الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين فهذا هو المجلس الثالث من مجالس شرح العقيدة الطحاوية من شرح معالي شيخنا يوسف الغفيص وينعقد هذا المجلس في يوم التاسع من شهر ذي القعدة من عام واحد وثلاثين واربعمئة والف في جامع عثمان بن عفان بحي الوادي في مدينة الرياض قال رحمه الله تعالى مميت بلا مخافة باعث بلا مشقة ما زال بصفاته قديما قبل خلقه لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفته وكما كان بصفاته ازليا كذلك لا يزال عليها ابديا. ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق. ولا احداث البرية استفاد اسم الباري له معنى الربوبية ولا مربوب ومعنى الخالق ولا مخلوق وكما انه محي الموتى بعدما احيا استحق هذا الاسم قبل احيائهم. كذلك استحق اسم الخالق قبل انشائهم. ذلك بانه على كل شيء قدير وكل شيء اليه فقير وكل امر عليه يسير لا يحتاج الى شيء ليس كمثله شيء وهو هو السميع البصير. نعم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله واصحابه اجمعين. في جمل ابي جعفر رحمه الله في هذه المسائل وهي جمل تنقسم الى قسمين وهذا هو الغالب على هذه الرسالة اما ان تكون الجمل من الجمل الفصيحة التي قدرها محكم من جهة معناها وهذا هو الغالب على جمل الطحاوي في رسالته انها جمل محكمة بينت المعنى الى غير ذلك وهي وان لم تكن في جميع مواردها هذا القسم مطابقا لما ورد القرآن والسنة من جهة الالفاظ الا انها محكمة المعاني والقسم الثاني من الجمل التي يستعملها الطحاوي وان كانت ليست الاغلب في رسالته نقول انها جمل مجملة جمل مجملة ولا سيما ان هذه الجمل المجملة استعملها ابو جعفر في موارد النزاع بين المنتسبين للسنة والجماعة من الفقهاء والمتكلمين وامثالهم فما عبر بصريح مذهبي المتقدمين ولا عبر بصريح المخالفة لبعض المدارس الكلامية ولم يعبر بطريقة بعض الفقهاء وانما اذا جاء لمثل هذا المورد بعضه يكون مجملا له. فكأنه من فقه رحمه الله ومن نظره واجتهاده ان موارد التي او الموارد التي امتاز بها مذهب اهل السنة والحديث ويراد بهذه السنة والحديث ليس اهل الحديث باعتبار الصنعة وانما يراد بذلك مذهب الصحابة او مذهب اهل السنة قاطبة او المذهب عليه الفقهاء والمحدثون وما الى ذلك تمييزا عن اهل البدع الذين تميزوا ولم ينتحلوا السنة والجماعة وهؤلاء هم في الاصطلاح العلمي هم اهل البدع المغلظة. واذا ذكر اهل البدع في الاصل فهؤلاء هم الذين اه ينصرف اليهم في الابتداء لانهم لا ينتحلون السنة والجماعة ولا ينتسبون الى ذلك ولهم اصول تخالف في ذلك وهؤلاء هم غلاة المتكلمين في مثل هذه الموارد التي يشير اليها المصنف مسائل الصفات ومن اخذ عن طريقتهم او نسج على طريقتهم وتعلم انه ظهر بعد ذلك اه في بعد عصر القرون الثلاثة الفاضلة ظهر كثير من الرأي في هذه المسائل وصار هناك من المتكلمين من هو منتسب للسنة والجماعة ويعظم اصول السلف وجمل السلف الكلية وانتسابه اليهم معروف وان كان على علم الكلام او على بقية من علم الكلام اخذها فهذا الوجه من المسائل يكون لهم قول فيه يغلب فيه انه مركب من قول اهل السنة ومن بقية من علم الكلام يغلب فيه ان القول هنا لا يكون محكما ولا يكون مطابقا لمعاني وقواعد الائمة المتقدمين وان كان فيه بقية من قولهم او جملة من قولهم وجملة من علم الكلام او باثر علم الكلام. جملة من المعاني باثر علم الكلام فهذا هذه الاقوال المركبة في هذه المسائل هي التي غلبت على مدارس متكلمة الصفاتية من اهل الاثبات من اصحاب ابي بحسن الاشعري وابي منصور الماتوريدي وعبدالله ابن سعيد ابن كلاب وامثالهم من اعيان المتكلمين المنتسبين للسنة والجماعة المعظمين جملة السلف في الجملة ولهم رد على المعتزلة وامثالها من متقدم المتكلمين وولاتهم وان كانوا في اقوالهم مع ما لهم من هذا الانتساب وبقية المعاني في جمل اهل السنة الا انهم باثر علم الكلام عليهم بقية من هذا العلم او باثر هذه البقية من هذا العلم ظهر لهم من المعاني والمقولات اه ما يكون مشكلا على اصول السلف الاولى ما يكون مشكلا فتكون اقوالهم مركبة من هذا المعنى ومن هذا المعنى او من هذه المادة ومن هذه المادة وابو جعفر رحمه الله فيما اذا كانت المسائل على هذا الوجه فانه يتجنب التصريح بتمييز هذا وجه عن هذا الوجه او هذا القول عن هذا القول كما هي طريقة بعض اهل العلم المعروفين والكبار كالامام ابن تيمية رحمه الله وامثاله ومن هنا صارت هذه الرسالة كما سلف في مقدمتها من الرسائل التي يستعملها الفقهاء واتباع الفقهاء واتباع الفقهية الاربعة ولو كان في منهم من ينتحل طريقة ابن منصور او طريقة ابن حسن او طريقة اهل الحديث وما الى ذلك يرون ان هذه الجملة التي كتبها الطحاوي جملة صالحة لما فيها من هذا الوجه من الاجمال ولانه في مثل هذه الموارد يستعمل من التعبير المشترك الذي لا يكون فيه تمييز لرأي او لقول عن الاخر في مثل هذه الرتبة وهذا الموضع يقارب ذلك هذا الموضع فيه جمل تقارب ذلك. آآ قال ما زال بصفاته قديما قبل خلقه قال ما زال بصفاته قديما قبل خلقه وان كانت هذه الجملة هذه الجملة معلومة من جهة كليتها من الدين بالظرورة ويراد بكليتها اي من حيث كون المراد بها ان الله سبحانه وتعالى ان الله سبحانه وتعالى هو الاول الذي ليس قبله شيء لكن قوله ما زال بصفاته قديما قبل خلقه يشير بها اهل الكلام او الى ما يقاربها من الالفاظ وان كانت اللفظة ليست كلامية محضة لكن يشيرون بمثل هذا الترتيب الى مسألة التسلسل مسألة التسلسل في افعال الله سبحانه وتعالى وهذا كما تعرف من المعتركات الكلامية التي كثر الخوض فيها والجدل. كثر الخوظ فيها والجدل وللمعتزلة فيها طريقه ولمتكلمته للاثبات من اصحاب ابي الحسن وامثالهم طريقة وللمتقدمين او لمن يحرر مذهب المتقدمين من السلف لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله طريقه وهي التي على اصول الائمة رحمهم الله وهي مقتضى ما جاء في الكتاب السنة ولكنها طريقة لها قدر من الوقت تحتاجه الى تفصيلها. وكأن المقصود من المجلس هو التنبيه على جمل الرسالة فمن ابتغى فيها تفصيلا فلينظره في كلام اهل العلم ومن اجود ذلك ما كتبه الامام ابن تيمية في كتابين من كتبه في درء تعارض والنقل وفي مسألة او في كتاب اخر في نقض التأسيس في نقض التأسيس او ما يسمى بيان التلبيس بيان تلبيس الجامية وهو في حقيقة نقض التأسيس باعتباره جوابا عن كتاب اساس التقديس لمحمد بن عمر الرازي او في كتاب درع التعارض ففيه بحث مطول عن مسألة التسلسل واقسامها وان كنت انبه هنا فقط على جملة وهي ان بعض فاهل العلم رحمهم الله من المتأخرين اشار الى ان الامام ابن تيمية وهم في هذه المسألة ودخل عليه فيها شيء وهذا بعيد وفي الغالب ان هذا فرع عن عدم تحصيل رأي شيخ الاسلام تحصيلا مناسبا لانه كتبه في الغالب باسلوب فيه انعقاد وفيه آآ لغة ليست مألوفة على الطريقة آآ يستعملها سواد الفقهاء وجماهير الفقهاء لانه كان يجادل على نفس الطريقة التي كتب عليها من كتب في علم الكلام اه بل امتد في كتابه نقض في كتابه درء التعارض امتد اه عن مذهب المتكلمين الى مذهب الفلاسفة وذكر كلاما ابن سينا نقله من الاشارات والتنبيهات بخاصة لان ابن سينا ذكر هذه المسألة في الاشارات والتنبيهات وذكر جوابا حسنا وجملا مفصلة وتحقيقا آآ تاما في هذه المسألة وانما كان جواب او اشارة الامام الطحاوي الاشارة من حيث هي في الجملة يمكن حملها على معاني صحيحة لان مسلمة ليس في كلام ابي جعفر ظرورة ان يقال ان فيه اشكالا على هذا التقدير بل جملته هنا مجملة ليست تستلزم فاسدا جملة ابي جعفر هذه عند التحقيق لا تستلزم معنى فاسدا وان كان فيها قدر من الاجمال والاشتراك وان كان في فيها قدر من الاجمال والاشتراك نعم قال رحمه الله تعالى لم يزد هذه مسألة تعتبر اصل في علم الكلام هذه مسألة تعتبر اصل في علم الكلام وهي اصل مذهب ابي الحسن الاشعري واصحابه في مسألة حلول الحوادث هذه مسألة تعتبر اصل وهي مسألة عظيمة عندهم ولهم فيها كلام مطول كتب اصحاب ابي الحسن فيها كلاما مطولا وهي قاعدة المذهب باعتبار مسألة حلول الحوادث ونفي حلول الحوادث ما يكفي وعن هذا قلنا ان قول الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. تتضمن الجملة الاولى النفي. وتتضمن الاثبات وكذلك قوله وهو السميع البصير يتضمن الاثبات ويتضمن التنزيه ايضا وان الله سبحانه وتعالى ولهذا اخص وصف لله عند المعتزلة انه قديم درعا لقول الفلاسفة بقدم العالم ولما جاء ابو الحسن واصحابه من متكلمة اهل الاثبات المنتسبين للسنة والجماعة جعلوا ان اخص ما يقال هنا ان الله سبحانه وتعالى منزه عن حلول الحوادث فجرت هذه المسألة على تقرير مطول وفيه كلام اهل العلم واهل الكلام تفصيل لها. نعم لم يزدد الذي اريد ان اشير اليه ان كلمة ابي جعفر لا تستلزم معنى فاسدا وان كان فيها اجمال واشتراك وان كان فيها اجمال واشتراك لكنه يمكن ان تحمل جملته على معنى مناسب صحيح وهذا هو الاصل فيه رحمه الله نعم لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفته. وكما كان بصفاته ازليا كذلك لا يزال عليها ابديا ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق ولا باحداث البرية هي الجمل التي فيها اجمال ما ما مراده بها؟ هل هي يمكن تبصر على طريقة المتقدمين من الفقهاء واهل حديثهم على طريقة متكلمة اهل الاثبات في مسألة التسلسل نعم هذه جمل مجملة. لكن اذا ذكرنا مذهب السلف كجملة فان مذهب السلف ومذهب الصحابة رضي الله تعالى عنهم والذي عليه ائمة الفقه وائمة الحديث ان الله سبحانه وتعالى هو الاول الذي ليس قبله شيء كما اخبر القرآن وكما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم وانه سبحانه وتعالى بصفاته بل ان ذكر الصفات والذات على سبيل التعدد وعلى سبيل التثنية هذا من المحدث في الدين الذي ليس له اصل. والسؤال الذي تكلم عنه المتكلمون هل الصفات قدر زائد على الذات؟ ام ليست قدرا زائدا على فهذا لا يقال في جوابه هذا او هذا بل يقال قبل ذلك قبل ان ينظر في احد الجوابين يقال ان هذا السؤال محدث مبتدع في الدين والله جل وعلا اعظم قدرا وحقا ولا يحاط به سبحانه وتعالى علما وانما يجب له من الاثبات ما اثبته لنفسه وما اثبته له رسوله عليه الصلاة والسلام من الكمال المطلق الذي لا يماثله فيه احد منزه سبحانه وتعالى عن كل نقص وان كان تسمية النقص على التفصيل كما تعلم لم يستعمل في القرآن كثيرا فان النقص لا يتناهى. ذكره والله سبحانه وتعالى انا موصوف بالكمال كما وصف نفسه في كتابه بالاسماء الحسنى وما تتضمنه الاسماء الحسنى كاسم السميع والبصير عزيزي والحكيم والرحمان والرحيم وغيرها من صفات الكمال. فكذلكم كل ما قابل هذا الكمال فان الله منزه عنه كل ما قابل هذا الكمال من النقص فان الله منزه عنه فلما وصف نفسه بالرحمة وبالسمع بالبصر ونحو ذلك من الصفات التي ذكرت في اسماء الله او ذكرت مفتتا وحدها على سبيل الخبر والفعل منه سبحانه وتعالى فكل ما قابل هذه الصفات من معاني النقص واقتضى ذلك الدلالة من اللغة والعقل فانه يعلم ان الله منزه عن لكن الذي غلب في طريقة القرآن هو الاجمال في هو الاجمال في النفي والتفصيل في الاثبات فتجد الاثبات جاء مفصلا في اسماء هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن الى اخره. وكذلك في تفصيل صفات الله وافعاله جاءت الصلاة وان كان الاثبات المجمل جاء ذكره في القرآن في قول الله تعالى في اسمائه ولله الاسماء الحسنى فهذا اثبات مجمل. وكذلك في صفاته جاء الاثبات مجملا. كما جاء مفصل وان كان الغالب التفصيل لكن ورد الاثبات مجملين في قول الله تعالى ولله المثل الاعلى. فهذا اثبات ولكنه مجمل. وفصلت الصفات في القرآن بما سبق الاشارة واما النفي فانه يأتي مجملا وهذا هو الغالب فيه. هذا هو الغالب فيه والاصل فيه وهذا هو مقتضى المعقول كما انه الذي جاء به المنقول هذا مقتضى المعقول بمعنى ان تفصيل النفي هذا ليس مدحا تفصيل النفي ليس مدحا وان كان عرض ذكره في القرآن لموجب يقتضيه كقول الله تعالى لا تأخذه سنة ولا نوم كقوله ولا يظلم ربك احدا الى غير ذلك. فهذا من تفصيل النفي لكن لا تجد ان كل نفي قابلك مالا سمي النفي في القرآن باسمه. لا تجد ان كل نقص قابلت كمالا سمي نفي هذا النقص في القرآن اليس كذلك؟ لا تجد ان كل نقص قابل كمال سمي ولكنه معلوم بضرورة العقل لان هذا النقص الذي قابله هو ضد او نقيض له لان هذا النقص الذي قابله هو ضد او نقيض له اليس كذلك؟ ومعلوم ان الجمع بين بين النقيضين او الجمع بين الظدين جمع ممتنع في العقل فعلم بذلك ان الاثبات فيه من الكمال وفيه من التنزيه فكل جملة اثبات ففيها مقام من التنزيه وكل جملة تنزيه ففيها مقام من الاثبات ولهذا جمع ذكرهما في هذه الاية نعم له معنى الربوبية ولا مربوب ومعنى الخالق ولا مخلوق وكما انه محي الموتى بعد ما احيا استحق هذا الاسم قبل احيائهم. كذلك استحق اسم الخالق قبل انشائهم. ذلك نعم. ذلك بانه على كل شيء قدير. وكل شيء اليه فقير. وكل امر عليه يسير. لا الى شيء ليس كمثله شيء وهو السميع البصير خلق الخلق بعلمه وقدر لهم اقدارا الخلق بعلمه اي ان الله سبحانه وتعالى خلقهم وهو يعلم سبحانه وتعالى ما هم سائرون اليه. ويعلم احوالهم ويعلم منقلبهم ومثواهم. ولكنهم ولكنه سبحانه وتعالى خلقه خلقا حقيقة وبفعل منه سبحانه وتعالى حقيقة واوجه خلقه سبحانه وتعالى جاء ذكرها في القرآن على غير وجه فمن خلقه ما يكون بامره من الخلق ما يكون بمحض الامر انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون وتمضي حكمته سبحانه وتعالى في بعض خلقه انه يخلقه سبحانه وتعالى بفعل كخلقه لادم فان الله سبحانه وتعالى قال ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي فهذه اوجه في فعل الله سبحانه تعالى وفي امره وقضائه الكوني وان كان لا يخاض في هذه التفاصيل الا ما سماه القرآن بالتسمية. والا فان الاصل ان الله قالوا ما يريد ويقضي ما يريد ولا يجيزه شيء وهو على كل شيء قدير وقوله انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون وهذا ليس اعطيني اللي فعله هذا ليس تعطيلا لفعله بل يقع الخلق بعلمه وبامره سبحانه وتعالى ويقع الخلق بفعله سبحانه وتعالى نعم وقدر لهم اقدارا وظرب لهم اجالا ولم يخفى عليه شيء قبل ان يخلقهم ما هم عاملون قبل ان يخلقهم. نعم وهذا الذي مضى في كتاب الله وفي سنة رسوله عليه الصلاة والسلام كقول الله تعالى وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو. ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين. فهو سبحانه وتعالى بكل شيء عليم يعلم ما كان وما سيكون. ويعلم وتعالى خلقه لعباده وما هم اه يصيرون اليه من احوال ولهذا جاء عنه عليه الصلاة والسلام ان الله كتب مقادير قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وكان عرشه على الماء. وهو الخلاق العليم. ولهذا يذكر الخلق في كتاب الله ويذكر معه العلم. اي علم الله سبحانه وتعالى فهذا المعنى من حيث الجملة معنى من المعلوم من الدين بالضرورة. المعنى الذي ذكره ابو جعفر من المعلوم من الدين بالضرورة. نعم وامرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته. وكل شيء يجري وامرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته ذلك ان الامر في القرآن يأتي على معنى التشريع. يأتي الامر على معنى التشريع ويأتي الامر في القرآن على معنى القضاء الكوني وثمة اسماء في القرآن تذكر على هذا المعنى وتذكر على ذلك المعنى كالامر كقول الله سبحانه وتعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون فهذا امر كوني وكقوله سبحانه وتعالى امرنا مترفيها ففسقوا فيها. فهذا ليس امر تشريع وانما هو الامر على هذه الرتبة ويأتي الامر على وجه التشريع كقول الله سبحانه ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها فهذا امر تشريع وهو الذي شرعه لعباده واوجبه عليهم. وهو الذي يعنيه علماء اصول الفقه لما يقولون ما يقتضيه الامر من الدلالة او امر اذا تجرد عن القرائن انه يدل على الوجوب عند جمهورهم او غير ذلك على المذاهب المشهورة عند علماء الاصول ويحكون فيها بضعة عشر مذهبا هذا مقام من حيث الامر وكذلك ومن ما يأتي في الاسماء الاخرى كالارادة فانها تذكر في كتاب الله على هذا المعنى على هذا المعنى وكذلك القضاء فانه يذكر على هذا المعنى وعلى هذا المعنى كقول الله تعالى وقظينا الى بني اسرائيل في كتاب لتفسدن في الارض مرتين ولتعلن علوا كبيرا. فهذا القضاء هو قضاء كوني وليس هو القضاء الشرعي الذي هو بمعنى الامر الشرعي وليس هو بمعنى القضاء المذكور في قول الله وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. فهذا قظاء على هذا وكذلكم البعث والارسال فهذه جملة من الاسماء يأتي موردها على هذا الوجه ويأتي موردها على هذا الوجه وذلك من الاسماء في القرآن يقع فيها الشراك فربما نفي الاسم في مقام واثبت في مقام وان كان الاسم واحدا من حيث اللفظ ولكنه من حيث موارد المعاني اما ان يكون مختلفا من حيث المعنى او هذا على وجه وهذا على وجه وهذا هو الذي يكون مشتركا وهذا هو والذي يكون مشتركا ولذلكم حتى في حق الكفار اثبتت المعرفة لهم في مثل قول الله الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم. ونفي عنهم ذلك في مثل قول الله ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها الى اخره. فهذا المثبت لا ينافي ذلك المنفي بل هذا على مقام وهذا على مقام ومثله قوله عن المنافقين ويحلفون بالله انهم لمنكم وما هم وما هم منكم فهذا نفي وجاء في سورة الاحزاب قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لاخوانهم فهؤلاء المعوقون هم المنافقون ومع ذلك جاء السياق فيهم قد يعلم الله المعوقين منكم ففقوا هذا المقام من القرآن وهو توارد الاسماء نفيا واثباتا هذا يحتاج الى حسن فقه في تفسير القرآن وفقه القرآن وتأويل القرآن فان الاسم يثبت في مقام وينفى في مقام اخر ومثله السماع فان الله يذكره في حق الكفار تارة وينفيه تارة فالسماع المثبت هذا هو ليس السماع المنفي المثبت هو سماع الادراك واما المنفي كقول الله تعالى سماع الادراك منهم من يستمع اليك حتى اذا خرجوا من عندك فهذا سماع الادراك واما السماع المنفي الذي يذكره الله سبحانه وتعالى في حقهم اه ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم فهذا المنفي او ما يقتضيه المقام من النفي هذا المنفي هو سماع الاستجابة فهذا مورد له نظائر كثيرة في كتاب الله سبحانه وتعالى يعلم به فقه القرآن وتأويل القرآن. نعم وكل شيء يجري بتقديره ومشيئته ومشيئته تنفذ لا مشيئة للعباد الا ما شاء لهم. لا مشيئة العباد الا ما شاء لهم وله سبحانه المشيئة الشاملة العامة ولهذا لا يخرج شيء عن مشيئته. وهذا من معاني الربوبية سلم عند المسلمين في الاصل وان كان طرأ فيها اشكال في مسألة افعال العباد عند القدرية لكن هو في الاصل من معاني التي يقر بها حتى كثير من اجناس الكفار الا من غلا في الالحاد والا فكانت العرب مثلا في جاهليتها تقر وكان هذا معروفا في شعرهم وان لله المشيئة وان ما يصيبهم ان ما يصيبهم آآ من الاحوال وتقلب الاحوال انه بمحض مشيئة الله وقدره. فحتى العرب في جاهليته كانت تعرف ذلك. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر لطرف ابن العبد في شعره ستبدي لك الايام ما كنت جاهلا ويأتيك بالاخبار من لم تزوديه فهو يبين ويقول واعلم ما في اليوم والامس قبله ولكنني عن علم ما في غد عمي فهذا آآ القول في شعر شعراء الجاهليين يبين ان هذه المعاني من المستقر حتى قال ايضا ولو شاء ربي فلو شاء ربي كنت قيس ابن وكنت قيس ابن خالد ولو ربي كنت عمرو بن مرثدي فاصبحت ذا مال كثير وزارني بنون كراما سادة لمسودي وزارني بنون كرام سادة لمسود. فهذا يبين ان كل شيء عندهم كان بمشيئة الله سبحانه وتعالى لكن حدثت نزعة القدرية باثر علم الكلام لما دخل على المسلمين من بعظ العقائد الفلسفية القديمة فتقلده القدري الذين ادركوا اواخر عصر الصحابة. ولهذا لما بلغ ابن عمر رضي الله تعالى عنه ما قالوه قال اخبرهم اني بريء منهم وانهم مني برءاء. وهذا ذكره الامام مسلم في اوائل صحيحه. من حديث يحيى ابن ابي كثير وثم قال ابن عمر والذي يحلف به عبدالله بن عمر لو ان احدهم انفق مثل احد ذهبا ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر. نعم فما شاء لهم كان وما لم يشأ لم يكن يهدي من يشاء ويعصم ويعافي فضلا ويضل من يشاء تخذل ويبتلي عدلا. نعم اي ان هداية الله فضل منه كما ان الضلال الذي يصيب الانسان والمكلف فانه عدل من الله سبحانه وتعالى وانما كان الاول منه فضلا سبحانه وتعالى لانعامه فان الله هو المنعم على عباده واخص نعمه هي بعث الرسل وانزال الكتب والناس انما يهتدون بما اوحى الله الى انبيائه ورسله من الوحي. فالمسلمون يهتدون بهداية القرآن وبهداية السنة وكذلك في كتب الانبياء وهذه الكتب المنزلة هي نعمة من الله فهذا من اوجه هذا من اوجه كونه فظل من الله سبحانه وتعالى ولانه الذي خلقهم ويسر لهم اسباب الهداية الى غير ذلك. فهذا لا يحصره معنى ولا يجمعه ومعنى انه منه فظل واما الضلال الذي يقع على المكلف فانه من الله سبحانه وتعالى عدل باعتبار ان الانسان ظلم نفسه لان الله اقام له الموجبات للهداية فاعرض عنها وتركها. ولهذا قال الله تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل فهو عدل ليس فيه ظلم له في كونه ليس ظلما له باعتبار التكوين وباعتبار التشريع. اما باعتبار التكوين فلان الله خلق النفس البشرية قابلة للخير والشر فليست قابلة لايش؟ للشر وحده ولم يخلق الله سبحانه وتعالى النفوس البشرية او مثل ذلك هذه الشبهات في حقيقتها لا توجب الظلال من حيث ماهيتها. لكن ترى ان هذا الذي عنده شبهات فاقام على ملة الكفر وترك الاتباع لانبياء الله وكذب المرسلين تجد ان هذا يعود الى انه اعرض عن الحق على الخير المحض وبعضها قابل للشر المحض بل كل نفس بشرية كل نفس بشرية فانها قابلة للخير وقابلة للشر. كما قال الله تعالى ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها معنى الهمها فجورها وتقواها انه جعلها قابلة للخير وقابلة للشر. فهذا من حيث الاستعداد النفس قابلة للخير وقابلة للشر وان كان الله سبحانه وتعالى يعصم نفوس الرسل والانبياء عن مادة الشر كما جاء في حديث شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم فهذا يقع على مثل هذا الوجه او يقع على محض التقدير والقضاء الالهي بعصمة النبي عصمة الرسول ثم هذا القدر لو بقيت الحال في الخلق على هذا الوجه لكان عدلا منه سبحانه اليس كذلك؟ لان النفس قابلة لهذا وهذا ومما يعلم بالحس ان النفس قابلة لهذا ان الذي يؤمن والذي يكفر كلاهما من بني ادم اليس كذلك وهذا لا يطرد بعرق ولا بلون ولا بدرجة ذكاء ولا باي سبب منها ولا بغنى ولا بفقر بل في الفقير مؤمن وفيهم كافر وفي الغني مؤمن وكافر وفي هذا وهلم جرى لا يتأثر بهذه الاوصاف العارضة بل تجد انه يكون كافرا في الابتداء ثم يسلم او تحدث العكس فيرتد عن دينه الى اخره وتعلمون ان ائمة الصحابة رضي الله عنهم كانوا في جاهلية ثم امنوا وهلم جرا ولو كان الامر على هذا لكان من الله سبحانه وتعالى العدل لكنه جل وعلا اتم عليهم فضلا في القضاء الكوني ما هو هذا الفضل؟ ان هذا الاستعداد للخير والشر جعل ابتدائه من حيث التحريك انك اذا قلت ان النفس مستعدة بالخير والشر. فابتداؤه بالتحريك الى الخير او الى الشر هذا مضى قضاء الله انه يكون الى الخير لجميع الخلق مضى قضاء الله انه يكون الى الخير لجميع الخلق وهذا هو ايش هذا هو الفطرة هذا هو الفطرة المذكور في قول الله سبحانه وتعالى فطرة الله والمذكور في قول النبي صلى الله عليه وسلم تفصيلا بمجمل القرآن كما في الصحيحين وغيرهما عن ابي هريرة كل مولود يولد على الفطرة لاحظ كل مولود حتى ابناء الكفار يولدون على الفطرة مع انه ان الاستعداد القبول للخير والشر هم داخلون في قوله ونفس وما سواها. لكن اذا قلت هذه النفوس الادمية قابلة للخير والشر اي الاستعدادين فيها هو الذي ينطلق ابتداء ويتحرك اي الاستعدادين؟ من فضل الله انه الاستعداد للخير. لم يترك الى الاحتمال بل ينطلق بالخير ويبقى ان الخير هو الذي يبتدأ مع الانسان. وهذا قول النبي عليه الصلاة والسلام كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه. ولذلك ظرب مثلا قال كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء. بهيمة جمعة يعني ايش مكتملة كالواحدة من الظأن اذا ولدت بهيمة مكتملة الخلقة او كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من الجدعاء اي ناقصة الخلقة كاذنها ونحو ذلك؟ حتى تكونوا انتم تجدعونها يعني حتى يتصرف الانسان بجذع اذنها او قطع اذنها ونحو ذلك فمثله في فطرة النفس. تكون على الاصل ولهذا كان المحد للائمة من اهل الحديث وغيرهم كالامام احمد يقولون كل مولود يولد على الفطرة اي على الايمان ويريدون بالايمان هنا المجمل يريدون بالايمان المجمل والا تفاصيل الايمان كما تعلم لا تعرف الا بالشريعة وعن هذا جاء عن النبي في رواية حديث الفطرة كل مولود يولد على هذه الملة ولهذا جوابات الائمة رحمهم الله في تفسير الفطرة هي من الاختلاف اللفظي او من اختلاف التنوع في المعاني والاشارة الى اوجه من معاني الشريعة في تفسير الفطرة ما بينها اختلاف ما بين تفسير العلماء اختلاف تضاد. وقد علق الامام ابو عمر ابن عبد البر على احاديث الفطرة بالتمهيد وذكر كلاما حسنا محققا في ذلك الكتاب المقصود ان هذا من جهة التكوين من جهة التشريع من جهة التشريع ما يكون من الاسباب الموجبة لتحريك مادة الشر التي الناس قابلة لها واعظم الشر هو الكفر بالله يقابلها اسباب موجبة لتحريك مادة الخير بل يمكن ان يكون التعبير الادق لحفظ مادة الخير لانها مبتدئة بقوة الفطرة لحفظ ومادة الخير لانها مبتدأة لا تحتاج الى تحريك لانها مبتدئة بالفطرة الاسباب هنا ليست على درجة من التساوي من الاسباب الموجبة للخير اعظم من ايش من الاسباب الموجبة للشر ولهذا كيد الشيطان قال الله تعالى عنه او وصفه القرآن بانه ايش؟ ضعيف. فاذا ما نظرت الى الاسباب الشرعية الموجبة للهداية وهي بعث الرسل وانزال الكتب فمثلا هذا القرآن الذي انزل على محمد عليه الصلاة والسلام هو موجب والموجب الشرعي للهداية ماذا يقابله من الاسباب الموجب الشرعي الموجب نعم للهداية والخير ما الذي يقابله من اسباب الشر ما هناك اسباب شر تكافئ ابدا وهذا يستحيل وانما هي تزيين من الشيطان ولهذا لاحظ انه يأتي في القرآن حتى في فرعون قال الله تعالى وكذلك زين لفرعون سوء عمله العمل في نفسه وفي ماهيته لكنه يزين من هذا الوجه الذي هو كيد الشيطان المقصود ان الاسباب التي تحرك الانسان الى الشر ليست بحقيقتها اسباب موجبة بقوة العقد ليست اسباب موجة من قوة العقل ابدا وانما هي اسباب وهمية في حقيقتها ولكن قد ينظر الانسان اليها على انها موجبة لكن في حقيقتها ليست على معنى الايجاب العقلي ولا على معنى الاجابة الحسي وانما هي اسباب تقود الى الوهم والى الضلال بخلاف الاسباب الشرعية فانها اسباب موجبة للهداية وعن هذا قال النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح وغيره ما من الانبياء من نبي لاحظ ما من الانبياء من نبي الا قد اوتي من الايات ما مثله امن عليه البشر اي اوتي من الايات الموجبة لايش لحفظ مادة الخير واعظم الخير للايمان. ما مثل امن عليه البشر. هذا في جميع الانبياء. قال وانما كان الذي اوتيت وحيا اوحى الله الي فارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة ولكن الانسان اذا تكبر على طاعة الله وامره صار الى هذا الوجه من الضلال كما في قول الله تعالى فمن يرد الله ان يهديه ايش؟ يشرح صدره للاسلام فالهداية هنا من الله وهو الذي شرح صدر العبد وهذا منه فظل قال ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا لكن انما صار صدره ظيقا حرجا لانه هو الذي تعدى الساعة التي جعلها الله له لنفسه ولهذا تجدون ان اجناس الكفر اسبابها هي على هذه المادة اما ان يكون تكبرا وطغيانا وعلوا كما في فرعون وامثاله قال الله تعالى ان فرعون على في الارض واما ان يكون وهو الغالب على سواد الكفار انه اقامة على الالف والعوائد او تعظيم لبعض العوائد والحقوق المتوهمة بالعوائد والسلوم كما قال الله تعالى ليس عن العرب وحدهم بل عن جمهور الامم وعامة الامم وكذلك ما ارسلنا من قبلك في قرية من نذير الا قال مترفوها ان وجدنا اباءنا على امة فهذا التمسك ليس تحته حقيقة علمية. ما فيه معايير علمية يواجهون بها دعوة الانبياء ولا يمكن هذا لان العلم لا يمكن ان يقود الى معارظة دعوة نبي من الانبياء والرسل فظلا عن نبوة محمد عليه الصلاة والسلام وكبراءهم يقولون ذلك ولهذا لما جاء ابو سفيان لما جاء ابو جهل وفي حديث سعيد ابن المسيب عن ابيه في الصحيحين ومجيء الرسول عليه الصلاة والسلام الى ابي طالب الى عمه ابي طالب وهذا كما ترى هذا المجلس مجلس اخير. لان ابا طالب يحتضر فابو جهل وعبدالله بن ابي امية يريدون ان يدفعوا عن ابي طالب ان يدخل في الاسلام او يدفعوه عن الدخول في الاسلام باقوى ما يملكون. او باقوى ما يستطيعون من الحجة ان اليس كذلك فكان النبي يقول له قل لا اله الا الله كلمتنا اشهد لك بها عند الله فماذا كان يقول ابو جهل؟ اقوى برهان اقوى موجب اقوى محرك للنفس لنفس ابي طالب اترغب عن عن ملة عبد المطلب هذا اقوى اقوى مؤثر لو كان هناك مؤثر اقوى منه لذكروه ولهذا ترون ان العرب لما انغلق عليهم ما في القرآن من الحق والهدى والبيان ونحو ذلك صاروا يقلبون ايديهم بكلام لا يقوله عاقل. وعن هذا سماهم القرآن سفهاء السفيه من سفه الحق حتى لو كان باعتباره او بماهيته عاقلا والا هم عقلاء باعتبار ماهية العقل لكن لما سهوا الحق ما هم القرآن سفهاء؟ سيقول السفهاء من الناس فقالوا عن القرآن انما يعلمه بشر وقالوا عن النبي ساحر وقالوا عنه مجنون. هذا يدلك على ايش؟ على ان هذا اقوى ما يعبرون عنه مما يدل على عدم امكان المقارنة بالحجة قد يقول قائل لكن بعض بعض الكفار قد يكون كفره بشبهات عنده وهي التي ابقته على نقول هذه الشبهات حتى لو لم تكن من باب ما كان عند العرب او عند جماهير الامم الذين ذكروا في قول الله انا وجدنا اباءنا على امة والا لو استمع الى الحق وقرأ ما قال الله في كلامه وما اوحى الله الى رسله عليهم الصلاة والسلام لو انه نظر ذلك لسقطت شبهاته ضرورة ولهذا من عرف هذا البرهان المنزل على الرسل وهو الوحي من عرفه وتخلصت نفسه من اسباب الضلال من الكبر ونحو ذلك لا يمكن ان يمنعه اه عن ذلك عن الايمان شيء لا يمكن ان تستمر الشبهة لانه لا توجد شبهة الا وفي كتاب الله وسنة نبيه بل حتى في كتب الرسل من قبل فيما اوحى الله وبعث به موسى وعيسى وقبل ذلك ابراهيم الى اخره كله اولئك عندهم من الحجج ما يوجب اسقاط جميع الشبهات لكن من لم يؤمن بقوة الشبهة او بحجة الشبهة ليس باتباع الاباء او الاجداد او المعاني الاخرى فيقال هذا انما اعرض عن الحق والا من اخذ الحق وتدبره ونظره ومع ذلك تخلصت نفسه من مسائل التبعية الاخرى كما صار في قصة ابي طالب فهذا لا بد ان يصيب الحق هذا لابد ان يصيب الحق لان الله جعل للحق نورا ولهذا يصيب الله دعوة الرسل قال يخرجهم من الظلمات الى النور فلا يتوهم ان في هذه المقتضيات او او الاسباب بعبارة ادق في التعبير العلمي في هذه الاسباب التي يحصل عنها الضلالة الا انها بظلم الانسان لنفسه وهذا قول الله يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت الحياة الدنيا وفي الاخرة قال ويضل الله من لاحظ التعبير في القرآن هنا قال الظالمين ما قال الكفار ذكر الظالم باعتباره هو الذي مر على نفسه ذكر الظالم باعتباره هو الذي طغى على نفسه نقف على هذا طيب نقف على هذا وبالله التوفيق