بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله. وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه. اتبع الى يوم الدين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا انك انت العليم الحكيم. ايها الاخوة الكرام سلام الله عليكم ورحمته وبركاته. حياكم الله في هذا اللقاء المبارك في هذا اليوم يوم الاحد الموافق للحادي والعشرين من شهر شوال من عام ثلاثة واربعين واربع مئة والف من الهجرة كتاب الذي بين ايدينا هو القواعد والحساب المتعلقة بتفسير القرآن لفضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى القاعدة التي بين ايدينا هي القاعدة التاسعة في طريقة القرآن في امر المؤمنين وخطابهم الشرعية عن الشيخ رحمه الله دائما نلاحظ هذا احيانا يأتي باسلوب الذي يقرأه يقول وين القاعدة؟ مثل ما مر معنا في عدة مواضع يقول اين القاعدة؟ الشيخ يشير الى قاعدة يخاطب بها المفسرين اخاطب بها من يقرأ في التفسير ومن يريد ان يفسر القرآن من يريد ان يفهم القرآن القرآن له ابعاد له دلالات بعيدة ما قد قد لا يصل اليه اي شخص الشيخ رحمه الله عنده بعد نظر فيستنبط استنباطات دقيقة هي في الحقيقة قواعد ينبغي للمفسر ان يلتزم هذه القواعد. اذا قرأت الان سيتضح لك الان. تفضل اقرأ. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا وللحاضرين. قال المؤلف رحمه الله تعالى القاعدة التاسعة في طريقة القرآن في امر المؤمنين وخطابهم بالاحكام الشرعية قد امر الله تعالى بالدعاء الى سبيله بالتي هي احسن. اي باقرب طريق موصل للمقصود محصل للمطلوب. ولا شك ان والتي سلكها الله في خطاب عباده المؤمنين بالاحكام الشرعية هي احسن واقربها. فاكثر ما يدعوهم الى الخير وينهاهم عن الشر بالوصف الذي من عليهم به وهو الايمان. فيقول يا ايها الذين امنوا افعلوا كذا واتركوا كذا. لان في ذلك دعوة لهم من وجهين احدهما من جهة الحث على القيام بلوازم الايمان وشروطه ومكملاته. فكأنه يقول يا ايها الذين امنوا قوموا بما يقتضيه ايمانكم امتثال الاوامر واجتناب النواهي والتخلق بكل خلق حميد. والتجنب لكل خلق رذيل. فان الايمان الحقيقي هكذا لا يقتضي. ولهذا اجمع السلف ان الايمان يزيد وينقص وان جميع شرائع الدين الظاهرة والباطنة من الايمان ولوازمه كما دلت على هذا الاصل الادلة الكثيرة من الكتاب والسنة وهذا احدها. حيث يصدر الله امر المؤمنين بقوله يا ايها الذين امنوا او يعلق فعل ذلك على الايمان وانه لا يتم الايمان الا بذلك المذكور. والوجه الثاني انه يدعوهم بقوله يا ايها الذين امنوا افعلوا كذا او اتركوا كذا او يعلق ذلك بالايمان يدعوهم بمنته عليهم بهذه المنة التي هي اجل المنن ايام فمن من الله عليهم بالايمان قوموا بشكر هذه النعمة بفعل كذا وترك كذا. فالوجه الاول دعوة لهم ان يتمموا ايمانهم ويكملوا وبالشرائع الظاهرة والباطنة. والوجه الثاني دعوة لهم الى شكر نعمة الايمان ببيان تفصيل هذا الشكر وهو الانقياد التام لامره ونهيه وتارة يدعو المؤمنين الى الخير وينهاهم عن الشر بذكر اثار الخير وعواقبه الحميدة العاجلة والاجلة. وبذكر اثار الشر وعواقبه الوخيمة في الدنيا والاخرة. وتارة يدعوهم الى ذلك بذكر نعمه المتنوعة والاءه الجزيلة وان تقتضي منها القيام بشكرها وشكرها هو القيام بحقوق الايمان. وتارة يدعوهم الى ذلك بالترغيب والترهيب ما اعد الله للمؤمنين الطائعين من الثواب وما لغيرهم من العقاب. وتارة يدعوهم الى وتارة يدعوهم الى ذلك بذكر ما لهم ومن الاسماء الحسنى وما له من الحق العظيم على عباده. وان حقه عليهم ان يقوموا بعبوديته ظاهرا وباطنا ويتعبدوا له ويدعوه باسماء الحسنى وصفاته المقدسة. فالعبادات كلها تعظيم وتكبير لله واجلال واكرام وتودد اليه وتقرب منه وتارة يدعوهم الى ذلك لاجل ان يتخذوه وحده وليا وملجأ وملاذا ومعاذا ومفزعا اليه في الامور كلها وانابة اليه في كل حال. ويخبرهم ان هذا هو اصل سعادة العبد وصلاحه وفلاحه. وانه ان لم يدخل في ولاية الله وتوليه الخاص تولاه عدوه الذي يريد له الشر والشقاء ويمنيه ويغره حتى يفوته المنافع والمصالح ويوقعه في وهذا كله مبسوط في القرآن بعبارات متنوعة. وتارة يحثهم على ذلك ويحذرهم من التشبه باهل الغفلة الاعراض والاديان المبدلة بالا يلحقهم من اللوم ما لحق اولئك الاقوام. كقوله تعالى فتكون من الخاسرين. وقوله فتكون من الظالمين. وقوله تعالى ولا تكن من الغافلين. وقوله تعالى الم يأن لي الذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق. ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم. وكثير منهم فاسقون. الى غير ذلك من الايات. اذا هذه قاعدة عن الشيخ رحمه الله يقول في طريقة القرآن في امر المؤمنين وخطابهم بالاحكام الشرعية اذا هذه قاعدة خاصة اولا خاصة بالمؤمنين خطابات المؤمنين لا يدخل فيها الكفار لانه سيأتي في القاعدة العاشرة في خطابات القرآن في دعوة الكفار وكانه يقول هذا هذه القاعدة خاصة بخطابات القرآن الكريم التي تأتي في القرآن الكريم تخاطب المؤمنين خاصة. هذه الخطابات التي تخاطب المؤمنين خاصة القرآن سلك فيها مسالك متعددة واساليب متعددة. يعني هو يريد ان يبين لك ان ان المفسر ينبغي له ان يتأمل الخطابات التي يخاطب الله بها عباد المؤمنين. في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا. المفسر ينبغي له ان يفهم اذا جمع هذه الذين امنوا في مواضع متعددة كثيرة ينبغي له ان يفهم هذه الخطابات ما الذي يدعوه ادعوهم اليه؟ يعني وما الذي يترتب عليه وما اساليب القرآن في هذه الخطابات؟ فعلى المفسر ان يدرك ويفهم طريقة القرآن واسلوب القرآن في خطاباته للمؤمنين. يعني انت الان لو قلنا لك لو قلنا لك انت داعية. داعية تدعو الله سبحانه وتعالى وتدعو اناس ما الاساليب التي تدعوها؟ حتى يقتدي بك غيرك. من الاساليب اللي انت تستخدمها انت ستقول انا والله استخدم في دعوتي كذا وكذا وكذا وكذا اذا القاعدة عندك القاعدة في دعوتك وفي طريقتك في الدعوة الى الله عندك قاعدة تنطلق منها. قاعدتك انك تنوع الاساليب. قاعدتك انك تخاطب كل شخص بطريقته. قاعدتك ان تخاطب كل شخص بما يدركه. ما تخاطبه بما هو اكبر منه لا يفهم. او بما هو اقل منه فلا يقبل منك. فطريقتك انت في خطاباتك لك طرق لك قواعد لك مناهج لك اساليب في في طريقتك. هو يريد ان يصل الى هذا الحال هذا الشيء. فيقول لنا الشيخ رحمه الله يقول ان ان من يتدبر القرآن ويتأمل ويدخل في عمق التفسير سيجد ان الله سبحانه وتعالى تنوع اساليبه وطرقه في خطابات المؤمنين. ما السر في ذلك؟ يقول لاختلاف المؤمنين المخاطبين يختلفون ينوع وايضا التنويع هذا في حتى يكون لهم قبول في في هذه الاحكام يعني انت اذا جاك خطاب مر بكذا مرة بكذا مرة. يعني مثلا لما يقول مثل ما ذكر الشيخ قال ولا تكون من الغافلين ولا تكون من المشركين ولا تكن من كذا. هذا تحذير تقع فيما وقعوا فيه. هذا اسلوب خطاب في القرآن. ينبغي ان تقف انت كمؤسر. احيانا يرتب الثمرات على قبولك في الاحكام الشرعية لما يأمرك بحكم شرعي يرتب عليه. لما ينهاك عن حكم شرعي يرتب عليه ما لو وقعت في هذا المنهج وهكذا لذلك شف هو دائم الشيخ رحمه الله قال يقول ولا شك ان الطرق التي سلكها الله الله في خطاب عباده المؤمنين بالاحكام الشرعية هي احسن الطرق واقربها فاكثر ما يدعوهم الى الخير وينهاهم عن الشر هذه قاعدة انك ينبغي لك ان تفهم ان القرآن وان الله عز وجل في كتابه اذا دعا المؤمنين فانهم يدعوهم اما الى الخير او ينهاهم عن الشر هذي قاعدة حسين حتى نفهمها. ثم قال قال لان في ذلك في لان في ذلك دعوة لهم من وجهين طيب ما هي من ليش من وجهين؟ قال لان قوله يا ايها الذين امنوا يحثهم على القيام بلوازم الايمان. انت مؤمن دخلت في الايمان ما الذي يلزمك؟ ما الذي يلزمك؟ انت مؤمن امنت بالله وصدقت بما جاءك عن الله ينبغي ان تلتزم بهذا الوصف الذي انت تتصف به وغيرك ما يتصل به فيقوم من لوازم الايمان وشروط الايمان مكملات الايمان ان تلتزم تقوم بما يقتضيه ايمانك بما يقتضيه ايمانك من امتثال الاوامر وهذا تلاحظ احيانا تقول تعال يا اخي انت مؤمن كيف تسوي كذا؟ وين ايمانك؟ ايمانك ما يجعلك تسوي كذا تتخلف عن صلاة الفجر وانت مؤمن؟ تقع في محرمات مثل هذه. يقول وقال هذا الوجه الاول. هذا الوجه الاول تذكيرهم في صفة الايمان ولوازم الايمان. الامر الثاني قال يدعوهم بقول الذين امنوا افعلوا كذا او اتركوا كذا يعلق ويعلق بالايمان يدعوهم بمن يعني يدعوهم بمنته عليهم بهذه المنة التي هي من اجل من اجل المنن اياما يا من من الله عليه بالايمان قم بشيء الايمان انت من الله عليك بالهداية غيرك ما اهتدى غيرك ما زال ظال وقد يموت على ظلاله وانت من الله عليك بالايمان فاين شكر الايمان؟ اين شكر الله عز وجل على هذا الايمان؟ يا من من الله عليهم بالايمان قوموا بشكر الله بامتثال اوامره واجتناب نواهيه. فهذه نريد ان نصل اليه ان هذه قاعدة تفسيرية جميلة جدا. قد لا يدركها كل شخص هذا الكلام ما يدركه. يقول وشي هذي. هذا الشيخ يذكر فوائده وكذا. لا هذي قواعد ينبغي للمفسر ولذلك الشيخ يطبقها. الشيخ ما اتى بهذه القواعد الا وقد طبقها في تفسيرها فيطبقها يقول شف قال تارة يدعو المؤمنين الى الخير وينهاهم عن الشر هذه قاعدة منطلقة ننطلق منها طيب قال وتارة يدعو الى ذلك تذكير النعم. يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم. اذ هم قوم ان يبسطوا نعمة الله عليكم اذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم. فيقول يدعوهم الى ذلك النعم تجدها كثيرة. يقول لك وتارة يدعوهم الى ذلك بالترغيب والترهيب. بما اعد للمؤمنين واعد من ابن عبد المؤمن من الثواب واعد للعاصين من العقاب يا ايها الذين امنوا ان تطيعوا الله يا ايها الذين تضيع فريقا من لزمة الكتاب يردوكم هذي عقوبة يردوكم بعد ايمانكم الكافرين وهكذا يعني الذين امنوا امنوا بالله ورسوله الى ان قال ومن يعصي الله ورسوله ومن يعص الله نعم ومن ومن يكفر بالله وملائكته ورسله وكتبه واليوم الاخر فقد ضل ضلاله فتجد مرة ومرة بالترحيب وهذا كثير في القرآن كثير وقال وتارة يدعوهم الى ذلك لاجل ما ان نعم لاجل لاجله يتخذوه قل يدعوهم بصفة الايمان لاجل ان يتخذوا الله وليا. لا ان يتخذوا الشيطان وليا. قال وتارة يحثهم على ذلك ويحذرهم التشبه باهل القبلة الى اخر الشيخ ذكر لك بعض يعني بعض المواقف او بعض الاشياء او بعض الصفات التي او بعض الامور التي تعلق وتربط بكلمة يا ايها الذين امنوا. ومن خلالها تنطلق في التفسير. طيب وخلاصة الكلام خلاصة الكلام انه ينبغي المفسر اذا عرف هذه القاعدة ينبغي له ان يقف عند كل ما يأتي الذين امنوا ويتدبر ويشوف ماذا رتب الله على كلمة يا ايها الذين امنوا فيستنبط منها بعض الفوائد بعض الاحكام هذا هو المقصود. هذا هو المقصود من هذه القاعدة ومن يتأملها ويراجعها ويقرأها يفتح الله عليه اشياء الشيء الكثير مما يتعلق بهذه القاعدة القاعدة التاسعة طيب نقف عند هذا القدر ان شاء الله نواصل ببقية القواعد والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين