كان جواب نبي الله قال كلا لسنا مدركين مع قيام السبب لان الله يقطع الاسباب اذا شاء. وقال كلا ان معي ربي سيهدين. ولهذا لم يذكر امرا حسيا ولم يذكر سببا اخر ما ذكر الله اسم محمد عليه الصلاة والسلام في القرآن الا خبرا محمد رسول الله لكن لما جاء النداء قال يا ايها النبي اتق الله ولم يقل يا محمد اتق الله فهؤلاء انما كانوا مشركين فما يقع للسحرة انما هو من مقدور الجن لا يحصل للسحرة امر زائد عن مقدور الجن. غاية ما يقع من السحرة من خوارق العادات غايته ما هو؟ ان لم لم يكن كذبا وتلبيسا فهو يكون من باب ايش؟ ما هو مقدور للجن. اما ما يقع لك للاولياء من الكرامات فهو متعالي عن مقدور الجن ومن باب اعلى منه ما يقع لمن او طباعه او مستقبله او نحو ذلك فهذه ما جعلها الله سببا للخلق ولا هدى الخلق الى ان يتعلموها ويجعلوها اسبابا لمعرفة احوالهم فاذا في الطيرة هي سبب من بدع بني ادم ولذلك نفي اصلها الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا هو المجلس الرابع من مجالس شرح العقيدة الطحاوية من شرح معالي شيخنا يوسف الغفيص وينعقد هذا المجلس في السادس عشر من شهر ذي القعدة من عام واحد وثلاثين واربع مئة والف في جامع عثمان بن عفان بحي الوادي في مدينة الرياض قال الامام ابو جعفر الطحاوي رحمنا الله واياه وكلهم يتقلبون في مشيئته بين فضله وعدله. وهو عن الاضداد الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله. نبينا محمد واله واصحابه اجمعين. قال الطحاوي رحمه الله وكلهم اي ان الخلق يتقلبون في مشيئته اي انهم تحت مشيئة الله وبقظائه. بين فظله وعدله فمن كان منهم مؤمنا هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن. من كان منهم مؤمنا وهداه الله للاسلام وللايمان فهذا فضل من الله على عباده ولهذا فان اعظم نعمه سبحانه على المكلفين هي نعمة الاسلام والايمان وهدايتهم لذلك قال وعدله اي ان من كفر به سبحانه وتعالى وظل عن السبيل فان كفره انما كان بظلمه لنفسه. والله جل وعلا لم يظلم احدا من خلقه بل حرم الظلم على نفسه وجعله بين خلقه محرما فاهل الفضل هم اهل الايمان والذين هم على مقام عدله سبحانه وتعالى هم من ضل عن الايمان من اجناس الكفار نعم وهو متعال عن الاضداد والانداد. لا راد متعالي عن الاضباد والانداد اي ان الله سبحانه وتعالى له الاختصاص عن سائر خلقه وعن العالمين فهو متعالي عن الاضداد والانداد. اي انه لا راد لقضائه ولا راد لحكمه وليس كمثله شيء والضد هو المخالف والمعارض فليس بالوجود من يمنع امره سبحانه وتعالى او قضاءه او حكمه بل الله سبحانه وتعالى بالغ امره وامره اذا اراد شيئا وهو كما اخبر الله في كتابه انما امره اذا اراد شيئا يكون له كن فيكون وهذا مقام من مقام خلقه جل وعلا وانه يخلق بمحض امره فيكون الشيء بمحض امره سبحانه كما انه يخلق بفعله سبحانه وتعالى فهو متعالي عن الاضداد اي انه لا مانع لامره ولخلقه ولقضائه والانداد وهم المثيل ممن جعل له حق في ملكوت الله سبحانه وتعالى او في عبادته وبعضهم يجعل الاوداد انما تقع بالشرك في الربوبية لان من اشرك مع الله في الربوبية فجعل لهذا الشريك تصرفا في التدبير فانه يقع على وجه المخالفة في هذه الصورة والانداد في شرك الالوهية لكن هذه التقاسيم على كل حال امرها واسع وجميع المسلمين يقرون بان الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير لكن جرت مسألة عرض فيها خلاف بين اهل القبلة وابتدعت القدرية فيها بدعة وهي افعال العباد وان العبد يكون له من الارادة والمشيئة ما ليس موافقا لمشيئة الرب وارادته وكأن اشارة ابي جعفر رحمه الله تشير الى نفي هذا وهذه بدعة القدرية التي خالفهم فيها سواد المسلمين من اهل وغيرهم. نعم لا راد لقظائه ولا معقب لحكمه ولا غالب لامره. لا راد لقظائه ولا معقب لحكمه ولا غالب لامره اي ان الله سبحانه وتعالى مشيئته نافذة وقدره نافذ على الخلق وقدره وعلمه سبحانه وتعالى وتقديره ومشيئته وخلقه وكذلكم ما يتعلق بحكمة الرب سبحانه وتعالى في احوال خلقه فهذه المقامات وامثالها هي مقامات الايمان بالقضاء والقدر فالله سبحانه وتعالى منزه عن ما لا يليق به مما جعله اجناس من الكفار من الحق في بعض خلقه في بعض امور التدبير او التصريف او التأثير ومن هنا جاءت الشريعة ببيان حقيقة الاسباب وان الاسباب ليست موجبة بذاتها منفكة عن قضاء الله وتدبيره وامره حتى فهم بعض النظار ان هذا نفي من الشريعة للاسباب وتلتبس بعض ذلك على بعض الفقهاء ايضا في بعض مفصلي هذه الاسباب التي ترد في كلامهم في فقه الشريعة والصحيح ان الاسباب ثابتة وعلى هذا مضى السلف الاول وانما اريد بالشريعة ان السبب الذي خلقه الله سبحانه وتعالى وجعله سببا ليس موجبا بذاته بل بجعل الله له سببا ولكن ما فيه من قوة السببية فانها قوة ثابتة فيه ولكن الله سبحانه وتعالى هو الذي اجرى في هذه القوة وهو الذي يجري فيه اثر هذه القوة ولو شاء ربك لقطع هذا السبب ولو شاء الله سبحانه وتعالى لقطع هذا السبب عن قوته السببية ومن ذلكم مثلا ان الله قطع البحر عن قوته السببية في قصة موسى عليه الصلاة والسلام لما امر ان يضرب بعصاه الحجر او البحر فتحول الماء عن حاله فهذا انقطاع لحال البحر عن سببيته وللاصل في البحر انه سبب للغرض. اليس كذلك انما قطعه موسى بهذه الصفة. انما قطعه موسى بهذه الصفة ولذلكم في قصة الطوفان امر الله سبحانه وتعالى نوحا ان يبني السفينة لان الطوفان بالماء الماء اذا بلغ الطوفان اي بلغ هذه الدرجة من العلو فانه يوجب الغرق. ولهذا امر نبي الله ورسوله نوح ومن امن معه ان يحفظوا لهذا السبب قدره ببناء السفينة لكن في قصة موسى لما ادركه فرعون وقال له من معه انا لمدركون ماذا قال لم يقل نفي ذلك على سبيل عدم وجود السبب وانما بين انه بامر الله وان الله سبحانه وتعالى يقطع الاسباب عن اثارها ولذلكم تجدون لما ذكر الله ذلك في قصة موسى قال اصحاب موسى ايش؟ انا لمدركون كان جوابه عليه الصلاة والسلام قال كلا ان معي ربي شاهدين فلاحظ انه ذكر مسألة المعية الخاصة والا السبب امام موسى قائم ولم يقل لقومه انا لم ندرك يعني ليس اصحاب موسى تعجلوا انهم مدركون هو من حيث السبب هم مدركون بفرعون من ورائهم والبحر من امامهم. ولذلك هم وانما ذكر ايش التوكل على الله ومعية الله سبحانه وتعالى له. وان الله بايمان نبي الله موسى يعلم موسى عليه الصلاة والسلام ان الله يقطع الاسباب اذا شاء ولهذا لما عرف ان الله هو الذي امره عرف ان الله بالغ امره سبحانه وتعالى وان فرعون لن يدركه وهو نبي الله ولذلكم قال كلا ان معي ربي سيهدين والمقصود ان مسألة الاسباب التي جاءت في مثل قول النبي في مفصل الشريعة لا عدوى ولا طيرة كما ليسا متماثلين. اما الطيرة فلا حقيقة لها ليست سببا اصلا بل كونها سببا هو من بدع البشر نفي الطيرة هنا ليس مماثلا لنفي العدوى. هذا يقع على مراد وهذا يقع على مراد. الطيارة ليست سببا لان جعلها سببا هو بدع من البشر او من بعضهم والا في الحقيقة ان الطير اذا زجرت فمالت يمينا او شمالا فان هذا لا يعني شيئا في احوال الناس ولا تعني لمن رآها او شاهدها او زجرها فطالت ذات اليمين او ذات الشمال لا تعني له شيئا وانما بدأ بعض اهل الاساطير والخرافات مسألة الطيرة ولها نظائر في الفلسفات الوضعية القديمة لها نظائر في الفلسفات الوضعية القديمة ومنها مسألة الابراج فانها ليست سببا ان من ولد في برج كذا فانه تكون له من الاحوال كذا او يكون صفته على كذا او ما الى ذلك اما في ميزان واما قوله لا عدوى فان العدوى موجودة اي ان الله جعل بعظ الاوبئة ونحوها جعل بعض الاوبئة ونحوها معدية ولذلكم قال النبي عليه الصلاة والسلام كما ثبت في الصحيح وغيره في الطاعون كما في حديث عبدالرحمن واسامة بن زيد عبد الرحمن بن عوف واسامة بن زيد اذا اسمعتم به بارض فلا تقدموا عليه وانما قال النبي ذلك لانه معدي قال واذا وقع بارض وانتم بها فلا تخرجوا فرارا منه وفي لفظ في الصحيح فلا يخرجنكم الفرار منه وكلا السياقين فلا تخرجوا فرارا منه مفعول لاجله او فلا يخرجنكم الفرار منه كلاهما يدل على ايش على انه لو خرج على انه لو خرج على غير هذا المعنى من التقدير جاز له ذلك ولهذا لو ان الطاعون وقع في مدينة ما ما قيل يحرم على اهلها الا الا يخرجوا منها هل يجوز لمن كان من اهلها او كان مسافرا اليها فادركه ذلك يجوز له الخروج والانفكاك عنها انما لا يخرجنكم الفرار منه اراد الشارع تنبيههم حتى لا يغلوا في الاسباب. فيعتقد فيها التأثير وهذا مطابق لمعنى قوله عليه الصلاة والسلام لا عدوى هذا مطابق لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعدو. والحديث في الطاعون يفسر هكذا والا لخالف اوله اخره لانه في اوله قال فلا تقدموا عليه وهذا دليل على ان وجود العدوى فيه قال فلا يخرجنكم الفرار منه اي من خرج فانما يخرج بمعنى من خرج فانما يخرج بمعنى يعني ما الذي حركه الى الخروج مثل لما ذكرت الهجرة فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها لدنيا يصيبها او امرأة يتزوجها فهجرته الى ما هاجر اليه كذلك في الخروج عن الطاعون الشريعة ما منعت الخروج انما منعت ماذا ما منعت ان الانسان اذا ادركه الطاعون ان يخرج عن الارض التي هو فيها انما منعت ان يكون خروجه من هذه الارض هو على معنى يفوق مسألة السبب على تقدير الشريعة يفوق مسألة السبب على تقدير الشريعة وبهذا تعلم ان الاحاديث التي فيها الامر بالعدم القدوم على الطاعون او مثل قول النبي في المجدوم فر من المجذوم فرارك من الاسد ولما بلغه ان في وفد رجلا مجذوم قال انا قد بايعناك ايش؟ فارجع لما جاءه الوفد فيهم رجل مجذوم والجذام مما تقول العرب انه يعدي لم يستقبله النبي صلى الله قال وسلم معهم بل قال انا قد بايعناك فارجع هذا موافق لقوله لا عدوى هذا موافق لقوله لا عدوى وقوله عليه الصلاة والسلام هو اثبات لهذه الاسباب على درجة الاسباب وقوله لا عدوى هو نفذ لما لها من مقام الاختصاص عن السبب الذي وضعته الشريعة الى فوق ذلك هذا ليس نفيا للسببية في هذه الاشياء وهذا غلو من طائفة من المتكلمين والنظار الذين قالوا ان ان الاسباب ليس لها تأثير وان الاشياء ليس لها طبائع وخواص في ذاتها بل تقع هذه التأثيرات مقارنة عندها لا بها فهذه الطريقة التي ذكرها كثيرون من اصحاب ابي الحسن مقابلة لطريقة المعتزلة كلا الطريقتين بعيدة عن الشرع والنظر اي النظر العقلي الصحيح والصواب ان الاسباب موجودة. وانما يراد في الشريعة ان يبقى السبب على رتبته باعتبار وان الله هو المسبب له وباعتبار ان مضي السبب في اثره انما يكون بقضاء الله وقدره. وباعتبار ان الله سبحانه وتعالى يقطع الاسباب عن مسبباتها اذا شاء ولهذا قد يتخلف اصله وان كان اصل السنة الكونية هو بقاء السبب اصل السنة الكونية ان من سقط في البحر وهو لا يعرف السباحة او في لجته يكون يغرق اليس كذلك لكن يجري الله سبحانه وتعالى قطع الاسباب. ومن ذلكم في حق انبيائه عليهم الصلاة والسلام كما في قصة موسى. وكذلك في قصة ابراهيم قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم. فهذا تغيير لماهية السبب. وقطع لاثره الاول هذا قطع لاثره الاول تعرف الاسباب هكذا لا على سبيل الاستقلال انها مستقلة بالتأثيرات فان الله لم يجعل في شيء خلقه الا وهو تحت مشيئته وسلطانه. فليمتنع عقلا وشرعا ان شيئا مما خلقه الله من هذه الاسباب او غيرها ان يكون له من الاختصاص او التدبير او نحو ذلك مما هو منفك عن ارادة الله وقضائه وقدره نعم امنا بذلك كله وايقنا ان كلا من عنده. وان وان امنا بذلك كله وايقنا درجة بالغة في الايمان ان كلا من عنده يعني ان قضاءه سبحانه وتعالى بالخير والشر فهو من عند الله سبحانه وتعالى وان كان الشر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم والشر ليس اليك فان الشر جملة او افرادا لا يضاف الى الله. الشر جملة وارادة لا يضاف الى الله. وان كان سبحانه الا هو الخالق لكل شيء نعم وان محمدا عبده المصطفى ونبيه المجتبى ورسوله العطف على قوله نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله ان الله واحد لا قالوا لما ذكر التوحيد وجملا منه في الالهية التوحيد الخبري في الصفات والربوبية توحيد الطلب وتوحيد الخبر ذكر بعد ذلك مسألة النبوة وهي الايمان بمحمد عليه الصلاة والسلام. نعم وان محمدا عبده المصطفى ونبيه المجتبى ورسوله المرتضى وانه خاتم الانبياء وامام الاتقياء وسيد سيدنا ابا جعفر ذكر مسألة الانبياء بجملة لكان اصح. لان طريقة القرآن اذا ذكرت مقامات الايمان فذكر الايمان بالله ذكر بعده مقام الانبياء جملة او مقام الرسل جملة ومن هنا قال النبي صلى الله عليه وسلم الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وكذلكم في القرآن تجدون ذكر الايمان بالرسل ينكر جملة نعم وانه خاتم الانبياء وامام الاتقياء وسيد المرسلين. نعم وهذا معلوم من الدين بالضرورة. وهو الايمان بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وقد اختصه الله بفظله وجعل له اختصاصا عن غيره من الانبياء. وهذا الاختصاص قاموا منه بلا ولاء بخبر الله او نبيه كجعله في القرآن خاتم الانبياء ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولا رسول الله وخاتم النبيين هذا اختصاص انه خاتم النبيين او يذكر هذا الاختصاص في السنة لقول النبي صلى الله عليه وسلم فضلت على الانبياء بست وفي رواية فظلت على الانبياء بخمس جاء في حديث جابر وابي هريرة وغيرهما في الصحيح اعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب وحلت لي الغنائم وجعلت لي طهورا ومسجدا. وارسلت الى الخلق كافة وختم بي النبيون فهذا مقام من تفظيله وتخصيصه عليه الصلاة والسلام نعلمه وثمة مقام له عند الله لا يلزم ان المكلفين يطلعون عليه ومن كرم النبي صلى الله عليه وسلم على ربه انك اذا نظرت القرآن وجدت ان الله سبحانه وتعالى ينادي الانبياء والرسل حتى من كان منهم من اولي العزم يناديهم باسمائهم هذا له استعمال في القرآن وورود في القرآن له ورود في كتاب الله في قول الله تعالى مثلا في نوح قال يا نوح انه ليس من اهلك يا موسى انه انا الله وتجد انه يذكر اسم النبي وينادي النبي باسمه نوح وموسى وهكذا اما النبي محمد عليه الصلاة والسلام فان الله لما ناداه ما ناداه باسمه وانما ناداه باسم النبوة وما ذكر اسمه الا خبرا وهذا من مقام كرم النبي صلى الله عليه وسلم وتفضيل الله له والمقصود ان الايمان بنبوته اصل معلوم من الدين بالظرورة واجمع عليه المسلمون وله وحده عليه الصلاة والسلام هذا الاختصاص بمقام النبوة الخاتمة فان من قبله من الانبياء كانت شرائعهم في قومهم. فلما جاء بهذه الشريعة جعلها الله هي الشريعة المهيمنة الى يوم وجعله الله سبحانه وتعالى خاتم النبيين فيجب الايمان به وتصديقه وتعزيره ونصرته عليه الصلاة والسلام ومحبته كما قال الله تعالى فالذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون وانه عبد الله المصطفى ونبيه انه افضل انبياء الله انه افضل انبياء الله واحسن ما يكون في ذكره عليه الصلاة والسلام وان كان الناس يستعملون الفاظا فيها سعة كالسيد مثلا ويقال سيدنا رسول الله فهذا استعمال فيه سعة ونحوها من الاسماء لكن الاستعمال الاداء الاعظم في المقام هو تسميته باسم النبوة والرسالة او وصفه بالنبوة والرسالة وبانه عبد الله فانه اذا ذكر انه عبد لله ورسوله ونبيه فهذه هي اعلى مقامات ذكره عليه الصلاة والسلام وهي عند التحقيق اعلى من غيرها من الاسماء وان كان فيها سعة كما ذكرنا لكن ليس من كمال التوقير ان يهجر ذكر كونه عبدا مثلا ويذكر ما يقابله لان كونه عبدا لله هذا مقام تشريف. بل هو اعظم مقامات التشريف لكن وجه الخطأ في كلام طائفة او طوائف من المتكلمين وهو قول اكثر المتكلمين وجه الخطأ يقع انهم قصروا اثبات النبوة على هذه المعجزات. والصواب ان النبوة تثبت بها وبغيرها له عليه الصلاة والسلام انه عبد الله ولهذا قال الله تعالى في مقام التشريف والامتنان لما امتن الله عليه بالاسراء والمعراج وذكر ذلك القرآن او ذكر الله ذلك في كتابه ماذا قال الله تعالى؟ سبحان الذي اسرى بعبده هذا ذكر العبد على مقام التشريف هذا ذكر العبد على مقام التشريف. قال سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا فينادى او يذكر عليه الصلاة والسلام بما يليق به من الاسماء وهذا فيه في اصله سعة ما لم يخالف معنا شرعيا لكن ذكر كونه عبدا لله ورسولا من عنده ونبيا من عنده فهذه الاسماء هي اجودها وهذه الاوصاف هي اجودها وهي التي ذكرها القرآن وهي التي ذكرها القرآن يا ايها النبي لقول الله تعالى يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك سبحان الذي اسرى بعبده الى اخره. نعم وامام الاتقياء وسيد المرسلين وحبيب رب العالمين. نعم وانه سيد المرسلين اي انه اعظم الرسل. وكونه سيد هذا اخذ من مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت في الصحيح انا سيد ولد ادم انا سيد ولد ادم ولا شك انه عليه الصلاة والسلام هو سيد ولد ادم. كما ثبت ذلك عنه في الصحيح. قال انا سيد ولد ادم وذكر مقامه في الشفاعة العظمى فهو يختص بالشفاعة العظمى كما سيأتي في ذكر مقامات الشفاعة وهي الشفاعة لاهل الموقف قال وحبيب رب العالمين اي ان الله جعله خليلا له لان الله جعله خليلا له وان كان لابراهيم عليه الصلاة والسلام مقام فان هذا المقام يقع لغير النبي الواحد فابراهيم خليل الله وخليل الرحمن. وكذلك محمد صلى الله عليه وسلم له مقام المحبة على هذه الصفة العالية عند ربه سبحانه وتعالى. فهو حبيب رب العالمين على هذا المعنى اراد المصنف رحمه الله. نعم وكل دعوى النبوية وكل دعوى النبوة بعده فغي وهوى. كل دعوى النبوة بعده فغين وهوى. وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث جابر ابن سمرة وغيره ان بعده عليه الصلاة والسلام كذابين قال في حديث جابر ابن سمرة في الصحيح ان بعدي كذابين فاحذروهم وظهر كذابون كما تعرفون ممن ادعى النبوة مسيلمة وغيره وبعض الخرافيين الذين يدعون مقامات هي من جنس مقامات الانبياء او انهم يتلقون من مشكاة النبوة ولا يحتاجون الى واسطة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. كما كان الخبر يتلقى من غير من مشكاة الانبياء من غير ان يحتاج الى موسى ابن عمران. فمثل هذه الاوهام والخرافات هي اوجه من الضلال عن تحقيق الايمان بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وانه خاتم الانبياء والمرسلين وان كان ذلك قد يقع على سبيل دعوة النبوة كما في حال مسيلمة. فانه ادعى النبوة وهو على مقامه في الكفر والضلال كما تعرف وهذه المسألة التي ذكرها المصنف في مسألة نبوة النبي كما ذكرنا مسألة مجمع عليها بين المسلمين ومعلومة من الدين من دين الاسلام بالضرورة لكن مسألة جرى فيها كلام بين اهل القبلة وهي مسألة بما تثبت نبوة النبي فصار كثير من اهل الكلام يقولون ان نبوة النبي تثبت بالمعجزات ويريدون بالمعجزات خوارق العادات وجعلوا هذه المعجزات وخوارق العادات جعلوها كالطعام اليسير الذي وفد عليه كما في قصة جابر فاكل اهل الخندق جميعهم من طعام يسير فمثل هذه الحال من الخوارض يقولون بها تثبت النبوة ويجعلون ثبوت النبي النبوة بها وحدها ويجعلون الدليل على ثبوت النبوة هو المعجزة وحده وتعلم ان تسمية هذه بالمعجزات تسمية اصطلاحية والا الذي في القرآن والسنة هو تسمية هذا الباب وما يتعلق به او يتصل به تسمية ذلك في القرآن والسنة بالايات اما المعجزات فهي تسمية اصطلاحية من بعض النظار ثم دخلت في كلام غيرهم وهذا ليس هو المشكل في هذا الامر انما المشكل في قولهم انهم قصروا اثبات النبوة على دليل واحد وهو المعجزة والصواب ان هذه المعجزات او نقول الايات على تسمية القرآن اصح ان هذه المعجزات او الايات تثبت بها النبوة ودليل على اثبات النبوة ولهذا ذكرت نبوة عيسى عليه الصلاة والسلام بانه يبرئ الاكمة والابرص ويحيي الموتى باذن الله فهذه الخوارق التي حصلت او الانقطاع عن الاحوال المعتادة لا شك انها دليل من ادلة اثبات نبوة الانبياء تثبت بها وبغيرها من ايات وابراهيم الانبياء ومنها الايات الشرعية ومنها الايات الشرعية بل انه في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم المقام الاول في اياته هي الايات الشرعية وهو القرآن وعن هذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من الانبياء من نبي الا قد اوتي من الايات ما مثله امن عليه البشر الا قد اوتي من الايات والايات هنا لا يلزمنها الخوارق فقط يقع فيها ما هو خارق للعادة كما يقال في وصفه ولكن اسم الايات في كلام الله ورسوله اوسع من ذلك قال الا قد اوتي من الايات ما مثله امن عليه البشر. وانما كان الذي اوتيت وحيا اوحى الله اليه. فارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة فلما ذكر اياته وما يوجب هداية البشر بين ان اعظم ما اوتيه النبي عليه الصلاة والسلام هو ايش؟ ما اوحى الله اليه وهو القرآن ما نزل عليه وهو القرآن وكذلكم جوامع الكلمة التي جاء بها ولهذا كان قوله عليه الصلاة والسلام اذا كان يعلم بالضرورة ان القرآن اية من ايات النبي فحتى قول النبي صلى الله عليه وسلم هو من اياته وترون ان ظمادا كما في حديث ابن عباس في الصحيح لما قدم مكة وكان من اجل شنوأة وكان يرقي من هذه الريح من مس الجن ويعالج على طرق فسمع سفهاء من اهل مكة يقولون ان محمدا مجنون فقال لو اني رأيت هذا الرجل لعل الله يشفيه على يدي. قال فلقيه فما رأى معجزة اي خارقا للعادة انما رأى رجلا كان قومه يقولون انه مجنون وتوهم ضماد انه كذلك ولم يعرف معنى النبوة او انه نبي ولم يسمع بذلك عنه قبل ذلك انما ظنه من سفهاء انما ظنه كذلك كما قال سفهاء من اهل مكة فلما جلس بين يدي النبي وقال يا محمد اني سمعت ما يقول قومك واني ارقي من هذه الريح فهل لك فحدثه النبي ما قرأ عليه القرآن بل قال له كلاما من كلام الانبياء وهو ما يسمى عند الفقهاء بخطبة الحاجة ان الحمد لله من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. فقال ضماد اعد علي كلماتك فعادها ثلاث مرات فقال ضماد لقد سمعت قول السحرة وقول الكهنة وقول الشعراء فما سمعت مثل كلماتك لا ولقد بلغنا نعوس البحر هات يدك ابايعك على الاسلام فابتدأ مقام التصديق عنده بهذا البرهان. هذا البرهان هي كلمات النبي وجوامع الكلم التي اوتيها النبي لا يقولها غيره عليه الصلاة والسلام وعن هذا قال ظماد لقد سمعت قول السحرة وقول الكهنة وقول الشعراء فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء ولقد بلغنا نعوس البحر فعلم ان النبوة تثبت بكتب الانبياء وتثبت بما اوحى الله اليهم من الحق والهدى والايات الشرعية وتثبت بمقام ايش ما سماه اهل الاصطلاح بالمعجزات او خوارق العادات واعنوا الخطاب يترددون في الاستجابة بين هذا وهذا لكن تعلم انه لم يقع في نبي من الانبياء ان جميع من امن به لم يؤمنوا به الا من وجه هذه الخوارق. كما تسمى حتى في نبينا صلى الله عليه وسلم فان جمهور من امن به اما حضورا بين يديه عليه الصلاة والسلام او من بلغهم دينه بعد ذلك تعلمون عدد المسلمين الان تقريبا اظن مليار ونص اليس كذلك؟ او ما وصل نصف؟ مليار وثلاثين مليار وثلاث مئة هذا العدد دخلت افواج في دين الاسلام وفتحت بلاد ووصل الاسلام الى بلاد بغير الحرب وبغير القتال ربما الاعداد الاكثر الان جميع من دخلوا دين الاسلام ما كانوا يسألون عن ماذا او اكثر من دخل دين الاسلام ما يتقصدون هذا السؤال اصلا ولذلك هم لما كتب النبي الى هرقل كما في حديث ابن عباس المتفق على صحته عراقا لما بلغه هذا الكتاب من النبي صلى الله عليه وسلم ودعا ابا سفيان وسأله اسئلة معروفة رواها اصحاب الصحيح في حديث ابن عباس رضي الله عنهما لا ترى في اسئلته رطل سؤالا واحدا يسأل عن ماذا عن ايش عن المعجزات بمعنى الخوارق وهركن صاحب كتاب اي انه على دين سماوي. فلو كان في دين اهل الكتاب ان النبوة لا تصدق الا من خلال برهان المعجزة او خوارق العادات تسائل هرقل ابا سفيان ماذا عن خوارق العادات؟ ماذا عن معجزاته؟ وماذا رأيتم منه؟ ما سأله هذا السؤال وانما سأله هل كان من ابائه ملك هل كنتم تتهمونه بالكذب؟ هل يغدر؟ من يتبعه اشراف الناس من ضعفاؤهم يزيدون ام ينقصون الى اخره ثم لما عرف الجواب بنى على هذا الجواب فجعله برهانا يدل على صدق نبوته ماذا قال؟ قال ان يكن ما تقول شوف الترتيب الشرط والجزاء ان يكن ما تقول فيه حقا اي ان كان ما ذكرته من انه ليس من ابائه ملك ولا تتهمونه بالكذب ويتبعه ضعفاء الناس ويزيدون ولا يغدر الى اخره قال ان يكون ما تقول فيه حقا فانه نبي وقد كنت اعلم انه خارج ولم اكن اظنه منكم فاذا البرهان عنده رقل انما قام بما بهذا المقام من صفة النبي فاذا النبوة تثبت باياته الشرعية وتثبت بصفته التي اختص بها الله سبحانه وتعالى انبيائه ورسله عن الخلق من مقامات صدقهم واخلاقهم وامامتهم والله سبحانه وتعالى لا يهدي الناس الى رجل كذاب يدعي نبوة فيتبعه الناس ابدا وانت تعلم ان قلوب الخلق هي بامر الله سبحانه وتعالى والله جل وعلا يحول بين المرء وقلبه كما في القرآن فكذلكم لا يقع ان احدا يدعي هذا المقام بل بالذي يقع من الاشكال في مسائل الخوارق انها قد تشتبه على بعض الناس ببعض ايش قد تشتبه على بعض الناس من الجهال ببعض ما يقع عليه السحرة او نحوهم بل بعض اهل النظر وعلم الكلام قدروا هذا الاشتباه ومن هنا انكر بعضهم ان تقع الكرامات للاولياء يعني انكر خوارق العادات في حق الاولياء او في حق ما يحصل عند الكهنة والسحراوي وان كان الصواب ان هذا الانكار ارادوا به عصم الدليل من انكر تلك من المتكلمين ارادوا به عصمة دليل النبوة لما انكروا بعض غلاة المتكلمين في هذا الدليل انكروا كرامات الاولياء او ما يقع عند السحرة والكهنة ارادوا بهذا الانكار ايش ظنوا ان هذا هو الذي يعصم دليل النبوة والصواب ان النبوة تثبت بهذا وهذا وجه. الوجه الثاني ان مقام ايات الانبياء التي تسمى معجزات ماهيتها تختلف عن ماهية ايش كرامات الاولياء ومن باب اولى عما يكون للسحرة فما يكون للانبياء من هذه المعجزات ليس هو مطابق في ماهيته لما يكون عند السحرة حتى يقال انه لو قدر انه هو الدليل المصحح للنبوة لزم منع ماذا لزم انكار الثاني كما صار اليه طائفة من المتكلمين وقالوا ان هذا هو الذي يعصم دليل النبوة عن السبب والاختلاف. هذا خطأ من وجهين. الوجه الاول هو ان النبوة تثبت بغير ذلك وانت ترى مشرك العرب ما احد منهم يقول للنبي صلى الله عليه وسلم هات اية. معجزة على معنى ايش؟ الخوارق النبي يأتيهم في المسجد الحرام ويدعوهم الى التوحيد والايمان وما كان مشهورا عند العرب في جاهليتهم ولا ان النبي من قدم المدينة وجعل الى اهل المدينة وفيهم منهم من اهل الاوثان وفيهم اهل الكتاب كما تعرف في شعوب اليهود التي كانت في المدينة من بني النظير وبني قينقاع وقريضة. هؤلاء ما قام قائمهم وقالوا للنبي اقم النبوة بمعجزة وخارق للعادة بل كثير مما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم من هذه البراهين التي هي معجزات الخوارق كما يسمونها في الاصطلاح اكثرها حصل بين ظهراني المؤمنين اكثرها حصل بين ظهراني المؤمنين فهي وجه من شواهد النبوة وتصدق بها النبوة ولا شك لكن لا يجوز ان يقال ان النبوة مقصورة عليها فهذا وجه من الوهم عند اكثر المتكلمين ووهم طائفة من المتكلمين وان كان هذا لا يقول به جميعهم الذين لم يفرقوا في في ماهيتها بينما يقع للنبي وما يقع للولي وما يقع للساحر والكاهن فهذا وهو من اشد وان كان الذي تلبس به ليس جميع من قال بالاصل الاول من المتكلمين انما طائفة منهم الذين انكروا كرامات الاولياء على هذا الترتيب وهذا وهم بل الصواب الذي عليه ائمة السنة وهو مذهب الصحابة وعليه اكثر المتكلمين واكثر النظار ان ماهية ما يقع للانبياء والرسل متعالي في درجته ومعيته عما يقع لمن للاولياء وان ما يقع للاولياء متعالي عما يقع في السحرة ولهذا ما يقع للسحرة هو من التلبيس ومن التلبيس الذي له حقيقة باعتبار الامور المقدور عليها من قبل الشياطين من قبل الشياطين وهم الجن. ولهذا السحر لا يكون الا عن شرك بالجن ايشركون الجن في عبادتهم ولهذا كل ساحر يتلبس بالسحر حقيقة فانه يكون كذلك وان كان الناس قد يتوسعون باسم السحر وعن هذا فرق بعض اهل العلم في السحر فيكون كذا او كذا فقالوا لا انما نبوس صف لنا سحرك لان بعض الاحوال من التصرفات التي هي تنبني على خفة اليد قد يسميها بعض الناس سحرا فيحصل هذا الالتباس وان كان المقصود اذا ذكر السحر الذي ذكره الله في القرآن كما في قصة اصحاب موسى وفرعون للانبياء عليهم الصلاة والسلام يعني الله سبحانه وتعالى لما جعل النار بردا وسلاما على ابراهيم هذا ما ما يستطيعه ساحر ولا كاهن ليش لانه متعالي عن قدرة الجن صنائع الجن لهم قدرة اكثر من الانس في امور قد يحملون الانسان فلا ترى انه محمول فترى انه كأنما طار في الهواء لماذا؟ لان الجن حملته والله يقول انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونه فهذا مقدور للجن انه تجد انه يتحرك او او ينتقل من مكان الى مكان بسرعة معينة مثل ما في قصة سليمان لما ذكر مالك حاكمة يا من قال عفريت من الجن انا اتيك به قبل ان تقوم من مقامه. قال الذي عنده علم من الكتاب انا اتيك به قبل ان يرتد اليك فانظر الى الفرق بين المقامين مقام الولي ومقام الجن. النار لما جعلها الله بردا وسلاما على ابراهيم هذا متعالي عن قدرة الجن لا يستطيع كاهنا ولا ساحب ولا جني ولا ولا بشر ولا خلق ان يجعل النار بردا وسلاما على احد انما هذا من امر الله سبحانه وتعالى لا لا يقدر عليه الا الله فاذا هذا معنى يجب معرفته ان مال الانبياء مثله ما كان لعيسى يبرئ الاكمه والابرص وايش ويحيي الموتى باذن الله هذا ولذلكم لاحظوا لما ذكر مقاما لعيسى عليه الصلاة والسلام اشير الى انه على مقام التخصيص وان هذا بامر الله لا بامر عيسى في حقيقته. ولهذا قال الله تعالى باذن الله وعيسى عليه الصلاة والسلام من ادبه مع ربه اذا ذكر ذلك في نبوته بين ان هذا باذن ربه سبحانه وتعالى فهو يحيي الموتى لكن باذن الله لا ان هذا له اختصاص به عن ربه سبحانه وتعالى. فاذا ايات الانبياء النبوة تثبت بايات يمضيها الله سبحانه وتعالى وهي ايات شرعية وايات كونية وما سمي عند المتكلمين بالمعجزة فهو وجه من اوجه اثبات النبوة لكن اذا تأملت في سير الانبياء ونبينا عليه الصلاة والسلام بخاصة ما وجدت ان العرب واليهود والنصارى الذين بلغتهم دعوتهم في حياته او بعد مواته لا تجد ان غالبهم يسألون هذا السؤال او يقصرون عليه. وان كان اذا وقع او علم فانه يقول بعض الخلق اما الى الايمان ان كان ليس مؤمنا او الى تحقيق الايمان ان كان مؤمنا ولهذا المؤمنون من الصحابة لما صار ما صار في قصة طعام جابر في الخندق وبارك الله سبحانه وتعالى فيه. صار هذا تثبيتا الايمان صار هذا تثبيتا للايمان صار هذا تثبيتا لايمانهم مثل ما في قصة ابراهيم قال ربي ارني كيف تحيي الموتى قال ولم تؤمن؟ قال بلى. فهذا من طمأنينة المؤمنين. وقد يؤمن بعض الكفار بالنبي صلى الله عليه وسلم لانه عرف له معجزة من هذا الباب هذا صحيح لكن فرق بين هذا وبين قصر النبوة على ذلك الوهم الثاني عند بعض المتكلمين هو انهم توهموا ان ماهية خوارق العادات التي سموها معجزات الخوارق عادات وهي ايات الانبياء انما هيتها مماثلة لماهية كرامات الاولياء اولياء خوارق السحرة والكهان والصواب ان هذه المقامات الثلاث تختلف ماهياتها فما اوتيه النبي فهو متعالي عن ما يؤتى الولي ومن باب اولى ما يؤتى الساحر. وما يؤتى الولي فهو متعالي عما يقع ساحر وما يؤتاه الساحر فهو اقصر المقامات وفيه كثير من التلبيس والوهم. وغايته وعاليه انه بالغ قدرة الجن وعليه انه بالغ قدرة الشياطين من الجن لكن تعرف ان الشياطين يقصرون ولهذا لما سخروا لسليمان قال الله تعالى فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته الا دابت الارض وهذا ابانة لنقصهم انهما على بعض الحركة او الانتقال او ما الى ذلك. مما خلقها الله فيهم. مما خلقها الله فيهم. والله سبحانه وتعالى يخلق ما يشاء كما انك ترى في البهائم التي خلقها الله من القدرة على امور لا يقدر عليها بنو ادم فهذه القدرة انما هي آآ من خلق الله سبحانه وتعالى. فالتفريق في الماهيات الثلاث هذا اصل من العلم الشريف ينبغي للباحث والناظر ان يعتبره وان حققه وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد