سمي الله. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه به اجمعين. قال العلامة الصحاوي رحمه الله تعالى ونؤمن بملك الموت الموكل بقبض ارواح العالمين. وبعذاب القبر لمن كان له اهنأ وسؤال منكر ونكير في قبره عن ربه ودينه ونبيه على ما جاءت به الاخبار عن رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم وعن الصحابة رضوان الله عليهم والقبر روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النيران. ونؤمن بالبعض وجزاء الاعمال يوم القيامة والعرض والحساب وقراءة الكتاب والثواب والعقاب والصراط والميزان. والجنة والنار مرتان لا تفنيان ابدا ولا تبيدان. وان الله تعالى خلق الجنة والنار قبل الخلق. وخلق لهما اهلا فمن شاء منهم الى الجنة فضلا منك ومن شاء منهم الى النار عدلا منه. وكل يعمل لما قد فرض له. وصائر الى ما خلق له الخير والشر مقدران على العباد بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا وصلاحا وهدى نعوذ بك اللهم من الضلال بعد الهدى ومن الحور بعد الكوب انك على كل شيء قدير قال رحمه الله هنا ونؤمن بعذاب القبر لمن كان له اهلا وسؤال منكر ونكير في قبره عن ربه ودينه ونبيه على ما جاءت به الاخبار عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وعن الصحابة رضوان الله عليهم هذه الجملة تقرير لما يجب الايمان به لما دل عليه النص من الكتاب والسنة من ان القبر يعذب اهله فيه وينعم اهله فيه فما بين معذب ومنعم وما بين معذب دائما وما بين منعم دائما وهذا الاصل في الايمان بعذاب القبر وبسؤال منكر ونكير وفتنة القبر قد دل عليه القرآن والسنة وتظاهرت الادلة وتواترت من سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الدلالة على لان القبر والبرزخ يكون فيه عذاب ويكون فيه نعيم بالانسان المكلف على ما يحكم الله جل وعلا به على الميت واصل هذه المسألة في ايرادها في العقائد لاجل ان طائفة من المعتزلة والجهمية والفلاسفة واهل الكلام ينكرون عذاب القبر وينكرون السؤال والفتنة وذلك لعدم ايمانهم بدلالة السنة والحديث على ذلك ويتأولون ما جاء في القرآن مما يدل على عذاب القبر فمن جنس المسائل السابقة فان تقرير هذه المسألة في العقائد له اوجه الوجه الاول ان عذاب القبر وفتنة القبر امر غيبي والامور الغيبية مجالها الاعتقاد لانها لا تدرك بالنظائر ولا تدركها العقول بل تحاروا فيها العقول فيجب الايمان بها والتسليم على نحو ما جاء في الخبر الصادق في الوحي والثاني ان الادلة من الكتاب والسنة دلت على حصول العذاب في القبر النعيم فيه وعلى السؤال والفتنة في القبر وهذه في كثرتها معنى تدل على تواتر الدليل بثبوت العذاب وان دار البرزخ محل للنعيم وللعذاب على الانسان واذا كان كذلك فيجب التسليم لما دل عليه الدليل فكيف اذا كان متواترا معنى او متواترا لفظا وهو اعلاه والوجه الثالث ان المخالفين خالفوا في هذا ممن يحكمون العقل ويردون عالم عالم الغيب الى عالم الشهادة. ويقيسون الامور الغيبية على الامور المشاهدة ويحكمون العقل فيما جاء في به النصوص في ان هذا يعقل وهذا لا يعقل فيحملونه على العقول لمخالفة الضالين ممن ذكرنا من طوائف من الجهمية والمعتزلة والفلاسفة واهل الكلام وبعض فقهاء السنة اما في كل المسألة او في بعضها نص عليها وصارت من مسائل العقائد التي يعلن اهل السنة الايمان بها وتقرير ما دلت عليه. وكما ذكر لك الطحاوي هنا ان هذا الايمان سمة لاهل السنة والجماعة المسلمين للنصوص وانه تبع لما جاء في الاخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونص على الاخبار ولم يذكر الايات لان الاخبار متواترة معنى في الدلالة عليه واما الايات فانها قليلة وهي مجال للاخذ والتأويل عند من تعول والحجة هنا ظاهرة فيما تواترت بها السنة فيجب ان يكون على ما اورده هنا يجب ان يكون الاستدلال قائما على الكتاب والسنة. لكن ان كان المعارض يتأول احد الادلة فانه يستدل عليه بما لا يكون مجالا لتأوله فيه وهذا هو الذي صنعه طحاوي رحمه الله هنا والادلة التي دلت على هذا الاصل من كتاب الله جل وعلا ومن السنة كثيرة يمكن ان تراجع في كتاب الروح للعلامة ابن القيم او في شرح ابن ابي العز لهذا المتن ونذكر منها قول الله جل وعلا في ذكر لما ذكر ال فرعون قال النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب وقال ايضا جل وعلا سنعذبهم مرتين ثم يردون الى عذاب عظيم وقال جل وعلا ايضا ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم وذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت ايديكم ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة اية الانعام اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق. وكنتم عن اياته يستكبرون فقوله جل وعلا هنا اليوم تجزون عذاب الهون هذا متعلق باخراج الروح من بدن الكافر. واليوم على بداية العذاب وهو بداية الحياة البرزخية. وكذلك من الادلة في القرآن قول الله جل وعلا وان للذين ظلموا عذابا دون ذلك ويعني بالعذاب دون ذلك يعني دون العذاب الاكبر يوم القيامة وهو ما يكون في البرزخ وهكذا في انواعا من الادلة وهذه كما ذكرنا لك ربما تأولها المعارض من الفرق الضالة لكن كثرتها وظهور كلام السلف فيها يدل على انها في عذاب القبر والبرزخ واما السنة فهي كثيرة جدا منها قوله عليه الصلاة والسلام القبر روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النار ومنها ان المسؤول في القبر اذا اجاب من اجابة الصائبة فيفتح له باب الى من الى الجنة فيأتيه من نعيمها ونسيمها الى اخره. واما الذي لم يحسن الجواب او الكافر او الفاجر او المنافق فيفتح له باب الى النار فيأتيه من حرها وسمومها الى اخره. ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام لما مر على قبرين انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير بلى انه كبير الى اخره فاثبت انهما يعذبان وذكر ان عليه الصلاة والسلام ان المسؤول يضرب اذا لم يحسن الجواب يضرب بمطرقة او مرزبة من حديد يسمعها من يليه الا الجن والانس وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام لولا الا تدافنوا لسألت الله ان يسمعكم عذاب القبر والادلة في السنة على هذا كثيرة جدا كما ذكرنا تبلغ مبلغ التواتر المعنوي المختلف ومنه ايضا سؤال النبي عليه الصلاة والسلام في صلاة الجنازة بانواع الادعية للميت. ان يقيه الله جل وعلا عذاب القبر. وربما دعا لصغير لم يبلغ الحلم ان يقيه الله عذاب القبر. فاذا الادلة على ذلك من الكتاب متنوعة ومن السنة متواترة وهذا يثبت هذا الاصل العظيم ويكون فيه اعظم رد على المخالفين من الفرق الضالة اذا تبين ما قرره هنا الماتن نذكر ها هنا عدة مسائل وفوائد الاولى قوله نؤمن بعذاب القبر عذاب القبر اسم لما بعد الموت قيل عنه عذاب القبر تغليبا وقد يكون عذابا في القبر وقد يكون عذابا في غير القبر يعني ان من فارقت روحه جسده فانه اما ان ينعم واما ان يعذب وغالب الناس من جميع الملل والنحل والديانات غالب الناس يقبرون فلذلك صار سمة للمسألة نعيم القبر او عذاب القبر والا فحقيقتها عذاب البرزخ ونعيم البرزخ لان الحياة المقصود بالتنعم والعذاب فيها هي الحياة الثانية وهي الحياة البرزخية فالحياة ثلاث الحياة الدنيا والحياة البرزخية والاخرة. والمقصود هنا الحياة البرزخية ولذلك من دفن او من لم يدفن واحرق وذر او من اكل فتفرقت اجزاؤه او من رمي في البحر ولم اه يقبر او الى اخره فكل هؤلاء او من رفع في مكان ولم يجعل تحت الارض يعني في قبر فالجميع صاروا الى حياة برزخية فاذا قول العلماء عذاب القبر او ما جاء في الدليل في بعض النصوص من تسميته عذاب القبر هذا من باب التغليب لان غالب الناس ان غالب الناس يدفنون. وقوله هنا لمن كان له اهلا يعني بحسب علم الله جل وعلا فيه فمن هو اهل للعذاب عذب ومن هو اهل للنعيم صار في نعيم المسألة الثانية عذاب القبر مسلط على الانسان المكلف والانسان المكلف اسم لروحه وجسده ولذلك الادلة التي دلت على حصول عذاب القبر تتناول الروح والجسد معا. فالعذاب والنعيم يقع على الروح ويقع على الجسد يقع على الروح متصلة بالجسد بنوع من الاتصال الذي يصلح للحياة البرزخية ويقع على الروح مجردة وربما على البدن مجردة يعني على البدن وحده ونحو ذلك ذكر هذا طائفة من العلماء لاجل دلالة النصوص على هذا وهذا والظاهر ان العذاب والنعيم وما يحصل في البرزخ يقع على الانسان بروحه وجسده لكن تعلق الروح بالجسد هنا يختلف لهذا صار قول اهل السنة والجماعة ان العذاب يقع على الروح وعلى الجسد وعن النعيم ايضا في المقابل للروح وللجسد المسألة الثالثة المخالف في تعلق الروح بالبدن هنا ربما كان من المنتسبين للسنة فمن المنتسبين للسنة من العلماء من يقول العذاب على الروح والنعيم للروح واما البدن انه لا يعذب ولا ينعم كما ذكرنا ولهذا صارت الاقوال في هذه المسألة في اهل السنة يعني في المنتسبين للسنة ثلاثة اقوال قول اهل السنة الذي دونوه في عقائدهم وقرره ائمتنا ان العذاب كما ذكرنا والنعيم يقع على الروح والجسد معا يعني على هذا وهذا. والقول الثاني انه على الروح فقط دون الجسد وهذا قول طائفة منهم ابن حزم وطائفة من المعتزلة والاشاعرة وجماعة هذي اظافة المعتزلة والاشاعرة اه اقوال اهل السنة يدخل فيها ابن حزم والثالث القول الثالث ان العذاب والنعيم يكون للروح والبدن ما دام باقيا. واما اذا تحلل فانه يكون العذاب والنعيم للروح فقط وظاهر الادلة كما ذكرنا هو الاول وهو الذي قرره الائمة وللمسألة تفصيل وردود على ابن حزم وعلى غيره آآ تطلب من المطولات المسألة الرابعة الروح والبدن ذكر العلماء ان لها اربعة انواع من التعلق وهو ان الروح تتعلق بالبدن قبل الولادة وبعد نفخ الروح وهذا التعلق ناقص ليس للروح فيه ادراكات ولا احساس ولهذا الصبي في بطن امه او الجنين في بطن امه لا يحصل له بكاء ولا ضحك ولا الى اخره من انواع من الاشياء التي يستدل بها على حصول الاحساس عنده في روحه حيث تعلقت ببدنه والثاني هو حصول تعلق الروح بالبدن بعد الولادة والروح تتنمى معلوماتها وادراكاتها مع الزمن وتوحيدها وضده والشرك مع الزمن فابواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه اذا صرف عن الفطرة فانه يكون بالتعليم يتنمى هذا في الروح والبدن يتبع الروح. في ذلك فعنده من الاستعداد ما عند الروح فهو كالالة وبينهما تعلق كبير لكن الحياة المحسوسة للبدن من جهة النماء والاستعدادات والى اخره والروح هنا تبع له والحالة الثالثة البرزخ والحياة البرزخية بعكس الحياة الدنيا لان الروح هنا اكتملت والبدن في في انقضاء البدن في في انتهاء واما الروح فقد اكتملت فالحياة للروح والبدن تبع يتبع الروح فيما يختص بالروح فاذا تنعمت الروح وصل الى البدن من النعيم واذا تنعم البدن يحصل ويصل الى الروح النعيم او العذاب ولك ان تقيس ذلك بالحياة الدنيا فانه في الدنيا يحصل العذاب والنعيم للروح والبدن لا يصيبه ظاهرا عذاب او نعيم. لكن يصل اليه لاجل تعلق الروح به والحياة في الحياء في البرزخ للروح والبدن تبع لاجل ان النماء لا يكون للبدن بل يكون الى زوال والروح مستقرها عند رب العالمين والرابع الحياة الاخرى وهي ان الحياة الروح والبدن جميعا في اكمل تعلق بحيث ان الروح كاملة للبقاء والبدن كامل للبقاء. لا يعطى بالبدن بحيث يفنى ولا تعطب الروح ايضا فالحياة بينهما كاملة وكل والتعلق اكمل ما يكون ولهذا في الحياة الاخرة النعيم والعذاب يقع على هذا وهذا في اكمل حال وقد جاء عن بعض السلف في ذكر العذاب ان الروح والجسد اختصما يوم القيامة عند الحساب فقالت الروح فقال الجسد للروح انت امرتني بالشر ونهيتني عن الخير. وقال الروح للجسد لو لم تفعل لما صار عليك العذاب. فاختصم الى الملك فقال الملك انما مثلكما مثل رجلين اعمى لا يرى ومقعد لا يستطيع القيام اتيا على بستان فيه من الثمار فقال المقعد اني ارى كذا وكذا من الثمار. ولكني لا استطيع الوصول اليه وقال الاعمى اني لا ارى شيئا ولكن استطيع الوصول اليه. ان ارشدتني قال له المقعد احملني وانا اتناول لي ولك فالعمل صار بينهما جميعا. قال الملك فكذلك انتما فلوما حالكما وهذا واقع لان حقيقة الروح والبدن في تعلقهما لا يعلم مداه الا رب العالمين. لهذا التسليم لما دلت عليه النصوص في حال الروح وفي حال البدن وفي تعلق هذا وهذا دون اخذ بما يدل عليه العقل المخطئ المسألة الخامسة عذاب القبر هل هو عام لجميع فئات الامة ام هو لبعض الفئات يعني هل يشمل غير المكلفين ام ان عذاب القبر ونعيم القبر للمكلفين يعني من مات وهو صغير لم يبلغ سن التكليف او مات وهو مجنون او الى اخره. ممن ليسوا محل تكليف هل يحصل لهم في القبر نعيم او عذاب والجواب ان المتقرر عند ائمة الاسلام ان نعيم هؤلاء اذا لم يجري عليهم التكليف انهم في ذلك تبع لما لحال ابائهم فاباءهم اذا لما كانوا مسلمين فان هؤلاء من اهل الجنة فاطفال المسلمين الذين يموتون هم من اهل الجنة ومن اهل النعيم لانهم على الفطرة ولم يجري عليهم التكليف والصغير تكتب له الحسنات لانها فضل من الله جل وعلا ونعمة ولا تكتب عليه السيئات لانه لم يجري عليه القلم فاذا عمل بحسنة تكتب له ويثاب عليها واذا عمل بسيئة فانه لا يؤاخذ عليها بانه لم يجري عليه التكليف فيكون تنعمه في القبر هو الاصل لكن قد يعذب كما ثبت في السنة في الموطأ وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا لصغير بصبي ان يقيه الله عذاب القبر فهل يكون معنى عذاب القبر هنا؟ العذاب الذي يصيب الكبار يصيب المكلفين او هو معنى اخر اختلف العلماء في ذلك يعني علماء السنة فمنهم من قال انه يصيبه العذاب كما يصيبه النعيم. والله جل وعلا الا اعلم بما كان سيعمل لو كبر. وهذا قول طائفة من اهل السنة والقول الثاني وهو صحيح الذي عليه اهل التحقيق ان العذاب هنا ليس المراد منه العذاب الذي الكبار هو العذاب على السيئات لان الصغير ومن مات وهو ومجنون لم يكلف يعني جنة وهو صغير ثم ماء كبر كبر ولم يكلف واشباه هؤلاء فانهم ليس عليهم سيئات حتى يعذبوا عليها لان هذا الاصل واظح ان القلم لا يجري الا مع البلوغ فاذا تفهم احاديث الدعاء للصغار بان يقيهم الله عذاب القبر كما دعا النبي صلى الله عليه وسلم لصغير بقوله اللهم قه عذاب القبر ان العذاب هنا هو الالم الذي يحصل للمدفون والالم ليس دائما في مقابلة سيئات عملها وقد يكون من انواع الالام التي الله اعلم بها مما يحصل في القبر كضمته او اشبه ذلك مما يكون فيه من الموجعات لكن الالم لا يعني العذاب والقبر والبرزخ عالم الله اعلم به. لذلك نقول الصحيح ان يحمل قول النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه لمن لم يجري عليه التكليف. اللهم قه عذاب القبر على ان المراد الالم و السوء وليس المراد العذاب الذي هو في مقابلة السيئات لان الصغير لم يجري عليه التكليف قال بعدها ونؤمن بسؤال منكر ونكير في قبره عن ربه ودينه ونبيه منكر ونكير ملكان يأتيان الميت ويسألانه عن ربه وعن دينه ونبيه وقد جاء في ذكر الملكين عدة احاديث وهي حسنة او صحيحة للتنصيص على اسمهما انهما منكر ونكير او الاول المنكر والثاني النكير قد قال بعض العلماء ان الاول اسمه المنكر على اسم الفاعل والثاني النكير وهذا ليس بصحيح بل هو منكر ونكير يعني ايظا منكور منكر في شكله وهيئته ونكير ايظا في شكله وهيئته وذلك لانهما من صفتهما كما جاء في الحديث انهما شديدان ازرقان يأتيان في صورة لم يألفها الميت الايمان بسعال منكر ونكير جاءت به الادلة بذكر هذا السؤال وفتنة القبر بانواع من الذكر في الاخبار فالايمان بذلك فرض وواجب على ما جاء في السنة. وطوائف من المعتزلة واهل كلام والفلاسفة ينكرون فتنة القبر ويقولون ان هذه ليست بصحيحه وينفون دلالة الدليل عليها وربما تعولها بعضهم وربما ردها بعضهم لانها اخبار احاد واهل السنة والجماعة قرروا ذلك للاسباب التي ذكرت لك ثالثا في انها امور غيبية ثم الثانية انها دلت عليها النصوص ثم لمخالفة الفراق او بعض الفرق الضالة في ذلك. والادلة على مجيء المنكر والنكير والسؤال كثيرة في السنة معلومة لا نطيل الكلام عليها او ارادة ونذكر بعض المسائل هنا الاولى ان سؤال الملكين يقع على ثلاثة عن ثلاثة اشياء عن ربه ثانيا عن دينه ثالث عن نبيه فيقولون من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك فاما المؤمن المسدد الصالح يثبته الله جل وعلا بالقول الثابت ويقول ربي الله وديني الاسلام ونبيي محمد عليه الصلاة والسلام واما الفاجر المنافق فانه يقول يعني لا اعلم او لا يحسن الجواب سمعت الناس يقولون شيئا فقلته يعني لا يلهمه الله جل وعلا حسن الجواب ولا يثبته عند السؤال الرب المسؤول عنه هنا من ربك المقصود به المعبود من ربك؟ يعني من تعبد فالربوبية هنا بمعنى العبادة. لان الربوبية في النصوص تطلق ويراد بها الالوهية في مواضع اذا دل عليها السياق وهنا الحال يقتضي ان السؤال ليس هو عن الخالق الرازق المحيي المميت الذي يجير ولا يجار عليه لان هذه يقر بها الجميع. والسؤال عن العبادة لانها هي محل الابتلاء فمعنى من ربك يعني ما دينك يعني اه من تعبد ثم السؤال الثاني ما دينك؟ يعني الذي تدين به فان كان يدين بعبادة الله وحده لا شريك له في الاسلام اخبر بذلك ان كان يدين بعبادة الاوثان اخبر عن نفسه فيكون اقرارا على نفسه بعبادة غير الله جل وعلا. وهكذا في السؤال الثالث المسألة الثانية هذا السؤال هل هو مختص بهذه الامة ام هو لجميع الامم هذه بحثها العلماء في ولهم اقوال والقول الظاهر الصحيح منها ان هذا السؤال لهذه الامة ولجميع الامم. فالجميع يسأل اذا ادخل القبر لاجل ورود التخصيص. واما ما جاء في بعض الادلة في بعض الاحاديث انه اوحي الي ان هذه الامة تبتلى في قبورها هذا لا يقتضي التخصيص لان هذا ليس له مفهوم مخالفة فاثباته لهذه الامة لا يعني انها مخصوصة بذلك المسألة الثالثة سؤال منكر ونكير هل يكون للكافر ام لمن اجاب لمن اجاب النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا ايضا اختلف فيها علماء السنة على اقوال والصحيح منها ان السؤال لا نطيل الكلام فيها تجدونها في الكتب المطولة والصحيح ان السؤال يكون لكل مكلف من المسلمين مؤمنين ومن المنافقين ومن الكفار وهذا يدل له وعود لفظ الكافر في بعظ روايات حديث البراء فيقول واما الكافر او الفاجر وفيها اما المنافق او الفاجر فذكر في الروايات المنافق والفاجر والكافر. وهذه سواء حملناها على ورودها بالمعنى او على ان الجميع محفوظ لكن التخصيص ليس له وجه. فالجميع يسأل عن هذه سائل لانها هي فاتحة ما سيكون بعدها في الحياة البرزخية قال رحمه الله بعد ذلك والقبر روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النيران يريد بذلك التصديق والايمان بما دلت عليه الايات بما دلت عليه الاحاديث والاي من ان المقبور يكون في نعيم او في عذاب. وان قبره اما ان يكون روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النار كما جاء في في الحديث سبب ايراده ان العقلانيين في مسائل عذاب البرزخ والفلاسفة طائفة من اهل الكلام ينفون ان يكون القبر جنة او نار ويقولون بعقولهم اننا نفتح القبر فلا نجد فيه اثرا لخبرا ولا اثرا لكذا وكذا من النعيم ونفتح القبر ولا نجد فيه اثرا لنار ونلمس الارض من الخارج ولا نجد اثرا لنا وهذا من جراء قاعدته ان عالم الغيب يقاس على عالم الشهادة وان الجميع يمكن ادراك العقول يقولون ان خلق الله واحد وهذا وهذا مداره من حيث القياس واحد. وهذا الاصل الذي اصلوه خلاف ما دلت عليه الادلة من ان عالم الغيب غير عالم الشهادة. وعالم الملائكة وعالم الجن غير عالم ما نراه. وهكذا في ما لا نراه من المخلوقات فان قوانينه وسنة الله جل وعلا فيه تختلف عما نراه. والحياة البرزخية والعذاب والنعيم والجنة والنار لا يعرف كيف يكون ايصال ذلك الى الانسان والى الارض الا رب العالمين جل وعلا ولهذا الواجب ان المسائل الغيبية لا تحكم عليها العقول لان الله جل وعلا اخبر بها فيؤخذ بها على ظاهرها وكما ذكر شيخ الاسلام وابن القيم وشارح الطحاوية وجماعة بان الشريعة تأتي بما تحار فيه العقول ولا تأتي بما تحيله العقول. وهذه قاعدة مهمة في نظرك فيما يلتبس عليك فان الشريعة تأتي باخبار غيبية وباشياء يحار فيها عقل الناظر لكن العقل الصريح الواضح السليم من القهوة والافات والذي يطبق القواعد صحيح تطبيقا صحيحا يخرج بان العقل لا يحيل هذه الاشياء. لكن يحار العقل في حقيقتها نعم. لان العقل انما نمى بما العقل تنوعت ادراكاته ونما فيه اشياء بما شاءت والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة هذه وسائل الادراك. فعقل الطفل لم يكن شيئا فنمت فيه الادراكات بما شاهد من القوانين واما ما لم يشاهد فانه لم يدركه عقله لانه لم يشاهده ولم يعرف حقيقته. فلهذا لا يسوغ له ان يحكم على ما لم يرى بما رأى وبما حصله من معلومات نشأت معه في من صغره الى ان وصل الى ما وصل اليه. وعالم الغيب ليست قوانينه كعالم الشهادة. خذ مثلا السماوات وما فيها وبعدها وخذ مثلا الشمس بعدها وكيف تنير الارض الى اخره والقمر حالة والخسوف والكسوف انواع ما يحصل فان هذه عند من لا يعرف فانه لا يدرك حقيقتها. وربما ادرك بعض الناس حقيقتها فادركوا قوانين الرب جل وعلا وسنة الرب جل وعلا في خلقه فاذا بهذا بنى ابن تيمية كتابه العقل والنقل بنى كتابه العقل والنقل الذي هو موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول او درء تعارض العقل والنقل على هذه المسألة. وهي المسألة التي خالف فيها العقل من الجهمية والمعتزلة والفلاسفة الى اخره. وهذه من المسائل التي يذكرونها ويشنعون او يؤكدون عليها ولا شك ان كون القبر روضة او حفرة هذا من عالم الغيب الذي لا يدرك والانسان تراه نائما بجنبه وهو اما في نعيم او في تألم وانت لا تدري. بل ربما استغاث وهو نائم بالذي حوله ويسمع كلامه لكنه لا يجاب لان عالمه لم ليس فيه ايصال الصوت الى اخر وهكذا في انواع مما يدل على هذا الاصل. فاذا الواجب في هذه المسائل التسليم في الغيبيات لما دلت عليه الادلة والا يقاس عالم الغيب على عالم الشهادة والا يعترض المرء بعقلياته على الشريعة بل يعلم سلم بان العجز عن الادراك ادراك لان الله جل وعلا على كل شيء قدير. قال رحمه الله بعدها ونؤمن بالبعث وجزاء الاعمال يوم القيامة. والعرض والحساب وقراءة الكتاب والثواب والعقاب والصراط والميزان قوله نؤمن بالبعث هذا ركن من اركان الايمان فرض الايمان به ولا يصح ايمان احد ولا اسلامه حتى يؤمن باليوم الاخر فمن انكر الايمان فمن انكر البعث او اليوم الاخر فانه كافر بالله جل جلاله فالايمان بالبعد ركن من الاركان وهو ان الناس لهم يوم يعودون فيه الى الله جل جلاله وهذا الايمان باليوم الاخر له تفاصيل هي التي ذكر بعضها هنا بانه ايمان ببعث الناس يعني بقيامهم من قبورهم وارجاع ارواحهم اليهم وايمان بجزاء الاعمال وايمان بالعرض وايمان بالحساب وايمان بقراءة الكتاب وايمان بالثواب وايمان ما بالعقاب وايمان بالصراط وايمان بالميزان وايمان بالجنة وايمان بالنار الى اخره. فحقيقة الايمان باليوم الاخر انه ايمان بحصول ذلك اليوم ورجوع الناس الى ربهم. ثم ايمان تفصيلي بكل ما يجري في ذلك اليوم وهذا واجب الايمان به لمن سمع النص والدليل في كل مسألة من مسائل ذلك اليوم وهذه التي ذكر كلها دلت عليها الادلة فجزاء الاعمال يوم القيامة الادلة كثيرة في في القرآن جزاء بما كانوا يعملون اليوم تجزون ما كنتم تعملون. هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق. انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ايات تعلمونها كثيرة جدا في هذا الباب. بل بعد ذكر توحيد الله جل وعلا الايمان برسوله صلى الله عليه وسلم اكثر ما في القرآن من التقرير تقرير الايمان بالبعث ورجوع الاجساد لان اكثر مخالفة المخالفين في هذا الاصل العظيم. يعني من المشركين يخالفون في البعث وما يجري مجراه ونذكر هنا مسائل فيها تفصيل لهذه الجمل الاولى قوله نؤمن بالبعد وجزاء الاعمال لما عطس دل على انه يريد بالبعث بعض ما يكون في اليوم الاخر وهو بعث الناس من قبورهم. والذي دلت عليه الادلة ان الله جل وعلا يصعق النافذ ان الله جل وعلا يأمر الملك فينفخ في الصور نفخة الصعب فيصعق الناس وتموت الخلائق ثم تمضي اربعون بعد النفخة الاولى ثم يأمر الملك فينفخ نفخة ثانية وقبلها يأمر الله جل وعلا الارواح فتجتمع في الصور الذي ينفخ فيه الملك فينفخ فتذهب الارواح جميعا من هذا القرن العظيم الذي ينفخ فيه اسرافيل تذهب الارواح الى الاجساد روح كل صاحب روح كل انسان الى جسده قبل هذا فيما بين النفخة الاولى والنفخة الثانية تحصل اشياء حتى تحصل حياة الانسان من جديد لان الله جل وعلا يغير الارض ويغير معالمها وتسير تسير الجبال وتدك والارض تكون مستوية وتعد لمسير الناس الى ارض محشرهم. ويمطر الله جل وعلا مطرا تنبت منه الاجر سعد شيئا فشيئا حتى تتكامل وتخرج الارض اثقالها من المدفونين ثم بعد ذلك تكون الاجسام كالاشجار بلا ارواح ينفخ الله ينفخ اسرافيل فتعود الارواح فتهتز تلك الاجسام فاذا هم قيام ينظرون. هنا يعني هو الظاهر من مراده بالبعث يعني قيام الاجساد قيام الاجساد من القبور. وهذا الادلة عليه في الكتاب والسنة كثيرة كقوله جل وعلا مثلا في في القرآن ونفخ في الصور فصعق من في السماوات والارض الا من شاء الله ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون واشرقت الارض بنور ربها بنور ربها وكقوله جل وعلا ونفخ في الصور فاذا هم من الاجداث الى ربهم ينسلون. قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا كما وعد الرحمن وصدق المرسلون الى اخره. وكقوله يوم نحشر المتقين الى الرحمن وفدا ونسوق المجرمين الى جهنم وردا ونحو ذلك من الادلة ثم بعد البعث يسير الناس الى محشرهم المسألة الثانية جزاء الاعمال يوم القيامة. الجزاء المراد به المجازات. يعني انهم يجزون على اعمالهم الصالحة ويجزون على اعمالهم السيئة على هذا وهذا. والجزاء لا يكون بعد البعث مباشرة بل يكون متأخرا لهذا الطحاوي هنا لم يرتب ما يحصل يوم القيامة. الشيء بعد الشيء مما يكون في ذلك كاليوم العظيم وانما قدم واخر بحسب اغراض له في ذلك. الجزاء يأتينا الترتيب ان شاء الله في مسألة لاحقة. الجزاء بمعنى المجازاة جزاء بما كنتم تعملون يعني بعد ان يقرر على اعماله ويحاسب ويسكن الوزن الى اخره يجزى المحسن باحسانه والمسيء المسألة الثالثة العرض والعرض جاء في الادلة ذكره نصا ومعنى كقوله جل وعلا اليوم كقوله جل وعلا يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية فاما من اوتي كتابه بيمينه الايات يومئذ تعرضون هذا هو العرض. كذلك ما جاء في السنة من قوله عليه الصلاة والسلام عرضتان جدال ومعاذير. فالعرض على الرب جل وعلا كثير في القرآن وفي السنة وعرضوا على ربك صفا ونحو ذلك العرض معناه ان يعرض المكلف وان يعرض عمل المكلف. وهناك عرض للمكلفين على رب العالمين ثم رب العالمين يعرض الاعمال اعمال كل مكلف عليه. ومعنى العرض انه يقال له عملت كذا وكذا. في يوم كذا. يعني اه يعني يعرض عليه انه عملت او عملت او عملت الى اخره فيعرض الانسان ويعرض عمله بحيث يرى. وقد يجادل وقد يعتذر الى اخره. ثم يكون بعد ذلك كتاب والحساب الى اخره. المسألة التي بعدها الحساب والحساب المقصود منه المحاسبة يعني بعد ان يقرأ كتاب فانه يحاسب هذا خير ستجزى عليه وهذا شر ستجزى عليه يحاسب الله جل وعلا المؤمن تابا يسيرا ويحاسب الكافر والمنافق حسابا عسيرا والحساب من حيث هو تقرير للعمل مع الجزاء والعقاب هذا يكون بعد اخذ الكتاب وقبل اخذ الكتاب. لان حقيقة المحاسبة ان الله جل وعلا يحاسبهم على ما عملوا. بعرض ما عملوا من خير او شر وهذا يكون بالشهادة عليه من جسده ومن الكتاب ويكون قبل ذلك ذكر الله جل وعلا له. وهذا كله يحصل في سرعة خاطفة كما قال جل وعلا. وهو اسرع الحاسبين. قال علماء يصير يحاسب الخلائق في ساعة. جميع الخلائق في ساعة. وهو اسرع الحاسبين. يعني المحاسبة تكون بسرعة لهذا وهذا جميع الخلائق المسألة التي بعدها قال وقراءة الكتاب ويعني بالكتاب الصحف التي كتبت فيها اعماله وهو الكتاب الذي يلقاه العبد يوم القيامة منشورا. اقرأ كتابك كفى بك اليوم على نفسك كفى بك اليوم كفى بك كفى بنفسك اليوم كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. وهذا الكتاب الصحف هو الصحف. هذه تنشر للانسان وتوزع على الناس في الموطن يعني ان الناس في ذلك الموقف تنشر لهم السجلات والكتب فمن ويؤمرون باخذها وتتطاير ايضا اليهم يعني على اختلاف الصفات فمن اخذ كتابه بيمينه واخذ كتابه بشماله وراء ظهره. فقراءة الكتاب العبد يقرأ والله جل وعلا يقرر العبد على ما عمل حتى يكون عليه شاهدا والثواب والعقاب المسألة ايش؟ عن المعنى اللي بعده الثواب والعقاب يعني بعد الوزن الثواب والعقاب يعني بعد الوزن لكن هنا اراد الايمان بان هذه الاشياء حاصلة لاجل ورود الدليل بها بل معنى البعث انما هو حصول الثواب والعقاب. حقيقة معنى البعث واليوم الاخر ان يثاب المطيع وان يعاقب الكافر. والصراط اب الصراط اجعلوها مسائل كل جملة مسألة عن السابعة الصراط هو الطريق والصراط طريق موضوع على ظهر جهنم يعني فوقها فوق جهنم وهو طريق يوصل من العرصات من دار المحشر من ارض المحشر الى ساحات الجنة يعني ما قبل دخول الجنة وهذا العبور على الصراط هو المذكور في قوله وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا والصراط جاءت صفته في السنة وجاء ذكره مجملا في القرآن اما صفته في السنة فانه دقيق جدا وطويل وان على جنباته كلاليب تخطف من قضى الله جل وعلا ان يكون من اهل النار وان الناس في العبور عليه يخافون خوفا شديدا فالانبياء يقولون قبل العبور اللهم سلم سلم ودون هذا الصراط ظلمة لا يتبين احد ممن يريد ان يعبر طريق الصراط الا المؤمنين بما فيهم العصاة اما الكافرون والمنافقون فانهم يجتمعون في الظلمة ويسيرون ويتهافتون في النار تهافت الجراد غير ذلك مما جاء في وصفه وانه ادق من الشعرة واحد من السيف الى اخره وهذه الصفات انكرها المعتزلة وانكرها العقلانيون والفلاسفة وقالوا هذه لا يعقل ان يكون في الطريق من صفته كذا وكذا ولا واذا كان هذا الامر قد جاء عن المصطفى صلى الله عليه وسلم وثبتت به السنة فالايمان به واجب على نحو ما ورد على ما ذكرنا لكم من ان عالم الغيب لا يقاس على عالم الشهادة. المسألة الاخيرة يعني في ذكر هذه آآ في جمل الميزان الثامنة مم ثامنة الميزان والميزان ذكره الله جل وعلا في كتابه وجاء في السنة وصفه وذكره فالايمان به واجب. والميزان حقيقة ليس هو العدل كما تقوله المعتزلة ان المعتزلة انكروا حقيقة الميزان كما سيأتي وقالوا الميزان هو العدل. مطلقا الله يحاسبهم بالعدل. والله جل وعلى بين ان الميزان يوزن فيه العمل ولو كان مثقال ذرة. قال جل وعلا ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين. وقال جل وعلا فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم. الاية وقال جل وعلا والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه الاية التي ذكرت لكم في الاعراض ونحو ذلك من الايات التي فيها ذكر الوزن والموازين زين والميزان هنا افرد قال والميزان وهو قول لكثير من العلماء بانه يوم القيامة ليس ثم الا ميزان عدم وان الجمع هنا في بعض الايات في قوله ونضع الموازين القسط ليوم القيامة ان هذا على تعدد الموزونات وليس على تعدد الموازين الصحيح ان الموازين متعددة لان الله جل وعلا جمعها فقال نضع الموازين وهذا ظاهر في ارادة الموازين حقيقة وليست موزونات لان الموزونات لا يقال عنها انها توضع. قال ونضع الموازين القسط ليوم القيامة والموزونات لا توصف بانها توضع ولا توصف بانها قسط ايضا. فاذا القسط يعني العادلة التي لا تظلم في الوزن هذه متعددة على ظاهر الاية وجاء في السنة ان الميزان له كفتان كفة توضع فيها السيئات وكفة توضع فيها الحسنات. فمن ثقلت كفة حسناته افلح وانجح ودخل الجنة ومن ثقلت كفة سيئاته فهو معرض وعيد الله جل وعلا قال بعض العلماء من السنة في عقائدهم ان الميزان له كفتان وله لسان وكون الميزان له لسان كما ذكر احد قدامى في اللمعة وذكره غيره هذا لا احفظ فيه دليلا واضحا او ما اطلعت فيه على دليل واضح لكن اخذوه من ان ظاهر الوزن في الرجحان يتبين باللسان فاعمل ظاهر اللفظ وجعلوا ذلك مثبتا لوجود اللسان. فينبغي ان تكون محل بحث. الذي في الميزان ثلاثة اشياء يوزن الانسان نفسه كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لما ضحكوا من دقة ساقي عبد الله بن مسعود قال اتضحكون من دقة ساقيك والذي نفسي بيده لهما في الميزان يوم القيامة اثقل من احد ويوزن ايضا العمل العمل الصالح يوضع في كفة والعمل السيء يوضع في كفة. ويوزن ايضا صحائف العمل الصحائف التي تكتب فيها الاعمال توزن. وهذا من عظم عدل الله جل وعلا. و عظم ارادته ان يقطع عن العبد العذر وان يكون حجة العبد عليه من نفسه وعمله وصحائف عمله المسألة الاخيرة ان الوقت ظاق في ترتيب هذه الاشياء يوم القيامة وهي مسألة مهمة فان ما يحصل يوم القيامة وما يكون فيه الذي جاء في الكتاب والسنة اشياء كثيرة. مثل ما ذكر قيام الناس الحوض الميزان الصحف الحساب العرض القراءة تطاير الصحف ايش؟ الكتاب وهذه اشياء متنوعة الصراط الظلمة اشياء متنوعة. فكيف ترتيبها الظاهر والذي قرره المحققون من اهل العلم ان ترتيبها كالتالي اذا بعث الناس فقاموا من قبورهم ذهبوا الى ارض المحشر ثم يقومون في ارض المحشر قياما طويلا تشتد معه حالهم وظمأهم ويخافون في ذلك خوفا شديدا لاجل طول المقام ويقينهم بالحساب تعب وما يجري الله جل وعلا عليهم فاذا طال المقام رفع الله جل وعلا لنبيه عليه الصلاة والسلام اولا حوضه المورود. فيكون حوض النبي صلى الله عليه وسلم في عرصات صلاة القيامة اذا اشتد قيامهم لرب العالمين في يوم كان مقداره خمسين الف سنة فمن مات على سنته غير مغير ولا محدث ولا مبدل ورد عليه الحوض وسقي منه فيكون اول الامان له ان يكون مسقيا من حوض نبينا عليه الصلاة والسلام ثم بعدها يرفع لكل نبي حوضه فيسقى منه صالح امته ثم يقوم الناس مقاما طويلا ثم تكون الشفاعة العظمى شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام بان يعجل الله جل وعلا حساب الخلاء. في الحديث الطويل المعروف انهم يسألونها ادم ثم نوحا ثم ابراهيم الى اخره. فيأتون الى النبي عليه الصلاة والسلام ويقول لنا له يا محمد ويصفون له الحال وان يقي الناس الشدة بسرعة الحساب فيقول عليه الصلاة والسلام بعد طلبهم يشفع لنا عند ربك تقول انا لها انا لها فيأتي عند العرش فيخر فيحمد الله جل وعلا بمحامد يفتحها الله جل وعلا اليه ثم يقال يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع فيكون تكون شفاعته العظمى في تعجيل في تعجيل الحساب. بعد ذلك يكون العرض عرض الاعمال. ثم بعد العرظ يكون حساب وبعد الحساب الاول تتطاير الصحف الحساب الاول من ضمن العرض لانه جدال فيه جدال ومعاذير ثم بعد ذلك تتطاير الصحف ويؤتى اهل اليمين كتابهم باليمين واهل الشمال كتابهم بشماله فيكون قراءة الكتاب ثم بعد قراءة الكتاب يكون هناك حساب ايضا لقطع المعذرة وقيام الحجة بقراءة ما في الكتب ثم بعدها يكون الوزن الميزان فتوزن الاشياء التي ذكرنا ثم بعد الميزان ينقسم الناس الى طوائف وازواج يعني بمعنى الازواج بمعنى كل شكل الى شكله وتقام الالوية الوية الانبياء لواء محمد عليه الصلاة والسلام ولواء ابراهيم لواء موسى الى اخره ويتنوع الناس تحت اللواء بحسب اصنافهم كل شكل الى شكله والظالمون والكفرة ايظا يحشرون ازواجا يعني متشابهين. كما قال احشروا الذين ظلموا وازواجهم ما كانوا يعبدون من دون الله يعني بازواجهم يعني اشكالهم ونظراءهم. فيحشر يحشر علماء مشركين مع علماء المشركين ويحشر الظلمة مع الظلمة ويحشر منكري البعث مع منكر البعث ويحشر منكر الرسالة وهكذا في اصناف ثم بعد هذا يضرب الله جل وعلا الظلمة قبل جهنم والعياذ بالله فيسير الناس بما يعطون من الانوار. فتسير هذه الامة وفيهم المنافقون ثم اذا ساروا على انوارهم ضرب السور المعروف وضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب ينادونهم الم نكن معكم؟ قالوا بلى الايات فيعطي الله جل وعلا المؤمنين النور فيبصرون طريق الصراط واما المنافقون فلا يعطون النور فيكونون مع الكافرين يتهافتون في النار يمشون وامامهم جهنم والعياذ بالله ثم يأتي النبي عليه الصلاة والسلام اولا ويكون على الصراط ويسأل الله جل وعلا له ولامته فيقول اللهم سلم سلم اللهم سلم سلم فيمر عليه الصلاة والسلام وتمر امته على الصراط كل يمر بقدر عمله ومعه نور ايضا بقدر عمله فيمضي من غفر الله جل وعلا له ويبقى في النار يسقط في النار ماء طبقة الموحدين من شاء الله جل وعلا ان يعذبه ثم اذا انتهوا من النار اجتمعوا في عرصات الجنة يعني في الساحات التي اعدها الله جل وعلا لان يقتص اهل الايمان بعضهم من بعض وينفى الغل حتى يدخل الجنة وليس في قلوبهم غل. فيدخل الجنة اول الامر بعد النبي عليه الصلاة والسلام فقراء المهاجرين ثم فقراء الامة قرأ المهاجرين فقهاء الانصار الى اخره ثم فقراء الامة ويؤخر الاغنياء لاجل الحساب الذي بينهم وبين الخلق ولاجل محاسبتهم على ذلك الى اخر ما يحصل في ذلك مما جاء في القرآن العظيم اسأل الله جل وعلا ان يجعلني واياكم من اهل الجنة وان يعيذنا من سخطه والنار اللهم لقنا حجتنا في القبور واجعلنا ممن يأخذ كتابه باليمين وتحاسبه حسابا يسيرا يا اكرم الاكرمين اسأل الله جل جلاله لي ولكم ولاحبابنا جميعا ولمن له حق علينا المغفرة والرضوان والا يؤاخذنا بسيئاتنا اعمالنا وان يغفر لنا ذنوبنا فانه سبحانه اهل للجود والكرم والمغفرة والرحمة سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد