فان احدنا يقاتل غضبا ويقاتل حمية فرفع اليه رأسه قال وما رفع اليه رأسه الا انه كان قائما فقال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل لله الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه اللهم لك الحمد ربنا ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء. بعد اللهم صل على محمد عبدك ورسولك. اما بعد نستعين بالله ونستفتح المجلس التاسع من مجالس الشرح المنهاج من ميراث النبوة وهذه المرة مع باب اهمية استحضار الغاية والحذر من مزاحمة الغايات الشريفة بالمطالب الدنيئة وهذا الباب بلا شك ان له تعلقا بما قبله الباب الذي قبله لان الباب الذي قبله كان باب في صدق النية وان العمل المقبول هو ابتغي به وجه الله ووافق السنة الارتباط واضح بلا شك. ولكن اه هنا المقصود الاشارة الى يعني خلينا نقول نوع معين من انواع الغايات او الاشارة الى باب معين من الابواب سيأتي ان شاء الله تفصيل بعض القضايا ويأتي هنا كذلك الاشارة الى انواع او الى بعض المطالب الدنيئة التي يمكن ان تزاحم الغايات الشريفة يعني الباب الماظي كان التركيز فيه على صدق النية هنا اه التركيز فيه على ما نوع الغايات التي تبتغى جيد هذا من جهة ومن جهة اخرى ما المطالب الدنيئة التي يمكن ان تزاحم الغايات الشريفة فالبابان كما قلت متقاربا اه الباب فيه ايتان واربعة احاديث. الاية الاولى قول الله سبحانه وتعالى ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله قال ومعنى يشري يبيع ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله هذه الاية في سورة البقرة جاءت بعد اية قبلها فيها ومن الناس صح ايش الاية اللي قبلها اللي فيها هو من الناس ومن الناس ان يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو الد الخصام. واذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد. واذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد ومن الناس من يشري نفسه له ابتغاء مرضات الله هؤلاء الصادقون المبتغون مرضاة الله هم قسم مختلف تماما عن المنافقين الذين يدعون بالسنتهم امورا ويحلفون عليها ثم تكون حقيقة اعمالهم مناقضة لهذه الدعاوى ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو الد الخصام الى اخر الايات. اما هنا ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله حقيقة الحال ان اثمن ما يملكه هؤلاء الصادقون ان انفسهم هذه التي هي اغلى ما يملكون هي رخيصة عندهم في سبيل تحقيق او ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى آآ هذا هذه الاية وجه الشاهد منها قوله سبحانه وتعالى ابتغاء مرضات الله ابتغاء مرضات الله. يعني الباب السابق كان فيه التركيز على اهمية الاخلاص هنا بيان لما يبتغى ما الذي يبتغى بالاخلاص من الاعمال الصالحة الذي يبتغى هو رضوان الله يعني كلما كان المؤمن في عمله الصالح مستحضرا لهذا المعنى تحديدا ان الذي يبتغى هو رضوان الله فهذا يجعل المؤمن في عمله مختلفا اختلافا كبيرا عن من لا يستحضر هذه الغاية فتهون المشاق وتستسهل المصاعب ويسترخص الغالي والثمين لان المطلوب اعلى واغلى واثمن ما المطلوب ابتغاء مرضاة الله. ابتغاء رضوان الله هذا يعني اعلى ما يطلبه الانسان المؤمن اعلى ما يطلبه الانسان المؤمن حسنا اذا كما قلنا الباب السابق اهمية الاخلاص طيب ما الذي يعني ما الغاية التي تتحقق بهذا الاخلاص؟ ما الوجه الذي تصرف عملك اليه؟ هو هو ابتغاء وجه الله ابتغاء مرضات الله ابتغاء رضوان الله سبحانه وتعالى الاية الاخرى قال سبحانه وتعالى فالذين هاجروا واخرجوا من ديارهم واوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لاكفرن عنهم سيئاتهم. وجه الشاهد وقوله سبحانه وتعالى في سبيلي واوذوا في سبيلي اي في سبيل طاعتي واقامة ديني وفي سبيل الثبات على هذا الدين صار هنا في غاية ايضا. الغاية هي اقامة الدين الثبات عليه التمسك به هذي الان واحدة من الغايات التي تبتغى كما قلت لكم هذا الباب فيه تفصيل في انواع الغايات هاجروا واخرجوا من ديارهم واوذوا في اي شيء. لماذا؟ في اي وجهة في سبيلي في سبيلي ما هو سبيل الله الذي آآ سلكه اولئك هو ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الدين والتمسك به حتى لا يفتنوا حتى لا يغلبهم المشركون هذا هو السبيل الذي استمسكوا به. ثم الحديث الاول حديث ابي موسى رضي الله تعالى عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله القتال في سبيل الله عز وجل. اخرجه البخاري ومسلم لاحظوا كيف كل نص في هذا الباب الى الان يأتي لنا بكشف عن الغايات التي تقصد اليس كذلك يعني الغاية الاولى رضوان الله ابتغاء مرضات الله. النص الثاني في الثبات على دين الله والاستمساك به الان عندنا غاية اخرى طبعا هي بلا شك ليست غايات متناقضة ولكنها هي انواع ما يستحظر من النيات. لذلك انا ذكرت الباب اهمية استحضار الغاية آآ والحذر من مزاحمة الغايات الشريفة لانها ليست غاية واحدة هي غايات وان كانت تصب في النهاية الى غاية واحدة وهي ابتغاء مرضاة الله لكن يوجد نيات وغايات تستحضر اثناء الطريق كلها شريفة ومن جملتها ما ذكر في هذا الحديث ما الذي ذكر في هذا الحديث من الغايات ايش الساعين ان تكون كلمة الله هي العليا السعي لان تكون كلمة الله هي العليا هذا معناه انه من اهم ما ينبغي على المؤمنين العاملين لدين الله ان يتغيوه او ان يتطلبوا تحقيقه وان يقصدوه باعمالهم وان يسعوا ويبذلوا فيه الجهد هو ان تكون كلمة الله هي العليا ان تكون كلمة الله هي العليا لاحظ مم مما يعني خلنا نقول يزيد هذه الكلمة او هذه الغاية شرفا ان انها جعلت انها جعلت نهاية لاصعب طريق في الاسلام اللي هو طريق الجهاد يعني ما غاية طريق الجهاد ما غاية طريق الجهاد او ملء واحدة من اهم الغايات في طريق الجهاد في سبيل الله هي ايش ان تكون كلمة الله هي العليا مما يدل على شرف هذه الغاية شرف هذه الغاية. وبالتالي من اشرف ما يعيش الانسان لاجله في هذه الحياة ان يعيش لتكون كلمة الله هي العليا ان يعيش لتكون كلمة الله هي العليا وها هنا ايضا في هذا الحديث شاهد من الباب غير لتكون كلمة الله هي العليا. ايش الشاهد تقلع سبيل الله لا غير اه احسنت المزاحمة احنا قلنا الباب في امران فيه ذكر للغايات الشريفة وفيه اشارة الى ايش المطالب الدنيئة التي هنا اشير اليها ان احدنا ان احدنا يقاتل غضبا او يقاتل حمية فهذه مطالب دنيئة في مقابل نية ان تكون كلمة الله هي العليا. ادنى هي ادنى هي اقل اه لاحظوا قظية انه الانسان يقاتل غضبا الغضب هذا في الاساس هو شعور انا اقول طبيعي يتولد عند الانسان بسبب اسباب خارجية اه اما اعتداء على عرض اعتداء على مال اه ايا كان سب شتم هجاء ايا كان والغضب لاجل آآ خلنا نقول حماية ما اباح الله سبحانه وتعالى امتلاكه هو ليس امرا مذموما في ذاته ولكن اذا جاء الجهاد والقتال في سبيل الله فهنا يجب ان لا يزاحم بهذه البواعث يعني القتال حمية قتال غضبا مثلا في وقت النبي صلى الله عليه وسلم مثلا يأتي المشركون يوم احد الى المدينة وهذا حصل في احد وحصل في بدر انه يخرج مع المسلمين من ليس منهم تعرفوا شنو في بدر لما خرج الرجل المشرك مع المسلمين وكان يذكر فيه جرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارجع ارجع فلن استعين بمشرك وكذلك في احد ذكر هذا ايضا عن البعض فيحصل يحصل انه الرجل اتى يقاتل مع جيش يجاهد في سبيل الله والسبب اما الانتصار لاهل المدينة التي يعيش فيها لقبيلة معينة ايا كان وهنا قد يسفك الدم وقد يصاب الانسان ولكن لا تكون لا يسجل هذا عند الله سبحانه وتعالى من المقبولين ولو بذل ولو تعب وهذا يذكر بالنتيجة التالية وهي انه اذا كان الجهاد في سبيل الله اذا كان الجهاد والقتال الذي فيه سفك الدم وتعريض النفس للتهلكة آآ لا يكتب فيه الاجر الا باخلاص النية فمن باب اولى ما دونه من الاعمال التي لا تتطلب جهدا كبيرا من الانسان فحتى الجهاد وقبل ذلك في الباب الماظي اللي هو حديثنا انما الاعمال بالنيات فمن كانت هجرته الهجرة من اشق الاعمال هي نفس الفائدة هنا حديث آآ لم لم اذكره في الباب ومن المهم ان يذكر اما ان يضاف اليه في نسخ قادمة ان شاء الله او انه يعني ينبه عليه لانه كما تعودنا في الشرح اشير الى بعض الاحاديث او الايات التي يحسن اضافته طاري الباب وهو حديث عند النسائي وقال الامام ابن رجب رحمه الله اسناده جيد حديث ابي امامة لانه هذا الحديث يعني خلنا نقول مهم انه يكمل به هذا الباب في نفس الباب اللي هو القتال آآ والاحاديث يعني الاحاديث التالية هي في نفس الباب ايضا عندنا حديث ابي هريرة التالي وحديث ابي هريرة الذي بعده لكن حديث ابي امامة ما هو؟ قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ارأيت رجلا غزا يلتمس الاجر والذكر الذكر الان هذا غير للمطالب التي ذكرت قبل قليل هي الغضب والحمية صح الذكر اللي هي ايش يكون له سمع معين نعم مقاتل بطل شجاع ما يهزم ما احد كذا يلتمس الاجر والذكر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شيء له واعادها ثلاث مرات يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شيء له ثم قال وهنا موظوع الشاهد الاكبر قال ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه. اخرجه النسائي وكما قلت قال ابن رجب اسناده جيد طيب الحديث التالي عن ابي هريرة رضي الله عنه قال رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تكفل الله لمن جاهد في سبيله ها لا يخرجه من بيته الا الجهاد في سبيله وتصديق كلمته ان يدخله الجنة او يرده الى مسكنه بمعنى لمن اجر او غنيمة. اخرجه البخاري ومسلم والحديث التالي عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مثل المجاهد في سبيل الله والله اعلم بمن يجاهد في سبيله كمثل الصائم القائم وتوكل الله للمجاهد في سبيله بان يتوفاه ان يدخله الجنة او يرجعه سالما مع اجر او غنيمة اخرجه البخاري ومسلم آآ هذين الحديثان فيهما التأكيد على اساس هذا الباب وفيهما اشارة الى امر مهم جدا خاصة الثاني الا وهو اه الا وهي هذه الاشارة ان كثيرا من الناس او ان من الناس من يشارك في مثل هذه الاعمال ولا تكون نيته خالصة ولا سليمة. هذا اشار اليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ايش لقوله والله اعلم بمن يجاهد في سبيله والله اعلم بما يجاهد في سبيله. طبعا هذا ليس الدليل المباشر هذا فيه اشارة الدليل المباشر من هذا اللفظ هو ان الله سبحانه وتعالى مطلع على النيات ومطلع على خفايا النفوس ويعلم محركات الاعمال لدى الانسان طيب تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه من بيته الا الجهاد في سبيله وتصديق كلمته ان يدخله الجنة او يرده الى مسكنه بما ناله من اجلنا وغنينا مثل المجاهد في سبيل الله والله اعلم بمن يجاهد في سبيله كمثل الصائم القائم هذا معناه انه من اتعب نفسه وقاتل وبذل وفعل ولم تكن نيته ان يكون في سبيل الله فعلا فلا يتحقق له هذا الثواب الذي هو كمثل الصائم القائم وفي نفس الوقت هذا هذا الثواب يدل على ان الجهاد في سبيل الله حين يكون خالصا فانه من افضل الاعمال التي يمكن ان يعملها الانسان الذي يبين هذا المعنى اكثر هو اللفظ الذي في صحيح مسلم انه النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم سئل ايضا من حديث ابي هريرة ما يعدل الجهاد سئل النبي صلى الله عليه وسلم ما يعدل الجهاد فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تستطيعونه لا تستطيعونه. يعني هناك شيء يعدل الجهاد ولكنكم لا تستطيعون عليه ايش ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال انه ذكر انه مثلا المجاهد كمثل الصائم القائم القانت بايات الله لا يفتر من صلاة ولا صيام وفي رواية هل تستطيع اذا خرج المجاهد ان تلزم مسجدك او بيتك فتقوم فتصوم آآ ولا تفطر وتقوم ولا تفطر او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ايضا في رواية في الصحيح طيب هذا هذا يدل على ان الجهاد في سبيل الله هو افضل الاعمال او من افضل الاعمال بحسب طبعا الروايات والاحوال وكذا مذكور يعني ان ذكر العلماء فيها نقاشا ليس هذا محله لكن هو بلا شك من افضل ما يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى ومع ذلك كما اسلفنا قبل قليل آآ لا يشفع للانسان ان سلك هذا المسلك لا يشفع له في نيل الثواب الا اذا كانت نيته خالصة لله سبحانه وتعالى اه ثم نذهب الى الحديث الاخير في هذا الباب وهو عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ذئبان جائعان ارسلا في غنم بافسد لها او لهما من حرص المرء على المال والشرف لدينه اخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح هذا الحديث من الاحاديث العظيمة الجليلة وفيها اه ضرب مثل والامثال هي من الاساليب المستعملة في كتاب الله كثيرا وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا وهي من جملة ما يقرب المعاني الى الافهام او الى الاذهان وآآ هو مسلك من المسالك التي ينبغي على اهل العلم والدعوة الى الله ان يسلكوها اما بتقريب امثال القرآن والسنة او بانشاء امثال تناسب احوال تلك الازمنة التي يخاطب الدعاة فيها المدعوين فيقربون اليهم حقائق الشريعة والجمع بين الامرين هو الافضل آآ هذا مثل عظيم ويعني خلنا نقول من اهمية الامثال انها لا تنسى انها تبقى في الذهن ترسم صورة معينة في الذهن بحيث انك قد تنسى احيانا الكلام المجرد عن المثل ولكنك لا تنسى الحقيقة والفكرة اذا كانت مرتبطة بمثل من الامثال آآ ما المثل هنا عندنا النبي صلى الله عليه وسلم يتحدث عن ذئبين جائعين ارسلا في غنم ارسل في غنم معناه انه ما في احد يمنعهما من ان يفتك بهذه الاغنام. لا حارس ولا راعي ولا شيء والذئب الواحد الذئب الواحد اذا دخل على الغنم وهو جائع جيد فانه يفتك بها فتكا شديدا فاذا كانا ذئبين الفتك اشد والذئب تحديدا آآ فتاك الذئب تحديدا فتاك في هذه الاغنام وربما بعض السباع آآ يعني خلنا نقول لو هجمت على غنم لا تكون بمثل شراسة الذئاب الذئب احيانا يدخل الزريبة زريبة الغنم ولا يكتفي بالغنم او بالشاة التي يريد اكلها وانما يدخل على البقية ويقتلها جيد حتى في بعض المقاطع الموجودة الان في تصوير لمثل هذا بيدخل يعني يفتك يفتك يفسد جيد واحيانا يخطف الشاوي ويمشي آآ لكن طالما هنا ان هو ليس عنده احد يقطعه ولا يخاف من شيء ارسل في غنم وجائعين فلا تسأل عن الفساد الذي يمكن ان يحصل في هذه الغنم بسبب اطلاق الذئبين الجائعين صورة بشعة يعني خلنا نقول محزنة لكل من يهمه امر هذه الاغنام وهي من انفس ما يملكها الناس بالنسبة لملاك هذه المواشي. طيب انت الان تتخيل هذه الصورة هذا اسوأ ما يمكن ان يحصل بالنسبة لمالك الماشية انه يأتي الذئب فيفتك بهذه الغنم. كل شيء يفسد. هذه هذه الثروة التي تملكها تفسد امام عينيك او تفقدها تماما. طيب هذه الصورة البالغة في الفساد النبي صلى الله عليه وسلم يريد ان يقول ان هناك صورة اخرى قد لا ينتبه اليها البعض وهي بالغة الفساد وهي تفسد شيئا ثمينا جدا والافساد الذي يحصل بها او الامران اللذان يسببان هذا الفساد ليس افسادهما باقل افسادا من الذئبين الذين هجما على هذه الاغنام امران يطلقان على امر شريف ها فيفسدانه ويفتكان به فتكا وافسادهما لهذا الامر الشريف ليس باقل من افساد الذئبين لذلك المال الشريف جيد ما هما هذان الامران؟ وما هو الامر الشريف اما الامران فهما الحرص على المال والحرص على الشرف واما الامر الشريف العزيز الذي هو الدين فالدين له مفسدات من اهم ما يفسده ويفتك به الحرص على المال والحرص على الشرف صورة خلنا نقول صادمة في التشبيه لمن يعتني حقا بامر دينه ويهمه امر الدين. الان ينتبه انه القضية لاحظوا لاحظوا النبي صلى الله عليه وسلم الان لم يذكر ذنوبا اه خلينا نقول ذنوبا من الذنوب التي يعني تشبه بابواب الذنوب الكبائر كالزنا والربا والسرقة. لا ذكر امورا من الامور التي يعني قد لا ينتبه اليه الانسان اصلا وقد يكون في بعض درجاتها صور مباحة لكن النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الصورة الكاملة هنا مما يمكن ان تسببه هذه الامور اذا تحقق لفظ الحرص والتشبث والاندفاع وعدم الانتباه الحرص على ماذا؟ الحرص على المال الحرص على المال. طيب سؤال هل جمع المال امر امر محرم؟ بطبيعة الحال لا هل الاستكثار من المال امر محرم بطبيعة الحال لا طيب هل الحرص على الشرف؟ طبعا هنا الشرف يدخل فيه المكانة الولايات الرئاسة آآ ان يتقدم الانسان على الناس جيد هنا تعرف بعض الصور من هذا الحال جاء من هذه الحال جائزة يعني اقصد ان ان ينال الانسان رئاسة معينة مثلا هذا ليس محرما جيد تعرف ان النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الامارة فقال ان اعطيتها بمسألة فرق بين ان يعطاها الانسان بمسألة وبين ان يعطاها بغير مسألة. لكن في الاخير اذا وصل اليها واذا اعطيها بغير مسألة فهو لم يفعل شيئا فيه اشكال. لكن هنا التنبيه الى ان القضية وان كانت في في بعض صورها ليست مشكلة لكن ينتبه الانسان الى انه هذا لا لا يلغي خطورة قضية الحرص ورجع رجعت رجع الامر ليس الى المال في ذاته. وليس الى الشرف في ذاته. وانما في الحرص عليهما في الحرص عليهما آآ وهذه القضية كما قلت في غاية الخطورة وهي تبين ان الانسان تبين ان الانسان قد يجمع من الحسنات ومن الدين ويبني من من خلنا نقول رصيده في الدين في الاعمال الصالحة في كذا اه كما جمع صاحب الغنم غنمه ثم حوط احاطها بشيء يرعاها فيه ويحفظها وذاك حرص على ان يتعبد لله وان يبتعد عن بعض الذنوب والمعاصي وكذا ثم قد يكون فساد دينه بعد هذا الطريق في الدين بسبب شيء من هذين الامرين. وهذه القضية خطرة يعني هي قد لا تأتي في بداية الطريق قد لا تأتي في بداية الطريق قد تأتي بعد قطع مشوار في هذا الطريق آآ وآآ احيانا يكون الدين والحرص خلنا نقول احيانا يكون السير في طريق الدين سببا لانفتاح باب المال او باب الشرف للانسان اليس كذلك؟ خاصة باب الشرف واحيانا باب المال بحسب السياقات وبحسب الاحوال ولاجل ذلك هنا يجب ان يكون هناك انتباه دائم لطالب العلم للمسلم للمؤمن للعابد انتباه دائم يقظة دائمة من ان يكون هناك شيء يمكن ان يتسلل لدينه فيفسده كما ان صاحب الغنم لا يكفي لكي يربحوا لكي يتم تتم له النعمة بهذه الاغنام او بهذا الغنم لا تتم له النعمة بمجرد الجمع بل لابد من الحفظ والصون. اليس كذلك فاذا حفظ تلك الاغنام وصانها عنان يتسلل اليها ما يتسلل من المفسدات كالذئاب تتم له النعمة وكذلك المؤمن اذا لم يصن دينه وينتبه عليه ويحافظ ويحوطه ويتورع ويتقي فيمكن ان يتسلل الى دينه ما يفسده فهمتم الفكرة وهذي هذي يعني خلنا نقول من اهم النتائج العملية التي يحرص الانسان عليها في آآ استقامته وفي طريقه انه عندك عندك بابان من الجهاد. باب في ان يجاهد الانسان نفسه لاقامة الطاعة وباب ليجاهد الانسان نفسه في المحافظة عليها وعدم فسادها ويمكن ان تقول انها ثلاثة ابواب باب في انشاء الطاعة وباب في الثبات عليها وباب في حمايتها من الفساد. هاي ثلاثة ابواب وهذا يقتضي ان يظل الانسان يقظا وان يظل منتبها وان يظل مجاهدا لنفسه للشيطان. ولكل ما يمكن ان يفسد يفسد عليه دينه وكذلك ينبغي عليه ان يكون متنبها للابواب التي يمكن ان يلج منها الفساد لانك مهما توقعت من ابواب للفساد لم تكن لتدرك خطورة الحرص على المال والحرص على الشرف لولا هذا الحديث لم تكن لتدرك حقيقة ما يمكن ان يفسده الحرص على المال والحرص على الشرف لولا هذا الحديث ومثله مما جاء في الشريعة وهذا يقتضي اهمية المعرفة بابواب الفساد وتعلمون في الحديث الصحيح حذيفة رضي الله تعالى عنه يقول كنت كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت اسأله عن الشر معرفة ابواب الفساد والاشكالات هذا باب مهم هنا كما قلت الحرص على المال والحرص على الشرف. ابن رجب رحمه الله له رسالة كما تعلمون. في شرح هذا الحديث رسالة مفردة شرح حديث مع ذئبان شائعان وذكر فيها ان حرص المرء على الشرف اشد هلاكا من حرص المرء على المال حرص المرأة على الشرف اشد هلاكا من حرص او افسادا لدينه من حرص المرء على المال مم كما قلت يعني تحتاج القضية بعض المحتجزات حينما يحقق الانسان القول آآ النبي صلى الله عليه وسلم في الحرص على المال او لنقول في جمع المال قال عن اصحاب الاموال هم ايش ماذا قال عن اصحاب الاموال يوم القيامة مما يعني خلنا نقول يتفق مع هذا نعم هم الاخسرون وهذا حديث في الصحيح قال هم الاخسرون ورب الكعبة الا من قال بيديه هكذا وهكذا وهكذا وهكذا اي انفق عن يمينه وعن شماله من بين يديه ومن خلفهم وآآ هذا محترف من المحترزات يعني قد يكون مما يطهر الانسان من خلينا نقول المفسدات المالية وما يمكن ان يدخل عليه من اشكالات هو كثرة الصدقة والانفاق كثرة الصدقة والانفاق ومما ينبه اليه الحديث ويمكن ان يتنبه له الانسان هو ان يفرق بين الجمع جمع المال واستثماره والاستفادة منه بين الحرص الشديد. وان الهلكة في الحرص فينتبه الانسان لمثل هذا المعنى وقضية الشرف والمكانة وما الى ذلك. يذكر العلماء ومنهم ابن رجب في شرح حديث ما ذئبان جائعان ان اه ان هذا الباب قد يكون بابا ممتدحا حين يكون وسيلة للدعوة الى الله او لاقامة الدين وفي ذلك قول يوسف عليه السلام اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم ولذلك هذه القضية تحتاج الى موازنة والا في الاصل انها مذمومة. الاصل ان حرص المرء على الشرف مذموم. ولذلك ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يعطي الامارة او كان يذم من يطلب الامارة. يذم من يطلب الامارة وكان يقول يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسألوا لا تسألي الامارة فانك ان اعطيتها عن مسألة وكلت اليها وان اعطيتها عن غير مسألة اعنت عليها وآآ قال عليه الصلاة والسلام كما في الحديث الصحيح انكم ستحرصون على الامارة وانها ستكون ندامة يوم القيامة او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا كلهم من هذا الباب اللي هو الحرص على الشرف ونحن يعني نقرأ في التاريخ ان هذا الحرص آآ ادى الى آآ سفك الاموال سفك الدماء وهتك الاعراض وآآ يعني خلينا نقول انتهاك الحرمات اه بسبب الحرص على هذا الشرف وقد يكون الحرص على الشرف ليس بالضرورة ان يكون حرص على رئاسة يكن يقظا على ما يفسد عليه دينه ويتسلل الى اثمن ما يملك وهو هذا الدين آآ دخل ما يلتهم هذه آآ هذا الدين وآآ يعني يفرغه من داخله هذه هذه قضية يا اخي خلنا نقول في وانما حرص على سمعة وعلى جاه معين وعلى مكانة اجتماعية معينة. حرص عليها بحيث ان الانسان يعني خلنا نقول يتشبث بها ويخاف عليها. وتتمحور عليها يخاف ويحزن ويهتم ويرضى ويغضب لهذه المكانة ولذلك جاء الامتداح للصورة المعاكسة كما في البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال آآ طوبى لعبد اخذ بعنان فرسه في سبيل الله ان كان في الساقة كان في الساقة وان كان في الحراسة كان في الحراسة ها لانه بدأ الحديث بتعس عبد الدينار وعبد الدرهم ثم ذكر الصورة الاخرى انه الانسان لا يبالي كان في الحراسة ام كان في الساقة اه ولا شك ان هذه المعاني من المعاني العظيمة والعالية والتي تصعب على كثير من النفوس ولكنها تهون على من يحقق ويستحضر الغايات افهم وهنا المحك وهنا المربط من كان مستحظرا للغايات الشريفة هان عليه هانت عليه المطالب الدنيئة وتنبه لما يلج او لما يكدر صفاء نيته وتطلبه لتلك الغايات مما يأتي من هذه المطالب الدنيئة. بينما من كان استحضاره للنية الصالحة ضعيفا ومن كان تطلبه للغايات الشريفة ضعيفا فانه من السهل على تلك المطالب الدنيئة ان تزاحم الغايات الشريفة وهذه المزاحمة يحدث قد يحدث فيها فترة صراع معينة ثم قد تغلب تلك المطالب الدنيئة. فاذا غلبت المطالب الدنيئة على الغايات الشريفة فلا تلعن الهلكة والفساد لا تسأل عن الهلكة والفساد حتى يكون يكون افسادها لدين المرء كافساد الذئبين للغنم او اشد ولذلك قد تفاجئ احيانا باشخاص يكونون في طريق الاستقامة وفي طريق الدين وفي طريق الدعوة ولم تكن لديهم تلك الذئاب التي تفسد عليهم دينهم او غنمهم اه ثم بعد فترة يتسلل عليهم ذلك الافساد او المفسد فاذا تسلل التهم من دينهم ما اه يجعلهم من الداخل قد قد فرغوا او قد خلوا من اه الجوهر ومن الحقيقة ومما ينبغي ان يكون آآ اساسا للانسان ثم بعد ذلك لا تستغرب من سقوطه لانه اذا سقط الداخل واذا سقط الباطن وفقد الانسان الغايات الشريفة لا تسأل عن الفساد الظاهر والخارج لكن الذي يبدو للناس هو النتائج المتأخرة الانتكاس الذي يحصل عند كثير من او عند اناس من الذين كانوا على استقامة او حتى في الدعوة الى الله وفي العمل للدين الفساد الذي يحصل غالبا ما يلاحظ متأخرا يلاحظ متأخرا لماذا يلاحظ متأخرا؟ لانه تلاحظ انعكاساته الخارجية. بس هذه هذا الفساد الخارجي انما يكون نتيجة التآكل داخلي والتآكل الداخلي هذا الله سبحانه وتعالى لا يظلم احدا التآكل الداخلي هذا كما قلت غالبا يكون بسبب تسلل امور مفسدة لم ينتبه اليها الانسان ولم ينتبه اليه الانسان لانه لم يكن يقظا ولم يكن يقظا لانه ايش لانه نرجع للقضية الاساسية يا سلام انه لم يكن مديما لاستحضار الغايات الشريفة فرجع الامر كله الى اهمية استحضار الغايات الشريفة هذي هذي هي الخلاصة فكلما كان استحضار الغايات الشريفة لاحظ مو مجرد انشاء النية باستحضار استحضار فيه معنى الدوام كلما او حتى في معنى المشاهدة وفي معنى التذكر والحضور فكلما كان الاستحضار للغايات الشريفة اعلى ائت بالامور قبل قليل ذكرتها وتأتيها واحدة واحدة. كلما كان استحضار الغايات الشريفة اعلى كان تنبه الانسان للمفسدات التي يمكن ان تدخل على دينه فتفسده اكبر واشد. وكلما كان استحضار الغايات الشريفة اقل واضعف سهل على الامور المفسدة والمصادر المفسدة ان تتسلل على دين الانسان فتفسده وتلتهم منه وتأكل منه وهو لا يشعر فاذا افسد من دينه ومن قلبه ومن صلاح حاله الداخلي يتآكل داخليا ويذهب قوامه الحقيقي ثم بعد ذلك تنعكس على الاعمال الخارجية والاعمال الخارجية تبدأ شيئا فشيئا قد يبدأ الانسان الذي فسد داخله يعني خلنا نقول يستحي قليلا من الناس يحافظ على شيء من التوازن ثم يفسد شيئا فشيئا حتى يصل الى حالة من الفساد العريض التي قد تتساءل تقول هل يمكن وهل يعقل ان يصل الانسان لمثل هذا الفساد الجواب نعم ولو كان صالحا ولو كان سابقا صالحا او داعية او مصلحا او عاملا نعم يمكن ان يصل لهذا الفساد كيف يصل لهذا الفساد؟ لان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما ذئبان جائعان ارسلا في غنم بافسد لهما من حرص المرء على المال والشرف لان هذا الذي فسد لم اية الاهمية وفي غاية الخطورة. اذا هذا الحديث هو في اي شيء متعلق بالباب لا اكثر شيء ايش الحذر من مزاحمة الغايات الشريفة بالمطالب الدينية. هذا من حيث نص الحديث وثم ذكرت العلاقة بين هذا وبين الغايات الشريفة. واضح؟ الان هكذا ان شاء الله اكتملت الصورة فيما يتعلق بالباب عندك غايات شريفة ابتدأ بها الباب ومن الناس من يرش نفسه ايش ابتغاء مرضات الله هنا البداية هنا النقطة الكبرى جيد وبعدين في سبيلي وبعدين لتكون كلمة الله هي العليا. وبعدين اه كذلك لا يخرجه الا الجهاد في سبيله وتصديق كلمته والله وعن ابن يجاهد في سبيله ثم بعد ذلك تأتيك المطالب الدنية ومن جملتها بعض ما اشير اليها سابقا يقاتل غضبا يقاتل حمية والحديث كذلك ابي امامة اللي هو فيه يلتمس الاجر والذكر نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا من المخلصين وان يكفينا شرور انفسنا وان يعفو عنا ويعافينا. اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد