ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فنسأل الله سبحانه وتعالى باسمائه وصفاته وندعوه ونتوسل اليه بانه الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ونقول اللهم لك الحمد ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد اهل الثناء والمجد احق ما قال عبد وكلنا لك عبد. اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع الجد منك الجد اللهم لك الحمد انت رب السماوات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت قيوم السماوات والارض فيهن ولك الحمد انت ملك السماوات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت الحق ووعدك حق ولقاؤك حق جنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق. اللهم لك اسلمنا وبك امنا وعليك توكلنا واليك انبنا وبك خاصمنا واليك حاكمنا. اللهم فاغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا. وما اسرنا وما اعلنا وما انت اعلم به منا انت المقدم وانت المؤخر. اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم الطف بعبادك المسلمين وفي قضائك وقدرك اللهم اكف الاسلام والمسلمين شر اعدائهم. اللهم اجعل الدائرة عليهم اللهم شتت شملهم امرهم اللهم يا ذا الجلال والاكرام يا قوي يا عزيز اللهم شتت شملهم واذهب امرهم واجعل الدائرة عليهم واحفظ بلاد المسلمين وثغورهم واعراضهم ودينهم من شر عدوك وعدوهم يا قوي يا عزيز. ثم اما بعد بشأن هذا ومن لطيف الامر ان احد الاخوة سألني وقال ان بدأت الحرب هل سنبدأ الدرس ام لا؟ او وهل سنبدأ الدرس ام لا؟ وهذا سؤال قد يكون غريبا بل هو غريب. نعم ان العلم العلم الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم هو اخص ما يعصم زمن الفتن. وزمن الاختلاف وزمن الهرج الذي به النبي صلى الله عليه واله وسلم ان دراسة هذا العلم الذي بعث به محمد عليه الصلاة والسلام هو قربة لله سبحانه وتعالى هو تعظيم لله سبحانه وتعالى هو نصر لله سبحانه وتعالى فان الله يقول ان تنصروا الله ينصركم ومن نصره سبحانه وتعالى العلم بما بعث به نبيه عليه الصلاة والسلام. وهذا العلم اشرف العلم بمسائل اصول الدين التي بعث بها سائر الانبياء وبعث بها سائر المرسلين. وجاء محمد عليه الصلاة والسلام ولم يختلف عن اخوانه من الانبياء والمرسلين في تقريرها. لكنه زادها بيانا وزادها وضوحا هدى وقربة الى المسلمين فصارت رسالته عليه الصلاة والسلام محفوظة بحفظ الله لكتابه انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. ومن شريف وفاضل كتب السنة والجماعة المصنفة في الاعتقاد هذه الرسالة الجامعة لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وهي الرسالة الواسطية التي كتبها الشيخ رحمه الله الى بعض علماء واسط. وذكر انه طلب منه ان يكتب له شيئا في معتقد اهل السنة والجماعة وفي اصولهم فكتب هذه الرسالة. والقول في شأن هذه الرسالة وعظمها وفائدتها يطول ولكن احب ان اشير الى ثلاث خصائص فيها الخاصية الاولى انها رسالة جامعة فان ثمة رسائل في اصول الاعتقاد للشيخ اي لشيخ الاسلام ولغيره ممن قبله او بعده من علماء السنة والجماعة. ولكن ترى كثيرا من هذه الرسائل تكون مقولة في باب من ابواب اصول الدين كالرسالة الحموية لشيخ الاسلام نفسه. فانها مقولة في مسائل الاسماء والصفات. او كبعض الرسائل الرسائل المصنفة بالقدر او في مسمى الايمان او فيما نحو ذلك من مسائل الاعتقاد. فترى هذه الرسالة وهي الرسالة الواسطية رسالة جامعة ذكر فيها المصنف جمهور مسائل اصول الدين ولا سيما المسائل التي حدث فيها نزاع بين اهل القبلة وان كان رحمه الله فصل في باب الاسماء والصفات ما لم يقع له في غيره من الابواب وذلك لشأن هذا الباب ولكثرة الاختلاف فيه. ولان الاختلاف فيه هو اخص مسائل الخلاف بين اهل القبلة فان سائر الاغلاق التي وقعت عند الطوائف في مسائل اصول الدين لا يقع لها من الشأن والتغليظ ما وقع لاقوال المخالفين في مسائل الالهيات مسائل الاسماء والصفات الخاصية الثانية في هذه الرسالة انها رسالة متأخرة في الجملة. ومعنى هذا انها ليست من المكتوبة زمن الائمة المتقدمين. وان كنا نقول ان القراءة في كتب المتقدمين لها اختصاص من وجه اخر لها فضل السبق لكن هذه الرسالة كتبها امام متأخر في الجملة اي انها كتبت بعد استقرار مقالات الطوائف في عقائد المسلمين وفيما قيل في مسائل اصول الدين. فتعلم ان المقولات المأثورة عن سلف الامة من المتقدمين لم يقع بها اشتغال بذكر مخالفة متكلمة الصفاتية من الكلابية والماتوريدية والاشعرية وغيرهم. فجاءت هذه الرسالة منبهة الى تمييز مذهب السلف. ليس فقط عن المذاهب اللي تنظبط عند المتقدمين انها مخالفة للسنة والجماعة. كمذاهب الجهمية والمعتزلة والقدرية وغيرها بل جاءت هذه الرسالة مميزة لمذهب السلف لمذهب اهل السنة والجماعة عن هذه المذاهب التي انضبطت مخالفتها بل وعن كثير من الاقوال. والمذاهب التي انتسب اصحابها الى السنة الجماعة فانك تعلم ان جمهور متكلمة الصفاتية من المنحرفين عن هدي السلف ينتسبون الى السنة جماعة فجاءت هذه الرسالة مبينة لهذا الوجه الذي جمهور الاختلاف الذي دخل على اصحاب الائمة الاربعة انما هو من جهته فانك اذا نظرت اصحاب الائمة الاربعة من المتأخرين من اصحاب ابي حنيفة واحمد والشافعي ومالك فان جمهور هؤلاء عندهم اعراض بين عن مقالات البدع المغلظة التي تحدث فيها ائمة السلف رحمهم الله كبدع الجهمية المحضة او بدع المعتزلة المحضة او بدع القدرية المحضة او ما الى ذلك لكن ترى ان مقالات متكلمة الصفاتية في مسائل اصول الدين ليس في مسائل الاسماء والصفات وحدها بل في مسائل الاسماء والصفات وغيرها. بل في مسائل الاسماء والصفات وغيرها ترى ان هذه المسائل قد دخلت على من اصحاب الائمة الاربعة وهذا الدخول اما ان يكون اتباعا محضن لهذه المذاهب وهذه طريقة متكلمة الفقهاء من الاحناف والشافعية والمالكية واما ان يكون تأثرا عاما وهذه طريقة مقتصديهم ممن تأثر بهذه المذاهب المخالفة للسنة والجماعة فكون هذه الرسالة متأخرة في الجملة هذا له وجه من الامتياز. هذا له وجه من الامتياز بهذا الاعتبار الخاصية الثالثة في هذه الرسالة ان مصنفها رحمه الله كتبها بلسان الشريعة اي تقصد في مسائلها وحروفها الفاظ الشريعة ومسائلها. ولهذا ترى انه بين رحمه الله في المناظرة انه قصد التعبير باحرف الشريعة في ذكر رسالته. وهذا بين من اصل هذه الرسالة فان هذه الرسالة لك ان تقول انها شرح للايمان الذي ذكره النبي صلى الله عليه واله وسلم في حديث جبريل المتفق عليه فانك ترى المصنف لما ذكر مقدمته وقال اما بعد فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة الى قيام الساعة اهل السنة والجماعة قال وهو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله بعد الموت والايمان بالقدر خيره وشره. فهذا الاصل الجامع للايمان هو الذي ذكره الرسول عليه الصلاة والسلام في حديث جبريل وهو مجمل ما ذكره الله سبحانه وتعالى في خاتم سورة البقرة فجاء المصنف شارحا لهذه الاحرف الشرعية وقصد في شرحها ايضا الاحرف الشرعية. فالرسالة بعيدة عن اللغة الكلامية او اللغة المنطقية كما انها بعيدة وهذا من خصائص هذه الرسالة كما انها بعيدة عن الرد فان جمهور الرسالة هو من باب لغة التقرير. لمعتقد اهل السنة والجماعة. وتعلم ان ثمة فرقا بين لغة الرد وبين لغة التقرير لمسائل الاعتقاد. وهنا انبه الى انه قد لبعض من يقرر منهج النظر في مسائل اصول الدين او يتحدث عن ذلك في كتاب او درس او كذلك في شأن طالب العلم حينما يشتغل بدراسة معتقد اهل السنة والجماعة فان كثيرا من يقع في شيء من التقصير في هذا الشأن باعتبار انه يأخذ جمهور امره هنا على لغة الرد ان المعتقد يؤخذ تقريرا اي يؤخذ جملا من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم واجماع السلف واما الرد فانه لا يتناهى فانك تعلم ان البدع والاختلاف والمعارضة والخروج عن اصول السنة والجماعة لا يمكن ان يتناهى بزمن او بجمل معينة. فهذه الرسالة هي رسالة مقررة لمعتقد اهل السنة والجماعة الرد فانه درجة ثانية يشتغل به فيما بعد. ولم يذكر المصنف لذلك اسماء الطوائف الا عند قدر الحاجة الذي يقصد به التمييز. لمقولة اهل السنة والجماعة عن غيرهم وضمن هذه او ضمن هذا الامتياز الثالث فان المصنف قصد ان تكون هذه الرسالة مقربة للنفوس فان زمنه رحمه الله قد شاع فيه مذهب متكلمة الصفاتية ومع هذا كله فان المصنف لم يذكر مذهب الاشعرية بالتصريح. وانما ابان ان طريقة السلف تختلف عن طريقة هؤلاء من المتأخرين. وان كان يشير اليهم ببعض الاسماء المجملة التي ليس فيها تخصيص لهم. ومن قصده في هذا رحمه الله ان تكون رسالته لا يقصد منها ذكر الاختيار وانما القصد الى الجمع على قول الله سبحانه وتعالى ورسوله والاجماع الذي يصرح آآ المحققون الاشاعرة بانهم يقصدون اليه هذه الامتيازات الثلاث هي من اخص ما امتازت به هذه الرسالة التي صنفها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قال في مقدمتها الحمد لله الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تكرارا به وتوحيدا. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما مزيدا اما بعد. هذه المقدمة يقع في كتب الشروح للواسطية بل ويقع في كتب الشروح بعامة. تعليق على جمل فيها. كمسائل الاعراب من جهة اللغة في مثل هذه المقدمات. الباء في قوله بسم الله الرحمن الرحيم. وتعلق الجار بالمجموعة وما الى ذلك ثم تفسير الحمد وهل هو يكون باللسان ام بالقلب ام بالجوارح؟ وما الى ذلك ولهذا ارى ان التعليق هذه المعاني كانه من الاشياء المتداولة المكررة. ولكن احب ان انبه الى ان هذا النظم الذي يقدم به الائمة في كتبهم واشرفه ما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبه. كقوله ان الحمد لله نحمده ونستعينه اخذه هو من النظم الشرعي الذي قد يقع به هداية اقوام من الكفر الى الهداية وتعلم ان ضمادا والحديث رواه ابن عباس كما في الصحيح قدم مكة وكان من عز شنوؤة فسمع دعاء من اهل مكة فيقولون ان محمدا مجنون. فقال لو اني رأيت هذا الرجل لعل الله يشفيه على يديه. قال فلقيه فقال يا محمد ان سمعت ما يقول الناس واني ارقي من هذه الريح فهل لك؟ اي فهل لك ان ارقيك او ان اداويك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الحمد لله نحمده ونستعينه وذكر عليه الصلاة والسلام بين يدي حديثه هذه الخطبة فلما قال اما بعد قال له ضماد اعد علي كلماتك هؤلاء. فاعادها النبي صلى الله عليه وسلم مرتين قال له ضماد يا محمد لقد سمعت قول الكهنة وقول السحرة وقول الشعراء فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء ولقد بلغننا البحر هات يدك ابايعك على الاسلام المقصود هنا ان مثل هذه الاحرف الشرعية المأخوذة اما اقتباسا واما نقلا من كلام الله ورسوله هي لها شأن باعتبار نظمها. فانها جمل شرعية جامعة لمسائل التوحيد ولمسائل الحق ونحو ذلك. ولهذا كان صلى الله عليه وسلم يستفتح بمثل هذه الجمل. وكذلك يقع في كتب الشروح ولا سيما المتأخرة انهم يعلقون كثيرا على مسألة البداية ببسم الله الرحمن الرحيم. فترى ان منهم من يقول ان هذا اتباع لحديث كل امر ذي بال الى اخره. ثم يأتي التعقيب بان هذا حديث لا يثبت. ثم يأتي الالتماس باوجه وهذا فيما احسب كانه من غريب الحال فان مثل هذه المسألة ينبغي ان تتجاوز. فان البداعة ببسم الله الرحمن الرحيم بضاعة مناسبة بل كأنها بذاءة فطرية. الا ترون ان القرآن بدأ ببسم الله الرحمن الرحيم؟ بل حتى ان العرب في جاهليتها كانت تبدأ بسم الله وان كانت لا تنطق بهذا التصريح الشرعي ولكنها تذكر اسم الله في بداية كتبها ومراسيلها ولهذا فمثل هذه التعليقات فيما ارى ان طالب العلم لا ينبغي له كثرة الاشتغال بها وكأنها من التحقيق. هي من الوقوف الكثير الذي لا معنى تحته ومثل هذه المسائل البينة الواضحة ينبغي تجاوز النظر فيها الى المسائل التي قدر من الاختصاص او يكون فيها قدر من اه التأمل والبحث والنظر. المصنف انه قال اما بعد فهذا اعتقاد. وهذه اللفظة اعني لفظة الاعتقاد او هذا الحرف. لا ترى انه في الاحرف الشرعية النبوية فضلا عن احرف القرآن. وترى انه درج كثير من اهل السنة والجماعة بل وغيرهم من الطوائف على تسمية ما يختص بهم من مسائل اصول الدين بالمعتقد واذا اخذت هذا الحرف او هذه الكلمة من جهة اللغة وجدت انها اشارة او دلالة على ما يقع في القلب من المعاني والعلم فان الاعتقاد محله القلب وتعلم ان الاصول الشرعية التي يقال انها اصول الدين ليس بالضرورة ان تكون مقصورة على المحال القلبية وحدها. وهذا يستدعي ان نعلق على مسألة في كتب المتأخرين من اهل الاعتقاد او ممن كتب في اصول الدين او ممن كتب في مسائل اصول الفقه ونحوها وهي تقسيم الدين الى اصول وفروع. هنا قاعدة بين يدي هذا التقسيم وهي ان جمهور التقاسيم سواء كانت في باب الاعتقاد او في باب الشريعة عن مسائل العلم الاخر كمسائل اللغة ونحوها جمهور هذه التقاسيم هي اصطلاح. فينظر اليها باعتبار الالفاظ وباعتبار المعاني. اما باعتبار الالفاظ فان الاصل في هذه المصطلحات وهذه التقاسيم انه لا مشاحة في الاصطلاح اذا اعتبرناها من جهة الفاضلة ولكن الشأن يكون باعتبار معانيها. فهل هذه الالفاظ وضعت معاني لا اقول انها مناسبة لها ولكن اقول قبل ذلك هل هذه الالفاظ والمصطلحات وضع لها معاني مناسبة للمعاني الشرعية التي بعث بها النبي عليه الصلاة والسلام ام لا وهذا له مثالات كثيرة كتقسيم الدين الى اصول وفروع وكمسألة الحقيقة والمجاز وكمسألة الاحاد والمتواتر الى نحو هذه التقاسيم. وانما ذكرت هذه التقاسيم الثلاثة لانه يقع خلط كثير بين القول في باعتبارها الفاظا او مصطلحات ويقع القول فيها باعتبار كونها من عوارض المعاني. فنقول تقسيم الدين الى اصول وفروع او القول بمسألة الحقيقة والمجاز. او القول بمسألة تقسيم السنة الى احاد ومتواتر في هذا باعتباره من عوارض الالفاظ يقال ان الاصل انه لا مشاحة من الاصطلاح ولكن النظر يكون باعتبارها من عوارض المعاني فمن قسم الدين الى اصول وفروع قيل هذا مصطلح امره يسير. قيل هذا مصطلح امره يسير. اما من جهة المعاني فان ثمة اجماعا بين المسلمين. ان الدين ليس درجة واحدة بل هم منه مسائل الكلية ومنه ما هو دون ذلك ومنه ما هو ركن ومنه ما هو واجب ومنه ما هو مستحب. فمثل هذا المعنى متفق عليه بين سائر المسلمين على اختلاف ولهذا ليس غريبا ان يعلم ان مسائل الدين ليست بمنزلة واحدة. وترى ان النبي صلى الله عليه وسلم بل وجميع الانبياء والمرسلين استعملوا هذا الامر وكذلك ان ثمة مسائل تسمى اصول الدين هذا قدر مجمع عليه فيما احسن. ولا يعلم ان احدا من مسلمين انكرهم وان كان شيخ الاسلام وطائفة تكلموا في نقض هذا التقسيم فان هذا لا يعني انهم لا يسوغون ان يسمى القول في توحيد الالوهية او القول في توحيد الاسماء والصفات او اثبات ان الله فوق سماواته مستو على عرشه لذلك لا يعني هذا ان شيخ الاسلام وغيره لا يسوغون تسمية مثل هذه المسائل بمسائل اصول الدين. بل تسميتها مسائل اصول الدين مجمع عليه بين المسلمين ولا ينازع فيه احد وانما القول الذي قاله شيخ الاسلام وطائفة في هذا التقسيم باعتباره من عوارض المعاني. فان من وله وضع له حدا اي معنى ليس مناسبا للاعتبار الشرعي. وان شئت فقل ليس مناسبا للحد الشرعي. وذلك ان اول من اشتغل بهذا التقسيم ليس ائمة السنة والجماعة بل طوائف من ائمة النظر. من المتكلمين ومن اشتغل بشأنهم من الفقهاء. ممن كتبوا في اصول الفقه او في فقه الشريعة فصاروا يقولون ان الاصول هي المسائل المعلومة بالسمع والعقل. ويقصدون بالسمع الكتاب والسنة والفروع هي المسائل التي دليلها السمع وحده فهذا حد مشهور في كتب هؤلاء. ومن الحد المشهور في كتبهم انهم يقولون ان مسائل الاصول هي المسائل العلمية ومسائل الفروع هي المسائل العملية. الى غير ذلك من الحدود. فمثل هذا الحد والثاني لا شك انها حدود باطلة. فانه لا يصح ان قال ان مسائل الاصول هي ما دل عليه السمع والعقل. وان الفروع هي ما دل عليه السمع وحده. فان ثمة مسائل في اصول الدين لم تعلم الا بالسمع وحده