لا هو الخالق لفعله ودليل ذلك لاهل السنة والجماعة قول الله جل وعلا الله خالق كل الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل وقال ايضا جل وعلا لها ما كسبت تم الاعاقة. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال العلامة الطحاوي رحمه الله تعالى والخير والشر مقدران على العباد والاستطاعة التي يجب بها الفعل من نحو التوفيق الذي لا يجوز ان يوصف المخلوق به فهي مع الفعل. واما الاستطاعة من جهة الصحة والوسع والتمكن وسلامة الالات فهي قبل والفعل وبها يتعلق الخطاب وهو كما قال تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها. وافعال العباد خلق لله وكسب من العباد ولم يكلفهم الله تعالى الا ما يطيقون. ولا يطيقون الا ما كلفهم. وهو تفسير لا حول ولا قوة الا بالله نقول لا حيلة لاحد ولا حركة لاحد ولا تحول لاحد عن معصية الله الا بمعونة الله. ولا قوة لاحد على اقامة في طاعة الله والثبات عليها الا بتوفيق الله. وكل شيء يجري بمشيئة الله تعالى وعلمه وقضائه وقدره. غلبت مشيئته فئات المشيئات كلها غلبت مشيئته المشيئات كلها ايوه وغلب قضاؤه الحيل كلها يفعل ما يشاء وهو غير ظالم ابدا تقدس عن كل سوء وحيض. وتنزه عن كل عيب وشين. لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. بسم الله الرحمن الحمد لله حق حمده واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما. اما بعد مضى معنا طائفة من الكلام على الايمان بقدر الله جل وعلا خيره وشره. وان الخير والشر مقدران من الله جل وعلا فما يصيب العبد من خير فهو من الله جل وعلا تقديرا وتدبيرا وما يصيب العبد من شر وسوء فانه من الله جل وعلا تقديرا وتدبيرا. ومر معنا مراتب الايمان بالقدر وما يتصل بهذا المبحث مما فيه تقرير لعقيدة اهل السنة والجماعة في هذه المسألة العظيمة التي امر الله جل وعلا بالايمان بها والتسليم لما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم فيها ومر معنا ايضا ان القدر سر الله جل وعلا في خلقه لم يعطي حقيقته لملك مقرب ولا لنبي مرسل وانما هو سبحانه وتعالى الذي يعلم كل شيء وهو جل وعلا الخالق لكل شيء فهو سبحانه ذو الحكمة البالغة لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ونحو ذلك من المباحث والموضوعات التي سبق الحديث عنها وسبق تقريرها على ما جاء في كتاب الله جل وعلا وفي سنة نبيه عليه الصلاة والسلام ومبحث القدر من المباحث العظيمة في الملة ولاجل كونه سرا من اسرار الله جل وعلا وادراك كنهيه والحكمة وادراك كنهه وحكمة الله جل وعلا في عباده غير متحققة من كل وجه فلذلك صار الخائض في القدر بلا دليل عرضة لمزلة القدم بل لم يخض في القدر احد بغير حجة وبرهان الا وزلت قدمه وتنكب سواء الصراط ولهذا ينبغي ان يتكلم في القدر بما جاء في النص دون زيادة لانه امر غيبي لا يمكن للعبد ان يخوض في الامور الغيبية الا مع الدليل ودون الدليل فهو كالذي يسير في الظلمات ليس بخارج منها والمخالفون في القدر كثيرون ولهذا طحاوي رحمه الله لم يرتب الكلام على مسائل القدر في موضع واحد حتى يمكنوا حتى يمكن الناظر ان يبسط الكلام فيه بتقرير قول اهل السنة وقول المخالفين ما ما يترتب على ذلك بل فرقه فاتى في اخر رسالته هذه بشيء من الكلام على القدر لكن من جهة النظر الى خلاف المخالفين لهذا هذه الجمل التي معنا من قوله والخير والشر مقدران على العباد الى قوله وفي وفي دعاء الاحياء وصدقاتهم منفعة للاموات هذه كلها لاجل خلاف المخالفين من الجبرية والقدرية وقبل ان نخوض في بيان كلامه وما فيه من المسائل نلخص شيئا من اسباب الظلال في القدر والذي به خرج القدرية سواء الغلاة ام المعتزلة او الجبرية او من ضل في مسألة او في مسائل في هذا الباب السبب الاول وعدم الاقتصار او ترك الاقتصار على ما جاء في الكتاب والسنة من الواضحات المحكمات التي تبين حقيقة القدر والاخذ بما فيهما من المتشابهات وجعل ذلك اصلا ومعلوم ان الواجب على العبد ان يأخذ بالمحكم وان يرد المتشابه الى المحكم وقد امر الله جل وعلا بذلك وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم مرة على الصحابة وهم يتنازعون في القدر. كل ينزع الى قوله باية فكأنما فقع في وجهه حب الرمان عليه الصلاة والسلام يعني احمر وجهه عليه الصلاة والسلام وهذا لاجل ان الواجب على العباد ان يسلموا للمحكمات والاصول الهامة وان يردوا المتشابه الى المحكم على ما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم وبالتالي فان كل تفسير لايات القدر لم يكن معروفا في زمن الصحابة رضوان الله عليهم فانه باطل وضلال لانه من الاخذ بالمتشابه وترك المحكم. السبب الثاني والمنشأ الثاني للضلال في القدر ان العباد لم يعرفوا حكمة الله جل وعلا في الاشياء. ولا حكمته فيما يقدر ويخلق من الخير ومن الشر او من من المخلوقات بعامة ولما لم يدركوا الحكمة تعارضوا فعل الله جل وعلا في ملكوته بما يرون من ظاهر رأيهم فعارض الجاهل العالم واقتنع بجهله فصار على شعبة ضلالة. ومعلوم ان حكمة الله جل وعلا في خلقه منها ما هو مدلل عليه ومنها ما لا ما ليس بمعروف ولذلك اذا جهلت الحكمة فان المرء يسلم ولا يعترض وقد ذكر جماعة من اهل العلم ان سبب الضلال في القدر هو الجهل بحكمة الله في ما يخلق ويقدر ثم الخوف في ذلك قد لخصها شيخ الاسلام بقوله بما ذكرته لكم مرارا لتعيته حيث يقول واصل ضلال الخلق من كل فرقة هو الخوض في فعل الاله بعلته فانهم لم يفهموا حكمة له فصاروا على نوع من الجاهلية هذا حق لان حكمة الله غير معلومة بل جعل الله جل وعلا مثالا لمن جهل حكمته في انه حرم العلم بقصة موسى مع الخضر عليه السلام وهذا وظاهر بين لمن يتأمل سورة الكهف. فان موسى عليه السلام عارض الخضر بظاهر رأيه والخضر يعمل على ما امر الله جل وعلا بما يوافق حكمته. وهي الغاية المحمودة من وراء الافعال. فلما عارض كان ممن لم يستطع صبرا فحرم العلم قال هذا فراق بيني وبينك. سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا والسبب الثالث للضلال في القدر هو قياس افعال الله جل وعلا على افعال العباد فيما هو من قبيل العدل والظلم فنظروا الى افعال الرب جل وعلا فجعلوا ما هو عدل في تصرفات البشر واجبا وعدلا في تصرفات الرب جل جلاله وجعلوا ما هو ظلم من تصرفات البشر محرما او منفيا وظلما في تصرف الرب جل جلاله وهذا هو ضلال القدرية المعروف حيث جعلوا العدل والظلم في تفسيرها في حق الله جل وعلا كتفسيرها في حق المخلوق فقاسوا هذا على هذا ضلوا في هذا الباب لان الخالق جل وعلا لا يقاس على المخلوق في افعاله وفي تدبيراته في ملكوته والسبب في الخامس الرابع ادها علي الاقتصار على ما جاء طيب ترك الاقتصار. نعم. الثاني. اذكر ربك. نعم. ان العبادة لم يعرفوا حكمة الله الا شيئا. طيب تالت نعم الرابع احداث الفاظ ومصطلحات جعلت اصلا في هذا الباب ثم حمل الكتاب والسنة عليها مثل لفظ الاستطاعة بتفسيرهم والطاقة وما لا يطاق والتكاليف واشباه ذلك ومنها ايضا عند الجبرية الكسب ونحوه ومن المعلوم ان هذه الامور الغيبية كالقدر الاصطلاح عليها بالفاظ واسماء لمسميات لم يأتي عليها برهان انه يجعل المرء يؤصل ويقعد بشيء لا اساس له ولهذا لما فهموا وظنوا من الشريعة انه يقال كذا مثلا الاستطاعة لا تكون الا مع الفعل او قالوا الاستطاعة لا تكون الا قبل الفعل كما سيأتي او قالوا الكسب هو الاقتران او قالوا كذا وكذا في تكليف ما لا يطاق كما سيأتي الان في هذه المواضع فسروها بتفسيرات تخصهم. ولهذا ضلوا في اصل يجب الرجوع فيه الى الدليل لان احداث لفظ واحداث مصطلح لا شك انه سيترتب عليه اشياء كثيرة وسيأتي الكلام على الكسب مثلا وهو ان الكسب مع وروده في الدليل في قوله مثلا لها ما كسبت جزاء بما كانوا يكسبون ونحو ذلك. مع ورود لفظ كسب يكسب والكسب فان تفسيرات تنوعت فيه واحدثوا له فهما جديدا غير المراد في الكتاب والسنة صار ثم كسب عند الجبرية وصار تم كسب عند الجبر عند القدرية وصار ثم كسب عند اهل السنة لاجل ان هذا اللفظ في اصله وان كان واردا لكن جعل مصطلحا على فكرة جديدة توافق ما هم عليه. فاذا مسائل القدر المصطلحات فيها هي سبب الافتراء فيه والضلال فيه ولو الغيت هذه المصطلحات وبقي الناس على ما دل عليه الدليل فانه كثير من الخلاف فيه سيذهب ولهذا عند النقاش والحوار مع فالمخالف في هذه المسائل فيبحث معه اصلا في اللفظ وفي نشأته ومن اين اتوا بهذه الالفاظ والتعريفات لهذا العلم بالقرآن والسنة حجة على كل مخالف احدث المصطلحات لان احداث المصطلحات عقلي واتباع الكتاب والسنة نقلي ولهذا يغلب النقل العقل الحادث والمصطلح عليه في هذه المسائل والخامسة المسألة الخامسة من الاسباب التي انشأت الخلاف والفرقة ابواب القدر ما يصلح ان يقرر بان نقول ان التساوي بين العباد في فعل الله جل وعلا وادعاء انهم سواء في كل شيء يعني فيما يفعل الله جل وعلا بهم هذا مع كونه مخالفة لكنه سبق مخالفة للدليل لكنه نشأ عنه واقوال جعلت الاقوال المخالفة في القدر كثيرة. او اعيد صياغة هذه فهذا السبب بان نقول من اسباب ومنشأ الظلال في القدر الحكم على افعال الله جل وعلا باحكام من جهة النظر الى الخلق فجعلوا فعلا لله جل وعلا واجبا عليه بالنسبة للجميع وجعلوا فعلا لله جل وعلا ممتنعا عليه بالنسبة للجميع وسيأتي فيما آآ سنذكر اليوم ان شاء الله ان خلاف القدرية في مسألة الاستطاعة ناشئ عن انهم قالوا الواجب على الله جل وعلا ان يواسي ان يجعل الناس سواسية فيما يعطيهم فكون هذا يوفق وهذا يخذل هذا غير سائغ لانه تفريق. فاذا جعلنا الاصل هو ان يكون ناس سواسية فان هذا قاعدة نبني عليها غيرها من مسائل القدر وهذا التقعيد او هذه المقدمة نشأ عنها كثير من الخلاف خاصة عند المعتزلة وبهذا نشأت اقوال كثيرة محدثة في القدر خلاف متنوع في المسائل العقلية وما يجب على الرب جل وعلا وما لا يجوز عليه وهذي تضح اكثر ببحثنا في الاستطاعة ان شاء الله اذا تبين هذا فالواجب اذا في مسائل الغيب بعامة ان لا يتجاوز القرآن والحديث وان يسلم للدلالة واذا اشكل على المرء شيء فواجب عليه ان يقول امنا به كل من عند ربنا كما يقول في العلم مع انهم يعلمون التأويل في كثير لكن قد لا يعلمون التأويل في بعض يعني طائفة من الراسخين قد لا يعلمون يعلمه غيرهم فيقولون امنا به كل من عند ربنا اما ضرب النصوص بعضها ببعض او الاخذ بالمتشابه وترك المحكمات او قياس افعال الله جل وعلا على افعال خلقه ونحو ذلك من المسائل التي ذكرنا او الخوض بالحكم والمصطلحات فان هذا ينشئ الافتراض و الضلال في هذا الباب لانه امر غيبي بحت. لهذا ما احسن قول من قال القدر قول علي رضي الله عنه قول غيره القدر سر الله فلا تكشفه يعني لا تحاول كشفه فان من حاول كشفه لا شك انه سيظل لانه سر من الاسار اختص الله جل وعلا به هذه مقدمة للمسائل التي سيأتي بيانها ان شاء الله. قال الطحاوي رحمه الله والاستطاعة التي يجب بها الفعل من نحو التوفيق الذي لا يجوز ان يوصف المخلوق به فهي يعني الاستطاعة مع الفعل واما الاستطاعة من جهة الصحة والوسع والتمكن وسلامة الالات فهي قبل الفعل وبها يتعلق الخطاب كما قال الله تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها يريد رحمه الله ان يقرر ان مسألة الاستطاعة وهي القدرة والطاقة اختلف فيها الناس ما بين الجبرية الى القدرية والقول الوسط فيها هو قول اهل السنة المتابعين لظاهر القرآن والحديث في ان الاستطاعة من قسمة الى قسمين استطاعة قبل الفعل واستطاعة مع الفعل يعني استطاعة يتكلم عنها قدرة وطاقة يوصف العبد بها قبل ان يفعل الفعل وتستمر معه الى ان يفعل وطاقة وقدرة اخرى استطاعة اخرى. هذه تكون مع الفعل ولا يجوز ان ينفك الفعل عنها او الفاعل عنها وهذا الذي ذكر هو الذي دلت عليه الايات دلت عليه السنة من ان الانسان المكلف يوصف بانه مستطيع ويوصف بانه غير مستطيع فقال جل وعلا في الوصف بالاستطاعة ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا وقال جل وعلا لا يكلف الله نفسا الا وسعها. يعني ما تستطيع الوسع الاستطاعة هي الوسع والطاقة قدرة وقال جل وعلا فيما ايضا في هذا الباب فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا واطيعوا وفيما يقابل في الاستطاعة المنفية قال جل وعلا في سورة هود ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون وقال جل وعلا وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا. الذين كانت اعينهم في غطاء عن ذكري كانوا لا يستطيعون سمعه وقال عليه الصلاة والسلام صلي قائما فان لم تستطع فقاعدا فان لم تستطع فعلى جمع ونحو ذلك فاذا الشريعة فيها استطاعة مثبتة وفيها استطاعة منفية وواجب اذا ان ينظر الى هذه النصوص بسبب الفهم وهي ان المثبت غير المنفي فاذا لا بد ان تكون الاستطاعة على قسمين وهذا هو الذي اراده هنا وهو الذي عليه عامة اهل السنة الجماعة وسيأتي مزيد تقرير لها ان شاء الله في المساء وقوله هنا والاستطاعة التي يجب بها الفعل يعني يجب بها حصول الفعل وايقاع الفعل ووجود الفعل. يعني العمل فيه استطاعة قدرة اذا وجدت وجد الفعل لهذا قال هنا من نحو التوفيق الذي لا يجوز ان يوصف المخلوق به وذلك ان الله جل وعلا هو الخالق لافعال العباد فقوله هنا من نحو التوفيق هذه جملة اعتراضية وسبك الكلام والاستطاعة التي يجب بها الفعل فهي مع الفعل قوله من نحو التوفيق هذا ليدلل على ان الاستطاعة هذي التي يجب معها حصول الفعل هذي فيها امر غيبي زائد فيها اعانة ثانية فيها شيء زائد عن الظاهر. ولهذا قال الاستطاعة التي يجب معها الفعل هي الفعل لانه لا يمكن ان يحدث الفعل الا بقدرة. وهذه القدرة لا يمكن ان تكون قبله ثم تنعدم وقت الفعل. فكيف يمكن ان يحصل فعل بلا قدرة للفاعل على فعله. لكن هل يستقل بهذه القدرة ام ثم امر زائد؟ لابد هناك امر زائد يأتي بيانه ان شاء الله تعالى وقوله في الاستطاعة من جهة الصحة والوسع والتمكن وسلامة الالات فهي قبل الفعل وبها يتعلق الخطاب وهذه الاستطاعة هي الاستطاعة المثبتة. وهي التي يتعلق بها الحساب والعقاب والخطاب والامر والنهي. لان الله جل وعلى جعل للمكلفين من المشركين جعل لهم اسماعا وابصارا وافئدة وجعل لهم قدرة على ان يصلوا قدرة على ان يتأملوا قدرة على تبين ما ايد به عليه الصلاة والسلام من المعجزات والايات والبراهين لكنهم لم يريدوا ان يسمعوا مع وجود الالاف ووجود الصحة ووجود القدرة. اذا فالمنفي ليس تهوى الالة المنفي في عدم الاستطاعة هو ما يكون مع الفعل من التوجه الى الخير والهدى والسماع النافع لما معهم مما يصده وينفيه من الهوى واتباع الشهوات اذا تبين هذا فيضاح هذه الجمل في مسائل الاولى هذه المسألة متصلة بالقدر والايمان به واصل بحثها من المعتزلة وذلك انهم قعدوا قاعدة وهي ان الناس في فعل الله جل وعلا سواء وهو ان المعاصي والمؤمن الكافر والمؤمن العاصي والمطيع كلهم اعطوا شيئا واحدا فهذا فعل هذا فعل الخير وهذا فعل الشر بمحض قدرته فهذه التسوية بين الجميع جعلتهم ينفون ان يكون هناك امرا زائدا خص به هذا ومنع ذلك فجعلوها جميعا قبل الفعل. واما مع الفعل في اثناء الفعل فعندهم العبد هو الذي يخلق فعل نفسه وبالتالي فلو جعل هذا مستطيعا للفعل وهذا غير مستطيع للفعل لكان الناس ليسوا سواسية فيما اعطاهم الله جل وعلا. وبالتالي يترتب على هذا ان هذا ظلم وهذا اعطي ما لم يعطى غيره فاذا اصل بحث المسألة هي عند المعتزلة. ولماذا بحثوها للقاعدة اللي قعدوها وهي ان الجميع يجب ان يكونوا في فعل الله حتى لا يظلم هذا ويترك ذاك اذا فهمت هذا الاساس تفهم لماذا افترق الناس في هذه المسألة؟ فلما قالوا الاستطاعة لا تكون الا على هذا النحو وهي ان تكون قبل اما المقارنة فالعبد الذي يخلق فعل نفسه هو اللي يقدر هو اللي يفعل الله جل وعلا لا يجعل هذا مستطيعا وذاك غير مستطيع لان هذا ظلم واذا كانوا كذلك فقابلهم من يثبت الاستطاعة المقارنة وهم الجبرية ونفوا اصلا ان يكون للانسان قدرة على فعل اي شيء. لهذا قالوا لا ليس هناك استطاعة سابقة. وانما الاستطاعة هي انه يقدر على الفعل وهذه القدرة هي في الواقع من الله جل وعلا. لهذا الانسان اصلا لا يستطيع لان الله نفى قال ما كانوا يستطيعون سمعه وقال ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون. ونفى ايضا عنهم الرمي قال وما رميت اذ رميت اذا لا يمكن ان يفعلوا شيئا قابلوا القدرية. في مسألة الاستيطاع لا في مسألة القدر والجبر فالقدر والجبر اصلا القدر والجبر اصلا الجبرية سبقوا القدرية في مسألة وان كان يعرف الحروف باللغة العربية يعرف كيف يخطط ويعرف لكن لا يمكن لانه لا يقدر على هذا بخصوصه. فاذا القدرة التامة هي التي يحصل بها الفعل. الثاني الارادة الجازمة الجبر المعين اما القدر اللي هو نفي العلم فهو الذي كان اولا يعني الجهمية اللي هم الجابرية سابقين المعتزلة اللي هم القدرية يعني كفرقة. الجهمية هم اللي اظهروا الجبر ونصوه. من جهة وجود الجهمية قبل وجود المعتزلة الذين هم القدرية فاذا الجهمية نقول ان الجبرية قبل لان اللي مثلهم الجهمية واولئك مثلهم المعتزلة هم متأخرون عنها. اما من جهة القدر والجبر كقول القدرية سابقون لان نفاة العلم ظهروا في زمن الصحابة واما الجبرية فجاءوا بعد ذلك. لكن تفاصيل اقوالهم الجبرية والقدرية ما نشأت الا مع ترسخ المذهبين في الجهمية وفي آآ القدرية المعتزلة المسألة الثانية قرر الطحاوي هنا ان الاستطاعة على قسمين استطاعة مقارنة يجب بها الفعل يعني اذا وجدت الاستطاعة حصل الفعل دون تأخر واستطاعة متقدمة وهذه لا يجب ان تكون مع الفعل بل تتقدم وهي المتعلق بها الامر والنهي صلي قائما فان لم تستطع فقاعدا عدم الاستطاعة هنا هل هي خاضعة لان يجرب اذا اراد ان يصلي او هي عدم تمكن الته من القيام معروف قبل ان يدخل اصلا في الصلاة. ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. يبدأ حج وبعدين يشوف هو مستطيع ولا لا والا الاستطاعة التي هي الزاد والراحلة وغير هذين ايضا هذي تكون قبله كن قبله اذا هذه معلومة قبل. فاذا التكليف الامر والنهي والعذر الى اخره هذه متقدمة. استطاعة قدرة الات سلامة صحة الى اخره متقدمة ايضا وهذا اوضحت لكم ان الدليل دل عليه ايظا ليست الاستطاعة المراد بها المرادح في الشرع هي الاستطاعة الكونية بل المراد الاستطاعة الشرعية والاستطاعة الكونية هذه اخص من الاستطاعة الشرعية فانه قد يكون مستطيع كونا قد يكون المرء مستطيعا كونا ولكنه ليس بمستطيع مثاله يمكن له ان يسيل الماء على جرحه. الذي لم يندمل يمكن ان يغتسل يسيل الماء عليه. هذا يمكنه كونا ويستطيع يمد يده ويصب الموية عليه الى اخره يمكنه ان يصلي الصلوات قائما لانه غير مشلول لكنه شرعا لا يسمى مستطيعا. لان الاول يورثه زيادة في المرض. والشريعة متشوفة تيسير والثاني يورثه ايضا عدم الخشوع في الصلاة والتعب والى اخره ومجاهدة النفس وربما زيادة المرض والشريعة متشوفة في الصلاة الى خشوعه وحضور قلبه والى ان لا يزيد مرضه الى اخره. فاذا مما لم ينظر اليه في البحث ايضا ان الاستطاعة التي هي سلامة الالات المرادة في القدر والمراد بس في تحقيق المسألة هي الاستطاعة الشرعية لا الاستطاعة الكونية اما كونه يقدر سليم الالات الى اخره هذا قد يدخلنا في تكليفه ما هو فوق طاقته او فوق ما فيه مصلحته شرعا ولهذا نقول الاستطاعة التي هي قبل الفعل نقسمها الى قسمين استطاعة كونية واستطاعة شرعية والاستطاعة الشرعية هي المرادة بانها هي التي تعلق بها التكليف الامر هو النهي. فحصل اذا من هذا هذه المسألة ان الاستطاعة قبل الفعل ومع الفعل والتي قبل الفعل تنقسم الى قسمين. واضح يعني من حيث النظر اليها اما الاستطاعة التي مع الفعل وهي المهمة في هذا الباب فالفعل لا يكون ولا يحصل لاي انسان الا ما يمكن ان يفعل الشيء ولا ان يحدث هذا الشيء الا بوجود ثلاثة اشياء اذا تخلف واحد منها ما حصل هذا الشيء ابدا الاول القدرة التامة على ايجاد الفعل يعني هذا من غير نظر الى مسألة القدر. وجود الشيء مطلقا. يأتينا بعد ذلك بحث القدر هذه مسألة عرظها في الكتب غير واظح ويدخلون بعظ البحث في بعظ انا ارتبها لك وكن حاظر القلب معي حتى استوعب الخطوات لا يكون الا بثلاثة اشياء. القدرة التامة قدرة التامة ما معناها؟ معناه انه اذا لم يكن عنده القدرة على الفعل فانه لا يمكن ان يحصل الفعل الاعمى اذا اراد ان يقرأ كتابا فهل يمكنه؟ يأخذ الكتاب هذا الذي معي ويقرأه والحروف هي التي يقرأها المبصر غير الحروف الثانية يستدل بها باللمس لو وضعه امام عينيه فانه لا يمكن لو اخذ المصحف ووضعه امام عينيه فانه لا يمكن ان اقرأ شيئا واضح؟ لماذا؟ لانه ليس عنده القدرة الذي لا لم يتعلم الكتابة لو اخذ القلم بيده بين انامله واراد ان يخط جملة لم يستطع لماذا لانه لم يتعلم. المتعلم للكتابة في لغة اللغة العربية لا يمكن ان يكتب باللغة الصينية لانه ونعني بالجازمة غير المترددة فاذا وجدت الارادة الجازمة مع بقية الشروط وجد الفعل. لكن لو وجدت الارادة فقط لم توجد بقية الشروط ونذكر مثالا الان اللي ذكرنا القدرة فهل يمكن ان يحصل الفعل؟ لا يمكن ان يحصل الفعل مريد ان يذهب الى مكة لكن ما عنده قدرة مالية يمكن يذهب؟ ما يمكن. يريد ان يكون حافظا كتاب الله لكن ليس عنده القدرة على الحفظ هل يمكن ولو كانت ارادته جازمة ويتمنى الى اخره لا يمكن. فاذا الارادة الجازمة غير المترددة شرط في حصول الفعل لا يمكن ان يحصل الفعل وهو ان يشاء الله جل وعلا حصول هذا الفعل فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ومشيئته الكونية في هذا اذا شاء ان يكون الفعل ممن عنده قدرة وارادة فانه يعين العبد على حصول هذا الفعل كيف يعين العبد يعينه باشياء. الاول التوفيق الثاني ان يعدم المعارض مثل هو يريد ان يذهب الى مكة وعندها القدرة المالية وعنده الارادة الجازمة. ماشي ويريد ان يحج هذا العام. المعارض الذي يعارض ان يكون هذا من حصول خلل له في بدنه من حصول خلل في من عدم تمكنه من سرقة المال من من اسباب كثيرة لا تحصى من المعارضة. هذه هل هي في قدرة العبد؟ ليست في قدرة العبد. اذا هذا يدخل في الامر الغيب الذي لا يدخل العبد فيه اذا اجتمعت هذه الثلاثة حصل الفعل اذا تخلف واحد منها لم يحصل الفعل فاذا الاستطاعة التي يجب بها الفعل وهي القدرة التي يجب بها الفعل يعني يحصل معها الفعل المراد بوجوب حصول الفعل مع وجود الارادة ووجود اعانة الله جل وعلا ومشيئته وتوفيقه ودفع المعارض الى اخر ذلك من الاسباب اللي هو الامر الغيبي المختص بالرب جل جلاله القدرة في نفسها قدرة العبد على الفعل. هل هو الذي اوجدها في نفسه؟ ام الله الذي خلقها فيه الله جل وعلا الذي خلقها فيه الارادة الجازمة للفعل توجه العبد للفعل. هذا اختيار منه ام هو مفروظ عليه هو اختيار منه. ولذلك جاءت الجبرية وقالت القدرة منفية لا قدرة له والارادة هو مرغم على ان يريد والمشيئة خاضعة العبد خضع للمشيئة فعمل ما يريده الرب فاذا الفعل كله فعل الرب جل وعلا بلا اختيار فصار فعل العبد بعد ان حدث كحركات الاشجار والورقة في الماء والريشة في مهب الريء الى اخره جاءت القدرية في المقابل وقالت القدرة بيد العبد والارادة عنده هو ولا علاقة لفعل الله جل وعلا به. بل العبد هو الذي يقدر فالقدرة خلقه هو الذي خلق فعل بقدرته والارادة توجهت اليه والقدرة والارادة يستوي الناس فيها. فهذا خلق افعال الطاعات وهذا خلق افعال المعاصي. فنفوا الجزء الثالث اما اهل السنة والجماعة فنظروا الى الادلة فوجدوا فيها الثلاثة جميعا فاثبتوها. فاذا حقيقة بحث القدر وبحث طاعة وبحث تكليف ما لا يطاق والى اخره من المباحث مبنية على الفعل اذا وجد كيف وجد فبحثوا لفعل اذا وجد كيف وجد منهم من بحث في اوائله. فتكلم في الاستطاعة المقارنة والاستطاعة السابقة والى اخره. في الكلام الذي ومنهم من نظر الى نتائجه وهو ان هذا في فعل طاعة سينتج عنه الجنة وهذا فيه فعل كفر سينتج عنه النار فلما نظر الى نتائجه والظلم والعدل الى اخره نظر حكم على المسألة بالنتائج والذي ذهب اليه اهل الوسط وكذلك جعلناكم امة وسطا وسط في الملل ووسط في المذاهب وهم اهل السنة والجماعة قالوا الفعل لا يوجد الا بهذه الثلاثة اشياء لهذا الطحاوي هنا اشار الى هذا بادخال التوفيق بقوله من نحو التوفيق الذي لا يجوز ان يوصف المخلوق به. وهذه الجملة في الواقع ليس لها علاقة بالكلام والشارح عندكم سارح الطحاوية ما تكلم على هذه الجملة لماذا ادخلها الطحاوي؟ ولا الكلام يستقيم بدونها ان يقول والاستطاعة التي يجب بها الفعل فهي مع الفعل واما الاستطاعة من هو يريد الطحاوي ان يقول لك ان الفعل لا يمكن ان يكون الا بالقدرة والارادة وفعل الله جل وعلا الذي فيه المشيئة وفيه التوفيق والاعانة وفيه الدفع المعارض الى اخره من المساجد المسألة الثالثة لا هذا امر خارج هذا فعل الله جل وعلا فتنظر الان في شيء ظاهر ان العبد يملكه وهو قدرته وارادته. لكن في شيء ما يملكه كي لا يملكه وهو دفع المعان. واحد اخذ ركبت طيارة جديدة من احسن الطائرات جديدة سليمة ما طال عليها وكل اجهزتها جديدة والى اخره وهي طايرة جايتها زوبعة واه واه يعني احترقتها وضربت في الارض او الى اخره حطمت. اوجتها طيارة ثانية وهو ما يدري جتها طيارة وضربته. هذا من جهة من؟ ليس من جهة العبد الان سيارة استعملتها سيارة جديدة الى اخره اه من جميع الالات سليمة. احتط بجميع الاحتياطات وجاء في الطريق الطريق اخذت بوسائل السلامة هل ستنتج السلامة بهذه الاشياء اللي عملتها؟ لا الان ما يجي جمل في جمل في الطريق تصدمه وانت ما تدري. ايضا سيارة وانت ماشي ما دريت الا هالتريلة جت قدامك وضربتك الى اخره ولهذا من اعظم النظر في الاسباب ان تنظر في هجرة النبي عليه الصلاة والسلام. النظر في الهجرة يعطيك ما يجب على العبد ان يفعله وما ليس للعبد ان يحققه من اسباب السلامة. النبي عليه الصلاة والسلام لما هاجر اراد الهجرة الى المدينة استأجر عمل جميع الاحتياطات. شاف الطريق البعيد اللي لا يمكن ان يظن المشركون انهم ان النبي صلى الله عليه وسلم يسير فيه. شافوا الطريق البعيد هجر رجلا هاديا خريطا يقال له بنرخص ليدله على هذا الطريق البعيد. ثم بعد ذلك ايضا مع هذا الطريق امر راعي الغنم ان يمشي على اثره هو وابو بكر واللي معهم حتى ما ينظرون الى الاقدام واختبأوا في غار الغار ما احد يعني الغار يختبأ فيه لا يمكن احد ينظر اليه العادة اللي يمشي بينتقل من بلد لبلد يمشي في الطريق السائق يمشي اما يختبئ في الى اخره هذه الاشياء التي فعلها النبي عليه الصلاة والسلام وواجب عليه ان يفعلها لان الله امر باتخاذه اسباب وقف المشركون على على رأس الغار ما في يقول ابو بكر رضي الله عنه لو ابصر احدهم الى موضع قدمه لرآنا. هذا الان ابصار الاشياء التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم ويتحقق وبها قدر السلامة فعلها او لم يفعلها فعل. لكنها نفعت ما نفعت وقفوا على رأس الغار اقرب شيء ليس تحت الجبل على لكن بقي لو ابصر احدهم موضع قدمه لرآنا ما في احد قدر انه ينزل آآ عينيه الى اسفل. هذا ليس من جهة فعل العبد. ولهذا المعتزلة في ضلالهم لما جعلوا العبد يخلق فعل نفسه فقط يخلق فعل نفسه وهو الذي يتصرف في نفسه في مثل هذا لا يستطيعون تفسيره. كيف انه هو لم يستطع ان ينزل رقبته تحت. كأنه كأنه في رقبته ان يمنعه من انه انهم ينظرون وهم عدد ما في احد ينظر تحت ولو بالغلط اذا هنا فعل هذا شيء لا يملكه العبد. ولهذا المؤمن ينظر في باب الاستطاعة باب الافعال الى ما يفعله هو وما يكرمه الله جل وعلا به. ولهذا من يهدي الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا المسألة الثالثة مسائل هذه البحوث فيها آآ يعني تطول لكن احب اذكر هذه المسألة وننتقل للتي بعدها ان نريد نخلص من مسائل القدر الليلة تصبرون معنا ان شاء الله المسألة الثالثة والاخيرة اهم المسائل هنا الاستطاعة التي هي قبل الفعل كما ذكر هي مناط التكليف الامر والنهي والاستطاعة التي مع الفعل ولم يذكر هي مناط ثواب والعقاب والاستطاعة التي قبل الفعل من جهة السلامة ومن جهة البلوغ مثلا واليقظة الى اخره من جميع الاسباب. هذا اللي تتعلق بها الاوامر والنواهي وهي التي يتكلم عنها الفقهاء اما التي مع الفعل وهي المنوط بها الثواب والعقاب فمعلوم ان فعل العبد كما ذكرنا لم يستقل بتحصيل النتيجة وبالتالي فالثواب اذا لم يستقل العبد بتحصيل اسبابه. ولهذا فتقول اذا ان اثابة الله جل وعلا لعبده هو منة من الله على عبده. لما؟ لان اصل تحقيق الفعل لم يكن مجردا باختيار العبد. بل هناك امر زائد وهو منة الله وفضله على العبد اعانة علي لهذا سألني احد الاخوان آآ الاسبوع الماضي آآ سؤالا متعلق بهذا المبحث وهو ان رضا الله جل وعلا عن العبد واثابته للعبد هو نتيجة لشيء فعله الله جل وعلا وهو هداية العبد لان يفعل ولهذا المؤمن الصالح كلما زاد علما علم انه ليس منه شيء وليس اليه شيء. مثل ما كان يقول ابن تيمية ليس مني شيء. اللهم ليس مني شيء. ولا في شيء وكذلك اثبات ان الله جل وعلا خلق كل شيء هذا دليل اه هذه المسألة ونذكر عدة اه مسائل تفصيلية. المسألة الاولى خلق الله جل وعلا لافعال العباد اختلف الناس فيه على اقوال ولا الي شيء لكن مع ذلك ليس مجبورا. وينظر الى انه يختار وعنده قدرة ويعرف انه محاسب. لكن ان اعانه والله جل وعلا وفقه على الفعل وصار من اهل الطاعة فانه يعلم انه بسبب احدثه الله جل وعلا له وهداه اليه. وهذا معنى نصوص الهداية في القرآن ليس معنى نصوص الهداية ونصوص القدر السابق انها اجبار على العبد وانما معناها ان الله هيأ الهذا العبد الاسباب؟ التي تعينه على تحصيل المراد واعانه عليها وهذا هو تفسير اهل السنة للتوفيق في المقابل من جهة العاصي فان الله جل وعلا منعه اسباب الهدى لماذا منعه لامر يرجع الى نفسه وفعله بانه كما اعطى ذاك بسبب فانه منع هذا بسبب وهو انه رغب في هواه وترك تخلي من ومن شهوتي. ولهذا قال جل وعلا في وصف الكفار ارأيت من اتخذ الهه هواه افانت تكون عليه وكيلا وقال جل وعلا في الاية الاخرى في سورة الجاثية افرأيت من اتخذ الهه هواه واضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله اضله الله على علم. اذا فالذي اعطي اعين والذي حرم عومل بسبب فعله هو. وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم. فاذا نظر المعتزلة في المسألة وهي ان الذي اعطي والذي منع انما هم من انفسهم لم يعطي الله هذا ولم يمنع هذا هذا في الواقع نظر منهم الى ظلم الظلم والعدل بما يحكمون فيه فعل العبد مثل ان هذا يعطي ولده هذا ويمنع هذا ويقول هذا تزوج وهذا ما تزوج هذا فيه تفريق لان اعطي هذا ومنع هذا لكن هنا الاعطاء صار للجميع اين الاعطاء الذي صار للجميع هو ما قبل الفعل وهو الاستطاعة المثبتة. لم يكلف الله جل وعلا المجنون الكافر ورفع التكليف عن المجنون المؤمن الجميع سوا لان هذا تكليف واستطاعة قبل الفعل. لكن الاستطاعة التي مع الفعل التي مع الفعل ينتج عنها الفعل فاعين هذا بسبب وحرم ذاك بسبب. ولو ولو ان الكافر او الذي ضل لو انه سلك سبيل الهدى ورغب بارادته لاعانه الله جل وعلا ووفقه لكن كما قال جل وعلا في وصفهم ارأيت من اتخذ الهه هواه فانت تكون عليه وكيلا ويمثل هذا قول الوليد بل قول ابي جهل قال حتى اذا تنازعنا نحن وبنو هاشم الشرف وكنا كفر سير هان قالوا منا نبي يأتيه الوحي من السمع وليس منكم نبي والله لا نؤمن به ابدا. هنا دخل الهوى دخل الشهوة ودخلت الدنيا فصدت فاذا تحقيق القول في المسألة هنا ان سبب ضلال المعتزلة في باب الاستطاعة وباب القدر في هذه انهم جعلوا الظلم واحدا واضح؟ جعلوا هذا وهذا متساويين في القدرة وفي الالات فلهذا نفوا خلق الله جل وعلا للافعال وقالوا العبد يخلق فعلا لنفسه لاجل ان لا ينتج عنها ان الله ظلم لادخل الجنة هذا وادخل النار ذلك. ونظر اهل السنة ان الله جل وعلا ساوى بين الناس في التكليف في الالات في الاستطاعة التي هي قبل الفعل. اما الاستطاعة التي مع الفعل لها لا يحدث الفعل الا باشياء الله سبحانه وتعالى اعان هذا باسباب ومنع هذا باسباب وهو سبحانه وتعالى الحكم العدل في هذا كله الجملة التي بعدها قال رحمه الله وافعال العباد خلق الله وكسب من العباد. يريد ان فعل العبد ليس مخلوقا له بل الله جل وعلا هو الذي خلق فعل العبد وهذا يعني ان العبد يفعل ولا ينفع عنها الفعل بل هو يفعل ويعمل وافعاله منه صدرت وهو الذي فعلها وهو الذي اختارها وهو الذي انتجها بارادته وقدرته. واما نتيجة الفعل يعني مع اجتماع الاسباب القدرة والارادة الى اخره. فالله جل وعلا هو الذي خلق الفعل. وهذا يخالف مذهب قدرية الذين يقولون ان العبد يخلق فعل نفسه. وقوله وكسب من العباد خلق الله وكسب من العباد يعني فعل وعمل من العباد فالعبد ينسب اليه الفعل ولا ينسب اليه خلق الفعل. فهو يفعل حقيقة والله جل وعلا لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت وقال جل وعلا واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون. اذا فاثبات عمل العبد وكسب العبد وانه هو الذي حصل الفعل هذا واضح ثلاثة القول الاول هو قول اهل الحق والسنة والهدى ان الله جل وعلا خلق العبد وخلق عمله ايضا. اعمال العبد من الخير والشر من الحسنات والسيئات هي خلق من الله جل وعلا لانه لا يحدث في ملك الله شيء الا وهو خالقه سبحانه وتعالى. القول الثاني قول معتزلة بان الله جل وعلا لا يخلق فعل المكلفين. اما غير المكلف فهو خالق كل شيء اما فعل المكلف فلا يخلقوه سبحانه وتعالى بل العبد هو الذي يخلق فعل نفسه ويستدلون لذلك بادلة عقلية واضحة على مذهبهم وادلة نقلية محتملة اما اما الادلة العقلية فهم يقولون ان العبد ان الله لا يوصف بانه يخلق فعل العبد لسببين. الاول ان فعل العبد فيه الاشياء المشينة فيه الكفر وفيه الزنا وفيه السرقة وفيه آآ القتل وفيه الى اخره. ولو قيل ان الله هو الذي يخلق هذه الاشياء لا صار نسبة للاشياء السيئة الى الله وهو منزه عنه والسبب الثاني ان خلق الفعل من الله يقتضي التفريق بين المكلفين هذا خلق فعل طاعته فادخله الجنة وهذا خلق فعل معصيته فادخله النار. وهذا ظلم لانه لم يساوي بينهم في خلقه وفعله والمذهب الثالث قول الجبرية بان العبد يخلق فعل نفسه بان العبد آآ لا يخلق فعل نفسه بل الله يخلق فعله وهو ليس له فعل حقيقة وليس له تصرف حقيقة ولا كسب صح وانما هذه امور مجازية وهو فعل العبد هو في الحقيقة فعل الله جل وعلا لكن اضيف للعبد اقترانا ولم يظف اليه حقيقة واخرجوا لفظ الكسب كما سيأتي عللوا به المسألة الثانية قول اهل السنة ان العبد فعله مخلوق لله جل وعلا استدلوا له بادلة نقلية وادلة عقلية. اما الادلة النقلية فقوله تعالى الله خالق كل شيء وهذا عموم لان كلمة كل في الاصول من الالفاظ الظاهرة في العموم وهي في عموم كل شيء بحسبه فهنا لم يدخل لم يدخل في ذلك وصف الله جل وعلا صفات الرب سبحانه وتعالى الله جل وعلا وذاته وصفاته لم تدخل لانه سبحانه ليس بمخلوق بذاته وصفاته وافعاله جل جلاله. لان المخلوق حادث والله جل وعلا متنزه عنان يكون حادثا بل هو جل وعلا الاول والاخر والظاهر والباطن ويستدل ايضا لهم بقوله تعالى في قصة ابراهيم والله خلقكم وما تعملون والعلما يبحثون كلمة ما هنا ما تعملون. هل ما هنا مصدرية او بمعنى مو موصولة بمعنى الذي فقالت طائفة ما هنا مصدرية فيكون المعنى والله خلقكم وعملكم فعند هؤلاء واظح الاستدلال بان العمل مخلوق لله جل وعلا وقال اخرون وهم احظى بالتحقيق ان ان ما هنا ليست مصدرية بل بمعنى الذي فتقدير الاية والله خلقكم والذي تعملون ومن قال انها مصدرية وليست موصولة ففيه ضعف من جهة انه احتج عليهم في عبادتهم لما نحت فقال جل وعلا في قول ابراهيم في سورة الصافات اتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون. فاذا كانت مصدرية صار المعنى والله خلقكم وعملكم وعملهم ايش النحت فيصير معنى الكلام والله خلقكم ونحتكم وهم لم يعبدوا النحت وانما عبدوا المنحوت والقول الثاني انها موصولة اوظح في الاستدلال وموافق قصة ابراهيم الخليل عليه السلام والله خلقكم وما تعملون يعني والذي تعملون والاستدلال على هذا واضح؟ وهو موافق للصيام. وتقدير ما بمعنى الذي افاد فائدتين؟ الفائدة الاولى انه موافق لقولها تعبدون ما تنحتون. والذي يعملون هو ما ينحتون وهي الاصنام. يعني يقول ان الله خلقكم خلق الاصنام الذين تعملونها واضح الثاني انه في اثبات هذا اثبات ان الاصنام هذه التي عملوها عملوها انها مخلوقة ايضا لانهم مخلوقون قال والله خلقكم وخلقهم يشمل خلق ذواتهم وخلق تصرفاتهم. فرجع الامر الى ان هذه الاصنام التي تعملونها انت مخلوقة لله وايضا هي عملكم الذي هو مخلوق لانكم مخلوقون. فتحصل من هذا القول انه مناسب للسياق. ويشمل خلق الاصنام والاحتجاج عليهم بعبادتها يعني في عدم عبادتها وكذلك فعلهم لذلك. اما الدليل العقلي فهو ان الفعل لا يكون مثل ما ذكرنا الا بقدرة وارادة وقدرة العبد لم يخلقها هو وانما خلقها الله والارادة اختيار هو الارادة نفسها وجودها في العبد آآ لم يخلقها هو وانما خلقها الله. ثم الثالث وهو مشيئة الله. هذه الثلاث كلها آآ هذه الثلاث يحصل بها الفعل والاول والثاني مخلوقة لله جل وعلا والثالث هو فعل الله جل وعلا مشيئته صفته سبحانه وتعالى فاذا ما ينتج عنها فاذا يكون مخلوقا فاذا كان عمل حصل بقدرة وارادة القدرة مخلوقة الارادة مخلوقة اذا العمل مخلوق وهذا استدلال عقلي صحيح وهو موافق للادلة اما كلام المعتزلة والرد عليهم فله مكان اخر لان المقام يضيق عن اه اخر جملة هو كسب من العباد قوله وكسب من العباد الكسر هذا ما اي مسألة؟ الثالثة قوله كسب من العباد انا اذا جيت في الاخير آآ ابدأ يعني امشي بسرعة لكن ممكن تاخذون المحصلة الكسر من الالفاظ التي جاءت في الكتاب والسنة بسرع لكم شوي استوعبوا من الالفاظ التي جاءت في القرآن والسنة فاظيف الكسب الى القلب فقال جل وعلا ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم واظيف الكسب الى العبد فقال جل وعلا انفقوا مما يا ايها الذين امنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم ومما اخرجنا لكم من الارض واضيف في التكليف ايضا في قوله لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت جزاء بما كانوا يكسبون ونحو ذلك تفسيره في الايات ان يقال كسب القلب هو عمله وهو قصده وارادته ان عمل القلب هو قصده وارادته وتوجهه وعزمه الى اخره يعني في اليمين ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم يعني بما قصدتم ان توقعوه يمينا ولهذا في الاخرة الاخرى في المائدة قال ولكن واخذكم بما عقدتم الايمان. فكفارته الاية. اما كسب العمل من طيبات ما كسبتم يعني من طيبات ما تمولتم من الاموال ومن التجارات ومما اخرج لكم من الارض نتيجة لعملكم. اما الكسب اللي هو نتيجة التكليف لها ما ثبتوا عليها ما اكتسبت فالكسب هنا بمعنى العمل ولهذا في الاية قال ثم توفى كل نفس ما كسبت وفي الاية الاخرى سورة ال عمران قال ما عملت ثم توفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون فاذا كسبت وعملت تتناوع في القرآن فالكسب الذي هو مناط اللي هو نتيجة التكليف هو العمل. لكن قيل عنه كسب تفريقا ما بينه وما بين الاكتساب. لان الله جل وعلا لما ذكر التكليف في اية البقرة قال لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. ليبين جل وعلا ان عمل العمل الصالح كسب سهل يمكن ان يعمله بدون كلفة منه يعني ومشقة عليه اما عمل السيئات التي عليه فيعملها كلفة منه ومخالفة وزيادة اعتمال تصرف في مخالفة ما تأمره به فطرته بهذا قالوا زاد المبنى فاكتسبت بانه يحتاج الى جهد منه ومشقة بخلاف العمل الصالح فانه يقبل عليه بنفسه. فاذا العمل هو الكسب وهذا هو تفسير اهل السنة والجماعة للكسب على ما دلت عليه الاية واما الاخرون من الفرق الجبرية والقدرية ففسروا الكسب بتفسيرات اخرى ما القدرية؟ فانهم قالوا الكسر هو خلق العبد لفعله. لانه يوافق بمعتقدهم في ذلك والجبرية الذين هم الاشاعرة في هذا الباب فاخرجوا للكسب مصطلحا جديدا غير ما دل عليه الكتاب والسنة وقد ذكرته لكم عدة مرات في ان الكسب عندهم هو اقتران الفعل بفعل الله جل وعلا اقتران ما يحدثه العبد بفعل الله جل وعلا. فعندهم ان الفعل حقيقة هو فعل الله والعبد حصل له العمل لكن النتيجة هي الكسب فالعبد في الظاهر مفعول به وفي فالعبد في الظاهر مختار العبد في الظاهر يعمل العبد في الظاهر يحصل ما يريد لكنه في الباطن مفعول به والكسب هذا عندهم مما اختلفوا فيه على اقوال كثيرة جدا. ولو ليس تحتها حاصل. المقصود من الكلام ان عندهم عند الجبرية عند الاشاعرة ما يفسر بتفسير صحيح وهو من الالفاظ المبتدعة التي ضلوا بسببها في باب القدر احدثها الاشعث ولم يفسره بتفسير صحيح واصحابه ايضا لم يفسروه بتفسير صحيح الا بدعوى الاقتران. اذا تبين هذا فاذا حقيقة الكسب الذي اثبته الطحاوي هنا بقوله خلق الله وكسب من العباد نحمله على قول اهل السنة والجماعة. مع انه يمكن ان يحمل على قول الاشاعرة والماتوردية في ذلك. والاولى ان يحمل على الاصل وهو ما فوق السنة ما يوافق القرآن والسنة لانه هو في في اه جل عقيدته يوافق طريقة اهل السنة والحديث. كان بودي ان اذكر يعني تفصيل اكثر لكن على كل حال لها ان شاء الله موضع اخر او مناسبة اخرى نكتفي بهذا القدر الجملة هذي ما اعطيناها حقها اللي هي خلق الله المفروض نتكلم عن ردود على المعتزلة في قولهم بان العبد يخلق فعل نفسه ونبطل مسألة الظلم والعدل والقياس في الافعال نتكلم عن الكسب عند الاشعرية بتفصيل اكثر لاني سبق ان اوضحته لكم اكثر من هذا في الواسطية صحيح اه لكن على كل حال اه بعظ العلم يخدم بعظا نكتفي بهذا القدر وهذا الدرس يكون اخر الدروس في هذا الفصل ونلتقي بكم ان شاء الله فيما نستقبل من الايام وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد