الله اليكم. قال القاعدة السابعة والخمسون في كيفية الاستدلال بخلق السماوات والارض وما فيها على التوحيد والمطالب العالية. قد دعا الله عباده الى التفكر في هذه المخلوقات في ايات كثيرة واثنى على المتفكرين فيها واخبر ان واخبر ان فيها اياتا وعبرا فينبغي لنا ان نسلك الطريق المنتج المنتج للمطلوب بايسر ما يكون. واوضح ما يكون وحاصل ذلك على وجه الاجمال اننا اذا تفكرنا في هذا الكون العظيم عرفنا انه لم يوجد بغير موجد موجد ولا ولا اوجد نفسه هذا امر بديهي. فتيقنا ان الذي اوجده الاول الذي ليس قبله شيء. كامل القدرة عظيم السلطان واسع العلم وان ايجاد الادميين في النشأة الثانية للجزاء اسهل من هذا بكثير. كما قال الله لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس ولا من خلق الناس. وعرفنا بذلك انه الحي القيوم. واذا نظرنا ما فيها من الاحكام من الاحكام والاتقان والحسن والابداع. عرفنا بذلك كمال حكمته وحسن خلقه وسعة علمه. واذا رأينا ما فيها من المنافع من المنافع والمصالح الضرورية والكمالية التي لا تعد ولا تحصى. عرفنا بذلك ان الله واسع الرحمة عظيم الفضل والبر والاحسان والجود والامتنان. واذا رأينا ما فيها من التخصيصات فان ذلك دال على ارادة الله ونفوذ مشيئته. ونعرف من ذلك كله ان من ان من هذه اوصافه وهذا شأنه هو الذي لا يستحق العبادة الا هو وانه المحبوب المحمود ذو الجلال والاكرام والاوصاف عظام التي لا تنبغي الرغبة والرهبة الا اليه. ولا يصرف خالص الدعاء الا له. ولا لغيره من المخلوقات المربوبات المفتقرات الى الله في جميع شؤونها. اذا نظرنا اليها من جهة انها كلها خلقت لمصالحنا انها مسخرة لنا وان عناصرها وموادها وارواحها قد مكن الله الادميين من استخراج اصناف المنافع منها عرفنا ان هذه الاختراعات الجديدة في الاوقات الاخيرة من جملة المنافع التي خلقها الله لبني ادم التي خلقها الله لبني ادم فيها فسلكنا بذلك كل طريق نقدر عليه في استخراج ما يصلح احوالنا منها بحسب القدرة ولم الى الكسل والبطالة او نضيف علما علما على هذه الامور واستخراجها الى علوم باطلة بحجة ان الكفر سبقوا اليها وفاقوا فيها فانها كلها كما نبه الله عليها داخلة في تسخير الله الكون لنا وانه لو يعلم انه يعلم الانسان ما لم يعلم هذه القاعدة الجليلة في كيفية الاستدلال بخلق السماوات والارض وما فيها على التوحيد والمطالب العالية اذا تتبعنا الايات القرآنية التي يسوقها الله سبحانه وتعالى في بيان خلق السماوات وخلق الارظ نجد دائما عندما تذكر وهذه الايات فانه تذكر للتفكر والنظر والتأمل على خالقها على ان الله الواحد الذي خلقها المنفرد بالخلق وليس وليس هناك خالق غير الله سبحانه وتعالى فهذا معنى هذه القاعدة الاستدلال بخلق السماوات والارض على على التوحيد. وانا اذا نظرنا وتأملنا في هذه السماوات وفي هذه الارض وما حوته تلك وما حولت تلك الارض وما فيها من اسرار وما فيها من منافع دل ذلك على من يتفكر ويتأمل فيها على ان موجب وخالقه هو الله سبحانه وتعالى المنفرد بالخلق والمنفرد بالعبادة. هذا معنى هذه القاعدة. فالقاعدة التي يريد ان يوضحها الشيخ رحمة الله عليه هو ان دائما الايات القرآنية اه تذكر فيها او يذكر فيها خلق السماوات وخلق الارض او ما فيها دائما تساق لتقرير التوحيد والمطالب العالية وتقرير البعث ونحو ذلك من من الامور التي لا بد ان تتقرر في نفوس المؤمنين وخذ من الايات الشيء الكثير كما في قوله سبحانه وتعالى ان في خلق السماوات والارض اختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب. الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض. ربنا ما خلقت هذا باطل. سبحانك فقنا عذاب النار فعرفوا استدلوا بهذا على ان الخالق هو الله واستدلوا على ذلك انها لم تخلق عبثا. ما خلقت هذا باطلا استدلوا بذلك على ان هناك ان هناك جزاء ان هناك آآ جنة وان هناك نار. ولذلك قال سبحانك ربنا فقنا عذاب النار. عرفوا فتأملوا في هذه فهذه فتأملوا وكذلك من الايات الاخرى كما في قوله سبحانه وتعالى امن خلق السماوات والارض امن خلق السماوات والارض وانزل لكم من السماء ماء فانبتنا به حدائق ذات بهجة. ما كان لكم ان تنبتوا شجرها. االه مع الله؟ شف كيف الاستدلال بخلق السماوات والارض على اي شيء؟ على ثبوت الوحدانية لله سبحانه وتعالى. امن خلق السماوات والارض وانزل لكم من السماء ماء فانبتنا به ذات بهجة ما كان لكم ان تنبتوا شجرها. االه مع الله؟ فاستدل على ثبوت الالهي لله سبحانه وتعالى وثبوت الوحدانية له على خلق السماوات والارض وكذلك في قوله تعالى ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض لو سألت المشركين الذين يكفرون بالله ويكفرون بالرحمن ويشركون معه الها اخر وعبادات اخرى لو سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله وهذا دليل على ان خلق السماوات والارض سبيل الى التوحيد ولا معرفة الخالق. الى معرفة الخلق هذا معنى هذه القاعدة الجليلة. نعم. احسن الله اليكم قال القاعدة الثامنة والخمسون اذا اراد الله اظهار شرف انبيائه واصفيائه بالصفات الكاملة اراهم نقصهم في غيرهم من للكمال. قال وذلك في امور كثيرة وردت في القرآن منها لما لما اراد اظهار شرف ادم على الملائكة بالعلم وعلم ادم وعلم اسماء كل وعلمه اسماء كل شيء ثم امتحن الملائكة فعجزوا عن معرفتها فحينئذ ادم عنها فخضعوا لعلمه وعرفوا فضله وشرفه. ولما اراد ولما اراد الله تعالى اظهار شرف يوسف في سعة العلم والتعبير رأى الملك تلك الرؤيا وعرضها على كل من لديه علم ومعرفة فعجزوا عن معرفتها ثم بعد ذلك عبرها يوسف عليه السلام ذلك التعبير العجيب الذي ظهر به من فضله وشرفه وتعظيم الخلق له كل تعظيم خلقي له شيء لا يمكن التعبير عنه. ولما عارض فرعون الايات التي ارسل بها موسى عليه السلام. وزعم انه سيأتي بسحر يغلبه فجمع كل سحار عليم من جميع انحاء المملكة واجتمع الناس في يوم عيدهم والقى السحرة عصيهم وحبالهم في المجمع العظيم واظهر للناس من عجائب من عجائب السحر فسحروا اعين الناس وسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم فحين القى موسى عصاه فاذا هي تلقف وتبتلع بمرأى الناس جميع حبالهم وعصيهم فظهرت هذه الاية الكبرى وصار واهل الصنعا اولى اول من خضع لها ظاهرا وباطنا. ولما نقص اهل الارض عن نصرة النبي صلى الله عليه وسلم. وتمالأ عليه جميع اعدائه ومكر ومكروا مكرتهم الكبرى للايقاع به نصره الله ذلك النصر العجيب فان نصر المنفرد فان نصر المنفرد الذي احاط به عدوه الشديد حر اه الشديد حرده القوي مكره الذي جمع كل كيد كيده ليوقع به اشد الاخذات واعظم واعظم النكايات وتخلص وتخلصه وانفراج الامر له من اعظم انواع النصر. كما ذكر الله هذه الحالة التي عاتب بها اهل الارض فقال سبحانه الا تنصروا الا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها. وقريب من هذا نصره اياه يوم يوم حنين حيث آآ اعجب الناس اعجب اعجبت الناس كثرتهم فلم تغني عنهم شيئا وضاقت عليهم الارض بما رحبت ثم تولوا مدبرين وثبت صلى الله عليه وسلم فانزل الله عليه سكينته ونصره في هذه الحال الحرجة فكان له النصر من الموقع كبير ما لا من الموقع الكبير ما لا يعبر عنه. وكذلك ما ذكره الله من الشدائد التي جرت على انبيائه واصفيائه. وانه واذا اشتد البأس وكاد ان يستولي على النفوس اليأس انزل الله فرجه ونصره ليصير لذلك موقعا في القلوب وليعرف فالعباد الالطاف علام الغيوب. ويقارب هذا المعنى انزاله الغيث على على العباد بعد ان كانوا من قبل ان ينزل عليهم من قبله مبلسين فيحصل من اثار رحمة الله والاستبشار بفضله ما يملأ القلوب حمدا وشكرا وثناء على الباري. وكذلك يذكرهم نعمه بلفت انظارهم الى تأمل ضدها كما قال طيب هذه القاعدة يقول اذا اراد الله سبحانه وتعالى اظهار انبيائه واصفيائه واوليائه بالصفات الكاملة تراهم نقصها في غيرهم. يعني اذا اراد ان يظهر الصفات الكاملة لاوليائه ولاصفيائه ولانبيائه فانه يظهر النقص في غيرهم حتى تتميز وحتى تعرف انه فعلا هذا ما ما يعني ما اتصف به اولئك الاصفياء او اولئك الانبياء. قال حتى يعني يريهم النقص في غيرهم من المستعدين للكمال وذكر لنا اربعة نماذج اربعة نماذج مما اه من الاشياء التي ظهرت اه يعني فيها اه صفات هؤلاء المتقين او صفات هؤلاء الاصفياء وبرز يقول ادم الله سبحانه وتعالى اراد اظهار شرف ادم على سائر الملائكة اذا ما اراد اظهار شرف ادم على سائر الملائكة لم يظهره بان بانه قد علم هذه المسميات وعلمه الاسماء. وانما اختبر الملائكة اولا فبدأ بهم وقال اخبروني انبئوني عن اسماء هؤلاء. قالوا لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. فلما وصلوا الى هذا الامر وتوقفوا عند هذا الامر وقال لا علم لا علم لنا خلاص. انتهى امرهم الى هذا الحد جاء ادم وانتصر عليهم في العلم وفاز عليهم في العلم فقال انبئهم يا ادم باسماء هؤلاء فاخبرهم باسماء هؤلاء علم علم او ظهر شرف ادم في علمه على الملائكة. لان الملائكة عجزت عن معرفة اسماء هذه الاشياء. فلما عجزت عن معرفتها هذه اسماء هذه الاشياء ظهر شرف اهله ظهر شرف ادم وظهرت منزلة ادم بين الملائكة. واصبح ولذلك امرهم الله عز وجل ان يسجدوا لادم ان يسجدوا جميعا فسجدوا تكريما لادم وطاعة لله سبحانه وتعالى. هذه القاعدة يقول اذا اراد الله عز ان يظهر او اراد اظهار الانبياء والاصفياء بالصفات الكاملة اراهم نقصها في غيرهم ولما ظهر نقص العلم الملائكة ظهرت ميزة ادم على الملائكة. هذا مثال الاول. المثال الثاني مثال قصة يوسف عليه السلام الملك لما اودع يوسف في السجن بعد بعد ما حصل له ما حصل مع امرأة العزيز وادخل السجن ومكث فيه بضع سنين رأى الملك رؤيا لما رأى رؤيا عرضها على الملأ الذي عنده فجمعوا كل من كل من عنده معرفة في تعبير الرؤى وتفسير الاحلام فقالوا ما عرفوا تفسيرها. فقالوا قالوا اضغاث احلام. وما نحن بتأويل الاحلام بعالمين. قالوا نحن لا نعرف وان هذي مجرد آآ اظغاف احلام ولا لا تلتفت اليه واتركها الان بعد ما اجتمع الملأ عند الملك واجتمع هؤلاء الذين يدعون انهم يفسرون الاحلام وانه عندهم معرفة في الاحلام عجزوا. جاء دور من جاء دور يوسف فجاء دور يوسف حتى يظهر الله شرف يوسف ومعرفته والذي خرج من السجن قال انا انبئكم آآ بتأويل فارسلون. يوسف ايها الصديق افتنا في سبع بقرات الى اخر ما جاء. فعرظ عليه فهو فسرها يوسف له وظهر شرف قال الملك ائتوني به ائتوني به هذا الذي فسر ائتوني به. فجاء فلما يعني فجاء يوسف واوضحها واوضح وفسرها له ظهرت مكانة يوسف الان حتى انه لم يظهر لم يعني لما جاءه قال ائتوني به امتنع يوسف من الخروج قال ارجع الى ربك واسأله ما بال النسمة التي قطعن ايديهن؟ ارجع اول اسأله انا لن اخرج حتى تخرج برائتي قبل ان اخرج من السجن ولن احضر مكان الملك حتى ترون ما بال نسوة لا تقطعن ايدي ما هي ما قضيتهم؟ حتى يتضح ان يوسف ادخل السجن ظلما ولم ولم يدخل بقضية ولا ولا بحكم وانما فرجع ثم لما تبين واعترفت امرأة العزيز قالت الان حصحصا حق ها انا راودته عن نفسي الى الى اخر الايات. قال وقالت حتى قالت وما ابرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء قال بعد ذلك الملك قال ائتوني ائتوني به استخلصه لنفسي فلما ظهرت برائته عند الملك وعند الملأ وعرفوه جاء بعد ذلك وظهر وخرج من السجن. الشاهد من القصة هنا ان الله لما اراد ان ان يظهر شرف يوسف عليه السلام في معرفته بتأويل الرؤى بدأ بهؤلاء الذين من هم تحته واراد ان ان يبين نقصهم امامه وانهم لا يعرفون تأويل الرؤى ظهر يوسف بعد ذلك في تأويله اه كذلك كذلك المثال الثالث هو مثال ما جرى لموسى عليه السلام لما اه اراد ان ان يظهر الله سبحانه شرف موسى وعلو مكانته وانه رسول من عند الله وان الايات التي بين يديه انما هي معجزات من عند الله وليست سحرا من موسى عليه السلام اراد الله سبحانه وتعالى ان يجمع فرعون جميع السحرة كلهم في واحد وفي وقت واحد باجتماع الناس جميعا في هذا المكان حتى يظهر شرف موسى عليه السلام فلما القوا السحر وسحروا اعين الناس والقوا سحرهم وبطل سحر هؤلاء وظهر وظهر وظهرت معجزة موسى عليه السلام بالقاءه العصا تلقف ما صنعوا وظهرت وظهر الحق وبطل ما كانوا يعملون بعد ذلك ظهر شرف موسى امام الملأ وامام الناس حتى كان اول من امن واول من بادر بالايمان هم صنعة السحر وهم اهل اهل السحر هم الذين بادروا فاسلموا جميعا عن اخرهم فهذا فيه يعني شرف. الحال المثال الرابع الذي ذكره المؤلف هو نصرة الله عز وجل لنبيه محمد. لما عجز الناس عن نصرة ولم يؤمنوا به وتكالبوا عليه وحاولوا قتله لم يظهر لم حتى يظهر الله سبحانه وتعالى قوته ويظهر ويظهر استجابته لنبيه ونصرته لنبيه ظهر محمد معززا مكرما من مكة حتى انه اخذ اه شيئا من التراب ووضعه على رؤوس اولئك الذين ارادوا قتله واجتمعوا لقتله فظهر من امامهم وهو وهو يقرأ قول الله عز وجل وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون فخرج مكرم وعز بنصرة من الله سبحانه وتعالى. وكذلك ما جرى له لما اغتر اصحابه بقوتهم وكثرتهم اما في في غزوة حنين وهو خدعتهم خدعتهم قوتهم ففروا ففروا يعني منهزمين نسأل الله سبحانه وتعالى نبيه هو الذي نصر واعز نبيه واظهر شرف النصرة والعزة لنبيه صلى الله عليه وسلم هذا معنى هذه القاعدة التي قال فيها المؤلف اذا اراد الله اظهار انبيائه واصفيائه كادم ويوسف وموسى ومحمد عليهم صلوات الله وسلامه. قال اذا اراد الله اظهار انبيائه واصفيائه اصفيائه بالصفات الكاملة اراهم نقصها في في غيرهم فلما ظهر النقص في غيرهم ظهرت ها ظهر آآ هذا الامر او ظهرت هذه الصفة الكاملة فيهم هذا معنى هذه القاعدة وما ذكره وساقه المؤلف من هذه الامثلة. نعم