وكل ما فيه تكليف من في الكتاب او السنة تكليف بالعوامر والنواهي في العلم او في العمل فلا يكون مشتبها على الامة كلها بل قد يشتبه على البعض ويعلمه اخرون لان الاشتباه الموجود نسبي اظافي بحسب علم العبد بهذا قد يرد على العالم او على من هو اقل علما او على الامام مسائل يشتبه عليه فيها العلم او لا يعلمها اصلا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اللهم نسألك علما نافعا وعملا صالحا نسألك اللهم العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والاخرة اللهم هيئ لنا من امرنا رشدا واكتب لنا الخير ومن علينا بالتوفيق في امرنا كله انك على كل شيء قدير اما بعد قد قال الطحاوي رحمه الله تعالى هنا ونتبع السنة والجماعة ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة وهذه الجملة ذكرها بعد الكلام على الخروج على الولاة او قتل احد من امة محمد صلى الله عليه وسلم لظهور معنى الجماعة في ذلك وكل ما ذكره من اول العقيدة الى اخرها داخل يعني فيما اجمع عليه اهل السنة والجماعة داخل في هذه الجملة فكل مسائل العقائد التي قررها ائمة الاسلام فانها اتباع للسنة وللجماعة وكل مخالفة لهذه العقائد التي دل عليها الكتاب والسنة وقررها الائمة فهي شذوذ وخلاف وفرقة ولهذا هذه الجملة قاعدة عظيمة من قواعد العقائد بجميع تفاصيلها. كما سيأتي في بيان السنة والجماعة وبيان ما يضاد ذلك ان شاء الله وهذا الاتباع الذي ذكره اتباع السنة والجماعة واجتناب الشذوذ والخلاف والفرقة هو منشأ السير على ما كانت عليه الجماعة الاولى لان النبي صلى الله عليه وسلم اورث الجماعة الاولى وهي جماعة الصحابة رضوان الله عليهم اورثهم العلم النافع والعمل والهدى في امور الدين كله في الامور العلمية والامور العملية فاجمعوا على مسائل العلم والعقيدة والتوحيد وعلى كثير من مسائل العمل واختلفوا في بعض مسائل العمليات والفروع ثم صار سبيل المؤمنين الذي هو سبيل الجماعة الاولى صار علما على اتباع النبي عليه الصلاة والسلام وترك الاهواء ثم تبعهم التابعون ثم هكذا الى زماننا بل الى ان يموت اخر المؤمنين وهذا الاصل من اهم الاصول التي يقررها ائمة الاسلام لانه اصل وما بعده فرع فالخلاف في توحيد العبادة او في طريقة اثبات الربوبية او في الاسماء والصفات او في الايمان او في القدر او في الصحابة او في التعامل مع ولاة الامور او في اي مسألة من المسائل التي تذكر خلاف الخلاف في ذلك خلاف للجماعة الاولى ولهذا قال من قال من ائمة الصحابة اذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل ان تفسد ويعني بقوله اذا فسدت الجماعة يعني اذا صارت الجماعة في اختلاف فان المصيبة منهم من وافق الجماعة التي كانت مجتمعة غير مختلفة ولهذا صار هذا الاصل على من؟ على اهل السنة والجماعة اتباع الصحابة والسلف الصالح فسموا اهل السنة والجماعة بهذا الاصل لانهم يتبعون السنة والجماعة. ويأتي تفسير السنة وتفسير معه وهذا الذي ذكروه هنا اخذوه من النصوص التي لا تحصى في الكتاب والسنة في الامر بالاجتماع نصا او معنى وفي النهي عن الفرقة نصا او معنى فمن ذلك قول الله جل وعلا واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ومنه قوله جل جلاله ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ومنه ايضا قول الله جل وعلا ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين وليه ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ومنه قوله ايضا جل جلاله قل اطيعوا الله والرسول فان تولوا فانما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم يعني على الرسول ما حمل من بيان السنة وبيان الشريعة وتبليغ ذلك وعليكم ما حملتم من اتباع السنة والجماعة واتباع هدي النبي عليه الصلاة والسلام فحمل الرسول عليه الصلاة والسلام البلاغ وحملت الامة الاتباع والمتابعة ومنه ايضا قول الله جل وعلا قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ونحو ذلك من الايات الصريحة اتباع الجماعة والنهي عن الافتراء. والسنة فيها من ذلك شيء كثير كقوله عليه الصلاة والسلام وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة قالوا من هي يا رسول الله؟ قال هي الجماعة. وفي رواية قال هي ما كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي ومنه ايضا الاحاديث التي في خروج الخوارج واختلاف وخلاف الخوارج للصحابة وامر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلهم فقال في وصفهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية اينما لقيتموهم فاقتلوهم فان في قتلهم اجرا لمن قتلهم وذلك لمخالفتهم للسنة والجماعة كذلك قوله عليه الصلاة والسلام باهل الاهوى يتجارى بهم الهوى كما تجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه مفصل او عرق الا دخل ومنه ايضا ما صح عنه عليه الصلاة والسلام بقوله الجماعة رحمة والفرقة عذاب. ومنه ايضا في قوله من اتاكم وامركم جميع يريد ان يشق عصاكم فاقتلوه كائنا من كان. ومنه ايضا قول النبي دعاء النبي عليه الصلاة والسلام الا يجعل بأس هذه الامة بعضها ببعض قال امنعنيها ونحو ذلك من الادلة التي تدل على هذا الاصل العظيم فاذا هذا الاصل الادلة عليه بمنزلة التواتر بكثرة ما دل عليه بل هو اظهر اصول الشريعة. فان الخلاف والفرقة عما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام والجماعة الاولى هو حقيقة خلاف لرب العالمين واتباع غير السبيل الذي يرضى عنه جل جلاله فاذا هذا الاصل كما ذكرنا في اول الكلام ذكره الطحاوي لان كل مسائل العقيدة يتفرع عنه واذا تبين ذلك فنقول ان مسائل الاعتقاد التي يذكرها اهل السنة والجماعة منها ما هو من سبيل المقاصد ومنها ما هو من سبيل الوسائل الى المقاصد ومنها وهو القسم الثالث ما هو من سبيل المحافظة على المقاصد تأمل اول وهو المقاصد هي اركان الايمان الستة واما الثاني وهو وسائل حفظ المقاصد وهو وسائل المقاصد الوسائل الى تحقيق المقاصد فهي القواعد العامة في تلقي والاخذ بانها لا يحفظ اصل الا بدليل بقاعدة. فلهذا صار هذا الكلام هنا هو قوله ونتبع السنة والجماعة ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة هذا له حكم المقاصد من جهة وله حكم الوسائل من جهة اخرى لان اتباع السنة والجماعة مقصد تعبدي مطلوب قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول الثاني وهو اجتناب الشذوذ والخلاف والفرقة هذا من وسائل المحافظة على اصول الاعتقاد وفي هذه الجملة مسائل المسألة الاولى معنى الاتباع في قوله ونتبع السنة والجماعة. معنى الاتباع الاتباع هو ان تغفو اثر الشيء تبعه اي قفا اثره اتباع الحق ان تغفو الاثر والاثر سواء اكان اثر دليل او كان اثر مسير يعني اثر قول او اثر مسير كل منهما دليل ولهذا صار الاتباع موسوما عند اهل العلم بانه اخذ القول بدليله ويقابل هذا التقليد يقابل الاتباع التقليد والتقليد قبول القول والتزامه دون حجة واضحة لانه ان كان عنده حجة فهو متبع ولو كان متعولا او مخطئا. واذا كان ليست عنده حجة وانما يتعصب او يقبل قول الغير هكذا لانه قال فقط مع ظهور الحجة في خلافه فهذا يسمى مقلدا لانه جعل القول قلادة له دون بيان والتقليد في الاعتقاد فيه تفصيل فما كان من مما يشترط لصحة الاسلام والايمان فلا ينفع فيه التقليد بل لا بد فيه من اخذ القول بدليله وجوبا بان هذا هو العلم الذي امر الله جل وعلا به في قوله فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك اما التقليد في الاستدلال فلا بأس به يعني ان يعلم وجه الدليل من الحجة ويقلد العالم بالاقتناع بهذا الدليل يعني بوجه الاستدلال فهذا لا بأس به لان المجتهد في فهم الدليل هذا قليل في الامة فاذا الواجب الاتباع وما يحرم من التقليد في العقيدة وما كان من اصول الاسلام يعني ما لا يصح الاسلام الا به مثل العلم بالشهادتين واركان الايمان الخمسة الستة فرض اركان الاسلام الخمسة. اذا كان التقليد كذلك فهل يشترط استدامة العلم واستصحاب العلم والاتباع ام لا يشترط الذي عليه العلماء المحققون وقرروه ان الاستدامة ليست شرطا وانما يكفي ان يعلم الحق في هذه المسائل في عمره مرة بدليله ويأخذ ذلك ويقتنع به يأخذ ذلك عن دليل وبينة ثم يعمل بما دل عليه فمن تعلم مسألة تعلم معنى الشهادتين في عمره ثم بعد ذلك نسي المعنى او تعلم ادلة اركان الايمان ثم نسي او تعلم فرضية الاركان الخمسة اركان الاسلام او الاربعة العملية ثم جاءه فترة ونسي فان هذا لا يؤثر ولا يأثم بذلك. المهم ان يكون اصل استسلامه عن دليل فيما لا يصح الايمان والاسلام الا به وهذا هو التقليد عند اه حكم التقليد عند اهل السنة والجماعة وجوب الاتباع واما المخالفون من اهل الكلام المعتزلة والاشاعرة وجماعات فانهم جعلوا العلم الواجب هو النظر او القصد الى النظر او الى اخره من اقوالهم ويعنون بذلك النظر في الكونيات واهل السنة يقولون الاتباع النظر في الادلة الشرعية يعني النظر في الشرعيات واولئك عندهم النظر في الكونيات لانهم جعلوا ان اصل الاسلام والايمان انما يصح اذا نظر في برهان وجود الله جل جلاله واما اهل السنة والجماعة فقالوا وجود الله جل وعلا مركوز في الفطر وانما يتعلم ما يجب عليه ان فقده وما يجب عليه ان يعلمه مما امر الله جل وعلا به وجعله فارقا بين المؤمن والكافر وبالمقابل التقليد تقليد عندهم في الكونيات وعندنا التقليد في الاقوال والشرعيات وثمة تفاصيل لمسألة الاتباع والتقليد في مناهج التلقي ما بين اهل السنة والمخالفين. المسألة الثانية معنى السنة هنا السنة يراد بها العلم الموروث عن النبي عليه الصلاة والسلام في مسائل الاعتقاد مسائل الغيبية وما يتصل بذلك من الوسائل و ما يحافظ به على الاصول فما دلت عليه الادلة من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وكان عليه هديه فانه السنة الماضية التي يجب اتباعها وترك ما خالفها لان المسائل العلمية من الغيبيات البيان فيها واضح وليست مجالا للاختلاف وتنوع الاراء والاقوال لهذا سمى طائفة من العلماء ممن صنفوا في التوحيد سموا كتبهم السنة وهي كثيرة جدا كالسنة لعبد الله ابن الامام احمد والسنة للخلال والسنة لابن ابي عاصم والسنة للطبراني وكذلك السنة في كتب الحديث يعني في اثناء الكتاب قد يبوب بعضهم بكتاب الاعتصام بالكتاب والسنة او السنة او ما اشبه ذلك فاذا يجمع السنة انه هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العلم بهذا الموطن العلميات يعني فيما يعلم ويعتقد فانه فان منهجنا اتباع السنة في ذلك. والا نخوض فيه بالعقليات المسألة الثالثة الجماعة الجماعة تطلق اطلاقين تطلق الجماعة ويراد بها الجماعة في الدين جماعة بي العلم بما امر الله جل وعلا به ان يعتقد او في تصديق الاخبار في الكتاب والسنة وهذه الجماعة تكون في الدين. الجماعة في الدين يعني الاجتماع على الدين الواحد. والمعنى الثاني للجماعة الجماعة في الابدان ان يجتمعوا في ابدانهم وان لا يكون بأسهم بينهم والا يتفرقوا في ابدانهم بانواع التفرع ومسائل الاعتقاد تجمع هذين الاصلين تجمع الاجتماع في الدين والاجتماع في الابدان وكل المسائل التي تذكر في مسائل العقيدة منها ما يرجع الى هذا ومنها ما يرجع الى الثاني ثم هذا اللفظ السنة والجماعة صار علما على من كان على ما كانت عليه الجماعة الاولى وهم الصحابة رضوان الله عليهم والذي عليه ائمة اهل الحديث والمحققون من اهل الاسلام ان هذا اللفظ اهل السنة والجماعة انما يدخل فيه اهل الحديث والاثر الذين لم ينحرفوا في مسائل الاعتقاد وقد ذهب بعض الحنابلة من المتأخرين وبعض الاشاعرة وجماعات من الفقهاء الى ان لفظ اهل السنة والجماعة يشمل ثلاث طواف يشمل اهل الحديث والاثر والاشاعرة والماتوريدية وممن صرح بذلك السفارين في كتابه لوامع الانوار وجماعة اخرون وهذا ليس بصحيح لان الاشاعرة والماتوريدية خالفوا السنة والجماعة في مسائل كثيرة معلومة فهم في اثبات وجود الله جل وعلا خالفوا طريقة القرآن والسنة وفي تفسير لا اله الا الله خاله ما دل عليه القرآن والسنة. كان عليه السلف. وفي اثبات الصفات خالفوا وقالوا نهج السلف او طريقة السلف اسلم وطريقتنا اعلم واحكم وجعلوا الصواب بين التأويل والتفويض وكل نقص اوهم التشبيه اوله او فوض ورم تنزيها فالتأويل عندهم حق والتفويض حق واما الاثبات فليس بحق وفي مسائل الايمان خالفوا وقالوا الارجاء عندهم الايمان هو التصديق فقط دون الاقرار والعمل وفي مسائل القدر هم جبرية متوسطة وفي مسائل اخر خالفوا ايضا مما يضيق المقام عن ذكره. فاذا من خالف في هذه الاصول العظيمة في الغيبيات والعقائد فان ادراجه من ادراجه في السنة في اهل السنة والجماعة وفي الفرقة الناجية هذا ليس بواضح من جهة الدليل والاتباع ولهذا يدخلونهم في الفرق المخالفة بالسنة والجماعة لكن ينبغي ان يعلم ان اطلاق السنة قد يراد به ما يقابل الرافضة والشيعة والخوارج فيدخل في اطلاق اهل السنة الاشعرية والماتروريدية والمرجئة وجماعات لاجل مقابلتهم بالفرق التي ظلالها عظيم. لهذا من الافضل بل من المتعين عند اطلاق اهل السنة والجماعة ان ينتبه الا يكون شعارا يدخل فيه من ليس من اهل السنة والجماعة حتى لا يضل الناس يكون مقتصرا على من اعتقد الاعتقاد الحق والباقون يمكن ان يقال عنهم اهل السنة ولكن لا يوصفون باهل السنة والجماعة لانهم فرقوا دينهم وكانوا شيعة. ولم يقيموا الدين كما امر الله جل وعلا. بل فرقوا في ذلك واخذوا ببعض الكتاب وتركوا بعضا كما هو معلوم من تفاصيل اقوالهم المسألة الرابعة قوله نجتنب الشذوذ الاجتناب هو الترك ويريد بالترك انه يتركه دينا وتعبدا وتقربا الى الله جل وعلا لملازمته للسنة والجماعة والشذوذ هو الانفراد وقد جاء في حديث وفي اسناده ضعف ومن شذ شذ في النار يعني من انفرد عن الجماعة التي وعدها الله جل وعلا بالجنة فانه سينفرد عنهم ايضا في الاخرة في النار. هذا من جهة الوعيد فمعنى الشذوذ في العلم والعقيدة الانفراد باشياء ليس عليها الدليل ولم تكن عليها الجماعة الاولى ولهذا كان الامام احمد رحمه الله وجماعة من ائمة السلف يقولون في مسائل العقائد لا نتجاوز القرآن والحديث لانه اذا تجاوز المرء القرآن والحديث في مسائل الغيبيات والعقائد فانه لا يؤمن عليه الخلاف ولا يؤمن عليه ان ينفرد باراء ليست مدللا عليه الشذوذ قد يكون باصل من الاصول يعني الانفراد وقد يكون في فرع لاصل من اصول الاعتقاد فالشذوذ مرتبتان. المرتبة الاولى ان ينفرد ويشد في اصل من الاصول يعني في الصفات الايمان في القدر فهذا بانفراده الاصل يخرج من الاسم العام المطلق لاهل السنة والجماعة. والمرتبة الثانية ان يوافق في الاصول لكن يخالف في فرع لاصل او في فرد من افراد ذلك الاصل مثلا يؤمن باثبات الصفات واثبات استواء الرب جل جلاله على عرشه وبعلو الرب جل جلاله وبصفات الرحمن سبحانه وتعالى. لكن يقول بعظ الصفات انا لا اثبتها لا اثبت صفة الساق لله جل وعلا لهو لا اثبت صفة الصورة لله جل وعلا او اثبت ان لله جل وعلا اعينا او اثبت ان لله جل وعلا كذا وكذا مما خالف به ما عليه الجماعة فهذا لا يكون تاركا لاهل السنة والجماعة بل يكون غلط لذلك واخطأ ولا يتبع على ما زل فيه بل يعرف انه اخطأ والغالب ان هؤلاء متأولون في الاتباع وهذا كثير للمنتسبين للسنة والجماعة كالحافظ ابن خزيمة فيما ذكر في حديث السورة وكبعظ الحنابلة حينما ذكروا ان العرش يخلو من الرحمن جل جلاله حين النزول وكمن اثبت صفة الاضراس بالله واثبت صفة العضد او نحو ذلك مما لم يقرره ائمة الاسلام فاذا من شذ في ذلك في هذه المرتبة يقال يقال غلط وخالف الصواب ولكن لم يخالف اهل السنة والجماعة في اصولهم بل في بعض افراد اصل وهو متأول فيه وهذا هو الذي عليه ائمة الاسلام فيما عاملوا به من خالف في اصل من الاصول في هذه المسائل وكتب ابن تيمية بالذات طافحة بتقرير هذا في من خالف في اصل او خالف في مسألة فرعية ليست باصل المسألة الخامسة الخلاف قال نجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة والخلاف شر ومذموم في الشريعة والخلاف يطلق ويراد به الاختلاف ايضا كما قال جل وعلا ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك. ولذلك خلقهم فمدح من لم يختلف وذم من كان في اختلاف. واهل الاصطلاح يفرقون بين الخلاف والاختلاف وهذا ليس هذا مورده وانما في هذا الموضع الاختلاف والخلاف بمعنى واحد وهما شر كما قال ابن مسعود الخلاف شر رضي الله عنه وارضاه والخلاف له صورتان خلاف في العلميات في العلم والعقيدة وهذا البحث فيه كالبحث في الشذوذ والفرقة الاتي والثاني الخلاف بالعمليات يعني بما يسمى بالفروع والخلاف هذا ثاني في الفروع ليس مباحا او مأذونا به دائما بل قد يكون الخلاف مذموما ولو كان في الفروع وذلك اذا كان سيترتب عليه مفسدة في الناس او افتراء او اساءة ظن او مخالفة ائمة المسلمين ولهذا ابن مسعود رضي الله عنه في قصته مع عثمان كان يقرر ويذكر ان السنة ان يصلي اهل منى في منى ركعتين للرباعية وعثمان رضي الله عنه صلى الرباعية اربعة. وكان ابن مسعود يصلي معه اربعة فقيل له في ذلك قيل له تقول السنة ركعتان وتصلي مع عثمان اربع فقال الخلاف شر هذا من عظيم فقهه رضي الله عنه مع انه كان بينه وبين عثمان رضي الله عنه خصومة او نوع خلاف واختلاف في مسألة عطاءه فكان يطلبه وعثمان لم يعطه عطاءه الذي كان يرى ابن مسعود انه له لان ابن مسعود بدري وكان له في ذلك قول يجادل به عثمان معروف لكن مع ذلك تخلص منها ونفسه وقال الخلاف شر الخلاف اذا في الفروع في العمليات ليس دائما مأذونا به. او لا يعاب صاحبه بل قد يعاب اذا كان في الخلاف مفسدة. وفرقة او الخلاف يساء به الظن او يسوء ردوا ابوابا من الخير ونحو ذلك والطحاوي هنا لا يريد تقرير هذا البحث الثاني وانما يريد ان الخلاف الذي هو بمعنى الشذوذ والفرقة يجتنب ويحذر منه المسألة الاخيرة السادسة الفرقة هنا بمعنى الافتراء والفرقة اكثر النصوص في النهي عنها والامر بالجماعة مع النهي عن الفرقة بانه لا يجتمع الناس الا اذا انتهوا عن الافتراق والفرقة. ولهذا كما قدمت لك بعض الايات نهى الله جل وعلا عن الافتراء فقال واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوان دل هذا دلت هذه الجملة من الاية على ان النهي عن الفرقة هنا المقصود به الفرقة في الابدان ثم قال جل وعلا وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها وهذه الفرقة بالدين وهذا كما في قوله مثلا في سورة الشورى شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا هو الذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تفرقوا فيه يعني في الدين فتحصل من هذا ان الادلة دلت على ان الفرقة قسمان فرقة في الابدان وفرقة في الدين مقابلة للجماعة التي هي جماعة في الدين وجماعة في الابدان. فكذلك الفرقة فرقة في الدين وفرقة في الابدان اما فرقة الدين فتكون بانتحال الاهواء والاخذ بطريقة اهل الهوى من الخوارج فمن بعدهم واعظم اهل الاهواء الخوارج. يعني ممن خرج على الصحابة ثم بعد ذلك الى ان اتت الملل او اذا اتت الاقوال الكفرية عند الجهمية والحلولية الى اخره قال اعظم افتراق في الدين فان الله جل وعلا جعل الدين واضحا لا لبس فيه في اصوله وعقائده وفي قواعده العلمية لا لبس فيه ولهذا قال جل وعلا وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرقا بكم عن سبيله. ذلكم بي لعلكم تتقون فاذا كل انواع الافتراق التي حدثت انما كانت لاجل الهواء ولذلك سموا اهل الاهواء هل وجود المتشابه في القرآن والسنة يعتبر سببا في خروج اهل القهوة الجواب ليس كذلك بان الله جل وعلا بين ان اهل الاهواء في قلوبهم زيغ قبل ان ينظروا الى الادلة. فقال جل وعلا واما الذين في قلوبهم زيغ فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله قال سبحانه في اول الاية هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فبين جل جلاله انه جعل كتابه منه محكم ومنه متشابه. يعني يشتبه على المرء العلم به ما الذي حصل؟ ان الذين في قلوبهم زيغ اتبعوا قال فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعونه اثبت الزيغ في قلوبهم ثم وصفهم باتباع المتشابه. سنة ابتلاء ليظهر اهل الاب ان يبحث عما يؤيد به هواه ويؤيد به زيغه وهذا ما نصت عليه الاية قال فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون بفاء بالفاء ترتيبية ولهذا قال الائمة ان اعظم ما امر الله جل وعلا به الاجتماع واعظم ما نهى الله جل وعلا عنه الافتراء لان حقيقة الاجتماع اجتماع في الدين وفي الابدان وبهما صلاح العباد واعظم المصائب الافتراض وبهما يحصل البلاء كلهم فالشرك فرقة والتوحيد جماعة والبدعة فرقة والسنة جماعة والعقائد الصحيحة جماعة والعقائد الفاسدة فرقة الاستدلال بالكتاب والسنة وصحة منهج التلقي جماعة و الاستدلال بالقهوة والعقول وما الف المرء اباءه واقوامه عليه فرقة لانه خالف المنهج الصحيح في الاستدلال الاجتماع مع جماعة المسلمين وائمتهم جماعة والافتراق وترك ائمة المسلمين وجماعتهم فرقة وهكذا فكل خير في الجماعة والسنة وكل شر في الشذوذ والخلاف والفرق قال بعدها رحمه الله تعالى ونحب اهل العدل والامانة ونبغض اهل الجور والخيانة الحب والبغض من مسائل النفس التي يدخلها الهوى وقاعدة الشريعة والقرآن والسنة والصحابة ان العبد لا يكون حقيقة مستسلما حتى يتخلص من هواه ومن الهوى الذي يتخلص منه الهوى في محبته والهوى في بغضه ونستغفر الله ونتوب اليه فمن احب ما يحب الله جل وعلا ورسوله ومن يحب الله جل وعلا ورسوله قد تخلص من هواه ومن ابغض ما يحب الله جل وعلا ورسوله من الحق او ابغض من يحبه الله ورسوله فلم يتخلص من هواه بل الهوى هو الذي قاده الى ذلك ولهذا كان من من اعظم ما يتميز به اهل السنة والجماعة ائمة الحديث والاثر الذين تخلصوا من اهوائهم انهم اهل عدل في اقوالهم حتى مع مخالفيهم ايحبون اهل العدل لان الله يحبهم وكذلك رسوله صلى الله عليه وسلم ويحبون اهل الامانة لان الله جل وعلا يحبهم ورسوله صلى الله عليه وسلم ويبغضون اهل الجور والخيانة لان الله جل وعلا ورسوله صلى الله عليه وسلم يبغضه لان الله يبغضهم ورسوله صلى الله عليه وسلم يبغضهم فاذا اصل هذه الجملة اساسها ان محبة المؤمن المتبع لعقيدة السلف وبغضه يكون تبعا لي نص الكتاب والسنة فيما يحب وفيما يغني. كما قال جل وعلا فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما وفي الحديث لا يؤمن احدكم حتى يكون هوى تبعا لما جئت به وهذا الايمان الكامل هو الذي يتخلص فيه صاحبه من الهوى وها هنا مسائل قليلة المسألة الاولى اهل العدل واهل الجور متقابلان كما ان اهل الامانة واهل الخيانة متقابلان يعني هؤلاء يقابلون هؤلاء. هؤلاء ظد هؤلاء هذا صنف وهذا صنف ولا اعني بالتقابل والتضاد في المصطلح الكلامي او المنطقي فيه فمن هم اهل العدل؟ ومن هم اهل الجور العدل امر الله جل وعلا به امرا مطلقا. فقال سبحانه ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى واقام السماوات والارض على العدل ودينه واحكامه كلها عدل وخير للعباد في مآلهم وفي حاضرين العدل الذي امر الله جل وعلا به ان يعطى كل ذي حق حقه ان تعطي الله جل وعلا حقه الذي امرك به وان تعطي رسوله صلى الله عليه وسلم حقه الذي امرت به وان تعطي الصحابة حقهم الذي امرت به وان تعطي المؤمنين حقهم الذي امرت به وهكذا في سائر احكام الشريعة. ولهذا قال بعض التابعين في على هذه الاية ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى قال اتت هذه الاية على جميع المأمورات يعني في العلميات وفي العمليات لان المأمور اما ان يكون عدلا في العلم والعمل واما ان يكون فظلا في العمليات العبادات وانواع التعب يقابله اهل الجور وهم اهل الظلم والجور هو الحي وهو بمعنى الظلم واهل الظلم تارة يكون ظلمهم بحق الله جل وعلا تارة يكون ظلمهم في حق النبي صلى الله عليه وسلم وتارة يكون ظلمهم في حق العباد او في حق انفسهم فاذا هذه المحاب محبة اهل العدل والامانة وبغض اهل الجور والخيانة هذه تبع لمحبة الله جل وعلا ولبغضه واهل العدل يقابلون اهل الجور بهذا المعنى اذا تبين هذا فان المتقرر عند اهل السنة ان الله جل وعلا يحب ويبغض وهما صفتان حقيقيتان على ما يليق بجلال الرب جل وعلا لا يشبه في محبته لا يماثل في محبته وبغضه محبة العباد وبغضهم تعالى ربنا عن ذلك وتقدس والله جل وعلا يحب العبد لما فيه من الصفات الحسنة صفات الايمان والعدل الطاعة ويبغض العبد لما فيه من صفات ظلم والطغيان او المعصية والمخالفة ونحو ذلك فاذا قرروا انه يجتمع في حق المعين في صفات الله جل وعلا ان الله يحب العبد من جهة ويبغضه من جهة وهذا يخالف قول المبتدعة الذين قالوا المحبة والبغض شيء واحد فالله جل وعلا يحب العبد الكافر حال كفره اذا كان سيوافيه على الايمان ويبغض العبد المؤمن الصالح حال ايمانه اذا كان سيوافيه على الكفر وهذا هو المسألة الموسومة بمسألة الموافاة عندهم وهي مسألة المحبة والبغض عندهم ازلي فالله يحب من يحب مطلقا ويبغض من يبغض مطلقا والمحبة عندهم مؤولة بارادة الخير البعض عندهم مؤول بارادة الخذلان اذا تبين ذلك فان المؤمن فيما يحب من اخوانه المؤمنين يحبهم بقدر ما معهم من الايمان والعدل والامانة ويبغض فيهم بقدر ما معهم من الجو والظلم والخيانة المؤمن تبع لمحبة الله جل وعلا ليس عنده حب كامل او بغظ كامل بل يحب بقدر الطاعة ويبغض بقدر المعصية. وهذا من العدل حتى في رغبات النفس وفي وفي نوازع القلب. فاذا يجتمع في المسلم يجتمع في المسلم العاصي الحب من جهة والبغض من جهة ترى حسناته فتسرك فتحبه وترى سيئاته فتسوؤك فتبغضه من هذه الجهة فاذا الحب الكامل لاهل الكمال والبغض الكامل لاهل الكفر والمؤمن الذي خلط عملا صالحا واخر سيئا فانه يحب من جهة ويبغض من جهة وهذا اهل السنة والجماعة تبع لما دلت عليه النصوص التي اوجبت موالاة المؤمن ما دام اسم الايمان باقيا عليه والبراءة من الكافر ما دام اسم الكفر على من عليه المسألة الثانية الامانة والخيانة متقابلان ايضا ويعنى بالامانة هنا الوفاء بامانة التكاليف التي اخذ الله جل وعلا العهد من ادم عليه في قوله انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فبين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان. انه كان جهولا واصح الاقوال في تفسير الامانة هنا انها امانة التكاليف يعني ان يقبل انه يخاطب بالامر بالامر والنهي وبعد ذلك الثواب والعقاب والخيانة ضد الامانة وهي عدم رعاية التكاليف فرجع الامر الى ان حقيقة الامانة في معناها الواسع يرجع الى التكاليف العقدية والى التكاليف العملية والخيانة الى التكاليف الى التكاليف العقدية خان فيها والى التكاليف العملية فالامر اذا فيه نوع ترادف في معناه الواسع مع العدل والجور. فاهل العدل والامانة بالمعنى الواسع يقابلون كطائفة اهل الجو والخيانة فهؤلاء يحبون وهؤلاء يبغضون ومن كان فيه عدل وامانة وفيه جور وخيانة فانه يحب من جهة ويبغض من جهة قال بعد ذلك رحمه الله تعالى ونقول الله اعلم فيما اشتبه علينا علمه نقول يريد به اتباع الائمة الاربعة واتباع اهل الحديث والاثر فانهم يمتثلون ما امر الله جل وعلا به لانهم لا يقولون على الله ما لا يعلمون وانهم لا يخفون ما لا يعلمون مثالا لقوله جل جلاله ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا وقال جل وعلا في بيان المحرمات وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون فالقول على الله جل وعلا بلا علم محرم وهو قرين للكفر والشرك لانه ما حصل الشرك والكفر وعبادة غير الله جل وعلا الا بالقول على الله بلا علم سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء فاذا كل ضلال حصل انما هو بالقول على الله جل وعلا بلا علم فاهل السنة والجماعة اتباع الحديث والاثر فيهم تخلي عن اهوائهم وغلبة لانفسهم وامتثال لامر الله جل وعلا وامر رسوله صلى الله عليه وسلم فيقولون الله اعلم فيما لا يعلمون ولهذا جبريل عليه السلام في القصة في حديث جبريل في سؤاله للنبي عليه الصلاة والسلام للحديث المعروف سؤال اهل الاسلام والايمان الى اخره قال عمر رضي الله عنه في اخره لما سأله النبي صلى الله عليه وسلم يا عمر اتدري من السائل قال الله ورسوله اعلم قال هذا جبريل جاءكم يعلمكم امر دينكم فالصحابة رضوان الله عليهم استعملوا هذا الاصل بعهده عليه الصلاة والسلام واستعمله العلماء والائمة الى وقتنا الحاضر ونذكر مسألتين المسألة الاولى قول الله اعلم افعل التفضيل هنا اعلم اما ان ترجع الى المتكلم يعني نقول الله اعلم منا او مني فيما اشتبه علينا علمه او الله اعلم بحكم هذه المسألة من خلقه الاولى فيها ارجاع للمتكلم والثانية فيها ارجاع الى الجميع وافعل التفظيل هنا اعلم ليس معناها اشتراك الجميع في العلم في هذه المسألة لان العبد اذا لم يعلم شيئا قالها الله اعلم ولو اراد مني فانه لا يعني ان عنده علم قليل ولهذا صار معنى الله اعلم اي الله هو العالم بحكم هذه المسألة فانا لا اعلم وقول الله ورسوله اعلم لم يذكرها هنا لانه لا يقال الله ورسوله اعلم الا في حياته عليه الصلاة والسلام واما بعد وفاته فلا يقال الا الله اعلم لان النبي عليه الصلاة والسلام انقطع عن دار التكليف ودار الوحي الذي هو العلم الذي ينزل به جبريل عليه السلام عليه المسألة الثانية قوله فيما اشتبه علينا علمه الاشتباه يعني به ورود ما لا تعلم مطلقا او فيما تعلم واشتبه عليك هل هو الصواب ام لا ولهذا قال العلماء الاشتباه والمتشابهات المراد منها فيما دل فيما جاء في النصوص منه ايات محكمات نوم الكتاب واخر متشابهات وهنا قال فيما اشتبه علينا علمه المراد بما اشتبه والمتشابهات المتشابه الاظافي النسبي لمن قال هذه الكلمة واما المتشابه المطلق فيما فيه تكليف علما او عملا فانه لا يوجد في الكتاب والسنة ترد عليه اية لا يعلم معناها او مخرجها فيسأل عنه عمر رضي الله عنه سأل عن ايات ابو بكر رضي الله عنه جاء عنه انه قال اي سماء اي سماء تظلني واي ارض تقلني؟ اذا قلت في كتاب الله ما لا اعلم وعمر روي عنه نحو هذه الكلمة وسأل عن تفسير ايات وسئل والصحابة لم يزل بينهم ارجاع في المسائل بعضهم بعضا بعضهم يرجع الى بعض المسائل. فاذا هذا اصل في ان المرء اذا لم يعلم يقول الله اعلم ويحيل الى غيره ممن يعلم الاشتباه هنا كما ذكرت لك قد يكون اشتباها في الدليل وقد يكون اشتباها في المدلول في الدليل ما عرفت وجهه الدليل او المسألة لا تعرف دليلها اصلا ليس معنى ذلك انها ليست بحق لان علماء الامة يعلمون دليلة او يكون الدليل معك لكن وجه الاستدلال يشتبه عليك فلا تخض في كتاب الله تفسيرا ببيان وجه استدلال وانت ليس عندك علم به. فتقول الله اعلم هذا هو الدليل لكن ايش وجه الاستدلال؟ الله اعلم لهذا الامام مالك يذكر عنه انه سئل عن اربعين مسألة او عن ثلاث وثلاثين مسألة فاجاب عن اربع والبقية قال الله اعلم لا ادري وهذا من عظيم تعظيمهم لله جل وعلا وان يقولوا في دين الله ما لا يعلمون وهذه الحقيقة القاعدة هذه او هذا الاصل تحتاجه كثيرا في في النقاش لان المرء اذا ناقش غيره قد يأتيه الشيطان ويقول انت تعلم كل شيء فيترك لا اعلم يترك والله اعلم يترك لا ادري فيقع ويأثم وهدي اهل السنة والجماعة التواضع العلم كما انهم التواضع لله جل وعلا في العلم والعمل. لهذا قال ابن المبارك رحمه الله تعالى ان للعلم طغيانا كطغيان المال والله جل وعلا وصف اهل المال بقوله كلا ان الانسان ليبغى ان رآه استغنى. كذلك المرء قد يزداد عنده العلم حتى حتى تكسبه تلك الزيادة طغيانا. يتعدى على غيره ولا يسلك مع الناس سبيل الشرع في العدل في وحمل اقوالهم ونحو ذلك مما يجب على المرء ان يعدل فيه بان من من اراد ان يقيم الاقوال فهو قاض والقاضي يجب عليه ان يحكم بالعدل لا ان يحكم بالهوى فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله والمرء اذا اخطأ الله اعلم جاءه كل غلط يأتيه الاراء الخطأ ويقتنع بها ويؤيدها ثم يتعصب لها. ثم يحصل فساد من اقواله. لكن اذا عود نفسه ان يمتثل هذا العصر وهو ما لا يعلم يقول الله اعلم فتحت لقلبه انوار من العلم ثم اذا علم العلم ثبت عنده باذن الله تعالى تواضع لله جل وعلا ومن تواضع لله جل وعلا رفع هذه بعض الكلمات على هذا الاصل اسأل الله جل وعلا ان يوفقني واياكم لما فيه رضاه وان يغفر لائمتنا الذين ورثونا هذا العلم النافع وان يجمعنا بهم في دار كرامته وان يوردنا حوض نبيه انه سبحانه اكرم مسؤول جواد غفور رحيم. اللهم فزد علينا واغفر جما. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد نبهنا الاخوة قبل انه نرغب ان تكون الدروس يومية هذا الاسبوع كل يوم بعد المغرب بعد صلاة المغرب يكون الدرس حتى نكمل او نمضي في هذا الكتاب ان شاء الله تعالى قبل نهاية هذا الفصل بعد المغرب غدا بعد غد ثلاثة والاربعاء ان شاء الله ان شاء الله يقول ذكرت ان لفظ السنة والجماعة صار علما على من اقتدى بالصحابة وذكرت ان هذا اللفظ يراد به اهل الحديث والاثر الا ترى ان هذه الالفاظ محدثة ليست على نهج الله فقد قال الله تعالى هو سماكم المسلمين فلماذا لا نلتزم بهذا المصطلح القرآني حتى وان صار علما على طائفة معينة فلماذا لا نلتزم به ونترك غيرها من المصطلحات الحادثة وجزاكم الله خيرا اولا قبل الدخول في الجواب استعمال لفظ المصطلح القرآني هذا استعمال حادث والاخ اه عنده اه يعني رغبة في الاتباع لفظ المصطلح القرآني او المصطلحات القرآنية هذي من الالفاظ الحادثة التي مرت قرون الاسلام ولا تعرفه لا تعرف هذا اللفظ وهذا لان كلمة المصطلح تعني اصطلاح والاصطلاح وان يكون هناك من اصطلح مع غيره على هذه التسمية والله جل وعلا جاء والله جل وعلا انزل القرآن بلسان عربي مبين فاذا العلماء يقولون دلالات القرآنية الفاظ القرآنية المعاني الايات ونحو ذلك مما هو مستعمل عند السلف اما ما جرى السؤال عليه فالتأصيل الذي ذكره صحيح والتطبيق قاصر اما التأصيل فهو صواب بانه لا يحدث الفاظ واسماء يجمع الناس عليها ويتعصبون لها وهي ليست من الالفاظ الشرعية لان هذا نوع من الفرقة والخلاف والافتراء ولهذا قال العلماء الله جل وعلا سمى اتباع محمد عليه الصلاة والسلام مسلمين ومؤمنين وسمى منهم المهاجرين وسمى منهم الانصار وسمى منهم الاعراب وسمى منهم الى اخره وهذه التسميات بما اجل مجيئها في القرآن فهي شرعية وهذه التسميات الشرعية اذا تعصب لها مع انها شرعية صارت مذمومة حاشا اسم الاسلام والايمان ولهذا لما قام رجل من المهاجرين لاجل خلاف وقال يا للمهاجرين ينتخي بهم وقام رجل من الانصار غلام من الانصار فقال يا للانصار ينتخي بهم فقال النبي عليه الصلاة والسلام ابدعوة الجاهلية وانا بين اظهركم لما؟ لان النخوة هنا والتعصب صار للفظ لطائفة من المؤمنين وللفظ ليس هو لفظ اسلام والايمان او المسلمين والمؤمنين صار هذا محدثا للتفرق ولهذا قال ابدعوى الجاهلية لان الجاهلية هم الذين ينتخون ويتعصبون للاسماء دون بينة وكذلك الاسماء المحدثة في الامة اذا تعصب لها دون غيرها فانه يكون ذلك مردودا على اصحابه مثلا اسم الحنابلة اسم الشافعية اسم المالكية اسم السعوديين اسم المصريين اسم الشرقيين المغاربة الشوام الى اخره هذه اسماء اذا كانت في الامة لاجل التعريف لاجل التعريف فان هذا الامر فيه واسع لكن ان كان ثم تعصب عليها وذنب لما خالفها لاجل الاسم ان يمدح الشافعية لاجل انهم شافعية ويذم الحنابلة لانهم ليسوا بشافعية او العكس فان هذا من التعصب المذموم وهو من التفرغ و الاخذ بالشعارات او الاسماء التي لم يدل عليها الدليل اذا تبين هذا هذا الاصل وهو ما ذكره الساعي جزاه الله خيرا في سؤاله فان لفظ السنة والجماعة لفظ السنة والجماعة لفظان شرعيان قد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي وسنته هي سنته وسنة الخلفاء الراشدين هي ما كان عليه الجماعة في وقت الخلفاء الراشدين وفي الجماعة قال عليه الصلاة والسلام في الفرار كل هذه النار الا واحدة. قالوا من هي يا رسول الله؟ قال هي الجماعة والله جل وعلا امر باتباع نبيه عليه الصلاة والسلام فقال وما اتاكم الرسول فخذوه مطلقا في كل مسألة وما نهاكم عنه فانتهوا مطلق في كل مسألة يعني الاخذ بالسنة فاذا الاصل باتباع السنة واتباع الجماعة وتميز والثناء على اتباع السنة والثناء على الالتزام بالجماعة هذا الاصل طل موجود في النصوص جاء في زمن الصحابة في اواخره في عهد عثمان في عهد علي رضي الله عنه بدأ خروج اهل الاهواء واهل الاهواء وهم الخوارج مثلا في اول الامر ثم الشيعة ثم المرجئة ثم القدرية هؤلاء اهل الاهوى صارت لهم هذه الاسماء وهم مسلمون لا نكفرهم لكن ليسوا اخذين بكل الحق فصار الاسم الذي سموا به علما لهم على ترك بعض الحق والافتراء فاذا تبقى الطائفة الاولى التي كانت مواصلة للمأمور به من السنة والجماعة يبقون يقابلون ان قلنا هؤلاء اعني من مشى على الطريق ولزم السنة والجماعة هؤلاء هم المسلمون فماذا نسمي الاخرين؟ نقول هؤلاء هم المسلمون ايضا اذا لم يصر فرقا بين السنة والبدعة ما بين الاتباع والمخالفة ولا ما بين الخارج والصحابي فاذا لزم الفرض واسم الاسلام من ورع الصحابة رضوان الله عليهم وعدلهم ان الذين قاتلوهم وضللوهم لم يخرجوهم من الاسلام بل ابقوا عليهم اسمهم الاسلام واسم الايمان. لكن من كان على وفق ما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين بالاسم الذي هو الاسم الاصلي وهو انهم اهل السنة واهل الجماعة ولا يصح ان يقال انهم مسلمون فقط. لانهم ان قيل انهم مسلمون فغيرهم ايضا مسلمون. وهذا التخصيص هذا التخصيص لهم وفي الاصل مطابق لقولهم مسلم. ففي عهد النبي صلى الله عليه وسلم المسلم يقابل المنافق المؤمن يقابل المنافق والمسلم هو من هو هو اهل السنة هم اهل السنة والجماعة. فلم يكن ثم فرض في عهده عليه الصلاة والسلام. ولا في عهد ابي بكر ولا في عهد عمر ما بين المسلم وما بين اهل السنة والجماعة الدلالة واحدة. المسلم مؤمن اهل السنة والجماعة الكل واحد. لا فرق متى ظهر الاعتناء باهل السنة والجماعة؟ لما ظهر الاختلاف والاعتناء بالاسم تمييزا ليس ثناء فقط لمن اتبع السنة والجماعة ولكن هو ايضا عدل مع من خالف لان الذي خالف لو قلنا هؤلاء مسلمون لكانوا اولئك نقول كفار كيف تخصون انتم بالمسلمين والاخرون فاذا صار عند السلف من كان على الطريقة الاولى اهل السنة والجماعة ومن كان مخالفا يقال له اهل والمرجئة الخوارج الى اخر ذلك ولهذا اجمع ائمة الاسلام على صحة هذه التسمية من اهل الحديث بل ومن غيرهم من الاشاعرة والماتريدية على ان تسمية اهل السنة والجماعة صحيحة وهذا اتفاق منهم على ذلك. فالتسمية صحيحة مجمع عليها. لكن دلالتها مختلف فيها هو الاختلاف في الدلالة لم يرد له ذكر في السؤال وانما كان السؤال احداث الاسم فايضاحه بما مر والله الموفق من هم النزاع من القبائل هل هو الرجل الذي يخرج من قبيلة الى قبيلة اخرى؟ لا يعني القليل نزاع من القبائل يعني القليل منهم هل لصلاة المغرب سنة قبلية؟ ثم وهل تقضى اذا فاتت؟ المغرب صلاة المغرب ليس له سنة قبلية بمعنى سنة راتبة لكن من اتى وصلى قبل المغرب فالصلاة قبل المغرب سنة ومستحب لكن ليست راتبة النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن يلازم ركعتين قبل المغرب والصحابة رضوان الله عليهم حثهم عليها عليه الصلاة والسلام بقوله صلوا قبل المغرب صلوا قبل المغرب صلوا قبل المغرب ثم قال في الثالثة بمن شاء. رواه البخاري وغيره فالسنة قبل المغرب الركعتين لمن اتى اه مبكرا يعني قبل الاقامة هذه مستحبة في حقه وكان الصحابة رضوان الله عليهم يبتدرون هنا السواري يعني قبل الاقامة لاجل ضيق الوقت ما بين الاذان والاقامة في المغرب لاجل صلاة تلك الركعتين لكن ليست راتبة فالرواتب عشر او اثنتا عشرة ركعة ما يجده المسلم من ميل ومحبة للكافر اذا احسن اليه كالطبيب والدكتور فهل يؤثر على الولا والبراء؟ وكذلك محبة الزوج المسلم لزوجته الكتابية؟ هل يؤثر على الولا والبراء علما؟ بانه لو ابغضها لما وجه الحب هنا ليس مطلقا ما احب الكافر مطلقا ولا احب الكتابية مطلقا وانما احب ذاك لاجل النفع الذي وصل اليه منه وهذا محبة في الواقع لنفسه لامر دنيوي ولهذا ذكر العلماء ان محبة الرجل لزوجه الكتابية لا بأس به لانه كما ذكر لو لم يحبها فانه او او يكون له مودة في قلبه لما ابقاها معه لكن المحبة التي هي بالولاء والبراء عن حقيقة الولاء والبراء المحبة والبغض المحبة لدينه وهو من احب الكافر لدينه فانه يكفر او المحبة لدنياه مطلقا وهذه مودة له لا تجوز ونوع موالاة والثالث محبة مقيدة لاجل النفع المقيد الحاصل له منه فهذه فيها سعة لاجل ان النفوس جبلت على حب من احسن اليها والذي ينبغي من جهة الكمال ان يكون تعامل المرء مع الكفار تعاملا ظاهريا بالعدل ولا يكون في قلبه ميل لهم ولا مودة لهم وانما اذا احسنوا اليه فانهم فانه يحسن اليه استدل اهل العلم على هذه على هذه الصورة الثالثة حديث اظنه حديث اسماء انها سألت النبي صلى الله اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنها وكانت امها مشركة قدمت عليهم في المدينة فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن امها قالت اصل امي قال نعم صلي امك والصلة المراد بها في هذا الحديث انها تكرمها اكرام الوالد بولده اذا اكرام الولد لوالده اذا قدم عليه وهذا الاكرام لا يخلو من بل لا بد فيه من مودة والاستدلال الثاني وهو استدلال ضمني بان الله جل وعلا نهى عن الاحسان الى المحاربين واذن بالصلة والاحسان لمن لم يحارب من الكفار وقال جل وعلا لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم ان تولوهم وظاهروا على اخراجكم ان تولوهم ومن يتولهم فاولئك هم الظالمون وقوله هنا ان تولوهم في وصف المحاربين يدل على ان غير المحاربين له نوع موالاة جاهزة بالاحسان والمودة الجزئية ونحو ذلك وهذا واظح المقابلة. المقصود من ذلك ان يعلم آآ ان يعلم ان الولا والبراء للكافر يعني المعين ثلاث درجات. الموالاة محبة الكافر لكفره هذا كفر ومحبته وموادته واكرامه لي للدنيا مطلقا هذا لا يجوز ومحرم ونوع موالاة مذموم والثالث وهو ان يكون في مقابلة نعمة او في مقابلة قرابة فان نوع المودة الحاصلة او الاحسان او نحو ذلك في غير المحاربين هذا فيه رخصة والله جل وعلا اعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد