سبحانه وتعالى وانه لا يعجب عنه شيء. هذا السمع فضلا عن العلم. ولهذا لما ذكر السمع سبحانه وتعالى او علقه بالسر وايش؟ والنجوى فدل على ان غيره من باب اولى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا المجلس السابع من مجالس شرح العقيدة الواسطية المنعقد في الحادي والعشرين من ربيع الاول لعام الف واربع مئة واربع وعشرين. بجامع الملك عبد العزيز بن عابدة قال المصنف رحمه الله تعالى وقوله ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه وقوله فلما اسفونا انتقمنا منهم وقوله ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقوله كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون. نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله واصحابه اجمعين. هذه الايات التي ذكرها المصنف هي تبع لما سبق ذكره من النصوص في تفصيل الاسماء والصفات. وكانك ترى ان المصنف عني بتقرير صفات الافعال. وذلك من جهة ان متكلم الصفاتية اول هذا النوع من الصفات ولم يثبته. ولهذا صارت عناية المصنف رحمه الله بذكر هذا النوع من الصفات اظهر وذلك لان الفقهاء من اصحاب الائمة الاربعة وجمهور المسلمين تحقق عندهم الانكار لقول الغلاة من اهل التعطيل من الجهمية والمعتزلة الولاة وانما الذي التبس شأنه على كثير من المنتسبين للسنة والجماعة سواء كانوا من الفقهاء او من الصوفية او من اه المتكلمين ما يتعلق بباب الصفات الفعلية. لما قرر بعض كبار المتكلم اهل الاثبات تأويل هذا الباب. فلما قرر كبار متكلمة اهل الاثبات كعبد الله بن سعيد بن كلاب والاشعري وابي منصور الماتوريدي. وامثالهم تأويل هذا النوع من الصفات. وعدم تم التحقيق في اثباته التبس شأنه على كثير من اهل العلم. ولهذا صارت عناية المصنف بذكر ايات الافعال اظهر وقد بين في مقام اخر ان هذا النوع من الصفات مذكور في القرآن في اكثر من مئة موضع. وهو النوع الذي اوله الاشعرية وامثاله. فقوله هنا ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه فهذا فيه اثبات لسخطه. سبحانه وتعالى وهو صفة قائمة بذاته. على ما تقتضيه وحكمته وارادته. ومثله قوله تعالى فلما اسفونا انتقمنا منهم. والاسف هنا هو هو الغضب اي اغضبونا. اي لما غضب الله سبحانه وتعالى عليهم انتقم منهم. وكذلك ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم. في ذكر شأن المنافقين. فان هذا فيه اثبات لكرهه سبحانه تعلم وتكلم بعض المتأخرين في مثل هذه الصفات واعني بهذا النوع المتكلم هم طائفة من اهل السنة فقالوا ان الكره والسخط والمقت وامثال هذه الصفات هل هي تعود صفة واحدة من الاصول من اصول الصفات فيقال ان هذا يرجع الى صورة الغضب او امثال ذلك هذا التفصيل فيما ارى انه ليس هناك له حاجة. والصواب ان تذكر هذه الصفات على وجهها ما نقال ان سخطه سبحانه وتعالى هو غضبه او ليس هو اياه فهذا لا شك ان فيه افتيات على النصوص من جهة التوحيد بين الصفتين. صحيح ان ثمة قدرا مشتركا بين صفة السخط مثلا صفة الغضب توجبه اللغة. ولكن لا شك ان مدلول اللغة في السخط ليس هو مدلول اللغة في الغضب. فالمقصود ان بعض المتأخرين من اهل السنة قالوا ان السخط والمقد والاسف وامثال ذلك تعود الى صفة واحدة. وهي الغضب او ما يقاربها. فجعلوا لجملة من هذه الافعال اصول من الصفات وهذه الطريقة ليست فاضلة وكأن فيها اثرا من طريقة متكلمة الصفاتية الذين ارجعوا جملة من الصفات الى صفة الارادة. فيجب ان تبقى هذه النصوص على ظاهرها. فاذا ذكر الله سخطه قيل هذا سخط اتصف الرب سبحانه وتعالى به في هذا المقام. وليس فيه مادة من النقص المنافية للكمال. حتى يعاد الى صفة جامعة له. وكذلك قوله تعالى كبر مقتا عند الله. والمقت هو اشد البغض او هو درجة من البغض ولكنه من اشده. وكأن السخط والمقت وان صح انها تعود كقولك ان المقت هو من البغض فان ذلك يكون على معنى يختص به اي انه درجة كما ان المحبة في ذكر اهل اللغة وغيرهم هي درجات. فيكون بعضها اخص من باب وقوله تعالى هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الامر نعم قوله تعالى هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ضلل من الغمام والملائكة؟ هذا الاتيان مضاد الى الرب سبحانه وتعالى. والايات التي ذكر فيها اتيان الرب ومجيئه هي من اكثر الايات التي ابطلها اهل التأويل. وتأولها عامة المتكلمين من المنتسبين للسنة وغيرهم ودخل تأويل هذه الصفة وصفة المجيء على كثير من فظلاء اهل العلم. وقالوا ان الاتيان هنا ليس اتيان على الحقيقة وانما هو من باب المجاز. ثم ذكروا جملة من المعاني المجازية. وهنا ينبه الى ان صفة الاتيان والمجيء وقع فيها من التأويل اكثر مما وقع في غيرها. فان قيل اليس عند المخالف تكون واحدة قيل المخالف ينقسم الى قسمين اما ان يكون مخالفا نظارا منتظما آآ على مذهب واحد. كنظار المتكلمين سواء كانوا من المعتزلة او غيرها. فاذا كان المخالف من اهل النظر وعلم الكلام الذين انتظموا على وجه واحد فترى ان قاعدته تضطرد. ولكن بعض الفقهاء من اصحاب الائمة الاربعة تجد انهم يثبتون كثيرا من صفات الافعال. اذا ذكروا رحمة الله ومحبته وغضبه ونحو ذلك ذكروها على فاذا ما اتوا لذكر صفة الاتيان تأولوها. وكانهم رأوا في هذه الصفة من عدم المناسبة لاثباتها اظهر مما وقع في غيرها من الصفات. فهذا الاتيان كما ترى انه في القرآن مضاف الى الرب سبحانه. فانه يقول هل ينظرون الا ان الله في ظلل من الغمام والملائكة. ومحل هذا الاتيان هو يوم القيامة. فهنا اتيان مضاف الى الرب واتيان مضاف الى الملائكة الذين تأولوا هذا النوع من الصفات جعلوا الكلام فيه حذفا وقالوا ان هذا من باب في حذف المضاف. وتقدم الاشارة الى ان هذا ممتنع. من جهة اللغة ومن جهة العقل وذلك ان المحذوف في لغة العرب وغير العرب يلزم ان يكون معلوما. اما اذا كان المحذوف مجهول بل كان المحذوف يمتنع العلم به فان هذا الحذف لا يجوز في خطاب الاخبار الايمانية بل هذا لا الا من مكذب او من قاصد للتكذيب. فانك ترى ان هذا خبر قصد الله سبحانه وتعالى من المكلفين ان يؤمنوا به. فاذا كان فيه محذوف اي في هذا الخبر اذا كان فيه محذوف يمتنع العلم به فان التصديق به يكون ايش؟ ممكنا او ممتنعا ممتنعا لان ظاهره ليس مرادا بل قوله هل ينظرون الى ان يأتيهم الله؟ هنا حذف المضاف واقيم المضاف اليه مقامه. وانما قلنا ان المحذوف هنا العلم لانه يمكن ان تقدر جملة من الاشياء. فمنهم من قال ان المقصود هنا اتيان الملائكة. وهذا اه اخر الاية فان الله يقول هل ينظرون الى ان يأتيهم الله في ضلل من الغمام والملائكة ففرق بين اتيانهم بين اتيان الملائكة. ومنهم من قال انما يأتي امره او قضاؤه او ما الى ذلك. فترى ان المحذوف متعدد ولما كان المحذوف متعدد الامكان علم ان تعيين واحد يكون ممتنعا من جهة العقل ومن جهة اللغة نفسها. فلما امتنع العلم بالمحذوف دل على ان الخطاب على ظاهره فانك هنا امام احد حقيقتين اما ان يكون الخطاب على ظاهره واما ان يكون الخطاب فيه واما ان يكون الخطاب فيه حذف. فاذا كان الخطاب فيه حذف فهذا وان كان عصره من جهة اللغة وسلما الا انه لا يمكن في هذا السياق لان العلم بالمحذوف علم ممتنع والذي تحذفه العرب في يومها وغيرها من الامم فان كل لغات بني ادم فيها حدث. انما يحلفون الذي يعلم اما علما واجبا واما علما ممكنا اما ما كان العلم به ممتنعا فان هذا لا يحذف والا لصح ان يفرض على كلام الناس ايش لصح نفرظ في كلام الناس ان فيه ان فيه حذفا اليس كذلك؟ فاذا كان المحلوف لا يدل عليه السياق بحال من الاحوال ولا يمكن العلم به امتنع ان يقدر شيء محذوف. وهنا ترى ان الاية يجب ان تكون على ظاهرها. لانه لو لم يقل بالظاهر فلزم ذكره ذكر لمحدوف يمتنع العلم به. فتكون الاية لم نعلم منها حقا وانما علمنا منها تلبيسا ينافي كما للرب سبحانه وهذا مما ينزه القرآن عن ذكره. بقي ان الاتيان المضاف الى الرب سبحانه وتعالى هو اتيان يليق به. وهذا نزوله سبحانه وتعالى الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر. واما اذا ذكر هذا الاتيان فربما يذكر معه ما يذكر في من السؤالات كقول من قال اذا نزل هل يخلو منه العرش او لا يخلو؟ فيقال اولا ان مثل هذه السعالات هي سؤالات مبتدعة ولا يجوز ابتداؤها. ولكن من ابتدعها من اهل البدع امكن لعلماء السنة والمحققين ان يجيبوا عليها بما تقتضيه اصول السنة والجماعة. وهذه قاعدة في تقرير او في ذكر المعتقد والاصول ان ثمة فرقا بينما يذكر في اصول الدين والمعتقد تقريرا وبين ما يذكر في اصول الدين والمعتقد ايش؟ رده فان باب التقرير قضيت من باب الرد. وكثير من الناس يخلط بين البابين فلا يفرق بينما يذكر تقديرا ما ينكر ردا ولهذا هذا السؤال نقول انه سؤال عن جواب فاذا وقع السؤال وقع الجواب واذا لم يقع السؤال فابتداء لا يقرر هذا السؤال وجوابه او يقرر جوابه دون ذكر للسؤال. ومن الحقائق التي تلاحظ في باب التقدير والرد ان طائفة من علماء السنة والجماعة رحمهم الله وهذا له اسباب اه قد تكون مقتضية لشيء منه آآ لكن مع هذا يحتاج الى ان يتأمل في دراسة المعتقد. اذا ذكروا مذاهب المخالفين لهم اه هذا الذكر لمذاهب المخالفين قد يكون ذكرا للمذهب المطابق. وقد يكون ذكرا للمذهب المتضمن وقد يكون ذكرا للمذهب اللازم. هذه مسألة لابد لطالب العلم ان يتفطن لها في كلام اهل السنة انفسهم او بعبارة ادق في كلام كثير من اهل السنة. انهم اذا ذكروا مذاهب مخالفيهم. فانهم يصفون المذهب باوصاف وبالفاظ فمن يقرأ في كلامهم يقول ان هذه الطائفة تعتقد هذا المعتقد اي الطائفة المخالفة لهم والتحقيق ان فلا يلزم ان تعتقد هذا المعتقد اضرب لذلك مثلا. اذا قرأت في كلام بعض علماء السنة والجماعة في ذكر مذهب جمهور المرجئة الذين قالوا ان الايمان هو التصديق. تجد انهم يقولون فعند هؤلاء المرجئة ان الايمان هو تصديق القلب عند هؤلاء ان اعمال القلوب كالمحبة والتعظيم والرضا وامثال ذلك لا تدخل في اسم الايمان وعند هؤلاء ان ايمان جبريل وايمان سائر الفساق ايش؟ سواء. هذه كم جملة؟ من بالتفصيل ثلاث جمل الجملة الاولى قالوا فعند هؤلاء المرجئة ان الايمان هو التصديق. وان الاعمال الظاهرة لا تدخل في اسم الايمان هذه جملة. الجملة الثانية قالوا على قول هؤلاء فان اعمال القلوب كالمحبة والرضا لا تدخل في اسم الايمان. هذه الثانية. الجملة الثالثة في التقرير قالوا وعلى قول هؤلاء يكون ايمان جبريل وايمان الفساق سواء الحقيقة ان المذهب هو الجملة الاولى. المذهب الذي قاله اصحابه هو الجملة الاولى فقط اما الجملة الثانية فهي محتملة في المذهب. واما الجملة الثالثة فهي ليست من المذهب. فان قيل ان نرى في كلام طازة من علماء السنة هذا الاستعمار قيل هذا صحيح. وهناك قاعدة ان المصطلحات المتأخرة لا يجوز ان يحكم بها على الطرق التي استعملها قوم من متقدم العلماء. الدلالات الثلاثة التي انتظمت عند اهل الحد والمنطق والاصطلاح وهي دلالة مطابقة ودلالة التظمن ودلالة التلازم المتقدمون وكثير من علماء السنة درجوا على جمع الدلالات على المذاهب. وهذا يقصدون به التقرير لبطلان هذه المذاهب. ولا شك انك اذا اردت ابطال مذهب المرجعة صح لك ان تعارظ مذهبهم لانه يقتضي ان يكون امام جبريل كايمان الفساق. هذا لازم للمذهب. لانهم لما قالوا ان الايمان هو التصديق نجمع ان يقال ان جبريل مصدق وان الفاسق مصدق وعندكم ان الايمان لا يزيد ولا ينقص فيلزم ان يكون ايمان جبريل كايمان والشراب هذا يعلم بطلانه فالنتيجة ايش؟ ان المذهب يعلم مطلعا لانه لزم عنه قول باطل. لكن هناك حتى علماء السنة يسلمون بها ان لازم المذاهب لا تعد مذاهبا او تقول بعبارة افصح لازم اقوال ليست اقوالا تضاف الى الناس. فاذا ما الحقيقة التي يقولها المرجئة؟ الحقيقة هي ان الايمان هو التصديق. اما انهم يقولون ايمان جبريل كايمان الفساق فهذا لم يقله احد من ائمة المرجئة ولا حتى الغالية منهم كالجهم ابن صفوان. وهو اغلى من قولا في الارجاع فلا احد من المسلمين والمنتسبين للقبلة يقول بان ايمان جبريل كايمان الفساق وان ايمان النبيين عليه الصلاة والسلام كايمان اكلة الربا وجمهور الفساق الى اخره. بل ترى احيانا بعض علماء السنة من باب الالزام وكما قلت ان باب الهزام لا بأس به بقصد ابطال البدع والمخالفات للسنة. لكن اذا ذكر اللزام على انه مذاهب فلا ترى ان بعض علماء السنة يقولون فعلى قول هؤلاء الذين قالوا الايمان هو المعرفة. يلزم ان يكون ايمان جبريل كايمان ابليس لان ابليس اقر بايش؟ باصل المعرفة وقال ربي انظرني فاقر بربوبية الله. وقال فبعزتك الى اخره هذا القول لم يقله احد من المسلمين ولا ممن انتسب للاسلام والملة في شيء. انما هي لوازم التزمها او الزم بها اصحاب السنة اهل البدع في عرف بها بطلان المذاهب فحسب. واما الجملة الثانية وهي التي قلنا انها في المذهب فهذه لا يجزم بها فقد يخالفها اصحابها عند التحقيق. ولهذا ترى ان ابا الحسن الاشعري رحمه الله لما ذكر مذهب الجام ابن صفوان ان الايمان هو المعرفة في كتاب ومقالات الاسلاميين. وهو يذكر اصناف المرجاة ترى ان من تفسير الايماء من تفسير الايمان الذي هو المعرفة عند الجهمي بن صفوان ذكر ان من تفسير الايمان عنده او بعبارة افصح من تفسير المعرفة عنده ايش؟ او ان المعرفة عنده تتضمن المحبة والتعظيم والابعاد والقبول. فكان الاشكال جاء من لفظ ايش؟ المعرفة فكأنه فهم منها العلم المحض الذي لا يكون معه انقياد او قبول او رضا او اذعان او محبة. ولكن ابا الحسن لما فسر قول الجهل قال انه يريد بالمعرفة العلم مع مع ايش؟ مع المحبة والقبول. فاذا كان هذا تفسيره لقول الجهم نعم هو شر من قال في في الايمان من المرجئة فمن باب اولى ان يكون هذا مراد للاشعري في قوله ولهذا من حكى عن الحسن الاشعري انه لا يجعل اعمال القلوب داخلة في اسم الايمان وانما هو تصديق محض عنده بمنزلة المعرفة المحضة فهذا كانه ليس تحقق في مذهبه. فاذا يفرق بين ما كان من اقوال المخالفين مذهبا. مطابقا وبينما كان متظمنا في المذهب لا نجزم باثباته ولا نجزم بنفيه. وبينما كان لازما فهذا نجزم بنفيه ولكننا تعمله لابطال المذهب. ومع هذا كله فلا شك ان ذكر السلف واهل السنة لاقوال البدع اشرف وافضل واعدل من ذكر اهل البدع لاقوال اهل السنة والجماعة. نعم. وقول هل ينظرون الا الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك؟ نعم هذه الاية على وهي كالاية السالفة. وفيها تفريق بين اتيانه سبحانه وتعالى وبين اتيان الملائكة وبين اتيان اياته نعم وقوله كلا اذا دكت الارض وهذه الاية افصح في الجواب عن اراد اورده وبعض الاشعرية فانهم قالوا لما قيل لهم ان العلم بالمحدود في قول الله تعالى هل ينظرون الا ان يأتيهم الله؟ في ظلل من الغمام الملائكة لما قيل لهم ان العلم بالمحذوف علم ايش؟ ممتنع قالوا وليكن قالوا ممتنعا طيب فمن لم؟ قالوا لان المحذوف لما علم لما امتنع العلم به كان اجل قدره فانما المقصود ان الله لما حذفه وجعل ظاهر السياق مضافا اليه دل على ان المحذوف شيء عظيم لكنه ما هو الله اعلم به. فجعلوا كأن من المقصود ان نعلم انه محذوف ولكننا لا نعلم تغيير هذا يقال ان مع ما فيه من التكلف يرده او ترده الاية الثانية وهي قوله هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ايش؟ ربك او يأتي بعض ايات ربك. مع ان بعض ايات ربك هذه كلمة ايش؟ مجملة فدل على ان هذا المحلوف يمتنع ان يكون داخلا فيها في ذكر اضافة الرب. نعم وقوله كلا اذا دكت الارض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا. نعم هذا مجيء الله سبحانه وتعالى. والمجيء والاتيان في القرآن باعتبار المحل على محل واحد وهو يوم القيامة. ولكن هل يقال ان المجيء هو الاتيان او الاتيان هو المجيء وانما هذا من باب الترادف الصواب كما اسلفت. ان يقال ان الله سبحانه وتعالى يتصف بالمجيء ويتصف بالاتيان ولا يجوز ان يقال ان هذا مرادف لهذا لان تمام المعاني اللائقة به سبحانه وتعالى هي من ماذا هي من الغيب الذي لا يعلمه الا الله. نعم. وقوله ويوم تشقق السماء بالغمام الملائكة تنزيلا وقوله ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. وقوله المقصود بذكر وجهه سبحانه وتعالى انه يبقى ربك. وهذا ليس من التأويل. والوجه يذكر في اللغة ويراد به الجهة ويذكر في اللغة ويراد به الصفة. ويذكر في اللغة ويراد به الذات. ولهذا قوله تعالى ويبقى وجه ربك المقصود بقاؤه سبحانه وتعالى. واذا قيل ان المقصود بقاؤه فليس معنى هذا اننا كسرنا الوجه بالذات ولم نفسره ايش؟ بالصفة بل تفسيره ببقاءه سبحانه وتعالى هو اثبات واثبات لصفته. ولهذا اذا قيل ما معنى قوله ويبقى وجه ربك؟ قيل معناها ويبقى ربك فاذا قيل هل هذه الاية دليل على اثبات صفة الوجه له؟ الجواب نعم واما قوله تعالى فاينما تولوا فثم وجه الله فالمراد الجهة. فالمراد الجهة واذا ذكرت الجهة هنا فهل الاية تدل على اثبات الوجه له؟ نعم هي من جهة ثانية تدل على اثبات الوجه فان القاعدة ان ما صح ذكره على المعنى الذي يسميه المتأخرون مجازا وهو المعنى المشترك لابد انه مكون بالحقيقة من جهة الاصل فلابد انه مقول للحقيقة من جهة الاصل ولهذا جعل اهل السنة من دليل ذكر صفة اليدين قوله تعالى او قوله تعالى وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم. مع ان السياق لم يأتي على ذكر الصفة من اصلها. نعم وقوله كل شيء هالك الا وجهه. وهذا مثله اي الا هو سبحانه وتعالى وفيه اثبات لصفة الوجه نعم. وقوله ما منعك ان تسجد لما لما خلقت بيديه بيديه هذه تثنية مضافة. وهنا من ما يثبته اهل السنة ان الله موصوف باليدين. وان له يدين تليقان بجلاله سبحانه وتعالى. والقاعدة فيها القاعدة في سائر الصفات. وتأولها المخالف بالنعمة. او بالقدرة او بالقوة. وهذه المعاني وان كان اصلها ويستعمل للفظ اليد في اللغة الا ان السياق هنا يمنع ان تفسر بايش؟ بذلك السياق يمنع لان اليد هنا ذكرت مثناة وايش؟ ومضافة. والياء والعرب اذا ذكرت اليد على سبيل التثنية المضافة فانها لا تستعمل الا في الصفة ولا تستعمل في القوة والنعمة وامثالها. نعم. وقوله وقالت اليهود يد الله غلت ايديهم ولعنوا ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء. نعم وهذا كما اسلفت له دليل على اثبات صفة اليد له. سبحانه وتعالى. وهنا ينبه الى انه في مقام التقرير لاسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته ان لا يجوز ان يقال ان اليهود كانوا مثبتين للصفات اكثر من اثبات المعتزلة او من اثبات بعض اهل القبلة من المسلمين. فان هذا الكلام قد يستعمله من يستعمله ممن آآ اراد الرد على المخالفين لاهل السنة والجماعة من اهل البدع. صحيح انك اذا نظرت الجاهليين من العرب وجدت انهم لم يعارضوا الرسول صلى الله عليه وسلم في باب الصفات. واقروا بجملة هذا الباب ولم ينقل عنهم معارضة في تفسيره ولكن هذا الاقرار العام والمجمل هل يلزم ان يكون محققا على السنة والجماعة؟ وطرق الانبياء وما الى ذلك هذا فيه تعذر كثير هذا اذا ذكر في شأن الجاهليين من العرب فان الامر آآ يكون سهلا ومقاربا واما اذا ذكر الشأن في شأن اليهود وان اليهود كانوا مثبتين للصفات على التحقيق وانهم كانوا مقرين بها ولم يحرفوها ولم يخالفوا فيها فهذا فيما ارى ان فيه كثيرا من الاعتناء والتكلف. وقد قالت اليهود ان الله فقير. فقد اسقطوا اصل الكمال الذي يتصف الرب به سبحانه وتعالى واذا اسقطوا اصل الكمال فمن باب اولى ان يسقطوا ايش؟ تفصيله وترى ان المخالفين من المسلمين يقرون باصلهم كمال الرب وانه مستحق للكمال منزه عن النقص. ولهذا طالب العلم وصاحب السنة ليس بحاجة الى ان يفضل اقوال الكفار على اقوال بعض المسلمين. فانها وان فضلت من وجه الا انها شر من ايش؟ من اوجه اخرى. والتفظيل المطلق هو المعتبر في الحكم والقياس واما التفضيل من وجه فهذا ليس له حكم لان الاحكام لا تطلب وحتى اذا ذكر الكلام يكون اشد في مقام التكفير. حتى اذا ذكر الكلام في مقام التكفير ولهذا ما ذكره مثلا الامام ابن القيم رحمه الله كأن فيه نوع من الزيادة فيما يظهر والله اعلم لما قالوا المشركون اخف او ان المعطل بالغواية معلن والمشركون اخف الكفران فهذا لا يظهر تحقيقه. هذا لا يظهر تحقيقه ولا شك ان سواد المسلمين مع ما فيهم من البدع لا شك انهم اقرب الى السنة والقرآن من اهل الكفر. واما غلاة اهل البدع الذين وصفهم الائمة بالزندقة خلوا الزبدة شندقته والحاده وخروجه عند السلف من الشريعة والديانة والملة فهذا لا يمنع ان يكون قوله اشد كفرا ضلالا ومباينة لمقاصد الانبياء ورسالاتهم من قول طائفة من اهل الكتاب او طائفة من المشركين نعم. ولهذا نقول ان هؤلاء وان تأولوا الصفات اعني المعتزلة مثلا او الا انهم لا ينفونها انما يثبتون احكامها. ولهذا ليس هناك طائفة من طوائف المسلمين تنفي احكام الصفات. بمعنى المعتزلة لا تثبت قيام صفة العلم بداية الربع هذه بدعة وليست سهلة هي بدعة كفرية ولا شك لكن حكم العلم يثبتونه لله سبحانه تعالى ولهذا عند جميع المسلمين من اهل السنة وغيرهم ان الله بكل شيء عليم. وان قالت المعتزلة ان العلم ليس صفة مختصة تقوم بذاته بل هو عليم بايش؟ هو عليم بذاته هو عليم بذاته وليس عليما بعلم فهذا هو محل الخلاف عندهم واما ان احدا ينكر العلم فنعم لو انكر المعتزلة العلم كصفة مجرد الرب عنها انهم وصفوه بايش؟ بمقابلها لصح لنا ان نقول ان اليهود والنصارى ومشرك العرب اخف كفرا من هؤلاء لو قالت المعتزلة ان الله لا يتصف بالعلم بمعنى انه مجرد عن العلم مطلقا وهو موصوف او حتى لو لم يكونوا انه موصوف بالجهل مجرد انهم يقولون انه لا يتصل بالعلم ولا يعلم الاشياء ولو لم يصرحوا بلفظ لو وصلوا الى هذه الدرجة نصح لنا ان نقول ايش؟ ان اليهود والنصارى ومشرك العرب ايش؟ اخف كفر منهم لكن ما هذا يقول بذلك. هم يثبتون احكام الصفة ويرون الكفر من انكر حكم الصفة وهم يكفرون من قال ان الله لا يعلم الاشياء كلية وجزئية ولهذا كفرت المعتزلة غلاة القدرية. مع ان المعتزلة قدرية الا انهم كفروا الغالية الذين ينكرون علم الرهب اذا الخلاف عندهم هل العلم صفة ام انه عليم بذاته؟ هذا هو محل الجدل مع هؤلاء وان كان لا يسهل في اقوالهم الا انه ينبغي ان توزن بميزان الحق ينبغي ان توزن بميزان الحق ولا يخفف من كفر بعض الكفار. لان اليهود قالوا ان الله فقير. واليهود قالوا عزير ابن الله والنصارى قالوا ان الله اتاني ثلاثة وقالوا المسيح ابن الله وقالت اليهود ان الله استراح يوم السبت الى اخر ذلك. وهذا لم يخطر بقلب مسلم من المسلمين لا من اهل البدعة ولا من اهل السنة فينبغي ان تقرب الاقوال الى حقائقها. نعم فقوله واصبر لحكم ربك فانك باعيننا. وقوله حملناه على ذات الواح ودسر تجري باعيننا جزاء لمن كان وقوله والقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني. صفة العين ذكرت في القرآن جمعا وذكر مفردتي. ولم تذكر مثنات كصفة اليدين. ومن طرق اهل السنة والجماعة اثبات مصر له سبحانه وتعالى. وهذا صريح في كلام الله سبحانه وتعالى. واثبات العين له سبحانه وتعالى واما تخصيصها لاكثر من ذلك فان هذا لم تنطق به النصوص. نعم. وقوله قد سمع الله القول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله. والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير. نعم وهذا اثبات للسهم ولهذا هذه الاية وامثالها وتكذب قول المعتزلة الذين قالوا انه سميع بذاته وليس سميعا بسمع. فالاية صريحة في اثبات الفعل في قوله تعالى يسمع. فدل على انه سميع بسمع وهو لائق به سبحانه وتعالى يغلى القول ابي محمد ابن حزم رحمه الله. فانه قال كذلك ان قال قريب من قول المعتزلة. نعم وقوله لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء. وقوله ام يحسبون انا لا نسمع سرهم نجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون. بلى ورسلنا المراد بالرسل هنا الملائكة. وهذا فيه اثبات لسمعه ولما ذكر علمه سبحانه وتعالى علقه بما في الصدور. وهذا يدلك على ان المراد من صفة السمع ايش وهذا يدلك على ان المراد من صفة السمع الحقيقة. لان الله سبحانه وتعالى لو اراد بسمعه العلم لما كان هذا خاص بالسر والنجوى. ولهذا فرق سبحانه وتعالى بين الصفات. فلما ذكر علمه قال ان الله عليم بذات الصدور ولما ذكر سمعه جعله في ادنى متعلقات السمع وهما السر والنجوى. فدل ان السمع هنا يراد به ايش؟ العلم او السمع عن الحقيقة؟ السمع عن الحقيقة ولهذا صار اخص متعلقاته في القرآن السر والنجوى ام يحسبون ان لا نسمع سرهم ونجواهم. نعم وقوله انني معكما اسمع وارى. وهذا كذلك. ولهذا لما ذكر الله سبحانه معيته جعلها مضافة الى موسى وهارون فان السياق في ذكرهما. وهذه هي معيته الخاصة سبحانه وتعالى المتضمنة لنصره وتأييده. المتضمن لنصره وتأييده. والسمع هنا ذكر مطلقا لم يذكر مضافا. وكذلك الرؤية والبصر مطلقة لم تذكر مضافة. نعم. وقوله الم يعلم بان الله يرى وقوله الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين. نعم وهذا اثبات لرؤيته. وبصره سبحانه. نعم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين انه هو السميع العليم. وقوله وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسول والمؤمنون فسيرى الله عن المقصود هنا الرؤية العلمية او الرؤية البصرية. هل المقصود هنا الرؤية العلمية او الرؤية البصرية. هذا من جهة اعتبار اللغة له اعتبار لكن من جهة اعتبار الشرع فانه يقال ان الاية عامة فسيرى الله ان يعلم الله سبحانه وتعالى ويبصر عملهم. نعم. وقوله وهو شديد المحال وقوله ومكر ذكر الله؟ نعم قوله وهو شديد المحن. المحال اي القوة وبشره بعضهم وهو شديد المحال في بعض مختصرات الشرح للرسالة شديد الاخذ بالعقوبة وهذا فيه التقصير في تفسير الاية فان المحال هو من اشد القوة في كلام العرب. فقوله وهو شديد المحال اي شديد القوة سواء كانت هذه القوة اخلا بالعقوبة او حكما كونيا اخر. نعم وقوله ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين. نعم وهذا اثبات لمكره سبحانه وتعالى بالكفار. انه يمكر بهم وانهم يمكرون ويمكر الله. وكما اسلفت ان مثل هذا النوع من الصفات لا يجوز. ان يذكر في حق الله مطلقا انما يذكر كما ذكره الله. وهذا هو وجه كماله. اما اذا ذكر مطلقا فان هذا ليس من الكمال في مقتضى عقل ومقتضى الفطرة. وهنا طريقة يستعملها بعض اهل السنة. انهم يقولون ان صفة المكر هي من باب المقابلة. وهذا التعبير لا اصل له في القرآن او في السنة او حتى في كلام الصحابة. وكأن فيه تضييقا لمعنى الاية او لمعنى الصفة. فان من جعل المكر صفة مطلقة فقد وسع ما لم تدل الاية على ايش؟ توسعته. وفيما يظهر والله اعلم ان من قال ان هذا على سبيل المقابلة كأن هذا الحرف ليس فاضلا. لان فيه او لانه يوحي بقدر من التضييق لمعنى الصفة وما وجود تضييق في لفظة المقابلة؟ اي انه لا يمكر الا عند الا عند ايش؟ فاذا مكروا بهم وهذا لا يلزم لا يزم في وصف الله سبحانه وتعالى والاية ما دلت عليه. فان الله يقول ويمكرون ويمكر الله جعل الفعل من جهته مستقل والفعل من جهتهم مستقلة اما اذا قلت انها مقابلة المقابلة تأتي على مثل السياق فاذا مكروا مكرنا او فاذا مكروا مكر الله بهم هذا هو الذي تقول انه من باب المقاومة المقابلة كمصطلح كأنها بمعنى الشرط في كلام اهل اللغة كأنها بمعنى الشرط والشرط يستلزم او المشروط مدة من وجود شرطة فهذا كما ترى ان فيه ايش؟ تضييقا للاية او تضييقا للصفة القرآن كما تراه ذكرها مختصة ولكنها في سياق مقيد. ذكرها مختصة ولكنها في سياق مقيد فهذا هو الوسط في فقه الاية. وهو الصواب وهو الذي يجب التزامه لان هذا هو الذي ذكر في الاية. لا يقال ان هذا من باب المقابلة لم؟ لانه يوفى منه ان هذه الصفة لا تقع الا بعد وقوعها منهم وهذا ليس بالازم من قال هذا فيقول انه قد تكلف غيبا. وهذا لم لم تذكره النصوص ولا تقتضيه اصول الكمال الذي يتصف الرب به فلا يقال انها من باب المقابلة كما لا يقال انها صفة مطلقة كصفة العلم. بل يقال ان الله سبحانه وتعالى فيمكر ومكره سبحانه وتعالى يكون بالكفار. على قوله تعالى ويمكرون ويمكر الله. والفاضل في مثل هذه النصوص وعفوا الفاضل في مثل هذه الصفات انها اذا ذكرت بتقرير من المتكلم فانه يذكرها ويذكر سياق الاية معه. فيقول مثلا ومن صفاته انه يمكر بالكافرين على قوله تعالى ويمكرون ويمكر الله ومن صفاته انه يكيد اعداءه على قوله تعالى انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا فاذا قال قائل واذا اردنا ان نذكرها دون ذكر ذكر الايات اذا قال قائل اذا اردنا ان نذكر مثل هذه الصفات دون ذكر للشواهد انما اردنا ان نقرر كلاما مختصرا قيل هذه قلة ادب وتكلف السؤال لانه من الذي الزمك انك تذكر هذا الشيء بدون ايش؟ بدون ذكر الاية ولهذا دائما مثل هذه السؤالات لا يلزم انك تأتي بجواب عن كل اراد. بل يكون الجواب انه يجب ان تلتزم السنة يكون الجواب انه يجب ان تلتزم السنة. فلما كانت الاية قد تشكل على بعض العامة كان الصواب والشرع ان تذكر ويذكر سياقها من كلام الرب سبحانه وتعالى فان هذا هو الاعدل. نعم وقوله ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون. وقوله انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا. نعم ولهذا لا ترى ان الاية فيها مقابلة صريحة هل الكيد الذي حصل منه منه سبحانه وتعالى دل السياق على انه عقب كيدهم؟ الاية لم تقض بهذا الحكم ولهذا منع ان يقال ان هذا من باب المقابلة. نعم. وقوله ان تبدوا خيرا او تخفوه او عن سوء فان الله كان ونعم التعليق السابق كان مقصودا. حينما قلنا ان بعض السؤالات فيها قلة ادب وفيها تكلف لانه يلاحظ احيانا حتى عند بعض طلبة العلم ولا سيما الشباب المبتدئ لتعلم العقيدة السلفية انهم احيانا يتكلفون في تقرير بعض الصفات وفي اوجهها واذا قيل كذا هل يجوز ان يوصف الله بكذا؟ ثم تجد ان هذه السؤالات يكون فيها تسلسلا او تسلسل يطرد. وهذا ينافي الهدي الذي كان عليه السلف رحمهم الله من حيث التعظيم لكلام الله سبحانه وتعالى في غير هذا النوع او في غير هذا الباب فكيف اذا كان هذا في باب اسماء الرب سبحانه وتعالى الذي ينبغي ان يحفظ على قدر من التوقف والا ما معنى قولنا ان السلف يجعلون هذا الباب من الابواب ايش التوقيفية هو توقيفي في اصله وتوفيق وتوقيفي في ايش؟ في حتى في التعبير عنه ليس معناه انك لا تعبر بالمعاني المناسبة لتفسير الايات كلا. ولكن المعنى ان المعنى الذي يفسر به الاية يجب ان يكون موافقا لا يكون فيه خروج عن مادة السياق. نعم. وقوله ان تبدوا خيرا او تخفوه او تعفوا عن سوء فان الله كان عفوا عفوا قديرا وقوله وليعفو وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم. نعم وهذا اثبات مغفرته وعفوه وصفحه. وكما اسلفت ان هذا كالمحبة ودرجاتها. نعم. وقوله ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين وقوله عن ابليس وهنا ترى ان العزة اضافها الله سبحانه وتعالى الى نفسه واضاف الى رسوله واضافها الى المؤمنين فالعزة المطلقة هي حق لله سبحانه وتعالى وحده. ولهذا ثبت في الصحيح من حديث ابي هريرة وابي سعيد ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال قال الله تعالى العز ازاري والكبرياء ردائي فمن نازعني عذبته. فالعزة المطلقة هي لله سبحانه وتعالى كما ان الحجة البالغة تكون لله سبحانه وتعالى وان كان العباد من المرسلين والانبياء والعلماء لهم ولهم عزة فان العزة المطلقة تكون لله سبحانه وتعالى وهي التي لا تغلب ولا تكره وما الى ذلك. نعم وقوله عن ابليس فبعزتك لاغوينهم اجمعين. وقوله فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سم يا وقوله ولم يكن له كفوا احد. وهذا من دلائل العقل على اثبات العبودية فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سم يا؟ اي لما كان سبحانه لا سمي له دل على انه هو وحده المستحق للعبادة وهذا من اثبات توحيد العبادة بذكر توحيد الربوبية. نعم. الشيخ في اية قبلها. وقوله تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام. نعم. وهذا اسمه الذي وصفه الله بكونه تبارك هو اسمائه سبحانه وتعالى. فهل المراد اسم الرب ام انه يتعلق بسائر اسمائه النسائي واسمائه تلحقها هذه الصفة وهذا التعظيم. الذي ذكره الله بقوله تبارك نعم. وقوله فلا تجعلوا لله اندادوا وانتم تعلمون وقوله وقوله ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. وقوله وقل الحمد لله فلا تجعلوا لله اندادا لما المصنف ذكرها؟ هذا من باب التنزيه. لو قيل لماذا ذكر المصنف هذه الاية؟ مع انها ليس فيها اثبات هذا من باب التنزيه. وفيها اثبات لاسم الله سبحانه وتعالى وما يقتضيه من المعنى. لكن هي من باب التنزيه ان الله منزه عن ما لا يليق به في اسمائه وصفاته وفي افعاله وفي عبوديته. نعم فقوله وقل الحمدلله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا وقوله نعم وترى من حكمته انه لما ذكر الولد نفاه. ولما ذكر الشريك ايش؟ نفاه. ولما ذكر الولي نفاه عن التقييد. قال ولم يكن له ولي من الذل. واما الولي فانه ثابت. في مثل قوله تعالى على ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون لكن هذا الولي الذي هو ولي لله سبحانه وفي مثل قول النبي عن ربه من عادى لي فقد اذنته بالحرب ومثل قوله تعالى انما وليكم الله هذه الولاية لم تكن من الدنيا والذي نفي هنا ان يكون له سبحانه وتعالى ولي من الذل. نعم. وقوله يسبح لله ما في السماوات وما في الارض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. هذا مستفتح يكثر ذكره في القرآن ولا سيما في اخر سوره في مفصله. يسبح وسبح وترى ان فيه عموما وهنا يقول الله تعالى يسبح لله ما في السماوات وما في الارض. هذا التسبيح ما معناه كثر كلام المفسرين حوله. فمنهم من قال انه سكونها ومنهم من قال انها حصلت بامره. وبقوله كن كانت ومنهم من قال ان تسبيحها هو انها جاءته طوعا. الى غير ذلك من التفاسير. والحق ان هذه الايات او مستفتح هذه السور في مفصل القرآن لو رد الى اية في كتاب الله لكان اجود ولكان هو الاهدى ومن باب تفسير القرآن بعضه ببعض. وهذه الاية التي ترد اليها هذه الايات هي قوله ايش نعم؟ نعم يقول تعالى تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا. فاذا قيل ما وجه الرد اليها اذا قيل لم رددنا اليها؟ لان فيها قوله تعالى ولكن لا تفقهون تسبيحهم. فدل على ان الايات اريد بها الخبر المحض. والتصديق المحض. واما المعنى الذي هو معنى التسبيح فاننا لا نعلمه. واذا قلنا اننا لا نعلمه فهل يقول قائل انما ذكره بعض السلف في تسبيح هذه المخلوقات يكون غلطا؟ نقول يلزم ذلك فان العلم بشيء من اوجه التسبيح لا يستلزم العلم بمطلقه وعدم العلم بمطلقه المذكور في قوله ولكن لا تفقهون تسبيحهم عدم العلم بمفصله لا يستلزم عدم العلم بايش؟ بشيء من مجمله فلا شك ان ثمة اوجها من تسبيح هذه المخلوقات معلوم. لا شك ان ثمة اوجها من تسبيح هذه المخلوقات معلوم واما تفصيل ذلك فانه لا احد يعلمه بل هو علم لله سبحانه لقوله تعالى ولكن لا تفقهون تسبيحهم واذا كان الله يقول ولكن لا تفقهون تسبيحهم فلا يجوز لاحد بعد ذلك ان يتكلف فقها تفسير جميع المراد بالتسبيح نعم وقوله تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا الذي له ملك السماوات والارظ ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا. وقوله ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض. سبحان الله عما يصفون. نعم الاية الاولى فيها تنزيه لله سبحانه وتعالى واثبات لكمالها. وبين انه نزل الفرقان اي القرآن وانما سمي كذلك لان الله فرق به بين الحق والباطل وبين الهدى والضلال. نزله على نبيه صلى الله عليه وسلم ليكون للعالمين. والمراد بهم اهل التكليف من الانس والجن. نذيرا اي منذرا لهم من شر كفرهم وضلالهم وبغيهم الى اخره واما قوله ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله. فهذه الاية عني اهل الكلام بذكرها. فانهم لم فذكروا ربوبية الله سبحانه وتعالى. وقبل ذلك ذكروا اصل المعرفة المتعلقة بوجود الله. بنوا ذلك على دليل في كتبهم دليل التمانع. وهذا معروف في علم الكلام. وزعموا ان دليل التمانع هذا هو المذكور في قول الله تعالى ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولا على بعضهم على بعض هذا الرابط بينما يسمى عند المتكلمين بدليل وبين هذه الاية لا شك انه ربط غلط وقد بين جملة من علماء السنة والجماعة بطلان دليل التمام او بعبارة او صح قد بين جملة من علماء السنة والجماعة القول في دليل التمام. ومن تكلم فيه من اهل السنة وترى ان المتقدم من السلف ما عونوا بذكره لانهم لم يشتغلوا بالنظر في كلام مخالفيهم وانما عارضوا مخالفيهم بالنصوص فحسب لكن من ذكره من اهل السنة فيما بعد وارادوا الرد على اهله انقسموا الى قسمين فترى بعض اهل السنة المتأخرين يقولون ان دليل التمانع هذا دليل باطل. وان الحق هو الدليل المذكور في القرآن الى اخره. ويفرقون بين دليل التمانع وبين الايات تفريقا مطلقا يستلزم ابطال دليل التمام. والطريقة الثانية عند طائفة من اهل السنة انهم يصححون دليل التمانع ولكنه يقولون انه دليل فيه اجمال وقصور وليس مناسبا لمفصل ما ذكر في القرآن نستكمل بعد الاذان. نعم قوله تعالى ما اتخذ الله من ولد هذا من دلائل ربوبيته سبحانه وتعالى والوهيته. وما يذكره المخالفون في دليل كمانع هو في باب تقرير اصل الربوبية ووجوده سبحانه. وكما اسلفت ان الناظرين في هذا من علماء السنة في هذا الدليل منهم من قال انه دليل باطل ومنهم من قال انه دليل قاصر. والصواب انه دليل قاصر لما فيه من الاجمال الا فان اصله صحيح. فدليل التمانع تثبت به جملة من الربوبية ولكنه من الادلة القاصرة المجملة. وليس هو من الادلة بطل بطلانا محضن ولا شك انه ليس على معنى قوله تعالى ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله فاذا ثمة ثلاثة مسالك مسلك المتكلمين اهل هذا الدليل انهم سووا بينه وبين قوله تعالى ما اتخذ الله من ولد فهذه التسوية غلط والمسلك الثاني وهو مسلك طائفة من محقق اهل السنة الذين تكلموا فيه كشيخ الاسلام ابن تيمية انهم قالوا انه دليل قصر مجمل وليس هو بمعنى الاية بل الاية اشرف من جهة الدلالة. والاقتضاء وهذا هو المنهج الصحيح. ومنهم من فرق بينه وبين الاية على جهة قال انه دليل باطل لا يصح وهذا فيه قدر من الزيادة. نعم وقوله عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون. وقوله فلا تضربوا لله الامثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون خصائصه سبحانه وتعالى انه عالم الغيب والشهادة. واما غيره فانه لا يعلم الغيب. الا ما علمه الله سبحانه وتعالى اياه. ولهذا كان علم الغيب من خصائص الرب سبحانه في مثل قوله تعالى عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا في مثل قوله تعالى قل لا يعلم ما في السماوات والارض الغيب الا الله وهذا العموم على اطلاقه. فلا الملائكة ولا الانبياء ولا محمد صلى عليه وسلم ولا غير فضل عمن يسمون بالاولياء والائمة والاغوات والابدال وامثال ذلك من مصطلحات التصوف فلا احد في السماوات او في الارض يعلم الغيب الا الله سبحانه وتعالى. ولا شك ان الملائكة والانبياء علمهم الله طرفا من غيبه فهذا لا اشكال في اثباته. ولكن العلم بمفصل الغيب هذا هو حق الله سبحانه وتعالى الذي لا يصح لاحد ان يؤتيه الله اياه ولهذا من ادعى في مخلوق سواء كان ملكا او رسولا او نبيا او او صالحا او وليا سماه باي اسم ادعى فيه انه يعلم غيب السماوات والارض فهذه الدعوة من اكفل الكفر واعظم الشرك بالله سبحانه وتعالى والابطال ولعظمته ولربوبيته وكذلك قوله الشهادة فانه لا احد في السماوات او في الارض يعلم الشهادة على اطلاقها. وان كان عامة بني ادم وعامة من خلق الله يعلمون اشياء من الشهادة. فترى ان كل انسان يعلم جزءا من عالم الشهادة. يعلم ما جزء مما يتعلق بنفسه وجزء مما يدور حوله. فكذلك الاحاطة بعالم الشهادة هو محض حق الله سبحانه وتعالى شيئا فيه الروح غرضا اي جعله غرضا يرمي عليه كان ينصب الانسان حيوانا حيا ايا كان هذا الحيوان حتى لو كان مما وهذا ينبه اليها فان بعض الناس قد يصيد حيوانا معتاد الاكل. كطير من الطيور معتاد الاكل الاحاطة بعالم الشهادة هو محض حق الله سبحانه وتعالى فلا الجن ولا السحرة ولا الكهان يعلمون سائر الشهادة. واما الغيب فمن باب اولى. نعم فقوله فلا تضربوا لله الامثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون. فلا تضربوا لله الامثال اي انه سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء لا يقاس بل له المثل الاعلى كما في قوله تعالى ولله المثل الاعلى. نعم. وقوله قل انما حرم ربي الفواحش كما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا. وان تقولوا على الله ما لا تعلمون نعم وهذه اصول المحرمات. المذكورة في قوله تعالى قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن الى اخره ومثل قوله تعالى وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا. هذا ليس من باب التقييد للشرك كما قد يفهم او يستشكل البعض فانه لا يمكن ان يكون الشرك ماذا؟ عليه سلطان او برهان من الله وانما يذكر مثل هذا التقييد لكونه ملازما لحالها. وهذا من باب الابطال لطرق المشركين ان سائر شركهم بغير بغير حجة وسلطان. نعم وقوله الرحمن وقوله الرحمن على العرش استوى في سبعة مواضع. نعم الرحمن على العرش استوى وفي قوله تعالى ثم استوى على العرش. الاستواء على العرش هو من صفات الرب سبحانه وتعالى اللائقة به. ومن طرق اهل السنة والجماعة واصولهم ان الله مستو على عرشه. بائن من ولا يفسرون استواءه بغير ذلك. بل استواءه بمعنى علوه ثم استوى على العرش الرحمن على العرش استوى اي على العرش والعرش هو اعظم المخلوقات التي خلقها الله سبحانه وتعالى وهو اعلاها والله سبحانه وتعالى فوق مستو على عرشه بائن من خلقه. ولهذا صارت عقيدة المسلمين ان الله في السماء على قوله تعالى اامنتم من السماء وقول النبي عليه الصلاة والسلام في حديث معاوية بن الحكم للجارية اين الله؟ قالت في السماء قال من انا؟ قالت انت رسول الله قال اعتقها فانها مؤمنة. ومن عقائدهم ان الله سبحانه وتعالى فوق عباده. على قوله تعالى يخافون ربهم من فوقهم وانه سبحانه وتعالى هو العلي الاعلى. على قوله تعالى سبح اسم ربك الاعلى الى غير ذلك. فمن اصول الايمان واعظم اصول السنة والجماعة ان الله سبحانه وتعالى بذاته فوق سماواته. مستو على عرشه دائم اي منفك ومنفصل عن خلقه. بائن من خلقه. هذه هي عقيدة المرسلين عليهم الصلاة والسلام بعثوا بها. واما الاقوال التي كثرت مع الاسف. في كثير من امصار المسلمين وبلدانهم. بل وفي بعض دور العلم عندهم كقولهم ان الله في كل مكان وقولهم ان الله ليس له مكان وقولهم لا داخل العالم ولا خارجه الى غير ذلك فهذه تعبيرات باطلة دخلت على المسلمين في اخر دولة بني امية. وانما دخلت من الفلسفة التي كانت ترجمت عن فلسفة اليونان الذين كانوا ملاحدة زنادقة كارستو طاليس وامثالهم من الكفرة والزنادقة الذين لم يكونوا على من اديان السماء وهرست طاريس هذا كان قبل المسيح ابن مريم عليه الصلاة والسلام باكثر من ثلاثمائة سنة. فدخلت معانيهم الى المسلمين عن طريق الترجمة ان الترجمة بدأت مبكرة في دولة بني امية لكن هذه المعاني ترجمت في اخر الدولة الاموية وقوة الخلافة العباسية ولا سيما زمن رشيد والمأمون ولد الرشيد العباسي. فترجمت هذه المعاني ونشرت. وهي المعنى الذي يقول ان الله في كل مكان او المعنى الذي يقول ان الله ليس له مكان او المعنى الذي يقول ان الله لداخل العالم لخارجه هذه كلها عبارات باطلة انكرها ائمة الاسلام وممن انكرها الامام مالك والشافعي واحمد وابو حنيفة وامثال هؤلاء. اجمع علماء الاسلام على انكارها وتبديعها اهلها وتظليلهم وليس لها وجود فانك اذا قرأت كتاب الله من اوله الى اخره لا ترى ان الله ذكر هذا عن نفسه ولا ذكره الرسول عنه بل المذكور في القرآن قوله تعالى اامنتم من في السماء والمذكور في القرآن قوله تعالى يخافون من فوقهم والمذكور في القرآن قوله تعالى سبح اسم ربك الاعلى والمذكور في كلام الرسول عليه الصلاة والسلام قوله ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك. والمذكور في كلام النبي صلى الله عليه وسلم قوله للجارية اين الله؟ قالت في قال من انا؟ قالت انت رسول الله. قال اعتقها فانها مؤمنة. بل نقول ان هذا القول كالقول بان الله لداخل العالم والخارج او في كل مكان هذا من الضلال ومما ينزه الرب سبحانه وتعالى عنه. والعرب في جاهليتهم مع شركهم كانت عندهم الفطرة السليمة في هذا المقام حتى كان عنترة وهو من شعراء الجاهلية يقول يا حبل اين من المنية مهرب ان كان ربي في السماء قضاها فكانوا يثبتون ان الله في السماء سبحانه وتعالى وهذا ما فطر الله الخلق عليه انه سبحانه وتعالى فوق السماوات وانه خائن من الخلق ولكن كما قال ابو حنيفة وغيره ليس معنى ان الله في السماء انه في سماء مخلوقة كالسماء السابعة او السماء الخامسة الثالثة فان الله قال عن كرسيه ايش؟ وسع كرسيه السماوات والارض واذا كان هذا الكرسي السماوات والارض فكيف بعرشه؟ وبعد ذلك يبقى رب العالمين لا يقدر احد من العباد قدره فاذا لا يتبادر ان الله في السماء بمعنى قولنا ان الملائكة في السماء الملائكة في السماء اي ان السماء تحويهم بخلاف الله في السماء في العلو فوق السماوات والعرش هو سقف السماوات السبع وهو فوقها ولهذا لما وصل النبي صلى الله عليه وسلم الى السماء السابعة قال وفيها جنة عدن وفوقها عرش الرحمن. ولهذا قال اهل السنة ان الله فوق مستو على عرشه بائن من خلقه وهو بكل شيء عليم. نقف على هذا الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. فضيلة الشيخ احسن الله اليكم ونفعنا الله بعلمكم في الدارين امين. هذا سائل يقول هل الافعال المضافة لله جل وعلا؟ يشتق منها صفات مطلقة او وهناك تفصيل فيشتق من مثل قوله تعالى فثبطهم صفة له كما اسلفت ان سائر ما يذكر هو يذكر على وجهه. فاذا ذكر فعلا فانه يصير من الافعال واذا ذكر صفة فانه يصير من الصفات واذا ذكر اسم فانه يسير من الاسماء والمبالغة بالتشقيق ليست فاضلة. نعم احسن الله اليكم هذا سائل يقول ما توجيه؟ ما توجيه قول الله تعالى فتبارك الله احسن الخالقين؟ حيث ان ظاهره نعم اما هقتل بالعشرين جنيه. سم كل شيء عوامل طيب كلها شيء خاصة شيخنا ماشي اتفضل طيب هذا بالنسبة لدرس الظهيرة يقول في قوله صلى الله عليه وسلم آآ ومن تحسى سما الى اخره خالدا مخلدا فيها ابدا آآ ضعف ابدا لا يستلزم نفع الخلود في النار اذ لفظة خالدا مخلدا تكفي لاثباته. لا كلا هذا ليس كذلك لان الله سبحانه يقول ومن الله ورسوله ويتعدى حدوده يدخله نارا خالدا فيها. فالتخليد في كلام العرب هو طول المكث والمقام. وليس المراد تخليده البقاء السرمدي. التخليد هو طول المكث والمقام هذا الطول والمكث قد يكون سرمديا. وقد يكون غير سرمدي. ولهذا اذا ذكر التخليد في حق الكفار فالمراد به البقاء السرمدي واذا ذكر التخليد في حق العصاة فان المراد به مكث طويل نعم هذا سائل يقول احسن الله اليكم ما الشاهد من ذكر المصنف رحمه الله تعالى؟ آآ لقوله تعالى ويوم تشقق السماء بالغمام نزل الملائكة تنزيلا اي ان هذا الفعل من افعال الله سبحانه وتعالى. وهو ما يحصل في هذا اليوم من تشقق السماء ومن انزال الملائكة هذا سائل يقول ذكرت مسألة قتل النفس وقتل الغير ايهما اشد؟ وانتقلتم الى مسألة الخلود ولم تفصلوا فيها. هذه مسألة مختلف فيها ولا يلزم في هذه النوع من المسائل الترجيح. من الذي يتحقق ان يقال ان قتل الانسان مسلم لاخيه المسلم من اكبر الكبائر كما ان قتل الانسان المسلم لنفسه من اكبر الكبائر واما ايهما اكبر فهذه النصوص لم بقضاء صريح ايهما اعظم؟ ولا يلزم الترجيح في سائر المسائل. احسن الله اليكم هذا سائل يقول هل يفهم من كلامكم ان اليدين اذا ثنيت ولم تظف قد يراد بها غير الصفة؟ هذا بحسب مورده من كلام العرب. بحسب مورده من كلام العرب لكنها لم فجاءت في قوله تعالى ما منعك ان تسجد لما خلقت بيديه وهي اضيفت الى الله سبحانه وتعالى هذا منع ان تفسر بغير السفر احسن الله اليكم هذا سائل يقول الرواية التي جاءت في حديث الكاسيات العاريات العنوهن فانهن ملعونات على ماذا نحمل الامر فيها؟ هذا على العموم ما جاء من اللعن كقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث او في الحديث الذي رواه مسلم لعن الله السارق فهذا من باب او اللعن للجنس. ثبت ان ابن عمر رضي الله عنه وهذا في الصحيح انه اتى على قوم وهم قد نصبوا دجاجة يرمونها فقال من فعل هذا لعن الله من فعل هذا ثم قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ مع انه يجوز له ان يرميه وقت صيده. اليس كذلك؟ ولكنه اذا تمكن منه لا يجوز له ان يجعله ان يجعله غرضا للرمي وهو حي ولو كان من الاصل يجوز ان يرمى من اجل صيده. فالقصد ان ابن عمر قال لعن الله من فعل هذا. فهذا يدل على ان هذه المسألة كما اسلفت ليس فيها اجماع. هذه المسألة ليس فيها اجماع وقد صرح كثير من الفقهاء كابي حامد الغزالي وابي الفرج ابن الجوزي وغيرهم بجواز لعن معين ولكن الصحيح والجمهور على ان ترك ذلك اشرف هذا سائل يقول هل شيخ الاسلام في مسألة الاستحالة وافق الفلاسفة في القول بقدر العالم؟ ام ماذا جزاكم الله خيرا؟ كلا. قول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قول معروف وقوله على وفق الاصول الشرعية والعقلية في هذا الباب ولكنه رحمه الله ذكر هذا الكلام على تقرير آآ من لغة المستعملة في كلام اهل الفلسفة والمنطق ومن هنا تعذر فهم كثيرين لقوله وادخلوا عليه هذا التقرير انه يوافق في مسألة قدم العالم وهذا بعيد عنه رحمه الله وهو اجل واشرف من ان يفوت عليه مثل هذا الغلط الذي لا يفوت على عصافر الناس من المسلمين. نعم. السؤال الاخير اصحاب السائل يقول ما الحكم في من يقول اننا لا نعبد الله تعالى لاننا نخاف عذابه نرجو ولكننا نعبده لاننا نحبه سبحانه وتعالى. بل اصول العبادة الشرعية الصحيحة ان الله سبحانه وتعالى يعبد استحقاقا ومحبة ويعبد خوفا ويعبد رجاء. فالذي عليه اهل السنة هو الذي جاء في شرائع عليهم الصلاة والسلام هو الجمع لمقامات العبودية الثلاث. ان الله يعبد استحقاقا وهذا هو اشرف مقامات ان الرب سبحانه وتعالى يعبد لكونه مستحقا للعبادة. ولهذا قال تعالى فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا؟ فانه لا احد يستحق العبادة الا هو. ومن معاني الاستحقاق المحبة. فهذا هو اشرف المقامات ان العبد يعبد ربه سبحانه وتعالى لكون ربه مستحقا للعبادة ويعبده محبة له الثاني ان العبد يعبد ربه خوفا. وهذا الخوف ليس المراد به فحسب الخوف من العذاب اي من النار انما الخوف اعم من ذلك. فهو الخوف من عذابه والخوف من سخطه والخوف من مقته وما الى ذلك ويعبده سبحانه وتعالى رجاءا اي ان العبد يعبد ربه رجاءا والرجاء ليس مقصورا على رجاء الجنة. بل رجاء لجنته ورجاء لرحمته ورجاء لمحبته ونحو ذلك. فالعبادة الشرعية هي العبادة التي تجمع اصولها الثلاثة المحبة والاستحقاق الخوف الرجاء. واما ما يقال ايهما يقدم؟ هل يعبد الله استحقاقا ام ام رجاء؟ فالصواب انه يعبد لهذه الاصول مجتمعة. وكل واحد من هذه الاصول لا ينفي او لا يستلزم نفي الاخر بل ان انه يقتضي وجوده فان من عبد الله حتى خوفا فانه يمكنه ان يتعلق به ايش؟ رجاء ومن عبده رجاء فانه يتعلق خوفا ومحبة الى اخره. وقد قال طائفة من اهل العلم انه اذا كان الانسان عند الاحتضار والنزع فانه يغلب الرجاء فهذه مقامات مختصة. هذه مقامات مختصة ولا شك ان من الفقه ومن اصل الفطرة ان الانسان عند معصيته لا يغلب مقام الرجاء انما يخلف مقام الخوف حتى يتوب من معصيته. واذا كان في مقام الدعاء فانه يقلب مقام الرجاء وما الى ذلك فهذا من الفقه الشرعي ولا اشكال فيه وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين بتسجيل هذه المادة