ولعلكم تذكرون ان المؤلف رحمه الله اورد ايتين دلتا على ثبوت المعية العامة وخمس ايات دلت على ثبوت المعية الخاصة وفي قسم الحديث اورد الحديث الذي تذكروني وهو الذي قلنا ان فيه نظرا الذي فيه ما يروى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه اه اه ان تعلم ان الله معك حيث كنت افضل الايمان ان تعلم ان الله معك حيث كنت صوته الاحاديث كذلك علمنا ان الادلة على هذا المعتقد قد توارد لتوفر عليها الكتاب والسنة والاجماع والعقل والفطرة كذلك الامر في ثبوت معية الله سبحانه وتعالى مرت معنا في قسم الايات بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين امين يا رب العالمين رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الواسطية وقد دخل فيما ذكرناه من الايمان بالله علما بما اخبر الله به في كتابه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واجمع عليه سلف الامة لانه سبحانه وتعالى فوق سماواته على عرشه. علي على خلقه هو سبحانه معهم اينما كانوا يعني هم عاملين كما جمع بين ذلك في قوله هو الذي خلق السماوات والارض بستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلد في الارض وما يقرب منها وما ينزل من السماء وما يعرض فيها وهو معكم اينما تنجيه والله ما تعملون بصير وليس معنى قوله وهو معكم انهم بالخلق ان هذا لا تجيب اللغة هو خلاف ما عليه سلف الامة بخيل لكن ما كفر الله عنهم خلق بل القمر اية من ايات الله من اصغر مخلوقاته. وهو موضوع في السماء وهو مع النساء اينما كانوا. وهو سبحانه ما نعرفش رقيب على خلقه هين عليه مطلع اليه. الى غير ذلك من معاني الوهيته كل هذا الكلام الذي وكل هذا الكلام الذي ذكره الله منه فوق العرش وانه معنا حق على حقيقته لا يحتاج الى تحريف ولكن يصام عنه قدوة دخل في ذلك الايمان بان نعم ليكمل هذا الحد زيادة خطير ولكنه صانوا عن الظلم الكاذبة مثل ان يظن ان ظاهر قومه في السماء ان السماء تطيل او تظل وهذا باطل باجماع اهل العلم ايمان فان الله قد وسع فان الله قد وسع كرسيه السماوات والارض وهو يمسك السماوات والارض ان تزولا ويسيء السماء ان تقع على الارض الا في الليل. ومن ايات ان تكون السماء والارض بامره ان الحمد لله وهو نستعينه ونستغفره نعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد وبعد ان انتهى المولد رحمه الله بصوت جملة من الايات ثم الاحاديث التي دلت على ثبوت صفات الله سبحانه وتعالى واعقب هذا جماعة تتناول منهج اهل السنة والجماعة في التلقي ثم بين وسطية اهل السنة والجماعة بين فرق وعقد تلك المقارنات التي مرت معنا في الدرس الفائت نبه رحمه الله عقب كل ذلك على عدة امور فهو نبه على اربع مسائل اولا على الجمع بين علو الله سبحانه ومعيته ثانيا على الجمع بين علو الله ثالثا على ما يتعلق بصفة الكلام لله سبحانه واخيرا ما يتعلق برؤية الله جل وعلا وها هنا انهى الكلام عن باب الصفات ما الذي اخذ القسط الاكبر من هذه العقيدة والكلام في موضوع العلو والمعية وهو التنبيه الاول ومحل بحثنا في هذا الدرس وهذا الموضوع قد سبق الكلام فيه و تبين لنا منهج اهل السنة والجماعة في هذا الباب العظيم باب العلو وكذلك باب المعية ولكن لا بأس باعادة الكلام المقام لاهميته حري بان يعاد الكلام فيه ويكرر والمكرر احلى ما قال بعضهم في المقارنة بين البخاري ومسلم قالوا لمسلمي فضل قمت البخاري اعلى قالوا المكرر فيه قلت المكرر احلى فالمكرر من الكلام احلى المقصود ان الادلة القطعية قد دلت على ثبوت علو الله سبحانه وتعالى على خلقه وانه فوق كل شيء وانه مستو على عرشه وانه العلي الاعلى وهذا من الامر المعلوم من من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم للضرورة العلم بان الله مباين خلقه وعال عليهم هذا امر ضروري كالعلم لانه سبحانه رب السماوات والارض وكالعلم بانه على كل شيء قدير وكالعلم بانه بكل شيء عليم وكالعلم بانه انزل الكتب وارسل الرسل هذا من العلم القطعي ان الله سبحانه وتعالى فوق كل شيء وعال على كل شيء وانهم مستمرون على عرشه بائن من خلقه هذا امر لا يقبل الشك ولا التشكيك ولا التردد و الادلة قد مرت معنا على هذا الامر في مواضع من هذه العقيدة مع كلامه او اثناء صوته للايات او وقلنا ان في ثبوت هذا الحديث نظر المقصود ان معية الله سبحانه لا شك في ثبوته ونلخص ما مر معنا في ذلك الدرس الذي فصلنا فيه الكلام عن المعية اذ قلنا ان الادلة قد دلت على وصف الله عز وجل بالمعية وان الله سبحانه وتعالى قد ثبت له معيتان معية عامة وكذا تسمى معية علمية ومعية خاصة اما المعية العامة فالمراد بكونها عامة يعني ان الله مع جميع خلقه جميع خلقه فالله سبحانه وتعالى معهم بعلمه وقدرته واحاطته وهيمنته ورقابته وسمعه وبصره الى اخر تلك المعاني التي هي معاني ربوبية الله سبحانه وتعالى و النوع الثاني المعية الخاصة وهي التي يخص الله عز وجل بها من شاء من اوليائه والفرق بين المعيتين كما قد علمتم من جهتين اولا بالمعية العامة اذا قلنا ان الله مع خلقه بعلمه وقدرته واحاطته فهذه معية راجعة الى صفة ذاتية اما المعية الخاصة التي هي بمعنى معية النصرة والتأييد و التوفيق والتسديد فهذه معية راجعة الى صفة اختيارية متعلقة بمشيئة الله سبحانه وتعالى كما مر معنا الفرق الثاني وهو من جهة الاثر فان المعية العامة تورث الخوف والوجل من الله سبحانه وتعالى من علم ان الله مطلع عليه رقيب عليه محيط به يسمعه ويبصره فان ذلك يقتضي منه الخوف منه تبارك وتعالى والاجتهاد في طاعته وان لا يكون منه شيء يكرهه سبحانه وتعالى اما المعية الخاصة فانها تؤثر في النفس حصول حسن الظن بالله جل وعلا والرجاء فيه فان من علم ان الله معه ينصره ويؤيده يجيب دعاءه ويحوطه من ورائه و يصونه من اعدائه فان ذلك يقتضي ان يكون لا رجاء عظيم مستبشرا حسن الظن بالله عز وجل اذا هذه هي آآ صفة المعية بقسميها ومرت بنا ايضا الادلة التي دلت على ذلك عرفنا ان من ادلة المعية العامة قوله سبحانه الم ترى ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم وكذلك ما اورد المؤلف رحمه الله فيما قد سمعت وما اورده سابقا هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم. والله بما تعملون بصير وكذلك قوله جل وعلا يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم اذ يبيتون ما لا يرضى من القول و عند البيهقي في الشعب وفي السنن في حديث طويل فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل ما تزكية العبد نفسه قال ان يعلم ان الله معه حيث كان والحديث حسنه الشيخ ناصر الالباني رحمة الله تعالى عليه في السلسلة السقيفة اما المعية الخاصة وهي التي قد علمنا انها تقتضي نصرته جل وعلا وتأييده وتوفيقه وتسديده دل عليها من ادلة الكتاب ما هو اكثر من ادلة المعية العامة ادلة المعية الخاصة اكثر من ادلة المعية العامة ومن ذلك قوله تعالى ان الله مع الصابرين والله مع الصابرين ان الله معنا انني معكم وقال الله اني معكم اه الى غير ذلك من ادلة الكتاب وكذلك السنة كما في صحيح البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى انا عند ظن عبدي بي وانا معه اذا ذكرني فهذه جملة من ادلة معية الله سبحانه وتعالى و المؤلف رحمه الله اراد ان يبين لك ان الواجب ان يجمع المؤمن بين الايمان بالامرين كلاهما حق كلاهما ثابت في الكتاب والسنة ولا يمكن ان تتعارض او تتناقض ادلة الكتاب والسنة فالله جل وعلا كما اخبر عن نفسه عال على خلقه وكذلك هو مع خلقه بعلمه وهذا لجميع الخلق او بنصرته وتأييده وذلك لمن شاء من خلقه ولا تناقض ولا تعارض بين هذا وهذا بحمد الله عز وجل خالف الحق المبين في هذا المقام العظيم اهل الضلال والشر الذين قالوا بحلول الله سبحانه وتعالى في خلقه وانه في كل مكان وتذرعوا فيما تذرعوا بادلة المعية قالوا ان ثبوت كونه جل وعلا مع خلقه وهو معكم اينما كنتم يقتضي انه بذاته حال في كل مكان تعالى الله عن قوله علوا كبيرا وزعموا ان هذا هو ظاهر الايات فان مع تقتضي وتوجب الممازجة والمخالفة فاذا كان الله مع خلقه اذا هو حال فيه مخالط لهم تعالى الله عن افكهم علوا كبيرا ولا شك ان هذا من اعظم الضلال والافك والكفر والبهتان اعتقاد ان الله عز وجل حاله في خلقه واشنع وابشع من ذلك اعتقاد اتحاد الله سبحانه وتعالى مع خلقه لا شك ان هذا من اعظم الضلال والافك والكفر والبهتان والرد على زعم القول من وجوه عديدة اولا عدم التسليم لهم بان لفظة مع يقتضي حصول الامتزاج والمخالطة هذا ليس بصحيح بل هذا كذب على اللغة وكذب على الشرع من زعمه ان كلمة معه تقتضي بالضرورة حصول الخلطة والممازجة او المحاذاة هذا لا شك انه باطل غير صحيح والشواهد على هذا في مجال كلام الناس بل في كتاب الله ثم في كلام العرب لا شك انه كثير جدا فانهم يخبرون عن كون هذا مع هذا ولا يقتضي هذا في مجاري كلامهم اصول المخالطة والممازجة مع في اللغة تفيد مطلق المقارنة لفظ معه في اللغة يفيد مطلق المقارنة ثم ان دل ذلك على شيء اخر كان بقرينة اخرى في دلالة سياق او سباق او لحاق. اما ان تكون لفظ او اما ان يكون لفظ مع يقتضي ويوجب المخالطة ولابد فهذا لا شك انه باطل من القول وزور ولذا لو تأملنا في كتاب الله لوجدنا هذا كثيرا ولا ينازع احد في دلالة كثير من الايات ان ظاهرها لا يفهم منه احد اصول المخالطة والمزاج والممازجة. المتر الى قوله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصابرين وكونوا مع الصادقين ايفهم احد ان المراد ان يخالطهم الانسان و آآ ندافعهم باكتافه او ان المراد ان يكون صادقا كما كما هم صادقون وقل مثل هذا في قوله تعالى وكنا نخوض مع الخائضين وقل مثل هذا في قوله تعالى وتوفنا مع الابرار وقل مثل هذا في نصوص كثيرة في كتاب الله سبحانه وتعالى. فاولئك معكم فاولئك مع المؤمنين كل ذلك لا يفيد اصول الممازجة انما يفيد مطلق المقارنة والموافقة والمصاحبة وهذا ايضا ما يعلمه الناس وما يتكلم به اهل اللغة فانهم يقولون سرنا والقمر يقولون سرينا مع سهيل مع النجم واين القمر واين سهيل مع هؤلاء المسافرين وقل مثل هذا في كلام الناس بعضهم مع بعض فان اهل العلم لم يزالوا يقولون في المسائل الخلافية اذا جاؤوا يرجحون يقول احدهم وانا في هذه المسألة مع الشافعي او مع ابي حنيفة او مع مالك فهل يريد انه قد مزجه وخالطه بذلك تجد ان الرجل يقول فلانة مع فلان لم يطلقها والمراد ماذا انها مقترنة معه بعقد الزوجية ولو كانت في ذلك الوقت في بلد وهو في بلد تقول مثلا يا فلان اين مالي فيقول لك لا تقلق مالك معي والمراد انه في بيت في الصندوق ليس انه في جيبه والنماذج على هذا كثير فان من المغالطة ومن اه التشغيل ان ان يقال ان لفظ مع يقتضي ولابد اصول الخلطة والممازجة اذا تبين لنا ان لفظ مع لم يقتضي خلطة مخلوق مع مخلوق اذا تبين لنا ان لفظ مع لم يقتضي سلطة مخلوق مع مخلوق ابتلى ان لا يقتضي ذلك في حق الخالق سبحانه وتعالى من باب اولى اذا الله جل وعلا مع خلقه بعلمه واطلاعه وسمعه وبصره ولا يقتضي هذا البتة ان يكونوا سبحانه ممازجا ومخالطا او حالا في خلقه الوجه الثاني ان يقال ان هذا ما تدل عليه سياقات الادلة التي جاءت في هذا الباب فان كل من انصف وكان يعرف لغة العرب فينظر في سياق الكلام في سياق الايات والاحاديث فانه يقطع بان المعية فيها انما هي معية علم او معية نصرة وتأييد بحسب موضعها وبحسب سياقها ولا يفهم احد من ذلك اه من تلك الايات اصول السلطة والممازجة ولا شك ان السياق اذا تبين المراد منه فانه قد ينقل الكلام من الظهور الى القطعية والنصية وهذا لا يخفى على كل من كان على علم لغة العرب وباصول الفقه ووجه ثالث ان يقال ان هذا الذي تقرر من ان معية الله عز وجل لخلقه لا تقتضي ولا توجب المخالفة هو ما اجمع عليه السلف الصالح واي خير في خلاف مذهبهم واي آآ هدى فاز به من جانب مسلكهم ونهجهم وطريقتهم اجماع اهل العلم من لدن من لدن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم فمن بعدهم كله قائم على ان معية الله جل وعلا ليست معية خلطة انما هي معية علم او نصرة وتأديب ولذا اخرج ابن ابي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى وهو معكم اينما كنتم قال عالم بكم اينما كنت باي شيء فسر المعية نعم فسرها بمعية العلم. قال عالم بكم اينما كنتم. ونقل الاجماع على ان المعية في هذه الاية واطرى بها انها معية العلم نقل هذا الاجماع الامام احمد رحمه الله وكذلك ابن عبد البر وكذلك ابو عمر الطلمنكي وكذلك ابن بطة وكذلك الاجري وغيره من اهل العلم. اما الذين نصوا نصا على ان هذه معية او نصرة وتأييد كهؤلاء خلائق لا يحصيه المحصي اذا هذا اجماع من السلف الصالح والاجماع حجة قطعية لا شك فيها ولا ريب الوجه الرابع ان يقال ان المعية كما ذكرنا معية علم اذا كانت معية عامة او معية نصرة وتأييد اذا كانت معية خاصة وهذا لا يوجد الخلطة والممازجة والا نتناقضت هذه الادلة مع ادلة علو الله واستوائه على عرشه والمقطوع به عند جميع المسلمين ان ادلة الكتاب والسنة لا يمكن ان تتعارض او تتناقض. اذا ادلة العلو والاستواء وهي بالمئات وربما اكثر تدل قطعا على ان معية الله عز وجل لا تقتضي ماذا الخلطة والممازجة وقل ايضا في الوجه الخامس وهو ان ادلة المعية الخاصة تمنع الذي ذكره من اقتضاء المعية او كلمة مع الممازجة والمخالفة ادلة المعية الخاصة تمنع ذلك لو كان الامر كما ذكروا من ان كلمة معن تقتضي الخلطة والممازجة لكانت المعية معية عامة وانت في التخصيص وخذ على هذا مثلا الله عز وجل اخبرنا في كتابه عما كان اذ كان هجرة النبي صلى الله عليه وسلم لما كان مع صاحبه في الغار ماذا قال الله عز وجل قال عن نبيه عليه الصلاة والسلام لا تحزن ان الله معنى ان الله معنى هذه معية فيها تخصيص يعني الله عز وجل مع نبيه صلى الله عليه وسلم وصاحبه ابي بكر ولو كانت معية السلطة لكان ربنا تعالى عن ذلك مع النبي صلى الله عليه وسلم وابي بكر والكفار لان الكفار كانوا قريبين جدا مع النبي صلى الله عليه وسلم. في الصحيحين يقول ابو بكر يحدث بهذا انس رضي الله عنه يحدثنا بهذا انس. يقول لما كنت في الغار نبرته فإذا الكفار عند الله فقلت يا رسول الله لو نظر احدهم تحت قدمه لرآنا تأمل هذا القرب الشديد بين الكفار و والنبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه لو كانت المعية معية خلقة لكان الله تعالى عن ذلك ماذا مع النبي صلى الله عليه وسلم وابي بكر والكفار ولن تفى التخصيص وهل يقول بهذا مسلم اجيبوا يا جماعة لا والله بل هذه الاية يقطع كل مسلم عالما كان او جاهلا بان المعية ها هنا خاصة بماذا بمعية او ان هذه المعية خص الله عز وجل بها نبيه صلى الله عليه وسلم وصاحبه رضي الله عنه وارضاه اذا هذه اوجه خمسة تدلك على ان الذي ذكره من اقتراء المعية الخلطة الممازجة. ومن ثم زعم القوم ان هذه الادلة تدل على حلول الله عز وجل في خلقه لا شك ان هذا من افضل الباطل وان هذا من القول على الله سبحانه وتعالى بلا علم و الحق الذي لا شك فيه انه يجب على كل مسلم ان يعتقد ان الله عال على كل شيء وفوق كل شيء وان هذه العقيدة التي سرت عند بعض الناس في اعتقادهم ان الله في كل مكان وانه اذا قيل له اين الله؟ اجاب بانه في كل مكان لا شك ان هذا ضلال مبين بل كفر عظيم مستديم باجماع المسلمين حذاري من ذلك يا عبد الله احذر ان تلقى الله وانت تعتقد هذه وانت تعتقد هذه العقيدة اتق الله في نفسك وقل بما نطقت به ايات الكتاب واحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم واجمع عليه المسلمون قاطبة وهو ان الله متصف بصفة العلو الذاتي وان الله عز وجل لم يزل ولا يزال عليه ويستحيل ان لا يكون ويستحيل ان يكون غير علي على كل شيء سبحانه وتعالى احسن الله اليكم قال رحمه الله قد دخل فيما ذكرناه من الايمان بالله هذا اول ما من اول ما بدأ المؤلف به رحمه الله حينما ذكر انه قد دخل في الايمان بالله الايمان بما اخبر الله به وما اخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم من اسمالله من اسماء الله وصفاته. لم يزل المؤلف رحمه الله يشرح هذه الجملة احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد دخل فيما ذكرناه من الايمان بالله الايمان بما اخبر الله منه في كتابه واثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واجمع عليه سلف الامة الى انه سبحانه وتعالى فوق سماواته على عرشه. علي على خلقه هذا تواتر تواترا قطعيا و دلالته نصية وهو علو الله عز وجل وفوقيته وادلة هذا كما ذكرنا تفوق الالف دليل بل هي الفا دليل يا قومنا والله ان لقولنا الفا يدل عليه بل الفان عقلا ونقلا مع صريح الفطرة الاولى وذوق حلاوة القرآن كل يدل بانه سبحانه فوق السماء نباين الاكوان. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله هو سبحانه معهم اينما كانوا. يعلم ما هم عاملون كما جمع بين ذلك في قول هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام في المستوى على العرش يعلم ما يرد في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرب فيها وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير. هذه الاية اية عظيمة برهان واضح على الجمع بين العلو والمعية وانه لا تعارض في ذلك ولا تناقض وانه يجب ان يصان اعتقاد معية الله عز وجل مع خلقه عن الظن الكاذب الخاطئ من اقتضاء ذلك حلول الله عز وجل في خلقه انظر كيف بدأ الله سبحانه وتعالى هذا الموضع الشريف من كتابه ببيان علوه على خلقه واستوائه على عرشه وقد علمت فيما مضى ان ادلة الاستواء من ادلة العلو فان الاستواء علو خاص الاستواء علو خاص كل دليل دل على استواء الله على العرش فهو دليل على علوه سبحانه فوق كل شيء الم ترى ان الله نعم هو الذي هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش. هذا الذي ينبغي ان ان يتكرر في قلبك يا ايها المسلم اولا وهو ثبوت علو الله عز وجل فوق كل شيء ثم اثبت سبحانه وتعالى علمه بكل شيء قال سبحانه هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش ثم قال يعلم الان ثبت عندنا ماذا علم الله عز وجل يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها اذا ثبت عندنا العلم ثم جاء التعريج على ثبوت المعية. قال وهو معكم اينما كنتم ثم قال والله بما تعملون بصير. تأملوا يا رعاك الله كيف ان المقام ابتدي لاثبات العلم وختم باثبات البصر فالمعية الثابتة بين هذين راجعة الى هذا المعنى وهو وهو معية وهو معية العلم والبصر. وهكذا الامر في اه قوله تعالى الم تر ان الله يعلم ما في السماوات والارض ترى تلاحظ انه بدأ بالعلم ثم ختمها بالعلم. قال والله بكل شيء عليم. فبدأ كما قال الامام احمد بالعلم وختم بالعلم فالمعية بينهما معية العلم وكن مثل هذا في اية النساء يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم اذ يبيتون ما لا يرضى من القول باي شيء ختم الاية وكان الله بما يعملون محيطا. اذا المعية الثابتة ها هنا هي معية احاطة من الله سبحانه وتعالى. اذا لاحظ يا رعاك الله انه متى ما جاءت المعية العامة دل السياق على ثبوت العلم ثبوت البصر ثبوت الاحاطة. اذا هذه المعية ترجع الى الى هذه المعاني نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وليس معنى قوله وهو معكم انه مفترق للخلق ان هذا لتدين اللغة. لاحظ انه قال لا توجبه اللغة يعني ليس ضربة لازب لكلمة معن قد تفهم من كلمة مع فصول الخلطة وقد لا يحصل هذا الفهم. اذا قلت جاء فلان مع فلان ها او وضعت الماء مع اللبن ها هنا مع اقتضت المخالفة والممازجة لكن فهم هذا بقرينة السياقة واضح؟ اما كلمة معن لو انتزعت فان هذا فان هذا لا يفهم منه انما كلمة مع تقتضي في اللغة باجماع اهل اللغة ان كلمة من؟ انما تقتضي مطلق المقارنة ومطلق الموافقة ومطلق المصاحبة دون ان تقتضي ما زاد على ذلك الا ان دل السياق الا ان دل السياق على ذلك نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وليس معنى قوله وهو معكم انه مخترق بالخلق فان هذا لا تجل اللغة وهو خلاف ما اجمع عليه سلف الامة وخلاف ما كفر الله عليه الخلق والقمر ما فطر الله الخلق عليه هو علو الله سبحانه وتعالى على خلقه فمن زعم ان المعية تقتضي حلوله في خلقه فانه خالف فانه خالف فطرة الله التي فطر الناس عليها بل هذه فطرة عند كل احد حتى عند الكفار بل هي حتى عند الحيوانات كما مر معنا تفصيل ذلك والكلام فيه غير مرة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله بل القمر اية من ايات الله من اصغر مخلوقاته وهو موضوع في السماء وهو مع المسافر اينما كان هو سبحانه فوق العرش نعم يعني يقول الانسان القمر معنا او صرنا مع القمر و هذا القمر اين هو بالنسبة لهذا المسافر بينه وبينه مسافة شاسعة جدا وما اقتضى قولك سرت مع القمر حصول السلطة والممازجة. هذا مع اننا لو قارنا حجم القمر بالنسبة الافلاك والنجوم السماوية فاننا نجد ان القمر بالنسبة لها صغير من اصغر مخلوقات الله عز وجل اذا كان هذا في حق مخلوق اذا كان لفظ مع ما اقتضى خلطة مخلوق بمخلوق فكيف يقال هذا في حق الله العظيم الكبير الواسع الذي هو اكثر من كل شيء والذي هذا الكون كله ليس امام عظمته بشيء سبحانه وتعالى كيف يقال انه اذا قيل وهو معكم اينما كنتم انه حال في خلقه ممازج له تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا هذا القمر مع عظمته وعلوه امتنع امتناعا تاما ان يفهم اذا قيل انه معنا انه حال فينا واننا نخالطه كيف يكون ذلك فلا يمكن ان يفهم بل هذا يستحيل ان يكون كيف يقال ذلك في حق الله العظيم؟ سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهو سبحانه فوق العرش رقيب على خلقه مهيمن عليه مطلع اليه الى غير ذلك من معاني ربوبيته نعم هذه هي المعية نعم العامة جميع الخلق الله معهم بهذه المعاني. نعم قال رحمه الله وكل هذا الكلام الذي ذكره الله من انه فوق العرش وانه معنا حق على حقيقته. لا يحتاج الى تحريف ولكن يصان عن الظنون تقريبا انت ده هنا بعض الناس وهذه طريقة اهل الكلام تجد انهم في النتيجة يوافقون اهل السنة وفي الطريق يخالفون بمعنى تجد انهم اذا جاءوا الى ادلة المعية كقوله تعالى وهو معكم يقررون الحق فيقولون هذه معيته علم واحاطة لكنهم يقولون هذا ها تأويل فان الاية صرف فيها الكلام عن ظاهره وحقيقته الى المجاز فنحن مضطرون الى التأويل واذا هم يزعمون الزام اهل السنة والجماعة لانهم في هذا المقام مع انكارهم للتأويل اول وقلنا ان هذا غير صحيح التأويل ما هو يا قوم نعم صرف اللفظ عن ظاهره. اليس كذلك فهمه تلك النصوص على ما اجمع عليه السلف هو ظاهر الايات والاحاديث بل لو فهم خلاف ذلك كان هو التأويل لو فهم خلاف ذلك لكان ماذا هو التأويل. اما ظاهر الادلة فان ما اعتقد ماذا مطلقة المقارنة. فالله عز وجل مع خلقه بعلمه لا بذاته. الله مع خلقه بسمعه وبصره لا بذاته اذن دعوة ان حمل ادلة المعية على ما ذكرنا ان هذا درب من دروب التأويل لا شك انه خطأ وضعته و الزام اهل السنة والجماعة في هذا المقام الزام بما لا يلزم اين الدليل على ان كلمة مع اقتضت الممازجة بل لو تأملت ادلة الكتاب لوجدت ان اكثر ايات القرآن جاءت فيها كلمة مع دون فهم الممازجة منها لو حملت على ظاهرها ما فهمت منها ما فهمت منها معنى الممازجة والمخالطة. فكيف يقال ان حمل هذه النصوص على ظاهرها ومن قبيل التأويل. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكل هذا الكلام الذي ذكره الله من انه فوق العرش وانه معنا حق على حقيقته. انتبه هنا الى مسألة وهي هل يقال ان معية الله عز وجل حقيقية المؤلف هنا يقول حق على حقيقته فهل نقول ان معية الله عز وجل حقيقية الجواب ان يقال اذا كان المراد انها معية حقيقية لا مجازية فهذه الادلة محمولة على الحقيقة لا على المجاز وان المعنى المعية علمه او المعية نصرته وتأييده فهذا الكلام حق هذه النصوص محمولة على الحقيقة لا على المجاز. اذا ان كان المراد معية حقيقية في مقابل المجاز خنقت هي معية حقيقية اما ان كان احدهم قد يفهم من كلمة معية حقيقية انها معية اذا فيه سبحانه وتعالى؟ فالجواب هذا المعنى غير صحيح فهذا المقام ينبغي ان تتنبه فيه و ما الذي يضرك ان تقول بما قال السلف يسعك ما وسعه السلف ان تقول معي ها علمية معية بعلمه سبحانه وقد وقد تقتضي ما هو فوق ذلك من نصرته وتأييده الى اخره وبالتالي يفهم مراد المؤلف رحمه الله وان كلام اهل السنة في هذا الباب ليس من قبيل التأويل ليس من قبيل الحمل على المجاز بل نحن حملنا النصوص على ظاهرها وبالتالي كانت معية حقيقية لا لا مجازية طيب هل يقال ان معية الله عز وجل معية ذاتية هذه الكلمة يقولها الحلولية الذين اثبتوا هذه المعية الذاتية ونفوا في مقابلها علو الله عز وجل على خلقه وهؤلاء مضى الكلام فيه طائفة من اهل البدع من السالمية وغيرهم قالوا نقول ان الله عال على خلقه بذاته وهو مع خلقه بذاته لا شك ان هذا الكلام فاسد غير صحيح ومخالف لما اجمع عليه السلف الصالح وان كانت هذه البدعة اهون من البدعة السابقة وان كان هذا الخطأ اهون من الخطأ السابق لكن القول بان معية الله عز وجل معية ذاتية لا شك انه غلط وغير صحيح ولا تقتضيه اللغة وخلاف اجماع السلف ويتذرع به الى الضلال والافك والكفر وهو اعتقاد حلول الله عز وجل في خلقه. فحذاري من هذه الكلمة اجماع السلف الصالح على مجانبة هذه الكلمة فهم تجدهم وهم اورع الناس واعلم الناس و اكثر الناس ادراكا لمعاني لغة العرب ولمعاني نصوص الكتاب والسنة. ومع ذلك ما نجد منهم احدا قط نطق بماذا بان معية الله معية ذاتية وان كان يريد معنى حسنا وهو ان يقول اننا نثبت المعية على حقيقتها لا ليست هي معية ماذا؟ مجازية نحن حملنا النصوص على ظاهرها. بعض الناس يقول انا اريد هذا المعنى فنقول اانت افهم من السلف اانت اعلم بدين الله عز وجل وبادلة الكتاب والسنة من السلف اذا هذا الكلام مرفوض غير مقبول. لا يقبل من احد قط ان يتفوه بهذه الكلمة بل واجب ان ينصاع الانسان بطريقة السلف الصالح التي كان عليها اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورظي الله عنهم والتابعون واتباعهم تلك الحقبة النيرة من تاريخ هذه الامة هؤلاء الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالخيرية لاي شيء آآ يأتي الانسان فيزيد في الكلام ويخرج الى هذه المسالك حتى ان اهل العلم بدعوا كما ذكرت لك هذا مذهب كان يقوله او يقول به السالمية كما ذكرت لك وهو انهم يقولون انه تعالى عال على خلقه بذاته وهو مع خلقه بذاته وهذا مذهب بدعي حكم اهل العلم عليه بالبدعة والضلال وان كان الذي قد يقول هذا او اه قد اه آآ يتفوه به لا يريد حلول الله عز وجل بخلقه لكن مجرد هذا اللفظ في نفسه غلط وخلاف مذهب السلف وكذلك هو ذريعة الى مقالة اهل الذلول والاتحاد فينبغي التنبه الى مثل هذا الكلام باب الاعتقاد باب يتبع فيه الخلف السلفي باسمه قام باجتهاد كل من رأى شيئا او استحسن شيئا بعقله قال به الامر ليس كذلك بل علينا ان نكون متبعين للسلف الصالح وان يسعنا ما وسعهم. نعم ما وسعهم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكل هذا الكلام الذي ذكره الله من انه فوق العرش وانه معنا حق على حقيقته. لا يحتاج الى تحريم ولكن يصام عن القرون الكاذبة ان يظن ان ظاهر قوله في السماء ان السماء تقله او تظل او تظله. وهذا من السماء ان السماء تقول ان السماء كله او تضله. لا. احسن الله اليكم. ان السماء في او تذل وهذا باطل باجماع اهل العلم والايمان نعم هذا تنبيه من المؤلف رحمه الله على انه يجب ان تصان الافهام والقلوب عن الظنون الكاذبة حينما يعتقد الانسان ما دلت عليه ادلة الكتاب والسنة من ان الله تعالى في السماء وانه مستو على عرشه قال حذاري ان تفهم من ان قوله في السماء ان السماء تقله يعني تحمله وانه محتاج اليها وانها لو سقطت لسقط. تعالى الله عن ذلك علوا كبير او انها تضله فتكون فوقه تكون له كالظلة تعالى الله عن ذلك علوا كبير بل قولنا ان الله في السماء يعني انه على السماء فوق السماء او كما قلنا سابقا ان كلمة السماء تعني لا السماء المبنية وانما العلو المطلق وهو شيء عدمي ليس شيئا ليس شيئا وجوديا حتى يقول يقال حتى يقال ان الله سبحانه وتعالى في جوفه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا انى يقال ذلك ان يقال يقال ذلك وانى يظن ذلك والله عز وجل هو العظيم الواسع الكبير الذي كرسيه وهو موضع قدميه سبحانه وتعالى وسع السماوات والارض نسبة السماوات والارض هذا الملكوت هذه السماوات والارض وما فيهما ليست بشيء امام عظمة الكرسي كحلقة ملقاة في فلاة ونسبة العرش بالنسبة الى الكرسي كنسبة الكرسي بالنسبة الى السماوات والارض كيف بعظمة الباري سبحانه وتعالى كيف يقال ذلك وهذا الكون وهذا الخلق كله ليس بشيء امام عظمة الله السماوات يجعلها الله عز وجل على اسماء والاراضين على اسوأ فكيف يظن ان الله يكون في جوف شيء من خلقه او ان شيئا من خلقه يكون فوقه او انه يكون محتاجا الى شيء من خلقه كأن يكون محتاجا الى العرش او الى حملة العرش تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا بل العرش هو المحتاج الى الله وحملة العرش هم الذين يحتاجون الى الله عز وجل. والعرش ما قام ولا حملة العرش الا بقدرته ومشيئته وقوته سبحانه وتعالى فهو الغني بذاته وكل شيء مستقر اليه اذا ينبغي ان يتنبه في هذا المقام العظيم. ان علو الله عز وجل على خلقه يقتضي غناه سبحانه وتعالى غناه الذاتي وان استوائه على العرش لا يستلزم بحال ان يكون مفتقرا الى شيء من خلقه لا احسن الله اليكم قال رحمه الله قال رحمه الله فان الله قد وسع تفسيره في السماوات والارض وهو يمسك السماوات والارض ان تزولا ويمسك السماء ان تطعن ارض الا باذنه. ومن ايات ان تقوم السماء والارض بامري. احسنت بارك الله فيك والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين