من قول القائل كتبت الشيء يعني كتبه بقلمه كتبه ليكون مقروءا بعد الكتاب. قال جل وعلا ان ذلك يعني المعلوم في كتاب ان ذلك يعني ما ذكر من كتابة ذلك في كتاب مما ينبغي لطالب العلم ان يستحضره دائما في هذا الباب ما ابتدأنا به الكلام وهو ان القدر سر الله سر الله جل وعلا كما قال علي رضي الله عنه القدر سر الله فلا تكشف لا يستطيع احد ان يكشفه ولكن كيف يحاول ويروم ذلك اذا خاضت الافعال والتالي لا. الله جل وعلا فعله محلل لم يطلع العبادة على علل ذلك جل وعلا وتبارك وتقدس ربنا تابعة لمشيئة الله جل وعلا كما قال سبحانه وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين قال وانه ما في السماوات وما في الارض من حركة ولا سكون. الا بمشيئة الله المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله شرح العقيدة الواسطية. الدرس الرابع والثلاثون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اما بعد فهناك تنبيهان الاول غدا اما محاضرة لي في جامع الملك خالد بعنوان الفكر والعلم بعد المغرب ان شاء الله تعالى ثاني دروس من الثلاثة يعني درس في الفقه ودرس التوحيد يوم الاربعاء ودرس في الواسطية مثل اليوم. هذي نعتذر منكم عن هذه الثلاثة ان شاء الله تعالى لبست الثلاثة من اسبوعين ثلاثة كيف ما فهمت صحيح ان شاء الله الدروس حتى بعد الحج. سألني بعض الاخوة هل الدروس تستمر؟ نستمر ان شاء الله حتى قرب الاختبارات باذنه تعالى ثلاثة دروس مي بأيام ثلاثة دروس. الاربعاء ثلاثة درس الفقه. الاربعاء درس فتح المجيد ان الواسطية فقط ان شاء الله تعالى نعود الى ما كنا بصدده وهو الكلام على القدر اخذنا منه شيئا ما ادري وين وصل كلها طيب وصلنا الى قوله جل وعلا قوله رحمه الله جفت الاقلام وطوية ها ذكر شيخ الاسلام بعد ذلك الادلة على تلك المرتبتين في الاولى والثانية العلم ثم الكتابة فقال رحمه الله تعالى قال تعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب. ان ذلك على الله يسير وقال ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها. ان ذلك على الله يسير الاية الاولى دلت على ان علم الله جل وعلا شامل لما في السماء وما في الارض كما قال الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض. وقوله جل وعلا الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض هذا دليل على مرتبة العلم. لان قوله يعلم ما في السماء والارض. هذا علم غير مقصود بزمن فهو علم بما يكون في السماء والارض. وهو جل وعلا عالم بكل شيء سبحانه. قال ان ذلك في كتاب وقوله ان ذلك للاشارة في قوله ذلك الى المعلوم مما يكون في السماء والارض. وذلك ان القدر يعني ما جعله الله جل وعلا باللوح المحفوظ مكتوبا هذا متعلق بما يحدث في السماوات والارض الى قيام الساعة قال ان ذلك في كتاب. فما يكون في السماء والارض جعله الله جل وعلا في كتابه. والكتاب هو المجموع سمي كتابا لانه يجمع فيه اما الصحف واما الكلام ولهذا قيل للكتابة كتابة لان الكاتب يجمع الحروف. وهذا يبين ان الكتابة اللوح المحفوظ حقيقة كتابة بالقلم على ما يفهم من قول القائل وعلمه جل وعلا بكل شيء على الله يسير ان ذلك على الله يسير. فالله جل وعلا لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الارض. كما قال سبحانه وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الارض انه كان عليما قديرا. فمن اسباب ان الاشياء يسيرة عليه جل وعلا انه عليم سبحانه قدير سبحانه. فعلمه تام كامل من جميع الوجوه. وقدرته تامة كاملة من جميع الوجوه. قدير هو جل وعلا على كل شيء. على ما يشاؤه وعلى ما لم يشأه سبحانه. فقدرته عامة في قدرته عامة على كل شيء. ولهذا قال هنا ان ذلك على الله يسير. وعلمه جل وعلا بتفاصيل كل شيء وكتابته لذلك هذا يسير على الله سبحانه وتعالى وذلك عظمته وجلاله وكمال اسمائه وصفاته وكمال علمه وقدرته جل وعلا وقال جل وعلا ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها. ان ذلك على الله يسير يعني ان الله جل وعلا كتب في اللوح المحفوظ ما يصيب الناس وما يقع في الارض من مصايب وآآ مفهومه ايضا ما يقع في الارض من خيرات. فالكل مكتوب. وخص المصيبة في هذه الاية لانها هي التي يتحسر عليها ويقع في نفس الانسان منها ما يقع من سخط ونحو ذلك. فاذا علم ان كل شيء وانه مكتوب وان القدر سابق اطمأنت نفسه وحسن ظنه بربه جل وعلا وعلم ان ذلك موافق لحكمته به سبحانه ان ذلك على الله يسير. يعني ما ذكر هو عليه جل وعلا يسير. هذا استدلال من شيخ الاسلام على كالمرتبتين قال بعدها وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه يكون في مواضع جملة وتفصيلا فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء واذا خلق جسد الجنين قبل نفخ الروح فيه بعث اليه ملكا فيؤمر باربع كلمات فيقال اكتب رزقه له وعمله وشقي ام سعيد ونحو ونحو ذلك. هذا فيه اشارة من شيخ الاسلام رحمه الله الى ان التقدير او القدر هو بالنسبة الى العلم العام وهي المرتبة الاولى والى التقدير معنى الكتابة في اللوح المحفوظ هذا على وجه الاجماع. وهناك ايضا ايمان بالقدر على وجه التفصيل. وذلك ان علم الله جل وعلا يكون بحسب المعلوم فهو جل وعلا علم الاشياء في الازل قبل ان تحدث واذا حدث الشيء علمه جل وعلا فيوافق علمه السابق ولهذا قال جل وعلا في ايات في القرآن في مثل قوله سبحانه فيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. الى قوله وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم ليتبعوا الرسول ممن ينقلبوا على عقبيه. ونحو ذلك من الايات التي فيها ان الله جل وعلا جعل الاشياء وقدرها لكي يعلم. فهذا فيه دليل على ان العلم يكون بعد وقوع الشيء وهذا لا ينافي العلم السابق. العلم السابق فيه ادلته والله جل وعلا يعلم الاشياء جملة وتفصيلا. الكليات والجزئيات العلم الازلي السابق وكذلك اذا حدث الشيء علمه. وما جاء في الايات من مثل اية البقرة هذه الا لنعلم من يتبع الرسول ونحو ذلك فهذا المراد منه عند المحققين اظهار العلم الذي تكون به الحجة على العباد. ففي قوله الا لنعلم من الرسول هو جل وعلا يعلم ذلك قبل حدوثه ولكن هذا لاظهار العلم. الذي تقوم به الحجة على العبد فالله جل وعلا يعلم قبل ذلك. وانما خص هنا هذه المسألة وامثالها يعني مسألة تحويل القبلة وامثال ذلك. لانه ترعى او فعل ليعلم جعل ذلك لاجل ان يظهر علمه السابق وتقوم الحجة على العبد. وهذه الايات استدل هذه الاية وامثالها استدل بها الذين يقولون ان علم الله مستأنف كما يأتي في بيان تلك الطائفة لان قوله الا لنعلم هذا فيه دليل على ان العلم يكون بعد الوقوع ففيه تخصيص بذلك قالوا وهذا يدل على ان علم الله مستهلك وهذه هي اول مرتبة من مراتب القدر التي نفلت اللي هي العلم السابق فجعل الامر انف ومستأنف يحدث بلا علم سابق وبلا قدر سابق. وبينت لك ان معنى هذه الايات هو اظهار العلم السابق لكي يكون حجة على العباد. فالايات متوافقة غير كذلك بالنسبة للكتابة هناك انواع من التقدير الكتابي و اصله في ام الكتاب في اللوح المحفوظ وهو الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام ان الله قدر مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين سنة وكان مرشده على الماء قدر مقادير الخلائق يعني كسبها. هذا التقدير العام في اللوح المحفوظ. وهو الذي جاء في قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب. يعني الكتاب الاصل الذي لا يتغير ولا يتبدل. وهو اللوح المحفوظ هذه الكتابة العامة السابقة للخلق. وهناك كتابات تفصيلية هذه الكتابات التفصيلية تفصيل لما كتب في اللوح المحفوظ ومنها ما ذكره شيخ الاسلام هنا قال في الكتابة العامة كتب في اللوح المحفوظ ما شاء. هذه الكتابة الاصل ثم ذكر نوعا اخر من الكتابة قال واذا خلق جل وعلا جسد الجنين قبل نفط الروح فيه بعث اليه ملكا فيؤمر باربع كلمات. وفي الحديث ايضا في الرواية فيؤمر بكتب اربع لماذا فيقال اكتب رزقه واجله وعمله وشقي ام سعيد وهذه ذكر شيخ الاسلام ان انه قبل نفخ الروح. ثم يؤمر لقوله في الحديث ثم يؤمر بنسخ الروح. هذه خاصة متعلقة بهذا الانسان الذي ستنفخ فيه الروح. وهذا الكسب هو تفصيل لما في اللوح المحفوظ؟ هو مكتوب في اللوح المحفوظ ويؤمرون بذلك. فيكون كتابة تفصيلية في حق هذا المعين. كذلك هناك التقديم الثانوي الذي يكون في ليلة القدر قال جل وعلا انا انزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر سميت ليلة القدر لانها يقدر فيها ما يحصل في تلك السنة يقدر بمعنى يكتب اما التقدير الاصلي فهو في اللوح المحفوظ وهي التي في قوله تعالى في اول سورة الدخان حا ميم والكتاب المبين انا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين فيها يفرق كل امر حكيم وهذا الفرق يفرق كل امر يعني يفصل من اللوح المحفوظ الى الصحف التي بايدي الملائكة كما هو احد وجهه التفسير فهذه كتابة سنوية الثاني الكتابتان العمرية والثانوية. هذه يكون فيها تعليق يعني يقال فيها ان فعل العبد كذا فتكون يكون القدر كذا وان فعل العبد كذا يكون القدر كذا فان وصل رحمه زيد في عمره ان وصل رحمه وسع له في رزقه فما يكون فيه المحو والاثبات هو في هذه الصحف التي فيها التقدير ثانوي او العمر الذي بايدي الملائكة. وهذه تكون معلقة كما قال ابن عباس في تفسير اية الرأس وهي قوله جل وعلا يمحو الله ما ويثبتوا وعنده ام الكتاب. وهناك اشياء يعني من القدر تقبل المحو والاثبات. وهناك اشياء من الكتابة لا تقبل المحو والاثبات بل هي اجال لا تقبل التغيير. او اشياء لا تقبل التغيير. وذلك ما في اللوح المحفوظ. اما ما في صحف الملائكة فانه يقبل التغيير وكل ذلك مكتوب باللوح المحفوظ. لكن يعني مكتوب التفصيل والنهاية. لكنه لا يقبل المحو والاثبات. اما ما في صحف الملائكة فانه يقبل المحو والاثبات كما قال وعلا يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب وهذا الوجه هو الذي قاله ابن عباس رضي الله عنه وهو وجه ظاهر البيان والصحة لانه موافق للادلة كما قال جل وعلا وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في كتابه وقال عليه الصلاة والسلام من سره ان يبسط له في رزقه وينسأ له في اثره فليصل رحمه فكان وصل الرحم سببا في زيادة الرزق. وسببا في نسأ الاثر. في زيادة العمر. وان الرجل لا ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. هذا كله بما في صحف الملائكة وما يكون فيها. فاذا هاتان المرتبتان العلم والتقدير بها اجمال فيها جملة علم يملي وهناك علم تفصيل او علم بالكليات والجزئيات وكذلك التقدير فيه تقدير عام لجميع المخلوقات وهناك تقديرات اخر وانواع من الكتابة تفصيلية وقد فصل فيها ابن القيم رحمه الله في كتابه شفاء العليل في ذكر هذه المراتب وذكر أنواع التقدير الخمسة وذكر الأدلة عليه بما يحال به عليه لأنها كلها القدر السام قوله هنا واذا خلق جسد الجنين قبل نفخ الروح فيه بعث اليه ملكا وقد جاء في الصحيح صحيح مسلم انه مما يؤمر به اهو ذكر ام انثى؟ يعني يعلم هل هو ذكر او انثى؟ فالملك يؤمر بك هذه الكتابات واكتب رزقه واجله وعمله وشقي ام سعيد. وكذلك يقال ملك اذكر هذا الجنين ام انثى فاذا كان كذلك سيكون باعلام الملائكة لهذه بهذا العلم الا وهو هل هو ذكر ام انثى؟ خرج ذلك المعلوم من كونه غيبا مختصا لله جل وعلا. فاذا علم نوع ما في الرحم هل هو ذكر ام انثى؟ هو مختص بالله جل وعلا قبل نفس الروح واذا نفخت فيه الروح فان الملائكة تعلم فاذا يكون غير مختص بالله جل وعلا فليس من الغيب الذي لا يطلع عليه احد. ولهذا في هذا الزمن يطلعون على هذا الجنين بالاجهزة هل هو ذكر ام انثى؟ لانهم يرون ما يتميز به ذكر مما يتميز به الانثى اذا من الشهر الخامس فما فوق وهذا ليس من الغيب المختص بالله بل هو مما يدرك. وقد ذكر ابن العربي المالكي وغيره انه يمكن معرفة نوع الجنين بدلائل يقينية عند اهل الاختصاص والمعرفة حتى في زمنه. اذا ما يكون عند نفس الروح في الجنين من جهة الكتابة هذه الكلمات الاربع رزق الرزق والاجل والعمل ام سعيد؟ قال بعض اهل العلم الاجل يختلف عن العمر العمر يقبل التغيير واما الاجل فهو الذي لا يقبل التغيير وذلك لقوله جل وعلا فاذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون وقال لكل امة اجل والآيات في ذكر الأجل وعدم الاستأخار والإستقدام فيه كثيرة وقال في العمر وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب قالوا فهذا يدل على ان الاجل لا يقبل التغيير ولا يقبل الاستغفار والاستقدام والعمر يقبل ذلك وهذا الذي قالوه باعتبار ما جاء في القرآن صحيح اما باعتبار ما جاء في السنة فانه ليس بطائر لان هذا الذي يكتب من الاجل التغيير لقوله عليه الصلاة والسلام من سره ان يبسط له في رزقه وينفع له في اثره وفي بعض الفاظ هذا الحديث وينسأ له في اجله وهذا ظاهر لكن الاستعمال او ما جاء في القرآن من ذلك واضح في التفريق بين الاجل والعمر. قال شيخ الاسلام بعد ذلك فهذا القدر او هذا القدر قد كان ينكره غلاة القدرية. قديما ومنكروه اليوم قليل. يقصد بغلاة القدرية الذين ينكرون العلم السابق وهم الذين ظهروا في عهد ابن عمر في البصرة قيل ان دمشق ومعبد الدهني ومن كان على هذه الشاكلة فانهم زعموا ان الله جل وعلا لا يعلم الاشياء الا بعد ان تحصل قالوا الأمر اولف مستأنف اول حديث في صحيح مسلم حديث ابن عمر المعروف عن عمر وفي حديث جبريل فيه هذه البدايات وانه اناس في البصرة كانوا يتقصرون العلم قالوا ان الامر انف قال عمر اخبرهم ان قال ابن قال ابن عمر اخبرهم اني منهم براء ثم ساق الحديث الذين كانوا ينكرون القدر كانوا ينكرون مرتبة العلم في العلم السابق وهؤلاء هم غلاة القدرين وقوله وولاة القدرية يعني ان هناك قدرية غير غلام. هل هذا المفهوم صحيح من كلامه؟ نعم. هو صحيح لان القدرية انواع منهم الغلاة ومنهم من ليسوا بغولاة وبعض اهل العلم يعبر يقول المتوسطون وبعض اهل العلم يثبت ثلاث طبقات القدرية الغلاة والمتوسطون من مخالفتهم في القدر خفيفة وقوله القدرية هذا اسم لمنكر القدر والاصل ان النسبة تكون للمثبت. لا للناس فاذا اثبت شيئا ننسبه اليه كما يقال الصفاتية لمثبتة الصفات العقلانيين لمثبت او العقل ونحو ذلك. لكن هؤلاء قيل لهم القدرية لانهم نفاة القدر. هذا اصطلاح خاص. الذين ينقون هنا القدر سواء الغلاة ام غير الغلاة يقال لهم قدرية ويشمل طائفتين كبيرتين الاولى الغلاة الذين انكروا العلم والطائفة الاخرى المعتزلة الذين انكروا ان الله جل وعلا يخلق العبد وزعموا ان العبد يخلق فعل نفسه كما سيأتي في المرتبة الاخيرة ويقابل القدرية الجبرية ليأتينا بيان فرقهم في اخر الكلام ان شاء الله قال ومنكروه اليوم قليل وهذا في وقت شيخ الاسلام يعني منكر العلم السابق قليل. والذين ينكرون العلم في زمنه وفي هذا الزمن. هم الفلاسفة. ومن كان على ملعب غلاة القدرية من بعض الناس الذين لا ينتسبون الى طائفة. الفلاسفة يزعمون يعني الفلاسفة الاسلاميين ان الله جل وعلا يعلم الكليات دون الجزئيات وهذا انكار للعلم. يقول العلم يقولون العلم السابق هو علم كلي لا تفصيل. علم بالكليات دون الجزئيات وهو نوع من انكار العلم السابق. هؤلاء هم الذين قال فيهم الشافعي رحمه الله كلمته المشهورة ناظروا القدرية بالعلم فان اقروا به خصموا وان انكروه كفروا. لما انتهى من ذلك شيخ الاسلام قال واما الدرجة والثانية يعني من درجتين القدر فهو مشيئة الله النافلة وقدرته الشاملة ذكرنا ان الدرجة الاولى عديمة بالعلم والكتابة قديمة. والدرجة الثانية تقارن المقدور. تقارن المقضي. القدر اذا وقع او اذا شاء الله جل وعلا ان يقع لا بد ان يكون بقدر سابق وبقدر مقارن هذا القدر المقارن هو مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة وهذه هي الدرجة الثانية وتشمل مرتبتين فصل ذلك شيخ الاسلام بقوله يعني مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة قال وهو يعني هذه الدرجة كيف يكون الامام بذلك؟ الايمان بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه ما في السماوات وما في الارض من حركة ولا سكون الا بمشيئة الله. لا يكون في ملكه ما لا يريد. وانه سبحانه على كل شيء قدير من الموجودات والمعلومات. فما من مخلوق في الارض ولا في السماء الا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه ومع ذلك فقد امر العباد بطاعته الى اخر كلامه. هذه الدرجة الاولى فهذه الدرجة الثانية مرتبتها الاولى وهي المرتبة الثالثة من مراتب القدر الايمان بمشيئة الله مشيئة الله النافذة وهو جل وعلا ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن الادلة على هذه المرتبة كثيرة جدا. منها قوله جل وعلا ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها. ولكن حق القول مني الاية وكذلك قوله جل وعلا ولو شاء ربك لا امن من في الارض كلهم جميعا. وكذلك قوله ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد فهو سبحانه يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد. مشيئته نافذة. ومنها قوله جل وعلا وما تشاؤون الا ان يشاء الله وقوله من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم. والايات في هذا الباب كثيرة جدا. فاذا مشيئة الله شاملة. مشيئة الله نافذة. وهو ما شاء كان ومعنى قوله نافذة يعني انه جل وعلا لا معقب لحكمه ولا يخاف جل وعلا احدا ولا يتعدد جل وعلا فيما يشاؤه سبحانه وتعالى بل ما شاءك وهذه المشيئة هي الارادة الكونية لان الارادة تفسيرها المشيئة كما ذكرنا لكم ان الارادة قسمة ارادة كونية وارادة شرعية الارادة الكونية هي المشيئة فاذا قلت شاء الله كذا بمعنى اراده كونان. فلا تكون المشيئة في الامور الشرعية وقوله هنا ما شاء الله كان يعني كونا. اما الامور الشرعية فانها لا يطلق عليها المشيئة. لان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن واما الشرعيات فتدخلها الارادة الشرعية التي توافق محبة الله جل وعلا ما اراده الله شرعا هو موافق لمحبته. اذ لا يريد جل وعلا شرعا الا ما يحبه. ما اراده شرعا قد يكون قد يفعله العبد وقد لا يفعله يريد الله ان يتوب عليكم لكن من العباد من لا يختار ان يتوب الله عليه. فهذه ارادة شرعية. اما الارادة الكونية وهي المشيئة النافذة هذه كما قال ما شاء الله كان. فاذا امن العبد بان يعني اعتقد اعتقادا جازما بان ما شاء الله كان انه جل وعلا يتصرف في هذا الملك كما يشاء. وانه جل وعلا لا معقب له. يحكم في ملكه كما يشاء فما شاءه حصل ووقع وما لم يسعه جل وعلا لا يحصل ولو اجتمع عليه من باخبارها. من في السماوات ومن في الارض فانهم لا يستطيعون ان يفعلوا شيئا هو جل وعلا لا يشاؤه بل ان مشيئتهم من حركة ولا سكون. لانه ليس الاصل السكون. وليس الاصل الحركة بل السكون بمشيئة بقدر والحركة بمشيئة وبقدر فمن قال ان الاصل هو السكون والحركة خلاف الاصل زعم ان القدر راجع الى المتحركات دون الساكنات ولكن هذا باطل بل انه ما من سكون الا بمشيئة. وما من حركة بمتحرك الا بمشيئة فسكون الساكن ليس عن اختياره وليس لان الاصل فيه السكون بل لان الله قدر جل وعلا ان هنا ساكنا وشاء منه في هذه اللحظة ان يكون ساكنا. اذا قلنا قدر يعني في الماضي. تقدير بالعلم والكتاب. وفي هذه اللحظة التي رأيت الساكن فيها ساكنا فهو بمشيئة الله جل وعلا. والله سبحانه له ملائكة وكلهم وعلا فعل ما يشاءه سبحانه وكلهم توكيل هم موكلون بذلك كما قال جل وعلا وليتوفاكم ملك الموت ملك الموت الذي وكل بكم وهم موكلون قال الا بمشيئة الله ان حركة ولا سكون الا بمشيئة الله حتى سقوط الورقة هبوب الريح هباءة ماشية تراها شعاع. فيه غبار هذا كله بمشيئة الله جل وعلا. لا يخرج شيء عن مشيئة الله جل وعلا النافذة وعن قدرته سبحانه الشاملة قال لا يكون في ملكه ما لا يريد هذا تهليل لما سبق وانه سبحانه على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات هذه القدرة الشاملة عبر شيخ الاسلام بقوله قدرته الشاملة وذلك لانه في القرآن وفي السنة فيها القدرة الشاملة على الموجودات والمعدومات ففي القرآن في ايات كثيرة والله على كل شيء قدير. وقال ان الله كان على كل شيء قديرا. وقال والله وكان الله على كل شيء مقتدرة والايات في ذلك كثيرة. قال على كل شيء وكل من الفاظ الشمول والظهور في العموم وتشمل المعدوم والموجود وشيء اسم لما يقبل العلم يعني للمعلوم او لما يؤول الى العلم والمعدوم يقبل العلم فاذا صارت مشيئة الله مشيئة الله نافذة وقدرته شاملة للموجود لما رأيته وللمعدوم ايضا وقوله المعدوم يعني لما لم يشق الله جل وعلا. فهو سبحانه ما شاءه كان. لكن مما يقدر عليه سبحانه ربما يكون وربما لا يكون. بحسب حكمته جل وعلا. وهذا بعدل اطلاق السمو النصوص في قوله والله على كل شيء قدير. وهذا مذهب اهل السنة والجماعة ان قدرة الله شاملة للمعدومات والموجودات. كما قال سبحانه ولو شاء الله لاسمعهم قال جل وعلا ولو علم فلو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم ولو اسمعهم لتولوا وهم معرضون. فاذا الاسماع اسماع الاستجابة ما حصل ولو اسمعهم اسماء الاستجابة لتولوا وهم معرضون. وهذا تابع للعلم. وهو تابع ايضا للقدرة كما قال جل وعلا قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم او ومن تحت ارجلكم او يلبسكم شيعة ويذيق بعضكم بأس بعض. وفي هذه الاية اثبات ان الله جل وعلا قادر على هذه الثلاثة اشياء. قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم هو قادر على هذا الشيء وهل هذا الشيء حصل؟ موجودا او معلوم؟ قال عليه الصلاة والسلام حينما تلى هذه الاية اعوذ بوجه وادير وقال ايضا في قوله او من تحت ارجلكم قال اعوذ بوجهه فاجيب وقال في قوله او يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض هذه اهون لان الله جل وعلا لم يعطه ذلك. قال العلماء دلت الاية على ان الله على ما شاءه وعلى ما لم يشأه. فقوله وهو على كل شيء قدير فيه عموم في القدرة على ما شاءه وعلى ما لم يشاء. وهذا مذهب اهل السنة. والاشاعرة والماتوريدية وغيرهم يقولون ان القدرة لها تعلقان تعلق صلوحي وتعلق قديم على بحث يعني يحتاج الى تفصيل لكن ايضا مما يناسب كلام كلام هذا هنا يقولون ان القدرة قدرة الله جل وعلا متعلقة بما جاءه ولهذا يقول الاشاعرة كثيرا في كتبهم والله على ما يشاء قدير. وهذه عند اهل السنة والجماعة باطلة. لا يجوز ان يخالف المرء نص القرآن ويقول والله على ما يشاء قدير ونعم هو جل وعلا على ما يشاء قدير. لكن قدرته على ما يشاء وعلى ما لم يشأ. وهو سبحانه قدير على ما شاء وقدير على ما لم يشاء. فعندهم القدرة متعلقة بما شاءؤه. وعند اهل السنة فاذا في حق العاصي يعني المعتزلة نظروا انه في حق العاصي. هذا عطى وحين يشرب الخمر. من الذي خلق هذا الفعل قالوا اذا قلنا ان الله هو الذي خلقه فمعناه هو الذي فعل القدرة متعلقة بما شاءه جل وعلا وبما لم يشقوا لقوله سبحانه قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم او من تحت ارجلكم او يلبسكم شيعا يذيق بعضكم بأس بعض. نعم جاء في بعض الاحاديث اني على ما اشاء قادر. واني على ما اشاء قدير. وهذا يثبته اهل السنة لانه دليل على انه جل وعلا على ما يشاء ابي وهذا دل عليه قوله على كل شيء قدير. لكن عندهم شعار انهم يعرضون عن قوله والله على كل شيء قدير الى قولهم والله على ما يشاء قدير. واذا كان شعارا لاهل البدع فان استعماله فيه موافقة لهم مع صحته في نفسه ماله. وقول القائد انه جل وعلا على كل شيء قدير هذا يشمل ما شاءه وما لم يشاءوا وفيه موافقة للنصوص من الكتاب والسنة. هذا معنى قول شيخ الاسلام من الموجودات والمعلومات وهو على كل شيء قدير من الموجود والمعدوم طبعا هذا كله متعلق ما يمكن اما المحال مما حاله او منعه جل وعلا ان يكون في ملكه واوجب ذلك على نفسه وهو جل وعلا قدير على كل شيء على هذا وذاك ولكن لما جعل ذلك محالا فهو لا يكون وقدرته شاملة جل وعلا لكل شيء. ولكن المحال هو الذي جعله جل وعلا محالا مثل ان يكون ثم اله بحق. فهذا محال فلا يكون هالبتة. هل هذا متعلق بالقدرة؟ نقول نعم القدرة متعلقة بكل شيء لكن هذا محال لا يكون كذلك ان يوجد اله اخر على محال كذلك ان يكون له جل وعلا ولد. هذا محال الى اخره. وهذه المحالات هو جل وعلا الذي جعلها محالفا سبحانه وتعالى. فاذا لا تبحث هذه كما بحثها الفلاسفة فهل تدخل تحت القدرة او لا تدخل؟ لان هذه جعلها الله جل وعلا محالات. فما يبحث هو ما جاءت فيه النصوص. واما ما جعله الله جل الا محالا فاننا نأخذه على ما جاء في النص ولا نخوض فيه هل تشمله القدرة او لا تشمله؟ لانه لا فائدة منه ولان فيه ادراكا واعتراضا على النصوص قال بعد ذلك فما من مخلوق في الارض ولا في السماء الا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه مع ذلك فقد امر العباد بطاعته وطاعة رسله. قوله قوله ومع ذلك يعني مع وجود القدر السابق الله جل وعلا امر العباد بطاعته القدر لا يعني عدم العمل. بل القدر قدر الله جل وعلا هو ما هو علمه جل وعلا بما سيكون. كتابته جل وعلا لما سيكون. وما قدر. سبحانه وتعالى على عباده ومع ذلك امر العباد بالطاعة ونهاهم عن المعصية وهو جل وعلا يحب المتقين ويرضى عن الذين امنوا وعملوا الصالحات والله جل وعلا شيئا ويبغض شيئا والجميع قد شاءه اذا كانت المعاصي داخلة تحت المشيئة فكيف تدخل تحت المشيئة مع انها داخلة تحت ما يبغض الرب جل وعلا. وهذا الضلال او هذه الشبهة اوقعت بعض الطوائف في الظلام. واهل السنة قالوا انه يجتمع بحق المعين من المسلمين الاعادة الكونية والشرعية فيما اعطاها الله جل وعلا فيه. يجتمع فيه المحبة والارادة الكونية ومن خالف كافر او العاصي حين معصيته نفذت فيه المشيئة. والارادة الكونية ولكنه في هذه الحال لم يوافق الارادة الشرعية. فالمسلم تعلق به في طاعته حين يطيع الارادة الكونية التي هي المشيئة والارادة الشرعية هو العاصي حين عصى او تعلق به الارادة الكونية دون الارادة الشرعية. فالمسلم تعلق به في طاعته حين يطيع الارادة الكونية التي هي المشيئة والارادة الشرعية. والعاصي حين عصى او تعلق به الارادة الكونية دون الارادة الشرعية. فلهذا صار صارت المحبة والرضا تبع للارادة الشرعية. فالمسلم الذي عمل الطاعة واجتمعت فيه الارادة الشرعية الكونية حصل له محبة من الله جل وعلا لاتيانه بما اراده الله شرعا. المحبة تبع للارادة محبة تبع لتنفيذ الارادة الشرعية. والبغض تبع لعدم الاتيان بما يريده الله جل وعلا شرعا ولا يجتمع في حق معين من المسلمين يجتمع موجب المحبة وموجب البغض وفي الكافر تكون فيه الارادة الكونية. اذا تبين ذلك فان الله يرضى كما ذكر الشيخ عن المتقين. ويحب المتقين والمحسنين والمقسطين وهذه مسألة ضل فيها طوائف وذهبوا لاجلها الى الجبر وبعضهم ذهب الى نفي القدر وبعضهم ذهب لدخوله في التعليم فظلوا والقدرية اصناف واصل ضلالهم هو الدخول في الافعال وقد قال شيخ الاسلام ابن تيمية في تائيته القدرية ويدعى خصوم الله يوم ميعادهم الى النار طرا معشر القدرية سواء نفوه اوسعوا ليخاصموا به الله او ما روا به في الشريعة فهذه الطوائف القدرية من حيث العموم النفات باصنافهم الذين سبقوا و من سعى ليخاصم او ما رابه في الشرع وهاتان الطائفتان من من مارا به في الشرع يعني من مارا بالقدر في الشرع يعني في الامتثال راجع الى عدم التفريق بين الارادة الكونية والشرعية. الى عدم فهم انه يجتمع في حق المعين المشيئة الكونية هو ما لا يريده جل وعلا شرعا وهذا ظاهر بين شيخ الاسلام المح الى هذا في هذه الكلمة. طبعا مسائل القدر متنوعة و شبه القوم والدخول فيها لا يناسب لانها تحتاج الى ردود تفصيلية وتفصيلية لها مجالس اخر ان شاء الله تعالى انتهى من هذه المرتبة قال بعدها والعباد فاعلون حقيقة. والله خالق افعاله والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم وللعباد قدرة على اعمالهم ولهم ارادة والله خالقهم وخالق قدرتهم وارادتهم. وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية هذه الدرجة اللي هي مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة وان الله جل وعلا هو الذي خلق افعال العباد هذه مرتبتان المرتبة الاولى عموم القدرة ونفوذ المشيئة. هذه المرتبة التالية من مراتب القدر. والمرتبة الرابعة ان الله خالق كل شيء ومن ذلك افعال العباد فانتهى من المرتبة الثالثة وهي الاولى من الدرجة الثانية. ثم ذكر الاخيرة من مراتب القدر فقال والعباد فاعلون والله خالق افعاله. العباد جمع عبد من هذا العبد الذي يريده؟ المؤلف؟ فصل ذلك. قال العبد هو المؤمن والكافر المؤمن والكافر البر والفاجر هو الذي يفعل فعله حقيقة ليس فعله ليس فعله الذي فعل مجازا. وانما فعل حقيقة. ما معنى ذلك؟ يعني حين صلى من المصلي من الذي فعل الصلاة هو العبد؟ حين تصدق من الذي تصدق على الحقيقة؟ من الذي فعل الصدقة هو العبد؟ حين والعياذ بالله شرب الخمر حين سرق حين ارتشى حين اكل الربا حين زنا الى اخره من الذي فعل هذه الافعال؟ على الحقيقة الذي فعلها العبد هل معنى ذلك ان العبد هو الذي خلق فعل نفسه نقول لا العبد له قدرة وارادة وهو الذي فعل هذا الفعل فالعبد فالفعل ينسب للعبد لانه هو الذي اختاره وفعله بنفسه لم يكره عليه. ومع ذلك من الذي خلق فعله؟ قال شيخ الاسلام والله خالق افعاله فاذا اجتمع ان يكون العبد هو الذي فعل على الحقيقة. ليس فعلا مجازيا كما يقوله الاشاعرة والماتريدية وفوائد وليس هو الذي يخلق فعل نفسه كما يقوله المعتزلة يعني القدرية وانما هو يفعل حقيقة والله هو الذي خلق به لا وذلك لمجيء هذه في النصوص. اما الفعل حقيقة فلانه جاء في النصوص نسبة الفعل الى العبد قال جل وعلا ان الله يحب التوابين. ويحب المتطهرين. العبد هو التواب. واذا كان هو التواب التواب صيغة مبالغة من اسم الفاعل كاف وتائب اسم فاعل التوبة المتطهر هذا اسم فاعل التطهر فاذا العبد هو الذي فعل التوبة. وهو الذي فعل التطهر. لدلالة اللغة. واذا كان كذلك فهذه الدلالة حقيقية فهو الذي فعل التوبة حقيقة لان الله جل وعلا جعله توابا وجعله متطهرا. والاصل كما هو معلوم ان ما اسند الى العبد فهو فهو الحقيقة باتفاق الناس الاصل هو الحقيقة باتفاق الناس سواء الذين قسموا لغة العرب الى حقيقة او مجال ومجاز او الذين لم يقسموا. بالاتفاق ان الاصل هو الحقيقة. فاذا عند الجميع ما اسنده الله جل وعلا من من الافعال للعبد هو الذي فعلها حقيقة لانه هو الاصل ولهذا في الادلة جميعا صلى قام تصدق الى اخره امر الله جل وعلا بالصلاة بالصوم بالتصدق تعال العبد هذه الاشياء فهو اذا يفعلها حقيقة. لكن كيف فعلها كيف فعلها؟ جعل الله جل وعلا له قدرة. ركز معي جعل له قدرة وجعل له ارادة هذه القدرة التي جعلها في العبد من الذي خلقها؟ خلقها الله. وهذه الارادة التي جعلها للعبد من الذي خلقها خلقها الله جل وعلا. ففعل العبد ينتج عن هاتين الصفتين. القدرة والارادة. والقدرة والارادة مخلوقتان فاذا ما يحصل منهما مخلوق فاذا اجتمع ان العبد يفعل حقيقة وانه لا يخلق فعله. لانه اذا كان يصح ان يقال يخلق فعله معناه ما احدثه يعني الاسباب او الالة التي جعلته يفعل يكون هو الذي خلقها والالة التي جعلته يفعل الجوارح او هذه الصفات القدرة والارادة ولم يخلقها وانما خلقها الله جل وعلا فاذا النتيجة هي ها ان الله خلق فعل العبد لانه خلق له القدرة وخلق له الارادة. والعمل فعل العبد لا يكون مطلقا ابدا الا بقدرة وارادة لا يمكن ان يعمل عملا حتى تكون عنده قدرة وارادة. والارادة نعني بها الارادة الجازمة. والقدرة نعني بها القدرة التامة فظابط الارادة التي يحصل بها الفعل هي الارادة الجازمة والقدرة التي يحصل بها الفعل هي القدرة التامة يعني قد يكون مريدا للشيء لكن ارادته مترددة. فهل يحصل الفعل؟ لا يحصل. لانه ما ادري. يقول انا متردد اريد ان اذهب الى المسجد واريد ان اذهب الى مكان كذا فارادتهم مترددة. هذه الارادة المترددة لا يحصل بها الفعل. حتى تتحول الى ارادة جازمة. فاذا توجه جزم باختيار احدى الارادتين صارت ارادته جازمة. فان كان عنده قدرة عنده الات عندها رجل يمشي بها او اراد ان يكتب وعنده قدرة على الكتابة متعلم للكتابة ويدك صحيحة حصل له مراده. فاذا النتيجة الفعل لا يحصل حتى يكون عند العبد ارادة جازمة لهذا المعين من الفعل وقدرة تامة على هذا المعين من الفعل. في ناس عندهم ارادة جازمة ولكن عندهم قدرة ناقصة يريد مثلا ان يسافر هذه اللحظة الى مكان كذا وكذا. هذه ارادة جازبة لكن هل عندك قدرة على ذلك؟ ما عنده قدرة. الا يحصل الفعل فاذا نقول الفعل لا يكون من العبد الا بارادة جازمة وقدرة تامة والارادة والقدرة مخلوقتان فالفعل مخلوق. هذا من حيث التدليل العام. ومن حيث التدليل الخاص قال جل وعلا فالله خلقكم وما تعملون. وفي قوله هنا والله خلقكم وما تعملون. وجهان من التفسير. الاول ان تكون ماء بمعنى الذي والله خلقكم هو الذي تعملون. يعني تعملونه الثاني ان تكون ماء مفترية تقدر مع الفعل مرتب. فيكون معنى الاية والله خلقكم وعملكم فاذا في الاية دليل على ان الله خالق بافعال العباد لهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية في هذه العقيدة المباركة قال وللعباد قدرة على اعمالهم ولهم ارادة. والله خالقهم وخالق قدرتهم وارادتهم الصفات هذه من التي من الذي خلقها؟ رب العالمين. هم الذين يفعلون من الذي خلقهم؟ رب العالمين. اذا النتيجة ان الذي يحصل منهم من الافعال الذي خلقه رب العالمين لكن الفعل فعل من؟ فعل العبد حقيقة. قال وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية. الذين سماهم النبي صلى الله عليه وسلم مجوس هذه الامة هذه الدرجة من القدر يعني الدرجة الثانية الايمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة وكذلك بان الله هو الذي يخلق فعل يكذب بها عامة القدرية ويعني به بالقدرية هنا المعتزلة ومن شابههم في نفي القدر نفاة القدر هم القدرية الغلاة ينفون العلم وهؤلاء ينفون المشيئة النافذة ومنهم من لا يسير من لا ينفي هذه المشيئة النافلة او القدرة الشاملة ولكن ينسي ان الله خلق فعل العبد اتعلمون انه من المشهور ان المعتزلة يقولون ان العبد يخلق فعل نفسه. لماذا قالوا ذلك؟ قالوا لان العبد يعمل المعاصي واذا قلنا ان المعصية خلقها الله جل وعلا سيكون ذلك محظورا من وجهين الاول ان يكون الله هو الذي فعل المعصية والثاني ان يكون اجبرهم عليها وهاتان ممتنعتان شرعا وعقلا هذا صحيح فان الله جل وعلا ليس هو الذي احب بل الذي فعل العبد ولكن الله خلق و قولهم هذا يعني الاجبار نقول وكذلك الاجبار منفي لكن هل يصح ان تكون هذا الفعل دليلا على انه يجبر؟ هل يصح ان ذلك دليلا على انه هو الفاعل؟ نقول لا. هذا ليس بصحيح. بل النصوص دلت على الكباين على ان العبد يفعل والله جل وعلا هو الذي يخلق وعلى ان العبد يفعل المعصية والله جل وعلا يأذن بها كونا ولا يرضاها شرعا فاجتمع في ذلك المرتبتين اللتين في هذه الدرجة لان هناك تلازم عندهم بين الفعل والخلق. كونه فعل يعني خلع وهذا ممتنع فاذا يكون العبد هو الذي خلق. ايضا لو قلنا ان الله هو الذي خلق ذلك معناه الغينا ارادة العبد اذا الغينا ارادة العبد كان مجبورا على المعصية. وهذا يقدح في العدل والله جل وعلا منزه عن الظلم وله صفة العدل. هذه شبهتهم وهذا الذي قالوا باطل واضح في البطلان لانه لم لانهم لم يفرقوا بين الفعل والخلق. وكوننا نقول ان الله جل وعلا هو الذي خلق هذا الشيء بمعنى انه جل وعلا هو الذي خلق ما يكون به هذا الشيء ومعلوم ان الاسباب في الشرع تحدث المسببات الماء ينزل فينبت به النبات. الله جل وعلا جعل الماء سببا. يتزود الذكر ويضع ماءه في رحم الانثى فيكون منه الولد فالعبد يفعل لكن الذي خلق هو الله جل وعلا. فالاسباب التي تنتج المسببات مخلوقة فاذا النتائج مخلوقة وهذه هي التي فاتت اهل الاعتزال ولا غرابة ان يكونوا غلام في اثبات الاسباب ويناقضون والاشاعرة يقابلونهم بانهم ينفون الاسباب وينكرون ذلك. قال شيخ الاسلام هنا الذين سماهم النبي صلى الله عليه وسلم مجوس هذه الامة وهذا قد جاء في احاديث في السنن عن ابن عمر وعن غيره القدرية مجوس هذه الامة ان مرضوا فلا تعودوهم وان ماتوا فلا تشهدوهم وهذا انه مرسل ولا يصح مرفوعا. وروي عن غيره بعض اهل العلم قال مجموع هذه الروايات يصل الى الحسن قال بعد ذلك شيخ الاسلام ويغلو فيها يعني في هذه الدرجة قوم من اهل الاثبات. حتى سلبوا العبد قدرته واختياره فيخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها. هذي احتوت على جملتين. الاولى ويغلو فيها قوم من اهل الاثبات يعني ان الذين اثبتوا هذه المرتبة اثبتوا المشيئة النافذة واثبتوا القدرة الشاملة يعني على ما يشاء اثبتوا ان الله هو الذي خلق فعل العبد غلوا في ذلك حتى سلفوا العبد قدرته واختياره يعني ارادة وهم الجبرية غلوا في اثبات القدر حتى قالوا ان العبد مسلوب القدرة والاختيار يعني مجبور وهؤلاء الجبرية طائفتان مشهورتان الاولى غلام الجبرية وهم الذين يقولون ان العبد مجبور على كل شيء وهو بمنزلة المقصور المضطر. الى الفعل فهو كالريشة في مهب الهواء وكحركة القلم في يد الكاف العبد مجبور ليس له اختيار مسلوب بتاتا وهو مجبور ولابد ان او لا الغلاة غلاة الجبرية ومنهم الجهمية والصوفية وطوال وهناك متوسطون في الجبر وهم الاشعرية والماثريدية وهؤلاء يقولون ان العبد مجبور باطنا لا ظاهره مجبور في الباطن لكن في الظاهر شكله شكل المختار ننظر اليه عنده قدرة وارادة. لكنه في الواقع في الباطن مجبور وهذا معنى القدر عندهم انه الجور. لكن هل هو مجبور ظاهرا؟ يقولون لا مجبور باطنا اذا كان كذلك فما تقولون في فعل العبد هل هو يفعل الفعل على ذلك عندكم حقيقة؟ قالوا لا. اذا كان مجبورا فمعناه ان الفعل ليس فعلا له حقيقة اذا فعل له على اي شيء؟ قالوا فعل له مجاز اذا كانت كذلك فمن الذي فعل؟ قالوا الفاعل هو الله العبد ما مهمته؟ قالوا العبد محل للفعل ما معنى محل الفعل؟ قالوا كما تكون السكين بيد القاطع يقطع بها الخبزة. السكين ظاهرا لمن رآها والخبز دون اليد المحركة هي التي قطعت وفي الواقع هي محل مجبورة على ان تقطع فاذا قال من قطع السكين من قطع الخبز؟ يعني كيف قطع الخبز؟ يقال بالسكين لكن في الواقع من الذي حرك السكين؟ تحتاج الى محل. فلهذا قال شيخ الاسلام هنا سلبوا العبد قدرته واختياره. فيكون جعلوا العبد بمنزلة الجمادات هنا الاجتماع هذا عندهم بين انه يفعل الفعل مجاز كيف اذا تنسب لها الاعمال؟ وكيف يحاسب على العمل؟ اذا كان هو مجبور عندهم يعني عند العشائرة وما تريدين الجبرية المتوسطة؟ قالوا العبد يكسب فعله فللعبد كسب وهو مجبور على هذا الكهف ما تعنون بالكسب انتم تقولون لا يفعل حقيقة. وانما هو بمنزلة السكين كيف يكون له كسب اذا كان مجبورا اعترف عقلاؤهم وحداقهم انه لا مناص من الاجابة عن هذا السؤال وهذا الذي اوقع الاشعري في ان يخرج الكسب. هذه اللفظة خرجت جواب عن هذا الاشكال هذا الايران. وهذا الكسب ما تفسيره الاشاعرة لهم في شروح عقائدهم اختلاف في تفسير الكشف الى اثني عشر قولا. ذكرت في شروح الجوهرة وغيرها اذا كان اختلفوا في تفسيره على اثني عشر قولا معناه ان الشيء غير معروف والذي ابتدعه الاشعري. ولهذا قال القائل مما يقال ولا حقيقة تحته. معقولة تدنو لذي الافهام الكسب عند الاشعري. والحال عند البهسم وطفرة النظام فهناك ثلاثة اشياء اخترعها اصحابها لا وجود لها في الواقع انما هي موجودة في اذهان اصحابها. شيء لا حقيقة له. لهذا قال مما يقال ولا حقيقة تحته معقولة تزنو لذي الافهام الكسب عند الاشعري هذا الكسب الذي قاله ان العبد يفعل مجازا هو مجبور في الباطن الظاهر مختار مجبور في الباطن وينسب له العمل كسبا ويحاسب عليه كسبا وهو مجبور هذا شيء لا يفهم. ولهذا ما حقيقة حتى يحاسب الله العبد عليه. اختلفوا فيه الاثني عشر قولا وكلها اقوال متضاربة. فمعنى ذلك انهم اخترعوا شيئا وقعدوه وهم لم يفسروه بتفسير يتفقون هم عليه وهم اهل هذا القول. وهذا من ادلة بطلان المسائل كما دلنا ذلك على قول ابي هاشم في الحال والطفرة عند النظر اذا هذا خلاصة لمذهب الجبرية المتوسطة ولهذا يستعملون كثير اللفظة الكشف والعبد وهذا من كسبه والعبد يكسب الفعل. ويكثرون من هذه اللفظة لاجل هذه العقيدة عندهم. واهل السنة والجماعة يستعملون كثيرا بل يستعملون دائما لفظ فعلى العبد. عمل العبد صلى العبد. ما يقولون كسب العبد كذا ما ورد من لفظ الكف في القرآن وفي السنة لا يعنى به طبعا هذا المصطلح المحدث وانما يعنى به العمل لها ما كسبت وعليها ما ثبت يعني لها ما حملت وعليها ما عملت من شر لها ما كسبت من خير وعليها ما عملت من شر. فما ورد في القرآن او في السنة من لفظ فانه يراد به العمل. اما الكسب الخاص بالمصطلح الخاص فانما حدث هذا بعد ثلاثة قرون. وهذا شيء كما ذكرنا لا قتله فاذا هؤلاء سلبوا العبد قدرته واختياره. قالوا لا يقدر وانما الله الذي فعل. لا اريد هو وانما الله الذي اراد المعصية من الذي فعلها هل الله جل وعلا هو الذي فعل المعصية؟ قالوا لا الذي فعلها العبد مجازا اجبر عليها ففعلت فصار محلا لهذا الشيء بمنزلة الاشياء الجامدة. وهذا لا شك فيه والعياذ بالله كما قال المعتزلة في ردهم عن الاسائرة فيه نسبة الظلم الى الله جل وعلا. وهكذا كل جبر كل جبر فانه ينسب الظلم الى الله جل وعلا. اذا اذا كان على ما قالوا ما قولهم في الحكمة هل الله جل وعلا افعاله معللة؟ طبعا استحضروا هذا الشيء. هل في هذا فيه اثبات ظلم؟ الظلم؟ اذا هذا ليش؟ حصل هذا الشيء فاضطروا الى ان ينفوا الحكمة. فيقول ان الله جل وعلا لا يوصف بالحكمة ولا يوصف بان فعله موافق لحكمة او فعله معلل. وهذه هي اخر جملة ذكرها لك شيخ الاسلام ابن تيمية حيث قال ويخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحه يخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها. اذا كان كذلك فهو لا شك نتيجة انهم ينفون الحكم وينفون المصالح لانهم لا يقولون بالاختيار ولا يقولون للعبد يفعل واذا يكون هناك ان الله فعل ولا حكمة له في ذلك حتى يتخلص خوف من نسبة الله جل وعلا الى الظلم. واصل الضلال في ذلك كما ذكرنا اصل الضلال في باب القدر في جميع الفرق سواء فرقة يعني الغلاف الابليسية او المشركين كل هؤلاء الاصل في ضلالهم هو الخوض في الافعال وكل احد على الفطرة ما خاض في هذه المسائل يحس من نفسه انه مختار. يحس من نفسه انه يفعل هذا او هذا وهذا شيء فطري ضروري كل واحد يحس انه يختار هذا الفعل ويختار هذا الفعل فاما هذا واما هذا فان عامل الله جل وعلا العبد بعدله وخذله عمله بالعدل وتركه ونفسه جعله يختار بدون اعانة يختار يعني ما بدا له اختاره وما لم يبدو له تركه الى اخره والله اعطى العبد القدرة والاختيار واذا اراد الله جل وعلا بالعبد خيرا اعانه اعانه على ان تكون ارادته في الخير. واعانه على ان تكون ارادته فيما يحب ويرضى. وهذه الاعانة هي التي تسمى توفيق. التوفيق امر زائد على الاختيار كل احد يختار اعطاه الله جل وعلا الاختيار وهديناه النجدين هو يريد ويحس ذلك فطره. المطيع هل اذا اطاع وتعبد الله وافلح وتابع واخلص هل هذا الفعل اذا احس هو بالارادة يقنع نفسه انه هو الذي حصل هذه الاشياء لا ولكن يعلم انه اعين عليها وهذا هو التوفيق. فكل احد من من اهل الفطرة اذا اذا فعل طاعة يعلم انه هو الذي اختار وهو الذي فعل. لكن لو شاء الله جل وعلا لصرفه عن ذلك بمعنى ما معنى لو شاء الله لصرفه؟ بمعنى ان يكله الى نفسه فلا يوفقه فلا يوفقه ولا يعينه فاذا ترك هو نفسه فانه يضل. فاذا المؤمن يحس بتوفيق الله له يحس بالإعانة يحس بأنه حبب اليه الخير وكره له الشر. ومن عمل بعدل الله جل وعلا هو امامه وقت اختر هذا الطريق او هذا الطريق. اذا في مذهب اهل السنة والجماعة فيه اثبات هذه المراتب وفيه اثبات ان افعال الله معللة افعال الله الكونية وكذلك احكام الله جل وعلا الشرعية ففعل الله في كونه معلل. يعني فعل جل وعلا لعلة لحكمة قد نعلمها وقد لا نعلمها. وقد ذكرت لكم ان الحكمة في صفات الله تفسر بانها وضع الشيء في موضعه الموافق للغايات المحمودة منه وضع الشيء في موضعه هذا عدل فاذا كان وضع الشيء في موضعه موافق لغاية محمودة منه صار حكمة الظلم وضع الشيء في غير موضعه مقابل للعدل ووضع الشيء في غير موضع فاذا الله جل وعلا تثبت له الحكمة والتعليم في افعاله الكونية. وفي احكامه الشرعية. وهذا مذهب اهل السنة والجماعة هو النصوص لذلك كثيرة بين هذا نهاية مبحث القدر كلام شيخ الاسلام هذا المبحث طويل يعني طويل جدا لكن ذكرنا منه ما يتعلق بالكلام الشيخ الاسلام خاصة في مباحث الافعال والاحكام الى اخره ولهذا قال شيخ الاسلام في التالية واصل ضلال الخلق من كل فرقة هو الخوض في فعل بعلتي فانهم لم يفهموا حكمة له. فصاروا على نوع من الجاهلية فانك اذا لم تعلم علم الله فانك لن تفهم الحكم وتريد ان تفهم الحكم والاسرار بعلمك القاصر مستحيل وقد تخاصم الملائكة في الملأ الاعلى كما قال جل وعلا ما كان لي من علم في الملأ الاعلى اذ يختصمون. حديث اختصام الملأ الاعلى معروف كذلك وقع بين موسى عليه السلام والخضر في الصورة التي تكرر الوقوف دائما في يوم الجمعة سورة الكهف وقع بينه وبين الخضر تلك المسائلات. وموسى مع انه كليم الله لكنه لم يدرك العلل ما عرفت اعترف وكان الصواب مع الخضر لانه علم من لدن الله جل وعلا علما فاذا اساس هذا الباب الايمان تسليم العلم بان علم الله جل وعلا لا يمكن للعبد ان يحيطون ان يحيطوا لا يمكن للعباد ان يحيطوا بشيء منه الا بما قدر لهم وان الخوف في الافعال والتهليلات لما فعل ولما ولما حصل لي كذا ولما افطرت ولما رانيت وليش كذا هذا باب من ابواب الشيطان يدخله ونلعب وقد ذكر هذه الخلاصة الاخيرة احد العلماء في ابيات جميلة قال فيها تسلى عن الوفاق فربنا قد حكى بين الملائكة الخصام كذا الخضر المكرم والوجيه المكلم ان الم به الامام تكدر صفو جمعهما مرارا لماذا تكدر الصفو باسم العفنة؟ حرم موسى علم ليش؟ لانه سأل وهكذا من خالف القدر فانه يحرم العلم. من لم يسلم فيه يحرم العلم. قال كذا الخضر المكرم والوجيه المكلم اذ الم به لماما تكدر صفو جمعهما مرارا فعجل صاحب السر الصرامة ففارقه الكليم كليم قلب وقد ثنى على الخضر الملام وما سبب الخلاف سوى اختلاف العلوم هناك بعضا او تماما فكان من اللوازم ان يكون الاله مخالفا فيها انام فلا تجعل لها قدرا هذه الحكمة البليغة وهذه هذا البيان فلا تجعل لها قدرا وخذها شكورا الذي يحيي الانام فهذا باب هدى الله جل وعلا فيها اهل السنة كما هداهم في غيره. ونحمد الله جل وعلا ان جعلنا منهم ونسأله لنا ولكم الثبات. على القول الصالح والعمل الصالح وان يميتنا ثابتين غير خزايا ولا مفتونين وان يغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد