الثغر الدعوي الذي يدعو الانسان به فيه الى الله سبحانه وتعالى في ظل الانحسار وفي ظل الاشكال وكذا فضلا عن ما هو واكثر من ذلك مما فيه بذل النفس والروح السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين يا اهلا وسهلا ومرحبا بكم واستعينوا بالله ونستفتح هذا اللقاء وهذا المجلس في اه شرح باب من ابواب اه متن المنهاج من ميراث النبوة. وهذا الباب عنوانه باب في فهم اسباب ضعف المسلمين واختلال احوالهم واخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك طبعا هذا الباب آآ باب مهم جدا بالنسبة لي آآ موضوع الكتاب وموضوع متن الحديث اللي هو المنهاج لان متن المنهاج كما تعلمون اختيرت احاديثه واختيرت قبل ذلك اياته لتكون منهاجا ونبراسا للشاب المسلم الذي يريد ان يثبت على دينه وان ينفع امته والذي يطمح ان يكون مصلحا من المهمات لمن يريد ان يكون مصلحا ان يعرف شيئا من اه اسباب ضعف المسلمين ولا شك ان المصلح هو المصلح يتعامل مع مشكلات اما ان يتعامل مع نقص في التدين او يتعامل مع اه اشكالية الاعداء او يتعامل في الاصلاح باب واسع والنبي صلى الله عليه وسلم من تمام رحمته ومن تمام آآ آآ من تمام بيانه عليه صلاة الله وسلامه وحرصه وشفقته على امته انه بين لهم خير ما يعلمه لهم وحذرهم شر ما يعلمه لهم وآآ في هذا الباب ان شاء الله يعني يعني نتناول مجموعة من الايات والاحاديث المتعلقة بهذا المعنى بداية الايات قال الله سبحانه وتعالى اولما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم انى هذا قل هو من عند انفسكم ان الله على كل شيء قدير او لما اصابتكم مصيبة يوم احد قد اصبتم مثليها يوم بدر قلتم انى هذا يعني من اين اتت هذه المصيبة؟ ولماذا يعني تعرفون يعني الصحابة معهم النبي صلى الله عليه وسلم وقد اتوا من آآ نصر عظيم يوم الفرقان يوم بدر فكانت كان ما حدث يوم احد يعني صادما وكانت مصيبة كبيرة فاخذ الناس يتساءلون انى هذا قال الله سبحانه وتعالى قل هو من عند انفسكم. والفائدة التي نخرج بها من هذه الاية هي ان الله سبحانه وتعالى يريد منا ان نلتفت الى الاسباب الداخلية للمصائب التي اتت من جهة الخارج يعني الان المصيبة التي اتت يوم احد هي مصيبة اتت من الخارج من الاعداء آآ فهم الذين حاصروا المدينة وهم الذين قتلوا حمزة وهم الذين فعلوا وفعلوا وفعلوا آآ ومع ذلك الله سبحانه وتعالى يقول قل هو من عند انفسكم ونحن اليوم في واقعنا نعيش مثل هذا يعني نعيش ابتلاءات وتحديات كثيرة اتية من الخارج من اعداء الامة الاسلامية من اعداء المسلمين من منافقين ولكن لا ينبغي ان نضع اه الاشكالية كلها على هؤلاء. وانما من المهم ان اه نفتش في في في النقص الذي فينا. في الخلل الذي فينا هل ادينا الدور الحقيقي الذي ينبغي علينا بل قمنا بالمسؤولية مسؤولية الاصلاح مسؤولية انكار المنكر مسؤولية اجتماع الكلمة الى غير ذلك من المسؤوليات الاية الاخرى قال الله سبحانه وتعالى ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم. واذا اراد الله بقوم سوءا فلا مرد له. وما لهم من دونه في موال آآ ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم. الله سبحانه وتعالى لا يغير على آآ امة من الامم او قوم من الاقوام. حال العافية فيها الذي هم فيه وحال ما اعطاهم سبحانه وتعالى الى نقيض ذلك من شتات الحال والخوف بعد الامن والتمزق يعني يعني خلنا نقول انتكاس الحال من كل الجهات الا اذا كان هناك شيء من داخل هؤلاء الناس غيروه من جهة استقامة اه استقامتهم على طاعة الله او اه اه من جهة ثباتهم على دين الله او من جهة شكرهم. لنعمة الله سبحانه وتعالى ان يبدلوا يبدلوا نعمة الله كفرا كما قال الله سبحانه وتعالى وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف وها هنا هذه الاية مشابهة ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم. وبالتالي اذا كنا نتحدث عن باب فهمي اسباب ضعف المسلمين واختلال احوالهم وما الى ذلك فنحن نحتاج ان ننظر الى انفسنا كما في الاية الاولى ايضا قل هو من عند انفسكم ثم ننتقل للاحاديث والاحاديث المذكورة في الباب هي ثلاثة احاديث ولكنها احاديث عجيبة يعني خاصة الحديث الاول الحديث الاول هو حديث يعني يصور فيه النبي صلى الله عليه وسلم واقعنا بصورة عجيبة والحديث الثاني ايضا فيه لمحة عن واقعنا بشكل عجيب لكن الحديث الاول مطابق لما نحن فيه من الاشكال وآآ يعني الحديث الاول هذا فيه ايضا جمع بين الامرين جمع بين المشكلة الخارجية وبين السبب الداخلي الذي لي لاجله اه ترسخت تلك المشكلة الخارجية. يقول عليه صلاة الله وسلامه اولا عن ثوبان رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك ان تداعى عليكم الامم كما تداعى الاكلة الى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل انتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن وقال قائل يا رسول الله وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت اخرجه ابو داوود واحمد الى اخر الكلام هذا الحديث كما وصفت هنا في المتن كتبت وهذا الحديث من اعجب الاحاديث وادقها في وصف مشكلة الامة الاسلامية اليوم النبي صلى الله عليه وسلم يتحدث عن حالة تتداعى فيها الامم على امة الاسلام وآآ هذا التداعي اه يعني الى درجة يعني فيه من من الاستهانة بامة الاسلام انه كانهم يتداعون الى الى اكل كما تتداعى الاكلة الى قصعتها. كيف الناس يعني اذا وضعت طعام جامع تتداعى الناس يلا يا فلان تعال تعالوا كلوا حياكم الله انظروا هنا كل من كما يتداعى الناس الى الى قصعة يأكلون الخيرات الموجودة في هذه القصعة فكذلك ستتداعى علينا الامم وتنهب خيراتنا وتأكل من آآ البركات التي اعطانا الله سبحانه وتعالى اياها وتتسلط علينا بدرجة فيها من الاستهانة كما يعني تتداعى الاكلة الى قصعتها وكأننا لسنا امة من الامم التي تهاب والعجيب التعبير حتى تعبير النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ الامم يعني نحن اليوم مشكلتنا ليست من امة واحدة وانما مشكلتنا من امم بل واحيانا يعني حتى نحن نعيش في زمان حتى فيه تسميات يعني بعض بعض الصروح الكبرى تسمى حتى بكلا الامم اه فالنبي صلى الله عليه وسلم يتحدث عن عن زمان نحن اولى من من يدخل في هذا الحديث واولى من يصدق عليه اننا من هذا الزمن الذي تحدث عنه النبي صلى الله عليه وسلم يوشك ان تداعى عليكم الامم كما تداعى الاكلة الى قصعتها الصحابة رضوان الله تعالى عليهم وقد تعودوا على العز مع النبي صلى الله عليه وسلم وعلى يعني الثبات والصبر المقاومة وعلى يعني هم تربوا في ميادين الدعوة وفي ميادين الصبر وفي ميادين الثبات وجاهدوا في سبيل الله يعني الحالة التي يصورها النبي صلى الله عليه وسلم حالة بالنسبة اليهم يعني غير مفهومة يعني غير مفهومة الا في حالة واحدة ان يكون المسلمون يومئذ او حينئذ في غاية القلة بحيث انه لا يعني خلاص عدد قليل والامم تتداعى بما انه الامم اتية والعدد قليل جدا اذا يعني مفهوم فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ النبي صلى الله عليه وسلم يقول قال بل انتم يومئذ كثير يعني اه حتى حتى يعني النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتفي بنفي القلة انكم يعني لا ليس الامر كذلك بل اثبت الكثرة اثبت الكثرة وكأن وكأن القضية انه لأ هناك كسرة حقيقية بل انتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل وتاء السيل السيل ما ما يحمله فوقه من اه الاغصان هذه الاشياء المتفرقة التي لا قيمة لها. تعرفون السيل حين يسير؟ يحمل فوقه هذه الاشياء غثاء كغثاء السيل ما له قيمة ما لكم قيمة غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من قلوب عدوكم او من صدور عدوكم المهابة منكم لاحظوا هذا عكس ما كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال نصرت بالرعب صرت بالرعب اي الرعب الذي يجعله الله في صدور اعداء النبي صلى الله عليه وسلم وكما في كتاب الله سالقي في قلوب الذين كفروا الرعب وهذا من جملة النصر ان ينصر المسلمون بان يهابهم اعدائهم بان بان تكون الهيبة في آآ في صدور اعدائهم منهم آآ فاذا هاب الاعداء اذا هابوا المسلمين فانهم حتى لو كانت ترى موازين القوى مختلفة قد يتأخرون عن الكيد للاسلام والمسلمين. بينما اذا نزعت الهيبة والرهبة من صدور اعداء المسلمين فان فانهم يسارعون ويتداعون الى اه الاذى والاضرار والتسلط خلنا نقول حتى الاحتلال المباشر لبلاد المسلمين اه ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ولا يقذفن الله في قلوبكم الوهن وليقذفن الله في قلوبكم الوهن لاحظوا كيف القضية انها يعني بقدر ما نزعت الهيبة والرهبة اه والمهابة من صدور الاعداء تجاهكم بقدر ما في قلوبكم من الوهن والضعف ثم قال قائل يا رسول الله ما الوهن يعني هو اكيد لا يسأل عن المفردة اللغوية من حيث دلالتها اللغوية لانهم عرب يفهمون ايش معنى الوهن لكن كانه يقول يعني ما نوع الوهن هذا الذي سيصيبنا الذي سيصيب قلوبنا يعني يعني ما هو؟ آآ ما هو هذا الوهن؟ فيقول النبي صلى الله عليه وسلم حب الدنيا وكراهية الموت حب الدنيا وكراهية الموت وهذا حديث عجيب متى ما وجدت المسلمين قد اثاقلوا الى الارض وآآ رضوا بان آآ يعني يتعلق بشيء من زخرف الحياة وتطمئن قلوبهم الى ذلك ولا يكونون على استعداد للتضحية والبذل والتخلي عن المكتسبات في سبيل نصرة الاسلام والمسلمين فاعلم ان مثل تلك الحال هي الحال التي يتسلط فيها اعداء الاسلام على المسلمين اما اذا تسلطوا وقلوبهم قد استدبرت الدنيا واستقبلت الاخرة وقلوبهم قد امتلأت حبا لله ولرسوله ولدينه ولامته ولامة محمد صلى الله عليه وسلم وللمسلمين فان آآ فان اعداء الاسلام وان اتوا وان اه بثوا ما بثوا من الاشكالات والسموم فانهم سيواجهون صفا مرصوصا آآ او بنيانا مرصوصا آآ يواجه مثل هذه الفتن ويواجه مثل هذه الاعتداءات وهذا حصل في التاريخ طبعا في وقت النبي صلى الله عليه وسلم او بعد ذلك على مر التاريخ ولذلك النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم حين ذكر تسلط الاعداء في مثل زماننا بين الاشكال اين هو؟ فقال حب الدنيا وكراهية الموت حب الدنيا وكراهية الموت وان ان الامة ستكون كالغثاء لا قيمة لها لا معنى آآ فاقدة للمعنى فاقدة للهوية فاقدة للقيمة الحقيقية التي لانه المعنى والهوية هي من اهم ما يشكل قوام الانسان اذا فقد الانسان هويته فقد المعنى فقد القيمة فقد الجذور. صار غثاء لا لا معنى له لا قيمة له. ولذلك نحن اليوم في امس الحاجة لاعادة المعنى لاعادة القيمة لاعادة الجذور اللي اعادة الهوية لتثبيت المرجعية مرجعية الوحي لتثبيت الايمان في النفوس لاعادة بناء وصياغة الشخصية المسلمة من جديد وهذا من اهم الاسباب الذي باذنه سبحانه يكون سببا في اعادة بناء آآ قوام الامة الاسلامية بعد لذلك الحديث التالي عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الامين وينطق فيها الرويبضة واخذتم اذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا الى دينكم اخرجه ابو داوود آآ هذا الحديث آآ حديث ايضا حديث عجيب وفيه تحذير من النبي صلى الله عليه وسلم قيل وما الرويبضة؟ قال الرجل التافه في امر العامة الرجل التافه في امر العامة وهذا اللفظ اخرجه الامام احمد عفوا اي نعم اخرجه الامام احمد وابن ماجة وطبعا من حديث ابي هريرة الحديث روي من اكثر من طريق ومن حديث ابي هريرة ومن طريق انس ومن طريق عوف بن مالك رضي الله تعالى عنهم اجمعين وفي لفظ حديث اه انس ابن مالك ان امام الدجال سنين خداعة وفي حديث عوف بن مالك ان بين يدي الساعة وهذا يعني يدل على تأخر زمن وقوع هذا الحديث وانه في اخر هذه الامة وهذا الحديث يعني وان كان في بعظ اسانيده او في اسانيده شيء من الضعف الا انه في الجملة اه من الاحاديث ليست شديدة الضعف وفيه بعض اسانيده يعني اه فيها اه فيها شيء من القوة. التفصيل في المقام بالاسناد ليس ليس مقامه هنا لكن لعله بمجموع طرقه ان شاء الله يرقى الى درجة آآ تكون صالحة آآ الاستشهاد والاعتبار وآآ الاستفادة وقد حتى تصل الى ما هو اكثر من ذلك اه والحديث عجيب وعظيم. وكما قلت له يعني حتى من حيث المستند الاسنادي له آآ الحمد لله اه كما قلت حتى من الجهة الاسنادية له اه يعني ما يقوم عليه اه ولو بدرجة معينة لكنه عجيب في توصيف الواقع حتى اللفظ الذي استعمله النبي صلى الله عليه وسلم اللي هو اه قضية التافه الرجل التافه هي من اشد ما نعاني منه في هذا الزمن حديث عجيب يأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الامين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة؟ قال الرجل التافه في امر العامة رجل تافه يتحدث في امر العامة وكانك وانت تستمع لهذا الحديث يعني يتخايل امام آآ عينيك اه صورة التافهين الذين اه تصدروا في اه يعني خلنا نقول في كثير من المجتمعات وفي كثير من الوسائل بحيث ان هم الذين ويرسمون المعايير ويعني يبينون القضايا واحيانا تكون لديهم حتى مسؤوليات قرار ويعني آآ يضعون بالنسبة للناس معايير في غاية التفاهة وفي غاية الانحطاط تبدل المعاني في الصادق يكذب والكاذب يصدق والخائن يؤتمن والامين يخون وآآ يعني النبي صلى الله عليه وسلم يصف هذه السنوات بانها خداعة وحقيقة يعني آآ الانسان آآ يعني وهو كما قلت يقرأ هذا الحديث ويستمع اليه آآ تقفز امام يعني او حتى في مخيلته تقفز مجموعة من الصور التي نعيشها اليوم آآ وقد يعني لا يقطع الانسان قطعا جازما بان هذا الحديث ينزل على زماننا يعني آآ نزولا تاما الا ان المتأمل من البصير يرى مقدار التطابق بين هذا الحديث وبين زماننا الحالي. ومن اهم ما يستفيد منه الانسان في مثل هذا الحديث انه آآ يأخذ الحيطة والحذر ويزداد وعيا ولا يغتر انتشار بعض المفاهيم تكالب كثير من الناس عليها. فالنبي صلى الله عليه وسلم يحذرنا من انقلاب المعايير انقلاب المعايير وفي هذا وفي هذه الدروس في هذا الكتاب المنهاج من ميراث النبوة سبق في بداية الدروس ان تحدثت عن اهمية ضبط معايير على معيار الوحي ضبط المعايير على معيار الوحي. ومتى فقد الانسان المرجعية الحقيقية التي يستطيع من خلالها ان يضبط المعايير ويحاكم الاشياء التي ترد عليه فيقيسها على هذا الميزان متى فقد الانسان هذه المرجعية التي يستطيع ان يستخرج منها ذلك فانه يكون عرضة لاختلال المعايير وللتأثر كلما كان هناك طرف اخر اعلى صوتا اعلى صوتا فان امكانية تأثيره تزداد على الانسان الخالي النبي صلى الله عليه وسلم هنا يتحدث عن هذا المعنى اه وهو كما قلت معنا في غاية آآ الخطورة ينبغي التنبه خاصة في مثل هذا الزمن وخاصة في قضية الرجل التافه يتحدث في امر العامة اه فهذه يعني هذه نعمة انه النعمة اقصد ان يكون هناك تحذير مسبق وهذا من جملة الاستفادة من من النبي صلى الله عليه وسلم من ميراث النبوة الاستفادة من ميراث النبوة ليست فقط في الاحكام العملية والسنن وانما الاستفادة من مرات النبوة من اهم ما يدخل فيه الاستفادة من ميراث النبوة فيما يتعلق بالتنبه للمستقبل فهذا باب عظيم وباب شريف. الحديث الاخير عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا تبايعتم بالعينة من حالة الركون والاستغراق اه الدنيوي الركون الى الدنيا والاستغراق فيها والتعلق القلبي بها يعني النبي صلى الله عليه وسلم هنا يتحدث اولا عن صورة منصور البيع اذا تبايعتم بالعينة والعينة هو بيع اه يظهر فيه شدة الحرص على المال. يعني هو البيع بيع العينة ان يبيع الانسان لرجل لشخص اخر ان يبيعه سلعة معينة بثمن مؤجل اه لنفترض مثلا يبيعوا يبيعوا سلعة بثمان مئة الف مؤجلة ثم يشتريها منه معجلة بثمن اقل. مثلا يبيعها بمئة مؤجلة ويشتريها بتسعين وهكذا آآ فيعني آآ نفس الرجل هو الذي يباع منه او يباع له ويشترى منه وكأن السلعة اصبحت وسيطا لا معنى له آآ بقدر ما هي كأنها اصبحت بيع مئة الف بتسعين الف فهي يعني قريبة من من صور الربا اه وعموما الربا يعني هو صورة تظهر مقدار حرص الانسان على المال ومقدار جشعه في تحصيله وهذه قريبة منها فهذه آآ صورة يذكرها النبي صلى الله عليه وسلم ثم يقول واخذتم اذناب البقر ورضيتم بالزرع اخذتم الناب البقر ورضيتم بالزرع متقاربتان. يعني ركنتم شوفوا ورضيتم ورضيتم بالزرع. يعني يعني هي ليست في ليس في هذا الحديث ذم الاشتغال بالزراعة يعني ليس انه اشتغال بالزراعة محرم او شيء ولكن اذا كان هذا هو شغل الانسان الوحيد وهو همه ويدور كل تفكير كل تفكيره عليه ورضيتم بالزرع خلاص رضي هذا المكان وهذا السياق الدنيوي فقط لم وكأنه لا يلتفت الى غيره وكأنه هو الاولى بالنسبة اليه لاحظ لانه اردف ذلك بترك الجهاد فقال وتركتم الجهاد ومعنى ذلك انه يعني لاحظ حالة من حالات الركون الى امر دنيوي مع ترك التضحية والبذل في سبيل الله فاجتمع هذان الامران اذا اجتمع هذان الامران في الامة ماذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا الى دينكم اه المستفاد من هذا الحديث هو ان الدنيا وان اشتغل بها الانسان والحرث والزرع والتجارة وما الى ذلك وان اشتغل بها الانسان وحتى يعني قد تكون نيته صالحة بحيث يؤجر على هذا الاشتغال لانه تعرف النبي صلى الله عليه وسلم يقول وانك انتظر ورثتك اغنياء خير من ان تذرهم عالة يتكففون الناس وقال صلى الله عليه وسلم اليد العليا خير من اليد السفلى اليد العليا هي التي تعطي واليد السفلى هي التي آآ يعني تسأل او تأخذ من الناس الانسان يحتسب في مثل هذه الاعمال لكن القضية انه ما تكون حالة اخلاد الى الارض ما تكون وكأن الانسان التصق بهذه الارض والتصق بهذه الاعمال الدنيوية والصنع لنفسه صندوقا او دائرة تموضع داخلها لا يرى الا هذا هذه الدائرة وهذا الاطار الذي صنعه نفسه من خلال هذه الامور الدنيوية وفي نفس الوقت لا تجده مسارعا في البذل في سبيل الله وفي التضحية وفي آآ نصرة الدين وفي وهذا حقيقة يعني احيانا يكون بصورة فجة واضحة واحيانا بيكون يكون بصورة اه تأويلية. يعني احيانا حتى بعض الصالحين قد يقع في هذا او بعض المشتغلين ببعض الامور الصالحة يعني. قد يقع في مثل هذا. يعني اه يقنع نفسه انه على خير وانه مثلا محافظ على الفرائض وكذا. آآ وتجده منغمسا غاية الانغماس في الامور الدنيوية واي موطن تجده آآ فيه قدر يتطلب قدرا من التضحية آآ في سبيل الله هذه التضحية قد تكون بالصدع بالحق قد تكون بانكار المنكر قد تكون بالثبات على تجده دائما منكفئا عن هذه المجالات وقد يشتغل بشيء ثقافي عام يعني لا ينقطع عن قراءة بعض الامور العامة وكذا ولكنه يبتعد عن اي موطن فيه فيه آآ بذل للاسلام والمسلمين. وكان بامكانه ذلك وكان يستطيع ذلك مع شيء من التضحية يعني والصبر والبذل اه فهنا هذا هذه صورة من صور الداء التي يذكرها النبي صلى الله عليه وسلم ويحذر منها فلذلك نحن اليوم يعني من مجموع هذا الباب نستفيد فائدة انه مهما كان هناك من اشكال خارجي مهما كان هناك من تكالب من اعداء فان كثيرا من الاسباب تعود الى انفسنا الى دواخلنا الى ضعفنا الى تعلقنا بالدنيا الى حبنا الدنيا والى رضانا بها اه كما قال الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا ما لكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل الله ثاقلتم الى الارض تاقلتم الى الارض وكما قال في الذي واتل عليهم نبأ الذي اتيناه اياتنا فانسلخ منها. اه فاتبعه الشيطان فكان من الغاويين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه اخلد الى الارض واتبع هواه فالانسان يعني يتنبه لمثل هذا ويحرص على آآ ان يعني يجعل الدنيا مهما بلغت يجعل يجعلها في اطار معين في حدود معينة لا يتجاوزها. ويعيش الانسان معتدلا يعني يسعى لاولاده ويسعى لنفسه يسعى لان يعيش حياة كريمة يسعى لان آآ يكتسب في الخير يسعى ليست هذه الاحاديث دعوة للفقر ليست دعوة للفقر ولكن في نفس الوقت هي دعوة لان لا ينحصر الانسان في امر الدنيا. ولذلك ترى نحن اليوم في حياتنا المعاصرة ترى تصنع لدينا حالة من الهلع المتعلق بالدنيا انه الانسان من وهو صغير ما يعني ان يصنع له في البيت وفي الاسرة وفي المجتمع وفي الاطار العام انه يعني قلق حالة من القلق والتوتر حتى اه يأخذ شهادة جامعية معينة بنسبة معينة والا ضاع مستقبله وانتهى يعني وكأن وكأن الحياة يعني بدأت يعني كلها وتتوجه في اطار معين في الانسان منذ ان يدخل خلينا نقول مثلا في المرحلة المتوسطة يعني من عمر خمسطعش تقريبا او اربعطعش وكل ما حوله يعني يحسده ان يعني يتوجه الى تلك الغاية التي هي اعلى الغايات عند الكثير آآ ويعني يحدث فيها في البيت من النزاع والغضب والرضا والضرب والصراخ والى اخره. بحيث انه الانسان خلاص يعني ليس ممكن انسان يترك اشياء كثيرة حتى تواجهنا احيانا الانسان يكون مثلا في مركز تربوي او شي ويفتح الله عليه ويستقيم يعظم الصلوات ويعني يبدأ في العلم وما الى ذلك ولكن اه لان نسبة معينة يجب ان يحققها في اه يعني دراسة مساعدة حتى تهيئه للدراسة الاساسية يعني مستعد انه يترك يترك كل هذا الخير حتى طب الانسان يعني يعني يترك حالة الهلع ويعني يهدأ يسعى للنجاح هنا في دراسته وفي دنياه ولكن هناك اولويات ايضا حالة الهلع احيانا تجعل الانسان حتى يتخلى عن المبادئ احيانا امرأة ممكن تتخلى عن كثير من الثوابت والمبادئ فقط لتحقق شهادة جامعية معينة لماذا؟ لماذا حالة الهلع هذه وحالة الفزع وكأن الانسان يعني لم يخلق الا لهذا هناك ضوابط ثوابت وغايات اعلى من ذلك بكثير فهذه كلها امور يعطيها الانسان يعني دائرة لا تتجاوزها. ينبغي ان لا تتجاوزها آآ اما ان يعني تتمحور حياة الانسان على هذه كيف نعرف انها متبحرة؟ نعرف انها متوحرة بمقدار ما يسقط من المسلمات والثوابت والاولويات في سبيل تحقيق يعني منفعة دنيوية معينة. اه شهادة معينة لاجل دخل معين الى اخره فتجد حتى الانسان كما قلت احيانا يعني يبذل الغالي والنفيس والاولويات وبعض الثوابت في سبيل ذلك اه ثم احيانا لا ينجح يعني لا ينجح في تحقيق اماله الدنيوية واحيانا تنال الامال الدنيا بما هو اسهل من ذلك احيانا مهارات معينة يتعلمها الانسان تكون في يده ويعني تكون اثمن حتى من كثير من السنوات التي تبذل في غير ذلك. عموما الحديث هنا ليس عن يعني عن هذا الموضوع بعينه لكن الحديث عن فكرة انه الانسان ما يجعل الدنيا هي يعني الاطار الاساسي الذي يعيشه حالة من الفزع والهلع والاستغراق الدائم وانما يعني ينظر الى ما هو اولى من ذلك واعلى من ذلك وهو رضا الله سبحانه وتعالى وجهاد الرضا يكون بطاعته سبحانه وتعالى ومن اعظم ما يدخل في ذلك في طاعته هو آآ يعني العمل لدينه وآآ اه خدمة امة النبي صلى الله عليه وسلم. وغير ذلك من من الخير يعني اه نسأل الله سبحانه وتعالى ان يتقبل منا ومنكم صالح العمل واه ان يبارك لنا ولكم في هذا المتن وفي هذا الشرح وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين