فقالوا لا اينا يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم انه اذا قام العبد يصلي فان الله عز وجل قبل وجهه فلا يبصق تلقاء وجهه ولا عن يمينه لو سلمنا جدلا انه لا يتصور في المخلوق فاننا يجب ان نعتقد انه يكون من من الخالق سبحانه وتعالى الذي ليس كمثله شيء وهذا الموضوع سيتكلم عنه المؤلف ان شاء الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالته في العقيدة الواسطية وقوله صلى الله عليه وسلم افضل الايمان ان تعلم ان الله معك حيثما كنت حديث حسن ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذا الحديث الذي اورده المؤلف رحمه الله وحكم عليه بالحسن اخرجه الطبراني وابو نعيم في الحلية من حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه وارضاه الحديث فيما يبدو والله اعلم ضعيف ليس بحسن لانه جاء من رواية نعيم ابن حماد الخزاعي وهو على جلالته وامامته بالعقيدة والسنة الا انه ضعيف الرواية آآ الظاهر والله اعلم انه لا يثبت هذا اللفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولربما يكون المؤلف رحمه الله قد وقف على طريق اخرى لهذا الحديث فحكم بمجموع الطريقين او الطرق بحسن الحديث ابن عدي في الكامل اورد نحو من عشرة احاديث اخطأ فيها نعيم بن حماد وليس فيها هذا الحديث ولعل المؤلف رحمه الله رأى ان نعيما قد جود هذا الحديث واتقنه حكم بحسن هذا الحديث وربما ايضا يكون قد ظهر له ضعف الحديث فاسقطه في النسخة التي قرأت عليه ان احدى نسخ هذه الرسالة ليس فيها هذا الحديث وهذه النسخة مقروءة على شيخ الاسلام رحمه الله اقول لعل الشيخ تراجع عنه تحسين الحديث او انه اجتهد ظهر له حسن هذا الحديث ومهما يكن من شيء فالحديث ليس فيه شيء جديد على ما ثبت في الادلة الاخرى الحديث فيه اثبات معية الله سبحانه وتعالى وهذا الموضوع ثابت في جملة كثيرة من الادلة من الكتاب والسنة كما تبين معنا في الدروس الماضية وسيأتي كلام من المؤلف رحمه الله يزيد موضوع المعية بسطا وتوضيحا فنؤجل الكلام عن آآ هذه الصفة من باب الزيادة في الكلام يؤجل ذلك الى الموضع الذي سيأتي ان شاء الله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله صلى الله عليه وسلم اذا قام احدكم الى الصلاة فان الله قبل وجهه فلا يبصن قبل وجهه ولا عن يمينه ولكن عن يساره او تحت قدمه متفق عليه هذا الحديث حديث صحيح متفق عليه جاء في الصحيحين من رواية ابن عمر عن طريق مالك عن نافع عن ابن عمر وجاء عند البخاري من حديث ابي هريرة نحوه وجاء ايضا من حديث جابر رضي الله عنه في صحيح مسلم نحوه وجاء في خارج الصحيحين بمعناه من رواية غير واحد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الحديث به اثبات احاطة الله سبحانه وتعالى ينبغي ان تلاحظ يرعاك الله عند الكلام عن علو الله سبحانه وتعالى انه قد ثبتت له الصفتان صفة العلو وصفة الاحاطة والله عز وجل عال على كل شيء ومحيط بكل شيء وهذا دليل على سعته سبحانه وتعالى ودليل على عظمته وهو العظيم الواسع الكبير سبحانه وتعالى و يتبين لك ذلك بتأمل هذا الحديث فان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان الله عز وجل يكون قبل وجه المصلي اذا قام الى صلاته قبل وجه المصلي يعني امامه يقال هذا قبل وجه هذا يعني امامه فالله عز وجل مع كونه عاليا على عباده وعلى كل شيء فانه كذلك يكون مواجها للعبد يعني امامه وهذا انما يتأتى اذا كان الله سبحانه وتعالى عاليا محيطة وهذا بحمد الله ليس فيه شيء يستشكر فاننا اذا كنا ندرك في المخلوقات ما يكون عاليا ومواجها معا فاي شيء يستشكل بعد ذلك في حق العظيم الواسع الكبير رب العباد سبحانه وتعالى اذا ثبت هذا في حق مخلوق ولا ان يكون هذا ثابتا في حق الخالق من باب اولى فانت حال شروق الشمس او غروبها او في بعض مواضع او في بعض ليالي آآ القمر تجد انه امامك مع كونه ماذا عاليا عليك ثم انه اذا لم يكن هذا قريبا انما يتكلم عن الجمع بين علو الله سبحانه وتعالى ومعيته وهذا الحديث فيه ايضا اثبات صفة اختيارية لله جل وعلا وهي كونه يكون وهي كونه تلقاء وجه المصلي وقت صلاته كما جاء معنا في هذا الحديث وهو ان الله عز وجل قبل وجه المصلي اذا قام يصلي وجاء معنى هذا في احاديث اخرى ومن ذلك ما ثبت في حديث الحارث الاشعري رضي الله عنه وهو الحديث المشهور الطويل الذي خرجه الامام احمد وغيره وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وامركم بالصلاة فاذا صليتم فلا تلتفتوا فان الله عز وجل ينصب وجهه لوجه المصلي اذا صلى فهذا دليل على ما معنى من هذا الحديث كذلك جاء في سنن ابي داوود باسناد حسن اخبار النبي صلى الله عليه وسلم ان الله جل وعلا يقبل على عبده اذا قام يصلي حتى يلتفت فاذا التفت انصرف الله عنه كذلك جاء في مسند الامام احمد ان الله عز وجل تلقاء ان الله عز وجل تلقاء وجه المصلي اذا قام يصلي اذا الله عز وجل ينصب وجهه اذا شاء ويقبل على عبده اذا شاء ويكون تلقاء وجهه اذا شاء كيف شاء سبحانه وتعالى فاذا انصرف العبد لم يقبل على ربه سبحانه وتعالى في صلاته فان الله عز وجل ينصرف عنه وكل ذلك نعتقد فموجبه ونعتقد ما دلت عليه هذه الاحاديث لان الذي اخبرنا بذلك هو الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم متى ما اخبرنا النبي عليه الصلاة والسلام فانه لا يجوز لنا بحال ان نتوقف في قبول الحديث بل في قبول كلمة بل في قبول حرف واحد جاءت جاء وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والا فما قيمة شهادتنا بانه رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نعتقد هذا ونؤمن به وان كنا نجهل كيف يكون ذلك السؤال عن هذا الامر وهو كيفية نصب الله عز وجل وجهه لوجه المصلي او كونه تلقاء وجه المصلي او كونه يقبل على عبده هذا كله مغيب عنا لان الله عز وجل في ذاته غيب لنا لا ندري كيف هو في ذاته وبالتالي فاننا لا ندري كيف هو في صفاته سبحانه وتعالى ومن فوائد هذا الحديث وجوب الادب مع الله سبحانه وتعالى والحذر من سوء الادب معه سبحانه حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم بين في هذا الحديث النهي عنان يبصق الانسان تلقاء وجهه. يعني ان يبصق امامه جهة القبلة وعلة ذلك ان الله سبحانه وتعالى ابل وجه المصلي يعني امامه فمن الادب ان يصون الانسان نفسه عن هذا الفعل القبيح المستقذر كونه يبصق او يبزق او يتفل تلقاء وجهه هذا لا شك انه امر منكر وقبيح ولا يليق ان يكون من العبد وهو يصلي وهو يعلم ان الله سبحانه وتعالى قبل وجهه وانه امامه سبحانه وتعالى فحذاري من هذا الامر المعيب المنكر بل ان هذا قد جاء الوعيد عن قد جاء الوعيد عليه فان النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث جابر رضي الله عنه الطويل وهو مخرج في صحيح مسلم رأى نخامة في قبلة المسجد هذه النخامة التي تخرج من الصدر او من الحلق يدخلها الانسان تفلها احدهم في قبلة المسجد فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فتغيظ لذلك ثم قال لاصحابه ايكم يحب ان يعرض الله عنه فخشعنا. يقول جابر رضي الله عنه فخشعنا ثم قال ايكم يحب ان يعرض الله عنه قال فخشعنا خافوا ووجلت قلوبهم من ذلك ثم قال ايكم يحب ان يعرض الله عنه ولكن عن شماله او تحت قدمه فيدفنها فالمقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم بين ان من الوعيد المترتب على وساق الانسان تلقاء وجهه في صلاته اعيد ذلك ان يعرض الله سبحانه وتعالى عنه وهذا دليل على انه محرم مؤكد التحريم بل ان النبي صلى الله عليه وسلم رتب على هذا الفعل انه اذية لله ورسوله صلى الله عليه وسلم فعند ابي داوود باسناد حسن ان رجلا اما جماعة من الصحابة والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر اليهم بصق الامام تلقاء وجهه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يصلين هذا بكم ثمان هذا الامام اراد ان يصلي باصحابه فابوا عليه واخبروه بما قال النبي صلى الله عليه وسلم فجاء يسأل النبي عليه الصلاة والسلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم انك اذيت الله ورسوله ليس من الادب ان يتفل الانسان تلقاء وجهه في صلاته ففي صحيح البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا قام احدكم يصلي فانما يناجي ربه فلا يبصق تلقاء وجهه و جاء عند ابن خزيمة وابن حبان وغيرهما باسناد صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما انتفل الى القبلة جاءت تفلته بين عينيه يوم القيامة وهذا يدلك ايضا على وعيد هذا الامر واكثر اهل العلم على ان هذا الوعيد في الحديث انما هو لمن تفل في صلاته وبعض اهل العلم يرى ما هو اوسع يرى انه لا يجوز ان يتفل الانسان قبل القبلة لا في الصلاة ولا في خارجها وهذا ما نحى اليه النووي رحمه الله واختاره كذلك الصنعاني وغيرهما من اهل العلم لان الحديث ما فيه تقييد في الصلاة وهذا يدلك على انه اذا كان خارج الصلاة من الادب مع القبلة ان لا تتفل تجاهها خارج الصلاة فلا ان يكون هذا اه ممنوع في داخل الصلاة من باب اولى وعلى كل حال الاحوط للمسلم الا يتفل اتجاه القبلة ولو خارج الصلاة المقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم ادبنا بهذا الادب الذي ينبغي ان يراعيه المسلم وكذلك الا يبصق عن يمينه وعلة ذلك ما جاء في اه حديث ابي هريرة رضي الله عنه عند البخاري قال فان عن يمينه ملكا وعند ابن ابي شيبة من من قول حذيفة رضي الله عنه قال كاتب الحسنات ذلك ايضا من الادب مع الملائكة الذين جعلهم الله سبحانه وتعالى مع ابن ادم الا يتفل عن يمينه لان هذا يؤذي الملك الذي يكون عن يمين ابن ادم وهو كما قال حذيفة رضي الله عنه كاتب الحسنات ومعلوم ان الدليل قد دل على ان كل انسان قد قيظ الله سبحانه وتعالى له ملكان يكتبان عليه كل ما يفعل ويقول واجمع السلف على ان الذي على اليمين يكتب للانسان حسناته وان الذي على الشمال يكتب عليه سيئاته بالتالي فمن الادب لا يتفل الانسان عن يمينه مراعاة لهذا الامر ولا يظنن ظان ان هذا دليل على انه لا يكون على الانسان في شماله ملك يكتب عليه سيئاته انما الذي جاء في الحديث انه عن يمينه ملك وكانه والله تعالى اعلم آآ لا يكون هناك اذية اذا تفل الانسان عن شماله لا يكون اذية للملك الذي عن شماله او كما قال بعض اهل العلم لعله يتحول وقت الصلاة المقصود ان الحديث جاء معللا في حديث ابي هريرة بان على اليمين ملكا. وبالتالي فاذا بدرت بادرة اه للانسان فاحتاج الى البزاق او البصاق فانه لا يجوز له ان يتفل امامه ولا عن يمينه لهاتين العلتين ويبقى بعد ذلك انه مخير بين ثلاثة امور الاول ان يتفل عن شماله بشرط ان يكون فارغا كما جاء تقييد هذا عند الطبراني وعند ابي داوود والطبراني وغيرهما باسناد صحيح قال عن شماله ان كان فارغا. يعني لا يكون بجواره احد لان هذا سيؤذيه اليس كذلك؟ اما اذا كان ليس عن شماله احد فانه يتفل عن شماله او تحت قدمه وجاء التقييد في حديث جابر رضي الله عنه انه تحت رجله اليسرى ويدفنها تحت رجله اليسرى ويدفنها اذا هو مخير بين ان يتفل عن شماله او تحت قدمه اليسرى ويدفنها او وهو الخيار الثالث انه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فان بدرت منه بادرة تفل في ثوبه ووضع بعضه على بعض يتفل في بعض ثوبه ويضع بعضه ويضع بعضه على بعض وهذا ايضا فيه ادب وذوق حيث انه لو ترك هذا على ثوبه او عمامته او ما شاكل ذلك فان هذا سيكون شيئا مقززا بمن يراه لكن اذا وضع بعضه على بعض يعني اذا ضم بعض الثوب على بعض وفركه فان هذا يزول آآ اثره الظاهر ثم بعد ذلك اذا ذهب الى بيته فانه يغسله والحمد لله وان كان معه منديل مثلا فانه آآ يتنخم او يبصق فيه ويزول الاشكال بحمد الله وها هنا مسألة فقهية وهي هل هذا يصح ان يكون اعني البصاق عن الشمال او تحت القدم يصح ان يكون في المسجد او ان هذا حكم لهذه الحال خارج المسجد اختلف العلماء رحمهم الله في هذا الموضع فذهب بعضهم الى ان هذه الاحاديث التي جاء فيها آآ بيان ان البساط يكون عن الشمال او تحت القدم ان هذه الاحاديث مخصوصة بما ثبت في الصحيحين من قوله صلى الله عليه وسلم البزاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها وبالتالي فانهم يخصون تلك الاحاديث بهذا الحديث فتبصق عن شمالك او تحت قدمك اذا كنت ها خارج المسجد اذا كنت خارج المسجد اما في داخل المسجد فان البزاق في المسجد ماذا خطيئة وبعض اهل العلم انعكس الامر فخص حديث البزاق في المسجد خطيئة تلك الاحاديث التي فيها البساط عن الشمال او تحت القدم وهذا هو الاقرب والله تعالى اعلم ويدل عليه ان النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث جابر انما وجه اصحابه في شأن بخامة رآها في المسجد لان في ابتداء الحديث يقول جابر رضي الله عنه اتانا النبي صلى الله عليه وسلم في مسجدنا هذا وهو يتحدث عنه عن مسجد ثم رأى هذه النخامة ثم امر النبي صلى الله عليه وسلم من احتاج الى ان يبصق ان يبصق عن شماله تحت رجله اليسرى اذا هذا توجيه لما يكون في ماذا لما يكون في المسجد يدلك ايضا على ان العموم في حديث البصاق في المسجد خطيئة غير محفوظ انه بالاجماع يجوز للانسان ان يبصق بثوبه او في منديله وهذا لا خلاف فيه بين اهل العلم فدل هذا على ان العموم في هذا الحديث غير محفوظ بل دخله التخصيص الاقرب الله تعالى اعلم انه يجوز للانسان ان يبصق في المسجد عن شماله او تحت قدمه بشرط ان يدفنها وبالتالي فيفهم ذاك الحديث البزاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها ان المعصية مركبة مركبة من امرين وساق مع عدم دفن وساق مع عدم دفن ومهما يكن من شيء فكل ما مضى والخلاف الحاصل بين العلماء انما هو في شأن مسجد مفروش بالرمل او التراب اما المساجد المفروشة فلا اظن احدا من اهل العلم يخالف في انه لا يجوز بحال ان يبصق الانسان فيها وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم لما بين لنا البصاق عن الشمال تحت الرجل اليسرى قال ويدفنها وهل يتأتى الدفن في هذه المساجد التي اكثر مساجد المسلمين اليوم على هذه الحال يعني مفروشة مفروشة بهذه الحصر والفرش؟ هل يتأتى الدفن لا يتأتى وبالتالي فهذا كله في شأن اه مسجد مفروش الرمل او الحصباء او ما شاكل ذلك اما المساجد المفروشة فان الامر فيها يختلف ولا يجوز ان يفعل هذا الانسان بل اذا بدرت منه بادرة تناول منديلا او وظع ذلك في ثوبه والحمد لله ولك ان تتخيل لو فتح الباب للناس بان يبزقوا بهذه الفرش كيف سيكون الحال لا شك انه امر لا يليق ولا يجوز ان يكون عليه الحال في المساجد والنبي صلى الله عليه وسلم تغيظ تغيظا شديدا لما رأى تلك النخامة في قبلة المسجد وقام بتغيير هذا المنكر بيده عليه الصلاة والسلام فحكها عليه الصلاة والسلام ووضع مكانها عبيرا يعني طيبا فدل هذا على لزوم الحفاظ على نظافة المساجد والله تعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله صلى الله عليه وسلم اللهم رب السماوات السبع ورب الارض ورب الارض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى منزل التوراة والانجيل والفرقان اعوذ بك من شر كل دابة انت اخذ بناصيتها انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء حط عني الدين واغنني من الفقر. رواه مسلم هذا الحديث الذي خرجه الامام مسلم رحمه الله من حديث ابي هريرة رضي الله عنه فيه هذا الدعاء الذي سن النبي صلى الله عليه وسلم بل امر بقوله اذا اخذ الانسان مضجعه يعني عند النوم هذه سنة من سنن النوم وجاء في رواية عند مسلم من هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم امرنا جاء الحديث بلفظ الامر امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يقول الانسان اذا اضطجع هذا الدعاء فهذا مما ينبغي ان يحرص المسلم عليه اذا كنت او اذا كانت لك حاجة الى ربك في قضاء دينك واغنائك من فقرك فدونك هذا الحديث الزمه وابشر بالخير اقض عني الدين واغنني من الفقر وان كانت الرواية في مسلم اقض عنا الدين واغننا من الفقر كما ان الرواية في مسلم فيها زيادة اللهم قبل قوله انت الاول اللهم انت الاول فليس قبلك شيء الى اخره المقصود ان هذا الحديث اورده المؤلف رحمه الله لاثبات هذه الصفات الاربع التي جاءت في هذا الحديث وهي الاولية والاخرية وصفة الظهور وصفة البطون الله جل وعلا هو الاول وهو الاخر وهو الظاهر وهو الباطن وهذه الصفات الاربع وهذه الاسماء الاربعة مضى الكلام فيها باوائل الدروس لانه من اول ما اورد المؤلف رحمه الله في هذه الرسالة ومضى تفصيل كلامي عن هذه الصفات في ذلك الموضع وكأن المؤلف رحمه الله اورد هذا الحديث ضمن الاحاديث التي تدل على ثبوت علو الله سبحانه وتعالى فاسمه الظاهر وصفة الظهور لله جل وعلا دليل على ثبوت علوه وفوقيته لان النبي صلى الله عليه وسلم فسر الظاهر بانه ماذا الذي ليس فوقه شيء والله عز وجل فوق كل شيء وليس فوقه شيء تبارك وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله صلى الله عليه وسلم لما رفع اصحابه اصواتهم بالذكر ايها الناس ارضوا على اربوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا انما تدعون سميعا قريبا ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته متفق عليه نعم هذا الحديث جاء في الصحيحين من حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه وارضاه حيث ذكر انهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فكانوا كلما ارتفعوا او كلما صعدوا جبلا او هبطوا واديا رفعوا اصواتهم بالتكبير حينها قال النبي صلى الله عليه وسلم يا ايها الناس اربعوا على انفسكم ارضعوا يعني ارفقوا بانفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا ان الذي تدعونه سميع قريب وفي رواية سميع بصير وهو معكم وفي الرواية التي التي اوردها المؤلف رحمه الله ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته. وهذا اللفظ تفرد به مسلم يعني ان الذي تدعونه هذه القطعة من الحديث اقرب الى احدكم من عنق راحلته هذه تفرد بها مسلم رحمه الله ولم يخرجها البخاري في صحيحه وهذا الحديث به اثبات صفات اربع لله سبحانه وتعالى صفة السمع وصفة البصر وصفة القرب وصفة المعية قال ان الذي تدعونه سميع بصير وفي رواية قريب وهو معكم اذا هذه صفات اربع ثابتة في هذا الحديث لربنا العظيم المعبود سبحانه وتعالى صفتا السمع والبصر وكذلك صفة المعية مضى الكلام عنها وبقيت اه صفة القرب لله سبحانه وتعالى وهذه سيتكلم عنها المؤلف قريبا ان شاء الله فنؤجل الكلام عنها الى ذلك الوقت حينما تعرظ المؤلف رحمه الله الى بيان الجمع بين علو الله عز وجل وقربه هذا الحديث من فوائده يسر الاسلام ومن فوائده شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على امته فانه امرهم ان يترفقوا وان يرفقوا بانفسهم لان رفع الصوت الزائدة عن الحاجة لا شك انه قد يضر الانسان ويؤذيه فامرهم النبي صلى الله عليه وسلم ان يرفقوا بانفسهم لا سيما وان هذا لا حاجة اليه لان الله جل وعلا سميع بصير قريب وهو مع عبده بسمعه وبصره وعلمه واحاطته تبارك وتعالى اذا لا حاجة لهذا الرفع بالصوت ومن فوائد هذا الحديث ايضا ان الاصل ان يكون الذكر مع خفض الصوت الا ما ثبت الدليل بالرفع فيه اذا هذا هو الاصل ان الانسان يخفض صوته عند ذكر الله سبحانه وتعالى ايستثنى من هذا ما جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ومما جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم برفع الصوت رفع الصوت بعد الصلاة المكتوبة بالذكر المشروع كما ثبت هذا عند البخاري من اه حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رفع الصوت بعد الصلاة بالذكر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فدل هذا على ان هذا القدر من الذكر مما يستثنى ونظائر له في سنة النبي صلى الله عليه وسلم مما دل عليه هذا الحديث خفض الصوت ورفع الذكر او عفوا رفع الصوت بالذكر بعد الصلوات المفروضة هذا من السنن الغريبة عند كثير من الناس مع الاسف الشديد والله سبحانه وتعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر. لا تضامون في رؤيته فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا. متفق عليه هذا الحديث فيه اثبات رؤية الله سبحانه وتعالى وهو حديث صحيح جليل اتفق عليه الشيخان بل رواه عامة اصحاب الصحاح والسنن والمسانيد فهو كما قال ابو العباس فقي الدين رحمه الله انه من اصح الاحاديث على وجه الارض روي باصح الاسانيد ومسألة الرؤية مرت معنا بدروس السابقة وسيتكلم عنها المؤلف ايضا لاحقا ونزيد الكلام عنها لاحقا ان شاء الله وفي هذا الحديث اخبر النبي صلى الله عليه وسلم اننا سنرى ربنا جل وعلا وعلمنا ان هذه الرؤية تكون يوم القيامة وكذلك تكون في جنات النعيم. نسأل الله عز وجل من فضله قال لا تضامون او لا تضامونه بكليهما قرأ الحديث لا تضامون من الضيم يعني المشقة والتعب او لا تضامون بالتشديد من الضم لا ينضم بعضكم الى بحر الى بعض فيكون ازدحام وقت الرؤية ليس هذا وليس هذا اه ثابتا وقت الرؤية بل رؤية ليس فيها انضمام وليس فيها ضيم وتعب ومشقة للعباد بل هي رؤية بيسر وسهولة ووضوح رؤية يراه عباده سبحانه وتعالى كما ترى الشمس ليس دونها سحاب او كما يرى القمر ليلة البدر وهذا تشبيه للرؤية بالرؤية وفي الحديث الحث على صلاتي الفجر والعصر قال فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا وهما الفجر والعصر وهذا دليل على ان المحافظة على الصلاة ولا سيما المحافظة على البردين على هاتين الفريظتين الفجر والعصر من اسباب نيل هذا الفضل العظيم وهو اعظم انواع الفضل والوعد واي نعيم فوق هذا النعيم ان يرى الانسان محبوبة ومعبودة وربه سبحانه وتعالى فينبغي على الانسان ان تشتد محافظته على هاتين الصلاتين ولا سيما في جماعة وهذا مما ينبغي الحرص عليه بل نص بعض شراح الحديث على ان مقصود النبي صلى الله عليه وسلم بقوله تغلب يعني صلاة الجماعة لا تغلبوا عن صلاة الجماعة بهاتين الفريظتين لا سيما وهما يأتيان غالبا بعد فترة راحة وسكون او نوم فينبغي على الانسان ان يكون اشد ما يكون حرصا على هاتين الصلاتين ولا سيما في جماعة والله عز وجل اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الى امثال هذه الاحاديث التي يخبر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه بما يخبر به. نعم الى امثال هذه الاحاديث انتهت الاحاديث التي اوردها المؤلف رحمه الله في هذه الرسالة انما هي نبذة تنبيك عما وراءها والا فالثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم في باب الصفات اضعاف اضعاف ما اورد هذا ما اورد المؤلف رحمه الله في هذه الرسالة لكنه اراد التمثيل لا غير. نعم فان الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة يؤمنون بذلك كما يؤمنون بما اخبر الله به في كتابه من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل بل هم الوسط في فرق الامة كما هذه الماعة والماحة من المؤلف رحمه الله امر بينه رحمه الله في مطلع كلامه او مطلع ايراده للاحاديث وهو منهج اهل السنة والجماعة في اه الاخذ والتلقي لنصوص الصفات وذلك ان اهل السنة والجماعة الذين هم الفرقة الناجية المنصورة قاعدتهم التي عليها تأسست عقيدتهم بل كل امور دينهم ان المعين والمصدر انما هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكل ما عدا هذين المصدرين العظيمين فانه معروض عليهما اهل السنة والجماعة كما مر معنا في باب الصفات وفي غيره من ابواب الاعتقاد وفي غيره من ابواب الدين لا يفرقون بين الكتاب والسنة فيقبلون ما جاء فيهما او ما جاء في احدهما لا فرق عندهم بين صفة ثابتة بالكتاب والسنة او صفة ثابتة بالكتاب فقط او صفة ثابتة في السنة فقط كما انهم لا يفرقون بين الادلة من حيث التواتر وعدمه فيقبلون ما جاء في الحديث المتواتر ويدعون ما جاء في الحديث الاحاد كلا بل ان معيار القبول عنده كما قد علمنا الثبوت وليس التواتر العبرة بثبوت الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندها فانه يقال على الرأس وعلى العين واجب الاعتقاد ما جاء في هذه الاحاديث الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ان من منهجهم انهم يأخذون هذه النصوص الواردة في الصفات على ظاهرها اللائق بالله سبحانه وتعالى مع اجتناب المحاذير الاربعة التي هي التعطيل والتحريف والتشبيه والتكييف هذه محاذير اربعة وقع فيها فئام من الناس كثر وصانا الله عز وجل اهل السنة والجماعة منها فالمسلم الحريص على نجاة نفسه ينبغي عليه ان يحرص اشد الحرص على اجتناب هذه المحاذير التعطيل والتحريف والتشبيه والتكييف وقد مضى الكلام عنها مفصلة في اوائل الدروس هذا الباب باب عظيم اعلم يا رعاك الله واستحضر يا رعاك الله ان باب الصفات انما فيه كلام واخبار عن الله سبحانه وتعالى ليس الامر بالمقام الهين بحيث يطلق الانسان لنفسه العنان فيتكلم كيف شاء ويخبط بالتخرص كلا من اعظم المنكرات ومن اشنع المحرمات ان يقول الانسان على الله عز وجل بغير علم فحذاري من هذا الامر كن على غاية الاحتياط وان تتكلموا وانت تتكلم عن اسماء الله وصفاته تبارك وتعالى اذا كان الانسان باخباره عن انسان مثله يخبر عن هذا الانسان الاخر يخبر عنه باسماء ليست له او يصفه بصفات ليست له ولا تناسبه اتراه يرضى بذلك لا يرضى بذلك وانت تتوقى هذا لان هذا مما لا ينبغي ان تقع فيه فكيف بالكلام عن الله سبحانه وتعالى المقام مقام عظيم فحري بالمسلم ان يتحرز و ان يتحفظ وان يحتاط فلا يقول على الله عز وجل الا بعلم الا ببرهان فاذا ثبت الدليل والبرهان قال به ولم يبالي ولا عليه باقوال المخالفين والقاعدة في هذا كما قال الامام احمد رحمه الله لا نزيل عن الله عز وجل صفة من صفاته لشناعة شنعت مهما شنع المشنعون ومهما ارجف المرجفون ومهما لبس المبتدعون فلا ينبغي المسلم الصادق ان يتزحزح عن الحق الله يخبر عن نفسه بانه متصف بهذه الصفة واعلم الخلق به صلى الله عليه وسلم يخبر انه متصف بهذه الصفة فبالله عليك باي دليل وباي برهان وما الحجة التي تدلي بها عند ربك سبحانه وتعالى حينما يحاسبك كيف جاز لك ان تنفي عن الله عز وجل شيئا اثبته لنفسه او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم فتخوض في ذلك بالتحريف او ما يسمونه بالتأويل المقام مقام عظيم اياك اياك يا عبد الله الله جل وعلا بين عظم هذا المقام اذا كانت اضافة صفة لله لا تليق به بين الله عز وجل عظيم امرها فقال سبحانه وقالوا اتخذ الرحمن ولدا نسب لله عز وجل صفة الايلاد وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا ليس الامر سهلا جئتم شيئا عظيما تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا كل ذلك لم ان دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا كذلك الامر يا رعاك الله امر عظيم اذا اضفت الى الله عز وجل صفة له او نفيت عنه صفة ثابتة له فعلى الانسان ان يتقي الله عز وجل في نفسه. هذا المنكر وهذا الامر المحرم اشد واشنع من كثير من المنكرات التي تعظمها في نفسك والتي تراها شنيعة بعض الناس ربما يتوقع كثيرا من المحرمات التي تكون بالبدن او تكون اه باللسان ولكنه لا يبالي بشأن هذا المنكر تجده يتكلم عن الله عز وجل آآ شيء عجيب يتحكم في الصفات هذا يليق بالله وهذا لا يليق بالله سبحان الله العظيم اانت اعلم ام الله اانت اعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم. حتى تتحكم هذا التحكم تقول يجب نفي هذه الصفة لانها لا تليق بالله. سبحان الله ايخبر الله عن نفسه في كتابه ايخبر رسوله صلى الله عليه وسلم عنه بشيء من الصفات وهي لا تليق به وانت قد علمت ذلك سبحان الله العظيم ما اشنع هذه المقالة اسأل الله عز وجل ان يجنبني واياكم هذه الاهواء والبدع وان يثبتنا واياكم على التوحيد والسنة ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان