بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الواسطية وقوله صلى الله عليه وسلم في رؤية المريض ربنا الذي في السماء تقدس اسمه. امرك في السماء والارض كما رحمتك في السماء اجعل رحمتك في الارض. اغفر لنا حوبنا وخطايانا انت رب الطيبين. انزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك. على هذا الوجع فيبرأ. رواه ابو داوود جميع النسخ عندكم فقط رواه ابو داوود اه بس ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه من سلم تسليما كثيرا اما بعد فهذا الحديث و احاديث بعده استشهد بها المؤلف رحمه الله على اثبات صفة العلو له تبارك وتعالى هذا الحديث الذي بين ايدينا وفيه ما يروى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ربنا الله ولك ان تقول ربنا الله اما على الرفع في كليهما في كلا الكلمتين على انهما مبتدأ وخبر او على ان الكلمة الاولى منادى منصوب والتي بعدها بدل ولك ان تقول ربنا الله منادى وخبر لمبتدأ محذوف انت الله لك ان تقول ربنا الله والاكثر من الشراح على هذا ولك ان تقول ربنا الله ولك ان تقول ربنا الله وفي اخر الحديث قال على هذا الوجع او على هذا الوجع بالفتح المرض وبالكسر المريض ويجوز كلاهما هذا الحديث الذي بين ايدينا خرجه ابو داوود وغيره وفي اسناده مقال فانه جاء من رواية رجل اسمه زيد ابن محمد اسمه زياد ابن محمد وهذا الرجل قال فيه ابو حاتم والبخاري والنسائي انه منكر الحديث فالاقرب والله اعلم ان هذا الحديث ضعيف لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واما ايراد المؤلف رحمه الله لهذا الحديث وامثاله مما يكون بي اسناده شيء من البحث والضعف فتوجيه ذلك والله تعالى اعلم امره اولا ان يكون المؤلف رحمه الله ما استحضر حين كتابة هذه العقيدة ضعف الحديث والظاهر من حال المؤلف رحمه الله انه كتب هذه العقيدة من ذهنه ومن حفظه لانه قال كما في مناظرته على هذه العقيدة كتبتها وانا قاعد بعد العصر الذي يبدو والله اعلم انه كتبها من حفظه و الوهم من ذا الذي يسلم منه ظن المؤلف رحمه الله ان الحديث ثابت والواقع انه ليس كذلك انما حفظ الحديث فذكره ظانا صحته ولم يراجع او وهو الاحتمال الثاني ان يكون المؤلف رحمه الله يرى ثبوت هذا الحديث الذي اورده في كتابه والمؤلف محدث من كبار علماء الحديث وله اجتهاده وله نظره في الرواة وبالتالي ولعل المؤلف رحمه الله وقف على ما يقوي هذا الاسناد وبالتالي رأى ثبوته صحة او حسنا فاثبته في كتابه والمقصود ان هذا الحديث ان صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم او لم يصح فما استدل عليه به لا يقدم ثبوت هذا الحديث فيه ولا يؤخر لانه انما اورده لإثبات علو الله سبحانه وتعالى وهل هذا المقام يتوقف اثباته على صحة هذا الحديث الجواب لا بالتأكيد فهذا الموضوع هذه العقيدة ثابتة في عشرات بل مئات بل في اكثر من ذلك كتابا وسنة يا قومنا والله ان لقولنا الفا يدل عليه بل الفاني عقلا ونقلا مع صريح الفطرة الاولى وذوق حلاوة القرآن كل يدل بانه سبحانه فوق السماء مباين الاكوان ترون انا تارك ذا كله لجعاجع التعطيل والهذيان الشاهد من الحديث قوله ربنا الله الذي في السماء وهذا قد جاء في كتاب الله عز وجل اامنتم من في السماء كما مر بنا هذا في قسم الايات من هذه العقيدة ولن تجد في هذا الكتاب بحمد الله عقيدة اثبتت بحديث ضعيف لن تجد ذلك المؤلف رحمه الله او غيره من علماء اهل السنة ان اوردوا حديثا فيه شيء من المقال وكانوا يعلمون ظعفه او لم يكونوا يعلمون فلا يمكن ان تبنى عقيدة عندهم على هذا الحديث الوحيد الضعيف انما ان ثبت فالحمد لله فيه زيادة وتكثير للادلة ومعلوم ان الشيء اذا كثرت ادلته فانه يعطيه قوة ويعطي اه الناظر فيه طمأنينة بثبوته وان لم يصح فالحمد لله لم يقدم هذا شيئا ولم يؤخر فان عدم الدليل المعين لا يستلزم عدم المدلول المعين لانه يمكن ان يثبت بدليل اخر اذا علو الله عز وجل على كل شيء هذا امر ثابت بالادلة القطعية كما مر تفصيل ذلك في اه قسم الايات وتبين لنا ان هذه العقيدة يقر بها جميع الخلق حتى الكفار يؤمنون ويقرون بان الله سبحانه وتعالى في السماء لا ينكر ذلك الا من شذ فخالف الفطرة والعقل السليم ناهيك عن ادلة الشرع المتكاثرة بل حتى الحيوانات مفتورة على هذا الامر وهو ان الله عز وجل عال على كل شيء وفوق كل شيء فله علو القدر وله علو القهر وله علو الذات فله العلو من الجهات جميعها ذات وقهرا مع علو الشأن فالله عز وجل عال على كل شيء ومعترك الخلاف بين اهل السنة والحق والايمان واهل الضلال والبدعة والطغيان انما يدور على علو الذات فمن اثبت علو ذات الله سبحانه وتعالى على كل شيء فهو من اتباع المصطفى من ولد عدنان صلى الله عليه وسلم ومن انكر ذلك فهو من اتباع جهل بن صفوان وامامه فرعون عليه من الله اللعائن والغضب اذا مسألة ثبوت علو الله سبحانه وتعالى هذا امر متقرر بحمد الله وذكرنا شواهد ذلك وتبين لنا ان التلازم حاصل بين هذا الاعتقاد وبين عبودية الله سبحانه وتعالى العبودية الحقة لله عز وجل لا تكون الا ممن اعتقد علو الله سبحانه وتعالى فلا بد من ان يقصد العابد معبوده من جهة ما كونه يعبد ويتوجه الى من هو ليس في مكان او من هو في كل مكان كما انحرف الى هذين القولين اهل الضلال والبدع لا شك ان هذا امر فيه تكليف بما لا يطاق ان تعبد ربا في كل مكان او ان تعبد ربا ليس في مكان ولد هؤلاء الذين ينكرون علو الله عز وجل يقولون بالسنتهم ما تخالفه فيه فطرتهم وهي انهم يتوجهون الى الله سبحانه وتعالى بقلوبهم شاءوا او شاؤوا ام ابوا الى جهة العلو هذا امر لا يمكن لهم ان يتجاسروا على تخطيئته لكنهم يحرفونه يحرفون الكلمة عن مواضعه كعادتهم فيقولون هذه الضرورة التي تدعو الى قصد جهة العلو انما راجعة الى ان السماء قبلة الدعاء يقولون ماذا السماء قبلة الدعاء كما ان مكة قبلة الصلاة وهذا لا شك انه تشنيع منهم وتلبيس وتلاعب لا ينطلي الا على الاغمار فاولا من قال لكم ان الدعاء يتوجه به الانسان الى السماء بل القبلة في الدعاء انما هي قبلة الصلاة ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه في غير ما حديث ومن ذلك ما كان منه في غزوة بدر انه لما اراد ان يدعو الله سبحانه وتعالى توجه الى القبلة القبلة التي يتوجه اليها اثناء الدعاء هي القبلة التي يتوجه اليها الانسان في صلاته هذا اولا وثانيا نحن نتكلم عن توجه قلبي اضطراري الى جهة العلو فهل هذا يقال مثله اثناء الصلاة الى مكة هل يجد الانسان من قلبه اتجاها ضروريا قطعيا الى جهة الامام الى جهة ما يصلي وهي مكة؟ الجواب قطعا لا بل قلبه ان كان فيه اضطرار وان صدق اللجأ الى الله سبحانه وتعالى واقبل على الله عز وجل ب الدعاء فانه يجد قلبه متجها الى جهة العلو حتى ولو كان في الصلاة اذا هذا ما هو الا تشغيب من اهل البدع لا اقل ولا اكثر القلوب المؤمنة انما تتوجه الى الله سبحانه وتعالى بقلوبها لانها تعتقد ان ربها في السماء عال على كل شيء فقد قلنا يا رعاكم الله ان معنى قول ربنا سبحانه اامنت من في السماء او قول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث او في غيره كما سيأتي معنا وانا امين من في السماء ان معنى قوله في السماء لا يخرج عن احد امرين اما ان يكون المراد بالسماء العلو وهذا صحيح اللغة فان كل ما علاك فهو سناء ولذلك تأمل في قول الله سبحانه وتعالى في شأن الكلمة الطيبة قال اصلها ثابت مثلها كمثل هذه الشجرة تأمل معي شجرة اصلها ثابت في الارض قال وفرعها في السماء ما معنى في السماء يعني وصلت هذه الشجرة التي اصلها في الارض الى السماء الدنيا المبنية؟ الجواب لا انما هي ماذا عالية ارتفعت عن وجه الارض اذا كل ما علاك فهو سماء ولذا يقال للسحاب سماء بل يقال للمطر انه سماء اذا نزل السماء بارض قوم رأيناه وان كانوا غضابا. تجد العرب يسمون المطر سماء لم؟ لانه قادم من جهة من جهة العلو لكن هذا العلو ينقسم الى علو النسبي والى علو مطلق نسبي يعني هذا بالنسبة الى غيره سماء يعني عال كالشجرة. تكون بالنسبة لغيرها كالانسان الذي يقف على الارض تعتبر له ارتفعت في السماء يعني في العلو فهذا علو ماذا نسبي لكنها ليست اعلى من السحاب مثلا اليست كذلك اذا هذا علو نسبي وثمة علو مطلق وهذا ليس الا لله سبحانه وتعالى فالله جل وعلا في العلو المطلق بحيث لو قدر شيء عاليا علوا كبيرا فانه دون الله سبحانه وتعالى والله فوقه وفوق كل شيء له العلو المطلق تبارك وتعالى اذا هذا هو المعنى الاول لقوله في السماء واما المعنى الثاني فان قوله في السماء يعني على السماء والمقصود بالسماء يعني السماء المبنية جنس السماء وهي السماوات السبع. والله سبحانه وتعالى فوقها بل فوق العرش الذي فوقها لان السماوات السبع فوقها الجنة وفوق الجنة عرش الرحمن والله عز وجل فوق ذلك اذا هذا جار على اه سنن كلام العرب في استعمالهم في بمعنى على وبهذا جاءت جملة من ايات القرآن تسير في الارض فسيحوا في الارض فامشوا في مناكبها ولاصلبنكم في جذوع النخل هذه الايات وامثالها تجد ان في فيها بمعنى على اذا الله على السماء يعني فوق السماء وعلى هذا كما ذكرنا نفهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء فمن في الارض يعني عليها وليس في داخلها كذلك يكون الشأن في الشطر الثاني يرحمكم من في السماء يعني من من هو عليها جل وعلا اذا هذا معنى قوله في هذا الحديث انصح او قوله في الاية او قوله في الاحاديث الصحيحة الاخرى انه سبحانه في السماء والله تعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله صلى الله عليه وسلم الا تأمنوني وانا امير من في السماء؟ رواه البخاري وغيره نعم هذا الحديث ثابت في الصحيحين و فيه قصة وهي ان علي رضي الله عنه بعث الى النبي صلى الله عليه وسلم من اليمن شيئا من الذهب فقسمه النبي صلى الله عليه وسلم بين اربعة من اصحابه يتألفهم فكأنه وقع شيء في نفوس بعض اصحابه من الانصار فقال النبي صلى الله عليه وسلم الا تأمنوني وانا امين من في السماء يأتيني الوحي من السماء صباح مساء الشاهد من هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم من في السماء فالنبي صلى الله عليه وسلم مؤتمن من ربه هذا معنى قوله امين من في السماء يعني ثمنه ربه الذي في السماء فهذا الحديث قاطع في اثبات علو الله سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله صلى الله عليه وسلم والعرش فوق ذلك والله فوق عرشه وهو يعلم ما انتم عليه. رواه ابو داوود الترمذي وغيرهما جميعكم عنده هذا فقط نعم في بعض النسخ اضافة كلمة حديث حسن وفي بعضها ليس موجودا هذا الحديث الشاهد فيه اه اثبات فوقية الله سبحانه وتعالى وانه فوق كل شيء لانه اذا كان فوق العرش والعرش اعلى المخلوقات كما مر معنا فيما مضى اذا فالله عز وجل فوق كل شيء وعلمنا ان الكلام في صفة الفوقية على وزان الكلام في صفة العلو وان الله تعالى له صفة فوقية له فوقية القدر وله فوقية القهر وله فوقية الذات ومن ادلة ذلك قوله تعالى يخافون ربهم من فوقهم اذا هذا الحديث ليس فيه جديد من جهة هذه العقيدة وهي اثبات علو الله سبحانه وفوقيته فهذا امر قد تكاثرت فيه الاحاديث في كتاب من حديث تكاثرت فيه الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ناهيك عن ما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى وهذا الحديث فيه بحث طويل من جهة ثبوته هذا الحديث مشهور عند العلماء بانه حديث الاوعال حديث الاوعال والاوعال جمع وعل وهو المعروف بتيس الجبل و سمي هذا الحديث بذلك لانه قد جاء فيه ان فوق السماوات فوق السماء السابعة ماء بين اعلاه بين اعلاه واسفله كما بين كل سماء وسماء وفوق ذلك ثمانية اوعال بين اظلافهم الى ركبهم كما بين كل سماء وسماء وفوق ظهورهم العرش. ثم ذكر ان الله عز وجل فوق العرش ثم قال صلى الله عليه وسلم لا يخفى عليه شيء من اعمالكم اقرب لفظ لهذا الحديث هو ما عند الامام احمد في المسند فان فيه هذه الزيادة وليست موجودة عند عند ابي داوود ليس يخفى عليه شيء من اعمالكم فسمي هذا الحديث بحديث الاوعان لثبوت هذه اللفظة في هذا الحديث وهذا الحديث اه خرجه الامام احمد في المسند وابو داوود وكذلك الترمذي وابن ماجه وغيرهم من اهل العلم واختلف العلماء في ثبوته ممن اثبت هذا الحديث وصححه ابن خزيمة رحمه الله بانه قد اورده في صحيحه وقد اشترط ان لا يخرج الا ما صح عنده وكذلك الحاكم صححه وكذلك قواه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فانه قد بين في مناظرته على هذه العقيدة ان الذين ناظروه في شأنها اوردوا عليه هذا الحديث اه ذكر شيخ الاسلام رحمه الله ما يدل على تقويته هذا الحديث كذلك ابن القيم رحمه الله كما في اجتماع الجيوش الاسلامية وكذلك دافع عنه كما في اه تعليقه على آآ تهذيب السنن كذلك اه حسنه غير واحد من اهل العلم ومنهم من اهل العلم المعاصرين نقابل هؤلاء طائفة من اهل العلم ضعفت هذا الحديث ومنهم ابن عدي كما في الكامل و غيره من اهل العلم والى الشيخ ناصر رحمه الله كما في طائفة من العلماء المعاصرين والاقرب والله اعلم ضعف هذا الحديث وذلك ان فيه ثلاث علل اولا ان مدار هذا الحديث على سماك ابن حرب الناظر في كلام اهل الجرح والتعديل فيه يرى انه لا يمكن قبول تفرده فانه كان يلقن فما تفرد فيه ينبغي ان يتثبت في شأنه والامر الثاني انه رواه عن عبد الله ابن عميرة وهذا الرجل فيه جهالة والامر الثالث انه رواه عبدالله بن عميرة عن الاحنف ابن قيس قد قال البخاري رحمه الله انه لا يعرف له سماع منه اذا هذا الحديث مدار جميع اه طرقه على هذا الطريق نعم رواه عن سماك جمع من الرواة لكنها جميعا تلتقي في سماك ابن حرب عن عبد الله ابن عميرة عن الاحنف ابن قيس عن العباسي ابن عبد المطلب رضي الله عنه فالاقرب والله تعالى اعلم ان هذا الحديث ضعيف وعلى كل حال لو اخذت ما في هذا الحديث ونظرت في شواهد اجزائه وقطعه لوجدت ان جل ما في هذا الحديث له شواهد ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم الا مسألة الاوعال هذه فقط التي ليس عليها دليل الا هذا الحديث فقبول ذلك من ادبه مبني على ثبوت هذا الحديث واما الامر الاهم في هذا الحديث وهو ثبوت علو الله سبحانه على كل شيء وانه فوق عرشه مستو عليه فهذا امر اه كما قد علمت قريبا تكاثرت فيه الادلة كتابا وسنة والله تعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله من قوله صلى الله عليه وسلم للجارية اين الله قالت في السماء قال من انا؟ قالت انت رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال اعتقها فانها مؤمنة. رواه مسلم نعم هذا الاحاديث من اصرح الاحاديث في ثبوت صفة العلو لله سبحانه وتعالى وفيه ايضا جواز بل مشروعية السؤال عن الله سبحانه وتعالى باي فان هذا قد كان منه صلى الله عليه وسلم وهو اعلم الخلق بالله واعظمهم تعظيما له ومع ذلك سأل هذا السؤال اين الله والحديث كما قد سمعت مخرج في اصح كتاب خرج حديث نبينا صلى الله عليه وسلم بعد صحيح البخاري وهو صحيح مسلم هذا الحديث جاء من رواية جمع من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. اعني لفظ الحديث وهو السؤال باين؟ والجواب بانه في السماء. اما باللفظ او بالاشارة هذا المعنى جاء عن جملة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فجاء عن معاوية ابن الحكم السلمي كما هو في هذا الحديث وجاء كذلك من حديث ابي هريرة رضي الله عنه وجاء كذلك من حديث ابن عباس وجاء كذلك من حديث عكاشة الغنوي وجاء كذلك من حديث آآ الشريد بن سويد وجاء كذلك من حديث حاطب رضي الله عنه وجاء كذلك من حديث رجل من من الانصار من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وجاء ايضا من رجل اخر من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. اذا عن ثمانية من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جاء هذا المعنى وبعض تلك الاحاديث فيها كلام واصح ذلك ما جاء عن معاوية رضي الله عنه كما في صحيح مسلم وان كان جل هذا المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ثابت عنه اما بذاته او بمجموع طرقه اذا هذا امر ثابت قطعا اعني السؤال بأين ان يسأل المسؤول او ان يسأل السائل عن ربه سبحانه وتعالى فيقول اين الله وفي بعض الروايات كان السائل صلى الله عليه وسلم يقول اين ربك والجواب في الجميع كان بقول في السماء وفي بعضها ان المسئول وهو الجارية انها كانت تشير الى السماء او قالت بيدها الى السماء و الناظر في هذه الروايات ومتونها يجد ان هذه القصة الاقرب والله اعلم انها متكررة الناظر بهذا الحديث برواياته يجد ان الاقرب والله اعلم ان هذه القصة تكررت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس انها قصة واحدة وهي قصة معاوية ابن الحكم رضي الله عنه بل ان ذلك قد تكرر كما يظهر هذا في سياقات هذا الحديث والمقصود ان السؤال باي عن الله سبحانه وتعالى لا شك انه جائز مشروع وان المشروع في الجواب هو ان يكون باثبات العلو لله سبحانه وتعالى. كما جاء في هذا الحديث الحديث فيه ان معاوية رضي الله عنه ضرب تلك الجارية التي كانت ترعى غنما له ثم جاء الذئب فاخذ واحدة منها فغضب رضي الله عنه فصكها ضربها ندم على ذلك وجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم يستشيره والحديث فيه عدة اسئلة وجهها الى النبي صلى الله عليه وسلم ثم سأله هذا السؤال فقال النبي صلى الله عليه وسلم ائتني بها فلما جاءه بها قال لها النبي صلى الله عليه وسلم اين الله قالت في السماء قال من انا؟ قالت انت رسول الله قال اعتقها فانها مؤمنة اذا رتب النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الجواب المسدد اثبات الايمان لها اذا ان كنت مؤمنا فان من لوازم ذلك ان تعتقد علو الله سبحانه وتعالى فوق كل شيء هكذا جاء الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم رتب عليه الصلاة والسلام الوصف بالايمان على اثبات هذه العقيدة العظيمة وهي علو الله سبحانه وانه فوق السماء ويال الله العجب من اناس يدعون انهم المؤمنون متبعون للنبي صلى الله عليه وسلم فاذا جاءوا الى هذا الموضع قالوا ان السؤال باين عن الله ضلال مبين وانكروا هذا انكارا عظيما ولا ادري عن هؤلاء ايعلمون او لا يعلمون ان وصفهم هذا وان انكارهم هذا يتوجهوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه هو الذي سأل هذا السؤال في هذا الحديث وفي غيره قال اين الله وهو اعلم الخلق بالله فكيف يقال بعد ذلك بان هذا سؤال منكر وانه من من جنس السؤال عن الكيفية. سؤال ممنوع لو سألت كيف الله كيف هو في ذاته؟ ما كله كان سؤاله من كرة اليس كذلك؟ هم السؤال بأين عندهم من جنس سؤالي بكيفي لا فرق بين هذا وهذا بيان الله العجب اانتم اعلم بالله من رسول الله اانتم اشد تعظيما لله من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكان والله ولا يكون اذن السؤال بأين؟ عن الله عز وجل؟ لا شك انه جائز بالمشروع وان الواجب ان يكون الجواب في السماء وعلى هذا درج السلف الصالح على سليمان التيمي رحمه الله الامام الجليل لو سئلت اين الله لقلت في السماء لو سئلت اين الله لقلت في السماء وهذا لسان مقاله وهذا لسان مقالي ولسان حالي كل المسلمين الا الشذاذ الذين انتكست فطرتهم وغلبت عليهم اهوائهم اهل البدع يطعنون في هذا الحديث اما في متنه من جهة التأويل واما في اسناده والعجيب انك لو نظرت منصفا في هذا الحديث لوجدت انه صحيح باتفاق الامة علماء الحديث مجمعون على صحة هذا الحديث والذين صححوه واحتجوا به واوردوه في كتبهم على سبيل الاحتجاج والاستدلال لا يحصون على جميع حقب هذه الامة كلهم يريدونه محتجين به وكلهم يصححونه حتى نبغت نابغة في هذا العصر فقالت ان هذا الحديث ضعيف المتقدمون من هؤلاء كانوا اكثر حياء فسلموا بصحته لا سيما و هذا اللفظ قد جاء في صحيح مسلم وله الهيبة في قلوب الناس جميعا فما تجاسروا على ان يضعفوا اسناده لكنهم عاثوا بالتأويش اوله اما بعض هؤلاء المتأخرين من الجهلية هؤلاء تجاسروا على تضعيفه والسبب قالوا اننا لو جمعنا روايات الحديث لوجدنا في هذه الالفاظ اختلافا لوجدنا فيها اختلافا ويا لله العجب هل اختلاف الالفاظ مطلقا هكذا يقضي بتضعيف الحديث ايا كان والحكم عليه بالاضطراب انك لو تأملت في حال اهل البدع لوجدت فيهم شيئا لا يخطئك ان ان تستدل عليه من حالهم وهو انهم لغلبة الاهواء عليهم ينسون او يتناسون جميع القواعد العلمية في مصطلح الحديث او في اصول الفقه اذا صادم هذا النص ما يعتقدون يتناسون والا فهذه القواعد المقررة في الجمع او الترجيح لا يجهلونها بل انهم في مواضع يقررونها لكنهم اذا جاءوا الى هذا الموضع الذي يتعارض فيه ثبوت الحديث مع ما يعتقدون مع ما يهوون فانك تجدهم ماذا يتناسون ذلك والا فالجمع بين هذه الروايات سهل يسير بحمد الله لا سيما وان المنصف اذا نظر في روايات الحديث يجد ان هذا الحديث قد تكرر وجاء من رواية عدة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم اننا نسلم جدلا بعدم ان كان الجمع بين هذه الروايات فما الذي يقتضيه الانصاف في الترجيح اليس تقديم الرواية الاقوى اليس رواية صحيح مسلم الصريحة وفيها السؤال الصريح اين الله قالت في السماء قاطع بان هذا اولى بالترجيح من غيره فكيف اذا عموا عن هذا وقالوا ان هذا اللفظ ليس بصحيح بل بعضهم اعل الحديث بان البخاري ما اورده سبحان الله العظيم وهل كل حديث لم يخرجه البخاري في صحيحه ضعيف وهل تلتزمون بهذا فيما تقررون انتم في العقيدة وفي الفقه ايلتزمون هذا لا والله ما يلتزمون اما الذين اول هذا الحديث فانهم وقفوا امام حديث صحيح لا شك فيه و كان منهم كما ذكرت حياء ان يعارضوا الامة في ثبوت هذا الحديث الثابت قطعا فما كان منهم الا ان عاثوا بالتأويش قالوا الامر يسير يؤول هذا الحديث قالوا ان معنى قوله في السماء يعني انه جليل القدر عظيم المنزلة او نقول في السماء يعني ملكه هناك ماذا ادبار ها هذا من مجاز الحذف في السماء يعني في السماء ملكه سبحان الله العظيم من تجاوز حد الاتباع فانه واقع في الهوى ولابد اليس كذلك فان لم يستجيبوا لك ها فاعلم ان ما يتبعونه اهواءهم هذا امر قطع ولذلك اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عمن استولى عليه الهوى قال تتجارى بهم الاهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه يستولي عليه لا يدع منه عرقا ولا مفصلا الا دخله اهواء غالبة نسأل الله السلامة والعافية يا قوم السؤال بأين عن اي شيء يكون اجيبي اليس عن المكان ااذا قلت لك اين فلان ايفهم انسان يفهم لغة العرب اني اسأل عن حاله او عن منزلته اقول اين فلان تقول فلان رجل طيب فلان رجل صالح هل الجواب مطابق للسؤال قال لا والله النبي صلى الله عليه وسلم باللفظ الصريح الفصيح يقول اين الله ستكون الجارية قد اجابت على زعمهم الله عظيم القدر والمنزلة هل الجواب مطابق للسؤال النبي صلى الله عليه وسلم يقول اين الله فتقول ملكه في السماء مع ان الله عز وجل ملكه شامل للسماء والارض فهو ملك كل شيء سبحانه وتعالى اذا كان على مقتضى قولهم السؤال في جهة والجواب في جهة اهذا يقره النبي صلى الله عليه وسلم فضلا عن ان يبني عليه الحكم باعظم وصف وهو وصف الايمان فيقول اعتقها فانها مؤمنة لا يمكن ان يكون هذا عند كل من انصف اذا هذا لا شك انه من جملة التحريفات والتأويلات التي هي غير غريبة عليهم والشيء من معدنه لا يستغرب والله عز وجل اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان