الذي هو العمل الصالح وكفى بالله شهيدا كفى بالله شهيدا على ما ذكر. فالله جل وعلا هو الذي شهد بان ما بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم هو الهدى المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب شيخ الاسلام ابن تيمية فرحمه الله شرح العقيدة الواسطية الدرس الاول. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي ارسله بالهدى ودينه من حقه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبد صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما مزيدا. اما بعد فهذا خطاب الفرقة ناجية منصورة لله على الساعة السنة والجماعة والايمان بالقهر خيره وشره بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا الله ورسوله وصفيه وخليله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد فاسأل الله جل وعلا لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح وان ينور بصائرنا بالعلم والهدى وان يقيم اعمالنا بدين الحق الذي ارسل به رسوله صلى الله عليه وسلم هذا واما هذا الدرس الذي اسأل الله جل وعلا هل يتممه الا وهو شرح هذه العقيدة الواسطية التي الفها شيخ الاسلام والمسلمين عالم الدين وسطي الدين ابو العباس احمد ابن عبد الحليم ابن عبد السلام ابن تيمية الحراني ثم الدمشقي الامام المعروف المولود المتوفى سنة ثمان وعشرين وسبعمئة رحمه الله تعالى واجل له المثوبة كتبها كتب هذه العقيدة الى اهل واسط يبين لهم فيها اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة. اهل السنة والجماعة من سلف هذه الامة ومن تبعهم على هذا الاعتقاد الى وقته رحمه الله تعالى. وهذه الرسالة على وجادتها واختصارها قد اعتنى بها العلماء بعد شيخ الاسلام رحمه الله لانها قد شملت من اصول عقائد اهل السنة والجماعة على الخلاصة الوافية فقد ذكر فيها رحمه الله كل اصول الاعتقاد ذكر فيها شرح اركان الايمان الستة وذكر فيها ما يجب لله جل وعلا من صفات الكمال وما يوصف الله جل وعلا به. والاصل في ذلك ومخالفة المبتدعين والضالين. في باب الاسماء والصفات وذكر ما يتصل بذلك من الايمان بالامور الغيبية والايمان بالكتب والرسل خيره وشره وبين ان من اصول اهل السنة والجماعة اخطأ الاحكام المتعلقة بالامامة العظمى وكذلك بما يجب لولاة الامر من حق السمع والطاعة مخالفة للخوارج واشباههم ممن خالفوا اهل السنة والجماعة في ذلك. وذكر اعتقاد السلف الصالح في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وان ذلك من الواجبات الشرعية الاعتقادية. لان فيه مخالفة لاهل البدع من الروافض ومن شابههم الذين لا تتولون جميع اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذكر احكام الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وذكر احكام او اصول الاخلاق عند اهل السنة والجماعة وبهذا الذي ذكره في هذه الرسالة العظيمة المختصرة يتبين ان اعتقاد اهل السنة والجماعة يشمل ثلاثة اصول. الاول العقيدة العامة في بالله جل وعلا وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره ثم مسائل الامامة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا هو الثاني الامامة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والكلام فيما يتصل بذلك من كلامك الصحابة رضوان الله عليهم. ثم الثالث الاصل الثالث من اصول الاعتقاد عند اهل السنة والجماعة الكلام فيه اخلاق اهل السنة والجماعة وهذه هي الامور الثلاثة التي افصل فيها شيخ الاسلام رحمه الله في هذه الرسالة العظيمة وهذه الرسالة وجيزة الفاظها لكن هي مدرسة للعلم اعتقاد اهل السنة والجماعة وبمنهج اهل السنة والجماعة. وذلك الاعتقاد تفصيله في كتب شيخ الاسلام رحمه الله تعالى كتب شيخ الاسلام رحمه الله يعد شرحا لهذه العقيدة الواسطية فاحسن شرح لهذه العقيدة ما نثره شيخ الاسلام رحمه الله في كتبه وفصله وبينه من وصول هذا الاعتقاد. وكذلك تلميذه العلامة ابن ابن القيم رحمه الله تعالى اذ لا احسن في فهم كلام شيخ الاسلام من شرحه هو نفسه في مصنفاته الاخرى وكذلك بفهم تلميذه ابن القيم رحمه الله جل وعلا هذه الرسالة لها شروط كثيرة وما هو معلوم هذه العقيدة المباركة لها شروح كثيرة. ومن اعظمها نفعا و ادقها لفظا الشرح المسمى بالتنبيهات السنية على العقيدة الواسطية للشيخ العلامة عبد العزيز ابن رشيد رحمه الله تعالى فان هذا الشرح من انفس شروح هذه العقيدة الواسطية فقد بين من مسائل هذه العقيدة ومن الفاظها ما يكفي طالب العلم بهذا الباب اعني باب الاعتقاد. لانه ذكر فيها من العلم الواسع الغزير ما لو اصطفى به طالب علم ببيان عقيدة اهل السنة والجماعة لكفاه. ولهذا احب من اراد شرحا لهذه العقيدة على هذا الكتاب الا وهو التنبيهات الثنية على العقيدة الواسطية الشيخ ابن رشيد رحمه والله تعالى من المقدمات المهمة قبل الشروع بشرح لهذه العقيدة. ان نبين ان هذه العقيدة المباركة وكذلك سائر كتب شيخ الاسلام ابن تيمية بين فيها عقيدة السلف وفصل فيها ما ذكره السلف في كتبهم من الاعتقاد وكتب شيخ الاسلام تتميز على كتب السلف يعني من كتب اصحاب الامام احمد و من تبعهم ومن تلاهم زمنا تتميز هذه العقيدة هو سائر كتب شيخ الاسلام ابن تيمية. هل تلكم الكتب الكثيرة في الاعتقاد؟ بمزايا منها ان شيخ الاسلام رحمه الله قد فهم ما قاله الائمة من قبل فصاغه بصياغة تجمع اقوالهم بادلتهم وببيان معانيها فهو خير من فهم كلام الائمة من قبل ومن مزاياه اهل المزايا كلام شيخ الاسلام في الاعتقاد انه رحمه الله تعالى قد بلغ في فهم نصوص الكتاب والسنة المبلغة والدرجة التي شهد له بها اهل عصره ومن تلاهم ومن المعلوم ان ادلة الاعتقاد هي نصوص الكتاب والسنة. ثم هو مع هذا اطلع على كلام الصحابة وكلام التابعين ومن تبعهم في تفسير معاني نصوص الكتاب والسنة. ولهذا كلام شيخ الاسلام في بيان معاني الكتاب والسنة دعاء احسن كلام للعلماء المتأخرين يعني بعد الائمة المشهورين ومن مزايا كلام شيخ الاسلام وهذه العقيدة ايضا ان شيخ الاسلام استحضر حين كتابتها استحضر اقوال اهل البدع والمخالفين وحججهم فهو يذكر ما يذكر من الاحتجاجات مستحظرا تلك الاقوال وتلك الاعتراضات من اهل البدع او تلكم الاقوال المنحرفة من اهل البدع على اختلاف انواع ومعلوم ان حال الكاتب او المؤلف الذي يؤلف وهو على هذه الدرجة العظيمة من الاستحضار ان كلامه يكون منبئا عن ما يكون فصلا في هذه المسائل ومن مميزات هذه العقيدة وكذلك سائر كتب شيخ الاسلام رحمه الله ان شيخ الاسلام اوضح فيها كثيرا من المجملات التي ربما كانت في كلام السلف. فقد تجد في كلام المتقدمين من اهل القرون المفضلة كلاما في الاعتقاد ربما ادمن في مواضع وفصل في مواضع وشيخ الاسلام يستحضر هذا ويذكر الكلام المجمل والمفصل كل في مكانه ويوضح ذلك بحيث ان من فهم شيخ الاسلام وفهم كتب شيخ الاسلام رحمه الله ثم بعد فهمه لذلك وبراءته فيه. رجع الى كتب السلف فانه يفهمها فهما مصيبا فهما على ما ينبغي واما من ترك التفقه في كتب شيخ الاسلام رحمه الله فربما زل في فهمه لبعض كلام السلف وكلام لان بعضهم ربما وقع في كلامه اجمال او وقع في كلامه رعاية لحال السائل او نحو ذلك من الاسباب التي لا يمكن المجيب معها ان يفصل التفصيل المطلوب. لهذا نقول ان العناية بهذه العقيدة مما حث عليه العلماء قديما وحديثا فلا غرو ان اوصي اخواني وفقهم الله تعالى للخير بهذه العقيدة وبفهم الفاظها ومعاني الالفاظ ومعاني ما فيها من الادلة والاستبداد والحجج لان فيها خيرا عظيما. قال رحمه الله تعالى في فاتحة هذا هذه العقيدة المباركة الحمد لله الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق. ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا. ابتدأ رحمه الله هذا الكتاب وهذه الرسالة بالثناء على الله لانه هو المستحق لجميع انواع المحامي لان كلمة الحمد كما سبق انا وضعت في غير هذا الدرس هي مكونة من الالف واللام التي تدل على الاستغراق الجنس او الاجناس وكلمة حم يكون معنى الحمد معنى جميع اجلاس المحامد هي لله جل وعلا استحقاقا فقوله هنا الحمد لله افادنا ان كل انواع المحامد لله جل وعلا. وقد ذكرت لك فيما مضى ان انواع المحامد لله جل وعلا كثيرا تجتمع في خمسة وهي حمده جل وعلا على تفرده بالربوبية دون مشارك له فيها. واثار الربوبية في خلقه اجمعين. حمده جل وعلا على كونه ذا الالوهية على خلقه اجمعين. وانه المستحق للعبادة وحده دون ما سواه. حمده جل وعلا على ما له من الاسماء الحسنى والصفات العلا حمده جل وعلا على شرعه على شرعه وامره هو دينه حمده جل وعلا على قضائه وقدره وما اجرى في كونه. وهذه هي انواع المحامد او جماع المحامد وقد مرت بك مفصلة في شرح باول شرح زاد المستقنع في الاسبوع الماضي وقوله هنا لله اللام هنا الاستحقاق فاذا كان ما قبل اللام من المعاني لا من الاعيان فانها تفيد الاستحقاق وقد يكون مع الاستحقاق الملك. والله جل وعلا له جميع انواع المحامد استحقاقا يستحقها وهو جل وعلا مالك لها فله جميع المحامد ملكا واستحقاقا ملكا له واستحقاقا له جل وعلا وقوله هنا الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق هذا اقتباس من اية في اخر سورة الفتح وهي قوله تعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا. والهدى وهو العلم النافع مما جاء في الكتاب والسنة الله جل وعلا ارسل رسوله بالهدى وهو العلم النافع سواء في ذلك ما كان من باب الاخبار وهي ابواب الاعتقاد او من باب الامر والنهي وهذا كله العلم النافع الذي يورث الهدى. وهو فهدى في نفسه يعني مرشدا ودالا على الطريق التي هي اقوم وكذلك يورث الهدى الكامل في الدنيا وفي الاخرة واما دين الحق فقد فسرها السلف بانه العمل الصالح الاعمال النافعة الاعمال الصالحة للمؤمن في نفسه وللناس بانفسهم وكما يقال للمجتمعات وللامم باجمعها. الله جل وعلا ارسل رسوله بالهدى يعني بالعلم النافع ووافدين الحق وهو دين الحق وشهادة الله جل وعلا فوق كل شهادة اذ لا اعلم من الله ولا شاهدة يكتفى به الا الله جل وعلا بهذه المسائل العظيمة او ما اوحى به الى رسوله صلى الله عليه وسلم. فمن اتته شهادة الله جل على كفى بها شهادة اذا كان كذلك فمن المتقرب ان نصوص الكتاب والسنة التي وصفت في هذه الاية بانها الهدى قد اشتملت على انواع الاخبار التي هي في الامور الغيبية عن الله جل وعلا وعن اسمائه وصفاته وعما يكون في يوم المعاد من الامور الغيبية. واذا كانت هذه النصوص في هذه الامور الخبرية وكذلك ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الامور قد وصفها الذي يكتفى بشهادته بانها هدى فيعلم منه ان من لم يرضى بكون هذه النصوص وما دلت عليه الهدى الكامل والشفاء الكامل فانه يتضمن ذلك انه لم يكتفي بشهادة الله جل وعلا وهذا هو ما صنعه الذين سلكوا مسلك البدع من من انواع الفرق كالخوارج والمرجئة والقدرية والمعتزلة والجهمية اول ما تريدية فان كل فرقة من هذه الفرق لم ترتضي نصوص الكتاب والسنة ولم تجعلها كافية بل اعملت ذلك اما بعقولها او بعطيدة الضالة فمن اخذ بما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وهي القاعدة العظيمة في الاعتقاد باننا لا نتجاوز في الاعتقاد القرآن حديث كما قال الامام احمد بهذا الاصل قال نمرها كما جاءت اي في نصوص الصفات لا نتجاوز القرآن والحديث يعني لا نتأول كما تأول المتأولة ولا نعطل كما عطل المعطلة ولا نشبه او نمثل كما مثل المجسمة او مثل الممثلة وانما لا تجاوز القرآن والحديث وذلك لان اهل السنة قد اكتفوا بشهادة الله جل وعلا في هذه الاية بان ما ارسل به رسوله صلى الله عليه وسلم هو الهدى و هو دين الحق فقبلوه ولم يتجاوزوا القرآن والحديث. قال بعد ذلك واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اقرارا به وتوحيدا. وهذه تحتاج الى شيء من التفصيل. وذلك ان قوله هنا واشهد هذه الشهادة معناها الاعتراف والاقرار الذي يتبعه اعلام واخبار لان الشهادة تشمل اعتقاد القلب واخبار اللسان. فمن اعتقد بقلبه دون ان يتكلم بلسانه لم يعد شاهدا. ومن تكلم بلسانه فحال المنافقين ولم يعتقد بقلبه لم يكن شاهدا بما دلت عليه كلمة التوحيد اذا الشهادة لقوله واشهد يعني اعتقد واعترف واقر بالله بانه هو المستحق للعبادة وحده دون ما سواه واخبر واعلم بذلك بان الله جل وعلا هو المستحق للعبادة دون ما سواه وهذا هو الذي الذي فسر به قوله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط شهد الله لاعلم واخبر والملائكة شهدوا بذلك اعلم واخبروا بذلك واعتقدوا ذلك واولوا العلم من خلق شهدوا ذلك بمرتبتين مرتبة الاعتقاد ومرتبة القول قال واشهد ان لا اله الا الله واشهد ان لا اله الا الله وانها هنا هي التفسيرية وضابطها انها هي التي تأتي بعد كلمة فيها معنى القول دون حروف القول فاشهد ونادى واوحى وقضى وامر ووصى ونحو ذلك فان اذا اتت بعد هذه الالفاظ او نحوها مما فيه معنى القول دون حروف القول هي التفسيرية لان ما بعدها يفسر ما قبلها كالتي جاءت في قول الله جل وعلا ونادى اصحاب الجنة اصحاب النار ان قد وجدنا ما وعدنا ربنا حق الاية لا اله الا الله واشهد ان لا اله الا الله. وهذه الكلمة هي كلمة التوحيد ولها ركنان النفي والاثبات نفي المستغاث من قوله لا اله والاثبات المستفاد من قوله الا الله التي لفي استحقاق العبادة عن كل استحقاق العبادة عن كل احد واثبات استحقاق العبادة لله جل وعلا. فركنا هذه الكلمة النفي والاثبات فمن نفى ولم يثبت لم يكن قد اتى بهذه الشهادة بهذه الكلمة على صحتي على صحتها اذا اتى بركن ولم يأتي بالثاني وكذلك من اثبت ولم ينفي فانه لم يأت بما دلت عليه هذه الشهادة. فلابد ان يجتمع في حق الشاهد انه ينفي استحقاق العبادة احد سوى الله عن احد ويثبت لاستحقاق العبادة لله جل وعلا وحده دون ما سواه. والمشركون كانوا يهتفون ولا ينقون. يقولون ان الله جل جلاله مستحق للعبادة فهو مستحق لان يعبد. لكنهم لا ينقون. ولهذا لما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم قولوا كلمة تحاز لما قالها لعبد المطلب قل كلمة احاج اه قالها لابي طالب قال قل كلمة احاج لك بها عند الله. فابى ان يقول وقال للمشركين ذلك فقالوا قولوا عشر كلمات فلما قال لهم لا قولوا لا اله الا الله ابوا ذلك لانهم يعلمون انه لا يصلح الاقرار بهذه الكلمة الا بالجمع بين النفي والاثبات. وهم انما يثبتون لله جل وعلا انه معبود انه يعبد لكن ينقل كونه جل وعلا احد. احدا باستحقاقه العبادة. قال سبحانه اذا قيل لهم يرحمك الله لا اله الا الله يستكبرون. ويقولون ائما لتارك الهتنا لشاعر مجنون. وقال جل وعلا في سورة صاد مخبرا عن قولهم اجعل الالهة الها واحدا. وهذا هو الذي صنعه المشركون بما بعدهم من مشركي هذه الامة فانهم اتوا بركن من اركان من ركني كلمة التوحيد الا وهو الاثبات فقالوا ان الله جل جلاله مستحق للعبادة. لكن قالوا يمكن ان يكون معه من يستحق شيئا من انواع العبادة لكن لا على وجه الاصالة ولكن على وجه الواسطة. وهذا من الامور المهمة التي ينبغي العناية بها وهي ان كلمة التوحيد لها ركنان ركن النفي وركن الاثبات اما معناها فان الاله بقوله لا اله فهو المعبود عن محبة هو تعظيم لان مادة في اللغة التي جاءت والتي جاء بها القرآن معناها العباد عبدا ذهب بمعنى عبدة مع المحبة والتعظيم والالوهة هي العبادة مع المحبة والتعظيم. الاله هو المعبود مع المحبة والتعظيم ويدل له من قول العرب قول الشاعر في رجبه المشهور لله در الغانيات المدهي سبحن واسترجعن من تأله يعني من عبادته و عليه قراءة ابن عباس باية الاعراف في قوله تعالى ويا درك والهك يعني وعبادتك. فاذا معنى الاله والالوهة في كلام العرب العباد معنى الالهة والعبادة في كلام العرب هي العبادة مع معنى الالهة والالوهة لكلام العرب يعني العبادة مع المحبة والتعظيم وهذا ينبئ ويثبت ان قول الاشاعرة والماتريدية والمتكلمين في معنى الاله انه قول باطل حيث انهم قالوا ان معنى الاله هو القادر على الاختراع. الايلاء عند لمين ومن حدى نحوهم حذا حذوهم ونحى نحوهم من الاشاعرة والماتريدية ونحوهم يقولون الاله هو القادر على الاختراع هذا هو معنى الرب. اما الاله فليس فيه معنى الخلق. ولا القدرة على الخلق ولا القدرة على الاختراع وانما فيهما العبادة ويقول اخرون من الاشاعرة والماتريدية ونحوهم الا الاله هو المستغني اما سواه المبتقر اليه ما عداه كما قالها السنوسي في عقيدته المشهورة التي يسميها اصحابها ام البراهين يقول فيها ما نصه يقول فالاله هو المستغني عما سواه المفتقر اليه كل ما عداه فمعنى لا اله الا الله هذا من تتمة كلامه. فمعنى لا اله الا الله لا مستغنيا عما سواه ولا مفتقرا اليه كل ما عداه الا الله. ففسر الالوهية في الربوبية. وهذا من مناهج المتكلمين ومن عقيدة اهل الكلام. اي انهم يفسرون الاله في الرب. يفسرون الالوهية بالربوبية. وعلى هذا عندهم من اتخذ مع الله جل وعلا الها اخر يعبده يرجوه يخافه يدعوه يستغيث به ينظر له يذبح له فانه لا يكفر بذلك عندهم لانه لم يخالف ما دلت عليه كلمة التوحيد اذا كان معتقدا عندهم بان الله جل وعلا هو المتفرد وحده القدرة على الاختراق وبالاستغناء عما سواه وبافتخار كل شيء اليه جل وعلا. فاذا معنى لا اله ليس الربوبية وانما معناها لا معبود والخبر لا النافية للجنس محذور والعرب تحذف خبر لان في الجنس اذا كان المراد مع حذفه ظاهرا. واضحا لا اشكال فيه وهذا على ما قال ابن مالك رحمه الله في الالفية يقول وشاع في ذا الباب يعني باب لا النافية للجنس وشاعت اذا الباب اسقاط الخبر اذا المراد مع سقوطه ظهر. وهنا في قوله لا اله الا الله ما خبر لا لم يؤذن لم يذكر لانه معروف. لان المعركة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين من بعث اليهم. كانت معروفة انها لم تكن في اثبات في نفي الهة موجودة وانما كانت في نفي استحقاق شيء من هذه الالهة للعباد ولهذا اهل العلم الخبر المحلوف بانه كلمة حق. لا اله حق الا الله او لا معبود بحق الا الله وتوحيد الربوبية راجع الى فعل الله جل وعلا والثالث توحيد الاسماء والصفات. ومعناه اعتقاد ان الله جل وعلا هو المتوحد في استحقاقه ليه ما بلغ في الحسن نهايته من الاسماء ومعنى ذلك ان كل معبود سوى الله جل وعلا فانه معبود بغير الحق معبود بالباطل بالباطل الظلم بالعدوان ليس بحق. وانما المعبود بحق هو الله جل وعلا ثم قال الا الله والا هذه اما ان تكون اداة حصر واما ان تكون اداة استثناء ملغاة ولفظ الجلالة بعدها بدل من لها اسمها لانه في محل عرفة بالابتداء تحقيق لا اله الا الله بالا يعبد الا الله. فمن قال لا اله الا الله وشهد بها يحققها اذا لم يعبد الا الله جل وعلا. لم يتوجه بشيء الا الى الله في شيء من انواع العبادة الا الى الله جل وعلا. لهذا نقول تحقيق الشهادتين. تحقيق الشهادتين يكون بتحقيق لا اله الا الله محمد رسول الله. وتحقيق الاولى بالا تعبد الا الله جل وعلا وتحقيق الثانية بان لا يعبد الله الا بما شرع رسوله صلى الله عليه وسلم قال هنا وحده لا شريك له وهذا من التأكيد بعد التأكيد قال الحافظ ابن حجر لفتح الباري على قوله وحده لا شريك له قال تأكيد تأكيد بعد تأكيد لبيان مقام التوحيد وان الله جل وعلا في استحقاقه العبادة وحده لا شريك له في ذلك. قال هنا لا شريك له. وانواع ادعاء الشريف كثيرة ومجملها ان دعي له الشريف جل وعلا في ربوبيته وان ثم ظهير معه يفرق معه الامر. وادعي ان معه شرك في استحقاق العبادة. وادعي ان معه شريف في اسمائه وصفاته على وجه الكمال وادعي ان معه شريك في الامر والنهي في التشريع وادعي ان معه شريك في الحكمة التي قضاها في كونه كما يقول الفلاسفة ونحوهم. اذا انواع الاشتراك التي ان ثم من يشارك الله جل وعلا فيها كثيرة. وهذه الخمسة هي جماعها لا شريك له. قال بعدها اقرارا به هو توحيده الاقرار وهو الاذعان وتسليم والاعتقاد بذلك اقرارا به يعني بانه وحده لا شريك له وتوحيدا التوحيد مصدر وحد يوحد وقد جاء استعمالها في السنة فقد جاء في بعض طرق حديث ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم لما ارسل معاذا الى اليمن قال انك تأتي قوما اهل فليكن اول ما تدعوهم اليه الى ان يوحدوا الله رواه البخاري في صحيحه وغيره الى ان يوحدوا الله. فكلمة التوحيد لا اله الا الله محمد رسول الله. قال النبي صلى الله عليه وسلم الى ان يوحدوا الله. فمن دعا الى توحيد الله معنى ذلك انه يدعو الى تحقيق الشهادتين. وكذلك ما ثبت في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم لما حل بالحج قال الراوي اهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوحيد. كان اهل الشرك يهلون بكذا وكذا واهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوحيد. فاذا كلمة التوحيد موجودة في السنة ومستعملة ودين الاسلام هو دين التوحيد والتوحيد اربعة انواع توحيد الله ثلاثة انواع وهي توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات. قسمها العلماء الى هذه القسمة الثلاثية دليلهم فيها استقراء نصوص الكتاب والسنة. ويكثر ذلك بكلام بن جرير الطبري رحمه الله في التشهير. وكلام ابن عبد البر رحمه الله في كتبه ثم شاعت في كلام العلماء واشهرها كثيرا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فتوحيد الله ثلاثة اقسام. توحيد الربوبية وهو توحيد الله جل وعلا بافعاله. من اعتقاد ان الله جل وعلا واحد في افعاله واحد في خلقه لا شريك له واحد في جميع معاني الربوبية. فهو جل وعلا المتفرد بالخلق وبالرزق وبالاحياء والاماته وبتدبير الامر وبتصريف هذا الملكوت وبانه الذي يجير ولا يجار عليه وانه الذي ينزل الغيث انه الذي يحيي ويميت ويقبض ويبسط ونحو ذلك من معاني الربوبية. والثاني توحيد الالوهية وهو توحيد الله بافعال العباد فتوحيد الربوبية توحيد الربوبية توحيد الله بافعاله هو وهذا يقر به اهل الشرك. فانهم يوحدون الله في افعاله كما قال تعالى ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله. وقال تعالى قل من يرزقكم من السماء والارض ومن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله ونحو ذلك فهم مقرون توحيد الله بافعاله يعني غالب العرب او باكثر افعال الله واما توحيد الالوهية فهو توحيد العبادة. توحيد الله بافعال العباد فاذا توحيد الالوهية راجع الى فعل العبد ولي ما بلغ غاية الكمال من النعوت والصفات. الله جل وعلا لا يماثله احد. باسمائه وصفاته. كما قال ليس كمثله شيء وهو السميع البصير هذه ثلاثة الوان هي انواع من توحيد الله جل وعلا. النوع الرابع توحيد دلت عليه شهادة ان محمدا رسول الله وهو الا يعبد الله الا بما شرع. ويسمى عند طائفة من اهل العلم توحيد المتابعة يعني ان يكون المرء متابعا للنبي صلى الله عليه وسلم وحده فلا احد يستحق المتابعة على وجه الكمال الا النبي صلى الله عليه وسلم كما قال ابن القيم في نونيته فلواحد كن واحدا في واحد اعني سبيل الحق والايمان اهذا التعبير توحيد المتابعة؟ استعمله ابن القيم واستعمله شارح الطحاوية واستعمل جماعة من اهل العلم بعض اهل العلم يقسم التوحيد الى قسمين يقول التوحيد قسمان توحيد قول اعتقادي وتوحيد فعلي ذراع وقولهم توحيد قول اعتقادي هذا يشمل توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات لان توحيد الربوبية قولي واعتقادي توحيد الاسماء والصفات قولي واعتقادي. وقولهم القسم الثاني التوحيد فعلي ارادي هذا يعنون به ما يتعلق بفعل المكلف وهو على قسمين اعني فعل المكلف افعال القلوب وافعال الجواز وهذه يجب توحيد الله جل وعلا فيها افعال القلوب وافعال الجوارح افعال القلوب مثل خوف الرجاء والمحبة والرغبة الرهبة ونحو ذلك افعال الجوارح مثل الدعاء والاستغاثة والذبح والنذر ونحو ذلك قال بعد ها هنا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم تسليما مزيدا واشهد يعني اعتقد واخبر واعلن ان محمدا محمد بن عبد الله القرشي انه عبد الله ليس الها وليس ملكا وانما هو عبد من عبيد الله شرفه الله جل وعلا بالرسالة. عبد الله ورسوله فلا يدعى فيه. اكثر من انه رسول من الله جل وعلا وكفى بها مرتبة وكفى بها منزلة هذه الشهادة تقتضي للاعتقاد انه رسول الله تجد طاعته فيما امر. وان يصدق فيما اخبر وان يجتنب ما عنه نهى وزجر. والا الله الا بما شرى والمشهور ان هذا معنى الشهادة بان محمدا رسول الله وهذا من مقتضياتها ومعناها الذي تقتضيه. اما معناه الاول فهو اعتقاد واعلام واخبار بان محمدا عبد من عبيد الله ورسول من المرسلين الذين ارسلهم الله جل وعلا. هنا في قوله رسوله تمليه وان لفظ الرسول يختلف عن لفظ النبي وايظا معنى الرسول يختلف عن معنى النبي الرسول من الارسال. وهو الباب. واما النفي فهو من النبوة وهي رفعة المنزلة هذا من حيث اللغة في بعض القراءات السبعية المتواترة النبيء والنبوءة عن النبي يا ايها النبيء ويكون منها النبوءة وهي من الانباء. وهو الاعلام بالوعي واما بالمعنى في الاصطلاح فهناك فرق بينهما والفرق ان النبي هو من اوحي اليه بشرع لم يؤمر بتبليغه او امر بتبليغه الى قوم موافقين واما الرسول فهو من اوحي اليه بكتاب او بشرط وامر بتبليغه الى قوم مخالفين وعلى هذا يصح الكلية التي يعبر بها العلماء وهي ان كل نبيا رسول وليس كل رسول نبي قال هنا صلى الله عليه هذا سؤال ان يثني الله على نبيه محمد اذ الصلاة من الله جل وعلا فلا كما اوضحت ذلك مفصلا في اول شرح زاد. قالوا على اله وسلم تسليما مزيدا. وذلك امتثالا لقول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. وبينت هناك احكام الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لمناسبتها درس الفقه ثم قال اما بعد فهذا عقاب. الفرقة الناجية اما بعد هذه الكلمة يؤتى بها الانتقال قد استعملها النبي صلى الله عليه وسلم في خطبه استعملها الصحابة وقد قيل انها اصله انها اصل الخطاب الذي اوتيه داوود بقوله جل وعلا واتيناه الحكمة وحسن الخطاب. لكن هذا ليس صحيح قال هنا فهذا اشارة الى ما سيأتي بهذه العقيدة. لهذا اعتقاد ان هذا الذي ستراه في هذه الورقات اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة والاعتقاد ما يعقد عليه القلب او ما يعقد القلب عليه من الامور التي يعتقد واصلها من العلم الجاد لان الاعتقاد فيه جزم على العلم. فاذا علمت شيئا وجدمت به صرت معتقدا له. وخص هذا الاسم الاعتقاد بشرح اركان الاسلام اركان الايمان الستة الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله الامام باليوم الاخر وبالقدر خيره وشره من الله تعالى وما اضيف الى ذلك من المسائل التي تميز بها اهل الاعتقاد الحق باسماء الله وصفاته وفي اركان الايمان الستة ما تميز بها اهل السنة والجماعة عن ما سواهم من المبتدعة والزائغين من اهل الكرم المختلفة الكلام كما ذكرت لكم في مسائل الامامة والصحابة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والاخلاق ونحو ذلك قال فهذا اعتقاد الفرقة الناجية الفرقة هي الطاعة بين الناس او الطائفة من اي شيء وقال فرقة من الطير كما جاء في الحديث الصحيح ان البقرة وال عمران يأتيان يوم القيامة تظللان صاحبهما كانهما غيايتان او قال غيابتان او غمامتان او فرقان فرقان من طير طواف. يعني طائفتان صلاح هذا كما قال جل وعلا متى نقول فرق كالطوب العظيم فقال فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين. فاذا الفرقة الطائفة كالصيد العون الطوب الجبل فكان كل فرق كالصوت العظيم يعني انفلق البحر فكان هذا كالجبل العظيم وهذا كالجبل العظيم وما بينهما يابس لموسى عليه السلام الفقهاء الناجية سميت فرقة لاجل انها طائفة. لانها مقابلة بالفرق الاخرى ولم يرد فيما اعلم هذا النص الفرقة الناجية للحديث لكن العلماء اخذوه مما جاء في حديث معاوية وغيره في حديث الاختراق المشهور ان النبي عليه الصلاة والسلام قال الا والا اليهود احترقت على احدى وسبعين فرقة وان النصارى احترقت على اثنتين وسبعين فرقة وان هذه الامة ستفترض على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة وهي الجماعة. هذا لفظ ابي داوود في سننه من هذا الحديث ان هذه الفرقة التي هي الجماعة هي الفرقة الناجية وغيرها من الفرق فرق حالية ولهذا قال اهل العلم في وصف من اعتقد الاعتقاد الحق وكان مع الجماعة انه من الفرقة ووصفها بانها ناجية يعني ناجية من النار وهي ناجية في الدنيا من عقاب الله جل وعلا ومن انواع عقوباته وسخطه وناجية في الاخرة من النار. لقوله عليه الصلاة والسلام كلها في النار الا واحدة. وهي الجماعة فكل متوهدة بالهلاك واما هذه الفرقة فهي الناجية فاذا النادية الاكثر انه من صفات الاخرة يعني ناجية في الاخرة. واما صفتها في الدنيا فهي انها منصورة كما قال شيخ الاسلام ها هنا ناعسا هذه الفرقة بناء فين انها ناجية ومنصورة اما بعد فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة. فاهل السنة والجماعة هم الفرقة. الناجية وهم المنصورة والفرقة الناجية والطائفة المنصورة بمعنى واحد. ولكن وصفها بانها نادية باعتبار الاخرة. وفي ذلك ايضا نجاة في الدنيا ووصفها بانها منصورة باعتبار الدنيا. وهذا باجل ما جاء في الاحاديث كثيرة النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال قاعدة من امتي ظاهرين على الحق. لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم. حتى يأتي امر الله. وهم على ذلك فهي طائفة منصورة هم ظاهرون ومنصورون ينصرهم الله جل وعلا على من هداهم اما بالحجة واما بالسنان اما باللسان نصر بيان ولسان واما نشر فلان اذا كان ثم جهاد قائم واما نصر حجة وبيان وهذا لا يخلو منه اهل السنة والجبهة وقد قال الامام احمد غيره في تحديد من هي الفرقة الناجية المنصورة؟ قال الامام احمد ان لم يكونوا اهل الحديث فلا اي منهج وذلك لان اهل الحديث في زمن الامام احمد كانوا هم القائمين بنصرة الدين والمنافقة عن الاعتقاد الصحيح والرد على المخالفين من اهل البدع الذين ادخلوا في الاسلام ما ليس منه. الذين راموا تحريف الكلم عن مواضعه. وقال البخاري رحمه الله هم اهل العلم واليه مال الترمذي في في جامعه وغيره فالفرقة الناجية الموصولة هي هم اهل اهل الحديث كما عليه اخوات اكثر اهل العلم وهم اهل العلم وهم الذين اعتقدوا الاعتقاد الحق. من اعتقد الاعتقاد الحق هو نادم بوعد الله جل وعلا له ووعد الرسول صلى الله عليه وسلم له في الاخرة وهو منصور في الدنيا ومنصور في الاخرة كما قال تعالى انا لننصر رسلنا والذين امنوا بالحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد. فهم منصورون في الدنيا في الاخرة. اذا نعم هذا النعش الذي عبر به شيخ الاسلام رحمه الله ينذر اهم كان كالاجماع عند اهل السنة والجماعة وعند اهل الحديث وعند ائمة الاسلام ان الفرقة الناجية والطائفة المنصورة كلها تدل على طائفة واحدة وعلى فرقة واحدة وهم الذين اعتقدوا باعتقاد الحق وساروا على نهج السلف الصالح رضوان الله عليهم وقد عقد لشيخ الاسلام مجلس محاكم على هذه العقيدة لما الفها وقيل له انك تقول في هذا الاعتقاد فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة الى قيام الساعة فهل معنى ذلك انك تقول ان من لم يعتقد هذا الاعتقاد فليس بناج من النار فقال رحمه الله مجيبا في المجلس الذي حوكم فيه من قبل القضاة ومشايخ زمنه وولاة الامر في زمنه لم اقل هذا ولم يقتضه كلامه. او قال لا يقتضيه كلام. فانما قلت فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المرفوعة. فمن اعتقد هذا الاعتقاد كان موعودا بالنجاة. ومن لم يعتقد هذا الاعتقاد لم يكن موعودا بالنجاة وكان متوهدا بالعذاب. وقد ينجو باسباب منها صدق المقام في الاسلام كثرة الحسنات الماحية بالجهاد لنصرة الاسلام وذلك عند من؟ عنده نوع مخالفة لهذا الاعتقاد في كما هو عند طائفة من اهل العلم فانهم قد يكون عندهم كما قال شيخ الاسلام من الحسنات الماحية ومن صدق في نصرة الاسلام ما يكفر الله جل وعلا به عنه المعصية والكبيرة التي عملوها وهي بسوء الاعتقاد الذي اعتقدوه ولم يعتقدوا ما كان عليه اهل السنة والجماعة. قال هنا المنصورة الى قيام الساعة والمراد بها صيام ساعتهم يعني ساعة المؤمنين ساعة الطائفة المنصورة وقيام ساعة المؤمنين وساعة الطائفة المنشورة يكون قبل طلوع الشمس من مغربها بزمن بزمن قليل عند كثير من اهل العلم وذلك كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في ما صح عنه في الحديث انه يبعث الله جل وعلا قبل قيام الساعة ريحا فاقبضوا ارواح المؤمنين فلا يبقى مؤمن الا قبضته روحه او نكتفي بهذا القدر من الشرع اسأل الله جل وعلا ان ينفعني واياكم بما سمعنا وان يبصرنا بما يجب وما ينبغي ان يلزمنا الهدى والتقى والعفاف. انه ولي ذلك واكرم مسؤول. وفي هذا سوف تأتي ان شاء الله تعالى الصلة وتدقيقات والصفات وفي مسائل الاعتقاد بما يكون ان شاء الله تعالى جامعا للشروح لهذه العقيدة وشافيا في بيان معتقد اهل السنة والجماعة على المخالفين فيما خالفوا به اهل السنة والجماعة. وصلى الله وسلم على نبينا محمد