يا سايلي عن مذهبي عقيدتي رزق الهدى من للهداية يسأل اسمع كلام محقق في قوله لا ينثني عنه ولا يتبدلون الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق اجمعين اما بعد من المسائل الغيبية التي يجب الايمان بها البعث بعد الموت والبعث هو احياء الله تعالى الموتى واخراجهم من قبورهم فاذا بعث الناس وقاموا من قبورهم ذهبوا الى ارض المحشر ثم يقومون في ارض المحشر قياما طويلا في يوم كان مقدار خمسين الف سنة تشتد معه حالهم وظمأهم فاذا طال المقام رفع الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه واله وسلم حوضه المورود ثم يقوم الناس مقاما طويلا ثم تكون الشفاعة العظمى لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام بان يعجل الله تعالى حساب الخلائق. فيبدأ الحساب وتطاير الصحف ويكون قراءة الكتاب. ثم بعدها يكون الميزان. ثم بعد هذا يضرب الله الظلمة قبل جهنم والعياذ بالله. فيعطى المؤمنون النور فيبصرون طريق الصراط. واما المنافقون فلا يعطون النور. بل يكونون مع الكافرين يتهافتون في النار يمشون وامامهم جهنم والعياذ بالله. ثم ياتي الناس الصراط فيمرون عليه كل يمر بقدر عمله فيمضي من رحمه الله ويسقط في النار من سخط الله عليه ثم يجتمع اهل الايمان في عرصات الجنة اي ساحاتها ليقتص اهل الايمان بعضهم من بعض حتى يدخل الجنة وليس في قلوبهم غل فاذا دخل اهل الجنة الجنة كان اعظم نعيم ينتظرهم هو رؤية الله عز وجل في هذا يقول الناظم والمؤمنون يرون حقا ربهم والى السماء بغير كيف ينزلون واقر بالميزان والحوض الذي ارجو باني منه ريا انهل والمؤمنون يرون حقا ربهم والى السماء بغير كيف ينزل المعنى الاجمالي لهذا البيت ومن تمام حب الله تعالى لاوليائه انهم يرون ربهم في الجنة بابصارهم حقيقة كما جاءت النصوص القرآنية وتواترت الاحاديث النبوية وكذلك مما تواترت به الاحاديث ويجب الايمان به ان الله تعالى ينزل كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الاخير نزولا يليق بجلال عظمته وظاهر كبريائه من غير تأويل ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تكييف ايها الاحبة في مسألة رؤية الله تعالى في الاخرة ذهب الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم من الخوارج والامامية الى نفي رؤية الله تعالى عيانا في الاخرة وقالوا باستحالة ذلك عقلا يحيون الامر الى العقل وهذا العقل قاصر يقولون ان البصر لا يدرك الا الالوان والاشكال. اي ما هو مادي والله تعالى ذات غير فمن المستحيل اذا ان يقع عليه البصر. ثم اول النصوص وحرفوها عن ظاهرها وقالوا المراد بالرؤية هي رؤية النعيم ورؤية الثواب. وبذلك حرفوا الادلة وصرفوا اللفظ عن ظاهره اما عقيدة اهل السنة والجماعة هي اثبات رؤية الله تعالى في الاخرة. حقيقة لا مجازا فالمؤمنون يرون رب هم بالابصار في الجنة. وهذا قول سلف الامة. وجماهير المسلمين ومن ادلة رؤية الله تعالى قوله تعالى وجوهي يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة وقوله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة والزيادة هي رؤية الله تعالى ومن السنة حديث جرير ابن عبد الله البجلي قال كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اذ نظر الى القمر ليلة البدر فقال انكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته يا الله ارزقنا رؤيتك في الاخرة ولما فرغ الناظم من الكلام عن مسألة رؤية الله تعالى في الاخرة اخذ يتكلم عن نزول الله تعالى الى سماء الدنيا فقال والى السماء بغير كيف ينزلون الجهمية ومن تبعهم من المعتزلة والاشاعرة انكروا صفة نزول الله تعالى الى سماء الدنيا فقالوا لو تركنا هذا النص على ظاهره لزم الله انتقال الاعراض والاجسام وهذا يستلزم التغير والزوال لله تعالى فيكون الله تعالى من الاخرين وبناء على هذا الاساس الباطل عطلوا صفة النزول. وقالوا المراد نزول اللطف ونزول الرحمة ليس نزول الله تعالى الله وهكذا عطلوا هذه الصفة لله تعالى وحرفوا نصوصها وقد سئل الامام شريك ابن عبدالله ان المعتزلة تنكر احاديث النزول فاخذ يحدث بنحو عشرة احاديث وقال اما نحن فقد اخذنا ديننا عن التابعين عن اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فهم عمن اخذوا عن من اخذوا اما عقيدة اهل السنة والجماعة ان الله تعالى ينزل الى السماء الدنيا في ثلث الليل الاخر نزولا يليق بجلاله وعظيم سلطانه اهل السنة يثبتون النزول ويقولون نجهل كيفيته قال ابن تيمية يقال في مثل النزول النزول معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب. والسؤال عنه بدعة والدليل ورد في الحديث الصحيح ينزل ربنا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الاخر فيقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه؟ من يستغفرني؟ فاغفر له. يقول ابن تيمية جمهور اهل السنة يقولون ان الله تعالى ينزل ولا يخلو منه العرش وهم متفقون على ان الله تعالى ليس كمثله شيء وانه لا يعلم كيف ينزل ولا تمثل صفاته بصفات المخلوقين فما ورد من صفات الله تعالى كالنزول والاستواء والوجه واليد ونحو ذلك كل ذلك ثابت معلوم انه في الكيفية مجهول يليق بجلال الله تعالى وعظمته وكبريائه. وهنا ايضا نقل نفيس للامام الترمذي في جامعه وقد قلنا ان بين الترمذي وبين رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ثلاثة اشخاص هو قريب للنبي عليه الصلاة والسلام وينقل هنا عقيدة السلف يقول وقد قال غير واحد من اهل العلم يعني الامام الترمذي في سننه في ذكر حديث النزول ثم ذكر اجماع ائمة تنام على ما يدل عليه وقال قد قال غير واحد من اهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات اي صفات الله تعالى ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة الى السماء الدنيا قالوا قد ثبتت الروايات في هذا ونؤمن بها ولا يتوهم بعيد عن التشبيه والتمثيل ولا يقال كيف ولا تكييف ثم يقول هكذا روي عن مالك ما لك بن انس وسفيان بن عيينة وعبدالله بن مبارك انهم قالوا في هذه الاحاديث امروها بلا كيف وهكذا قول اهل العلم من اهل السنة والجماعة. واما الجهمية فانكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه نعم ولذلك يقول ابن تيمية قولهم رضي الله عنهم امروها كما جاءت هذا رد على المعطلة وقولهم بلا كيف هذا رد على الممثلة وبعد الانتهاء من الحديث عن صفة النزول شرع الناظم يتكلم عن امر المعاد وبدأ بذكر الميزان والحوض فقال واقر بالميزان والحوض الذي ارجو باني منه ريا انهل المعنى الاجمالي لهذا البيت من المسائل الغيبية التي اعتقدها وجود الميزان يوم القيامة وانه حق ثابت وبه توزن الحسنات والسيئات للاحاديث الواردة فيه اقر بوجود حوض النبي عليه الصلاة والسلام يوم القيامة وانه حق ثابت للاحاديث الواردة فيه وادعو الله تعالى ان يرزقني منه شربة هنية لا اظمأ بعدها ابدا ايها الاحبة المعتزلة انكرت الميزان بناء منهم على ان الاعراض يستحيل وزنها. اذ لا تقوموا بانفسها ثم اول الميزان وقالوا هو عبارة عن العدل فحرفوا النصوص عن ظاهرها اما اهل السنة والجماعة فيقولون الميزان ثابت بالكتاب والسنة واجماع الامة. وهو ميزان حسي حقيقي توزن فيه اعمال العباد. قال الله تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وفي الصحيحين عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم يقول ابن تيمية واما كيفية الميزان فهو بمنزلة كيفية سائر ما اخبرنا به من الغيبيات ومن المسائل الغيبية التي يجب الايمان بها حوض النبي عليه الصلاة والسلام يوم القيامة والحوض هو مجمع الماء وهو ثابت بالكتاب والسنة والاجماع ففي صحيح البخاري عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال اصبروا حتى تلقوني على الحوض فاللهم اسقنا من حوضه مشربا هنيئا سائغا رويا غير خزايا ولا ناكثين. برحمتك يا ارحم الراحمين. هذا اعتقاد الشافعي ومالك وابي حنيف ثم احمد ينقل فان اتبعت سبيلهم فموفق وان ابتدع فما عليك معولون