بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد. ففي هذه المجالس المباركة سوف نجلس في حضرة شيخ الاسلام بحق وصدق شيخ الاسلام ابن تيمية في كتاب من اعظم ما الفه في حياته واكثره اثرا ونفعا في حياة الامة ومن حق الشيخ علينا رحمه الله ان نعرف به ونطيب المجالس بذكره ثم نعرف بكتاب هذا ونشرع به بعد ذلك. انه شيخ الاسلام بحق وصدق احمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام ابن تيمية النميري الحراني. فاما نسبته الى نمير فنسبته الى قبيلة مضرية عربية معروفة واما نسبته الى حران فل للموطن الذي كانت تسكن فيه اسرته. وقد كان رحمه الله سنة ستمائة وواحد وستين للهجرة. وفي زمنه التتار قد اغاروا على الممالك الاسلامية من جهة المشرق. واحدثوا رعبا بين الناس. فلما توجهوا في تلقاء حران خرجت اسرة آآ تيمية من بلاد حران متوجهة نحو الشام احتمل وهو صغير رحمه الله. بلغوا دمشق كان وصولهم لدمشق عام سبع وستين. وهو ابن ست سنين او نحو ذلك. واحتملوا معهم الكتب كما قال اهل السير. اذ كانوا اسرة علم فقد كان جده عبدالسلام يلقب بمجد الدين المجد ابن تيمية احد اساطير المذهب الحنبلي. وابوه عبدالحليم من اهل العلم المعروفين واخوته كذلك. فهم اسرة علم ودين وشرف رحمهم الله جميعا. ثم انه رحمه الله تلقى العلم عن اشياخ دمشق ونبغ في وقت وقت مبكر وناظر واورد من المسائل وافحم آآ المخالفين وجلس للافتاء وهو ابن تسع عشرة سنة وحفظ عنه في صغره مواقف كثيرة تدل على نبوغه وتقدمه وتفرس الناس فيه خيرا كثيرا وكان الامر كما آآ ظن فيه رحمه الله فقد برع في كافة العلوم. برع في جميع العلوم. وآآ جمع رحمه الله بين خلال كثيرة. بين العلم وبين العبادة والزهد والجهاد في سبيل الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر في مواقف يطول ذكرها. اما العلم فانه لا يكاد فن من الفنون يخوض فيه الا قيل انه الامام فيه. لا نظير له. واما العبادة فقد ذكر ابن القيم رحمه الله وابن عبد من تلاميذه وغيرهما وغيرهما من تألهه لله تعالى وتمسكه واقباله على ربه والتضرع اليه شيء عظيم قال ابن القيم رحمه الله كان شيخنا يجلس بعد صلاة الفجر في مصلاه حتى يرتفع الضحى. يضرع الى الله ويبتهل اذكره كثيرا ثم يقول هذه غدوتي ولولاها لانهدمت. هذه غدوتي ولولاها لانهدمت. يعني هذا غذاء روحه الذي تمده بالثبات. ايضا كان رحمه الله اه عظيم التعلق بالقرآن العظيم تدبر لاياته. فلهذا سدد الله رأيه وقوله ببركة اعتصامه بالكتاب والسنة وكان ايضا الى جانب ذلك امارا بالمعروف نهاء عن المنكر. فكان في الوقت الذي يفر فيه نائب السلطنة عن دمشق انا يقوم هو واصحابه فيكسرون الخمارات ويحلقون رؤوس الصبيان ويضبطون الامن في دمشق. كما ان رحمه الله كان من المجاهدين في سبيل الله فقد كان له دور كبير في جهاد التتار وردهم تثبيت المؤمنين في دمشق حتى عصم الله دمشق من افساد التتار بعد ان افسدوا بغداد. فكان يمر على الجند وهم على اسوار دمشق ويثبتهم ويحلف لهم انهم سينصرون. حتى انهم كانوا يقولون له قل ان شاء الله. فيقول ان شاء الله تحقيقا لا تعليقا بثقته بالله عز وجل وافتاهم بالفطرة في رمضان. تقويا على الجهاد. وكان له موقف مشهور مع قازات ملك التتر لما هم ان يهاجم دمشق فخرج مع ثلة من علماء دمشق وقاموا معه فجلس يخاطب قزان بصوت جهوري يؤنبه تأنيبا حتى كان بعض اصحابه يبتعد عنه يقول اخشى ان يصيبني رشاش دمه. ولكن قازان عظمه لما رأى من رباطة جأشه وثباته وقوته اما اصحابه الذين قدموا معه فابوا ان يسحبوه في طريق العودة خشوا ان يرسل خلفهم من يستأصلهم اما شيخ الاسلام فقد سار في ركابه آآ امراء التتار الذين اعتنقوا الاسلام تعظيما له وتقديرا حتى بلغوا به دمشق وكان له ايضا مع النصيرية الباطنية مواقف فانه قد قاتله في موقعة شقحب مع جند المسلمين استنزلهم من جبالهم من من الجبال التي اه كانوا يأوون اليها التي تسمى حاليا بجبال العلويين في اللاذقية وغيرها واستتاب بعضهم فرقهم في الامصار وكذلك ايضا كان له آآ في تثبيت المسلمين في قتال التتال بعد ذلك في مصر ما يحمد له. وآآ لذلك كان اماما رحمه الله في جميع الامور. غير ان الامر الذي سبق اليه وصار مفلق طريق في حياة المسلمين لامة بارزة في الخلق في الخط العقدي في تاريخ الامة هو احياءه لمذهب السلف. فان الحالة العلمية التي كانت سائدة زمن الشيخ ابن تيمية رحمه الله كانت هي طغيان المذهب الاشعري على بلاد وذلك ان ملوك الايوبيين قد اعتنقوا عقيدة الاشعري ومن جاء بعده والزموا الناس بها. كما كان ايضا اه الموحدون في المغرب قد اعتنقوا عقيدة ابن تومرت والزموا بها الناس في ذلك الوقت وذكر هذا المقريزي رحمه الله وذكر انهم انه كم لله كم ازهقت من ارواح وسفك من من دماء في سبيل ذلك فكان الناس قد استقر عندهم آآ مذهب الصفاتية في تأويل الصفات وغيرها كما كانت الطرقية الصوفية ايضا فاشية قد ضربت اطنابها في عامة المسلمين. وكثرة الطرق والبدع والدعاوى العريظة في ذلك الزمان. ايضا بلغ التعصب المذهبي اوجه في ذلك الوقت. وصار المسلمون اربعة اصناف في البلد الواحد قاضي قضاة المالكية قاضي قضاة الحنابلة قاضي قضاة الحنفية قاضي قضاة الشافعية حتى كأنما هم اربع مئة كل هذه الامور كانت مصاحبة للحقبة التي عاش فيها شيخ الاسلام ابن تيمية. ومع ذلك فانه قام لله تعالى صادقة جمعت بين العدل والعلم والرفق. ولم ينبذ احدا من المسلمين او يسعى في اه تكثيره او اذيته بل انه كان رحمه الله جامعا بين العلم والعدل وطاعة ولاة الامر وتعظيم قضاة والشفقة عليهم في مواقف يطول ذكرها. لما سعى به خصومه عند ملوك مصر ليوقعوا عليه التعزير البالغ الذي يعني عند فقهاء المالكية القتل. وبذلوا في ذلك جهدهم ثم تمكن بعد ذلك وكتب الله له قبولا واستشاره الناصر قلاوون في ان يعني ينتصف له منهم جعل يسكنه عليهم وقال ايها الملك ايها السلطان هؤلاء فقهاء الملة وقضاة مملكتك ولا غنى لك عنهم واخذ يسكنه عليهم مع انهم سعوا في اه قتله ولما اتاه ابن القيم رحمه الله يبشره بموته في احد كبار مخالفيه غضب عليه وقال تبشرني بموت مسلم ثم قال قم بنا الى اهله. فذهب اليهم وطيب نفوسهم ومسح على رؤوس صبيانهم. وقال انا خلف لكم من ابيكم. هكذا كانت اخلاق العلماء الم يكن بل انه رحمه الله لما اقيم من مجلس المحققة الذي عقد له في اه في بلاد مصر قام مغضبا وايتفق اخوه شرف الدين يدعو عليهم فقال لا تدعوا عليهم بل ادعوا لهم ان ان يهديهم الله الى الحق ان الناظر في سيرته رحمه الله يجد عجبا ويجب انموذجا للعالم الرباني الذي ينبغي لكل طالب علم ان يتمثل وهو يواجه التغيرات المختلفة في اه حال الناس. فيقوم في قلبه من النصح لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم ما يمنعه من الانتصار لنفسه. بل يجعل الانتصار لدين الله مقدما على كل شيء وكانت وفاته رحمه الله سنة سبعمائة وثمانية وعشرين للهجرة. توفي رحمه الله حبيسا. حبيسا في قلعة دمشق الله اسرها من ايدي هؤلاء النصيرية. وكان رحمه الله مدة حبسه. في القلعة مقبلا على القرآن العظيم حتى انه لما ادخل القلعة واوصد الباب تلا قول الله تعالى فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره قبله العذاب. ولما وضع في سجنه كان بين يديه بادئ الامر صحف واقلام يكتب بها ثم رفعت منه واخذت فطفق رحمه الله يتدبر القرآن. فقال رحمه الله لقد فتح الله علي في هذه القلعة من ابواب العلم به مات كثير من الاكابر وهم يتمنونه. ووالله لو ملأت لهم هذه القلعة ذهبا وفضة. يقصد الذين سعوا ووشوا فيه. ما كافأتهم على ساقوا لي من الخير. وهذا مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير. ان السراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك لاحد الا للمؤمن كذلك كان يقول فيما نقله عنه ابن القيم رحمه الله وذكره ابن رجب في طبقاته قال ما يصنع اعدائي انا جنتي وبستاني في صدري. انا رحت فهي معي لا تفارقني. انا سجني خلوة ولا في سياحة وقتلي شهادة فما يصنع اعدائي بي؟ وصدق رحمه الله لا تجد المؤمن الا طيب النفس مهما ادلهمت الخطوب وضاقت السبل الا ان في اعتصامه بالله عز وجل وثقته بربه ما يقلب المحنة الى منحة والنقمة الى نعمة. وينبغي لطالب العلم ان يتأمل في هذا تماما لكي ينتفع من سير اعلام النبلاء. وقد اثنى عليه معاصروه ومن بعدهم باقوال صادقة فمن ذلك ما قاله مؤرخ الاسلام الذهبي رحمه الله يقول وهو واكبر من ان ينبه على سيرته مثلي. فلو حلفت من بين الركن والمقام لحلفت اني ما رأت ما رأيت بعيني مثله. ولا والله هو ما رأى مثل نفسه في العلم. وقال المزي رحمه الله اه ما رأيت مثله ولا رأى هو مثل نفسه وما رأيت احدا اعلم بكتاب الله وسنة رسوله ولا اتبع لهما منه. وقال ابن الزملكاني رحمه الله كان اذا سئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع انه لا يعرف غيره كذلك غير ذلك الفن وحكم ان احدا لا يعرفه اه مثله وكان الفقهاء من سائر الطوائف اذا جلسوا مع استفادوا في مذاهبهم منه ما لم يكونوا عرفوه قبل ذلك. ولا يعرف انه نوظر فانقطع ولا تكلم في علم من العلوم سواء اكان من علوم الشرع ام غيرها الا فاق فيه اهله. والمنسوبين اليه وكانت له اليد الطولى في حسن التصنيف وجودة العبارة والترتيب والتقسيم والتبيين. بل حتى مخالفيه تاج الدين السمكي مع انه من مخالفيه قال في كاتبة جرت بينه وبين الذهبي يقول ووالله يا فلان ما يبغض ابن تيمية الا جاهل او صاحبه هوى فالجاهل لا يدري ما يقول وصاحب الهوى يبعده هواه عن الحق بعد معرفته. هذا بعض ما قيل فيه وما الف فيه كثير. ومن احسن ما الف في في سيرته الكواكب الذرية لابن عبد الهادي فقد جمع اه نبذا من سيرته رحمه الله والناظر في سيرته رحمه الله يدرك انه امام علم شامخ فقد كان فعلا مفرق طريق في حياة المسلمين. حتى قال بعض العلماء انه بعد ابن تيمية صار الناس على فريقين اما تيمي واما غير تيمي اما واما غير تيمية وهذا هو الواقع. الان لا تجد طلبة العلم في اي مكان الا وهم ينمون انفسهم الى شيخ الاسلام ابن تيمية ويجلونه ويقدرونه ويعظمون اقواله ويقدمون فتاويه. ان في الفروع او في الاصول. ولا منذ ان يقع هذا موقع التعصب. لكن الرجل رحمه الله كان موفقا مسددا ببركة تعظيمه للنصوص. فعلى طالب العلم ان بهذه السيرة المباركة. اما هذه الفتوى التي بين ايدينا فهي من اجل ما كتب. وكانت هذه الفتوى ايضا طريق في حياته. اذ كان رحمه الله بعد هذه الفتوى نحى منحى كبيرا في مواجهة اهل البدع وانفتح له من العلوم في باب الفلسفة وعلوم الكلام ما لم يكن له من قبل. فقد كان الشق الاول من عمره في التبحر في آآ الاصول وعلوم الكتاب والسنة. حتى ورده سؤال من حماد المدينة الشامية المشهورة فك الله اسرها اه يسأل عن احاديث الصفات فاستعفى عن الجواب واحال الى غيره فابى السائلون الا ان ان يكون الجواب منه. فكتب في قاعدة بين الظهر والعصر هذه الفتوى. ولعل ما كتبه اولا هي الفتوى الحموية الصغرى ثم انه بعد ذلك تجرد لبسطها جمع النقول منه المتصلة بها حتى خرجت الفتوى الحموية المياه الكبرى. وقع ذلك تقريبا سنة ست مئة وثمان وتسعين. يعني قبل وفاته بثلاثين سنة رحمه الله. ولما الف الحموية الكبرى احدثت دويا هائلا. في بلاد الشام ومصر والعراق اذ ان الشيخ رحمه الله نسف عروش الاشاعرة من من اساسها وبين ان ان ما يدعونه من اتباع السنة السلف على غير هدى من الله. وان مذهب السلف في باب الاسماء والصفات هو الاثبات والاقرار والامرار. لا ما يدعونه من التأويل والمجاز وكذا قال في بقية ابواب الدين كالقدر والايمان وغيرها. فكان عنده من الشجاعة الادبية ما واجه فيه جميع هؤلاء المخالفين من المتكلمين هذا على صعيد النخب من القضاة المدرسين محدثين في ذلك الزمان الى اخره. واما امام العامة فوقف لاهل البدع من المتصوفة والخرافيين مواقف مشهودة كان رحمه الله تعالى يفدي بنفسه. ومن ذلك ما وقع له ما وقع له مع دجاجلة البطائحية وهم فرقة من الطريقة الرفاعية. حينما دخلوا دمشق وصاروا يدعون الكرامات وانهم يدخلون في النار ولا شيء وان لهم احوال ومقامات عند الله واخذوا يجلبون بذلك على الناس. فتكلم فيهم شيخ الاسلام وبين انهم يستعينون الشياطين وانهم ليسوا على سنة واتباع وغير ذلك. ثم لما بلغهم مقالته حاصوا حيث تحوم للوحش وقالوا نحن ندخل في النار ونتحداك ان تدخل في النار. قال الا ادخل في النار. كما تدخلون فان الذي ينصر ملة ابراهيم نجيه الله من النار كما نجى ابراهيم. بهذه القوة ورباطة قالوا تفعل؟ قال افعل. وقد علم ان القوم انما يفعلون ذلك بنوع حيلة يلبسون بها على العوام يطلون بها اجساد يطلون اجسادهم بشيء من الطلاء ثم يظهرون انهم يدخلون في النار ويخرجون منها لا تصيبهم. فيندهش الناس ويتعجبون ويعتقدون فيهم الولاية ويبذلون لهم الاموال ونحو هذا قال موعدكم غدا كذا وكذا نوقد نارا واشترط ان يغسل كل منا جسمه بكذا وكذا من المنظفات القوية التي لا لا تبقي شيئا. واتى اليه العلماء واتى اليه نائب السلطنة وحاولوا ان يتنوه وقالوا له يا شيخ هؤلاء يستعينون بالشياطين وكذا. فقال كلمته المشهورة ان الذي ينصر ملة ابراهيم ينجيه الله من النار كما نجى ابراهيم وبات ليلته قرير العين. فلما كان من الغد واتى الموعد المتفق عليه انهزم البطائحين يعني اظهروا التمسك وانهم يدخلون في الطاعة ويتوبون مما فعلوا. فكانت ولله الحمد الدائرة والغلبة لشيخ الاسلام ابن تيمية بل للسنة النبوية. فشيخنا رحمه الله شيخ الاسلام ابن تيمية شيخ المسلمين شيخ الاسلام رحمه الله كان له اثر بليغ في اعادة هذه الامة الى رشدها والى اه الطريقة التي كان عليها السلف الصالح ولهذا لا يبغضه الا ضال مبتدع. لا يبغضه الا ضال مبتدع. قد تنكب طريق السلف واختار طريق الخلف لا يحبه الا صاحب سنة. آآ يريد ان تعود هذه الامة الى ما كانت عليه. وعلى اي حال فالكلام في شخصه وفي في سيرته وفي مؤلفاته يطول فاحيل اخواني وابنائي وفقهم الله الى النظر في في سيرته فيما كتبه عنه ابن رجب رحمه الله في ذيل طبقات الحنابلة وما كتبه ابن كثير وهو من اصحابه وتلاميذه وما كتبه الذهبي وغيرهم من العلماء. الذين انصفوه وقالوا فيه كلمة حق. واما شانئوه فكثير كما قال الله عز وجل وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين. وكفى بربك هاديا ونصيرا. فاذا كان الانبياء فهم اعداء فاتباع الانبياء من باب اولى ان يكون لهم اعداء. وهذه الفتوى لها تسمية كثيرة. نحن وسبع تسميات لكن كل هذه التسميات لا بد ان تتضمن لفظ الحموية. المسألة الحموية المسائل الحموية الحموية الكبرى العقيدة الحموية الرسالة الحموية وهذا كله والله اعلم من وضع النساخ. واما الشيخ رحمه الله فكان على طريقته يرد اليه السؤال فيحرر الجواب فيشتهر باسم الجهة التي صدر منها السؤال كما في التجمورية والواسطية وغيرها فالنسبة المتفق عليها هذه النسبة الحموية. فنسعن بالله تعالى على قراءتها هي بشكل عام تتضمن تقرير مذهب السلف مدعما معززا بالنقول التي تقطع ادنى شبهة في ان طريق السلف هو الاثبات والاقرار والامراض لا التأويل ولا التجهيل فقد ساق الشيخ رحمه الله من كلام الائمة المتقدمين يعني حتى انه ربما آآ اه يعني بلغ عدد المصادر التي رجع اليها الشيخ رحمه الله في هذه الفتوى اربعين مرجعا نحو اربعين مرجعا رجع اليه الشيخ رحمه الله. ونقل كلام الائمة من من اصولهم. وقد كان علماء زمانه يجهلون الناس ويوهمونهم بان طريقة السلف هي التأويل الاجمالي وان طريقة الخلف هي التفصيل وان السلف كانوا لا يتكلمون في باب الاسماء والصفات ويفوضون المعاني الى الله عز وجل. فجاء يثبت ان السلف كانوا يعول ويفقهون ما اخبرهم به ربهم سبحانه ونبيهم صلى الله عليه وسلم المعاني ويفوضون الكيفية. ورفع عنهم اه مذمة التجهيل التي وصمهم بها هؤلاء الخلف فسنجد في مطاوي هذه الرسالة من النقول التي تبرق كالشمس. ما يدل على ان مذهب السلف هو الاثبات لا سواه من المذاهب الرديئة. اه فنستعين بالله تفضل. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن سار على ثوبه الى يوم الدين. اللهم انا نسألك ان توفق شيخنا وان تعينه وان تغفر له ولنا السامعين اولى المسلمين قال الامام سئل شيخ الاسلام ابو العباس احمد ابن تيمية وذلك في سنة ثمان وتسعين وجرى بسبب هذا الجواب امور ومحن. وهو جواب عظيم النفع جدا. فقال السائل ما قولكم في ايات الصفات قوله تعالى الرحمن على العرش استوى وقوله تعالى ثم استوى الى السماء وهي تخان. الى غير ذلك من الايات الصفات كقوله صلى الله عليه وسلم ان قلوب بني ادم بين اصبعين من اصابع الرحمن وقوله يضع قدمه في النار الى غير ذلك من الاحاديث. وما قالت العلماء وابسطوا القول في ذلك مأجورين ان شاء الله تعالى. نعم هذه السؤال وهو سؤال واضح بين يسأل عن مسائل الصفات وقد دلل عليها او مثل لها بايات واحاديث صار منها ايات الاستواء مثل قول الله تعالى ثم استوى على العرش ثم استوى الى السماء وهي دخان وهذا من اكثر المسائل التي جرى فيها خلف قام اهل التأويل اي التحريف المذموم بتأويل الاستواء الى الاستيلاء وكذلك احاديث الصفات التي يسمونها الاحاديث المشكلة. وهي ما يتعلق بالصفات الخبرية والصفات الفعلية. مثل حديث ان قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن. وهذا الحديث حديث صحيح. رواه الامام مسلم. قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن نقلبها كقلب واحد يصرفه حيث يشاء. وايضا حديث يضع الجبار قدمه في النار فينزوي بعض الى بعض وتقول قطن قطن وهذا حديث متفق عليه. فمثل السائل باية بجنس من اية وحديث ليبين مراده. فاجاب. فاجاب الحمد لله رب العالمين. قولنا فيها ما قاله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان. وما قاله ائمة الهدى بعد ذلك الذين اجمع المسلمون بعد هدايتهم ودرايتهم وهذا هو الجواب على هذا هو الواجب وهذا هو الواجب على جميع الخلق في هذا الباب وغيره فان الله بعث محمدا بالهدى ودين الحق ليخرج الناس من الظلمات من النور باذن ربهم الى صراط العزيز الامين. وشهد وشهر رمضان بانه بعثه داعيا وشهد وشهد له بانه بعثه داعيا اليه باذنه وسراجا منيرا يقول قل هذه سبيلي فادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني. فمن المحال في العقل والدين ان يكون الزواج منير الذي اخرج الله به الناس من الظلمات الى النور. وانزل معه الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه. وامر الناس ان يردوا ان يردوا ما يتنازع فيه من من دين من دينهم الى ما بعث به من الكتاب والحكمة وهو يدعو الى الله والى سبيله على وقد اخبر انه اكمل له ولأمته دينهم واتم عليه نعمته محال مع هذا وغيره ان يكون قد ترك باب الايمان والعلم به ملتبسا مشتبها. فلم يميز فلم يميز ولم يميز انكم فلم. نعم فلم يميز بينما يجب لله من الاسماء الحسنى والصفات العليا. وما يجوز عليه وما يمتنع عليه. فان معرفة هذا اشرف بيه واساس الهداية وافضل ما اكتسب ما اكتسبته القلوب وحصلته النفوس وادركته العقول. فكيف يكون ذلك وذلك الرسول وافضل خلق الله بعد النبيين. لم لم يحكموا هذا الكتاب اعتقادا وقولا. ومن المحال ايضا ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد علم امته كل شيء حتى انخراطه. وقال تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي وقال فيما صح عنه ايضا ما كره ما بعث الله من نبي الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم وينهاهم عن شر ما يعلموه لهم. وقال ابو ذر رضي الله عنه لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وما من طائر يقلب في السماء الا ذكر الا ذكر لنا منه علما. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم منفدك وبدا الخلق حتى دخل اهل الجنة منازلهم واهل النار منازلهم. حفظ ذلك من حفظه نسيهم من نسي البخاري. نعم حسبك. آآ بين الشيخ رحمه الله اصلا عظيما. فيما يجب على كل مؤمن وهو ان يقول ما قاله الله ورسوله ويثبت ما اثبته الله ورسوله. ولا يحيد عن ذلك قيد انملة. وان هذا الباب العظيم آآ وان الله سبحانه وتعالى قد بعث نبيه صلى الله عليه وسلم بامرين بالهدى ودين الحق. فاما الهدى فانه العلم النافع واما دين حق فانه العمل الصالح. ووصف نبيه بانه سراج منير. وان سبيله سبيل واضح قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة. قرر الشيخ رحمه الله بناء على هذه المقدمات استحالة ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم اهمل تعليم امته اشرف ابواب الدين. وهو باب العلم بالله. وذلك ان شرف العلم متوقف كن على شرف المعلوم. والله تعالى اشرف معلوم. فالعلم به هو اشرف انواع العلوم. وآآ بناء عليه فانه يستحيل ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم اهمل تعليم امته هذا الباب. اعني باب الاسماء والصفات. والمخالفون لا يستطيعون الجهر بهذه الجملة بان يقولوا ان النبي صلى الله عليه وسلم اهمل تعليم امته هذا الباب. لكن انهم في واقع الامر مآلات قولهم تفظي الى ذلك. لماذا؟ لان المخالفين في هذا الباب صنفان اما ان يكونوا من اهل التحريف الذين يسمون انفسهم اهل التأويل او ان يكونوا من اهل التجهيل الذين يسمون انفسهم اهل التفويض. كيف ذلك؟ اما اهل التحريف الذين يسمون انفسهم اهل التأويل. فان فهم يقولون ان النبي صلى الله عليه وسلم قد اخبر امته باية الصفات واحاديثها. ولكنه لم يعين صلى الله عليه وسلم ما هو المعنى المراد؟ وكان لزاما علينا ان نجتهد ونبتكر ما يكون لائقا بحملها عليه. فهي ليست على ظاهرها. الذي تدل عليه لغة العرب وانما هي على خلاف الظاهر. ولا يصح حملها على الظاهر. لذلك كان لزاما ان نبحث عن بعض المعاني المجازية التي التي تليق بالله تعالى ونعين المراد اجتهادا منا دون بلا اثارة من علم او بينة لكنه اجتهاد هذا صنف. الصنف الثاني اهل التجهيل. الذين قالوا ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يعين المراد منها ولا سبيل للعلم بالمراد منها. بل الواجب علينا ان نثبت الفاظها ونكل معانيها الى الله تعالى فلا نقول في ذلك شيئا بل نقول الله اعلم بمراده. ونكتفي بقراءة الاحاديث والايات دون تعيين المراد. فانت اذا تأمل وجدت ان كلا الفريقين مجمع على ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم امته معنى ما الله تعالى به عن نفسه في كتابه او اخبر هو امته به. كلاهما متفق على هذا القدر وفرق ما بين ان اهل التأويل عينوا المراد من تلقاء انفسهم زعما منهم انهم بذلك يقطعون الطريق على اهل التجسيم كما يقولون ان يثبتوها على ظاهرها. واما اهل التجهيل اي اهل التفويض كما يسمون انفسهم فانهم جزموا بان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم معاني ما اخبر الله به عن نفسه او ما فاه هو به صلى الله عليه وسلم. فضلا عن الصحابة والتابعين وغيرهم. فالواقع ان كلا الفريقين يقول ان النبي صلى الله عليه وسلم اهمل تعليم امته هذا الباب. باب العلم بالله تعالى وترك هذا الامر مرسلا. هذه حقيقة الامر لا انفكاك لهم عن عنها. ولذلك اه اسس الشيخ رحمه الله تعالى اه هذه الرسالة على نقض هذا الاصل الفاسد وبيان انه يستحيل ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم اهمل تعليم امته هذا الباب. وذلك من عدة وجوه ذكرها منها انه لا يمكن ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد ترك هذا الذي هو اشرف ابواب الدين وخلاصة دعوة المرسلين ملتبسا ملغزا اشبه بالاحاجي. والله تعالى قد وصفه بانه سراج منير. وانه انزل اليه انزل اليه الكتاب والحكمة وانه مأمور ان يبين للناس ما نزل اليهم من ربهم. وجه اخر ان ان معرفة هذا الاصل وهو باب العلم بالله هو اصل الدين وبه حياة القلوب. وهو افضل ما اكتسبته القلوب. وآآ نالته العقوق فلا يمكن ان يهمله النبي صلى الله عليه وسلم ويشتغل بغيره ويدعه. فاذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد علم اامته كل ما تحتاج اليه حتى اكرمكم الله والمكان حتى الخراءة كما قال الرجل الفارسي لسلمان قال لقد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة. قال اجل لقد نهانا ان نستقبل القبلة بغائط او بول او ان نستنجي في اليمين او ان نستنجي باقل من ثلاثة احجار. او ان نستنجي برجيع او عظم. فهذا آآ كما وقد رواه الامام مسلم. يدل على ان نبينا صلى الله عليه وسلم لم يدع شادة ولا فاذة من مسائل الدين الا وبينها. فكيف فيعقل ان يكون ترك هذا الباب مهملا دون تعليم. وهذا اثر ابي ذر صريح في استيفاء النبي صلى الله عليه وسلم لجميع العلوم. فقال لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وما طائر يقلب جناحيه في السماء الا ترك لنا منه هذا مراده به ان النبي صلى الله عليه وسلم قد علمهم جميع ما يحتاجون اليه. فكيف اخبرهم بذلك ولا يخبرهم باعظم اه اه الابواب وهو باب العلم بالله سبحانه وتعالى. وكذا الحديث الصحيح تركتكم على البيضاء. وربما وجد في بعض النسخ المحجة. والصحيح ان لفظ حجة لم يثبت في اي من الطرق. لا في هذا الحديث ولا في غيره. وانما يقول النبي صلى الله عليه وسلم تركت على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك. وهو حديث صحيح رواه الامام احمد. وكذلك اه استدل به بعده ما بعث الله من نبي الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم وينهاهم عن شر ما يعلمون لهم وهذا قد رواه الامام مسلم رحمه الله. وكذا اثر ابن عمر اثر عمر رضي الله عنه قام فينا رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم وقد رواه البخاري كما ذكر المصنف رحمه الله. اذا تبين بهذا يا اخوة يا كرام ومن بلى ان نبينا صلى الله عليه وسلم يستحيل ان يكون اهمل باب العلم بالله تعالى دون بيان. او انه ابقاه ملتبسا وتركه لاجتهادات المتأخرين لكي اه ينحتوا المعاني المجازية ويضعوها بدائل عما اخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم. لكن مع ذلك له تتمة. فقال ومحال محال مع تعليم كل شيء لهم فيه منفعة في الدين وان ان دقت ان يترك تعليمهم ويقولونه بالسنتهم. ويعتقدونه بقلوبهم في ربهم ومعبودهم رب العالمين الذي معرفته غاية المعاني. وعبادته اشرف المقاصد. والوصول اليه غاية المطالب. بل هذا خلاصة الدعوة النبوية وزبدة الرسالة الالهية. فكيف يتوهم يتوهم من في قلبه ادنى مسكة من ايمان وحكمة ان لا يكون الا يكون بيان هذا الباب قد وقع من الرسول صلى الله عليه وسلم على غاية التمام. اذ اذا كان قد وقع ذلك من فمن المحرم ان يكون خير امتي وافضل قرونها قصروا في هذا الباب. زائدين فيه او ناقصين عنه. ثم من المحافظ ايضا تكون القرون الفاضلة القرن الذي بعث فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الذين يريدونهم ثم الذين يلونهم كانوا وغير قائمين في هذا الباب بالحق المبين. لان ضد ذلك اما عدم العلم والقول واما اعتقاد نقيب الحق. وقول خلاف وكلاهما ممتلئ. نعم لما فرغ الشيخ رحمه الله من تقرير استحالة كون النبي صلى الله عليه وسلم ترك هذا الباب مهملا واثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم لابد ان يكون بينه غاية البيان لما ذكر رحمه الله من الاوجه المتنوعة بدأ احتمال يمكن ان يطرح وهو ان يكون من تلقوا ذلك فعن النبي صلى الله عليه وسلم قصروا في هذا الباب فلم ينقلوه الى من بعدهم. يعني بهذه الواسطة الصحابة الكرام فكان لابد ايضا من نقض هذه الشبهة. فربما قال قائل نعم النبي صلى الله عليه وسلم بين لامته باب العلم بالله. لكن الصحابة لم يحتفوا بهذا وانشغلوا بالعلم بالحلال والحرام والاحكام وما الى ذلك او بالجهاد في سبيل الله او غير ذلك مما قد يتحلق به بعض المتحلقين فبين الشيخ رحمه الله استحالة هذا الامر على خير القرون. فان جيل الصحابة وقرن الصحابة هم خير قرون الامة علما وعبادة. قولا وعملا. فلا يمكن ان يكون هذا القرن الموصوف الخيرية التامة قد قصروا في هذا الباب. لانهم لا يخلون من احد احتمالين. اما ان يكونوا غير عارفين به او غير قائلين به. فمعنى كونهم غير عارفين به وصفهم بالجهل. ومعنى كونهم غير قائلين به ووصفهم بالكتمان. وكلا الامرين ممتنع غاية الامتناع عن الصحابة الكرام. فقد كان الصحابة الكرام اعمق الناس علما واقلهم تكلفا. واصدقهم لهجة كما قال ابن مسعود رضي الله عنه في وصف اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. كانوا اعمق الناس علما. واقلهم تكلفا واصدقهم لهجة. رضوان الله عليهم فيمتنع ان يكون الصحابة الكرام قد جهلوا هذا الباب. بل ولله الحمد قد حفظ عنهم في هذا الباب قد كبير مما يدل على اثباتهم لما اخبر الله تعالى به عن نفسه واخبر عنه نبيه صلى الله عليه وسلم وسيذكر الشيخ رحمه الله شيئا من النقول في هذا. الاحتمال الاخر اشد بعدا بعدا وهو ان يكونوا قد علموه لكن كتموه. فان فهذا تخوين للصحابة الكرام. وقد اثنى الله تعالى عليهم غاية الثناء. في غير ما موضع من كتابه هذا مستحيل غاية الاستحالة ان يكون الصحابة قد كتموه. وهم الذين يروون قول النبي صلى الله الله عليه وسلم من كتم علما الجمه الله بلجام من نار يوم القيامة. فلا يمكن ان يكون الصحابة الكرام قد جهلوا بهذا الباب ولا ان يكونوا قد كتموه. آآ ثم قال آآ مبينا بعض الوجوه. اما الاول يكون ربي في ادنى حياة وطلب للعلم او نهمة العبادة يكون البحث عن هذا الباب والسؤال عنه ومعرفة الحق فيه اكبر مقاصده واعظم مطالبك اعني بيان ما ينبغي اعتقاده لا معرفة كيفية الرب وصفاته. نعم. وليست النفوس الصحيحة بلا شيء اشهق منها معرفة هذا الامر. وهذا امر معلوم بالفطرة الوجدية. فكيف يتصور مع قيام هذا المؤتمر مع قيام هذا المقتضي مع قيام هذا المقتضي الذي هو من اقوى المقتضيات الذي هو من اقوى المقتضيات هو من اقوى المقتضيات ان يتخلف عنه مقتضاه. في اولئك السادة في مجموع اصولهم. هذا لا يكاد يقع من ابلد واشدهم اعراضا عن الله واعظمهم على طلب الدنيا والغفلة عن ذكر الله. فكيف يقع من اولئك؟ صدق رحمه الله لا يمكن لا يمكن ان ان ان يكون هذا الاحتمال قائما في حال الصحابة. لان المؤمن الصادق يكون شغفه في العلم بالله وتحقيق التوكل عليه والاستعانة به والشوق اليه والانس بمناجاته وغير ذلك من المعارف والعلوم ما يتطلب تحصيل هذا العلم فلا يمكن بحال ان يكون الصحابة الكرام قد جهلوا هذا الباب. بل قد علموك واحكموك وليس المقصود ها هنا العلم بالكيفيات حاشا وكلا. وان العلم بالمعاني فيعلمون ان الله سبحانه وتعالى له الاسماء الحسنى وله الصفات العلى وان اسماؤه كذا وكذا وكذا وان كذا وكذا فهذا العلم هو اشرف انواع العلوم. وبه حياة القلوب وبه تطيب العبادة. بل لا يمكن ان تطيب العبادة بغير العلم بالله لا يمكن ان يعبد من لا يعلم عنه شيئا ولا يثبت له شيئا. ولهذا تجد ان بعض اه اه علماء شاعرة الذين يشهد لهم بالصدق والزهادة والعبادة كمثلا النووي رحمه الله يقررون بعض المسائل العقائدية تقريرا نظريا واذا قرأت بعض كلامهم وجدت فيه من النسك والتعبد واذا قرأت في سير في سيرهم وجدت فيهم آآ اقبالا على الله هذا لا يكون الا بعلم باثبات ما ينبغي لله تعالى فيكون فيه نوع من التناقض بين الوجد وبين التقرير. فان نحسن الظن بكثير منهم ممن لهم قدم صدق في في آآ نصرة الدين وخدمة العلم لكنهم التاتت بعض آآ اقوالهم بما ورثوهم من اسلافهم. والا ففي التطبيق العملي تجد اضرب لكم مثالا. مثلا قول الله تعالى يحبهم ويحبونه الاشاعرة يمنعون المحبة من الطرفين. يقولون ما يمكن تقع محبة لان الاختلاف لان هذا يقتضي التجانس لان المحبة من لابد ان يكون هناك تجانس في مثل هذه المقدمات المنطقية المزعومة يهدمون نصا صريحا في كتاب الله فينفون عن الله سبحانه وتعالى انه يحب. وينفون ان تقع محبة من المخلوق للخالق بمعنى محبة حقيقية. فيفسرنا محبة الله لعباده باحسانه اليهم. ومحبة المخلوقين لله بطاعتهم اياه. ولا يفسرونها بمحبة حقيقية تليق بالله ومحبة تليق بالمخلوق. لكنك اذا نظرت في سير بعضهم وعبادته وجدت انه يحصل منه المحبة يحب الله سبحانه وتعالى ويتقرب اليه بانواع الطاعات. فهذا كله من من شؤم هذه المقدمات المنطقية التي ادخلت على المسلمين فافسدت عليهم اه دينهم. والا فان السلف الصالح من الصحابة متابعين متابعيهم كانوا على السند وكانوا يروون هذه الاحاديث ولا يضيقون بها ذرعا بل بها نفسا ويقرون بها عينا. هذا لقيط ابن عامر ابن المنتفق يأتي الى النبي صلى الله عليه وسلم على فطرته. وسجين ويسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول يضحك ربنا لقنوط عباده وقرب غيره. ينظر اليكم ازلين قانتين فيظل يضحك هل تعلم ان فرجكم قريب؟ فيجدوا على ركبتيه. ويقول يا رسول الله اويضحك ربنا؟ فيقول النبي صلى الله عليه وسلم نعم. فيقول لن نعدم خيرا من ربك يضحك. هكذا بهذا الفهم الرائق البعيد عن التكلف. اما اولئك الذين بلوثات المتكلمين فحينما يسمعون هذا النص اتدرون ما الذي يتبادر الى اذهانهم؟ يتبادر الى اذهانهم عند ذكر صفة الضحك الاسنان والشفتين واللهو وغير ذلك. فهم في الواقع مثلوا اولا وعطلوا ثانيا. مثلوا اولا فعطلوا ثانيا. ولو انهم اعطوا النصوص فحقها وحملوها على الواجب فيها ما تبادر الى اذهانهم المعنى الفاسد اصلا علموا ان لله تعالى من الوصف ما ما يليق به ولا يماثل صفات المخلوقين. اذا هذا هو الوجه الاول الذي ويبرئ الصحابة الكرام والتابعين لهم باحسان من وصمة الجهل بالله تعالى ثم قال اما كونهم كانوا معتقدين فيه غير الحق او قائله فهذا لا يعتقده مسلم ولا عاقل ثم الكلام عنهم في هذا الباب اكثر ممن يمكن صدره في هذه الفتوى او اضعافها يعرف ذلك من طلبه وتتبعه ولا يجوز ايضا ان يكون اعلم من السالفين كما يقوله بعض الاغبياء ممن لم يقدر ممن لم يقدر والسبب بل ولا عرف الله ورسوله والمؤمنون به حقيقة المعرفة. حقيقة المعرفة مأمور بها من ان طريقة السلف اسلم وطريقة خلف اعلم واحكم. فان هؤلاء المبتدعة الذين يفضلون طريقة الخلف على طريقة السلف. انما اوتوا من حيث ظنوا ان طريقة السلف هي مجرد الايمان في الفاظ القرآن والحديث من غير فقه في ذلك بمنزلة الاميين الذين قال فيهم ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا الاماني. وان طريقة الخلف هي استخراج معاني النصوص المصروفة عن حقائق هذا وغرائب اللغات. فهذا الظلم الفاسد اوجب تلك المقالة التي مضمونها ابن الاسلام وقد كذبوا على طريقة السلف وظلوا في تصويب طريقة الخلف فجمعوا بين الجهل بطريقة بطريقة السلف بالكذب عليهم وبين نعم الشيخ رحمه الله نفى الاحتمال الاخر وهو ان يكون الصحابة ومن بعدهم من كانوا معتقدين فيه غير الحق. يعني في باب العلم بالله ان يكونوا معتقدين فيه غير الحق او قائلين. ولشدة استبعاد الشيخ لهذا الامر قال فهذا لا يعتقده مسلم ولا عاقل بالفعل لا يمكن لمسلم ان يعتقد ان الصحابة الكرام نزاع القبائل الذين اصطفاهم الله تعالى لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم يكونون قد اعتقدوا في الله معتقدا مخالفا لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلا يمكن لاحد ان يحفظ عن واحد منهم ما يؤيد طريقة الخلف. من تأويل الصفات او القول ابدا ثمان الشيخ في باب الاثبات قال بل المروي عنهم اكثر من ان يحصر في مثل هذه الرسالة او اضعافها فالمحفوظ بحمد الله كثير. لكن كما تعلمون انه في العصور المتأخرة قصر الناس عن الرواية. وصاروا يعتمدون على خلاصات متون كتبها لهم اسلافهم فصاروا يعولون عليها ولا يرجعون الى كتب المتقدمين. ولهذا فاجأهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بما اودع في هذه الرسالة من النقول عن السلف المتقدمين. فاجأهم واذهلهم واحدث عندهم هزة عظيمة ادت الى المحنة التي جرت اه بسبب الحموية. وبين الشيخ رحمه الله اه السر العميق او السبب اه الذي لاجله تنكبوا قال ان هؤلاء وكان قد قال قبل ذلك ايضا انه كيف يعقل ان يكون ما عليه الخلس افضل مما عليه السلف ابناء الصحابة الصحابة وابناؤهم والتابعون. كيف يكون فروخ المعتزلة والفلاسفة افقه في دين الله وفي باب العلم بالله من الصحابة الكرام والتابعين لهم باحسان. هذا لا يمكن. ولذلك لما قاد هؤلاء المتكلمون ان يجروا شيئا من المحاصصة ويفرقوا الصفقة اتوا بهذه الجملة البائعة فقالوا حسنا طريقة السلف اسلم وطريقة الخلف اعلم واحكم. كانما يريدون تهرية الاطراف مع ان الحق واحد لا يتعدى لكنهم ارادوا ان كأنما يربطوا على الاكتاف يقول خلاص طريقة السلف اسلم طريقة الخلف اعلم واحكم. مع انك لو تأملت هذه العبارة لوجدتها عبارة متناقضة. لماذا؟ لان السلامة ثمرة ماذا؟ ثمرة العلم والحكمة. انت حينما تريد ان تسلك طريقا. كيف تحصل لك السلامة في اجتياز هذا الطريق بالعلم بمراحل الطريق الالتزام بقواعد المرور حتى لا تقع في شيء من المحاسن فاذا اجتمع عندك علم بالطريق وحسن اداء في القيادة يعني حكمة سلمت باذن الله. فالواقع ان بين السلامة وبين العلم والحكمة اقتراب. فكيف يفرق بينهما ويقال طريقة السلف اسلم وطريقة الخلف اعلم واحكم بل صوابها ان يقال طريقة السلف اسلم واعلم واحكم. اذ السلامة ثمرة العلم والحكمة. فهذه العبارة ناتجة عن فهم باطل لطريقة السلف. اتدرون ماذا ظنوا؟ كانوا يظنون ان السلف طريقتهم آآ كطريقة الدراويش الاغبياء الذين يقرؤون الكتاب اماني كما وصف الله تعالى بعض اهل الكتاب قال ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا اماني. اماني جمعهم نية يعني تلاوة تمنى كتاب الله اول ليله يعني تمنى يعني بمعنى تلا. قال الضحاك في معنى قوله الا اماني عن ابن عباس قال الا قول يقولونه بافواههم كذبا. وقال ابن جرير الاشبه بالصواب قال ابن جرير عن ذلك قال هو الاشبه بالصواب وقال ابن كثير الا اماني اي لا يدرون ما فيه. فالله تعالى قد ذم اهل الكتاب الذين يقرأون الكتاب ولا يعونه ولا يفقهون فهؤلاء الذين اطلقوا هذه العبارة طريقة السلف اسلم وطريقة الخلف اعلم واحكم. جعلوا الصحابة والسلف الصالح بمنزلة هؤلاء الاميين انهم يقرأون لكنهم لا يفقهون ولا يعون ما يقرؤون واكتفوا بالايمان المجمل. حتى جاء في اخر الزمان المحققون الذين استخرجوا المعاني المجازية وغريبة والغريب من المعاني وحملوا كلام الله عليها. هذه حقيقة دعواهم في هذا الامر. هذا هو ظن فاسد كما وصفه الشيخ رحمه الله. وهو يتضمن نبذ الاسلام وراء الظهر. فالواقع انهم كذبوا على السلف وصوروا طريقتهم بغير ما هي عليه في الواقع. وجهلوا ما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم وضللوا. ثم ذكر بعد ذلك. وسبب ذلك اعتقادهم انه ليس في نفس الامر صفة دلت الى هذه النصوص للشبهات الفاسدة التي شاركوا فيها اخوانهم من الكافرين. فلما اعتقدوا انتفاء الصفات في في نفس الامر وكان مع ذلك لابد للنصوص من معنى بقوا مترددين بين الايمان باللفظ وتفويض المعنى وهي التي يسمونها طريقة السلف وبين صرف النقد الى معاني بتنوع بنوع تكلف وهي التي يسمونها طريقة الخلق. فصار هذا الباطل موكبا فساد العقل والكفر بالسمع. فان النفي انما اعتمدوا فيه على امور عقلية ظنوها بينات وهي شبهات والسمع حق فيه الكلام عن مواضعه فلما انبنى امرهم على هاتين المقدمتين طيب دعونا يا اخوة نبين هذا الشيخ رحمه الله فعلا وقع على الداء الذي اصاب هؤلاء. فقال ان سبب اطلاق هذه المقالة وسبب هذا الظن الفاسد هو انهم اعتقدوا في قرارة انفسهم ان الله سبحانه وتعالى لا يتصف بصفة ثبوتية نفات الصفات في واقع امرهم يعتقدون ان الله سبحانه وتعالى لا يمكن ان تقوم به صفة ثبوتية. يعني لا يمكن ان يقوم به وصل. لان قيام الوصف به في اعتقادهم ومقدماتهم الباطلة يقتضي تشبيه فلما اعتقدوا هذا الامر لما اعتقدوا هذا الامر بقوا متحيرين. اما ان يجعلوا هذه النصوص خلية من المعاني اما ان يجعلوها خلية من المعاني او يبتكروا لها معاني آآ تكون ذات معنى محتمل. هذا هو السر فالسر هو انه من حيث البداية كما قال الشيخ اعتقاد ليس في نفس الامر صفة دلت عليها هذه النصوص. بسبب الشبهات الفاسدة. لذلك دار الامر عندهم بين اه هذين الاحتمالين بين آآ الايمان بالفاظ لا معاني تحتها وهي التي زعم وانها طريقة السلف وبين صرف اللفظ الى معان آآ مجازية التي هي سموها طريقة الخلف. فمذهبه هذا مركب من الكفر بالنقل لانهم ردوه في الواقع. وبين الضلال في العقل لانهم اتوا معاني من عند انفسهم زعموها عقليا. ثم قال اي نعم ارفع صوتك اي يعني اعيده بيانات الى الله صارت تليق به واذا اضيفت الى المخلوق صارت تليق به كما نقول في بقية الصفات اليس الله تعالى قد قال قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله الله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير. اثبت الله لنفسه السمع. ومع ذلك فقد اثبت لعبده السمع فقال انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا. وليس سمعك سمع. ولا بصر كبصر ان فان الاشتراك في اللفظ والمعنى انما هو اشتراك ذهني. اشتراك في الذهن. لا في الخارج. فاذا اضيف تخصص اذا اضيف السمع الى المخلوق صار سمعا يليق به. واذا اضيف السمع الى الخالق صار سمعا يليق به. ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها سبحان الذي وسع سمعه الاصوات. لقد جاءت المجادلة تجادل رسول الله صلى الله عليه وسلم اني لفي جانب الدار يخفى علي بعض كلامها وقد سمعه الله من فوق سبعة ارقعة. فهذا يبين ولا لا؟ اختلاف هذه الطرائف الثلاث طريقة اهل التحريف وطريقة اهل التجهيل وطريقة اهل السنة في الاثبات اذا طبقنا هذا على سائر الصفات تبين لنا الفرق بين هذه المناهج. وللحديث صلة ان شاء الله وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه تفضل. نعم. يقرون اللفظ والمعنى احسنت اهل السنة يثبتون اللفظ والمعنى ويفوظون الكيفية. ومعنى انهم يفوظون الكيفية يقولون لها كيفية لكن لا يعلمها الا الله. على نحو جواب الامام مالك لما سأله الرجل قال الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟ فقال الاستواء معلوم والكيف مجهول. والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة. وفي رواية قال الاستواء غير مجهول. والكيف غير معقول والايمان الواجب السؤال عنه بدعة. اذ لا يجوز ان نقول لا كيفية. لانه لابد ان يكون هناك كيفية لكنها مجهولة بالنسبة لنا. نعم طيب السلام عليكم