويعنى بها من الصفات اذا اتي بمن في اللغة قبل الظرف فوق فانها تدل على فوقية المكان او فوقية بالذات لله جل وعلا يعني فوقية الذات لاي شيء وفي الاية فوقية الذات لله جل وعلا. فاذا قوله سبحانه لما وصف الملائكة بانهم يسكنون السماء وانهم يسبحون قال يخافون ربهم من فوقهم يعني الذي هو فوقهم بذاته جل جلاله وتقدست اسماه النوع الثالث انه سبحانه ذكر ان الملائكة تعرج اليه فقال سبحانه تعرج الملائكة والروح اليك في يوم كان مقداره خمسين الف سنة عروج الملائكة يعني صعودها عروج الملائكة يعني ارتقائها الى اعلى والى فوق وهذا يدل على فوقية الذات لله جل وعلا النوع الرابع انه سبحانه ذكر ونص على ان العمل الصالح يصعد الى الرب جل وعلا. والاعمال الصالحة ترفع اليه سبحانه تعالى كما جاء في قوله تعالى في سورة فاطر اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. قوله اليه يصعد يعني لا الى غيره. لانه سبحانه هو المتفرد بعلو الذات على خلقه به جميعا. الخامس من الانواع ان الله سبحانه ذكر انه اختص بعض عباده بان جعلهم عنده ومن ذلك الملائكة فالملائكة في السماء ولكنهم متنوعون ايضا في سكناهم للسماء فجعل جل وعلا بعضهم مختص بانه عنده سبحانه. وهذه العندية هي عندية علو وفوقية كما في قوله سبحانه فالذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته آآ والذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون. ونحو ذلك من الايات عندية عندية في الملائكة يعني كون الملائكة عند الله والذين عند ربك يقتضي انه سبحانه شرفهم وخصهم بشيء وهو انه انهم عنده يعني في علاه جل وكذلك ما وصف الله جل وعلا به الشهداء في قوله ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند رب بهم يرزقون احياء عند ربهم. هم بين الخلق جسدا ولكنهم عند ربهم روحا يعني في العلا تكريما لهم وتعظيما لاجرهم وثوابهم النوع السادس هذي كلها ذكرها ابن القيم تحفظونها لانها نافعة في الحجاج ومجادلة من ينكرون علو الله جل وعلا ما ذكر الله جل وعلا من تنزيله للكتاب من عنده كقوله تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم. وكقوله تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم وكقوله تنزيل من الرحمن الرحيم وكقوله سبحانه قل نزله رح القدس من ربك بالحق نزل به الروح الامين ونحو ذلك من الايات والانواع كثيرة يمكن ان تطلبوها فيها اقوى دلالة واوضح برهان على ان الله سبحانه هو العالي فوق خلقه بذاته جل وعلا المسألة الثالثة دلالة السنة على طوقية الله جل وعلا ايضا جاءت الادلة فيها كثيرة جدا كقوله عليه الصلاة والسلام وانت الظاهر اليس فوقك شيء وكقوله والعرش فوق ذلك والله والعرش فوق سماواته والله فوق ذلك في الحديث الذي مر معنا البحث فيه وان اهل السنة يستدلون منه بهذا القدر بسبوته في ادلة اخرى وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام في حجة ابداع يشير الى السماء ثم يمكث باصبعه الارض اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام في حديث الجارية لما سألها اين الله قالت في السماء قال عليه الصلاة والسلام لسيدها اعتقها فان والادلة على علو الله جل وعلا في السنة كثيرة. الرابعة الدلالة العقلية دلالة العقل على علو الله جل وعلا بذاته على خلقه ودلالة العقل متنوعة وكثيرة لكن نكتفي منها بدليل عقلي واحد وهو ان الله جل وعلا موجود سبحانه وتعالى بالاتفاق يعني كل من اثبت الله جل وعلا اثبت وجوده حتى جهم الذي ينفي جميع الصفات يثبت وجود الله جل وعلا. فنقول لجميع هذه الفئات ان الوجود قدر مشترك الله جل وعلا موجود وخلق الله جل وعلا ايضا موجودون وهذان الوجودان اما ان يتمايز واما ان يتداخل فان تداخل يعني صار احدهما داخل الاخر اما ان يكون الخلق محيطون والله جل وعلا في داخل خلقه واما ان يكون الله جل وعلا الخلق في داخلي سبحانه وتعالى خلق الله خلق الله جل وعلا والكائنات منها اشياء مستقبحة ومستقذرة وقبيحة مثل النجاسات ومثل القاذورات ومثل الاشياء التي لا يصرح بها ونحو ذلك استقلارا واستهجانا والمخلوقات بعض المخلوقات السيئة ونحو ذلك وهذه لا احد من جميع من يبحث هذه المسائل يقول بجواز ان تكون في داخل في داخل الله جل وعلا فاذا حصل الى انه يتعين ان يكون الله جل وعلا عاليا على خلقه لان الاختلاط يقتضي هذا المعنى العقلي الفاسد وكون الله جل وعلا في داخل خلقه هذا فيه نقص لله جل وعلا وهذا برهان عقلي صحيح وذلك لانه مبني على مقدمتين وهاتان المقدمتان اثباتهما مشترك بين جميع الفئات مقدمة الاولى وجود الله جل وعلا والمقدمة الثانية تنزه الله جل وعلا عن عن ان يكون في داخله شيء مما يستقبح او يستقذر المسألة الرابعة او الخامسة الخامسة هذا في الدليل الفطري الدليل الفطري لعلو الله جل وعلا هو انه كل احد يحس من فطرته سواء علم الدين او لم يعلم الدين علم او لم او لم يعلم ان قلبه عند الحاجة وعند الرغب الى الله جل وعلا وعند انقطاع الاسباب وبقاء لطف الله جل وعلا انه يتجه القلب الى العلو وهذا شيء فطري مغروس في الانسان لهذا ذكر شارح الطحاوية وقد نقله ايضا غيره ذكروا قصة قصة الزاهد في الاثري الهمذان مع ابي المعالي الجويني الذي يلقب بامام الحرمين حيث ذكر امام الحرمين في درسه نفي علو الله جل وعلا على خلقه علو الذات وان المراد بذلك علو القهر وعلو القدم فقال له الشيخ الهمذاني يا استاذ وكلمة استاذ في الزمن الاول تطلق على من اجاد فنا من الفنون واما كلمة الشيخ فتطلق على من له مكانة وديانة و ورع وخوف من الله جل وعلا فقال له يا استاذ لاجادته فن الكلام اخبرني عن هذه الضرورة التي اجدها في نفسي وهي اني اطلب العلو اذا احتجت الى الله جل وعلا. فقال ابو المعالي حيرني الهمدان حيرني الهمذان لان قوله بنفي العلو لله جل وعلا هذا مناف للفطرة فلما استدل عليه بالفطرة قال حيرني الهمذان وقد ذكر بعض من صنف في الرحلات كما ذكرته لكم في هذه الدروس ذكروا انهم زاروا في وفد ذهب من الخليفة العباسي الى روسيا يعني الى بلاد الترك اللي هي روسيا الان وقال وجدنا اناسا لا يعبدون الله جل وعلا وليس عندهم رسالة يريدون ان يشرحوا لهم الاسلام قال ولكنا وجدناه انهم اذا اصابتهم شدة وعواتي اما من المطر ونحوه او من ابن قحط ونحو ذلك خرجوا الى الفلات ورفعوا ايديهم الى السماء ونظروا الى السماء يهمهمون كانهم يطلبون الفرج ممن هو في السماء وهذا امر مركوز في الفطرة كما ذكرنا لك. اذا دليل علو الله جل وعلا وفوقية الرب سبحانه وتعالى. دليل من القرآن والسنة ومن العقل ومن الفطرة نكتفي بهذا القدر ونكمل ان شاء الله تعالى ما يتصل بهذا البحث الاسبوع القادم باذنه تعالى نجيب على بعض الاسئلة ذكرتم كثرة الادلة على ثبوت علو الله جل وعلا بذاته ومع ذلك فاكثر الفرق تنكره وتصرفه الى المعاني الاخرى. فما سبب ذلك سببه ان اثبات العلو عندهم علو الذات يقتضي اثبات الجهة ان يكون الله جل وعلا في جهة واثبات الجهة يقتضي التحيز والتحيز ممتنع عندهم عقلا لانه من صفات الاجسام فمنعوا العلو لاجل ذلك لهذه شبهتهم ذكر بعض العلماء في مقدمة في مقدمته قول الحمد لله الواحد القهار العزيز الغفار يبسط كفه بالاسحار فهل العبارة اخيرة الصحيحة هذا اخذها من الحديث الصحيح الذي في الصحيح ان النبي عليه الصلاة والسلام قال ان الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل العبارة الصحيحة لان السحر بعض الليل آآ اية الانبياء فالذين عند ربك هل هذه عندية الذات من عندية القهر العندية هندية ذات العندية لا تنقسم. العندية هندية ذات يعني عند الله جل وعلا فوق سماوات هذا معناه قوله تعالى يقول في سورة الانبياء وله من في السماوات والارض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون ليست بالفعل ليست والذين عند ربك او فالذين عند ربك وله من في السماوات والارض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون. يسبحون الليل والنهار لا يفترون والاية الاخرى فان استكبروا فالذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ما معنى ذات في قولنا ذات الله سبحانه الذات في اللغة تأنيث ذو يقال هذا الشيء ذو صفات وهذه ذات صفات هذا في الاصل ولا تطلقوا الا مضافة ما تطلق الذات مستقلة انما تطلق مضافة وقد جاءت في قول الصحابي رضي الله عنه بشعره المشهور قال وذلك وذلك في ذات الاله وان يشاء يبارك على اوصال شلو ممزع استعمال كلمة ذات مضافة لله جل وعلا موجودة. وقد قال سبحانه فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم استعملت بعد ذلك الذات ويعنى بها ما يقابل الصفات فقسم الشيء الى صفة والى ذات ذات وصفات لم قسم هذا التقسيم لان الصفة تظاف الى الموصول فكأنه قال القائل الزاد يعني الشيء الذي هو ذو الصفة فالذات المتصفة بالصفة. فقسموها لاجل النذات كانه نعثها بقوله الذات الموصوفة بالصفة فيكون تتمة الكلام محذوف. ثم يستعمل يعني كلمة الذات هكذا بالتعريف استعملت بدون اضافة ولا تنكير معرفة الذات استعملت استعمالا واسعا في كلام اهل العقائد فاذا نقول الذات يعنى بها الذات الموصوفة بالصفات يعني ما يضاف اليه الوصف ويتصف به طبعا ربنا جل جلاله تقدست اسماؤه لا نضيف اليه من شيء الا اذا ثبت به الدليل في الكتاب او السنة وما يتوسع في الكلام في بيان العقيدة من الالفاظ او التعابير الاولى بل الذي ينبغي ويتأكد على طالب العلم ان يستعمل تعابير السلف لانها ابعد عن الخطأ بالتعبير لهذا يمرن طالب العلم نفسه على ان يعبر في هذه المسائل مسائل التوحيد والعقيدة بتعابير السلف لانهم اعلم واحكم في هذه المسائل الله سبحانه وتعالى ينزه نفسه ويسبح له كل شيء. وتنزيه الله جل وعلا نفسه عن النقائص. هو معنى تسبيح الله جل وعلا هو معنى التسبيح هذا جواب على سؤال صياغته ما كانت مناسبة من صاحبه آآ يستفيد الجواب. اين ذكر هذه الادلة ابن القيم ذكرها في كتابه دماء الجيوش الاسلامية غزو المعطلة والجهمية وفي النونية في غيرها ذكرها شارح الطحاوية عندك ما هو ضابط الاسم والصفة فيما ورد في الكتاب والسنة مثلا ان الله كان غنيا حميدا هل يقال الغنى هنا صفة ام اسم وهل المحسن من اسماء الله عز وجل الجواب كان غنيا هذا وصفه بالغنى لكن والله هو الغني الحميد هذا هذا اسمه واذا اطلق الاسم فانه يقتضي الاسم والصفة لان اسماء الله جل وعلا مشتملة على الصفات واما اذا جاءت الصفة فانه لا يستقل ورود الصفة باثبات الاسم بل قد ترد الصفة ولا نثبت لله جل وعلا الاسم الذي فيه الصفة وهذه فيها يعني بحث اطول في وقته ان شاء الله نعم هم المحسن من اسماء الله جل وعلا انه جاء في الحديث ان الله محسن ومن اسماء العلماء من القديم عبدالمحسن وشيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم وعلماء الدعوة ايضا اذا ذكروا اسماء الله جل وعلا عدوا فيها المحسن والمحسن صفة كمال والمحسن اسم متضمن لصفة كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوب يقول في بعض الكليات في الجامعة يذكر بعض المدرسين اشياء خطأ في العقيدة ولكنا لا نملك العلم الكافي لمجادلتهم وكذلك هم لا يسمحون بالمجادلة وكذلك نخشى اثارة الشبه وكذلك نخاف ان يتسلط علينا بالدرجات الى اخره مسال الدرجات ونحو هذه ما هي بعذر ان من رضي الله عنه ارضى عنه الناس وانا اذكر مرة ما كنا في الجامعة حصل كان احد الاساتذة يدرس وكان عنده خلل في في مسائل في الاعتقاد بمسائل الصحابة رضوان الله عليهم والخلاف الذي حصل بين علي رضي الله عنه ومعاوية فذكرت له اه قول اهل السنة وان الصحابة يجب احترامهم تعظيمهم وتوقيرهم وان هذا دين الكلمات التي فيها تنقص او تحتمل التنقص لا يجوز ان تقال هذي ما ما يرضى بها من يعظم ويوقر الصحابة حصل بحث ثم اه تركت الحضور الى اخر العام الى الاختبار فيمكن عام من عشرين سنة تسعة وتسعين او نحوها او ثمانية وتسعين فولله الحمد لا يعني ما حصل لا حذف ولا درجات ولا ولا تنقيص ولا حرمان مثل ما يقولون الى اخره. مع انه كان غياب مستمر المقصود ان العبد اذا نصر الله جل وعلا ونصر دينه لابد انه يحصل له ابتلاء وقد يكرمه الله جل وعلا بانه يحفظه وهذا من نعمة الله جل وعلا وكرمه فلهذا ينبغي ان يكون العبد واضحا في بهذه المسائل اذا كان يعلم يبين له لكن كيف يبين؟ هل هو باغلاظ؟ ام يبين بالمجادلة المحمودة؟ ولا تجادلوا اهل الكتاب الا التي هي احسن وقال سبحانه وجادلهم بالتي هي احسن. فالاسلوب مهم والصدع بالحق لا يعني الغلظة في الكلام حتى يكون معاندا متجبرا مكابرا او يغلظ هو اه كما اغلظ فرعون على آآ موسى فاغلظ عليه موسى بعد ذلك المقصود من هذا ان من عنده علم واجب عليه ان يبينه ولا يجوز له ان يكتمه لابد ان يبينه اذا كان علم وكان حريا بالمسألة واضحة عنده لا شبهة عنده فيها لاجل انه احيانا يورد ايضا المجادل شبهة اخرى او يضعفك امام الاخرين فتصبح حجته اقوى. ولهذا لا يدخل في المجادلة الا المتمكن في مثل هذه الحالات اذا خشي المرء ان يجادل امام الناس يذهب معه في مكانه او يناقشه على انفراد فهذا اولى لكن السكوت مطلقا ما يسوء في اي مسألة قد يرجح آآ طالب العلم عدم انكار علنا مثلا في بعض الاحيان لمصلحة شرعية لكن السكوت مطلقا بحيث انه يمر المنكر او فساد العقيدة او نحو ذلك دون كلام فيه لا شك هذا آآ من الذنوب قلتم من معاني العلو العندية هل هذا المعنى لغوي ام شرعي لا العلو معانيه نقول علو ذات علو قهر علو قدر علو ذات علو صفات ونحو ذلك لكن العندية يعني فيما جاء من الادلة فيه ذكر عند ربك عند الله فهذه دليل بعلو الله جل وعلا ونوع من انواع الادلة في الكتاب والسنة. فلا نقول المعنى العلو العندية لا نقول انه قد تأتي عند ويراد بها بالعلو كما في قوله بالايات التي ذكرنا لك الذين عند ربك ونحو ذلك الاخ كتب كتابا في اولها دعاء جزاه الله خيرا. ثم يقول ولكن هناك بعض الدروس التي فاتت البعض ولم يتمكن من الحضور قد حاولنا ان نأخذ هذه الدروس من الاشرطة التي سجلت ايش؟ ولكن رفظوا بحجة عدم الاذن فنرجو السماح للاشرف الاشرطة ان شاء الله انها يعني في طريقها واسأل الله جل وعلا ان يعفو عني الزلل وان ينفعكم لكن الافضل انها تنتهي يعني تنتهي آآ ينتهي الشرح ثم تنشر الاشرطة هذا افضل. وانتم الان استمروا معنا من الان الى اخر الطحاوية. الان احنا تقريبا تجاوزنا النصف اه واظن هذه السنة كافية ان شاء الله لننهي هذه هذا الكتاب العظيم ثم بعد ذلك تبدأون من اولها جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه نهى عن بيعتين في بيعة فما صورة هذه المسألة؟ وهل تصح دليلا لمن منع التقصير وما حكم الزيادة مقابل الاجل الى اخره النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن بيعتين في بيعة ونهى عن شرطين في بيع ومعنى البيعتين في بيعة والشرطين في بيع معنى الشرط هنا المشروط وهو العقد البيعة في البيعة يعني العقد في عقد بيعتان في بيعة يعني عقدين في عقد نهى عن شرطين في بيع يعني عن عقدين في بيع وهذا هو التفسير الصحيح لها صورة بيع التقصير بيع التقسيط لا يدخل في هذا لانه ينتهي المتعاقدان على احد الصورتين ولكن يدخل فيه لو تفرقا بدون تحديد احد عقدي البيع هل هو عاجل ام حق يعني مثلا يقول القائل انا اريد ان اشتري هذه السيارة فيقول له ذاك لا بأس هي حاظر بمئة واجل مئة وعشرين يقول الثاني وافق شريت فيقول انتهي ليستلم السيارة هنا ما تحددت الصورة هل هو اشترى حاضرا ام اشتراه عاجلا فلهذا ذكر السلف ما جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه وعن غيره فيه عدم التحديد تحديد صورة العقد هل هو عاجل ولا حاظر؟ انه يختلف لان الضمان ايضا يختلف وثم اشياء تترتب على ذلك اما ان تفارق على صورة من صورتيه العقل على هذي او هذه فهذا يسمى اما حاضر واما عاجل اريد هذه السيارة؟ قال بمئة حاضر وبمئة وعشرين حاج قال اريدها حاضرة تم هذا عقد مستقل وشراء اه بعقد واحد غير متعدد قال اريدها اجلة. قال بمئة وعشرين فكتب العقد او اتفقا على ان البيع اجل مئة وعشرين بعد سنة فهذا ليس بيعتين في بيعة بيعتين في بيعة يعني اللي اما كذا واما كذا والمباع واحد اما مائة حاضرة او مائة وعشرين مؤجلة والمثمن واحد صار هناك آآ صار عقد صار عقدان في في عقد اما اذا تفارق على صورة واحدة فهذا عقد واحد. قال اريدها اجلة بمئة وعشرين. هذه صورة البيع العاجل اه اختلف المعاصرون فيه واتباع المذاهب الاربعة والائمة الاربعة متفقون على جوازه وقد نقل هذا نقل اتفاق الحافظ بفتح الباري فقال وقد اتفق العلماء على جواز البيع العاجل ازدياد ثمن لقاء الاجل اذا تفارقا على بينة ولهذا نقول الصحيح الذي هو قول جماهير اهل العلم وهو المتفق مع الادلة واقوال السلف ولا يخالفها ما جاء لانه يوجه للصورة التي ذكرنا من المفارقة دون تحديد احد صورتين البيع نقول صحيح جواز بيع التقسيط جواز البيع العاجل يعني ان يزيد في الثمن لقاء الاجل. هذا ليس بربا وليس ببيعتين في بيعة لان فيه ارفاق فيه ارفاق بالناس والارفاق مطلوب وهذا ما هذا جواب قوله ما حكم الزيادة مقابل الاجل؟ الزيادة المثمن في السلعة مقابل الاجل جائزة ثم بعد ذلك هو يسلم الثمن بعد انتهاء الاجل بعد السنة بعد السنتين يقول بشتري منك هذا البيت بخمس مئة الف مليون ريال متى تسدد قال بسدد لك بعد سنتين قال لا بعد سنتين سدد لي ابجعل القيمة مليون ومئة قال ما يخالف فيتفارقان ويكون التسديد بعد مضي المدة لا بأس اذا قال لا بأس انا اؤجلها لك الثمن ولكن اجعله نجوما لي يعني اجعله اقساط كلمة اقساط في الشرع في الادلة في كلام السلف تسمى النجوم مثل ما النجوم الكتابة اذا اراد المكاتب ان اذا اراد العبد ان يعتق نفسه فانه يجعل عليه الثمن نجوم لا بأس لان المقصود انه المقصود في البيع الاصل في البيع لاباحة الا ما نهى عنه الشارع لكن المطلوب الا يكون عقدا ربويا لا يكون عقد غرض ان تتم الشروط الشرعية فيه قل ما حكم قول القائل مادة القرآن في وقت كذا؟ الجواب ان القرآن كلام الله جل وعلا صفة من صفاته تعظيمه واجب لانه اعظم شعائر الله جل وعلا التي اشعر عباده بتعظيمها واجلالها قد قال جل وعلا في سورة الحج ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب فتعظيم شعائر الله واجب تعظيم حرمات الله جل وعلا واجب والقرآن لا يساوى بغيره ولا يجعل كغيره تجعل مادة من المواد كغيره فتعظيم القرآن يقضي بالا يجعل في تسميته كغيره من يقال مادة جغرافيا ومادة انجليزي ومادة قرآن هذا فيه عدم تعظيم الله جل وعلا امرنا بتعظيم كتابه. ثم القرآن كلام الله وكلام الله جل وعلا ليس بمادة لان المادة قد تطلق ويراد بها المادة المخلوقة او يراد بالمادة المخلوق والقرآن كلام الله جل وعلا صفة من صفاته ليس بمخلوق نكتفي بهذا القدر واسأل الله جل وعلا لكم التوفيق والسداد والعلم والعمل وان يجمعنا على المحبة فيه وعلى طاعته وعلى نصرة دينه انه جواد كريم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد