قالوا ان الله نفى رؤيته ولن في لسان العرب تقتضي تأبيد النفي وهذا محله النظر في كلام العرب. واذا اعتبرت كلام العرب في التحقيق اننا وان كانت تقتضي تأبيد النفي الاقرار او العلم بكثير من مسائل هذا الباب لما دخل عليهم من شبهة ما يسمى بان خبر الاحاد لا يحتج به في العقائد. فتركوا كثيرا من مفصل الحق ولم يعتبروه فمن الامن بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. قال المصنف رحمه الله تعالى فصل قال المصنف وقد دخل ايضا فيما ذكرناه من الايمان به وبكتبه وبملائكته وبرسله الايمان بان المؤمنين يوم القيامة عيانا بابصارهم كما يرون الشمس صحوا ليس بها سحاب. وكما يرون القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته يرونه سبحانه وهو في عرصات القيامة ثم يرونه بعد دخول الجنة كما يشاء تعالى يرونه يرونه سبحانه في عرصات القيامة يرونه سبحانه وهم في عرصات القيامة. لا نمات. ها؟ وهم. يرونه سبحانه وهم في عرصات القيامة ثم يرونه بعد دخول الجنة كما يشاء الله تعالى. نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله واصحابه اجمعين ومن صفاته سبحانه وتعالى والايمان به وملائكته وكتبه ورسله الايمان بان المؤمنين يرون ربهم سبحانه وتعالى عيانا من ابصارهم. كما يرون القمر ليلة البدر وكما يرون الشمس صحوا ليس دونها سحاب. لا ومن في رؤيته. هذا الحرف وهذه الحروف هي من احرص السنة النبوية فان النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت عنه الصحيحين عن ابي سعيد وابي هريرة وجاء في غيرهما من اوجه اخرى انه قال انكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر وكما ترون الشمس صحو ليس دونها سحاب لا تضامون في رؤيته فالمصنف وهذا من طريقته في رسالته وهي طريقة محمودة استعمل الاحرف النبوي في الجملة في هذا التعبير وهذا مما يحسن ان يقصد اليه بتقليل العقيدة. ان تستعمل الاحرف المستعملة او المذكورة في كلام الله ورسوله صلى الله عليه واله وسلم. وهذه الرؤية من صفاته سبحانه وتعالى ان المؤمنين يرونه في مقام القيامة وهي ما ذكره المصنف في عرصات القيامة اي مقامها وهذا قبل دخولهم الجنة ويرى قوله سبحانه وتعالى بعد دخولهم الجنة. على ما يشاء الله اي على ما يشاء الله سبحانه وتعالى من لهم على ما يشاء سبحانه وتعالى من التمكين لهم. ورؤيته سبحانه وتعالى مجمع عليها بين ونطقت بها النصوص في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وهي مذكورة في القرآن في قول الله تعالى وجوه يوم الناظرة الى ربها ناظرة وهذا هو رؤيته سبحانه وتعالى. وهي مذكورة في قوله للذين احسنوا الحسن وزيادة. وان انا حرف الزيادة مجملا الا انه لتفسير النبي صلى الله عليه وسلم له في حديث في الصحيح صار هذا التفسير النبوي من صريح ادلة اهل السنة على اثبات رؤية المؤمنين لربهم فان النبي قال فما اعطوا شيئا احب اليهم من النظر الى ربهم وهو الزيادة ثم تلا قوله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة. ومن دليل الرؤيا في كتاب الله فنقول تعالى تحيتهم يوم يلقونه السلام. فان السلام اذا قرن بالتحية اه وذكر اللقاء على هذا القدر اي ذكر اللقاء مقرونا بالتحية والسلام فان اللقاء هنا يتضمن المشاهدة والابصار وهذا ما ذكره سألة من ائمة اللغة ان انه كان اجمع على ان اللقاء اذا قرن بالتحية والسلام فانه يتضمن المشاهدة بالابصار. ولهذا قوله تعالى يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه. هذا الانسان عامة ولا يلزم عليه ان الاية يعني قوله تعالى يا ايها الانسان انها تدل على ان غير المؤمنين يرونها لان اللقاء المذكور في العموم في عموم الانسان لم يذكر فيه التحية والسلام. فهذه الايات مما في كتاب الله تدل على ان المؤمنين يرون ربهم كذلك تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى ان عدة من روى حديث الرؤيا من الصحابة يبلغ نحو ثلاثين من الصحابة. وهي مخرجة في الصحيحين والسنن والمسانيد وغيرها وحديث الرؤية متواتر ومتفق على قبوله بين اهل العلم بالحديث. وكذلك هي اجماع السلف وقد الاجماع غير واحد منهم. فهذه المسألة من اصل مسائل الصفات. وانكرها الجهمية والمعتزلة بل الذين يقولون انه لا يرى. وجاء متأخر الاشعرية فقالوا انه يرى لا في جهة. وهذا قول ثالث من شواذ المتأخرين عن عامة المسلمين. وان كان قول المعتزلة والجهمية شرا من قولها لكن فيه شذوذا عن ائمة المتقدمين كعب الحسن الاشعري وعن عامة المسلمين قبلهم. حيث قالوا يرى لا في جهة وهذا من باب اثباتهم للرؤية مع نفيهم للعلو فان المتأخرين من شاعرة نفوا العلو واثبتوا الرؤيا فقالوا يرى لا في جهة. وان كانت هذه الجملة وهي قولهم يرى لا في جهة قد يعبر بها من لا يقصد معناها من المتأخرين. فعبر بها بعض شراح الشافعية وبعض فقهائهم وهي دخلت عليهم من اصحابهم المتكلمين. ولا يلزم ان من نطق بها كالنووي مثلا في شرحه على مسلم وامثاله لا يلزم ان النووي يذهب الى انكار علو الله. وانما هذه جملة استعملها اصحاب الاشاعرة فظنوا ان تحقيق الاثبات للرؤية مع تنزيه الله لا الا بهذه الطريقة. فاذا اذا تكلم بهذا الحرف او بهذه الجملة متكلموهم كالرازي وامثالهم انه يريد بها نفي العلو واذا تكلم بها فقهاؤهم وبعض حفاظهم المتأخرين فلا يلزم انهم يقصدون بها نفي العلو وان الطريقة المحققة عند اصحابهم. وانت تعلم ان انه وامثاله لم يكن على سعة في الاطلاع في تفاصيل اقوال المتقدمين في مثل هذه المسائل ولم يكن يظهر له كثير من الفرق بين طريقة متأخر الاشارة ومتقدمين فضلا عن الفرق بين طريقة الاشعرية وطريقة السلف الاول فهذا القدر ينبغي ان يعنى به في تقرير اقوال اهل العلم من الفقهاء وشراع الحديث الذين لهم مع اصحابهم من المتكلمين الذين يشاركونهم اما في المذهب الفقهي او في جمل من المذهب العقدي. وان كانوا لا يقصدون الى تحقيق اقوالهم في هذا الباب يردك. فهذا فيما يتعلق باصل هذه المسألة هو قدرها عند السلف وانها اجماع متواتر. وفي باب الرؤية المسائل هذه المسألة وهي اصلها واشرفها وهي ان المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة عيانا بابصارهم كما يرون القمر وكما الشمس صح ولا ليس دون سحاب لا يضامون في رؤيته اي لا يتكاثر بعضهم على بعض لانتزاع الرؤية وقد النبي في حديث ابي رزين الذي رواه الامام احمد وغيره برؤية الناس للقمر فان القمر جميع الناس يراه مخليا به ومع ذلك فان الناس اذا ارادوا رؤية القمر او رؤية البدر لا يتدافعون الى رؤيته مع انه واحد وهم كثر بل كل يراه على سعته قال ساعة من امره. في في كتاب الله ايتان احتجت بهما المعتزلة ونفاة الرؤية ما هما قوله تعالى لا تدركه الابصار. هذه الاية من اشهر حججهم على انكار الرؤيا. وقوله تعالى ولما جاء موسى وكلمه ربه قال ربي ارني انظر اليه قال لن تراني. فاحتجوا بهاتين الايتين على انكار رؤيته. والصواب ان ليس فيهما دليل على ذلك. وهنا كما هو معروف في طرق النظر والمنطق ان الدليل الذي يرد من المعارض اما ان يجاب بمنعه واما ان يجاب بنقضه واما يجاب بقلبه الى غير ذلك من الصور. وافقها القلب اي قلب الدليل. وهنا ثمة قاعدة انه ما من دليل من العقل او النقل يستدل به المعارض لمذهب اهل السنة والجماعة على قول من اقواله الا ويعلم ان هذا الدليل النقدي اي من الكتاب والسنة او حتى العقلي انه لا يدل على قوله. والعلم بعدم دلالة الدليل من النقلة والعقل على قول هذا المبتدع او المخالف علم ضروري وما وجه كونه ضروريا؟ من جهة تكون النقل اي الكتاب والسنة يمتنع ان تدل على الباطل. فانه لو فرض جدلا ان الدلالة ممكنة او صحيحة للزم ان الباطل في هذه المسألة وهو باطل ما يلزم ان يكون صحيحا او على اقل تقدير انه ممكن ان ينتزع وجها من كلام الله وكلام رسوله. ولهذا هذا علم بدهي. ان سائر الادلة التي يستدل بها المخالف للحق من الكتاب والسنة انها لا تدل على مدلولة اي على مسألته. لم؟ لتعليم عقلي ضروري ان الحق وهو النقل لا يمكن ان يدل على الباطل ولا يقتضيه او يسوق ذلك ولو على جهة الامكان العامة. وكذلك يقال ان العقل كذلك فما من دليل عقلي يستدل به المخالف على قوله الا ويعلم ان هذا الدليل اما ان يكون ليس عقليا واذا صح كونه عقليا امتنع دلالته فاما ان يفسد كونه عقليا ان يبطل بالعقل وان العقل ليمنع الدليل من جهة العقل نفسه بمعنى انه لا يمكن ان العقل يدل على نقيض الحق. فهذا ما يسمى بمنع الدليل تكون قاعدته انه ما من دليل من العقل او النقل استدل بمخالف للحق الا ويعلم عدم دلالته. في النقل انه ليس بدليل او ان النقل لا يكون صحيحا كحديث موضوع يروى وهو ليس بصحيح او يكون العقل عقلا ليس صحيحا وانما هو فاسد او وهم من اوهام العقل وتعلم ان الدليل الذي يسمى عقلا حتى عند اصحابه ليس وجها واحدا وهنا جهة اخرى وهي ما يسمى بقلب الدليل. وابن تيمية رحمه الله يقول انه ما من دليل من النقل استدل المخالف على قوله الا وهو عند التحقيق يدل على نقيض قوله وهذي درجة ما تسمى قلب الدليل قلب الدليل ليس بديهيا بل وعند التحقيق ليس لازما. فانما اللازم ان الدليل نادر على الباطل. اما ان الدليل المعين الذي استدل على الباطل يدل على الحق فهذا ليس بلازم كضرورة شرعية او ضرورة ايش؟ عقلية ليس بلازم كضرورة شرعية وعقلية وليس بدني التحصيل ولهذا ابن تيمية يقول انه تحصل له انه ما من دليل استدل بمعارض في مسائل الصفات وغيرها عند التحقيق يدل على نقل عفوا على نعم على نقيض آآ مقصودة اي يدل على الحق. واستعمل لهذا المعتزلة في هذا الدليل فقال انهم استدلوا على منكار الرؤية بقوله تعالى لا تدركوا الابصار. قال شيخ الاسلام ابن تيمية قال ان هذه الاية جاءت في سياق المدح. وهذا بدهي. قال والمدح لا يكون بالعدم المحض كما يكون بالاوصاف الثبوتية سواء كان هذا الثبوت ثبوتا جاء على طريقة الابتداء او جاء ثبوتا متظمنا فيه. يعني ترتب معنا فيه. بمعنى ان النفي المحض حقيقته انه عدم محض ولا عدم المحض يقول ابن تيمية ليس شيئا واذا كان ليس شيئا امتنع ان يكون مناطا للكمال لان مناط الكمال لابد ان يكون معنى وجوديا او معنى ثبوته. ومن هذه الجهة قال شيخ الاسلام للجميع ان الكمال لا يكون بالنفي المحض بل لابد ان يتضمن امرا ثبوتيا. قال فلما قال سبحانه لا تدركوا الابصار. لابد ان يكون تضمن معنا ثبوتيا لابد ان يكون تضمن معنى ثبوتيا. ومن هذا الوجه يقرر ابن تيمية رحمه الله ان الاية تدل على ان الله سبحانه وتعالى لا تدرك الابصار وان كانت تراهم. بهذا التحصيل يكون الدليل منع دلالته على طريقة المعتزلة وحسن دليلا للحق. هذه الطريقة التي استعملها شيخ الاسلام اشاد بها ابن القيم رحمه الله ذكر ان الامام الجميل له هذا الوجه الحسن وان كان حقيقة ابن تيمية رحمه الله هو الذي ذكر هذا ولكنه نقله عن غيره وقد ذكر هذه الطريقة ابو الحسن الاشعري في اثبات الرؤية وقال ان المعتزلة يجاب عنهم بهذه الطريقة. لكن لك ان تقول ان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله لهذا الوجه في الاية اجود من تحقيقه بالحسن الاشعري والا اصل التقرير هو كلام لابي الحسن وقد يكون الاشعري نقله غيره من علماء السنة والجماعة. فالمقصود ان الاية نفت الادراك والادراك كما يقول ابن تيمية قدر زائد على اصل الرؤية. فلما خص القدر الزائد بالنفي دل على ان ما دونه يكون ايش؟ ثابتا. الاية قالت لا تدركه الابصار. ادراك الادراك البصري هو تحقيق الابصار وليس مطلق الابصار فانك تقول رأيت فلانا ولا يلزم انك ادركته والانسان يرى قادما من بعيد ولا يلزم انه ادركه اهو رجل او امرأة واذا كان رجل اهو زيد ام عمر؟ ففرق بين مطلق الابصار وبين تحقيقه بالادراج اليس كذلك؟ والاية انما نفت الاصل او التحقيق. نفت القدر الزائد على الاصل هذا الوجه من التحقيق. وهذا الوجه من التحقيق. قال شيخ الاسلام فلما خص القدر الزائد بالنفي والادراك دل على ان ما دونه وهو مطلق الابصار يكون ايش؟ يكون ثابتا. فصارت الاية دليلا على اثبات الرؤية. وهذا استدلاء متين من جهة العقل ومن جهة الشرع ايضا كذلك الاية الثانية عند المعتزلة ونهاة الرؤيا وهي قوله لما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب ارني انظر اليك قال لن تراني في بعض سياقاتها الا انها لا تستلزم تأبيد النفي. ولهذا ليس من الصواب ان يقال ان لنفي كلام العرب ايش ان يقال ليس من الصواب ان يقال ان لنفي كلام العرب لا لا تقتضي تأبيد النفي. هذا من اجوبة البسيطة السهلة التي ليست صحيحة. بل لن تقتضي التأبيد في بعض سياقاتها وانما الصواب ان يقال ان لن لا تستلزم التأبيد وان كانت تقتضي بحسب ما يوجبه ايش؟ السياق وهذا السياق وقوله لن تراني لا يخفى التأبيد لان المخاطب موسى عليه الصلاة والسلام وهو في حال من دنياه وحياته الدنيوية فهو في هذه الحال لن يرى ربه. اي في حال ايش؟ حياته ودنياه. ولا يأتي يدل هذا على ان موسى عليه الصلاة والسلام لم يرى ربه في الاخرة. ولا يدل ذلك من السياق انما انتزعته المعتزلة من هذا الحرف في العربية اولا. ولو كانت لم تستلزم تأبيد النفي. لما جاز تحديد الفعل بعدها اليس كذلك؟ لان تحديد الفعل يقتضي قطع الغاية الى منتهى معين وهو قوله تعالى فلن امرح حتى يأذن لي ابي. فلما جاز تحديد الفعل بعدها في لسان العرب وفيما نطق به القرآن هو القرآن نزل بلسانهم دل على ان لن لا تستلزم تأبيد النفي وان اقتضته في بعض السياقات فهذا السياق في قصة موسى ليس منا قال الشيخ لقصة موسى ليس منها هذا ما يسمى بمنع الاستدلال. هنا وجه اخر وهو ما يسمى بايش؟ قلب قلب الاستدلال وهذا ايضا وجه ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وذكره ابو الحسن الاشعري وذكره بالحسن الاشعري وغيرهم. وان كان ذكر شيخ الاسلام اتم. له. وهذا من اوجه من اخصها واجودها ان موسى سأل ربه ان موسى ايش؟ سأل ربه ان يراه. ولو كانت رؤيته سبحانه وتعالى ممتنعة كما تقول المعتزلة والجهمية منكرة الرؤيا. لكان القول برؤيته نقصا في حقه سبحانه. اليس كذلك؟ فيلزم ام ان موسى لم يكن عارفا بتوحيد الله معرفة. الان المعتزلة وجميع منكرات الرؤية ما يقولون ان الرؤية منفية لان النصوص لم تنطق بها يقولون ان الرؤيا ممتنعة وان كمال الله ايش؟ يأبى ويمنع ايش؟ الرؤية. فلو كان الكمال كما يدعون يمنع رؤيته. لا نقول ان مجرد سؤال موسى عليه الصلاة والسلام يعد دليلا على الامكان او على عدم الامكان. سؤال موسى يعد دليلا على الامكان او الامتناع دليلا صريحا على الامكان. والا لو كان الان المعتزلة يقولون من انكر الرؤيا وزعمها على طريق المعتزلة كفر. يرون ان هذا من نقص الله. يرون ان هذه كلمة كفر مجرد الزعم زعم ايش ان الله يمكن ان يرى حتى ولو قال القائل انه لا لن يرى. مجرد تقدير الامكان يعتبرونه تقريرا لنقص الله. طيب موسى بسؤال قرر الامكان او لم يقرره. هذه هي جهة التحقيق. ان ان نقول ان سؤال موسى حقيقته تقرير لايش؟ تقرير لايش؟ للامكان. واذا تقرر الامكان فهذا هو مورد النزاع المحقق بين المعتزلة واهل السنة. لان المعتزلة ليس الاشكال عندهم النفي فقط. عندهم مقام فوق النفي وهو تقرير الامتناع. ولهذا نقول ان المعتزلة لا يمكن ان تستدل عند التحقيق باية من القرآن على حتى لو سلمنا جدلا لهم استدلال بقوله تعالى اتركوا الابصار وبقوله لن تراني لو سلمنا جدلا الايتان اللام على مذهب المعتزلة حتى لو سلم جدلا استدلالهما بهما. لما؟ لان الايتين نفت اليس كذلك؟ والمعتزلة هل تنفي وتسكت عن القول في مسألة الامكان؟ تقول الله اعلم بالامكان؟ لا. هم يصرحون بامتنان الرؤية اي يصرحون بنفي الامكان والاية نفت الوقوع ولم تنفي الامكان. بل اية موسى عليه الصلاة والسلام موسى فيها تصريح بالامكان. لان سؤال موسى تقرير للامكان. ولو كان موسى عليه الصلاة والسلام لا يؤمن بان الله سبحانه وتعالى ينكر رؤيته لما سأل ربه. ولو كان من تحقيق التوحيد امتناع رؤيته كما تقول المعتزلة وهل يجعلونه من اصول التوحيد ويسمونه بعظ الصفات عندهم باب التوحيد لو كان من توحيد الله انه لا يرى وان رؤيته ممتنعة ده لازم ان موسى بتقريره للامكان كان ايش؟ جاهلا لتحقيق التوحيد. وهذا ممتنع وهذا فاذا باختصار نقول ان السؤال موسى عليه الصلاة والسلام هو تقرير للامكان وهذا هو اصل مبدأ معتزلة نعم. قال رحمه الله فصل ومن الايمان باليوم الاخر الايمان بكل ما اخبر به في امور اخرى ان الله تجلى للجبل واذا تجلى للجبل وهو من باب اولى ان يتجلى هذه القياسات فيما يظهر لانها ليست محمودة انما الصواب في الاستدلال بالاية بعض الاوجه التي ذكرت واخصها هذا الوجه الذي ذكرت هذا ان ذكر موسى عليه الصلاة والسلام تقرير للامكان. نعم. فصل من الايمان باليوم الاخر الايمان بكل ما اخبر عفوا في مسألة الرؤية قلنا مسألة رؤية المؤمنين لربهم هذا هو الاصل المجمع عليه بين اهل السنة. وعندنا في الرؤية مسألتان بقيتان رؤية الكفار والمنافقين لربهم في عرصات القيامة فانهم يوافون ربهم في موقف القيامة فهل يرونه او لا يرونه؟ هذه مسألة نزاع بين اهل السنة وقد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله انه لم يحفظ عن الصحابة فيها قول. وكأنه يقصد والله اعلم ان الصحابة لم يشتعل نزاعهم في المسألة. والا ظواهر النصوص تكلمت في هذه المسألة. وعلى كل تقدير فان بين اهل السنة نزاعا في هذه المسألة فمنهم من قال ان المنافقين وحدهم من الكفار يرون ربهم في عرصات القيامة ومنهم من قال ان سائر اجناس الكفار يرون ربهم ومنهم من قال انه المنافقون وغبارات او بقية من اهل الكتاب ومنهم من قال ان سائر الكفار من اهل النفاق وغيرهم لا يرونه واذا نظرت في القرآن وجدت ان الله سبحانه وتعالى يقول عن الكفار كلا انهم عن ربهم يومئذ لا محسوبون وهذا هو الظاهر في هذه المسألة وهو الذي انتصر له او مال اليه عبارة ادق ما رأي مال اليه شيخ الاسلام ابن تيمية وقال ان عليه الاكثر من اصحاب احمد وهو ظاهر مذهب المتقدمين من السلف كمالك والشافعي واحمد شيخ الاسلام ابن تيمية يقول ان هذا المذهب وهو نفي رؤية الكفار له سبحانه يقول هو ظاهر آآ هو الذي عليه اكثر اصحاب احمد ويسير المتقدمين قالوا وهو ظاهر جواب كثير من المتقدمين كاحمد ومالك والشافعي ما هو ظاهر القرآن في قوله تعالى كلا ان مع ربهم يومئذ لمحشوبون. واما الاستدلال بقوله تعالى يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا ملاقيه فان اللقاء ليس والابصار فرق بين هذه الاية كما سلف وبين قوله تحيتهم يوم يلقونه لان ابن القيم رحمة الله عليه اه استدل على رؤية الكفار لربهم وقال ان هذا اجماع في اللغة. اتى بقوله تعالى يا ايها الانسان انك الى ربك كدحا فملاقيه قال ان اهل اللغة اجمعوا على ان اللقاء يستلزم او يتضمن الابصار وهذا ليس صحيح ما له لغة ما يجمع ولا يعقل ويجمعون على هذا المعنى لانه معنى ظاهر من الحس. انما المجمع عليه في كلام العرب ان العرب اذا عبرت بلقاء قيل بالتحية والسلام قصدت ان اللقاء تضمن او جامع ابصارا ومشاهدة من تعبير العرب وهو الذي ذكره ثعلب في قوله تعالى تحيته. يوم يلقونه وابن القيم كانه فاته هذا الفرق والله اعلم فالمقصود ان القرآن ليس فيه دليل على ان الكفار اما السنة ففي ظاهر بعض النصوص ان المنافقين وغبرات من اهل الكتاب يرونه وهذا عند التحقيق وان كانت الاحاديث في الصحيحين الا انه عند التحقيق لا تستتم الدلالة. ولا يقصد الى الدخول بتفصيل هذا لكن الاظهر باختصار هو هذا القول وهو الذي عليه جمهور اصحاب احمد رحمهم الله. المسألة الثانية وهي مسألة رؤية النبي عليه الصلاة والسلام لربه ليلة المعراج. فبالاجماع انه لا احد يرى ربه قبل موته. ولهذا كل ما يذكر في كلام الصوفية او غيرهم فانه من الشعوذة ومن الكذب ومن البهتان ومن ما ينزه الله سبحانه وتعالى عنه وانما اختلف المسلمون فقط في محمد صلى الله عليه وسلم لما عرج به الى السماء ايضا ليس في الارض ايضا ليس في الارض وهذا مما يبينه حتى النبي في الارض ما رأى ربه. ولا زعم احد من اهل العلم ان محمدا رأى ربه في الارض. انما لما الى السماء عليه الصلاة والسلام هل رأى ربه في معراجه او لم يره؟ هذه مسألة نزاع بين اهل السنة المتأخرين وينبه فيها الى جهتين. الجهة الاولى ان اكثر المتأخرين من من الشراح والفقهاء وخاصة شراح الحديث يذكرون ان جمهور اهل السنة او عامة اهل السنة على ان النبي رأى ربه ببصره ليلة طيب ومن الذي ادراك انه يحبسه واما القول بانهم ذكروا في قوله تعالى وبينهما حجاب وعلى الاعراف رجال فالذين في سورة الاعراف ليس في القرآن الا انهم رجال بس ما في اكثر من هذا اما ما مهيته؟ قال كثير من السلف انهم قوم تساوت حسناتهم مع وهذا الذي يذكره مثلا امثال القاضي عياض وعنه نقله الشراح من بعده خاصة شراح مسلم. القاضي عياض ومن المالكية الكبار يقول ان الجمهور من اهل السنة على ان النبي رأى ربه ليلة المعراج والمصلى. فالمقصود ان هذا ليس بصحيح وليس هذا مذهبا للجمهور اهل السنة وانما هو قول لطائفة. واما تحقيق المسألة فقد حكى الدارمي وهو من المتقدمين اجماع الصحابة على ان النبي عليه الصلاة والسلام لم ير ربه ببصره ليلة المعراج. وهذا الاجماع الذي حكاه الدالمي وهو امام متقدم آآ هل يقال انه اجماع منضبط او ليس منضبطا؟ الصواب انه لم يحفظ عن احد من الصحابة منازع لهذا الاجماع وانما الذي حفظ عن ابن عباس وطائفة من الصحابة والتابعين ومن بعدهم انهم قالوا ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه بفؤاده ومنهم وهذه رواية اخرى عن ابن عباس صحيحة ان النبي رأى ربه. قال شيخ الاسلام فابن عباس عنه او يروى عنه التقييد بالفؤاد وايش؟ والاطلاق. قال ولم ينقل عن ابن عباس او غيره من الصحابة اثبات الرؤية مقيدة بالابصار. بل هذا قول متأخر. بل هذا قول متأخر. ولهذا يميل شيخ الاسلام ابن تيمية الى ان اجماع الدانمي مستقر. لانه اجماع مستقر. وان كان القطع بالاجماع ليس ضرورة لانه التغليظ بالانكار على من خالف والمسألة مشهورة النزاع عند المتأخرين من اهل السنة. وانما يقرر الدليل على انه قدر من الاجماع المستقر كحجة في المسألة. ولا يقال ان من قال ان النبي رأى ربه ليلة المعراج ان هذا من اهل البدعة كلا المسألة فيها سعة من الخلاف وان كان الاظهر من حيث مذهب الصحابة هو ما ذكره الدارمي. فهو ان لم يكن اجماعا فهو مذهب عامة الصحابة. وهذا يبين لك ان فذكره القاضي عياض رحمه الله وامثاله ليس محققا عندما قال انه جمهور اهل السنة على اثبات رؤية البصر في المعراج. وايضا اقول ان هو ظاهر السنة ظاهر القرآن وكأنه صريح السنة. وكانه صريح السنة. اما انه ظاهر القرآن ان النبي لم ير ربه ببصره فلان الله سبحانه وتعالى قال سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله ايش لنريهم من اياتنا. فلو كان الله سبحانه وتعالى اراد ان يري نبيه او ان نبيه يراه ببصره لكان امتنانه واشادته سبحانه برؤيته اظهر واعظم وامل من رؤية الايات وايضا فان الله لما ذكر حال نبيه وما وصل اليه قال لقد رأى من ايات ربه الكبرى فقال لقد ايش؟ رأى من ايات ربه. وهنا لو كان عليه الصلاة والسلام تحصل له الرؤية البصرية لربه لكان ذكرها اخص من باب اولى من رؤية الايات. فتأمل قوله تعالى لقد رأى من ايات ربه الكبرى فهو كان رأى ربه ذكر ذلك لانه امن واشرف من رؤية الايات فهذا ما يسمى ظاهر القرآن واما صريح السنة او ما يمكن ان يكون صريحا من السنة فهو حديث ابي ذر الذي رواه مسلم وغيره انه قال يا رسول الله هل رأيت ربك؟ قال نور انا اراه. وفي رواية اخرى عن عبد الله بن شقيق عن ابي ذر عند مسلم وكلاهما عن عبد الله بن شقيق ان النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت نورا ومن اهل العلم من اعتبر وجها محفوظا واخر شعب كما هي طريقة الامام احمد وعلى طريقة مسلم فكأن الروايتين ليس بينهما قدر من التعارض هو من حيث المعنى لا تعارض لكن المتقدمون لا يعلون بجهة التعارض في المعنى كما ليس بالضرورة ان الامام احمد احل احد الوجهين لان بينهما ايش؟ لان بينهما تعارض من جهة فان الاعلان يمكن ان يقع على بعض الاحرف وان كان يمكن جمعه من جهة المعنى مع الحرف الذي يقال انه محفوظ والا فان قوله نور ان اراه ليس منافيا لقوله رأيت نورا. فان النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في حديث ابي موسى في الصحيحين ان الله ينام ولا ينبغي له ان ينام يخفض القصة ويرفعه يرفع اليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور كان النبي والله اعلم رأى هذا الحجاب او نور الحجاب ولم يرى ربه ببصره وهذا هو الاظهر من جهة الدلائل. نعم فصل من الايمان باليوم الاخر الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم. مما يكون بعد الموت ويؤمنون بفتنة القبر عذاب القبر ونعيمه. فاما الفتنة فان هذا الباب وهو اليوم الاخر. وما يكون من مقدماته في الجملة انه باب ليس فيه مخالفة بين طوائف المسلمين. وان كان كثير من الطوائف يفوتهم كون عامة اهل البدع ليسوا من المعروفين بالرواية والاسلام. فانك اذا نظرت علماء المعتزلة او علماء الخوارج او امثل هؤلاء ففي الغالب انهم ليسوا من ائمة الرواية والذي كتب السنة وصنفها واصلها ورواها هم ائمة السنة والحديث كالبخاري واحمد ومسلم وامثاله وان كان في بعض الطوائف المتأخرة منهم من الحفاظ الا انهم ليسوا بمقام ائمة الرواية الاوائل. فالمقصود ان هذا الباب في الجملة محل استقرار وان كان يفوت بعض الطوائف او ينقصهم آآ التفاصيل من هذا الوجه في الغالب وقد يكون من وجه اخر هناك مسائل في باب اليوم الاخر دخل قدر من التأويل ولا سيما متعلقة بمسائل الوعيد وعذاب القبر وفتنته الى اخره وفي الغالب ان التأويل شيء من هذا الباب يقع عند المعتزلة. بخلاف غيرهم فانهم في الجملة يقرون في كلام اهل السنة في هذا الباب. نعم قال رحمه الله فاما الفتنة فان الناس يمتحنون في قبورهم. فيقال للرجل من ربك وما دينك؟ ومن نبيك يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة. فيقول المؤمن ربي الله والاسلام ديني ومحمد صلى الله عليه وسلم نبيي واما المرتاب فيقول ها ها لا ادري. زوجته وانا مرتاب وانا المراد بها المنافق. المراد به المنافق لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته. فيضرب بولزبة من حديد فيصيح صيحة يسمعها كل شيء. الا الانسان لو سمعها الانسان ويقول هذا كلام بعض الشراح ان المرتاب هنا للعصاة او او من عنده نقص في الايمان هذا كلام ما يمكن ان يفترض انه ما ما يقال اصلا لان المسلم الذي يسقط علينا المسلم مهما كان فاسقا يعرف ان الله ان ربه الله وان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وان الاسلام هو دينه وان كانت المسألة كما هو معروف ليست مسألة وعي علمي فان حتى الكافر قد يحفظ هذه الكلمات ولكنه لا يستطيع ان يقولها حينما يرسل هذا السؤال وانما المقصود ان المرتاب هنا هو الكافر هو الذي لم يؤمن بالله ورسوله ودين واما المسلمون جميعا فان الله يثبتهم على هذا الجواب. وان كان التثبيت على هذا الجواب لا يعني ان العبد يسلم من من العذاب في القبر او او او بعد القبر اذا ورد يوم القيامة. فالمقصود انه لا ينبغي ان يفسر او ان هذا تفسير لا يمكن ان يعتمر بوجه صحيح ابدا. لان بعض الاقوال ترى في كلام المتأخرين ما كل شيء يقال اختلف العلماء وفي ثلاثة اقوال. بعض قال اذا تبين انهم مناقضة للحق ومناقضة للصواب هذي خلاص يجب انها تستبعد ولا ينصب الخلاف لان هذا ممن يشتت اه يعني نفوس المسلمين. انه حتى المسلم قد الان بعظ العامة من المسلمين ان القبر يعني ما عندهم ادراك لفضل الله سبحانه وتعالى يعني خوفوا بالوعيد واسمعوا اية الوعيد نزلت في الكفار فاصبحوا لا يتصورون القبر الا ايش؟ نارا والا عذابا والا الى اخره هذا ليس بصحيح. الناس يجب ان يعلموا فضل الله سبحانه وتعالى وان يعلموا ان رحمته سبقت غضبه وان يعلم ان قضاءه سبحانه وتعالى وانه عدل انه لا يظلم مثقال ذرة الى اخره. فالمقصود ان الله يثبت المؤمنين اي المسلمين. جميعا وهم كل من وافى ربه محققا للتوحيد. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اسعد الناس بشفاعتي. من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه كما في البخاري لما سأله ابو هريرة مع ان صاحب المعصية قد نقص تقريره وتحقيقه لعبادة الله سبحانه وتعالى لبعض الواجبات وما الى ذلك. ومع ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ان له حظا من الشفاعة والنبي يشفع له. مما يدل على انه موحد كل من وافى ربه بالتوحيد والاسلام فانه يمكن من هذا الجواب باذن الله تعالى. نعم. ثم بعد ثم بعد هذه فتنة اما نعيم واما عذاب الى ان تقوم القيامة الكبرى فتعاد الارواح الى الاجساد. خلافا للمعتزلة الذين يقولون او عفوا خلافا ليس مذهب الاساءة متزنة انما مذهب طائف المعتزلة زعمت انه بعد هذا السؤال يبقى الناس في سبات في قبولهم الى ان تقوم الساعة هذا ليس صوابا والقرآن صريح ان ثمة نعيما وثمة عذابا في القبر النار يعرضون عليها غدوا وعشيا في حق ال فرعون وكفرت قوم موسى واذا كانوا يعرضون على سيئاتهم ولكن هذا القول لم يصح عن صحابي واحد وانما هو مسؤول عن التابعين ومن بعدهم. وهو فقه في القرآن ليس صوابا. والاصوب التوقف هو ان يقال الله اعلم بهم من باب اولى ان الصالحين المؤمنين يعرضون على النعيم بل ارواحهم في الجنة كما ذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في حق طوائف من المؤمنين وغيرهم نعم وتقوم القيامة التي اخبر الله بها في كتابه وعلى لسان رسوله واجمع عليها المسلمون. ويكون الناس من قبوره لرب العالمين حفاة عراة وتدنو منهم الشمس ويلجمون ويلجمهم العرب فتنسب الموازين فتوزن بها اعمال العباد فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن خفف موازينهم فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون. هذه مسألة القيامة كما المصنف انه مجمع عليها بين المسلمين. ولكن ثمة معنى انه ما من عصر اجمع المسلمون عليه. الا وترى كلام ائمة السنة والجماعة وخصهم الصحابة رضي الله عنهم انه عندهم من الفقه والعلم في هذا الاصل ما ما لا يفعل لغيرهم ما لا يقع لغيرهم فيكون لهم من الاختصاص من هذا الوجه. يكون لائمة السلف حتى في الاصول المتفق عليها اختصاص من جهة ساعة العلم والفقه هذه الاصول وان كان غيرهم قد يوافقهم عليها. والقيامة محل اجماع بين سائر طوائف المسلمين. لم يختلف فيها احد منهم. وذكر المصنف ان سيقومون من قبورهم حفاة عراة هذا كما وصف الرسول عليه الصلاة والسلام. وتنصب الموازين والموازين ثابتة بالاجماع وهو في قول الله تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة. فالموازنة ثابتة بالاجماع واما قوله فمن ثقلت موازينه فهذا مذكور في في غير مقام في سورة القارعة والمؤمنون والاعراف وهذا المقصود به الايمان والكفر. فان سياقها في القرآن على الايمان والكفر ولا يعني هذا ان من كان مسلما عاصيا لا يكون له موازنة بل يدخل في عموم الموازنة وانما المقصود التنبيه على ما ذكره ابن حزم وابن القيم من ان عصاة الموحدين توزن اعمالهم قال ابن القيم وابن حزم وابن القيم حقيقته ناقل عن ابن حزم في المسألة ابن حزم يقول ان من بالنسبة لعصاة الموحدين واهل المسلمين يقول من زانت حسناته على سيئاته بواحدة فهذا لا يعذب فليدخل الجنة ابتداء هو من زادت سيئاته على حسناته بواحدة فلابد ان يعذب. بقدر ما يشاء الله من العذاب قالوا من تساوت حسناته مع سيئاته فهذا لا يعذب ولا يدخل الجنة ابتداء بل يحبس عن الجنة زمنا ثم يمكن من دخولها وهذا التفصيل قال ابن القيم رحمة الله عليه انه مذهب الصحابة والتابعين وان خلافه قول المرجئة الصواب انه ليس مذهبا للصحابة ولا التابعين بل هو قول آآ مجمل او بل هو تفصيل لقول مجمل من اقوال الصحابة وانما الذي عليه الصحابة والتابعون وهو صريح القرآن هو الايمان بالموازنة. ونضع الموازين القسمة. اما كيف هذه فالكيفية في حق عصاة الموحدين لم تنطق بها نصوص مفصلة. انما نؤمن ان الله سبحانه لا يظمن مثقال ذرة ونؤمن بقوله تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره اما ان يقال ان من زادت سيئاته على حسناته واحدة. من المسلمين انه يعذب في النار جزما. هذا كون لا احد يستطيع ان يقوله. ومن ومن الذي ادراك انه لابد ان يعذب والله سبحانه وتعالى واسع الرحمة وواسع المغفرة وقد يغفر له هذه السيئة. هذي السيئة الواحدة التي زالت تجزم له بالعذاب هذا ليس بصحيح. اين عفو الله طيب؟ ومن الذي يستطيع ان يجزم بهذا الكلام؟ لو كانت النصوص نطقت بها قلنا قضاء الله وقدره. والله سبحانه وتعالى لا يعجل الناس الشر استعجالهم بالخير الى اخره. لو كانت المسألة مسألة قضائية لكن اما والنصوص لم تنطق بشيء من ذلك فلا يجوز الجزم بهذا. هذا لا يجوز به وان ذكره ابن القيم رحمه الله فهو نقله عن ابن حزم. ولكن ابن القيم زاده تقريرا وقال هذا مذهب الصحابة روى عن جابر ابن عبد الله بن مسعود وابن عباس تفسير اية الاعراف وبينهما حجاب وهذي هذي مسألة اخرى في القول وفي اسقاط القول ان من تساوت حسناته مع سيئاته من اهل الاسلام قالوا فيهم ايش؟ يحبسون عن الجنة يمنعون دخول الجنة ولا يعذبون. لانهم لا يعذبون لان سيئاتهم لم تزد ولا يدخلون ابتداء لان حسناتهم لم تزد. فقالوا انما هم رجال كما قال القرآن. غلطا او او ردا لقول ابي مجلز بانهم ملائكة. هذا ليس صوابا لان الله القرآن يقول وبينهما حجاب وعلى الاعراف ايش؟ رجال فهم رجال. ولهذا من فقه بن جرير طبري رحمه الله في تفسير الاية؟ انه سرد الاقوال وناقل عن ابن عباس ما نقله ابن القيم وعن ابن مسعود وعن جابر ابن عبد الله ان اهل الاعراف رجال حسنات مع سيئاتهم ولكن الاسانيد المذكورة هنا معلولة من جهة الانقطاع وجهة الاخرى فمن فقه جليل وانت تعرف ان ابن جرير عنده قاعدة في تفسيره انه اذا كانت الاية في تفسيرها او اذا كان في تفسير الاية خلاف وللصحابة قول ولمن بعدهم قول فانه كقاعدة مطردة لا تنخرم ابدا عند ابن جرير انه يأخذ بمذهب الصحابة الا اذا اختلفوا الصحابة فبن جرير في هذه المرة مع انه نقل عن بعض الصحابة انهم تساوت حسناتهم مع سيئاتهم ونقل اقوالا قد تختلف عنها عن غيرهم رجع في اخر بحث للمسألة وابطل قول ابي مجلز انهم ملائكة لان القرآن يكون رجال. ثم رأى ابن جرير التوقف في المسألة. من هم الاعراف؟ والله اعلم بهم. وهذا ترى هو الايمان هذا هو الفقه ان يقال الله اعلم بهم. وهنا تنبيه ربما اني ذكرته في دروس سابقة. احكام الله تنقسم الى قسمين اخبار وايش؟ وتشريع. التشريع يتفقه فيه. لان الان نوازل واحكام المسلمين والحالات الخاصة التي تطرأ مثلا التيمم كم فيه من حديث ما تصل الى عشرة احاديث ربما. سجود السهو مدار على سبعة او ستة احاديث. لكن صور التيمم وصور كذا وصور كذا اللي تطرأ لاحاد قد لا تتناهى اليس كذلك؟ كل انسان عنده صورة معينة. هنا يكون الفقه في هذه النصوص فنصوص الامر والنهي يتفقه فيها. فيخرج كثير من الصور من نص العام اليس كذلك؟ لكن نصوص الاخبار تؤخذ على ظاهرها وتتدبر من باب تحقيق الايمان بها. لا من باب منها فاذا لما قال الله تعالى وبينهما حجاب اهل الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم. طيب لماذا تأخروا وهم رجال؟ جاءوا مورد العقل هنا ومورد التفقه فقال لانهم تساوت حسناتهم هذا لا ليس بلازم لانه يمكن عقلا ان الله جعل عقوبتهم ايش؟ انهم عصاة ما تساوت حسناتهم مع سيئاتهم. بل زادت سيئاتهم ولم يعذبهم في النار بل حبسهم عن الجنة الا يمكن هذا؟ يمكن لكن لا نقول به. انما نقول الله اعلم لان مسألة تسمية الاشياء حكمة الله سبحانه وتعالى في عدم التبليغ للناس الناس يتفقهون في شيء الله سبحانه لم يرد ان يخبرهم به الان المنافقين او المنافقون ما تجدون ان الله سماهم في القرآن؟ ولا الرسول عليه الصلاة والسلام اكثر من تسميتهم وحتى الرسول عليه الصلاة والسلام بعد فضح القرآن لهم غاب عنه كثير من اعيانهم واشخاصهم. وقال الله له وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن اهل المدينة مرضوا على النفاق لا تعلمهم ما سماهم القرآن ولا حتى الرسول يعرفهم. ويعرف طرفا منهم ولم يخبر بهم او يخبر بهم جميع الصحابة وقد قال الله له في القرآن ولو نشاء ايش؟ ليس ان يعرف فلان انه قد يوجد في بادية كذا وكذا. قال ولو رسالة اريناها فلا عرفتهم بسيماهم. لو شاء الله لاراهم ولاعينه لهم بالتسمية. ولا دلهم عليهم وانما جعلت ثمة قرائن حتى لا يتغلغل المنافقون في اهل الاسلام وفي اهل الايمان وهم لا يعرفونه. قالوا ولا تعرف انهم في لحن القول ولهذا قال اية المنافق ثلاث قال في اخر حديث ابي هريرة وان صلى وصام وزعم انه مسلم فدائما انا اؤكد ان فقه السلف عليهم رحمة الله ما يرون التشكيك في في هذا ولا يستغرب او يعجب احد فيقول انه نجد كلام ما يروى عن بعض الصحابة اولا ما في كتب التفسير كثير من اسانيده قد لا تنضبط الى الصحابة. ثم انه بعض الصحابة اخذ عن بني اسرائيل والاشياء المتأخرين كعبد الله بن عمرو عنده رواية عن بني اسرائيل. واعتبرها بقول الرسول عليه الصلاة والسلام لا تصدقوا اهل الكتاب ولا المكذبون بقوله حدثوا عن بني اسرائيل ولا ولا حرج. فرق بين ان يقال ان هذه اقوال اصول معتبرة. فالقصد ان هذا القول الذي ذكره ابن القيم عليه رحمة الله وابن حزم لا نقول انه باطل لاننا نعلم انتفاءه وانما نقول انه غلط من جهة قوله تفصيلا لشيء لم يفصل في النصوص. قد يكون العمر في نفس العمر كذلك الله اعلم. لكن الله واعلم باهل الكبائر انما ونضع الموازين القسط انما ولا يظلم ربك احدا انما فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره انما ان رحمة الله سبقت غضبه الى غير ذلك مما نطق به القرآن والحديث. واما التفصيل بهذه الطريقة فليس صحيحا ولا يمكن الا بتقليل مسألة اية الاعراب واية الاعراف فيها نحو ثمانية اقوال في تفسيرها للائمة واهل السنة وابن جليل وكبار المفسرين وهم الصواب يرون التوقف فيها هذا ونسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد ونستكمل ان شاء الله في شهر شوال بعد رمضان باذن الله تعالى وصلى الله وسلم على نبينا محمد قامت بتسجيل هذه المادة