لان الايمان في اللغة اعم من ذلك مثل ما ذكرنا لك الايمان ما يجلب الامن من عمل من اقرار من تصديق من تصرف من موالاة كل ما يجلب الامن فهو ايمان ودل على هذا الاصل آآ قول الله جل وعلا في قصة ابراهيم الخليل مع ابنه اسماعيل في سورة الصافات قال يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى قال يا ابتي افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين. فلما اسلم وتله للجبين لاحظ العمل فلما ولما انتبه لكلمة لم فلما اسلم وتله للجبين وناديناه ان يا ابراهيم قد المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شرح العقيدة الطحاوية. الدرس الرابع والثلاثون. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا واغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين اما بعد فيقول اذا كان لفظ الحنفي من الفاظ الاضداد التي تطلق على الميل والاستقامة فلماذا لا يقال من الاصل ان ابراهيم عليه السلام كان مستقيما على التوحيد ولا يقال مائلا عن الشرك. لفظ الحنف في اللغة هو الميل والحنيف يعني المائل والرجل به حنف اذا كان به ميل في ساقيه او في احدى ساقيه. والامور التي قال فيها العرب نطقت العرب فيها بالاضداد يعني ان تطلق الكلمة وتستعمل في الشيء وفي ضده هذا شائع في لغة العرب وهو في اللغة يعني في اللسان على نوعين منها ما يطلق على الشيء وعلى ضده وينظر فيه الى التلازم بمعنى ان الشيء وضده متلازمان. اذا وجد احدهما وجد الاخر ومن هذا الحنف فيقال هذا او ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا فمن مال عن الشرك فانه لا يميل عنه الا الى التوحيد. لانه ليس ثم الا توحيد وشرك ففروا الى الله اذا فررت من الاكوان او من الكائنات فانك تفر منها الى مكون الكائنات لانه ليس ثم الا هذا وهذا النوع الثاني ان يطلق بلا ارادة التلازم بل من باب التفاؤل تارة ومن باب اخر او من ابواب اخر تارات اخرى. مثل ان يسمى اللديغ سليم اللذيذ قد يموت لكن العرب تقول له سليم من باب التفاؤل فكلمة سليم تطلق على السالم وتطلق على المريض اطلقت على المريض من باب التفاؤل وهذه لها سعة في في فقه اللسان العربي. فالعرب تارة تطلقها من باب التلازم وتعرض نطلقها من باب التفاؤل. وتارة لا من هذا ولا من هذا آآ في فقها لهم في هذه الالفاظ. اذا كان كذلك فلفظ الحنيف الذي جرى عليه السؤال لا يتصور ان يكون المرء حنيفا او حنفيا او حنيفيا الا ان يكون موحدا. لانه اذا مال عن الشرك فانه يميل عنه الى الحق وهو التوحيد حنيف عن اهل الشرك مائل عن اهل الشرك فانه لابد ان يميل عنهم الى اهل التوحيد ولو كان من مال اليه ابراهيم عليه السلام وحده. فانه مع امة وليس مع واحد وهكذا. فاذا الاصل في هذه انها من باب التلازم الحنف من باب التلاجة ومنها كلمة ايضا يطلقها اهل نجد وربما اه بعضكم اه سمعها وليسوا اهل نجد جميعا وانما هي هم اهل الدعوة العامة منهم في اول الامر يقولون نحن اهل العوجة حنا العوجة ينتخون بها ما معنى العوجة؟ العوجة هذا هذا من اسماء كلمة التوحيد من اسماء التوحيد اهل العوجة يعني اهل التوحيد اهل ملة ابراهيم اهل الحنيفية. لانها عوجة عن طريق الشرك الى الى طريق اهل التوحيد وهذا هو التفسير الصحيح الذي فيها مثل ما جاء في حديث وصف النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة السؤال الثاني يقول كم يساوي ربع الدينار في نصاب السرقة؟ الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة دراهم في هذه الايام. الدينار تقريبا يعني اه او انت احسبها من جهة اخرى نصاب الزكاة الذي جاء في الذهب ان النصاب كم؟ عشرون دينارا عشرون الدينار تبلغ من الجنيهات الذهب السعودية التي ضربت في عهد الملك عبد العزيز رحمه الله تبلغ احد عشر جنيها وثلاثة اسباع الجنيه من العشرين دينار تبلغ احد عشر جنيها ثلاثة اسباع الجنيه. اذا الدينار اقل من من الجنيه صحيح كم يبلغ؟ احسبها هم طلع من اللي شاطر في الحساب اربعة اصبع اربعة اتباع الجنيه اليس كذلك لان احدى عشر وثلاثة اسباب تطلع ثمانين على احدعش اه فتطلع اربعة اسباع الجنيه اذا فيكون الدينار اربعة اسباع الجنيه السعودي. ربع الدينار اقسمها عليها وتطلع لك النتيجة مهم هذا لان الدينار كفارة في في اشياء متعددة طالب العلم يحسن به معرفة ذلك هل الشرطة تقوم مقام الحاكم او القاضي في مسألة تحريم الشفاعة في الحدود؟ اذا بلغته ام لا الشفاعة في الحدود اولا ما كان دون الحد فانه يستحب اقالة اهل الشارة واهل المكانة في المجتمع ان يقالوا ما دون الحدود ابتداء وذلك لقوله عليه الصلاة والسلام اقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم الا الحدود حتى ولو بلغت السلطان فانه يقيل من كان من ذوي الهيئة وذوي الهيئة في المجتمع من اذا اخذوا او عذروا بما اقترفوا يكون ثم اثر على المجتمع لانهم قدوة او لانهم اهل ولاية او لانهم اهل شارة والناس ينظرون اليهم الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها فما كان دون الحد مما فيه تعزير فانه يستحب قالت ذوي الهيئات عثراتهم واما الحدود فانه لا يجامل فيها احد لكن اذا كان ثم شفاعة في حد من حدود الله جل وعلا فانه لا بأس به قبل ان يصل الى السلطان فاذا بلغت الحدود السلطان فلعن الله الشافع ولعن المشفع اذا بلغت الحدود السلطان يعني الامام او من ينيبه في الحكم القاضي الذي ينفذ الامر ويحكم عليه. وما قبل ذلك فان الشفاعة مطلوبة لم لان الشفاعة اه الشفاعة مأذون بها. لان الشفاعة ترجع الى اصل الستر على المسلم. وقبل ان يصل الى السلطان او الى القاضي فهو في مظنة الخفاء الحد في مظنة الخفاء. فاذا كان في مظنة الخفاء ولم يطلع عليه الناس فالستر فيه اولى وهذا الدليل عليه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما سرقت المخزومية واوتي بها شفع من شفع في ذلك فقال هلا كان قبل انت قبل ان تأتوني بها وايم الله لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها. استدل اهل العلم لذلك على ان على ان الشفاعة لا بأس بها اذا كان فيها مصلحة اذا كانت قبل ان تصل المسألة او الجرم الى السلطان او الى القاضي الذي يحكم بالامر. اما الشرط شرط فلا يدخلون في ذلك لان الشراب انما هم لحفظ الامر او للامساك عن المجرم وليست جهة قضائية ولا جهة اه تنفيذية قبل حكم الامام او حكم نائبه. والله اعلم اقرأ بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال العلامة الطحاوي رحمه الله تعالى والامن والاياس ينقلان عن ملة الاسلام وسبيل الحق بينهما لاهل القبلة. وهل رحمه الله والامن والاياس ينقلان عن ملة الاسلام وسبيل الحق بينهما لاهل القبلة يقرر العلامة الطحاوي رحمه الله في هذا وسطية اهل السنة والجماعة في هذا الامر العظيم وهو الامن من مكر الله واليأس من روح الله جل جلاله. وان اليأس هذا سبيل الكافرين والامن من مكر الله سبيل اهل الشهوات الذين لا يرقبون الله جل وعلا ولا يرقبون صفات الرب جل جلاله. والدليل على هذا الاصل قول الله جل وعلا في الكافرين في اليأس ولا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون. في قول يعقوب عليه السلام اما قال لبني ابني يذهب فتحسسوا من يوسف واخيه ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون فنهاهم عن اليأس من رح الله وعلل ذلك بان هذا من خصال الكافرين واما الامن فالامن من مكر الله جل وعلا جاء في جاء النهي عنه في غير معاية منها قوله تعالى في سورة الاعراف افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون والامن من مكر الله كفر واليأس من روح الله كفر ايضا كما ذكر قال ينقلان عن ملة الاسلام لان الله جل وعلا وصف الكافرين والخاسرين الذين استحقوا العقوبة منه والعذاب بانهم يأمنون من مكر الله وييأسون من روح الله جل وعلا. واما اهل السنة والجماعة فهم لا يأمنون بل يخافون ذنوبهم ويخافون عقوبة الله جل وعلا ويعلمون ان الله سبحانه خافته ملائكته وهم اقرب الاقربين وهم المقربون اليه جل وعلا المطهرون من دنس الاثام ومن رجس الذنوب يخافون ربهم كما قال يخافون من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون. وكما قال حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قال الحق وهو العلي الكبير واليأس ايضا من رح الله هذا صفة اهل القنوط. فاهل السنة والجماعة بين هؤلاء وهؤلاء. لا يأمنون بل يخافون الله جل وعلا ولا ييأسون بل يرجون وهذه راجعة الى انهم يعني اهل الحق واهل السنة يرجون رحمة الله ويخافون عذابه كما الله جل وعلا اولياءه المقربين بقوله ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا. وهذه من صفات المتقين. وكذلك في قوله في سورة الانبياء انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا فجمع لهم بين الرغب والرهب اذا تبين ذلك فان الامن والاياس ردة عن الدين كما قال ينقلان عن ملة الاسلام بضابط ومن المهم معرفة هذا الضابط لانه هو نكتة المسألة عقدتها وهو ان الامن يكون كفرا اذا عدم الخوف واليأس يكون كفرا اذا انعدم الرجاء. فمن لم يكن معه خوف من الله جل وعلا اصلا يعني اصل الخوف غير موجود فقد امن فهو كافر ومن لم يكن معه رجا في الله جل وعلا اصلا فقد يأس من روح الله فهو كافر. اذا الامن والاياس مرتبطان بل معناهما الخوف والرجاء. الامن لاجل عدم الخوف واليأس لاجل عدم الرجاء فمن كان عنده من كان عنده خوف قليل ويأمن كثيرا فانه من اهل الذنوب لا من اهل الكفر ان لم يكن معه خوف اصلا فانه كافر بالله جل وعلا كما قال هنا ينقلان عن ملة الاسلام. اما اهل التوحيد اهل الذنوب من اهل القبلة فانهم بقدر ما عندهم من الذنوب يكون عندهم امن من مكر الله وعلا فاذا الامن من مكر الله يتبعظ لا يوجد جميعا ويذهب جميعا بل قد يكون في حق معين انه يخاف افتاره ويأمن تارة يصحو تارة ويغفل تارة وكذلك في اليأس من رح الله يغلب على المرء الموحد تارة انه ييأس اذا نظر الى ذنبه او نظر الى ما يحصل في مجتمعه او ينظر الى ما قظى الله جل وعلا في هذه الارض وعلى اهلها من الشرك مثلا او من الذنوب او من الكبائر او من القتل او من الفساد فيأتيه يأس فان غلب عليه اليأس بحيث انعدم الرجاء لنفسه او للناس فانه يكفر بذلك. اما اذا وجد عنده اليأس ووجد عنده رجا فانه لا يخرج من الملة فاذا هنا ضابط الامن والاياس الذي ينقل عن الملة هو ما ذكرته لك. واما موحد المعين من اهل الايمان فانه يجتمع فيه بحسب قوة يقينه يجتمع فيه ان انه يعني قد يكون عنده امن بحسب ذنوبه ومن كمل الايمان وحقق التوحيد فانه يخاف ولا يأمن من عذاب الله جل وعلا ولا يأمن من مكر الله والامن من مكر الله يعني الامن من استدراج الله جل وعلا للعباد قد وصف الله جل وعلا بعض عباده بقوله افاع سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. واملي لهم ان كيدي متين هذا الاستدراج يحدث الامل وما عذبت امة الا وقد امنت لان الله جل وعلا يبلوهم بالخيرات ويبلوهم بالسيئات ويبلوهم بالشر والخير فتنة ثم هم لا يتوبون ولا هم يذكرون فاذا وقع منهم الامن وقعت عليهم العقوبة. نسأل الله جل وعلا لنا ولاخواننا العفو والعافية فهذا ضابط المسألة وسبيل الحق بينهما لاهل القبلة. اذا تبين ذلك فالواجب على كل موحد كل مؤمن ان يعظم في به جانب الخوف من الله جل وعلا. فلا يفلح من امن الله على نفسه طرفة عين الله جل وعلا يقلب القلوب ويقلب الابصار. وقال في وصف الاولين ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به او ولا مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون يرى العبد ان الخيرات تنفتح عليه وهو مقيم على ذنب على الذنوب وهو مقيم على المعاصي وهو مقيم على الكبائر. سواء كان العبد فردا ام كان بنو اسرائيل ادعوا انهم احباب الله جل وعلا وانهم ابناؤه وانه لا يعذبهم ولو حصل لهم تعذيب فانما تمسهم النار فانما تمسهم النار اياما معدودة. والله جل وعلا عاقب بني اسرائيل العقوبة العظيمة. ولعنهم حيث قال سبحانه في سورة المائدة لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا تناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون الايات. فالواجب اذا على الموحد ان يخاف ذنبه ولا ييأس من روح الله. كل احد يذنب. ولكن اذا اذنب استغفر يخاف ذنبه يخشى ان الله جل وعلا لم يقبل توبته لم يقبل آآ حوبته لم يقبل انابته يرجو رحمة الله جل وعلا ويخاف ذنوبه. فما اجتمع هذان في قلب احد الا ونجا وهو رجاء والرحمة وخوف الذنوب وهذا هو سبيل الحق الذي هو بين الامن والقياس لاهل القبلة. اسأل الله جل وعلا ان يجعلني واياكم من الراغبين الراغبين الخاشعين وان يجنبنا الامن كما نسأله ان يجنبنا الاياس فانه سبحانه كل شيء قدير. نعم ولا يخرج العبد من الايمان الا بجحود ما ادخله فيه قال ولا يخرج العبد من الايمان الا بجحود ما ادخله فيه يريد بذلك ان اهل السنة والجماعة خالفوا الخوارج والمعتزلة الذين يوجبون للعبد النار والخوارج الذين يكفرون بالذنوب فقال ان العبد لا يخرج من الايمان بعد ان دخل فيه وصار مؤمنا الا بجحود ما ادخله فيه. وهذا يدل على صدقه لان الناس ما يفرطون باموالهم ولا يفرطون بما فيه قوام حياتهم فاذا مكث وقال انا مصدق وهو ما ذهب ما اتبعه عمل فلا يسمى مصدقا في اللغة ليس في الشرع لا يسمى مصدقا في اللغة لاجل ان اعظم المسائل التي يتضح فيها الخروج من الايمان هو الجحد والا فهذا الحصر غير مراد بالمؤلف كما سيأتي ان شاء الله تعالى. فاذا هذه الجملة فيها بيان لمخالفة المكفرين بالذنوب من الخوارج واشباههم او الذين يحكمون على مرتكبي الكبيرة بانه خالد مخلد في النار من الخوارج والمعتزلة ومن شابهها. اذا تبين هذا فهذه الجملة المهمة فيها مسائل. المسألة الاولى دليل هذه الجملة دليلها الاجماع اجماع اهل السنة والجماعة على ان من دخل في الايمان بيقين فانه لا يخرج منه الا بامر متيقن مماثل لما يعني في اليقين لما به دخل في الايمان. وهذا الاجماع له ادلته من كتاب الله جل وعلا ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم المسألة الثانية هذا الحصر في كلام المؤلف ليس مرادا في انه يقول لا يخرج احد من الايمان الا بالجحد اينفي التكفير او الحكم بالردة بالاستحلال او بالاعراض او بالشك او بغير ذلك مما يحكم على من اتى به مع قيام الشروط وانتفاء الموانع بالردة ودليل عدم ارادته للحصر انه ذكر في المسألة السالفة التي مضت ان المؤلف تبع ان المؤلف تبعا لاهل السنة لا يكفر بذنب لا يكفر احدا من اهل القبلة بذنب ما لم يستحله. فقال في المسألة التي مرت علينا قريبا ولا نكفر احدا من اهل القبلة بذنب ما لم يستحله. واستحلال الذنب غير الجحد هذا صورة والجحد صورة. فدل على ان الطحاوي لا يريد بالجحد الحصر. ففيه رد على من حصر الردة او الكفر بالتكذيب او بالجحد المسألة الثالثة الجحد من الكلمات التي استعملت في القرآن او التي جاءت في القرآن ولها دلالتها في لغة العرب فدلالة الجحد في اللغة الجحد هو الرد والانكار جحد الشيء يعني رده او انكره هذا من جهة اللغة فيجتمع في اللغة مع التكذيب بالشيء ظاهرا او مع التكذيب به باطنا واما في في القرآن فان الله جل وعلا ذكر الجحد في عدة ايات وبين ان الجحد يجتمع مع التكذيب ان الجحد قد يجتمع مع التكذيب وقد لا يجتمع مع التكذيب قال جل وعلا في سورة الانعام فانهم في وصف المشركين فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا واوذوا حتى اتاهم امرنا ولا مبدل لكلمات الله ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين الاية فدله بالايات فدل على انهم لم يكذبوا وجحدوا ولهذا حقيقة الجحد عند اهل السنة والجماعة مرتبطة بالقول لاجل هذه الاية قال فانهم لا يكذبونك يعني باطنا ولكن الظالمين بايات الله يجحدون يعني طاهرة وهذا مرتبط بالقول لانهم ردوا على النبي عليه الصلاة والسلام والخوارج ذهبوا الى ان الجحد يكون بالقول وبالفعل معا فعندهم ان الجحد يكون بالقول كقول اهل السنة ويكون ايضا بالفعل فيدل الفعل على جحده وهذا خلاف ما اجمع عليه اهل السنة والجماعة من ان الجحد ليس مورده الفعل. لان الفعل يدخله التأويل ويدخله الخطأ ويدخله اشياء كثيرة. واما القول فانه يقين وواضح لانه دخل في الايمان بالقول بقول لا اله الا الله محمد رسول الله. فلا يخرج منه الا بجحود ما ادخله فيه والجحد وما ادخله فيه كان قولا اعلنه وجحد ما ادخله فيه هو رده تأديبه او انكاره لما دخل فيه وهذه الكلمة كلمة الجحد من الكلمات التي يحصل فيها خلط وخلل والواجب الرجوع في فهمها الى دلالة الكتاب والسنة والى ما اجمع عليه سلف الامة. المسألة الرابعة والاخيرة اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى في تأصيل قولهم في الايمان الذي سيأتي في المسألة التي بعدها خالفوا الخوارج والمرجئة في خروجهم في اخراجهم الواحد من اهل القبلة من الايمان ايضا خالفوا الخوارج والمرجئة لهذا ثم ارتباط ما بين الدخول والخروج من جهة اليقين ولهذا المؤلف طحاوي ذكر لك تنبيه على هذا بقوله ولا يخرج العبد من الايمان الا بجحود ما ادخله فيه ولم يقل الا بالجحد او الا بالجحود فيكون مطلقا. بل قال الا بجحود ما ادخله فيه وذلك لانه اذا ثبت الامر بيقين لم يزل بالشك بل لا بد ان في زواله من يقين يماثل الاول. وهو المكفرات ما يحكم على الواحد من اهل القبلة فيه بالردة لاختلف فيه فقهاء الفقهاء والعلماء لكن يجمع ذلك انه لا يخص يعني عند اهل السنة لا يخص بالجهل ولهذا نقول الذين قيدوا التكفير واخراج العبد من الايمان بالجحد فقط هؤلاء يعني دون الاستحلال ودون الشك ودون الاعراب الى اخره. هؤلاء ذهبوا الى انه لا يكفر الا المعاند المكذب ظاهرا كحال الكفار والمشركين. وهذا ليس بصحيح لان الله جل وعلا بين ان من كفر من العرب بعضهم من جهة الاعراب وبعضهم من جهة الشك وبعضهم من جهة الجحد ظاهرا والاستيقاظ باطنا وهو العناد ولهذا نقول ان المرجئة هم الذين قالوا لا كفر او لا يخرج المرء من الدين الا بالتكذيب فقط لابد من التكذيب والتكذيب قد يكون مع الجحد وقد يكون الجحد بلا تكذيب كما نصت عليه الاية فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون اذا تبين هذا فاصل قول المرجئة في الايمان كما سيأتي ان الايمان اصله الاعتقاد فلذلك جعلوا المخرج منه التكذيب ومن اضاف الاعتقاد والقول جعل المخرج التكذيب والجحد مثل كلام الطحاوي هنا لانه يأتي ان الايمان عنده هو الاقرار باللسان والتصديق بالجناح. فيجعل التكذيب مخرجا ويجعل الجحد مخرجا لعلاقة التكذيب بالاعتقاد وعلاقة الجاحد بالاقرار باللسان. واما اهل السنة الذين خالفوا المرجئة بهذه المسألة العظيمة فقالوا ان الركن الثالث من اركان مسمى الايمان وهو العمل ايضا يدخل في هذا وهو انه يخرج من الايمان بعمل يعمله يكون من جهة اليقين مخرجا للمرء مما ادخله فيه من الايمان. وهذا سيأتي مزيد تفصيل له اذا فاهل السنة عندهم المخرجات من الايمان منها الجحد وهو اعظم منها التكذيب وهو اعظمها ثم الجحد ثم الاعراب وهو الذي جاء في قوله جل وعلا ومن اظلم ممن ذكر بايات ربه ثم اعرض عنها والذين كفروا عما انذروا معرضون بل اكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون ومنه الشك الريب يرتاب ما عنده يقين المؤمن هو من لا يرتع اما اذا ارتاب لا يدري امحمد عليه الصلاة والسلام رسول ام لا؟ فان هذا صفة المنافق وهو المعذب في قبره بقوله حيث يقول ها ها لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته. وهذه جمل يأتي لها مزيد بيان نعم ان شاء الله تعالى والايمان هو الاقرار باللسان والتصديق بالجنان وجميع ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشرع والبيان كله حق. اقف هنا. قال الطحاوي في هذا الموضع والايمان هو الاقرار باللسان والتصديق بالجناح. يريد بالايمان الايمان الذي امر الله جل وعلا به الناس والذي يصير به المرء معصوم الدم والمال فعرف الايمان بانه اقرار باللسان بانه الاقرار باللسان والتصديق بالجنان وهذا التعريف من جهة مورد الايمان وهو اللسان والجنان ويتعلق باللسان عبادة الاقرار في الايمان ويتعلق بالجنان عبادة التصديق في الايمان وهذا التعريف من جهة المورد هو المشهور عن الطائفة التي يسميها العلماء مرجئة الفقهاء وهم الامام ابو حنيفة ومن تبعه من اصحابه ومنهم ابو جعفر الطحاوي صاحب هذه العقيدة هذه الجملة مما وافق فيه المؤلف الطحاوي ما وافق فيه المرجئة وقرر فيه عقيدته طريقة اهل السنة مذهب اهل الحق خلاف هذا بادلة كثيرة في هذا الموضع. اذا تبين ذلك من جهة ان الطحاوي في هذا الموطن لم يقرر عقيدة اهل السنة والجماعة وانما ذكر معتقد طائفته وهم الحنفية في هذه المسألة وقول المرجئة مرجئة الفقهاء فانا نقول لا بد من بيان ايه هذا الاصل العظيم ذلك يرتب على مطالب او مسائل او المسائل ان الايمان لفظ مستعمل في اللغة قبل ورود الشرع والالفاظ لها في استعمالها قبل ورود الشرع لها حالان الاول الحال العرفي والثاني الحال الاصلي والحال العرفي جعلناه الاول لقربه والحال الثاني الاصلي جعلناه الثاني لانه بعيد يعني من جهة العموم وهذا هو الذي يسميه طائفة من العلماء يسمونها الحقيقة اللغوية والحقيقة العرفية. فان الالفاظ المستعملة لها حقائق لغوية حقيقة ليست مجال ولها حقائق عرفية يعني في استعمال اهل العرف لها مثال ذلك لفظ الدابة فانه في لغة في اللغة الاصلية يعني في لغة العرب الاستعمال العام دابة كل ما يدب على الارض سواء اكان يدب على بطنه ام يدب على رجلين ام يدب على اربع ودل على هذا قول الله جل وعلا والله وخلق كل دابة من ماء فمنهم يعني من الدواب من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على اربع يخلق الله ما يشاء ثم خصت في الاستعمال العرفي بان الدابة هي ذات الاربع التي تركب في الاستعمال يعني يركبها الناس او يحرثون عليها او الى اخره فهذه تسمى حقيقة عرفية والمعنى الاول يسمى حقيقة لغوية. فاذا صارت الحقيقة العرفية اخص من الحقيقة اللغوية اللغوي اللغة دائما تكون عامة ثم الناس يقيدون المعنى اللغوي ببعض ما يحتاجون اليه في الاستعمال فتكون الحقيقة العرفية لمن ابيض من الحقيقة اللغوية ثم لما اتى الشرع ظهرت ما سماه العلماء الحقائق الشرعية. الحقيقة الشرعية او ما سماه طائفة من ممن الف في فقه اللغة بالاسباب الاسلامية الاسباب الاسلامية يعني الفاظ جعل لها معان لاجل سبب مجيء الاسلام من الامثلة على ذلك لفظ السجود لفظ السجود في اللغة للخضوع والذل بحركة البدن ثم في العرف ان السجود يكون بالانحناء اما بركوع او بما نسميه السجود يعني وضع الجبهة على الارض. ثم في الشرع السجود هو من وضع جبهته وانفه على الارض. قال جل وعلا لبني اسرائيل ادخلوا الباب سجدا. يعني راكعين ادخلوا الباب سجدا يعني راكعين لان السجود العرفي يدخل فيه الركوع. اما في شريعة الاسلام صارت الحقيقة الشرعية للسجود هي وضع الجبهة على الارض. هذه المقدمة مهمة في تأصيل هذه الحقائق الثلاث على مسألة الايمان الايمان في اصل اللغة لغة مرتبطة بالاشتقاء في اللغة قيد ذلك على نحو ما ذكرت لك من الايات في الشرع جاءت تسمية الاقرار ايمانا وجاء تسمية الاعتقاد ايمانا وجاء تسمية العمل ايمانا فاذا من حيث الدلالة اللغوية اللغة لها اشتقاق يجمع الكلام الذي حروفه واحدة فالايمان والامن والامان هذه كلماتها واحدة امن وامان وايمان فاشتقاقها من حيث الاصل واحد ولهذا الايمان يرجع الى الامن في اللغة الامان يرجع الى الامن والى الايمان. فهذه الالفاظ في اصل اللغة اشتقاقها واحد وذلك من الامن الذي هو المصدر ما علاقة الايمان في اللغة بالامن؟ يعني في دلالة اللغة لانه من امن فقد امن امن بالشيء امن على نفسه آآ امن يعني صدق استسلم اطاع الى اخره فانه يعتبر مستسلما يعني يعتبر امن عدوه لو امن بما قال عدوه صدقه فانه يكون امن غائلته. اذا تبين هذا فهذه هذا الاصل اللغوي الذي هو مجيء الاشتقاق من كلمة واحدة يدلك على ان اصل كلمة الايمان في اللغة من حيث افتقار من الامن ثم في الاستعمال العرفي عرف العرب خصت ذلك المعنى الى ان الايمان هو التصديق تصديق الجازم الذي يكون معه عمل يأمن معه تصديق جازم يكون معه عمل يأمن معه وهذا جاء في القرآن يعني في استعمال المعنى اللغوي للايمان في مواضع كقوله جل وعلا في قصة يوسف مخبرا عن قول اخوة يوسف لابيهم وما انت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين لاحظ الامن يعني بمصدق لنا التصديق الجازم الذي يتبعه عمل انك لا تؤاخذه انك لا تؤاخذنا انك لا تؤاخذنا بما فعلنا قال بل سولت لكم انفسكم امرا فما اعطاهم الامن كذلك قال جل وعلا في قصة ابراهيم عليه السلام فامن له لوط امن له لوط يعني صدقه تصديقا جازما تبعه عمل له بحيث يأمن من العذاب الذي توعد به ابراهيم قومه كذلك في وصف النبي صلى الله عليه وسلم في سورة براءة قال ويؤمن للمؤمنين يؤمن ان يصدقهم فيما يقولون فيأمنون معه عقوبة النبي عليه الصلاة والسلام. اذا فالامن فالايمان في اللغة استعمل ويراد به التصديق الجازم الذي يكون معه عمل يأمن معه. لان فيه صلة دائما بينما بين المعنى العرفي الحقيقة العرفية والحقيقة اللغوية جاء الشرع فامر الناس بالايمان امر الله جل وعلا الناس بالايمان فهذا الايمان فيه كما ذكرنا لك ان الحقيقة العرفية تخصيص للحقيقة اللغوية والحقيقة الشرعية اسباب زائدة فيها زيادة عن الحقيقة العرفية قد تكون تخصيصا لها وقد تكون رجوع الى اصل معنى اللغوي وتكون اوسع منها. فالايمان في الشرع جاء بانه متجه الى الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله الى اخر اركان الايمان الستة وهذا الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر عرفنا منه انه لا يكون الا بعمل ولا يكون الا باقرار. ولا يكون الا بتصديق قال جل وعلا امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله. يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلال الم بعيدة يا ايها الذين امنوا بل ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب نبينا واتى المال على حبه ذوي القربى الاية انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون فاذا وصف الله جل وعلا المطلوب من المؤمن بان المؤمن مؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وايضا انه يعمل وايضا انه يقول بلسانه ولهذا جعل الله جل وعلا الصلاة للدلالة على هذا الاصل جعل الصلاة هي الايمان. فقال سبحانه وما كان الله ليضيع ايمانكم. نحن الان نبحث من جهة ايش لغوية؟ من جهة تقصيرية للكلمة لا من جهة تعريف وما كان الله ليضيع ايمانكم هذا استعمال. استعمال لكلمة الايمان ويراد بها الصلاة فهذا الصلاة هي الايمان معنى هذا هذا تخصيص انه تصديق فهو ليس تصديقا فقط بلغ الايمان صار صلاة اذا هذا من جهة الاستعمال اللغوي زاد على العرف ورجع الى سعة اللغة وهو تخصيص في الواقع للتصديق ببعض ما اه يشمله التصديق الذي يتبعه عمله اذا تبين هذا في ظهر لك ان الايمان في الشرع نقل عن الايمان في العرف. كما ان الايمان في العرف نقل عن الامام في اللغة فتأصيل الايمان على انه في اللغة هو اقرار وتصديق ليس صحيحا والدلالة العرفية والدلالة الشرعية. تبين لك ان هناك اختلاف في معنى الايمان المرجئة مع اهل السنة في هذه المسألة اختلفوا وهذا الاختلاف طويل الذيول كما هو معلوم لكنهم اتفقوا من حيث الاصول اصول الفقه على ان الكلمة اذا اعتراها هذه الامور الثلاثة الحقيقة اللغوية والشرعية والعرفية اتفق الجميع مع الشافعية والمالكية والحنابلة وغيره اتفقوا على ان تقدم الشرعية. لماذا؟ لان الالفاظ الشرعية التخصيص. فلا يقول الحنفية ان الذين قالوا في الايمان بهذا التعريف لا يقولون ان السجود اذا امر به فانه يصلح بالركوع يعني مثلا لو كان قرأ القارئ وهو القرآن وهو يمشي ثم مرت اية سجدة فهل يركع يكتفى بها ام انه يصير الى السجود؟ قالوا هنا السنة السجود السجود الشرعي. لماذا؟ لانه لان السجود جاء بهذا اللفظ الشرعي وبينته السنة فاذا يكون هو المراد لا السجود العرفي. المسألة لها نظائر في في الفقه وفي العقيدة وفي اللغة بعامة. فاذا نقول اجتمعوا على ان الحقيقة الشرعية مقدمة وثم هل تقدم اللغوية او العرفية؟ خلاف بينهم. لهذا نقول ما دام ان الجميع اتفقوا على تقديم الحقيقة الشرعية فما هي ادلة الحقيقة الشرعية في الايمان الادلة على ذلك اه يطول الكلام عليها ونرجئها يعني مع تفصيلات الكلام والمذاهب في الدرس القادم لكن نكمل المقدمات اريدك تفهم مسألة الايمان بانها مسألة مشكلة وكثير ممن خاض فيها في هذا العصر ما ادرك حقيقة الفرق ما بين قول اهل سنة وقول المرجئة في هذا الباب المسألة الثانية الايمان في اللغة هو التصديق الجازم كما ذكرنا لك الذي يتبعه عمل يأمن معه المؤمن الغائلة او العقوبة الى اخر وقولنا التصديق الذي معه عمل هذا تحصيل حاصل لانه اذا كان الشيء يلزم منه العمل فانه لا يطلق في اللغة على من صدق به مصدقا حتى يعمل فمن قال انا مصدق بهذا الشيء. واحد جاء وقال سيارتك الان تسرق قال جزاك الله خير ام فيها لك فيها فلوس ولك فيها اشياء ترى الان تسرق. قال جزاك الله خير. وجلس ما تحرك فهل يعتبر في اللغة مصدقا اذا كان قد صدق الخبر فانه لا بد ان يتبعه بعمل صدقت الرؤيا. الرؤيا رؤيا الانبياء حق اذا رآها النبي صدق بها انها وحي من الله جل وعلا. لكن متى صار مصدقا بالرؤيا لما امتثل الا دلالتها فلما اسلم وتله للجبين وناديناه ان يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا هذا تصديق لغوي وهو ايضا تصديق شرعي اذا فالايمان في اللغة ولو في العرف في الحقيقة العرفية ولو ارجعناه الى التصديق فان حقيقة التصديق ان يكون معه عمل فلا يسمى مصدقا من ليس يعمل اصلا فيما صدق به المسألة الثالثة يمكن ان يضبط ما جاء في القرآن من استعمال الايمان في الحقيقة اللغوية والعرفية والشرعية يمكن ان يضبط بضابط وهو انه اذا اقترن بالايمان الامن او كانت الدلالة عليه فان المراد به سعة سعة المعنى اللغوي واذا عدي الايمان باللام في القرآن او في السنة فان المراد به الايمان العرفي يعني اللغوي العرفي واذا عدي الايمان بالباء فانه يراد به الايمان في الشرع وهذه كل واحدة لها طائفة من الادلة تدل عليها الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن. هذا دلالة على عموم المعنى اللغوي المعنى العرفي وما انت بمؤمن لنا. لاحظ التعدية بالله بمؤمن لنا فامن له لوط ويؤمن للمؤمنين النبي صلى الله عليه وسلم يؤمن للمؤمنين هذا المعنى العرفي امن الرسول بما انزل اليه. لاحظ الباء عدي بالباء للدلالة الشرعية. لماذا اختلف اختلفت التعبية لان المطلوب اختلف كيف الايمان اللغوي ما دام انه تصديق يقول العرب صدق لفلان تعدد بالله صدق لفلان وتقول صدق بكذا ايضا فتعديه بالباء لكن الايمان الشرعي امن بكذا لاحظ التعدية مظمن اقر بكذا اقر تتعدى بالباء في اللغة. اليس كذلك اقر بكذا الصلاة صحيحة عمل بكذا الصحيحة صدق بكذا صحيحا. ولهذا لما عدي الايمان في اللغة بالباء علمنا انه ضمن انا الاصل في اللغة وزيادة تصلح للتعدية بالباب المعنى اللغوي يتعدى باللام فلماذا عدي بالباء تفريقا ما بين الايمان الشرعي والايمان اللغوي هو تظمين العمل للايمان الذي هو زيادة على ما جاء في المعنى العرفي هذا كثير في القرآن وفي اللغة انه يأتي الفعل ويراد به ويراد منه معنى ثم تختلف التعدية بالحرف فيظمن الفعل معنى فعل اخر. انا بضرب له مثالا حاضر جميعا وان كان آآ يعني الامثلة كثيرة لكن لقربه منكم. مثلا تعلمون قول ابن القيم وابن تيمية وعدد من مشايخنا حزب الله الجميع رحم الاموات في قوله تعالى في المسجد الحرام ومن يرد فيه والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد. ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم. قالوا هنا معنى الارادة ايش الهم يعني الهم الجازم لماذا؟ قالوا لان الارادة بنفسها تتعدى الارادة المعروفة تتعدى بنفسها. تقول اردت الذهاب اردت المجيء اردت القراءة ما تقول اردت بالقراءة. فلما قال ومن يرد فيه بالحاد ما قال ومن يرد فيه الحادا قال ومن يرد فيه بالحاد علمنا ان كلمة يرد هذي فيها فعل يناسب التعدية بالباء وهو هم هم بكذا هم فلان بكذا هذا الذي يناسب ولذلك فسره الائمة بان المراد بالارادة هنا الهم الجازم فيؤاخذ عليه ولو لم يرد اه فيه ولم ولو لم يعني تحقق الارادة من كل وجه وانما يصدق عليه الهم اذا هم بالفعل اما به صار داخلا في الاية. نرجع هنا في اللغة فامن له لوط يعني صدق له اقر له تقول انا اقررت لك. ايش نقول اقررت اياك لا اقررت بكذا لكن لفلان اقررت بفلان ولا اقررت لفلان ما قال اقررت لفلان ما قال. فامن له يعني صدق له اقر له الى اخره. لاحظ هذا التصديق والاقرار الذي هو المعنى اللغوي. لكن جاء المعنى الشرعي في القرآن بزيادة عن التعدية باللام الى التعدية بالباء. قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله ما قال امنوا لله ولرسوله مع انه قال في النبي صلى الله عليه وسلم ويؤمن بالمؤمنين وقال في لوط فامن له لوط. قال امنوا بالله وامنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله الى اخره. ومن يكفر بالله وملائكته ورسله. فاذا دلنا على ان هذا المعنى هو المعنى اللغوي زيادة عليه ما دخل فيه مما يناسب التعبية بالباء وهو وهو العمل تقول عملت بكذا. يعني امنت بكذا فعملت به امنت بان الامر واقع فعملت به. يعني عملت بما امن. فلذلك دخلت زيادة تعدية الباء لتدلنا على ان العمل دخل في مسمى الايمان اصلا وهذا يأتي لها مزيد تفصيل في الادلة له ان شاء الله تعالى. اذا تبين هذا فمن المهم في تأصيل هذه المسألة التي غلط فيها كثيرون منذ نشأت المرجئة ان يعرف ان الايمان في اللغة في حقيقته تصديق واقراء لكن تصديق معه نوع عمل وليس لازما في حقيقته لكن لا يسمى تصديقا حتى يكون معه عمل يأمن به لصلته بالمعنى اللغوي العام. اما في الشرع فهو اقرار وتصديق وعمل لان الشرع جاء بزيادة عن المعنى اللغوي في هذه المسألة العظيمة المسألة الرابعة تعريف الطحاوي لهذه المسألة هي الايمان هو الاقرار باللسان والتصديق بالجنان هذا فيه اخراج العمل ان يكون موردا للايمان وقصر الايمان من حيث المورد على الاقرار والتصديق وهذا كما ذكرت لك مذهب مرجئة الفقهاء والمرجئة في هذه المسألة لهم اقوال متعددة اشهرها قولان قول جمهور المرجئة فهو ان الايمان هو التصديق ولا يلزم معه اقرار ثم مرجعة الفقهاء ما تريديه وذهب اليه الماتروريدية والاشاعرة جماعة ان الايمان اقرار باللسان وتصديق بالجناح وسم مرجئة لانهم ارجأوا العمل اهم مسمى الايمان يعني اخروه عن مسمى الايمان فجعلوا الايمان متحققا بلا عمل واستدلوا لمذهبهم بعدة ادلة من اشهرها قول الله جل وعلا في ايات كثيرة الذين امنوا وعملوا الصالحات. فعطف العمل على الايمان وهذا من اقوى ادلتهم على هذه المسألة قالوا فهذا يدل على التغاير ما بين العمل وما بين الايمان لانه لو كان عمل الصالحات في الايمان لما قال الذين امنوا وعملوا الصالحات فلما عطف العمل على الايمان قالوا دلنا على تأخير العمل وارجاء العمل عن مسمى الايمان والجواب عن ذلك يعني عن هذا الاستدلال بجواب مختصر ونرجع للجواب المطول الجواب عن ذلك ان اللغة فيها العطف الواو ويراد بالعطف بالواو والتغاير والتغاير تارة يكون تغاير ذوات وتارة يكون تغاير صفات وتارة يكون العطف بالواو لا لاجل التغاير ولكن تغاير ما بين الجزء والكل وما بين العام والخاص ما معنى هذا معناه انك تقول مثلا في اللغة دخل محمد وخالد محمد ذاته غير ذات خالد هذا له حقيقة ذات وهذا له حقيقة هذا يسمى تغاير ذوات تغاير الصفات تقول عندي مهند وصارم وحسام والذي عندك سيفه واحد يعني الذي عند العربي سيف واحد لكن يقول مهند من جهة وصفه انه صنع في في الهند وصارم من جهة شهرته. وانه يصل من وحسام من جهة انه من وقع عليه حسمه وقتله منه في في القرآن قال جل وعلا في تغاير الصفات الف لام راء تلك ايات الكتاب وقرآن مبين الكتاب هو القرآن والقرآن هو الكتاب. عطف بالواو هل لتغاير الذوات في الكتاب شيء والقرآن شيء لا احد يقول بهذا من المتقدمين لا احد يقول بهذا فصار التعاطف هنا العطف لتغاير ايش الصفات. تلك ايات الكتاب نظر فيه الى جهة كونه مكتوبا باقيا وقرآن مبين يعني انه يقرأ فينظر فيه الى التلاوة والقراءة. فهذا تغاير صفة الثالث ان يكون العطف بالواو للتغاير ما بين الجزئي والكلي وما بين الكلي والجزئي فيعطف الخاص على العام ويعطى في العام على الخاص مثاله قول الله جل وعلا في سورة البقرة ومن يكفر بالله وملائكته ورسله وجبريل وميكال من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين عدو لله وملائكته لا شك الملائكة غير غير الله جل وعلا الملائكة مخلوقة والرب جل وعلا ومالك الملك وخالق الخلق وملائكته ورسله الرسل منهم رسل من الملائكة ومنهم رسل من الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس. فالرسل هنا اعم من الملائكة لان منهم الرسل من الملائكة ومنهم الرسل من البشر. فاذا هنا صار عطفا عطف الكلي على على الجزء. ثم قال وجبريل وميكال جبريل وميكال من الرسل اولى من الرسل. من الملائكة؟ نعم. فعطفهم هل حقيقة جبريل وميكال غير الملائكة؟ لا. هذا تغاير صحيح ولكن تغاير بين حقيقة الجزء والكل والكل والجزء وليس تغاير ذوات ولا تغاير صفات ولا تغاير حقيقة. ومن هذا عطف الخاص على نعم لاجل التغاير ما بين الجزء والكل في قوله الذين امنوا وعملوا الصالحات. والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات ان الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس الاعلى. ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا. الذين امنوا وعملوا لايات كثيرة امنوا وعملوا الصالحات. عطف العمل على الايمان لاجل هذا والا فهو داخل في حقيقته. هنا لماذا وخص الخاص بالذكر بعد العام لاجل التنبيه على شرفه العرب تعطف الخاص على العام وتغاير في هذا لاجل التنبيه على شرف ما ذكر لانك بتقول مثلا جاني مثلا جاءني المشايخ توجعن المشاق تقول جاءني المشايخ وسماحة الشيخ عبد العزيز هذا هو مو من المشايخ لكن هنا للتنبيه على شرف انه هو المقصود جاك المشايخ جميعا وجاءك المقصود او المقدم فيهم والاكبر الى اخره تنبيها على شرفه ومنزلته الى اخره. فاذا الاستدلال بهذا هذا جواب مختصر ونذكر لكم بقية الادلة والاجابة عليها فيما يأتي. انا اردت بهذا التطوير اللغوي اه تأصيل المسألة لكم لان اه مسألة الامام خاض فيها كثيرون في هذا العصر كتبوا فيها كتابات سواء في في الايمان او في التكفير وهم لم يدركوا حقيقة مذهب اهل السنة والجماعة في هذه المسألة منهم من ادخل مذاهب المرجئة في مذهب اهل السنة وقصر الكفر على التكذيب والايمان على التصديق آآ اما قولا او باللازم ومنهم من ذهب الى ان الامام قول واعتقاد وان العمل ليس من الايمان اصلا. كما هو قول المرجئة والاقوال في هذا متعددة. نسأل الله جل على ان يثبتني واياكم على طريقة ائمتنا وان يكف عنا الشر. وان لا يخذلنا وان ينور بصائرنا وبصائر احبابنا انه جواد كريم نكتفي بهذا القدر