هذا مثال من كان عنده ثوب اراد ان يتأكد من طهارته فقال لابد اولا من ان اضع فيه نجاسة ثم اقوم بغسله. ليتيقن انه قد نظف وطهر. فنقول لا حاجة هو عين كلام رب العزة والجلال. وقد اخبر الله سبحانه وتعالى ان هذا الكتاب فيه هدى وانه فيه اليقين والحق. كما قال تعالى ذلك الكتاب لا ريب فيه. هدى للمتقين ولا وما لا فتوقفوا فيه او انفوه. ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اخبر ان امته على ثلاث وسبعين فرقة فقد علم ما سيكون ثم قال ان علم ان الامة ستختلف وسيتنازعون الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة. فتكلموا في مقدمة هذا عن الادلة التي يؤخذ منها الحق ويرجع اليها في مسائل اعتقاد فاول ذلك كتاب الله جل وعلا. والقرآن العظيم وكلام رب العزة والجلال. كما قال تعالى وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله. المراد بكلام الله هو هذا القرآن العظيم. وقد جعل هذا المسموع والناظر في احوال هذه الامة يجد ان الفارق بين حالهم وحالهم لاهل الجاهلية هو انزال هذا الكتاب وبعثة هذا النبي صلى الله عليه وسلم. والناظر الادلة القرآنية يجد انها ليست ادلة سمعية مجردة. بل فيها اعلى البراهين العقلية التي تذعن لها العقول السليمة. ومن ثم فان امن اعظم الا التي يستدل بها هو كتاب رب العزة والجلال. وقد ذكر المؤلف عددا من اللوازم الشنيعة على اولئك الذين ينبذون الكتاب والسنة ويقولون بان الهدى في امر العقائد لا يحصل بالكتاب والسنة فانه على مقتضى قولهم ان يكون ترك الناس بلا كتاب ولا سنة اهدى لهم اعوذ بالله من هذا المقال. بل قرر انه على قولهم يلزم ان يقولوا بان وجود الكتاب والسنة من الظرر المحض الذي يؤثر على الناس في اصل دينهم ومن ثم فان هذا الكتاب قد اشتمل على قضايا عقدية كثيرة سواء في اثبات الميعاد او في اثبات صفات رب العزة والجلال. او في اثبات النبوة تالا وخصائصهما او في غير ذلك من انواع المسائل العقدية. فمن ثم لابد من احد امرين اما ان يقال بان ما فيهما حق وصدق واجب الاتباع ان الهدى يحصل به كما هي طريقة اهل الايمان الذين يقدمون الكتاب والسنة على غيرهما واما ان يقال بان ما في بان الكتاب لم يبين اصل الدين. ولم يوضحه او بان ما فيه من التوظيح مخالف للحق والعياذ بالله. وكتاب الله شامل ما من قضية من قضايا ضيق الدين الا وقد اشتمل عليها. واما الاصل الثاني الذي اليه فسنة النبي صلى الله عليه وسلم. فان كانت متواترة فانه يجب العمل بها. في الاتفاق ويجب الرجوع اليها في تقرير العقائد وفي اثبات اصول الدين وهكذا لو كانت احادية متى كانت صحيحة. وهذا مبني على اصل اوصل الا وهو ان بعضهم قد قرر ان سنة النبي صلى الله عليه وسلم دليل قاطع وشكك بعضهم في اخبار الاحاد قال بانها لا تفيد القطع واليقين. السند وفي ذلك الى انه يحتمل وجود خطأ من الراوي. ويحتمل وجود رواة غير موثوق فيه يهم ولكن هذه الاحتمالات اذا قارنها الانسان وقابلها مما يدل على السنة فانها تتلاشى. فان الله عز وجل قد ظمن حفظ دينه. ومن حفظ الدين الا يكون هناك شيء من احاديث او شيء مما ينسب الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو لا يصح نوعا ثم لا تكتشفه الامة. ومن فضل ومن حفظ هذا الدين ان يسر له علماء. ينظرون في اسانيد الاحاديث وينظرون في احوال الرجال وتتابع احوالهم على تمييز السنة وكشف ما فيها من علل ما فيها من خفايا والناظر في احوال ائمة اهل الحديث انهم قد بذلوا جهودا عظيمة في تعرف سنة النبي صلى الله عليه وسلم بتمييز وفي في معرفة احوال الرواة وميزوا بين حال الراوي في محل دون حاله في محل اخر فقالوا فلان تقبل روايته عن الشاميين ولا تقبل روايته عن غيرهم فلان اذا روى في اليمن قبلت روايته. واذا روى في العراق احتمل وجود الوهم فيها. وقارنوا بين انواع الروايات فتوافرت الهمم على حفظ هذه السنة وعلى نقلها وعلى تمييزها وتمحيصها وعلى تدوينها وكشف ما فيها من كشف ما فيها من طعن او علل بحيث لا يمكن ان يكون هناك خطأ في حديث الا وقد تنبه له علماء امة وهذا من حفظ هذا الاصل العظيم وهو سنة النبي صلى الله عليه وسلم. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرسل الواحد من اصحابه الى مشارق الارض ومغاربها يدعون هنا الناس الى الله ويبينون لهم اصول المعتقد فلم يكن احد من الناس يقول بان الحجة لا تقوم بهؤلاء الاحاد ولم يقل احد من اهل السلف من اهل الزمان الاول ان بعثة ان بعث النبي الله عليه وسلم لهؤلاء الافراد الى اممهم لا فائدة منها بل فيها الفائدة وبها تقوم الحجة ويدل على هذا ان النبي صلى الله عليه وسلم قبل ايمان هؤلاء الذين استجابوا لدعاة الاحاد فيما يتعلق بامور معتقدهم ذلك من الاصول التي يرجع اليها لاثبات المعتقد اجماع الامة. فان اجماع هذه دليل قاطع وادلت النصوص على حجيته واثبتت انه اصل يرجع اليه. تثبت منه المعتقدات وقد اعتنى جماعة من العلماء بجمع اجماعات علماء الامة واجماع السلف من القرون الفاضلة من الصحابة والتابعين وتابعيهم بمسائل المعتقد. واجماع الامة يخصص الالفاظ العامة في الاصول لان اجماع الامة لابد ان يكون مستندا لا دليل ويدل على حجية اجماع الامة العديد من النصوص. منها قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تجتمعوا امتي على ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي على الحق فان من مقتضى وبقاء طائفة على الحق الا يجتمعوا على باطل. قد استدل العلماء على حجية الاجماع بقول الله جل لو علا ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى جهنم وساءت مصيرا. ويدل على حجية اجماع الامة قول الله جل وعلا فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول. ان من مقتضى هذه الاية انه اذا لم يكن هناك تنازع وكان هناك اجماع اكتفي باجماع هذه الامة والنصوص في اثبات حجية الاجماع كثيرة متتابعة من الامور المتعلقة بهذا ان بعض الناس قال بان امر المعتقد يرجع فيه الى العقل وان العقل دليل صالح لاثبات المعتقدات. وقد قالوا وذلك حتى في صفات الله عز وجل. وقال قائلهم ما اثبتته العقول اثبتناه. ما نفته العقول نفيناه واختلفوا فيما تتوقف فيه العقول. فقال طائفة بان ما توقفت العقول فيه فاننا فيه وقال اخرون باننا نتوقف فيه كما اشار الشيخ رحمه الله تعالى و هناك اشكالات على جعل العقل دليلا من ادلة المعتقد اولها ان مفهوم العقل او ان لفظ العقل يطلق على المختلفة فاي هذه المعاني تريدون؟ فان لفظة العقل قد يراد بها العقل الغريزي الذي يحصل به التمييز بين الاشياء. وهذا لا يمكن ان يكون اصلا ولا مستندا لاثبات قضية من القضايا وهذا العقل يشترك فيه الانسان والحيوان. انه الجميع يميزون. والنوع من معاني المعنى الثاني من معاني لفظة العقل ان يراد بالعقل ما يحصل به فهم الاشياء. فهو الالة التي يحصل بها الفهم والاستيعاب. فهذا الة وقالب وليس اصلا للمعلومات وانما هو طريقة للفهم والاستيعاب وادراك حقائق الاشياء ومثل هذا لا يمكن ان يقال بانه اصل ودليل لانه مجرد الة فانت لا تفهم الكتاب الا ان كان عندك عقل. ولا تفهم الادلة الا بهذا الدليل هذه الالة ولذا قال او نبه الله جل وعلا العقول في كثير من القضايا قال لعلكم تعقلون افلا تعقلون والمعنى الثالث من معاني لفظة العقل ان يراد به ادراك عواقب الامور ان من كان مدركا للعقل فان من كان مدركا لعواقب الامور وما تؤول اليه يقال عنه عاقل. ولهذا يفرق بين الذكاء والعقل. فان الذكاء القدرة على التصرف في الاشياء. بينما العقل ان تعرف ما ينفعك مما يضرك. ولذلك السراق يقال عنهم اذكياء. بعض السراق اذكياء لكنهم ليسوا بعقلاء. لماذا؟ لانهم وان عرفوا وقدروا على التصرف فيما يكون عندهم من الامور الا انهم لم يدركوا عواقب الامور فلم يكونوا عقلاء. والمعنى الرابع وهذا المعنى الثالث لا يمكن ان يكون دليلا لمسائل المعتقد. والمعنى الرابع من معاني لفظة العقل ان يراد به المعقولات. او الخبرات التي تكون عند الانسان. بحيث يقيس عليها غيرها. وهذه الخبرات يمكن ان يكون بعضها صحيحا بعضها مغلوطا ويمكن ان تكون قدرة الانسان فيها او قدرته على استخراج الاحكام منها قدرة ضعيفة. ولذلك لا يصح ان يعول عليه. ويدل على هذا ان العقول متفاوتة والخبرات متعددة المراتب. فليس الناس على واحد فيما يتعلق بهذا الامر. بل ان الانسان يجد من نفسه التفاوت فيما يعقله فانك مرات تجزم بعقلك باشياء. ثم بعد ذلك تجزم بضد ما كنت جازم به انظري الى نفسك كم من مرة رأيت الرأي بشيء في الصباح ثم في اخر نهارك تغير رأيك فيه واصبحت تسفه من كان يرى رأيك الاول. وآآ بالتالي لا يصح وان يكون هذا اصلا يعتمد عليه خصوصا في اصول الدين وخصوصا فيما يتعلق امور المعتقد ثم الناظر في احوال الناس يجد ان من كان عنده عقل يميز به صغائر الامور ودقائقها يجد انه لا لا يهتدي في اعظم القضايا التي تتعلق به. فانظر الى اولئك الذين يصنعون ادق الالات وامهرها يمظون اوقاتهم في حل القضايا النظرية والرياضية. ثم بعد ذلك في اواخر يومهم يسجدون لي صنم لا ينفع ولا يضر. والناظر في احوال اهل الجاهلية الذين بعث النبي صلى عليه وسلم بتسبيه ارائهم عقولهم وبيان انها مخالفة للصواب والحق يجد ان لديهم من العقول الشيء الكثير. ومع ذلك هم اهل الجاهلية هم اهل جاهلية وبالتالي لا يصح ان نعتمد على ما يقال بانه من المعقول وقد وهنا مسألة اخرى ينبغي الانظار اليها. هذه المسألة هي ما المراد الوصول اليه؟ فاننا بلا امس قد ذكرنا ان بعض الناس قال الشك امر مطلوب. ولا يمكن ان نصل الى اليقين الا بان نسلك طريق الشك اولا. مثل هذه المقالة مقالة خاطئة فاسدة الله عز وجل على الذين يتبعون الشكوك بين انهم يخالفون الصواب والحق قال تعالى ان يتبعون الا الظن فان ما تهوى الانفس. ولقد جاءهم من ربهم الهدى. ومثال لذلك طهره مباشرة. والنفوس نقية صاحبة فطرة. فاذا عرض لها الدليل واليقين ووصلت الى درجة اليقين لم تحتاج الى ان يكون عندها شك وتردد. ولذلك كان من اول ايات القرآن العظيم ذلك الكتاب لا ريب فيه. اي لا شك فيه. هدى المتقين اي انهم يهتدون به ويصلون الى درجة اليقين بهذا الكتاب. ومن ثم فليس من شأن العقلاء تطلب حال النقص بوجود الشك عندهم. وانما حال العقلاء ان اطلب اليقين وان يطلبوا الامر المجزوم به المقطوع به. اذا تقرر وهذا فان بعض الناس يسأل عن عوام الناس الذين يعتقدون معتقدات بناء على تقليد من قبلهم فنقول النصوص الشرعية ذمت من قلد في باطل بينت ان الذين اذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما الفينا عليه اباءنا. او لو كان اباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون هذه الايات التي ذمت التقليد انما ذمت من قلد في باطل. اما من قلد في حق فان انه ينجو بذلك. ولذلك كان الاعراب يأتون الى النبي صلى الله عليه وسلم ويسلمون. لا يسألهم هالايمانهم واسلامهم عن تقليب نظر وترديده او كان عن تقليد لغيرهم بل جا في عدد من الاحاديث ان عددا من الناس اسلم لاسلام اخيه او لاسلام قريبه فقبل النبي صلى الله عليه وسلم منهم. يقول الواحد منهم لا اكلمكم حتى تؤمنوا بالله فيؤمنون فيقبل النبي صلى الله عليه وسلم منهم ولا يشكك في صحة ايمانهم ولعلنا باذن الله عز وجل ان نذكر شيئا من المسائل المتعلقة بهذا من خلال قراءتنا في كتاب الحموية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولجميع المسلمين. قال شيخ ابن تيمية رحمه الله تعالى ثم عامة هذه الشبهات التي يسمونها دلائل انما تقلدوا اكثرها عن طاغوت من طواغيت المشركين او الصادئين. فالشيخ يقول بان ما يعرظونه على انه ادلة انما وهم فيه مقلدون لاهل الباطل. ولم يأتوا فيه الا بشبهات القتها الشياطين في نفوسهم. نعم قال او بعض ورثتهم الذين امروا ان يكفروا بهم مثل فلان وفلان او عن من قال كقولهم لتشابه قلوبهم قال الله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. وقال كيف كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه الاية. ولازموا هذه المقالة الا يكون كتاب هدى للناس ولا بيانا ولا شفاء لما في الصدور ولا نورا ولا مردا عند التنازع لانا نعلم بالاضطرار ان ما يقوله هؤلاء انه الحق الذي يجب اعتقاده لم يدل عليه الكتاب والسنة لا نصا ولا ظاهرا انما انما غاية المتحذلق ان نستنتج هذه من هذا من قوله ولم يكن له كفوا احد. هل تسمع له سميا وبالاضطرار؟ احسن الله اليكم. هل تعلم له سميا وبالاضطرار يعلم كل عاقل ان من دل الخلق على ان الله ليس على العرش ولا فوق السماوات ونحو هذه ونحو ذلك ذلك بقوله هل تعلم له سميا؟ لقد ابعد النجعة وهو اما منغز او مدلس. ولم يخاطبهم بلسان عربي يقول بان اهل الباطل قد يأتون باستدلالات لكن من الكتاب والسنة لكنهم لم يبنوا قولهم على الدليل من الكتاب والسنة. وانما ارادوا ان يحتجوا به بما على مقالة استقرت في نفوسهم بناء على عقولهم. التي انما تشتمل على شبهات القتها الشياطين واخذوها عمن قبلهم من اهل الباطل والطواغيت. فهم لم يقولوا بي هذه الايات ولم يستدلوا بها على معناها حقيقة. وانما ركبوا عليها معان لا تدل عليها ولازم هذه هذه المقالة هي عدم اخذ المعتقد من الكتاب والسنة نعم. ولازم هذه المقالة ان يكون ترك الناس بلا رسالة خيرا لهم من اصل دين في اصل دينهم. لان مردهم قبل وبعدها واحد انما الرسالة زادتهم عمى وضلالة يا سبحان الله كيف لم يقل الرسول صلى الله عليه سلم يوما من الدهر ولا احد من سلف الامة هذه الايات والاحاديث لا تعتقد ما دلت عليه. ولكن اعتقدوا الذي تقتضيه مقاييس واعتقدوا كذا وكذا فانه الحق. وما خالف ظاهره فلا تعتقدوا ظاهره. وانظروا فيه فما وافق قياس عقولكم فاقبلوه لو كانت العقول هي المرجع عند التنازع لامرهم بالرجوع الى العقول لكنه امرهم عند التنازع بالرجوع قيل الكتاب والسنة حتى في قضايا المعتقد. نعم. ثم قال صلى الله عليه وسلم اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به تضل بعدي كتاب الله وروي عنه صلى الله عليه وسلم انه قال في صفة الفرقة الناجية هم عن كاهن من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي فهلا قال فمن تمسك بالقرآن او بدلالة القرآن او بمفهوم القرآن او بظاهر القرآن في باب فهو ضال وانما الهدى رجوعكم الى مقاييس عقولكم وما يحدثه المتكلمون منكم بعد القرون الثلاثة في هذه المقالة وان كان قد نبغ اصلها في اواخر عصر التابعين. ثم اصل هذه المقالة مقالة التعطيل للصفات انما هو مأخوذ عن حمدت اليهود والمشركين قالت التعطيل للصفات نسي ان يكون لله صفات. فيقولون الله لم يتصف بهذا هذه الصفات هذه المقالة مقالة التعطيل انما اخذت من اعداء دين الله. نعم. فان ولمن حفظ عنه انه قال هذه المقالة في الاسلام اعني ان الله سبحانه ليس على العرش حقيقة وان معنى استوى بمعنى ونحو ذلك هو الجعد ابن درهم. واخذها عنه الجهم ابن صفوان واظهرها فنسبت مقالة الجهمية اليه قد قيل ان الجعد اخذ مقالته عن ابانا ابن سمعان واخذها ابان عن طالوت ابن اخت لبيد ابن الاعصم واخذها طالوت من لبيد بن الاعصم اليهود الساحر الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم. وكان الجعد ابن درهم هذا فيما قيل من اهل حران وكان فيهم خلق كثير من الصابئة والفلاسفة والفلاسفة بقايا اهل دين نمرود والكنعانيين الذين صنف بعض المتأخرين في سحرهم والنمرود هو ملك الصابئة الكلدانيين المشركين. كما النمرود هذه ليست لي اسم لشخص معين وانما هي وصف لكل من ملك هؤلاء كما يقال الملك لكل من ملك به البلاد ما يقال كسكسرا لكل ملك من ملوك الفرس كما يقال فرعون لكل ملك من ملوك القبط كما يقال قيصر لكل ملك من ملوك الروم. نعم. كما ان كسرى ملك الفرس والمجوس فرعون ملك مصر والنجاشي ملك الحبشة وبطلي موس ملك اليونان وقيصر ملكهم فهو اسم جنس لا اسم علم. فكانت الصابئة الا قليلا منهم اذ ذاك على الشرك وعلماؤهم هم الفلاسفة. وان كان الصبي قد قد لا يكون مشركا بل مؤمنا بالله الاخر كما قال الله تعالى ان الذين امنوا الصابئة قوم ابراهيم منهم مؤمن ومنهم كافر نعم كما والله تعالى ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. ان الذين امنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. من الصبية قوم ابراهيم. منهم المؤمن لكن اكثرهم فهم ليسوا بمؤمنين من اهل الكواكب الذين الذين الذين يعبدون يعبدون النجوم. نعم قال لكن كثيرا منهم او اكثرهم كانوا كفارا او مشركين. كما ان كثيرا من اليهود والنصارى بدلوا وحركوا وصاروا كفارا ومشركين فاولئك الصابرون الذين كانوا اذ ذاك كانوا كفارا او مشركين وكانوا يعبدون الكواكب ويبنون لها الهياكل ومذهب النفاة من هؤلاء في الرب سبحانه انه ليس له الا صفات سلبية او اضافية او مركبة منهما. الصفات ان يقولون الله ليس بكذا وليس بكذا وليس بكذا. والصفات التي تضاف الى غير الله كما قولهم ليس بي اب وليس بابن ونحو ذلك. قال وهم الذين بعث اليهم ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام. فيكون الجعد قد اخذها عن الصابئة الفلاسفة وكذلك ابو نصر الفارابي دخل حران واخذ عن فلاسفة الصابرين تمام فلسفته. واخذها الجهم ايضا فيما ذكره الامام احمد وغيره. لما ناظر بعض فلاسفة الهند وهم الذين يجحدون من العلوم ما سوى الحسيات يقولون لا يمكن ان يكون هناك علم الا ما نشعر به بواسطة انواع الحس اما برؤية او سماع او نحو ذلك فينكرون ان يكون هناك علم وجزم بناء على الاخبار او بناء على الوحي هكذا يقول بالسمانية هؤلاء نعم. فهذه اسانيد جهم ترجع الى اليهود والنصارى والصابئين والمشركين. والفالس والفلاسفة الضالون هم اما من الصابرين واما من المشركين. ثم لما عذبت الكتب الرومية واليونانية في حدود المئة الثانية زاد البلاء مع ما القى الشيطان في قلوب الضلال ابتداء من جنس ما القوه في قلوب اشباههم. فهذه من اسباب الضلال ان يؤخذ العلم من غير الكتاب والسنة ويؤخذ العلم من كتب الفلاسفة الذين لا يهتدون بنور الوحي بنور القرآن والسنة. وهكذا يؤخذ العلم ويؤخذ المعتقد مما تلقيه الشياطين في في قلوب ابن ادم انها لا زالت تلقي الشبهات تلقي الاعتقادات الفاسدة في القلوب. وحينئذ الماء المهرب والخلاص من مثل هذا هو اعتماد ما فيه الهدى الكامل والكتاب والسنة