يأتيه قال ثلاث درجات الدرجة الاولى يسأله حادثة مثل ان يسأله ليزيل ما رواه او يسأله ان يزيل مرض دوابه او يسأله ان يقضي دينه وهو ميت. الميت ما يقضي الدين ثم يدعه الله ما شاء ردعة ثم يأتي الاذن من الله تعالى فيقول الله تعالى يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى والشع تشفع. هذا الاذن لا يستطيع احد ان يشفع قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى واما من يأتي الى فصل فصل فصل واما من يأتي الى قبر نبي او رجل صالح او او من يعتقد فيه انه قبر نبي او رجل صالح وليس كذلك. ويسأله ويستنجده فهذا على ثلاث حالات احدها ان يسأله حاجته مثل ان يسأله ان يزيل مرضه او مرض دوابه او يقضي دينه او ينتقم له من عدوه او يعافي نفسه واهله ودوابه. ونحو ذلك مما لا يقدر عليه الا الله تعالى افهذا شرك صريح يجب ان يستتاب منه صاحبه. فان تاب والا قتل. وان قال انا اسأله لكونه الى الله مني ليشفع لي في هذه الامور. ولاني اتوسل الى الله به كما يتوسل الى السلطان بخواصه واعوانه فهذه من افعال المشركين والنصارى فانهم يزعمون انهم يتخذون احبارهم ورهبانهم شفعاء يستشفعون بهم في مطالبهم وكذلك اخبر الله عن المشركين انهم قالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله وقال سبحانه وتعالى ام اتخذوا من دون الله شفعاء؟ قل او لو كانوا لا يملكون شيء ولا يعقلون قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والارض ثم اليه ترجعون وقال تعالى ما لكم من دوره من ولي ولا شفيع افلا تتذكرون. وقال من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه تبين الفرق بينه وبين خلقه فان من عادة الناس ان يستشفعوا الى الكبير من كبرائهم بمن يكرم عليه نسأله ذلك الشفيع فيقضي حاجته اما رغبة او رهبة واما حياء او مودة واما غير ذلك. والله سبحانه لا يشفع احد عنده حتى يأذن هو للشافع فلا يفعل الا ما يشاء. وشفاعة الشافع من اذنه فالامر كله له. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يقولن احدكم اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارحمني ان شئت ولكن ليعزم المسألة فان الله لا لا مكره له. فبين ان الرب سبحانه يفعل ما يشاء لا يكرهه احد على ما يختاره. كما قد يكره الشافع المشفوع اليه. وكما يكره السائل المسؤول اذا الح عليه واذاه بالمسألة فالرغبة يجب ان تكون اليه كما قال تعالى. فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب. والرهبة منه كما قال تعالى فاياي فارهبون. وقال تعالى فلا تخشوا الناس واخشون. وقد امرنا ان نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء وجعل ذلك من اسباب اجابة دعائنا وقول كثير من الضلال هذا اقرب الى الله مني وانا بعيد من الله. لا يمكنني ان ادعوه الا بهذه الواسطة. ونحو ذلك ومن اقوال المشركين فان الله تعالى يقول واذا سألك عبادي عني فاني قريب. اجيب دعوة اعي اذا دعاك وقد روي ان الصحابة قالوا يا رسول الله ربنا قريب فنناجيه ام بعيد فنناديه فانزل الله هذه الاية وفي الصحيح انهم كانوا في سفر وكانوا يرفعون اصواتهم في التكبير. فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا ايها ناس اربعوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا. انما تدعون سميعا قريبا. ان الذين لتدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته. وقد امر الله تعالى العباد كلهم بالصلاة له ومناجاته. وامر كل منهم ان يقول اياك نعبد واياك نستعين. وقد اخبرنا المشركين انهم قالوا ما نعبدهم الا الى الله زلفى بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا الفصل بين فيه المؤلف رحمه الله الاقسام الثلاثة في سؤال الميت والطلب منه او التوسل به وهو تابع جواب السؤال الاول من الاسئلة السبعة التي سئل فيها الامام المؤلف رحمه الله في من يزور القبور ويستنجد بالمقبور في مرض به او بفرسه او بعيره تطلب ازالة المرض ويقول يا سيدي انا في جرتك انا في حسبك فلان ظلمني فلان قصد اذيتي ويقول ان المقبور يكون واسطة بينه وبين الله هذا تابع هذا جواب لهذا السؤال المؤلف في هذا الفصل بين ان سؤال الميت والطلب منه او التوسل تجاهي وبركته ثلاث اقسام او تسوى الاول ان يسأل الميت حاجته القسم الاول ان يصل الميت حاجته بان يطلب من ميتا يشفيه من مرضه او ينصره على عدوه او يعافيه ويشفيه او يدخله الجنة او ينجيه من النار فهذا شرك هذا شرك اكبر خشوع الملة يستتاب فان تاب والا قتل من قبل ولاة الامور اذا ثبت هذا عند الحاكم الشرعي يقتل القسم الثاني ان يطلب من الميت ان يدعو الله يقول يا فلان يأتي يقول يا فلان ادعو الله لي يأتي البيت يقول يا فلان يخاطب الميت ادعوا الله لي ادعوا الله ان يغفر لي ادعو الله ان يرحمني ادعو الله ان يسألني فهذا ما سأل الميت هذا سأل ميتا يدعوا له لكنه لبس الميت حاجته طلب من الميت ان يسأل الله لهم فهذا بدعة ووسيلة عند المؤلف وعند غيره الشرك بعض العلماء يرى انه بدعة كشيخ الاسلام ابن تيمية. واخر اهل العلم يرون انه شرك ايضا لانه سأل الميت ولولا نسأله ان يقضي حاجته لكنه سأله ان يدعو الله وهو ميت القسم الثالث ان يسأل الله بجاه فلان او ببركته او بحرمته فهذا بدعة لانه ما سأل غير الله هو سأل الله لكن جعل الوسيلة بدعة كانه يقول اسألك يا الله بجاه فلان بحرمة فلان بذات فلان فهذا بدعة ووسيلة من وسائل الشرك هذه هي اقسام هذه هي الاقسام الثلاثة و المؤلف رحمه الله لسعة علمه وغزارة علمه تجد هذه الاقسام الثلاثة متباعدة بين كل قسم وقسم صفحات بل هذا قربت لكم يعني هذا الاقسام الثلاثة القسم الاول يقول المؤلف واما من يأتي الى قبر نبي او رجل صالح او من يعتقد فيه انه قبر نبي او رجل صالح وليس كذلك ويسأله ويستنجده. يستنجده يعني يطلبه النجدة. فهذا على ثلاثة رجعت الى ثلاثة اقسام يأتي الى قبر نبي اوقب الرجل الصالح او يعتقد انه قبر نبي وليس بنبي او يعتقد انه رجل صالح ولا يكون صالحا ويسأله يسأله يقول يا فلان سواء اغفر لي ارحمني انصرني عافني اشفني من مرضي نجني من النار ادخل الجنة اقضي حاجتي اشفع لي هذا السؤال والسنجاد يسأله ويستجيب له المؤلف يقول هذه هي الدرجة الاولى او القسم الاول هذا من خلاف الحي الحاضر لا بأس الحي الحاضر القادر تقول يا فلانة وهو يستطيع لا بأس او يسأله ان ينتقم له من عدوه وينتقم لي بالعدوي خاطب الميت او عافني في نفسي من المرض او يسره العافية يعافيه في نفسه او يعافي اهله ودوابه او نحو ذلك مما لا يقدر عليه الله الا الله تعالى هذا الظابط الظابط انه يشرب شيئا لا يقدر عليه الا الله فاذا سله شيئا لا يقدر عليه الا الله هذا شرك صريح والصريح منه الخالص الذي لا شبهة فيه ولا شك فيه هذا شرك صريح اذا سأل الميت شيئا لا يقدر عليه الا الله. وذكر مؤلف الامثلة يسأله ان يزيل مرضه يسأله ان يزيل مرض دوابه يسأله ان يقضي دينه يسأله ان ينتقم له من عدوه يسأله ان العافية نفسه يسأله ان يعافي اهله يسألونه العافية دواب هذه الامور لا يقدر عليها الا الله فهذا يقول المؤلف شرك صريح يعني خالص لا تشوفه فيه ما حكمه ما يفعل به في الدنيا يقول المؤلف اذا فعل هذا وكان في دولة تقيم شرع الله وتقيم حدود الله وثبت هذا عند الحاكم الشرعي رفع به الحاكم الشرعي وثبت هذا عنده فانه يحكم عليه بالقتل يحكم عليه بالقتل تقضى عقبة بالسيف لانه مشرك مرتد لكن هذا بعد الاستتابة يقول يستتيبها الحاكم الشرعي والقاضي يستثيب فان تاب والا قتل هذا حكمه في الدنيا وحكمه في الاخرة خالد مخلد في النار تحكم عليه بانه في النار لانه مات على الشرك مات على الكفر نسأل الله السلامة والعافية قال المؤلف وان قال وان قال الذي يدعو الميت انا اسأله لكونه اقرب الى الله مني ليشفع لي في هذه الامور ولاني اتوسل اليه كما يتوسل الى السلطان بخواصه واعوانه هذه شبهة يقولها من يسأل الميت يقول انا اسأل وانا اعرف ان الميت لا ينفع ولا يضر ولا بيده شيء والامر بيده لكني اسأله لكونه اقرب الى الله مني ليشفع لي عند الله فقط والا اعرف ان الامر بيد الله الله هو الذي يقضي حاجتي لكني اسأل الميت لانه اقرب الى الله مني ليشفع لي ولاني ايظا اتوسل اليه كما يتوسل الى السلطان بخواصه واعوانه اتوسل اليه كما انك ما تستطيع ان تدخل على الملك او رئيس الجمهورية الا بواسطة الاصل خواصه واعوانه فكذلك فكذلك الله اجعل بيني وبينه واسطة قاسى الخالق بالمخلوق قال ما حكم هذا؟ قال المؤلف هذا من افعال المشركين والنصارى هذا ما يفعل المشركين والنصارى وهذه هي شبهة المشركين الذي ذكر الله في القرآن انه قال الله عنهم انهم قالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى فقط يقربها الى الله ما نعبده الا للقلب والله وقال سبحانه ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله هذي سورة المشركين المشركون يقولون نحن ندعوهم لانهم اقرب الى الله منا ولانهم يشفعون عند الله فكفرهم الله بذلك حكم عليهم بالكفر والكذب يقول ان الله يحكم بينهم والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم يعني قائلين ما نعبدهم ليقربونا الى الله ما نعبده الا ليقربونا الى الله زدفا قال الله رد عليهم ان الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون ان الله لا يهدي من هو كاذب كفار. حكم عليهم بالكذب يكذبون فلا يقربوا لهم الى الله وحكم عليهم بالكفر قال المؤلف رحمه الله فهذه من افعال المشركين والنصارى فانهم يعني المشركون النصارى يزعمون انهم يتخذون احبارهم ورهبانهم شفعاء يستشفعون بهم في مطالبهم هكذا يزعم المشركون والنصارى انه لو اتخذوها الاحبار هم العلماء الرهبان العباد يزعمون انه يتخذونهم شفعاء يستشفعون بهم في مطالبهم قال المؤلف وكذلك اخبر الله عن المشركين انهم قالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ما نعبده لانهم ينفعون ويضرون وانما العرف لا يقربه الى الله زلفى فحكم عليه بالكفر بهذه البطالة وقال سبحانه ام اتخذوا من دون الله شفعاء قل او لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والارض ثم اليه ترجعون هذه الاية في الانكار قال من اتخذ من دون الله شفعا ام اتخذوا بدلاء شفعاء؟ قل لهم يا محمد او لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون كيف تتخذونهم شفاء وهم لا يملكون شيئا ولا يعقلون ثم قال قل لله الشفاعة جميعا يعني هو مالكها سبحانه وتعالى له ملك السماوات والارض ثم اليه ترجعون اسأل الشفاعة اطلبها من الله قل يا ربي شف في نبيك يا رب يا رب شفع في افراطي يا رب شفع في لا تسأل ميت لا تقول يا ميت الميت اشفع لي اطلبها من الله قل يا ربي شفافية نبيك يا ربي شفع في الصالحين اما تسأل ميت تقول اشفع لي فهذا شرك لا تسأل ميت اسأل الله وقال تعالى ما لكم من دونه من ولي ولا شفيعا فلا تتذكرون اخبر انه ليس لهم ولي ولا شفيعا وقال من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه؟ استفهام بمعنى النفي لا احد يشفع عند الله الا بعد الاذن تدل على بطلان ما يزعمه المشركون النصارى من الشفاعة قال المؤلف رحمه الله فبين الفرق بينه وبين خلقه هذا المشرك الذي يقول انا ادعو هؤلاء الاموات لانهم يكونوا وصلة بيني وبين الله كما ان السلطان لا تأتي اليه الا عن طريق اعواله تقول لا الله لا يقاس بخلقه صحيح الملوك في الدنيا ما تدخل عليهم الا بواسطة لكن الله سبحانه وتعالى ليس بينك وبينه واسطة ادعه مباشرة قل ادعوا ربكم واذا سألك عبادي عني فاني قريب وقال ربكم ادعوني ما قال ادعوني وادعوا الاولياء ما قال اجعلوا بينه وبينهم واسطة قال رب ادعوني استجب لكم. واذا سألك عبادي عني فاني قريب. ادعوا ربكم تضرعوا وخفية. فرق فرق بين الله وبين خلقه الملوك والامرا والوزراء لا بد تأتي بواسطة اذا اردت الدخول عليها اما الله فلا يحتاج وصفا ادعو الله بنفسك اذا جعلت واسطة بينك وبين الله تدعوه من دون الله فانك تكون مشركا قال المؤلف فبين الفرق بينه وبين خلقه فان من عادة الناس ان يستشفعوا الى الكبير من كبرائهم بمن يكرب عليه اعادتهم الكبير يأتون بشفيع شفيع يذكره عليه ويعزه ويقدر هذا الرئيس او الامير او الملك فيسأله ذلك الشفيع فالشفيع يسأل الملك او الرئيس او الامير ثم الشفيعي يرجع الى من طلب منه الشفاعة ويقول يقول الملك كذا او يقول الوزير كذا ويقول الرئيس كذا هذي عادة الناس مملوك في الدنيا لكن الله لا يقاس بخالقه فلا تقيس الخالق بالمخلوق فاذا جعلت بينك وبين الله واسطة قياسا على المخلوق وقعت في الشرك واسررت تدعوه وتذبح له وتنذر له قال فان من عادة الناس ان يستشعروا الى الكبير من كبرائهم بمن يكرم عليه فيسأله ذلك الشفيع فيقظي حاجته اما رغبة ورهبة واما حياء واما مودة واما غير ذلك يعني الملك او الامير او الوزير يقضي حاجته حاجة هذا صاحب الحاجة احيانا بيقضيها ما هو مرتاح رغبة او رهبة يخشى ولو كان ملكا ولو كان اميرا ولو كان وزيرا ولو كان رئيسا يخشى في المستقبل اذا ما قضى حاجته انه بعد بعد ذلك يكرهه وانه يؤلم الناس عليه وان الناس يكرهون هؤلاء فيقضي حياء اما حياء واما مودة لانه يحبه واما رغبة في انه ينفع في المستقبل واما رهبة خوف من ان يؤلب الناس عليه في المستقبل لكن الله لا يخاف من احد ولا يرجو احد ولا يستحي من احد وليس بينه وبين احد مودة الا بالعمل الصالح والدالت بين الله وبين خلقه بالعمل الصالح يكون بالتوحيد والاخلاص الدين له. فالموحد هو الذي بينه وبين الله مودة قال المؤلف والله سبحانه لا يشفع احد عنده حتى يأذن هو للشافع فلا يفعل الا ما يشاء لكن الملوك في الدنيا يشفعون الشفعة يشفعون بدون اذن يدخل على الملك او على الوزير او الرئيس بدون استعداد يدخل عليه ويقول فلان يطلب منك كذا وكذا وهذي معاملة فلان لكن الرب سبحانه لا يقسمه ما يستطيع احد يشفع الا بعد الاذن بعظمته سبحانه وتعالى كمال عظمته حتى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو افضل الخلق واعظم الناس وجاهة عند الله لا يستطيع ان يشفع يوم القيامة الا بعد ان ان يأتي الاذن من ربه سبحانه وتعالى فانه يبدأ اولا بالسجود يسجد لله ويحمد الله ويمجده بما يفتح الله عليه في ذلك الموقف عند الله الا بعد العيد. اما ملوك في الدنيا يشفعون بدون استئذان بدون اذن فالله لا يقال في خلقه والله قال المؤلف رحمه الله والله سبحانه لا يشفع احد عنده حتى يأذن هو للشافع فلا يفعل الا ما يشاء وشفاعة الشافع من اذنه باذن الله حينما يشفع باذن الله ولا الله هو الذي اذن له قال المؤلف فالامر كله لله اذا الاب كله لله ما احد يستطيع ان يشفع الا باذن الا بعد الاذن. ولا يستطيع احد ان يشفع في احد حتى يرضى الله قوله وعمله اذا ما الفائدة من الشفاعة؟ الفائدة منها ان الله تعالى يكرم الشافع فيأذن له وينال المقام الرسول عليه الصلاة جلال المقام الوحود عند الله عز وجل ولهذا قال المؤلف رحمه الله فالامر كله لله ولهذا قال النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه وقال لا يقولن احدكم اللهم اغفر لي شئت اللهم ارحمني ان شئت ولكن ليعزم المسألة فان الله لا مكره له هذا الحديث رواه الشيخ على البخاري ومسلم وفيه النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقول احدكم اللهم اغفر لي ان شئت ان شئت هذا استثناء اللهم ارحمني ان شئت ولكن ليعزم العسر اعزم لا تقل يا رب اغفر لي ان شئت قل يا رب اللهم اغفر لي جزما اللهم ارحمني اما اذا قلتون اللهم اغفر ان شئت فكأنك يعني كأنك غير محتاج غير محتجبة غير محتجة للمغفرة فكأنك تقول يا ربي ان شئت فاغفر لي وان شئت فلا تغفر لي وهذا ما يصلح اعزم واللي قالها قال ولكن لازم نسأله ثم علل فقال فان الله لا مكره له لا احد يستطيع ان يكره الله. اما المخلوق ولو كان ملك يكره يستجيب اكراها مكرها واما الله ولا احد يكرهه ولهذا قال فان الله لا مكره له قال المؤلف فبين ان الرب سبحانه يفعل ما يشاء لا يكره احد على ما يختاره كما قد يكره الشافع المشفوع اليه وكما يكره السائل المسؤول اذا الح عليه والاه بالمسألة اذا الشافع قد يكره المشفوع اليه في الدنيا وما الله ما يستطيع احد ان ينكرها والسائل قد يكره المسؤول اذا الح عليه واذاه واما الله فلا يكره احد قال المؤلف رحمه الله فالرغبة يجب ان تكون اليه يعني الى الله. كما قال تعالى فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب. ارغب الى الله عنده في المسألة والرهبة تكون منه الرهبة الخوف والرغبة هي على الرجاء الرجاء الرغبة الى الله فاذا فرظت فانصب والى ربك فارغب يعني ارغب ربك لا الى غيره والرهبة تكون منه كما قال تعالى فاياي فارهبون يعني خصوني بالرهبة الخوف والخشية وقال تعالى فلا تخشوا الناس واخشوني قصر بها خشية قال المؤلف وقد امرنا ان نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء وقد امر الله ان يصلي على النبي في الدعاء وجعل ذلك من اسباب اجابة دعائنا ونحن مأمورون بان نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم اذا اردنا الدعاء والله تعالى جعل الصلاة على النبي حمد الله واثنى عليه والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من اسباب قبول الدعاء ومن اسباب اجابة الدعاء ولهذا لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو ولم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسرع الله ولم يصلي عليه قال عجل هذا تبرشده فقال له ولغيره اذا صلى احدكم قل له احمد الله وليصلي على النبي ثم اليسار قال المؤلف رحمه الله وقول كثير من الضلال هذا اقرب الى الله مني وانا بعيد من الله لا يمكنني ان ادعوه الا بهاء بهذه الوصفة ونحو ذلك هو من اقوال المشركين كثير من الضلال يقول انا ادعو الميت لانه اقرب الى الله مني انا بعيد من الله وهو قريب ورجل صالح ولا مذنب لا يمكنني ان ادعو الله لها لازم لابد ان يجعل بيني وبينه واسطة لانه مذنب فادعوه بهذه الواسطة قال المؤلف هذا من اقوال المشركين. هذي اقوال المشركين المشركون هم الذين يجعلون بينهم وبين الله واسطة يدعو لهم. فمن جعل بينه وبين الله واسطة يدعوه من دون الله او يذبح له او ينذر له فانه يكون مشركا الشرك الاكبر قال المؤلف رحمه الله فان الله تعالى يقول واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان ما قال يجعله بيني وبينه وبينكم واسطة قال فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان وقد روي ان الصحابة قالوا يا رسول الله ربنا قريب فنناجيه ام بعيد فنناديه؟ فانزل الله هذه الاية هذا رواه ابن الجليل في تفسيره ابن ابي حاتم فاز الله لما سأل الصحابة هل الله قريب ونناجيه ام بعيد فنناديه النجا هو هو الكلام من قرب يقال له النداء اذا كنت تكلم صاحبك باصرار السر يقال هذه مناجاة واذا كنت تكلمهم بعيد سمهم الاداة فالنداء يلزمه الصوت والنجا لازم الصوت قالوا لي يا رسول الله هل ربنا قريب فنناجيه؟ لانه سر بالدعاء يسمعنا او بعيد فنناديه بالصوت فانزل الله هذه الاية واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان وفي الصحيح انهم كانوا في سفر يعني الصحابة وكانوا يرفعون اصواتهم بالتكبير فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا ايها الناس ارفعوا على انفسكم فانكم لا تدعون لا صم ولا غائب انما تدعون سميعا قريبا ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته وهذا الحديث رواه الامام البخاري في كتاب الله العظيم الصحابة كانوا في سفر فارتفعت اصواتهم بالتكبير فقالوا الله اكبر الله اكبر الله اكبر يرفعون الصوت بماذا ارشدهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا انس ارفعوا على انفسكم ارفقوا على انفسكم. لا تشقون على انفسكم برفع الصوت فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا انما تدعون سميعا قريبا ووالله سبحانه ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته والله تعالى قريب من الداعين بالاجابة وقريب من الداعين من العابدين بالاثابة كما قال سبحانه فاسجد واقترب الساجد قريب من الله وهو سبحانه فوق العرش وفوق العرش ذاته فوق العرش ولكنه قريب من السائلين بالاجابة كما انه قريب من الداعين بالاثابة ولهذا قال النبي ارفقوا اربوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصب ولا غائبا ان الذين تدعون سميع قريب ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحاته يقرب الى اجابة الدعاء وفيه اثبات اسم السميع لله وانا باسم الله السميع صفة السمع وفيه ان الله ليس اصب ولا غيبا فلو قال ان الله غائب بل هو حاضر قيل ان الله قريب وليس ببعيد قال المؤلف وقد امر الله تعالى العبادة كلهم بالصلاة له ومناجاته وامر كلا منهم ان يقول اياك نعبد واياك نستعين او الله العباد بان يصلوا له وقوة لله قانتين. امرهم ان يلاجوه بالعبادة والصلاة وامر كل منهم ان يقول في الصلاة اياك نعبد واياك نستعين قد يخبر عن المشركين انهم قالوا ما نعبدهم الا ليقربون الى الله زلفا. وهذا باطل فهم لا يقربونهم بل بل هذا فيه ابعاد لهم عن الله الشرك يبعدهم من الله ولا يقربهم منه