في امر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم واصل هذه المسألة ادخلت في العقائد لاجل مخالفة من خالف فيها. لان امر الجماعة قبل ان تتفرق الامة كان على هذا الاعتقاد كان على اعتقاد جميع ما جاء في الكتاب والسنة من المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله شرح العقيدة الواسطية. الدرس السادس والثلاثون. الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى. ومن اصول اهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم والسنتهم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله به في قوله تعالى والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله لا تسبوا اصحابي فوالذي نفسي بيده لو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيبه ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والاجماع من فضائلهم ومراتبهم. ويفضلون من انفق من قبل الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على من انفق من بعد وفاته. ويقدمون المهاجرين على الانصار. ويؤمنون بان الله قال لاهل وكانوا ثلاث مئة وبضعة عشر اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. وبانه لا يدخل النار احد بايع تحت كما عبر كما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم اللهم صلي بل لقد رضي الله عنهم ورضوا عنه وكانوا من وكانوا اكثر ومن الف واربع مئة ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم العشرة والثابت ابن قيس وغيرهم من الصحابة ويقرون بما تواتر عن امير الم عن امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه من ان خير هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر ويسلطون بعثمان ويربعون بعلي رضي الله عنهم دلت عليه الاثار وكما اجمع الصحابة على ابراهيم عثمان في البيعة مع ان بعض اهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان الدليل اصل المسألة الكتاب والسنة يعني دليل المسألة من الكتاب والسنة. او يأتي الاصل ويراد به القاعدة المشتهرة كما تقول الاصل في البيوع الاصل في العقود كذا الاصل في العبادات علي رضي الله عنهما بعد اتفاقهم على تقديم ابي بكر وعمر ايهما افضل فقدم قول عثمان وسكتوا وربعوا بعلي وقدم قوم عليا وقوم وقوم توقفوا لان استقر واهل السنة على تقديم عثمان ثم علي. وان كانت هذه المسألة مسألة ايمان وعلي ليست من الاسود ليست من الاصول يضلل المخالف فيها عند جمهور اهل السنة. لكن لكن الذي يضلل فيها مسألة خلاف. وذلك انهم يؤمنون ان الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو بكر وعمر ثم عثمان ثم علي ومن طعن في خلافة احد من هؤلاء فهو اضل من حمار اهله. ويحبون اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غديركم اذكركم الله في اهل بيتي وقال ايضا العباس عن وقد اشتكى اليه ان بعض قريش يجفوا بني هاشم فقال والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله لا يؤمن اه من هنا عندك لا يؤمنون والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله وللقرابة وقال ان الله اصطفى بني واصطفى من بني إسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريش واصطفى من قريش بني هاشم واصطفان من بني هاشم ويتولون ازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم. اللهم صلي. امهات المؤمنين. ويؤمنون بانهن ازواجا اي بانهن ازواجهن في الاخرة تواجهك لانهن ازواجه في الاخرة خصوصا خديجة رضي الله عنها ام اكثر اولاده واول من امن به وعضده على امره. وكان لها منه المنزلة العالية. والصديقة والصديقة بنت الصديق رضي الله عنها التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم فضل عائشة فضل عائشة على النساء فضل عائشة على النساء كفضل السرير على سائر الطعام ويتبرأون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم. وطريقة النوافل الذين يؤذون اهل البيت بقول او عمل ويمسكون عما شجر بين الصحابة ويقولون ان هذه الاثار المروية في مساوئهم منها ما هو منها ما هو كذب منها ما هو كاذب ومنها ما قد زيد فيه ونقص. وغير عن وجهه اذا انت عندك كاذب كذا النسخة؟ كذب. احسنت منها ما هو كذب ومنها ما قد زيد فيه منها ما هو كذب ومنها ما قد ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه والصحيح والصحيح منه هم فيه معذورون. اما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون. وهم مع ذلك يعتقدون ان كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الاثم وصغائره بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة ولهم من الثوابق فضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم ان صدر. حتى انهم يغفر لهم السيئات. ما لا يغفر لمن بعدهم لان له من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم. وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم خير القرون وان المد من احدهم اذا تصدق به اذا تصدق به كان افضل من جبل احد ذهبا ممن بعدهم ثم اذا كان قد قدر من احدهم ذنب فيكون قد ذهب منه او اتى بحسنات تمحوه او غفر له بفضل سابقته او محمد صلى الله عليه وسلم الذين هم احق الناس بشفاعته او ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه حجة بينة واضحة ولما تناظر ايوب مع سفيان وكان سفيان الثوري يقدم عليا على عثمان قال له ايوب ان قال له ايوب هذه الكلمة من قدم عليا على عثمان فقد اجرى من قدم فاذا كان هذا في الذنوب المحققة فكيف الامور التي كانوا فيها مجتهدين؟ ان اصابوا فلهم اجران وان اخطأوا فلهم اجر والخطأ مذكور ثمان القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نذر منثور في جلب فضائل في جلب فضائل ومحاسنهم من الايمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله عليهم وما من الله عليهم به من الفضائل علم يقينا انهم خير الخلق بعد الانبياء لا كانوا ولا يكونوا مثلهم. وانهم الصفوة من قرون هذه الامة. التي هي خير الامم واكرمها على الله نعم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله وبحمده واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله اشهد انه بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق الجهاد. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداهم الى يوم الدين. اما بعد فهذا الفصل ذكر فيه شيخ الاسلام الشيخ تقي الدين احمد ابن تيمية رحمه الله تعالى اصلا من اصول اهل السنة الا وهو اعتقادهم في الصحابة رضوان الله عليهم. وما يعقدون عليه قلوبهم وما ينطقونه بالسنتهم الاصول والفروع من القواعد والتفريعات. لكن ثم مسائل ظهرت طوائف خالفت فيها لهذا ابرد اهل السنة لتلك المسائل التي الجماعة فيها على عقيدة واضحة بينة خالفوا فيها عقائد الضالين افرضوا لها فصولا وكتبا وبينوا فيها ما دلت عليه النصوص من الكتاب والسنة وما قاله الصحابة فمن بعدهم فيها. ومن تلك مسألة الصحابة فان مخالفة الخوارج والروافض وقبلهم الشيعة الغلاة ان مخالفتهم في ذلك جعلت تلك الفرق بائنة عن طريق عن طريقة الجماعة اي طريقة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكما ذكرنا لكم انفا ان الخلاف في الصحابة كان ظاهرا لما حصلت الفتنة في مقتل عثمان رضي الله عنه وارضاه. فان الناس بعده انقسموا منهم من تولى عليا وغلا فيه ومنهم من تولى عليا وعدل في يعني كان فيه على ما جاءت به النصوص والادلة وهم الصحابة جميعا ومن تبعهم على ذلك. ومنهم من جفى عليا وجفى من معه من الصحابة حتى صارت الاقوال هذه يعني ما بين غال وجاث ومعتدل صارت الى فراق. السبئية الشيعة الغلاة ولو في علي حتى له وكفروا اكثر الصحابة وكانوا يكرهون عامة الصحابة الا اربعة نفر وكفروا الاكثرين منهم ثم الخوارج قابلوا اهل السنة قابلوا الصحابة بالقتال لما حصلت مسألة التحكيم تبع ذلك ان ان قالوا في الصحابة رضوان الله عليهم ان من لم يعتقد اعتقاد الخوارج فانه كاذب مردود ولو كان من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاءت النواصب الذين قابلوا اولئك ثم تنوعت الفرق في الصحابة رضوان الله عليهم. فكان من اعتقد الاعتقاد الصحابة في ما لهم من المكانة والمنزلة وباعتقاد اجتهادهم وفي توليهم وحبهم وسلامة الالسنة وسلامة القلوب في حقهم كان من اعتقد ذلك الاعتقاد وبقي على ما كانت عليه الجماعة كان هو صاحب القول الحق وهو الذي عليه ما وهو الذي عليه الصحابة فمن بعدهم رضوان الله عنهم اجمعين. اذا سبب ذكر هذه المسألة المخالفة تبع هذا الذكر ان كثيرا من اهل السنة خالفوا ايضا تلك الطوائف في اشياء يعني هذه العقيدة في الصحابة وبينوها وكانت لاهل السنة شعارا وادخلوها في اشياء من العبادات وفي كلامهم كما فعلوا في ادخال الترضي عن الصحابة والترضي عن امهات المؤمنين والترضي عن جميع الان في خطط في خطبة الجمعة وفي غيرها من الخطب. فان ادخال عن الصحابة وعن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بالامر الاول لم يكن في عهده عليه الصلاة والسلام ولا في عهد ابي بكر وعمر ولا في عهد عثمان ثم بعد ذلك الائمة من التابعين فمن بعدهم ادخلوا هذا الترضي وادخلوا هذا الشعار لانه صار شعارا لاهل السنة في مقابلة غيره من الروافض والخوارج والنواصب ومن شابه اولئك. كذلك في مسألة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الاصل فيها ان الصلاة عليه عليه الصلاة والسلام وعلى اله كما جاء ذلك مبينا في حديث ابي حميد وغيره في الصحيحين وغيرهما فان النبي صلى الله عليه وسلم علمهم ان تكون الصلاة عليه وعلى اله فادخل اهل السنة اذا ذكروا الصلاة عليه عليه الصلاة والسلام وارادوا ان يذكروا الالة ادخلوا معهم الصحابة فقالوا صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ولم يقتصروا على الحال وهذا في عند اكثر اهل السنة لاجل الا يشابه الرافضة والشيعة في للآلي دون الصحن. هذا كله تفريع على هذه المسألة العظيمة فهذا الفصل ذكر فيه شيخ الاسلام اعتقاد اهل السنة والجماعة في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا ليس من اركان الايمان ستة. ولكنه من اصول اهل السنة والجماعة. لانهم خالفوا به اهل الضلال وفي رقاب الضلالة التي تفرقت عن الجماعة الاولى والتي قال فيها عليه الصلاة والسلام كلهم في النار الا واحدة وهي الجماعة قال شيخ الاسلام رحمه الله فصل ومن اصول اهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم والسنتهم لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن اصول اهل السنة الاصول هنا جمع اصل والاصل المراد به في هذا الموضع القاعدة. يعني من قواعد اهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم لان الاصل يطلق على اشياء منها ان يقال الاصل في المسألة كذا وكذا يعني في هرج ومرج وكانت فتنة عظيمة في المدينة لم يكن معها علي مستطيعا ان يسلم القتلة في معاوية لان الامر لم يستتب له وكان الامر في المدينة على ما تعلمون من انها موقوفة على الدليل الاصل في المعاملات انها متروكة لعرف الناس ما ما لم يأتي دليل لتحريم نوع من انواع المعاملة هذا معناه القاعدة المشتهرة التي ترجع اليها هذه المسألة. ويأتي الاصل ويراد به ما يقابل الفرع كما عرفوا القياس بقولهم الحاق باصل لعلة جامعة بينهما. فقول شيخ الاسلام هنا ومن اصول اهل السنة يعني من قواعدهم في الاعتقاد. من القواعد عندهم في الاعتقاد التي تجمع مسائل كثيرة سلامة قلوبهم والسنتهم لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والاصحاب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الذين صحبوه فرعوه مؤمنين به وماتوا على ذلك. والصحيح ولو تخللت ذلك ردة فانهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. واصل الصاحب في اللغة هو الملازم ملازمة طويلة. يقال هذا صاحب ذاك اذا هو ملازمة طويلة فسواء كانت تلك الصحبة لحي او لجماد فان الملازمة الطويلة يقال لها صحبة ولمن فعلها صح كما قال جل وعلا ام حسبت ان اصحاب الكهف والرقيم كانوا من اياتنا عجبا قيل لهم اصحاب الكهف لانهم لازموا ملازمة طويلة. اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. يعني الذين سيلازمونها ملازمة طويلة. قد يكون فيها خلود ابدي وقد تكون ملازمة طويلة دون خلود كذلك في قوله اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون ونحو ذلك من الحياة لكن في حق الصحابة رضوان الله عليهم خرج عن الاصل اللغوي وهو ان الصحبة هي الملازمة الطويلة ان الصحبة هي مرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ولو كانت الصحبة قليلة ولو ساعة من نهار. لان من حضر خطبة النبي صلى الله عليه وسلم خطبة الوداع يوم عرفة اولئك مئة الف هم من اصحاب رسول الله او هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكذلك من ادرك ما دون ذلك اذا كان رعاه في اليقظة مؤمنا بالنبي صلى الله عليه وسلم ومات على ذلك الايمان فانه صاحب من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاولئك الذين ينطبق عليهم ذلك التعريف هم الذين لهم هذا الحق الذي جاء مبينا في هذا الكلام لشيخ الاسلام رحمه الله. قال من اصول اهل السنة والجماعة قلوبهم والسنتهم. اما سلامة القلوب يعني من الغل والحقد والحسد ونحو ذلك. من ما يكون من اعمال القلوب المحرمة التي لا يدول لمسلم ان ان يغل عليها قلبه. قال سلامة القلوب. سلامة قلوبهم يعني ان تكون قلوبهم سليمة. لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات افعال القلوب كالظن السيء الحقد والغل والحسد الى غير ذلك من الصفات المذمومة. وهذا قاله شيخ الاسلام رحمه الله. لان الاصل فيه قول الله جل وعلا ليغيظ بهم الكفار وكذلك قوله في ما ذكر من اية سورة الحشر والذين جاءوا من بعدهم يقولون يقولون ربنا اغزق ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا فهنا الغل وهو مما يكون في القلوب وفي ايات سورة الفتح قال ليغيظ بهم الكفار الغيظ الذي يكون في القلب وفيه الكراهية فيه الحقد وفيه الحسد الى غير ذلك. هذه كلها مما يجب ان تنزه القلوب عنه. فقوله هنا سلام قلوبهم هذا اصله الادلة من الكتاب والسنة. وهو اصل اصيل. ذلك ان من كان قلبه غير منطوي على محبة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم او كان قلبه منطويا على انتقادهم او على تخطئتهم او على بغض احد منهم او على على حسبهم او على عدم موافقتهم على بعض افعالهم فانه يكون قد اشتمل على شيء يعني اشتمل قلبه على شيء ليس بسليم فالواجب ان تكون القلوب سليمة لا تظن بالصحابة الا خيرا ولا تعقب في حق الصحابة الا ان يكونوا هم احق هذه الامة بالمحبة والنصرة. وقد قال جل وعلا والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض واعلى المؤمنين ايمانا هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فالمؤمن ولي المؤمن قال اولياء والمؤمنون بعضهم اولياء بعض والولاية هي المحبة والنصرة والمحبة في القلب. فمن كان في قلبه شيء من البغض لبعضهم او شيء من الى الغل لبعضهم او من التغير لهم فانه ليس مواليا لهم بل هو عدو لهم مضاد. فاذا هذا هو الاصل الاول ان هنا القلوب سليمة ثم ان تكون الالسنة سليمة في حق اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سليمة من عيبهم ومن انتقادهم من القدح فيهم ومن ذكرهم بغير الجميل وبغير الخير. فانهم هم العدول الذين اثنى الله جل وعلا عليهم. وان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الذين اثنى الله عليه. ومن اثنى الله عليه ورضي عنه فان من تعرضه بلسانه فانه مخالف لما جاء في حقه من الاكرام والتعديل والرفعة في كتاب الله جل وعلا وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ومن دلائل هذا الاصل وهو سلامة الالسنة حال الذين ذكرهم الله جل وعلا في قوله والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر له ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ربنا اغفر لنا ولاخواننا. اخواننا هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فالذين جاهوا من بعد الصحابة يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان وهذا مورده قالوا ذلك لان السنتهم لا تقول عن الصحابة الا الجميل ثم قال ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا واولئك هم الصحابة رضوان الله عليهم واذا لم يكن في القلب غل فان اللسان سالم والالسنة كما هو معلوم مغارق القلوب وهذا اصل لان اهل السنة والجماعة لا يذكرون الصحابة رضوان الله عليهم الا بالجميع. الصحابة درجات طبقات ومراتب وهذا يأتي ان شاء الله فتوليهم رضوان الله عليهم توليهم تولي مطلق لجميع الصحابة مع اعتقاد انهم ليسوا في الفضل سواء بل هم متفاضلون بعضهم افضل من بعض ويتبع ذلك ان محبة افاضل ليست كمحبة ادنى مع ان الجميع مشترك ان الجميع مشتركون في المحبة والنصرة وتوليهم وسلامة القلب واللسان في حقهم لكن من كان في اعلى المراتب منهم له حق اعظم وله الولاية يعني ان يتولى اعظم من غيره. واعلى هذه الامة واعظم هذه الامة مرتبة. ابو بكر الصديق رضي الله عنه ثم عمر ام عثمان ثم علي سيتبع موالاة هؤلاء ان من ذكرهم بغير الجميل من ذكرهم منتقدا فان موالاة اولئك تقتضي ان يقام في نصرتهم وان مجرد اللسان والقلم يذب عنهم ولانهم سادات المؤمنين وهم افضل هذه الامة. قال شيخ الاسلام رحمه الله كما وصفهم الله به في قوله تعالى والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان وجه الاستدلال من هذه الاية ان هؤلاء اثنى الله عليهم. وها الذين جاءوا من بعدهم ذكرهم الله جل وعلا بهذا الوصف في اثناء كلامه على من يستحق الفهم في سورة الحشر فقال ان ممن يستحق الفيض هؤلاء الذين جاءوا من بعدهم فالصحابة لهم حق بالخير وهؤلاء الذين جاءوا من بعدهم ايضا لهم حق في الخير وهذا ثناء من الله جل وعلا على هؤلاء الذين سلمت قلوبهم والسنتهم لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكان من جملة دعائهم انهم قالوا ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا. انك رؤوف رحيم. وقوله في اخرها انك رؤوف رحيم هذا في مقام التهليل يعني انهم عللوها هذا الذي قالوه هو رجاء اجابة الله جل وعلا دعاءهم بان الله جل وعلا رؤوف رحيم. والرأفة اشد الرحمة في اعلى درجات الرحمة هي الرأفة. فكل رؤوف رحيم وليس كل رحيم رؤوفا. فالنبي صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين رؤوف وبالمؤمنين رحيم. والله جل وعلا هو الرؤوف الذي له بعباده المؤمنين. وبغيرهم الرأفة العظيمة والرحمة العامة وكذلك الرحمة والرأفة الخاصة فهو جل وعلا الرؤوف بعباده وهو الرحيم بهم وهذا من المناسب ان يجعل العبد في دعائه من الاسماء الحسنى ومن الصفات ما يناسب سؤاله قال شيخ الاسلام بعد ذلك وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله لا تسبوا اصحابي فوالذي نفسي بيده لو ان احدكم انفق مثل احد ذهب ما بلغ مد احدهم ولا نصيبه. هذا الحديث حديث ابي سعيد الخدري الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما له قصة وهو ان خالد ابن الوليد شاب عبد الرحمن ابن عوف تعرض لعبدالرحمن ابن عوف بشيء من المسبة ان اطلع النبي عليه الصلاة والسلام على ذلك فقال هذه المقالة قال لا تسبوا اصحابي فوالذي نفسي بيده لو وان احدكم انفق مثل احد ذهب ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه. والمقصود بقوله هنا لا تسبوا اصحابي يعني الذين الى الصحبة لان خالدا من الصحابة ايضا ولكنه لما سب عبدالرحمن بن عوف وعبد الرحمن من السابقين الاولين ومن العشرة المبشرين بالجنة فانه تعرظ لخاصتي خالد تعرض لخاصة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كأن هذا الوصف بقوله اصحابي ليس الا لهؤلاء الاولية. قال لا تسبوا اصحابي فوالذي نفسي بيده لو ان احدكم يدخل فيه الذين انفقوا في اخر الذين انفقوا من بعد الفتح يعني من اسلم متأخرا وكان من الصحابة فانه ليس في المرتبة مثل من كان من السابقين الاولين. قال عليه الصلاة والسلام في من تأخر اسلامه من الصحابة لو ان احدكم انفق مثل احد ذهب لم يبلغ مد احدهم ولا نصيبه. اذا هي في التفضيل بين من اسلم متأخرا وبين من اسلم متقدما. وهذا اذا كان في حق اولئك فهو في حق لمن ليس له مقام الصحبة من باب اولى. ولهذا العلماء يستدلون بهذا الحديث لما في عموم قوله لا تسبوا اصحابي على ان مسبة الصحابة رضوان الله عليه عنهم منهي عنها وانهم يعني الصحابة يجب ان تسلم القلوب وتسلم الالسنة في حقهم وان من بعدهم لو انفقوا مثل احد ذهبا لم يبلغ مدة صحابي حتى ولو كان من مسلمة الفتح ولو كان من من مسلمة حجة الوداع يعني من المتأخرين فانه لم يبلغ والاخر مقام يعني من اتى بعدهم مقام الصحابي في الوحي. وقد قال بعض السلف لمقام احدهم ساعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من الدنيا وما فيها. كانت لهم سابقة الصحبة وكانت لهم سابقة النصرة. فلهم حق ان اسلم القلوب والالسنة من التعرض لهم الا بالجميع ما بلغ مد احدهم يعني لو تصدق بالمد فان من هو غير الصحابة او المتأخر من الصحابة مع من تقدم ليبلغ باحد ذهبا لو كان له ما يبلغه مد احد الصحابة ولا نوصي في ذلك المد يعني ولا نصف ذلك المد وهذا ايمانهم من السابقة والنصرة قال شيخ الاسلام ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والاجماع من فضائلهم ومراتبهم اما ما جاء في الكتاب والسنة فظاهر ان الكتاب والسنة فيها التفريق بين الصحابة وان الصحابة راتب وانهم ليسوا في الفضل ولا في المرتبة سواء. مع ان الجميع ادنى الله جل وعلا عليهم بقوله محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا الى قوله في اخر الاية وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجرا عظيما. فهذه في جميع راه في حق كل الصحابة لقوله في اولها محمد رسول الله والذين معه. اشداء على الكفار رحماء بينهم. قال في اخر وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم وهم كذلك جميعا مغفرة واجرا عظيما. وقوله هنا من وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم من ها هنا بيانية ليست تبعيضية ولا ابتدائية والمخالفون من الروافض والخوارج والنواصب يزعمون ان من ها هنا تبعيضية كقولك الاربعة او الدراهم من الفضة او الاربعة من العشرة يعني بعض العشرة او فلان من ال فلان يعني انه من بعضهم. وهذا ليس بصحيح بل ان المتكررة في لغة العرب ان من لها استعمالات كثيرة. فان من تأتي على انحاء كما قرر ذلك علماء وخاصة في كتب حروف المعاني فمن لها عدة استعمالات ومن استعمالاتها ان تأتي للابتداء وان تأتي للتعليم وان تأتي للتبعيض وان تأتي للبيان وقد قال المرادي في نوم في نظمه لبعض حروف المعاني في معاني منه قال اتتنا من بتبيين وبعض وتعليل وبدأ وانتهاء وزائدة وابداع وفصل ومعنى عن وعلى وفي وباء. فذكر اثني عشر معنى معنى لمن وابتدأ ذلك بقوله اتتنا من لتبيين يعني للبيان. وبعض فهذا يدل على ان كون من في الاصل بالبيان انها مقدمة على كونها للتبعير. فمن ليس المراد بها انها تبعيضية بل من تأتي لمعان كثيرة. ومنها البيان والتبعيض والابتداء الى غير ذلك. فقوله جل وعلا في اية سورة الفتح وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم يعني هذا بيان يعني منهم لا من غيرهم لانه قال في اول الاية محمد رسول الله والذين معه والذين من الاسماء الموصولة وهي تعم جميع من كان معه عليه الصلاة والسلام وهم اصحابه رضي الله عنه قال ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والاجماع من فضائله. فضائل الصحابة في القرآن كثيرة. وكذلك مراتب الصحابة فالقرآن فيه ذكر المهاجرين وذكر الانصار وذكر من من اسلم وانفق من بعد الفتح ومن اسلم وانفق من قبل الفتح وفيه ذكر اهل بدر وفيه ذكر لاهل احد ولم يسوى ليسوى بينهم في القرآن. قال جل وعلا مثلا والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار. فذكر صفة الهجرة وذكر صفة النصرة والمهاجرون هم من هاجر من مكة الى المدينة من قبل الفجر يعني فتح مكة والانصار هم من نصر النبي صلى الله عليه وسلم من الاوس والخزرج. قال العلماء تقديم المهاجرين على الانصار في النصوص من الكتاب والسنة يدل على ان مرتبة المهاجرين ارفع من مرتبة الانصار. وهذا مراد شيخ الاسلام بقوله ما جاء به الكتاب والسنة هو الاجماع من فضائلهم ومراتبهم. كذلك قوله جل وعلا لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت كذا ونحو ذلك من الايات التي فيها بيان الفضل وبيان مراتب اولئك. قد قال جل وعلا ايضا لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل. اولئك ومدرجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى وهذه الاية وغيرها اصل في ان الصحابة على مراتب. قال العلماء ان الصحابة مراتبهم تبلغ بضعة عشر مرحلة كما ذكر ذلك علماء المصطلح في مبحث الصحابي يعني قد تبلغ خمسة عشر مرتبة او سبعة عشر مرتبة. بضعة عشر مرتبة. وهذا بحسب الحوادث. وهذا يعنون به ان من اول من اسلم والنبي صلى الله عليه وسلم لم يبعث رسولا ان هذا مقدم ثم من بعث ثم من اسلم بعد بعثه رسولا ثم من اسلم قبل قبل الجهر بالاسلام ثم من اسلم بعده قبل الهجرة الى الحبشة ثم من اسلم الهجرة ثم من اسلم قبل العقبة الاولى ثم قبل العقبة الثانية وهكذا فيقال فلان مثلا عقدي يعني من اهل العقبة الاولى ثم من اسلم قبل الهجرة ثم من اسلم قبل بدر يعني اهل بدر ثم اهل احد الى اخره فيمكن ان تجعل مراتب كثيرة و مراتبهم من حيث الاجمال من حيث الايمان الاولى المهاجرون والثانية اهل بدر والثالثة الانصار والرابعة من اسلم قبل الفتح ثم من اسلم من بعد الفتح هذه مراتب مجملة لا والمهاجرون اذا اردنا التفصيل فاولهم وافضلهم العشرة الذين بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة في مجلس واحد وهم على الترتيب الذي جاء في الحديث واولهم الخلفاء الاربعة ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي الى اخر العشر ثم من اسلم مبكرا من المهاجرين وافضل ممن اسلم متأخرا ثم من حضر بدر افضل ممن لم يحضر بدر ثم الانصار الى اخر ما ذكر فله مراكز ومن حضر بيعة الرضوان بيعة الشجرة هذا مفظل ايظا على من لم يحضرها لان الله جل وعلا ذكر ذلك قوله لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم لهذا قال شيخ الاسلام بعد ما ذكرنا ويفضلون من انفق من قبل الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على ان على من انفق من بعد وقاتل. وهذا لاجل اية سورة الحديث. قال جل وعلا لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا. وكلا وعد الله الحسنى. والمراد بالفتح هو الصلح صلح الحديبية لانه هو الفتح قد نزلت سورة الفتح انا فتحنا لك فتحا مبينا. بعد صلح الحديبية وذلك لان ذلك الصلح العظيم جعل الله جل وعلا به فتحا عظيما. وصارت للمؤمنين بذلك الصلح من المصالح العظيمة ومن انتشار الاسلام ومن قوة المسلمين من هيبتهم وظهورهم على عدوهم ما جعل ذلك فتحا مبينا كما وصفه الله جل وعلا بذلك بقوله انا فتحنا لك فتحا مبينا. وقوله فتحا مبينا. المبين هو البين الظاهر في نفسه والمبين ايضا لغيره. فكونه فتحا بين واضح ظاهر وايضا هو مبين لغيره من الاشياء من الفتوح وتبعه فتح خيبر وتبعه فتح مكة المقصود بقوله لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل ان هذا الفتح هو صلح الحديبية كما فسرها الصحابة رضوان الله عليهم صلح الحديبية كان فتحا كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له في الحديبية اهو فتح؟ قال نعم وكذلك فتح خيبر فتح وصلح او فتح مكة هو فتح لكن اعظم تلك الفتوح ذلك الفتح الذي لم يحصل فيه قتال وهو صلح الحديبية قال هنا يفضلون من انفق من قبل الفتح وقاتل على من انفق من بعد وقال. وسبب التفضيل ما جاء في الاية و سبب ذلك ان ما قبل الفتح كان المسلمون في شدة وضيق ضيق من جهة الاموال وايضا من جهة النصير. فكان عبيد اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قليل. الذين بايعوا تحت الشجرة كانوا بين الف واربع مئة والف وخمس مئة وهذا عدد قليل اذا قيس بمن دخل مكة يعني من كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في ذبح مكة فما فما بعد صلح الحديبية كثر الذين دخلوا في الدين. دخل خالد بن الوليد وابو هريرة وجماعات من الصحابة الذين اذا اشتهر امره لكن ما قبل الفتح كانت الحاجة في الحاجة حاجة المسلمين وحاجة الدين الى النصرة والقتال وبذل اموال عظيمة فلهذا من بذل في ذلك الوقت الذي كانت الحاجة فيه عظيمة والاعداء اكثر والقتال قتال تلك القلة اعظم كان على من انفق من بعد وقال. وكما قال جل وعلا هم درجات عند الله قال ويقدمون المهاجرين على الانصار المهاجرون هم من هاجروا من مكة الى المدينة. المهاجر اسم فاعل الهجرة والهجرة هي ترك مكة الى المدينة فمن ترك مكة من اهلها الى المدينة هؤلاء هم الذين يطلق عليهم المهاجرون الهجرة وصف والانصار جمع ناصر والمراد بهم الاوس والخزرج ويقال لهم بنو قيلا لان قيلتا ام لهم تجمع هذين الفصيلين هم الاوس والخزرج يلون المهاجرين يقدم اهل السنة المهاجرين على الانصار دليل التقديم ان الله جل وعلا قدمه في القرآن واذا كان ثم اوصاف وقدمت احدى الصفات على غيرها فانها تقتضي ان صاحب هذه الصفة مفضل على غيره انها في القرآن مقدمة لانهم في القرآن مقدمون. ولما حصلت حصل الخلاف في سقيفة بني ساعدة و كان ما كان من التردد من التردد في القول والخلاف الذي حصل قال ابو بكر رضي الله عنه ان ان الله جل وعلا قدم المهاجرين وهم السابقون الى الاسلام. فنحن الامراء وانتم الوزراء. وهذا اصل من الفهم ايضا لتقديم المهاجرين في الجملة على الانصار. واذا قلنا ان المهاجرين مقدمون على الانصار المقصود به تقديم النوع على النوع. فاهل السنة في هذا الترتيب المراتب التي ذكرنا تفضيل النوع على النوع. اما تفضيل الفرد من هؤلاء على الفرد من اولئك فهذا لا يكون الا بنص يعني الاصل المهاجر انه انت المهاجرين انهم افظل من الانصار. قد يكون الواحد من الانصار افضل من واحد من المهاجرين لكن من حيث النوع فان المهاجرين افضل قال وهذه قاعدة خذها يعني في جميع مراتب الصحابة. نقول اهل بدر افضل من اهل احد مدحوس بها في الجملة. هل اهل احد افضل ممن اسلم بعد ذلك المقصود بذلك الجملة. السابقون من السابقون من المؤمنين الى الاسلام افضل ممن اسلم بعدهم مقصود بالجنة. اما عند الله جل وعلا هل كل فرد من اولئك افضل من الفرد من الطائفة الاخرى؟ هذا لا يلزم به. وانما نقول هؤلاء افضل من اولئك والاصل ان حيث القاعدة العامة ان كل واحد من اولئك افضل من كل واحد ممن هم في المرتبة بعده لكن اذا اتى التعيين فان اهل السنة لا يهيجنون. يذكرون النوع ويفضلون نوعا على نوع ولا يعينون كما يقولون في ان التابعين افضل من تبع التابعين. وان القرون الثلاثة افضل ممن بعدها. وهذا لا يعني ان يكون واحد او اثنين او اكثر ممن بعدهم افضل من الواحد من التابعين لكن المقصود تفضيل النوع على النوم قال شيخ الاسلام ويؤمنون بان الله قال لاهل بدر وكانوا ثلاث مئة وبضعة عشرة اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم هذا جاء في الحديث الصحيح المروي من طرق ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وما يدريك في قصة حافظ وفي غيرها قال وما يدريك؟ لعل الله الى اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. وهذا روي لقوله لعل الله فصلها وايضا روي ان الله اطلع الى اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. ولعل الارجح من اللفظين هو اللفظ وهو قوله ان الله في الصلاة باهل بدر او الى اهل بدر وقال اعملوا ما شئتم قد غفرت لكم كما رجح ذلك من حيث الرواية اما ببسط لبوانه محل اخر المقصود من ذلك ان هذا ثابت في قصة حازم وفي غيره وقد قال عليه الصلاة والسلام ان الله اطلع على بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم قوله هنا اعملوا ما شئتم هذا من باب التكريم والامر يراد به يأتي ويراد به الانقاذ يعني ان تنسب الامر مثل ما يقول افعل كذا اكتب. ويأتي الامر لمعان اخرى غير ارادة امتثال المأموم. ومنها ان يكون للتكريم منه قوله هنا اعملوا ما شئتم ويأتي ويراد به الاهانة كما في قوله اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير. في سورة فصلت. قال جل وعلا ان الذين كفروا بالذكر لما جاء اهو وانه لكتاب عزيز اه بل قبلها قال جل وعلا عليها الماء اهتز وطلبت ان الذي احيانا فانه ان الذين يلحدون باياتنا لا يخفون عليه. افمن يلقى في النار خير ام من يأتي امنا يوم القيامة فيعمل ما شئتم انه بما ملونة بسيط قوله اعملوا ما شئتم هنا هذا للتهديد كقوله دق انك انت العزيز الكريم. هذا كله بالاهانة وللتهديد. اما قوله لاهل بلد اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم هذا للتكليف. وقوله قد غفرت لكم. هل هي مغفرة للدنيا الاخرة جميعا ام مغفرة في الاخرة الاظهر انها مغفرة في الاخرة. واما في الدنيا فانه اذا عمل الواحد منهم ما يوجب عقوبة عليه يعني عقوبة شرعية من حد او تعذير او نحو ذلك اخذ به كما عليه عمل الخلفاء الراشدين. فقوله اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. يعني انهم وان وقعت منهم ذنوب فانه مغفور لهم. والله جل وعلا ذكر في او قال في قصة حاطب بن ابي بلتعة مما حصل من هما حصل من الافشاء افشاء سر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من اهل بدر قال الله جل وعلا في شأنه ومن يفعله منكم فقد سواء السبيل حاضر كان بدريا لانه من اهل بدر وهم مغفور لهم كان ذنبه ذاك مغفورا. لكن من يحصل منهم من يحصل منه شيء مما يوجب عقوبة او حدا او عزلا او مؤاخذة فان الصحابة اخذوا اهل بدر. لهذا تفسير قوله فقد غفرت لكم يعني في الاخرة. قال العلماء معنى ذلك انهم يوفقون لما به تغفر ذنوبه اما في مصائب تحصل لهم واما في حسنات ماحية واما ابتلاء يحصل لهم او نحو ذلك من مكفرات الذنوب وما به يغفر الله جل وعلا ذلك. ومما يغفر الله جل وعلا به. يعني من اسباب المغفرة مغفرته جل وعلا بدون سبب. وهذا اذا لم يحصل للعبد اشياء من مما يغفر به وتستر به الذنوب وتغفر به السيئات فان الله يمن على اهل بدر بمغفرته لهم جل وعلا قال شيخ الاسلام بعد ذلك وبانه لا يدخل النار احد بايع تحت الشجرة. وهذا مأخوذ من الاية قال جل وعلا لقد رضي الله فمن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليه. قال العلماء قوله لقد رضي هذا فيه رضاه جل وعلا عنهم ابدا. واذا كان رضي عنهم ابدا فانهم لا يستحقون دخول النار. وتعيد هذا الفهم بما ثبت في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل النار احد بايع تحت الشجرة كما قال او كما ضمن ذلك الحديث شيخ الاسلام في هذا المقطع قال كما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم يعني في الحديث الذي ذكرت لكم بل لقد رضي الله عنهم ورضوا عنه. وكانوا اكثر من الف واربع مئة الف واربع مئة والف وخمس مئة يعني عدد بين هذا وذاك قال بعد ذلك ويشهدون لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة وثابت ابن قيس ابن شماس وغيرهم من الصحابة. الشهادة في الجنة الفضل الذي لابي بكر وولي عمر به استحق الخلافة. فمن قدم عليا على ابي بكر وعمر فقد اذرى بالمهاجرين والانصار نسبهم لشيء يذري بهم وهو ان يكون بينهم الفاضل ويقدمون المفضول. وهذه لجنس الصحابة هذه ثابتة. نشهد للصحابة بالجنة. لكن للمعين منهم لابد من شهادة له خاصة لان الشهادة له في الجنة موقوفة على ما كان عليه في خاتمة امره وما يكون عليه في خاتمة امره يعني حين مفارقة الروح للبدن هذا علمه عند الله جل وعلا ولهذا الشهادة للمعين لابد فيها من نص المعين بالجنة وللمعين بالنار. فمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة فانه يشهد له. فمن اولئك الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة العشرة ويقال عنهم العشرة المبشرون بالجنة وليس المراد بذلك التخصيص انهم هم المبشرون غير اولئك ليس بمبشر لكن اولئك قيل لهم مبشرون باب الجنة لانهم بشروا بالجنة في مجلس واحد. كان النبي صلى الله عليه وسلم في حائط فقال الامام مات اذا لفلان اذا لمن اذا له وبشره بالجنة فكان الداخل ابا بكر ثم قال اذا له وبشره بالجنة انا الداخل عمر ثم قال اذا له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه فكان الداخل عثمان ثم تتابعوا كذلك في حديث واحد قال عليه الصلاة والسلام ابو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وعبدالرحمن بن عوف في الجنة وسعد بن ابي وقاص في الجنة وطلحة بن عبيد الله في الجنة الى اخر العشرة. هؤلاء بشروا في مجلس واحد فاطلق عليهم اهل السنة انهم المبشرون بالجنة يعني في مجلس واحد او في حديث واحد. اما غير اما او هل معنى ذلك ان غيرهم لم يبشر بل قد بشر كثير. كثابة ابن قيس ابن شمام الذين الذي بشره النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت سورة اول سورة الحجرات حيث قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله. ثم قال يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت فوق صوت الرسول. يا الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت نبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون وكان ثابت بن قيس بن شماس كان خطيبا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان كثير رفع الصوت بين يديه لانه كان يذكر ما يقول عليه الصلاة والسلام كان خطيبا له عليه الصلاة والسلام. فخاف جدا لما نزلت هذه الاية ولزم بيته وجعل الا يبكي كما هو معروف في سببه او في اول تفسير تلك الايات فخاف كثيرا وقال قد حبط عملي وانا من اهل النار فافتقده النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له انه يبكي ويقول انه حبط عمله لرفعه الصوت بين يديك هو من اهل النار فقال لا هو من اهل الجنة. كذلك عكاشة بن محصن الاسدي المعروف الذي جاء خبره في حديث السبعين الف بلال رضي الله عنه حيث قال له النبي صلى الله عليه وسلم لقد سمعت خشفا عليك بين يدي في الجنة الى غير اولئك. فالمبشرون بالجنة من الصحابة كثير لكن لا نشهد للمعين الا اذا شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعد ذلك ويقرون بما تواتر به النقد عن امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وغيره من ان خير هذه ثم بعد نبيها ابو بكر ثم عمر. وهذا تواتر به الحديث عن علي رضي الله عنه. وذلك قوله افضل هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر والنبي عليه الصلاة والسلام اوصى كثيرا بابي بكر وعمر. فمن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام اقتدوا باللذين من بعدك اقتدوا بالذين من بعد ابي بكر وعمر. وقد امر ابا بكر ان يصلي بالناس وكان ابو بكر وعمر وزيرا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسحبانه دائما معه في حله وفي ترحاله صلى الله وسلم عليه فكان علي يقول ابو بكر ثم عمر واهل السنة يثلفون بعثمان وقوله ويكلفون بعثمان يعني جمهور اهل السنة عامة اهل السنة. قد حكى الاجماع على ذلك بعض اهل العلم لكن الصواب ان هذه المسألة ليس فيها اجماع فمن جهة الفضل خالف فيها من خالف وكان من اهل السنة من يفضل حاليا على عثمان مع اقرارهم بان عثمان هو الاحق بالخلافة من علي لكن في مسألة الفضل كما سيأتي بيانه ان شاء الله ما يأتي قال ويفلحون بعثمان ويربعون بعلي رضي الله عنهم يعني في الفضل وفي الخلافة يقولون ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي فهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة. قد قال ايوب السخطياني وقاله غيره من قدم عليا على ابي بكر وعمر فقد ازرى بالمهاجرين صعب وهذه الكلمة الصحيحة ودقيقة لان المحاضرين والانصار هم الذين قدموا ابا بكر وهم الذين قدموا عمر لامامة دينهم ولامامتهم في دنياهم فعليا على ابي بكر وعمر فقد ادرى بالمهاجرين والانصار توقف سفيان عن تقديم عليا على عثمان او كما ذكرت هذه الحكاية. لان تقديمه لعثمان في الخلافة يقتضي انه افضل من علي وبان عليا بينهم فكيف يقدمون المفضول ويتركون الفاضل قال شيخ الاسلام وكما اجمع الصحابة على تقديم عثمان في البيعة مع ان بعض اهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي رضي الله عنهما وبعد اتفاقهم على تقديم ابي بكر وعمر ايهما افضل؟ وقدم قوم عثمان وسكتوا وربعوا وقدم قوم عليا وقوم توقفوا. لكن استقر امر اهل السنة على تقديم عثمان على علي. هذه المسألة هي مسألة التفضيل بين عثمان وعلي. من الافضل؟ هل عثمان افظل ام علي افضل؟ الاقوال فيها لاهل السنة ثلاثة. عامة اهل السنة وجمهور اهل السنة على ان عليا مقبول بالنسبة الى عثمان وان عثمان افضل من علي لان عثمان مقدم في الاحاديث ولان عثمان رضي الله فهل هو ارضاك اختاره الصحابة جميعا للخلافة مع وجود علي؟ وعمر كما هو معلوم لما توفي ترك الامر في ستة نفر الذين مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بينهم راظ وفيهم عثمان وفيهم علي فاجمع الناس على عثمان بن عفان رضي الله عنه وارضاه. اختلف اهل السنة فعامتهم على عثمان على علي وقال قوم وهم قلة من اهل الكوفة وغيرها بتفضيل علي على عثمان. وهذه في مسألة التفضيل. ليست في مسألة الخلافة. اما الخلافة هم فهم مجمعون. على ان عثمان احق انطلاقة من بالعلم مسألة الخلافة لا اختلاف بينهم فيها. اما مسألة التفضيل فان منهم كسفيان الثوري وكابي حنيفة وجماعة من من كان في الكوفة كانوا يفضلون عليا على عثمان. ورجع منهم طائفة. والقول الثالث هو قول من توقف فيهم فلا يقول ان عثمان افضل ولا يقول ان عليا افضل بتعارض الادلة والفضل في حق هذا وهذا وممن اختار هذا القول الامام مالك رحمه الله كما هو منكور في المدونة وفي غيرها والصواب من هذه الاقوال ان عثمان رضي الله عنه افضل من علي وان علي يليه بالفضيلة وان ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة لانه الصحابة لم يقدموا في الخلافة الا من هو افضل وعليه. اجلوه وقدموا عثمان فهو افضل من عام قال لكن استقر امر اهل السنة على تقديم عثمان ثم علي يعني بعد ذهاب تلك الطائفة في الكوفة الذين يقال لهم الشيعة شيعة علي لانه كانوا يقدمون علي على عثمان لما ذهبوا اولئك مع الزمن في القرن الثالث الهجري استقر الامر على ان ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة. قال بعد ذلك شيخ الاسلام وان كانت هذه المسألة مسألة عثمان وعلي ليست من الاصول وهذا صحيح؟ لان الاصل هو ما يتبعه اعتقاد ومسألة عثمان وعلي انما هي في الفضل. وليست في الخلاف. لا ينبني عليها تظليل طائفة اخرى. ولا ينبغي عليها ان من قدم عثمان على علي في الخلافة انه مخطئ وانما اختاروا في الفضل ان هذا افضل. واذا تأملت الامر في الحقيقة فان مسألة الفضل في اصلها هي عند الله جل وعلا. من الافضل حقيقة الامر انه عند الله جل وعلا. هو الذي يعلم سبحانه هذا افضل؟ ام هذا افضل؟ ولكن لما قدم الصحابة رضي الله عنهم عثمان على علي فاننا نأخذ بهذا الاصل وهو انهم لم يقدموا لامامتهم في دينهم وفي دنياهم الا من هو افضل. فهذا الاصل وهو اجماع الصحابة على بيعة عثمان وعلى تقديمه على علي يجعل ذلك الامر الخفي وهو ان هذا افضل الذي لم يرد فيه نص بخصوصه فانه يجعل الامر على ان عثمان هو بل وان عليا بالنسبة لعثمان مفضول. قال مسألة عثمان وعلي ليست من الاصول لان الادلة فيها ليست بواضحة في تفضيل عثمان على علي التفضيل كان مستندا الى مسألة الخلافة ولهذا كانت ليست من الاصول. والذين فضلوا عليا على عثمان يقرون هنا بالفضل لعثمان في الخلافة وانه احق بها. فلذلك لم تكن من مسائل الاصول التي يختلف بها اهل السنة عن غيرهم من الفرق فانما الخلاف بينهم في مسألة الفضل بما جاء في حق عثمان من الاحاديث وفي حق علي من الاحاديث مسائل التفضيل دائما يكون فيها اختلاف اذا جاء في حق كل من الاثنين يعني اي صحابيين فضل فان من جاء الى التفضيل هل هذا افضل وهل هذا افضل؟ لا بد ان يحصل خلاف ومسائل التفظيل دائما يكون في فيها اختلاف اذا جاء في حق كل من الاثنين يعني هاي صحابيين فضل فان من جاء الى التفضيل هل هذا افضل وهل هذا افضل؟ لابد ان يحصل خلاف لان احد المفظلين او احد القائلين في هذه المسألة لابد ان ينظر الى بعض الخصال في فضل من اجلها واخر يأتي الى بعض الخصال في فضل من اجلها فيأتي الخلاف سيأتي عند الكلام على مسألة المفاضلة بين خديجة وعائشة رضي الله عنهما. قال ليست من الاصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور اهل السنة. لكن التي يضلل فيها مسألة الخلاف. ومسألة الخلافة بحمد الله لا اختلاف بين السنة فيها فاهل السنة مجمعون على ان الاحق بالخلافة عثمان ثم علي لهذا قال بعدها ذلك انهم يؤمنون ان الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو بكر وعمر ثم عثمان ثم علي ومن طعن في خلافة احد من هؤلاء فهو اضل من حمار اهله. يعني انه بلغ في الضلال مبلغا الحقه ابلد الحيوان هناك وهو الحمار. وذلك ان مسألة الخلافة مسألة ظاهرة بينة. اجمع الصحابة على ابي بكر. واجمع الصحابة وبعد ابي بكر على عمر واجمل الصحابة بعد عمر على عثمان واجمع الصحابة بعد عثمان على علي. فمسألة الخلافة ظاهرة لهؤلاء ولا يجوز لاحد ان يطعن في خلافة احد من هؤلاء. وابو بكر رضي الله عنه اختلف اهل العلم هل ولي الخلافة في عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ام ولي الخلافة باتفاق الصحابة واجماعهم عليه او ببيعة الصحابة له. فقال قائلون من اهل العلم بل هو بعهد ونص لان النبي صلى الله عليه وسلم قال اقتدوا باللذين من بعدي. ابي بكر وعمر. وقال ايضا عليه الصلاة والسلام للمرأة التي اتته وتسأله في شيء من قضاء دينها قال كانها اشارت اليه. اشارت للنبي صلى الله عليه وسلم فان لم اجدك كانها تعني الوفاة فقال ايتي ابا بكر وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام مروا ابا بكر فليصلي بالناس. فرضي النبي عليه الصلاة والسلام في اثناء مرضه الاخير عليه الصلاة والسلام يا ابا بكر بهذه الامة اماما لها في صلاتها التي هي اعظم اركان الاسلام. فكان ذلك عهدا منه صلى الله عليه وسلم لابي بكر وقال قائلون بل هذه محتملة ولو كان هذا العهد واضحا لما اختلف الصحابة رضوان الله عليهم بعد وفاته عليه الصلاة والسلام في مسألة من يلي الخلافة فقد تنازعوا ولو كانت المسألة بعهد لما تنازعوا فكانت اذا على هذا القول كانت ببيعة واجتماع وليست بيعة وهذا هو القول الثاني رجحه طائفة ايضا من المحققين اهل العلم والصواب في ذلك عندي ان هذه المسألة اجتمع فيها هذا وهذا اجتمع فيها العهد واجتمعت فيها بيعة والاستماع. العهد النصوص فيه كثيرة. والنبي صلى الله عليه وسلم اوصى بابي بكر وامر بان يؤم الصلاة وامر بالاقتداء بل قال اقتدوا باللذين من بعدي. فما معنى قوله من بعدي؟ الا مسألة الخلاف. ولهذا نقول اجتمع في حق ابي بكر العهد والاستماع. وهذا العهد الذي عهده النبي صلى الله عليه وسلم في حق ابي بكر ليس هو الذي به صار خليفة ومن قال من اهل العلم انه بالاجتماع على انه لم يعهد النبي صلى الله عليه وسلم عهدا به صار ابو بكر خليفة وهذا فان عهد النبي صلى الله عليه وسلم لابي بكر ليس هو عهد الخلافة كما عهد ابو بكر لعمر. وانما هو عهد وصية ليكون ابو بكر بعده في امامة الناس وليس بعهد مكتوب بل كان يريد عليه الصلاة والسلام ان يكتب عهدا فتركه لما تمارو عنده وكان الذي نهى عن الكتابة عمر رضي الله عنه كما ثبت ذلك في الصحيح وغيره من السنن والمسائل عمر رضي الله عنه كانت خلافته في عهد ابي بكر. لان ابا بكر عهد بعمر بعده بالخلافة وعثمان كانت خلافته شورى ببيعة له من اهل الحل والعقد من الستة وغيرهم الذين ترك عمر الامر فيهم هم الذين قال عمر فيهم توفي عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض. فكان خلافة عثمان ببيعة واجتماع. وعلي رضي الله عنه بعد ذلك ببيعة اهل المدينة. واستماعهم عليه ولاية معاوية بن ابي سفيان لم تكن مستقيمة في عهد علي ولا في عهد الحسن ابن علي بعده وانما كان في عهد علي باغيا على علي رضي الله عنهم اجمعين. ومعاوية لم يبايع عليا ولم يقر له بالولاية حتى يسلم قتلة عثمان وذلك لان الله جل جلاله قال قال ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا. من قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا. وولي عثمان الاقرب كان معاوية وكان معاوية رضي الله عنه يطلب من علي ان يسلم له دم ان يسلم له قتلة عثمان حتى يقتص منه. وعلي رضي الله عنه كان لا يستطيع الاختلاف الامر ان يسلم اولئك القتلة. ليه؟ لان الناس التاريخ من الفتنة العظيمة التي كانت فلم يكن عليا مستطيعا فاراد علي ان يتأخر امر قتلة عثمان حتى يستتب الامر له وحتى يقوى جانب الخلافة ثم بعد ذلك يقتص من قتلة عثمان. ولكن معاوية بادره على ذلك وحصل ما حصل لم تكن ولاية علي ولاية الخلافة مستقيمة ولم تكن ولاية علي الخلافة مستقيمة وانما كان فيها ما فيها من القتال و الدماء وكان سبب ذلك الخوارج لانهم هم الذين فتنوا المؤمنين وفرقوا بين صفوفهم. المقابر التي حصلت مثلا في وقعة الجمل المشهورة بين عائشة ومناها وعلي رضي الله عنه الذي اثار القتال هو احد الخوارج هم الذين اثاروا الكتاب ذهبوا الى اولئك فنوا لهم بكلام وذهبوا الى عسكر عائشة فنموا لهم بكلام والا فعائشة بقتال وانما اتت بصلح ولكي يعظموا امر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحضور زوجته التي يحبها والتي هي من العلم والفضل. بما هو معلوم عند الفئتين. لكن حرك الخوارج المختلفة بين الفئتين الذين حركوا القتال بين الصحابة هم الخوارج لما قتل علي قتله عبدالرحمن ابن ملجم وعبدالرحمن ابن ملجم رأس من رؤوس الخوارج وكان قارئا للقرآن عابدا صالحا تقيا في عهد عمر رضي الله عنه وكان في عهد عمر في المدينة وكان عمر يقدمه حتى كتب لعمرو ابن العاص في مصر انه يأتيك عبدالرحمن ابن ملجم وانه من الصالحين واثنى عليه عمر قال فاتخذ له دارا يقرئ الناس القرآن فيها حصلت الفتنة في مصر وكان عبدالرحمن ابن ملجم هذا ممن ادركته الفتنة. فقدم معهم الى المدينة ثم ذهب مع علي ثم كان هذا الامر ان قتل سيد المسلمين في زمانه وافضل من على الارض. في زمانه وهو علي رضي الله عنه وارضاه فقتله واقتص منه الحسن ابن علي فقتل عبد الرحمن ابن ملجم بعد ايام من موت علي رضي الله عنه. بعد موت علي ما استتبع الامر عثمان ما استتب الامر لمعاوية وانما بايع الناس الحسن ابن علي. فاستمرت خلافته ستة اشهر ثم ثم تنازل بالخلافة لمعاوية فاجتمع الناس على معاوية في عام واحد واربعين من الهجرة اي ان عليا كان قتله في رمضان ثم ستة اشهر من رمضان ولاية الحسن ابن علي ثم تنازل بالخلافة في سنة واحد واربعين فصار عام الجماعة سماه المسلمون عام الجماعة يعني عام الاجتماع فبدأ عهد معاوية رضي الله عنه وكان عهد هغله يعني ولي الخلافة بالتغلب وكان ملكا وهو اول ملوك المسلمين وخير ملوك المسلمين كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فاذا تحصل من هذا ان الخلفاء خمسة ابو بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن بن علي. حسن بن علي امامته منعقدة. وولي في الخلافة بعدها اهل السنة او عامة العلماء لا يذكرون الحسن ابن علي على انه خليفة لانه لم يحصل له زمان يقوم بمهام الخليفة ولهذا يقولون الخلفاء اربعة وهم ابو بكر وعمر وعثمان قال شيخ الاسلام رحمه الله بعد ذلك ويحبون كنت امن امل اني ننتهي من الكلام في الصحابة على كل حال نقف عند هذا نكمل ان شاء الله المرة القادمة بقي معنا نذر يسير من هذه العقيدة المباركة وبودي ان لو انهيناها هذه السنة قبل بداية الاختبارات ان شاء الله تعالى مع ان الحقيقة المباحث هذه اه لو كان من الوقت يعني لكن بحثناها بطريقة اخرى من حيث التأصيل والتفصيل لكن يعني مباحث الحمد لله ما ها نبي نزيد يوم ان شاء الله بس ما شاء الله انا ما عندي ما عندي يعني فرصة الا احد لان الاثنين هنا المغرب في درس بالذات الاثنين بعد المغرب نبدأ من هذا الاسبوع والثلاثة فيه الدرس العام والاربعاء فيه اه فتح المجيد فما عندنا الا الاحد. احد المغرب غدا عندي المحاضرة. كذلك الاسبوع القادم عندي موعد ايضا فيه نشوف ان شاء الله ونخبركم باذنه تعالى طيب ما يعني المغرب والعشاء اربع ساعات من تواليت يعني ساعة ثم يعني ثلاث ساعات ونصف ولقد ذكر شيخ الاسلام رحمه الله في منهاج السنة انه لم يكن الدعاء للخلفاء الراشدين في خطبة الجمعة الا بعد ان سب الرافضة الصحابة في الخطبة. سؤال ولقد كان ذلك ردا على ولكن المنفرد عند السلف ولكن المتقرر عند السلف ايه ردا على بدعة كاتبها بعده. ولكن المتقرر عند السلف ان لا نرد بدعة ببدعة. والدعاء للصحابة لم يرد كما هو معلوم آآ هذا سؤال يتنوع كثيرا يأتي تارة بهذا الاسلوب وتارة يأتي ان الدعاء عموما في خطبة الجمعة او في الخطب انه محدث بدعة وينقلون كلام الشاطبي ايضا في الاعتصام في هذه المسألة وهذا من عدم فهم اصول اهل السنة في مسائل البدع البدعة لابد ان تخالف طريقة اهل السنة والجماعة فاذا كان اهل السنة والجماعة على طريقة على اصل على عمل على سنن فان هذا السنن وهذا الاصل لا يمكن ان يكون بدعة ولو لم يكن لهذا الاصل او لهذا العمل ولو لم يكن له اصل معلوم من الكتاب او السنة يعني به او فيه بخصوصه فاهل السنة ادخلوا اشياء مخالفة للرائد فمثلا يقولون صلى الله عليه وعلى اله وصحبه. وسلم ادخلوا الصفحة. الصلاة على الصحابة. مقارنة او مقرونة بالاب مخالفة للمبتدعة. وهل هذا كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟ لم يكن على هذا النحو في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا قائل من اهل السنة ان هذا بدعة. بل من قال انه بدعة فهو مبتدع. مخالف لطريقة اهل السنة. كذلك في مسألة الخطبة. الخطبة شعار ظاهر للمعتقدات والمتقررات فيجب ان يكون فيها شعار لمخالفة اهل البدع مخالفة الفرق الضالة والجماعات المنحرف فاذا كان كذلك كانت كان عند اهل السنة وعند ائمة السلف اظهار مخالفة المبتدعة في الخطبة امر مقصود فخالفوا المبتدعة في الصلاة على الصحابة والترضي عن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وفي الدعاء لولاة الامور خالفوا المبتدعة ومن الفرق الضالة في هذه المسائل. لا يقال ان هذه المسائل محدثة وبدعة. لان الجواب ان بدعة هي ما قال اهل السنة انها بدعة. وهذه المسألة قررها اهل السنة وائمتها اذ لا منكر بين اهل السنة المسائل والمقصود باهل السنة الائمة منهم الذين كتبوا في ذلك وقرروا وتتابع العمل على هذه المسائل دون انكار. اذا اتى احد وانكر شيء من ذلك فيكون محجوجا بتقدم العمل بهذه المسائل. فليس اذا المسألة مما قاله السائل في انه رد بدعة ببدعة. لان هذا مدعى ان يكون الدعاء للصحابة وللزوجات وللخلفاء بدعة هذا مدعى بل هو سنة من سنن اهل السنة والجماعة وفي حديث ان من اصحاب من لا اراه بعد ان امت هل يشكل على الشهادة للصحابة في الجملة؟ ما ادري هل هذا حديث معروف؟ ما اعرف هذا الحديث حبذا لو يورده مرة اخرى مع تخريجه اذا كان يعلم انه حديث لماذا لا يقدم كل من بشر بالجنة من الصحابة في مسألة التفضيل؟ لان التفظيل ليس راجعا الى الخاتمة يعني هل هو في الجنة ام لا؟ انما التفظيل راجع للصفات والجنة مشتركون فيها لكن اختلاف الدرجات. فلا يعني ان من بشر بالجنة انه اعلى درجة ممن لم يبشر بها لكن البشرى طمأنينة له ولاظهار فظله. التفظيل راجع الى الصفات تصدير واجل الى الصفات والمعاني التي تحلى بها الصحابة هل هناك من حفر المبشرين بالجنة؟ من اهل العلم يعني في الادلة فيه مؤلفات في ذلك يعني مختصرة السفاريني في شرحه على عقيدته ذكر كثيرين منهم وكذلك الحافظ وغيره. كيف الجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم لولا الهجرة لكنت مؤمن الانصار لقول شيخ الاسلام ويفضلون المهاجرين على الانصار ودولة الهجرة لكنت امرأ من الانصار واولئك فضلوا بالهجرة. لم يفضلوا لانهم مكيون وانما فضلوا لانهم مهاجرون. فلولا الهجرة لكان النبي صلى الله عليه وسلم امرحا من المصاب ولكن الهجرة جعلت اولئك يتصفون بانهم مهاجرون فالمهاجرون افضل ولا اشكال هل يكفر عبدالرحمن بن ملجم بكبيرته؟ لا عبد الرحمن ابن ملجم لا يكفر بكبيرته وبقتله بخير خلق الله في زمانه خير المكلفين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه لا يكفر قد سئل علي رضي الله عنه عن الخوارج عموما اكفارهم قال لا بل من الكفر قال لا من الكفر فرض