المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ. شروحات كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله شرح العقيدة الواسطية ادت الرابع. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين فلا ينسون عنه ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلم عن مواضعه ولا يفسدون في اسماء الله واياته ولا يخيب عن ولا ولا يمثلون صفاته بكتاب خلقه. لانه سبحانه لا هني له ولا كفؤ له ولا شكر له لا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى. فانه اعلم بنفسه ولغيره. واصدق فينا واحسن حديثا من خلقه ثم رسله صادقون مكتوبون بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون. ولهذا قال سبحان ربك رب العزة عما يصفون. وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. فسبح نفسه وهما به المخالفون الرسل. وسلم على المرسلين. بسلامة ما قالوا من النقص والعيب وهو سبحانه بين النفي والاثبات قوله لما جاء الله عليهم من النبيين والشهداء والصالحين بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والسلام على الله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين. اما بعد شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في هذه العقيدة المختصرة المباركة التي نسأل الله جل وعلا ان يمتهن وان يتقبل منا اعتقادنا لما فيها. وان يثبتنا عليه سبحانه. قال احسنه الله تعالى في وصف اهل السنة والجماعة فلا ينسون عنه ما وصف به نفسه. ولا يحركون عن مواضع لا يكون منه ما وثق به نفسه كمن نفع عنه الصفات التي وصف بها نفسه طوارف الضلال ان الجهمية والمعتزلة والرافضة والطلابية الكرامية والازهارية والماتوريفية ونحو ذلك فان كل طائفة من هؤلاء نفتت عن الله جل وعلا اما جميع الصفات واما بعض الصفات الذين ينفون عن الله جل وعلا ما وصف به نفسه اما ان يكونوا من الذين يوفون اكثر اضطهاد وهؤلاء يقال لهم الجهمية والمعتزلة. واما ان يثبتوا منها او عشرين او ثمانية او المزيدية. وهؤلاء قد يقالوا في حقهم. الصفاتية لانهم يثبتون من الصفات اكثر مما اثبت اصولهم وهم المعتزلة والجهمية. الكلابية من الصفات اكثر مما اثبت المعتزلة. وكذلك الاشائرة والمأكولية. ولهذا قد يقال لهؤلاء الصفاتية في مقابلة النفاق كما يذكر ذلك كثير من علماء اهل السنة ومنهم شيخ الاسلام رحمه الله تعالى وهؤلاء جميعا سواء كانوا من النفاة ام كانوا من الصفاتية فهم يوفون عن الله جل وعلا ما وصف به نفسه هذا النفي قد يكون نهيا للصفة بالكلية. وقد يكون نفيا بمعنى بتأويلها غيره مهما وبحمل الظاهر فيها على غير ما دلت عليه ظاهر النصوص. هؤلاء ينقون يعني ان مآل حالهم النفي. سواء نسوه قفلا او نسوا معناه الذي دل عليه البعض. الذين نسوا ان الله جل وعلا من رحمة اللاثقة به هؤلاء لقوا. الرحمة ولو قالوا ان معنى الرحمة ارادة الرحمن ونثبت الرحمة بتأويله هؤلاء ايضا ينقونه. واما اهل السنة والجماعة فانهم يثبتون المهاني التي اشتملت على هل بعض الصفات على ما يليق بالله جل وعلا على قاعدتي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. يثبتون ويثبتون ما في اللفظ من الصفة ويثبتون ويوقنون ويؤمنون بما دل عليهم اللفظ من ويعلمون اصل معنى هذه الصفة لانها بلسان عربي مبين. ثم هم اهل السنة والجماعة الطلب عند الخلق ومن عدم الكيفية يعني عن ادراك كل المؤمنين ومن ادراك الكيفية. فاذا هذه السنة لا يرجون عن الله ما وصف به نفسه بل يثبتون لله جل وعلا ما وصف به نفسه. قال رحمه الله تعالى بعد ذلك ولا يحرك الكلمة مهمة واضحة. لان الذين يحرفون الكلمة عن بعضين هم اليهود كما وصف الله جل وعلا اليهود في ذلك بقوله يحرم من الذين هادوا يحرفون الكلمة عما وهب ومنها تحريف الكلم من مواضعه في حلمه على غير ما دل عليه. والتحريك اصله العدول في اللفظ عن معناه الى غيره او العدول بالمعنى عن اصله الى غيره يعني الى غير اخر. اما ان يقول ان اللفظ هذا معناه لفظ الان فمن سواء الى الثورة او ينفون المعنى ويبسطون معنى اخر وهؤلاء هم الذين يأولون الصفات الفعلية وبعض الصفات الذاتية بما اكثوا من الصفات العقلية فمن سيأتي تفصيلهم ان شاء الله تعالى يحرفون الكلمة يعني هداك الكلمات الشرعية الدينية التي هي في باب الاحكام. عن الله جل وعلا. وتحريك الكلم عن مواضعه. هذا وقد يكون كفرا قد يكون كبيرة قد يكون معصية وقد يكون يعلم فيها صاحبه هو اذا فليس كل تحريف كفران. بل قد يكون كفرا وقد يكون كبيرة من كبائر الذنوب قد يكون معصية وقد يكون خطأ وتفصيل هذا وامثلته تأتي في مواضيعها في الرسالة ان شاء الله تعالى الا بعد ذلك ولا يلحدون في اسماء الله وحياته. الالحاد مر من هنا وانه البيت ولهذا سمي النحت بحث القبر لحدا لانه مائل عن سند القبر عن سمح الحصى فيه ميول فالالحاد الحدث يعني ماء الملحد الماثل عن الحق الى غيره. وفي الاصطلاح الملحد هو من مال الايمان الى الكفر قال لا يلحدون في اسماء الله واياته يعني ان اهل السنة والجماعة يؤمنون بالاسماء مع الله وبالآيات وما اشتملت عليه الايات من الاسماء والصفات ولا ينيلونها ولا يخرجون بها من اللائقة بها اذ ان صراط الاسماء المستقيم وصراط الايات المستقيم ان يؤخذ بها بما دلت عليه بعضها من المهام ويثبت ذلك لله جل وعلا. فاذا حرف ذلك فان هذا من الالحاد بمعنى انه اذا او نفث من اسماء الله فان هذا من جنس الالحاد في اسمائه وصفاته. وقد قال الله وعلى في محكم كتابه ولله الاسماء الحسنى ندعوه بها وذروا الذين يلحدون في والالحاد في اسماء الله وصفاته انوار الامر مهما ها اذا مرة ثانية ولا يكيفونها ولا التكييف مر من على معلمة والتمثيل مر معناه اذا اهل السنة والجماعة تميزوا منهم بهذه الفصول. انهم يثبتون لله جل وعلا ما اثبته لنفسه. ولا يرجون عن الله جل لو على ما وصف به نفسه ولا يكون عن الله جل وعلا ما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لان سبيلهم ليس هو سبيل الدائن الضالين المغضوب عليهم الذين يحرفون الكلمة المواضيع من الذين شابهوا اليهود او الذين يلحدون في اسماءهم الله واياته الذين شاده المشركين. وانما يؤمنون بالاسماء والصفات على حقائقها اللاذقة بالله جل وعلا اذا اهل السنة والجماعة تميزوا عما سواهم بهذه الخصائص انهم يثبتون لله جل وعلا ما اثبته لنفسه ولا ينفون عن الله جل وعلا ما وصف به نفسه ولا يكون عن الله جل وعلا ما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لان سبيلهم ليس هو سبيل الدائرين الضالين المغضوب عليهم الذين يحرفون الكلمة عن مواضعه من الذين شابهوا اليهود او الذين في اسماء الله واياته الذين شابهوا المشركين. وانما يؤمنون بالاسماء والصفات على حقائقها اللائقة الله جل وعلا ثم بين العلة في ذلك فقال لانه سبحانه لا سمي له ولا كف له ولا ند له فلا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى. هذا تعليل ما سبق لما لم يأتي اهل السنة والجماعة عن الله ما وصف به نفسه قال لانه سبحانه لا سمي له ولا كفؤ له. فاذا الصفات والاسماء وان كان ظاهر المعنى قد يقتضي المشابهة فان اثبات الاسماء لله جل وعلا واثبات الصفات لله جل وعلا اثبات لها باثبات لكم واثبات المعنى الذي دل عليه اللفظ على ما يليق بالله جل وعلا. واما الاشتراك في بعظ المعنى فان هذا لا ينفيه اهل السنة والجماعة لان الله جل وعلا هو الذي وصف نفسه بذلك كما سيأتي من قوله فانه سبحانه اعلم بنفسي وبغيره فهو جل وعلا الذي سمى نفسه السميع وسمى المخلوق بالسميع وبين السميع قدر مشترك من المعنى. وهذا المعنى هو اصل السمع. والسمع الذي في المخلوق يناسب ذاته والسمع الذي لله جل وعلا يناسب ذاته. وهذا على اصل القاعدة المقررة وهي ان القول في الصفات كالقول يحتذى فيه حذوه ينهد فيه منهاجه لان الصفة كل صفة تناسب موقوف فسمع المخلوق يناسب ذلك وسمع الله جل وعلا يناسب ذاته. ما بين الصفتين من القدر المشترك هذا هو ما يجمعهما في خص اللغة. بالمعنى العام. اما المناسبة مناسبة للذات فهذه في خارج الاصل الاصل العام وهذا فان لله جل وعلا من الصفات اكمله فان لله جل وعلا من الصفات اكملها وله من كل صفة كمال اكمل تلك الصفة واعظمها واشملها اثرا واعمها متعلقا. وهذا لا يعني بحال المماثلة وانما القدر المشترك في اصل المعنى هذا لا ينفي به اهل السنة لان الله جل وعلا انزل القرآن بلسان عربي مبين ومعنى ذلك ان الكلمات التي فيها ذكر الاسماء والصفات انها تفهم باللغة وهذا سيأتي تفصيله ان شاء الله تعالى. قال لانه سبحانه لا امني له يأتي بيان معنى سبحان عند الاية وهي قوله سبحان ربك رب العزة عما يصفون قال انه سبحانه لا ثني له. ولا كفؤ له ولا ند له. هذه الالفاظ الثلاثة الثمين. والكفر والنت هذه جاءت في القرآن وهي متقاربة المعنى. قال جل وعلا هل تعلموا له ثنية؟ قال سبحانه ولم يقل له كفوا احد. وقال سبحانه ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا. يحبونهم كحب الله. الله جل وعلا لا سمي له. لانه قال هل تعلم له سميا؟ وهذا فيه الانكار لانه قال هل تعلم له سميا؟ والاستفهام اذا اتى بعده جملة يراد ابطالها فانه يكون للانكار. واذا اتى بعده جملة يراد اثباتها صار بالتوبيخ او للحث او نحو ذلك من المعاني المقررة في علم العربية فلان قال هل تعلم له ثنيا؟ هذا يعني لا يعلم له سمي بل انكار ان يعلم له امين سبحانه وتعالى. فلا احد من خلقه يعلم لله جل وعلا سميا. والسمي هو المثيل والشبيه والنظير كما فسرنا ابن عباس رضي الله عنه وغيره وكذلك الند الند هو المثيل والنظير كما ذكر ابن جرير عند اية البقرة عند قوله ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا قال الامداد جمع الند. والند هو المثيل والنظير. واستشهد لذلك بقول حسان ابن ثابت تهدوه ولست له بند فسركما لخيركما الفداء. وتروى اتهجوه ولست له بكفء هذا النفء والكفر والمتين والسمي هذه كلها معانيها متقاربة ولا تراجع بينها لكن المعاني متقاربة وسيأتي ان شاء الله تعالى بيان عند الايات التي سيريدها الشيخ رحمه الله تعالى بعد ذلك. قال ولا يقال لخلقه سبحانه وتعالى. هذه الكلمة من الاسلام ابطال لاصل اصله الجهمية وافصله المعتزلة يعني افصله اهل الكلام. اهل البدعة الذين شق او خط الجماعة في باب الاسماء والصفات. بل وفي باب القدر قالوا ان الله جل وعلا يقاس بخلقه ما معنى القياس ها هنا؟ يعني انه ما نفته العقول نسيناه وما اثبتته الحق ما اثبته العقل واثبتته العقول اثبتناه. وبناء على هذا نفوه عن الله جل وعلا اكثر الصفات الذاتية فقالوا ان اثبات الوجه لله جل وعلا يقتضي التجسيم. والعقل ينفي هذا يأتي ان يقتصف الله جل وعلا بهذا لان الوجه ابعاد وهزاء والله جل وعلا ليس على ذلك. قالوا ان الله جل وعلا لا يختص بان له يدين وذلك لان اليد جارحة. الدليل القياس العقلي هكذا في سائر الصفات نعم ان اهل السنة اثبتوا من اثبته القرآن من القياد وسيأتي ذلك في موضعه ليس هو كل انواع القيادة. قال هنا ولا يقاس بخلقه. يعني في جميع الصفات التي التي اغتصب الله جل وعلا بها فانما نثبتها مع قطع القياس وقطع المماثلة مع الخلق. فنحن نثبت لله جل وعلا الوجه وليس الله جل وعلا كوجه كوجه الانسان او كوجه مخلوق من مخلوقاته. نثبت لله جل وعلا يديه وليست اليدان الله جل وعلا فيدي بعض مخلوقاته. نثبت لله جل وعلا العينين وليست العينان لله جل وعلا كعين بعض مخلوقاته وهكذا اثبتوا لله جل وعلا استواء يليق بجلاله وليست سواه كالسواه نثبت لله جل وعلا النزول كما اخبر النبي عليه الصلاة والسلام عن ربه جل وعلا وليس نزول الرحمن جل وعلا كنزول خلقه. وهذا كله على هذه القاعدة لانه سبحانه لا يقاس بخلقه. وانما كما ذكرنا من القاعدة ان القول والصفات كالقول الدال كما ان الله جل وعلا لا تشبهوا ولا تماثله شيء من الدواب ذلك اسماؤه في عموم معناها وانهي اقتصاد الله جل وعلا بها وكيفية الاختصاص واثر ذلك الاسماء كذلك لا يقاس هذا في خلق الله جل وعلا في اسمائهم الى غير ذلك من الاصول العظيمة. ثم ذكر لن اعق بالاتباع فقال فانه سبحانه اعلم بنفسه وبغيره. لما اتبعنا على هذا الوجه من التسليم؟ لم لم في هذا الامر بالقياس وبالعقل بما اصله فوائق منه من يسميهم اولئك الحكماء لان الله جل وعلا هو الذي وصف نفسه بذلك. وهو سبحانه اعلم بنفسه وبغيره هل تعلمون ذلك منه؟ هل تعلمون كيف اتصف الله بصفاته؟ هل يعلم المبتدعة والمؤولة والمحرفة كل المعنى الذي تحمله الصفة؟ الجواب لا. واذا كان كذلك فبطلت دعوة المجاز بطلت هو التهويل الذي يصرف الالفاظ عن ظاهرها. فان الله جل وعلا اعلم بنفسه. وهذا الباب باب الاسماء والصفات اعظم الابواب التي يدخل منها الايمان الى القلب. واذا كان كذلك اذا كان كذلك فالله جل وعلا لا يبين للعباد من ذلك الا ما فيه نفعهم. ولو وقع بالاسماء والصفات في الايات والاحاديث لو وطأ الفاظ لو جاءت الفاظ لا تراد ظواهرها من ذلك لوقع عند الناس الاشتباه في هذا الاصل العظيم. وهو الايمان بالله لان الله جل جلاله انما خضع له العباد وذلوا وعبدوه واحبوه ورغبوا اليه ورهبوا منه وخافوه ورجوه. كل ذلك اثار اسمائه وصفاته. ولايمانهم باسمائه جل وعلا وصفاته ونعوت جلاله وانواع توحيده. فانهم ما رأوا ذاته جل وعلا وانما علموه جل وعلا بما علموا من الاسماء والصفات. واذا كان كذلك كان محالا ان يبقى هذا الباب ملتبسا على الخلق. او تذكر فيها الفاظ يمكن فيها الاجتهاد. فالفاظ فالايات التي فيها احكام فقهية او الاحاديث التي فيها احكام فقهية التي تحتمل اكثر من معنى في بعضها. هذا الباب وباب الاسماء وارتبات محال ان يبقى فيه اللفظ محتملا وذلك لانه لا مبخل فيه للاجتهاد. واذا كان فيه مدخل للاجتهاد فمعنى ذلك ان فيه سبيلا اضلال الناس والله جل وعلا انما عرف العباد باسمائه وصفاته واعلمهم بذلك ليكونوا في هذا الاصل العظيم على يقين وعلى سبق وعلى ادراك تام صفاته جل وعلا وما دلت عليه من المعاني وبهذا تخضع قلوبهم له وتذل قلوبهم له وتهله جل وعلا محبة وانقيادا وتعظيما. قال هنا فانه سبحانه اعلم بنفسه وبغيره والعطف هنا في قوله وبغيره مهم لانه بان اولئك النفاث قاسوه جل وعلا بخلقه والقياس ممتنع لان الله اعلم بنفسه فيما وصف به نفسه واعلم بغيره الذين وصفهم بصفات يشتركون في الفاظها مع صفات الله جل وعلا. ويشتركون في جزء المعنى مع الله جل وعلا. يعني مع الصفات الله واسمائه جل وعلا فهو اعلم بنفسه وما يصلح له وما يليق به جل وعلا واعلم بخلقه وما يصلح له وما يليق بهم هو جل وعلا وصف نفسه بالصفات فوصف خلقه سمى نفسه بالاسماء وسمى خلقه وهو اعلم بنفسه وبخلقه. فلو كان مجال القياس واردا كما ادعوت ولو كانت الشبهة ووقوع التمثيل والتجسيم كما ادعوه واردا لكان في هذا انباتا على متلقي هذا الدين ومتلقي القرآن ليؤمن به. والله جل وعلا وصف اياته بانها صدق وعدل. فقال سبحانه وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا. قال وفي القراءة الاخرى وتمت ربك صدقا وعدلا. وهي صدق في الاخطاء. وعدل في الاحكام. ولهذا فان الله جل وعلا لما كان اعلم بنفسه وبغيره يعني وبخلقه فانه يتلقى ما سمى به نفسه وما وصف به نفسه بالتسليم العظيم لانه لا احد اعلم بالله من الله. ولا احد اعلم بالله من خلقه من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ماذا؟ واصدق قيل كما قال سبحانه ومن اصدق من الله راجين قيل وقال ومن اصدق من الله حديثا. فالله جل وعلا لا احد اصدق منه قيلا. بل هو جل وعلا الذي كلماته صدق في اخباره اذا اخبر عن نفسه فهو صدق وحق واذا اخبر عن اسمائه فهو صدق وحق واذا اخبر وصفاتك فهو صدق وحق واذا كان كذلك فمعناه ان دعاوى اولئك كلها بعد قال واحسنوا حديثا من خلقه ثم قال رحمه الله تعالى ثم غسله صادقون مصدوقون. الرسل جمع رسول. وآآ هم الذين اوحي اليهم بكتابه وامروا بتبليغه الى قوم مخالفين كما مر معنا في اول هذه الرسالة. صادقون صادقون جمع الطالب والصادق اسم لمن قام به الصدق. والصدق مطابقة الخبر للواقع كما قال والصدق ان يطابق الواقع ما تقوله. اذا طابق الواقع ما تقوله فهذا هو الصدق. اذا انف الواقع اذا خالف ما تقوله الواقعة او خالف الواقع ما تقوله فان هذا يعد كلمة سواء كان خطأ او وكان متعمدا هذا الاصطلاح. ورسل الله جل وعلا صادقون يعني قام بهم الصدق. لم يخبروا بشيء منه اسماء الله جل وعلا وصفاته ولا من دينه الا وقد طابق الواقع. فهم لم يذكروا شيئا عن الله جل وعلا لا يطابق الواقع ما وصفوا الله جل وعلا به هذا يطابق الحال. وصف الرسل ربهم جل وعلا بانه استوى على الارض فقال فرعون فقال موسى لفرعون ذكر ان ربه جل وعلا هو الاعلى فقال فرعون يا هامان ابن ذي طرحة لهني ابلغ الاسباب اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى. فهذا العلو نفاه فرعون ورسل الله مجمعون على ارشاد وتبيين تلك الصفة لهم لهم. فهو جل وعلا له الثبات واخبر رسله بما له من الصفات ورسله اخبر الخلق بذلك وهم صادقون في ذلك. فمن نفى صفة فقد كذب الرسول هذا حقيقة حاله لكن قد يكون التكذيب له وجه من العذر فلا يكون كافرا بذلك. رسله صادقون مصدوقون يعني قال هنا بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون القول على الله بلا علم حراما سواء كان سواء اكان القول في الاسماء والصفات في العقائد او الاحكام العملية يعني سواء اكانت الاحكام الخبرية التي هي العقائد او في الحلال والحرام وهي الاحكام العملية. القول على الله بلا علم اشد المحرمات. ولهذا عنه تفرع كل ضلال وقد ذكر الله جل وعلا تحريمه في عدة ايات في كتابه جل وعلا. من هم الذين قالوا على الله ما لا يعلمون قالها كل مخالف للرسل فان مشركي العرب مثلا وصفوا الله جل وعلا بخلاف ما قاله الرسل خلاف ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام اخبروا عن اسماء الله جل وعلا بخلاف ما جاءت من الرسل. وعن صفات الله جل وعلا بخلاف ما جاءت به الرسل. بل اثبتوا لله صفات واسماء بما عندهم. قال الله جل وعلا عنهم وهم يكفرون بالرحمن وهذا قول على الله بلا علم. وقال عن اليهود لقد سمع الله لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء. واخبر انهم قال يد الله مغلولة وهذا كله في باب الاسماء والصفات. قالوا على الله ما لا يعلمون. ورث هذا القول منهم من اولئك طوائفهم ولا الجهمية ومن تفرغ عنه من المعتزلة والاشاعرة والماتريدية واشباه هؤلاء كل طائر ثبتت لله اسماء ونفى الصفات من عقوله ومن ارائهم بلا دليل. فجعلوا من اسماء الله جل وعلا وصفاته صفات السلبية مثل القديم ونحو ذلك مثل الموجود فجعلوها من الاسماء ومن الصفات المعتدلة بل الجهمية قبلهم نفوا ان يكون لله جل وعلا اسمى فيها صفات. فيفسرها الجهمية يفسرها الجهمية يفسرون الاسماء بالمخلوقات المنفصلة. والمعتزلة يفسرون الاسماء بالذات التي ليس فيها صلة. فيجعلون دلالة السميع هي دلالة اليم. هي دلالة البصير احتلاله على الذات بدون المعنى فتكون عندهم من قبيل المترادف المعنى لانها دالة على ذات بلا مانع هذا كله قول على الله بلا علم هذه جمل من الكلام وعرض عام سيأتي تفصيله بدقته وبتحذيراته في مواضعه من هذه قال فلان لهذا قال سبحانه وتعالى سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ذبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل وقوله هنا سبحان ربك سبحان هذا مفعول مطلق يعني اسبح سبحانه واصله في اللغة معناه الابعاد يقولون سبحان فلان من كذا يعني بعد فلان من كذا. وقد قال السائل اقول لما جاءني فخره سبحان من علقمة الفخر. يقول اقول لما جاءني فخره سبحان من علقمة. يعني بهيم. جدا ان يكون من يفخروا به. تسبيح الله سبحان الله معناها الله عن كل نقص وعيب وسوء وموارده في الكتاب والسنة خمسة تنزيه الله جل وعلا عن الشريك في الربوبية كما ادعاه الملحدون تنزيه الله جل وعلا عنه الشريك في الالوهية كما ادعاه المشركون. تنزيه الله جل وعلا في اسمائه وصفاته ان تسلب معانيها اللائقة بها وتنزيه الله جل وعلا في اسمائه وصفاته مماثلة المخلوقين لها تنزيه الله جل وعلا هذا الرابع تنزيه الله جل وعلا في امره الكوني وقدره الكوني عنان يكون بلا حكمة او ان يكون عبثا كما ادعاه من قالوا خلقنا الله عبثا ومن نسوا الحكمة في الخلق والايجاز وتقدير الاشياء. والخامس وهو الاخير الله جل وعلا في شرعه وامره الديني عن النقص وعن منافات الحكمة الله جل وعلا ينزه نفسه لقوله سبحان ربك يعني تنزيها لله من كل سوء ادعاه المخالفون للرسل وهم ادعوا الشركة له في الربوبية. فينزه الله جل وعلا عن الشريك في الربوبية. سبحان ربك يعني تنزيها لله. اذا قلت في سبحان ربي العظيم معناه تنزيها لله رب العظيم. عن كل سوء ونقد. في هذه الموارد الخمسة التي في الكتاب والسنة في الربوبية والالوهية والاسماء والصفات وفي الشرع وفي الامر الكوني والقدر قال هنا سبحان ربك رب العزة ربك هنا الاظافة للتشريك. اظاف الربوبية الى النبي عليه الصلاة والسلام لتشريفه بها في هذا المقام العظيم وهذا يقتضي ان كلام النبي عليه الصلاة والسلام عن ربه الذي جحده الجاحدون انه هو الاكمل وهو الاليق لله جل وعلا ثم قال بعدها رب العزة سبحان ربك رب العزة بمعنى صاحب العزة بمعنى بالعزة المتصل بالعزة. والعزة صفة لله جل وعلا ومن اسمائه سبحانه وتعالى العزيز والعزيز هو الذي كملت له مصاب العزة والعزة في الكتاب والسنة جاءت يعني الذي التي يتصف الله جل وعلا بها جاءت على ثلاث معاني الاول العزة التي هي بمعنى الامتنان والغنى وعدم الحاجة الامتناع عن من يغالب او عن من يسيء. والغنى هذي كلها معنى واحد. والغنى عن الخلق والثاني العزة بمعنى القهر والغلبة والثالث العزة بمعنى القوة طبعا معنى القوة الخاصة قوة لا يقوى عليها قوة لا يلد عنها شيء. وهذه هي التي ذكرها ابن القيم هذه المعاني الثلاث النونية. حيث قال في بيان معاني اسم الله العزيز قال رحمه الله وهو العزيز فلن يرام جنابه انى يرام جناب ذي السلطان وهو العزيز القاهر الغلاب لم يغلبه شيء هذه صفتان وهو العزيز بقوة هي وصفه فالعز حينئذ ثلاث معاني وهي التي كان قد كملت له سبحانه الى اخر ما قال هنا مع اهل العزة قال وهو العزيز فلن يرام جنابه وهذا هو الاول وهي عزة الامتنان وهي التي بمعنى الغنى التام الاقتناع عنه ان يضره احد كما قال انكم لن تبلغوا ضري فتضروني وكذلك ان ان ينفعه احد امتناع عن ان يدعه احد ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. هذا المعنى الاول. وهو العزيز الن يرام جنابه انى يرام جناب ذكر؟ المعنى الثاني قال وهو العزيز القاهر الغلاب العزة بمعنى القهر والغلبة لم يغلبه شيء هذه الصفتان ثم بالمعنى الثالث وهو العزيز بقوة هي وصفه اما الثالث وهو العزيز بمعنى ذو القوة الكاملة العظيمة التي لا عليها شيء فهذه تكون في الكتاب والسنة في فعلها من هزة يعز الفتح. كما قال مثلا في سورة ياسين وعززنا بثالث يعني قوينا وايدنا بثالث واما العزة بمعنى الامتناع فهذه يأتي فعلها مكسورا عز يعزك واما القهر والغلبة يكون فعلها المضارع مضموما عز يهز عزة. المصدر في الجميع عزة لكن المظالم يختلف المعنى هكذا قرره ابن القيم وغيره من العلماء نعم لا القهر والغلبة قهر الغلبة هذي متعدية والاخوة هذه قال عما يصفون سبحان ربك رب العزة عما يصفون. وبهذا يصح ان تقول لله جل وعلا بهذا الدليل رب الرحمة ربي اسمع ربي البصر رب العزة رب الجمال رب النور ونحو ذلك بمعنى صاحب يعني المتصل بهذه قال عما يقفون يعني عن الذي يصفونه المفعول به اللي هو الضمير مأذوف يعني عما عن الذي يقفونه يعني هو الله جل وعلا بهم. ومن هم الواثقون الذين نزه الله جل وعلى نفسه عن وصفهم هم الذين لم يستجيبوا للرسل. فقال وسلام على المرسلين. وذلك لان المرسلين انزل الله جل وعلا عليهم السلام هو جل وعلا السلام من اسمائه السلام وهو الذي يعطي السلام وقال هنا عن نفسه وسلام على المرسلين فهو الذي جعل الانبياء والمرسلين اهل السلامة. والسلامة متبعرة. هناك سلامة القول بصحته ومطابقته للواطن. وسلامة في الفهم. وسلامة بالعبودية. وسلامة في الاعتقاد وسلامة في التبليغ. فجهاد السلامة كثيرة والله جل وعلا اعطاها عباده. المرسلين ولهذا قال هنا سلام على المرسلين. وافادا اعطاء التعبية. قال سلام على المرسلين. وفي قوله ما يفيد ان السلامة صارت عليهم وقد احاطت بهم وهذا في هذا المقام ظاهر الفائدة لان المرسلين وصفوا الله جل وعلا بالصفات العلا وسموه بالاسماء الحسنى. وفي هذه السورة التي هي سورة الصافات ذكر الله جل وعلا عن المشركين انهم تكبر عن قول لا اله الا الله فقال فيها انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتارك الهتنا مجنون وذكر في اخر السورة انهم جعلوا الملائكة بنات لله جل وعلا وهذا فيه وصف جل وعلا والانبياء والرسل لم يصفوا الله جل وعلا بذلك بل هم سالمون مسلمون في اقوالهم وفي اعمالهم وفي تبليغهم ولهذا قال هنا وسلام على المرسلين بسلامة ما وصفوه به من النقص والعيب وهذا لا شك انه وانت والمال. ثم قال والحمد لله رب العالمين. والحمد مر معنا معانيه كثيرة في اول هذه الرسالة. وقوله هنا لله رب العالمين هذا فيه نبهنا عليها مرارا وهو ان هذه الاية دليل على ان الربوبية غير الالهية. لانه قال الحمد لله والمعتمد عندنا ان لفظ الجلالة الله مشتق وعليه يكون مشتق من الالوهة لان الاشتقاق يكون من المصدر والربط من الربوبية الربوبية اذا غير الالوهية قد قال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ان اسم الرب والاله الاسماء التي اذا اجتمعت فرفضت واذا افترقت وذلك اما بدلالة اللفظ او بدلالة التظمن واللزوم قال رب العالمين العالمون جمع العالم والعالم وكل ما سوى الله جل وعلا فكل ما سوى الله جل وعلا عالم. وسمي عالما من العلامة. لانه علامة على ان انه مرغوب وان له ربا خالطا. او من العلم لان به علم ما لله جل وعلا من الحق والاسماء والصفات كما قال الشاعر وفي كل شيء له اية تدل على انه الواحد قال بعدها شيخ الاسلام فسبح نفسه عن ما وصفه به المخالفون للرسل وسلم على المرسلين بسلامة ما قالوه من النقص والعيب ثم قال وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والاثبات. الله جل وعلا جمع بين النفي والاثبات. في قوله ليس كمثل شيء وهو السميع البصير. نفى في قوله ليس كمثله شيء. واثبت في قوله وهو السميع البصير. كذلك قال الله لا اله الا هو الحي القيوم. ثم قال لا تأخذه سنة ولا نوم ثلاثة. وقال سبحانه قل هو الله احد الله الصمد فيها اثبات في هاتين الايتين ثم نفى فقال لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. وهذا فيه بيان كقاعدة اهل السنة والجماعة في ذلك في اعظم دليل واوضح استدلال بانهم يجمعون في عقائدهم الاسماء والصفات بين النفي والاثبات وعندهم النفي يكون مجملا كما اجمله الله جل وعلا وعندهم الاثبات يكون مفصلا كما فصله الله نوعا واما النفي المفصل الذي جاء في القرآن كقوله ولا يظلم ربك احدا وكقوله لا تأخذه سنة ولا نوم وكقوله وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الارض انه كان عليما قديرا فان النفي لا يكون كمالا ولا يمدح به المنفي الا اذا كان النفي قالوا به اثبات كمال الظل الله جل وعلا نفى عن نفسه الظلم والغرض من ذلك اثبات كمال ضد صفة الخلق. وهو العدل ولا يظلم ربك احدا وما ربك بظلام للعبيد في هذا اثبات لكمال اختصاصه بضد الظلم وهو العدل. وبعض والعلماء يسمي هذه الصفات السلبية. يعني الصفات المسلوبة عن الله جل وعلا. وما الفائدة من السلب؟ الفائدة ومنه ان يثبت كماله الذكر. لا تأخذه سنة ولا نوم وذلك لكمال حياته سبحانه وقد يكون النفي لاثبات صفة واحدة وقد يكون النفي لاثبات صفتين معا يعني النفي يكون المراد منه اثبات صفتين الجميع يدل على ذلك قوله وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا العز الذي نفعه الله جل وعلا عن نفسه قال العلماء اما ان يكون لاجل عدم العلم عجز عن الشيخ اجل انه ليس بعالم به. واما ان يكون العزم لاجل عدم القدرة عليه لاجل عدم القدرة عليه وغير قادر عليه عجز عن الكتابة لاني غير قادر عليها. عجزت عن المسير لاني غير قادر عليه لكن عجزت عن جواب سؤال لاني غير عالم به. فقوله هنا في هذا النفي وما كان الله ليعجزه من شيء يراد به اثبات كمال ضد الحج. وكمال ضد العجز يكون بكمال صفتين. وهي صفة العلم وصفة القدرة ولهذا قال جل وعلا في اخر هذه الاية قال انه كان عليما قديرا. قال وما كان الله ليعززه من شيء في السماوات ولا في الارض انه كان عليما قديرا. وقد تقرر ان كلمة انه في القرآن من التاليب التعليم لما قبلها اذا كان خبرا او امرا او نهيا او حكما او استفهام. يكون ما بعد ان تأليل لما قبله ما كان الله ليعززه من شيء في السماوات ولا في الارض. ما علة ذلك؟ قال انه كان عليما قديرا. وهذا فيه ظهور ان النفي هنا اريد به اثبات كمال ضده. وهما صفتان صفة العلم وصفة القدرة. ولذلك وصف الله جل وعلا نفسه بذلك بقوله انه كان عليما قديرا مع ما كان من اثبات الكمال السابق واللائظ وما في قوله عليما حذيرا من اثبات الكمال دلالة صيغة المبالغة عليه. قال هنا بين النفي والاحسان. المبتدعة عندهم عن سدان. عندهم الاثبات مجمل نثبت لله صفات الكمال. ما هي؟ عندهم اجماع. اما النفي فانه يكون مفصلا. يقولون الله جل وعلا ليس بدم وليس به جوارح وليس به روح ولا به ولا هو فوق ولا تحت ولا يمين ولا ايمان ولا بذي جهة وليس بداخل العالم خارجه والى اخره عندهم النفي كما ترى في كتاب التمهيد وغيره وكتب اهل الكلام التمهيد يعني اه للباطلان ترى انه يأتي في وصف الله جل وعلا في النفي في صفحتين او اكثر كلها نفث مفصل. ليس بكذا وليس بكذا وليس بكذا. واذا اتى الاثبات اجمله فقال وله صفات السماء. ما هي؟ الصفات التي يثبتونها وهي الصفات السبع العقلية. قال فلا عدول لاهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون. وهذه كلمة عظيمة تدل على ان اهل السنة والجماعة يعني السلف الصالح انهم تبعوا المرسلين ولا عدول لهم يعني لا ميل لهم ولا انحراف ولا يعدلون لا يوازنون بما جاء به المرسلون اي بل هم متبعون للمرسلين واما غيرهم فهم متبعون للمشركين او لليهود او للنصارى او للملحدين فكل بدعة في الاسماء والصفات ظهرت في هذه الامة فانها لم تستقى من الانبياء والمرسلين وحاشاهم عند ذلك وانما اخذت من المشركين واهل الكتاب. وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام لتتبعن سنن من كان قبلكم. وبين عليه الصلاة والسلام في الحديث الاخر الذي رواه البخاري وغيره حديث ابن عباس قال ان ابغض الرجال الى الله ثلاث. وذكر منهم مبتغ في الاسلام سنة الجاهلية. واذا رأيت فان المشركين نفوا عن الله جل وعلا اسما من اسمائه الحسنى. فنفوا اسم الرحمن باحسان الله. قال سبحانه وهم يكفرون بالرحمن. فورثه النفات ونفات الاسمى في هذه الامة. واتبعوا سبيل اهل الجاهلية عن الله جل وعلا الاثمان الحسنى اولئك وصفوا الله بما لم يصف به نفسه نفوا عن الله جل وعلا ما وصف به نفسه من اليهود والنصارى وجعلوا له مثيلا وشبيها فورثهم المجسمة ورثهم المؤولة. فاذا كل بدعة حصلت في هذه الامة في ابواب الاسماء والصفات انها من ابتغاء سنة الجاهلية فان اهلها انما اخذوها من اليهود والنصارى والمشركين. كذلك في باب الايمان الذين قالوا بالقدر فان يعني بالجمر الذين قالوا بالجبر انما اخذوها من الجبرية وان طائفة كانت قبل النبي عليه الصلاة والسلام موجودة. كذلك الذين قالوا الارجاء ورثوها ممن؟ قبله. وكذلك في ابواب الامامة فان اجتماع الناس على امام واحد يطيعونه ويرضونه هذا انما جاءت به الرسل. اما اهل الجاهلية فانهم يعدون التفرق مطهرة ويعدون الاتباع والطاعة لولي امر واحد يعدون ذلك مسبة وذلا. وهكذا في ابواب الصحابة المشركون يسبون اتباع الرسل المؤمنون واتبعك الارذلون وفي هذه الامة في باب العقائد خالف من خالف في العقيدة كالصحابة باتباع الرسل فسبوهم. يعني ان اهل السنة والجماعة تبعوا المرسلين. وكل من خالف اهل السنة والجماعة انما تبع اهل الجاهلية وهذه جملة يقول فصيلها قال فانه الصراط المستقيم. يعني الطريق الوحيد الموصل لرضا الله جل وعلا صراط الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وهذه جملة يؤخذ تفسيرها من الاية ونقف عند قوله وقد دخل في هذه الجملة ما وصف به نفسه. اكرر واقول ان ما ذكر هذا حرف اجمالي لابد منه. بما ذكر منه الكلمات والجمل واما تفضيل الكلام على الصفات في مواضعها ان شاء الله تعالى صلى الله وسلم على نبينا محمد اما الان فنترككم مع مجلس اخر من هذا الشرح لانه سبحانه لا سمي له ولا بدء له. ولا ند له. ولا يقاس بقلبه سبحانه وتعالى. فانه سبحانه اعلم بنفسه واحسن حديثا من فرضه نعم طيب