بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الوسطية ومن الايمان به وبكتبه الايمان بان القرآن كلام الله سبحانه وتعالى منزل غير مخلوق. نعم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذا التنبيه الثالث وهو المتعلق بصفة الكلام موضوع صفة الكلام قد مضى الكلام عنه بالتفصيل وتبين لنا فيه منهج اهل السنة والجماعة ومنهج مخالفيهم ذكر في الدرس المتعلق بصفة الكلام ان البحث في هذا الموضوع ينقسم الى قسمين ينقسم الى البحث بصفة الكلام الثابتة لله سبحانه وتعالى والبحث الثاني البحث في القرآن الذي هو بعظ كلام الله عز وجل العلاقة بين القرآن وصفة الكلام علاقة عموم وخصوص فان القرآن بعض كلام الله وكلام الله عز وجل اكثر من ذلك بل كلامه لا يحد بحد وله كلام شرعي وله كلام كوني سبحانه وتعالى وهذا التنبيه الذي يذكره المؤلف رحمه الله في هذا الموضع يتعلق بالكلام عن الشطر الثاني المتعلق القرآن وما هو معتقد اهل السنة والجماعة فيه على وجه التفصيل اما الكلام عن صفة الكلام فقد مر بنا تلخيص وتفصيل القول في ذلك فان اهل السنة والجماعة يعتقدون ان الله تعالى متصف بصفة الكلام وانه سبحانه يتكلم وانه يقول وانه يحدث فله صفة الحديث وانه ينادي وانه يناجي سبحانه وتعالى وعرفنا ان هذه الصفة صفة اختيارية من حيث احادوا الكلام وان كان الله عز وجل لم يزل ولا يزال متكلما الصفة من حيث اصل قيامها بالله سبحانه وتعالى لا شك انها صفة ذاتية فلم يكن الله عز وجل معطلا عن الكلام ثم تكلم اما احد الكلام فان الله عز وجل يتكلم اذا شاء بما شاء كيف شاء وعرفنا ان تكليمه سبحانه وتعالى يكون بلا واسطة ويكون بواسطة وكل ذلك قد مضى التفصيل فيه والان نتأمل فيما اورد المؤلف رحمه الله فيما يتعلق بمعتقد اهل السنة والجماعة في القرآن الكريم. نعم اعد احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن الايمان به وبكتبه الايمان بان القرآن كلام الله سبحانه وتعالى منزل غير مخلوق هذا القدر من الاعتقاد فرع من فروع الايمان بالله وكتبه اما كونه متعلقا بالايمان بالله عز وجل فذلك راجع الى ان القرآن بعض كلام الله والكلام صفة لله عز وجل والايمان بصفات الله من الايمان بالله فعاد هذا المعتقد الى موضوع او ركن الايمان بالله اما كونه متعلقا بالايمان بكتبه سبحانه فذلك بين ظاهر فان الايمان بالكتب وهي التي انزلها الله سبحانه وتعالى على رسله لا شك ان ذلك احد اركان الايمان والقرآن من جملة تلك الكتب فالايمان بانه من كلام الله عز وجل هو من الايمان بالكتب فعاد هذا الشطر من الاعتقاد الى الايمان بالله وكتبه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله منزل غير مخلوق ان القرآن ان الايمان بان القرآن كلام الله سبحانه وتعالى ان القرآن كلام الله سبحانه وتعالى هذا الذي بين ايدينا في هذا المصحف هذا الذي نتلوه ونكتبه في المصاحف من قوله الحمد لله رب العالمين والى قوله من الجنة والناس وما بين ذلك كله كلام الله تكلم الله عز وجل به حقيقة وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله فهذا الذي بين دفتي المصحف لا شك ولا ريب انه كلام الله سبحانه وتعالى تكلم الله به حقيقة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله منزل غير مخلوق معتقد اهل السنة والجماعة بهذا الباب هو انهم يعتقدون ان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ واليه يعود ومر بنا تفسير هذه الكلمات هذا ملخص معتقد اهل السنة والجماعة في موضوع القرآن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدا واليه يعود اما كونه كلام الله فان الله عز وجل هو الذي تكلم به حقيقة القرآن كلام الله منزل غير مخلوق القرآن منزل من الله سبحانه وتعالى وقيل في حقه انه منزل لان الله عز وجل متصف بصفة العلو فكان اثبات كونه منزلا اثباتا لكون الله عز وجل متصفا بصفة العلو فجبريل عليه السلام سمع هذا القرآن من الله عز وجل بلا واسطة ثم نزل من السماء الى الارض فسمعه منه نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ثم المسلمون اعني اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سمعوا هذا الكتاب العظيم من النبي عليه الصلاة والسلام وهكذا لم يزل المسلمون يسمعون هذا القرآن يسمعونه اه من بعضهم ويسمعونه الى اخرين فالقرآن منزل من الله عز وجل قال سبحانه تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم في ثلاثة مواضع في كتاب الله وقال سبحانه تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم وقال تنزيل من رب العالمين وقال تنزيل من الرحمن الرحيم وقال نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين وقال والذين اتيناهم الكتاب يعلمون انه منزل من ربك بالحق اذا القرآن منزل من الله سبحانه وتعالى. ومن ها هنا لابتداء الغاية فالله عز وجل هو الذي تكلم به كان انشاؤه من قبله سبحانه وتعالى اذا القرآن منزل من الله عز وجل ليس مخلوقا فالقول بان القرآن مخلوق لا شك انه ضلال مبين بل كفر بالله سبحانه وتعالى باتفاق المسلمين ومر بنا تفصيل القول في هذا المقام وذكر اللوازم التي تلزم على القول بان القرآن مخلوق. كما يقول هذا من يقوله من الجهمية واضرابهم لا شك ان هذا المعتقد معتقد ظاهر الفساد ظاهر البطلان مضاد للحق المبين الذي جاء في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم واجمع عليه المؤمنون هؤلاء يقولون هذا القرآن الذي بين ايدينا مخلوق من جملة مخلوقات الله كما خلق الله الشجر والحجر والسماء والارض كذلك خلق هذا القرآن تعالى الله عن افكهم علوا كبيرا كون هذا الكلام بدعة وضلالا وكفرا امر معلوم معلوم عند المسلمين بالضرورة والقائلون بذلك كفار بالاتفاق ولقد تقلد كفرهم خمسون في عشر من العلماء في البلدان ولا لكائي الامام حكاه عنهم بل حكاه قبله الطبراني وعلمنا ان اللالكائي رحمه الله في السنة اورد ما يزيد عن خمس مئة وخمسين من علماء المسلمين الذين نصوا على كفر القائلين بخلق القرآن قال والذين سقتهم منهم اكثر من مئة من الائمة الذين يعتدوا او يرجعوا الى اقوالهم واما الذين تركتهم من علماء الحديث فانهم لا يحصون كثرة فالقول له القول بخلق القرآن لا شك انه من اعظم الضلال والافك منزل غير مخلوق منه بدأ وان شئت فقل منه بدا واليه يعود وقلنا ان معنى قوله منه بدأ يعني ان الله عز وجل هو الذي ابتدأ الكلام به يعني ان الله عز وجل هو الذي تكلم به ابتداء سبحانه وتعالى وليس غيره ليس انه خلق في الهواء او خلق في اللوح المحفوظ او خلق في نفس جبريل ثم عبر عنه جبريل بل القرآن من الله عز وجل ابتدأ فهو الذي تكلم به سبحانه وتعالى قال منه بدأ واليه يعود منه ابتدأ انشاؤه واليه يعود حكمه فهو صفة من صفات الله سبحانه وتعالى. لانه بعض كلام الله عز وجل او يكون مرادهم بقولهم اليه يعود يعني انه يعود الى الله عز وجل حينما يرفع من المصاحف ومن صدور الناس في اخر الزمان فالقرآن شأنه عظيم اذا بلغ الحال ان هجر الناس القرآن وتعطل العمل به فان الله سبحانه يكرم هذا الكتاب الجليل العظيم في رفعه اليه فيصبح الناس وليس عندهم من كتاب الله عز وجل شيء فهذا يكون في اخر الزمان نسأل الله ان لا نبلغ الى ذلك الوقت الذي لا يكون فيه بيننا كتاب الله سبحانه وتعالى المقصود ان هذه الجملة تلخص معتقد اهل السنة والجماعة في هذا القرآن العظيم هذه الجملة ينبغي ان تحفظ وينبغي ان تنشأ الناشئة عليها القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ واليه يعود. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وان الله تكلم به حقيقة وان الله تكلم به حقيقة هذه الجملة فيها تنبيه على فساد قول القائلين ان القرآن ليس كلام الله حقيقة يعني لم يتكلم الله عز وجل به حقيقة وذلك انهم يقولون ان القول بانه كلام الله يرجع الى انه صفة ذاتية قائمة بذات الله سبحانه وتعالى فلا فرق بين صفة الكلام وصفة الحياة وصفة العلم كل ذلك صفة ازلية قديمة قائمة بذات الله عز وجل وليس ان الله عز وجل تكلم حقيقة فقال سبحانه الف لام ميم او قال سبحانه فلا اقسم بمواقع النجوم هذا ليس كلام الله انما كلام الله شيء قائم بذات الله عز وجل واحد لا يتبعض ولا يتجزأ هو الامر والنهي هو الخبر والقصص هو القرآن والتوراة والانجيل والزبور وصحف ابراهيم كلها شيء واحد انما الاختلاف في التعبير عنه لا غير اما هو فانه ليس كلاما حقيقيا ليس كلاما بحرف وصوت كما اجمع على هذا المسلمون فهذا القول لا شك انه من ابطل الباطل بل هذا القرآن تكلم الله به حقيقة وسمعه جبريل من الله سبحانه وتعالى ثم سمعه النبي صلى الله عليه وسلم من جبريل ثم سمعه المسلمون من النبي صلى الله عليه وسلم اذا هذه الجملة تنبه على مذهب بدعي سيشير المؤلف رحمه الله اليه بعد قليل على وجه التعيين. هؤلاء يقولون لم تكلم الله عز وجل حقيقة لا بالقرآن ولا بغيره وهذا كما ذكرت مخالف للاجماع ومخالف للنص كتابا وسنة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وان وان هذا القرآن الذي انزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله حقيقة لا كلام غيره ولا يجوز اطلاق القول بانه حكاية عن كلام الله او عبارة عنه بس انت هذا الذي نص عليه المؤلف رحمه الله هو ما عليه اهل السنة والجماعة جميعا بل ما عليه المسلمون قاطبة سوى شذاذ اهل البدع الذين يقولون ان هذا الذي بين دفتي المصحف لم يتكلم الله عز وجل به حقيقة وانما هو حكاية عن كلام الله او عبارة عن كلام الله يا لله العجب الله سبحانه يقول وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله او قال حتى يسمع الحكاية عن كلام الله او قال حتى يسمع العبارة عن كلام الله اي ذلك قال العليم الخبير سبحانه وتعالى ان هذا القرآن كلام الله بنص القرآن وهذا هو نص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كان النبي صلى الله عليه وسلم يطوف على قبائل العرب في المواسم ويقول من يحملني فابلغ كلام ربي فان قريشا منعتني ان ابلغ كلام ربي هذا هو كلام الله عز وجل حقيقة اما مذهب القائلين بانه ليس كلام الله حقيقة انما اضافته الى كونه كلام الله انما هي اظافة مجازية والا فالتحقيق انه حكاية عن كلام الله او عبارة عن كلام الله هذان مذهبان من مذاهب المتكلمين القول بان القرآن حكاية عن كلام الله او القول بان القرآن عبارة عن كلام الله اما القول بكونه حكاية عن كلام الله فهذا قال به الماتوريدية والقول بانه عبارة عن كلام الله هذا قال به الاشاعرة بل حكى ابو الحسن الاشعري رحمه الله في مقالاته عن المعتزلة ويبدو انه قول لبعضهم كانوا يقولون ان القول ان القرآن حكاية عن كلام الله اذا القول بانه حكاية عن كلام الله كلام بعظ او قول بعظ المعتزلة اظافة الى من ذكرت لك واختلف النقل عن ابن كلاب من اهل العلم من نقل عنه انه كان يقول ان القرآن حكاية عن كلام الله كما نقل هذا الاسرائيلي عنه بما ذكر شيخ الاسلام في المجلد الاول من درء التعارض وفي غيره ايضا من كتبه نقل عنه انه كان يقول انه عبارة عن كلام الله كما نقل هذا عنه ابو الحسن في مقالات الاسلاميين المقصود ان هذا وهذا كلاهما مذهبان خاطئان مخالفان للحق والفرق بين القولين هو من جهة ان آآ ابا الحسن رحمه الله رأى ان قول من قال ان القرآن حكاية عن كلام الله غلط فان الحكاية تطابق المحكي وليس كذلك القرآن مع كلام الله الذي هو صفة قائمة بذاته فان فانه لا مطابقة ولا مماثلة بين هذا الذي في المصحف وبين ما في القرآن و اضافوا الى هذا ايضا ان الحكاية تستدعي تقدم محكي والامر ليس كذلك ليس هناك كلاما ثم انه ماذا يحكى ولذا يعبر بالتعبير الصحيح على رأي هؤلاء فيقال انه عبارة عن كلام الله عبارة يعني كالتفسير او كالترجمة عن كلام الله يعبر عما قام في نفس الله سبحانه وتعالى من الكلام الذي زعموه كلاما نفسيا الماتوردي نازعوا في كون الحكاية تستدعي او تستلزم مطابقة المحكي وعلى كل حال مهما يكن من شيء في هذا المقام فلا شك ان هذين المذهبين باطلان والحق الذي لا شك فيه ان هذا القرآن باياته وحروفه تكلم الله سبحانه وتعالى به حقيقة واما الذي ذكروا من انه حكاية عن كلام الله او عبارة عن كلام الله وان الله عز وجل آآ انما خلق معناه في نفس جبريل ثمان جبريل حكى هذا الذي في نفسه او عبر عنه او ان ذلك كان للنبي صلى الله عليه وسلم فلا شك ان هذا مخالف لاجماع المسلمين مخالف للنص ناهيك عن انه لا دليل عليه ومذهبهم من اصله وهو الكلام النفسي هذا في اصله بدعة لغوية وبدعة شرعية شيء ما كان الناس يعرفونه قبل ابن كلاب ما كان الناس يعرفون شيئا اسمه الكلام النفسي حتى هو نفسه لما سئل ما الكلام النفسي قال صفة تناقض الخرس والسكوت والعقلاء جميعا يدركون انه لا شيء يناقض الخرس والسكوت الا ماذا الا الكلام اذا هذا الذي ذكروه من آآ الكلام النفسي الذين هم ابن كلاب واتباعه من سار على نهجهم اتوا بشيء خالفوا فيه جميع الناس وهو على كل حال اظن انني تكلمت عن بعظ الاوجه التي تدل على بطلانه وقد افاض ابو العباس رحمه الله القول في بطلانه حتى اوصل اوجه الرد على هذا الكلام النفسي الى تسعين وجها قال تلميذه رحمه الله تسعون وجها بينت بطلانه اعني كلام النفس ذا البطلان المقصود ان هذا المذهب من اساسه مذهب غير صحيح مخالف للحق الذي دل عليه الكتاب والسنة واجمع عليه المسلمون فالحق الذي لا ريب فيه ان هذا القرآن تكلم الله عز وجل به حقيقة كما قد علمت وها هنا سؤال قد يقول بعض الناس الله عز وجل وصف هذا القرآن بانه قول رسول كريم فبين سبحانه في موضعين في الحاقة والتكوير فقال سبحانه في الحاقة انه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر وقال في التكوير انه لقول رسول كريم ذي قوة عند عند ذي العرش مكين والمراد بالرسول في الاية الاولى هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم والمراد بالرسول في الاية الثانية هو جبريل عليه السلام فالرسول الاول هو الرسول البشري. والرسول الثاني هو الرسول الملكي اذا قد يقول قائل هذا القرآن الذي بين ايدينا وصف بانه ماذا قول الرسول اذا ليس ليس كلام الله عز وجل هكذا زعم بعض الزاعمين. وعلى كل حال ليس ثمة غرابة بان يتشبث اهل البدع بشيء من متشابه القرآن فيضربون ايات القرآن بعضها ببعض او يأخذون طرفا ويعرضون عن طرفا اخر والحق ان اظافة القرآن الى الرسول سواء كان بشريا او ملكيا اضافة بلاغ واداء وليس انشاء وابتداء اضافة الكلام او اضافة القرآن الى الرسول اضافة ماذا بلاغ واداء وليس اضافة انشاء وابتداء بمعنى ان نسبة القرآن او اضافة القرآن ووصفه بانه قول رسول كريم هذا من جهة البلاغ والاداء ولا شك ولا ريب ان النبي صلى الله عليه وسلم وكذا جبريل قد قالوا هذا القرآن والا كيف وصل الينا اليس كذلك فهم قالوا هذه الايات وهذه السور على سبيل الاداء لما نزل جبريل عليه السلام من الله عز وجل به قل نزله رح القدس من اين اجيبوا من ربك فجبريل عليه السلام حمله عن ربه سبحانه وتعالى حينما سمعه منه ويدل على بطلان ما ذكروا عدة اوجه منها اولا ان يقال انه لو كان هذا القرآن مضافا الى الرسول ابتداء وانشاء يعني هو الذي احدث القول به هو الذي تكلم الكلام هو الذي تكلم به ابتداء فان القرآن يضحي حينئذ متناقضا لانه تارة نسبه الى جبريل وتارة نسبه الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو كلام واحد فلا بد ان يكون منشئه ماذا واحدا اما جبريل واما واما النبي صلى الله عليه وسلم والواقع ان الايتين تدلان على انهما مضافان تدلان على انه مضاف الى الى اثنين وليس الى الى واحد هذا واحد ثانيا تأمل يا رعاك الله كيف ان هذا القرآن اضيف الى كلمة الرسول وليس الى اه محمد صلى الله عليه وسلم او الى جبريل. انما اضيف الى ماذا؟ انه لقول الرسول وهذا مؤذن بان اخباره به واداءه له على سبيل ادائه الرسالة كما قال سبحانه يا ايها الرسول ماذا بلغ ما انزل اليك من ربك. فهذه الكلمة مفيدة جدا في هذا البيان. ولا شك انك اليهما عليهما الصلاة والسلام لا شك ان كليهما كانا رسولين فجبريل رسول من الله سبحانه والنبي صلى الله عليه وسلم رسول من الله سبحانه وتعالى الوجه الثالث ان يقال لو اتم هؤلاء قراءة ما بعد هذه الاية لتبين الحق جليا قال سبحانه انه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون. ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون. ماذا بعد ذلك تنزيل من رب العالمين. ثم قال ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين الى اخره تأمل يرعاك الله في امرين لما بين سبحانه انه قول رسول كريم بين انه ماذا تنزيل من رب العالمين اذا هو تنزيل من الله عز وجل لانه هو الذي ابتدأ التكلم به جل وعلا. فصارت اظافته الى الرسول صلى الله عليه وسلم اضافة ماذا؟ بلاغ واداء وليس انشاء وابتداء. هذا واحد. ثانيا الله عز وجل توعد النبي صلى الله عليه وسلم لو كان تقول على الله يعني نسب الى الله والى كتابه ما لم ما لم يقل سبحانه وتعالى فدل هذا على ان الذي بين ايدينا كلام الله عز وجل دل هذا على ان الذي بين ايدينا كلام الله عز وجل الوجه الرابع ان يقال ايات القرآن وادلة الكتاب والسنة يجب الجمع بينها والتأليف بينها فالذي قال انه لقول رسول كريم هو الذي بين فداحة القول بانه قول البشر فان الله عز وجل قد بين لنا مقالة الوليد بن المغيرة الذي قال ان هذا الا قول البشر فماذا قال الله بعد ذلك ساصليه سقر ايه ده من قال ان هذا القرآن انما هو كلام الرسول صلى الله عليه وسلم فانه حينئذ يكون قد قال انه ماذا قول البشر وما حكم هذا عند الله عز وجل احق ام باطل اجيبوا يا جماعة باطل والذي انزل هذا الكتاب فانه قال سأصليه سقر وكتاب الله عز وجل لا يتناقض اذا تبين هذا تبين لنا ان قوله انها انه لقول رسول كريم لا يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي ابتدأه والا لكان لا حرج ولا بأس في قول ها انه قول البشر. واضح يا اخوة؟ اذا هذه بعض الاوجه التي تبين بطلان تشبث اهل البدع بهاتين الايتين والله عز وجل اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله بل اذا قرأه الناس في او كتبوه في المصاحف لم يخرج بذلك عن ان يكون كلاما عن ان يكون كلام الله سبحانه وتعالى حقيقة. نعم على اي وجه تصرف هذا القرآن لم يخرج عن كونه كلام الله فاذا حفظ في الصدور فهو كلام الله واذا تلي بالالسن فهو كلام الله واذا سمع بالاذان فهو كلام الله واذا كتب في المصاحف فهو كلام الله في جميع هذه المراتب الاربع هو ماذا كلام الله عز وجل فمهما تصرف هذا القرآن على هذه الاوجه والمراتب فان هذا لا يخرجه عن كونه ماذا كلام الله عز وجل فاذا تلي بالالسن او سمع بالاذان او حفظ في الصدور او كتب في المصاحف فانه في كل هذه الاحوال لا يزال كلام الله سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فان الكلام انما يضاف حقيقة الى من تكلم به مبتدأ. لا الى من قاله مبلغا مؤديا. نعم هذه المسألة اه تكلمنا عنها اه سابقا وقلنا ان الذي يعقله العقلاء ويعلمه الناس ان الكلام انما يضاف الى من قاله الى من قاله مبتدأ لا لمن تكلم به مبلغا مؤديا اه ذكرنا امثلة على هذا فمتى ما آآ تكلم انسان ببيت من الشعر مثلا كقول مثلا لكل امرئ من دهره ما تعود وعادة سيفه الدولة الضرب في العدا اهذا كلامي ايقال هذا كلام صالح او يقال هذا كلام المتنبي نعم هذا كلام المتنبي هذا شعر المتنبي انما انا قائل له على سبيل ماذا على سبيل الاداء على سبيل الحكاية على سبيل البلاغ. والا فالشعر والكلام يضاف الى من قاله مبتدأ اذا القرآن كلام الله سبحانه وتعالى هو الذي تكلم به جل وعلا. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قد دخل ايضا فيما ذكرناه من الايمان به طيب بقيت مسألة قد يظن بعض الناس ان فيها ما قد يستشكل وهي اننا قلنا ان عقيدة المسلمين اجمعين ان هذا القرآن الذي بين ايدينا سمعه جبريل من الله عز وجل بلا واسطة ثم بلغه الى النبي صلى الله عليه وسلم الذي سمعه من جبريل ثم سمعه المسلمون من النبي صلى الله عليه وسلم وهلم جر الى هذا اليوم والى ما شاء الله سبحانه قد يقول بعض الناس انه قد يستشكل هذا من جهة ما جاء من ان القرآن نزل من اللوح المحفوظ الى بيت العزة في سماء الدنيا وكان ذلك ليلة القدر فبعض الناس يستشكل هذا ويقول هذا دليل على ان جبريل لم يسمع هذا الكلام ولم يتكلم الله عز وجل به انما كان موجودا مكتوبا في اللوح المحفوظ كما اه في هذا اللوح كل شيء قبل خلق السماوات والارض والى اه اه يعني اه الى ما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم الى قيام الساعة المقصود ان اهل السنة والجماعة يقولون انه لا تعارض بين الامرين كلاهما حق فالله سبحانه وتعالى كتب هذا القرآن في اللوح المحفوظ ثم انزل الى بيت العزة في السماء الدنيا ولا يخفاك يا رعاك الله ان الله عز وجل بكل شيء عليم فانه قد علم كل شيء علم ما سيخلقه سبحانه وتعالى فكتبه قبل ان يخلقه وعلم ايضا كلامه قبل ان يتكلم به فكتبه قبل ان يتكلم به اذا كونه كان مكتوبا في اللوح المحفوظ ثم نزل جملة الى بيت العزة كما جاء هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما وروي ايضا مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم واجمع عليه اهل العلم حق لا ريب فيه لكن هذا لا يعارض ان النبي ان جبريل عليه السلام قد سمعه من الله عز وجل فكلا الامرين حصل. كلا الامرين وقع. كلا الامرين حق كتب وايضا ها تكلم الله به وسمعه جبريل من الله سبحانه وتعالى فلا تعارض بين هذا وهذا لا تعارض بين هذا وهذا فالقرآن لما كان مكتوبا آآ باللوح المحفوظ ثم نزل جملة الى بيت العزة لا يعارض هذا بحال من الاحوال عند احد من اهل العلم والفقه كون الله عز وجل تكلم به لما شاء فنزل منجما على النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة الرسول الملكي جبريل عليه السلام. نعم. بارك الله فيكم في احدى النسخ وهو كلام الله حروفه ومعانيه. ليس كلام الله الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف. نعم وهذا هو الحق وهذا ما يعني قيله العقلاء من ان الكلام هو مجموع الامرين الحروف والمعاني واما من قال ان الكلام انما هو المعاني دون دون الحروف او انه الحروف دون المعاني فانه قد اخطأ جادة الحق الصواب الذي لا شك فيه ان القرآن ان الكلام هو مجموع الامرين وبالتالي هذا القرآن حروفه ومعانيه من الله سبحانه وتعالى على اي وجه تصرف القرآن كما ذكرنا لا يخرج عن كونه كلام الله عز وجل ان الذي هو في المصاحف مثبت بانامل الاشياخ والشبان هو قول ربي اية وحروفه ومدادنا والرق مخلوقان هذا هو الحق هو الفيصل في هذا المقام العظيم ما بين الدفتين ما هو مكتوب في المصاحف هو ماذا كلام الله عز وجل هو قول ربي اية وحروفه ومدادنا والرق مخلوقان هذا الورق وهذا الغلاف ماذا؟ مخلوق وهذا المداد والحبر الذي كتب به القرآن ماذا؟ مخلوق. اما ما هو مكتوب فانه ماذا؟ كلام الله عز وجل غير مخلوق. وهذا هو الحق والفيصل في هذا المقام فان بعض الناس يشتبه عليه الامر الكلام كلام الله عز وجل والمداد والورق والغلاف والجلد هذه امور ماذا مخلوقة. القرآن كلام الله واصواتنا مخلوقة الكلام كلام الباري والصوت صوت القارئ هذه قاعدة السلف واهل السنة والجماعة اما ما عدا ذلك فلا شك انه انحراف عن جادة الحق مما يؤسف اه اه له آآ ان هذا القول بان الذي بين ايدينا في هذا المصحف لا يعدو ان يكون حكاية عن كلام الله او عبارة عن كلام الله وهذا مع الاسف الشديد منتشر في كثير من الاصقاع ادى الى حصول مفاسد عظيمة متتالية فالبدع تبدأ شبرا ثم تصبح ذراعا ثم تصبح باعا ثم تصل الى ما شاء الله من الضلال والهواء هؤلاء الذين قالوا ان القرآن حكاية عن كلام الله اذا قيل لهم هذا الذي في المصحف ما هو فانهم يقولون انه مخلوق انه ماذا مخلوق انما الذي هو صفة لله سبحانه وتعالى ليس الا المعنى الذي قام بالله عز وجل. اما هذا الذي بين ايدينا هذا ماذا هذا انما هو تعبير من؟ او حكاية من حكاية جبريل او محمد صلى الله عليه وسلم وذلك ماذا مخلوق اليس كذلك؟ لان المخلوق هو الذي يقوم به المخلوق او المخلوق انما يقوم به مخلوق مثله فحكايته اذا كان هو مخلوقا فحكايته ماذا مخلوقة ايضا ولذلك هم يقرون لكنهم يتحاشون الافصاح بذلك امام العامة لكنهم يقولون في مجالس علمهم ودرسهم يقولون ان هذا الذي بين ايدينا ماذا ما هو الا مخلوق. ولذلك اداهم هذا الى امر شنيع وهو عدم احترام هذا المصحف نقل شيخ الاسلام رحمه الله في المجلد الثامن من نجوع الفتاوى ان بعض هؤلاء القائلين بان هذا القرآن ليس كلام الله على الحقيقة انما هو تعبير او حكاية وان الموجود فيه لا يعدو ان يكون ورقا ومدادا. وبالتالي لم يعد عندهم اي احترام لكتاب الله عز وجل بل ذكر عن بعضهم انه كان يدوسه او يركضه برجله ولا يبالي. ويقول ما ثم الا اوراق ومداد وقد اجمع المسلمون على ان من اهان القرآن وهو يعلم انه قرآن فقد كفر بالله عز وجل لو ركضه برجله او القاه في الحش او بال عليه عياذا بالله او انه كتبه بالدم او بالعذرة ان هذا باجماع المسلمين كفر بالله عز وجل وهؤلاء اداهم هذا هذه البدعة الشنيعة الى هذا الامر العظيم وهو الوقوع فيما اجمع المسلمون على كفره ايضا ذكر ابن حزم في الفصل في المجلد الرابع انه قد راسله احد اخوانه او اصحابه آآ ما رأى من حال بعض هؤلاء الذين اعتقدوا هذه العقيدة انه كان يتعمد آآ دفعه او دوسه برجله اعني القرآن ويكرر هذه العبارة يقول لما قال له الا تحترم هذا القرآن؟ قال وماذا في هذا القرآن؟ الا انه حبر وورق فالامر يا اخوتاه عظيم وهذه البدع وهذه الاهواء تجر الى مفاسد متتالية نسأل الله السلامة والعافية الذي يجب والذي ينبغي ان نخلص اليه من فائدة مسلكية يتعلق بهذا الموضوع ان من كان من المسلمين او على ما عليه المسلمون من عقيدة صحيحة راسخة من ان هذا الذي بين ايدينا كلام الله حقا فالواجب عليه ان يجله وان يعظمه وان يقدره وان يحترمه هذا الذي بين دفتي المصحف كلام الله عز وجل اذا ما احراه بالتقدير والاحترام اذا امسكته امسكه بادب واذا وضعته ضعه بادب اذا تلوته اعتقد ان هذا الذي تقرأه كلام الله العظيم سبحانه وتعالى عليك العكوف عليه بالتأمل والتدبر ومن ثم العمل عليك ان تكثر من تلاوة هذا القرآن اذا صلح قلبك فانك البتة لن تشبع من كلام الله عز وجل هذا كلام الله حقا فما احرى من احب الله ان يحب كلامه ولا يشبع من تلاوته هذه فوائد مهمة وثمرة عملية عظيمة ينبغي ان اه نقف عندها مليا ونتملها مليا الايمان قول وعمل اليس كذلك قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح بالتالي فلابد ان يكون لهذه العقيدة اثر على جوارحنا واعمالنا وسلوكنا اذا اعتقدنا ان هذا القرآن كلام الله اذا علينا تقديره واحترامه وتنشئة الناشئة على ذلك ان نبادر الى تصديق اخباره والى العمل باوامره واجتناب نواهيه ان كنا نريد تحقيق هذا الايمان ان هذا الذي نتلوه كلام الله سبحانه وتعالى. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد دخل ايضا فيما ذكرناه من الايمان به وبكتبه ورسله الايمان بان المؤمنين يرونه يوم القيامة عيانا بابصارهم كما يرون الشمس صحوا ليس دونها سحاب وكما يرون امر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته. نعم مسألة الرؤية هذه هي آآ التنبيه الرابع الذي يختم المؤلف رحمه الله باب الصفات به وقد علمت ان موضوع الرؤية جرت عادة كثير من اهل العلم ان يختموا باب الصفات به ولعل في هذا لطيفة وهي البشارة بان من حقق الايمان باسماء الله وصفاته فليبشر نيل هذه الكرامة العظيمة والنعمة الجليلة وهي رؤية الله سبحانه وتعالى المقصود انه قد اخذنا على وجه التفصيل معتقد اهل السنة والجماعة في مسألة الرؤية وعرفنا ان الذي اجمع عليه المسلمون وما دل عليه الكتاب والسنة من ان الله عز وجل يرى في الاخرة لا في الدنيا الرؤية في الدنيا غير واقعة هذا مما ينبغي ان نعتقده ونتعلمه. قال صلى الله عليه وسلم تعلموا انكم لن تروا ربكم حتى تموتوا وانما يرى الله العظيم سبحانه في الاخرة في موضعين بعرصات القيامة كما سيذكر الوالي رحمه الله وفي جنات النعيم سيراه المؤمنون رؤية جلية واضحة في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال هل تضامون في رؤية القمر ليلة البدر؟ قالوا لا يا رسول الله قال هل تضامون او قال هل تضامون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب قالوا لا قالوا لا يا رسول الله قال فانكم ترونه سبحانه كذلك اذا ستكون رؤية واضحة ليس فيها مشقة على الناس كما انه لن يكون فيها تزاحم لا تضامون او لا تضامون في رؤيته شبه النبي صلى الله عليه وسلم الرؤية بالرؤية وليس المرئية بالمرء هذا معتقد اهل السنة والجماعة في هذا المقام سيراه المؤمنون عيانا بابصارهم عيانا يعني مصدر عاين يعاين معاينة وعيانا اذا رآه بعينه فالمؤمنون يعتقدون ان الله عز وجل يرى بالاعين يرى بالابصار ولماذا قال المؤلف رحمه الله هذه الكلمة الجواب ان هذا من باب تحقيق ما جاء في النصوص دفعا لافك المخالفين اهل السنة يستعملون عبارات وجملا تحقيقية دفعا لعقائد وشبه المخالفين تجده في هذا المقام يقولون ان المؤمن ان الناس او ان المؤمنين يرون الله عز وجل عيانا بابصارهم لماذا؟ لان هذا هو الحق. الرؤية انما تكون بماذا بالعين ولذا يقول الله عز وجل وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة وقلنا ان اظافة الرؤية الى الوجوه لان فيها الاعين التي التي تبصر اذا تجدهم يقولون هذه الجملة في هذا الباب تجدهم يقولون مثلا في مسألة العلو ان الله سبحانه وتعالى مباين لخلقه تجدهم يقولون انه استوى بذاته آآ تجدهم يقولون ان القرآن منزل غير مخلوق منه بدأه واليه يعود اذا هذه جمل هي في نفسها حق يذكرها اهل العلم من باب ماذا تحقيق الاعتقاد الحق المنصوص في الكتاب والسنة ودفع عقائد وشبه المخالفين لان من اهل البدع من يقول ان هذه الرؤية ليست رؤية حقيقية يعني ليس ان الناس يرون الله سبحانه وتعالى بابصارهم انما الامر ان الله عز وجل يخلق فيهم احساسا وشعورا هو الذي يسمى رؤية فعاد الامر الى ما يشبه العلم وليس الى الرؤية. هذا لا يقال فيه ماذا انه رؤيا لا يقال انكم سترون ربكم كما ترون الشمس ليس دونها سحاب او كما ترون القمر ليلة البدر هذا امر ماذا يرجع الى الى العلم واضح؟ وليس هذا هو ما اخبر الله عز وجل به. وما اخبر به نبيه صلى الله عليه وسلم. وادلة الرؤية كما قد علمت متواترة ثابتة في الكتاب وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم في احاديث كثيرة في كلام اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واجمع على هذا السلف الصالح. نعم بعد يرونكم قال رحمه الله وقد دخل ايضا فيما ذكرناه من الايمان به وبكتبه ورسله الايمان بان المؤمنين يرونه يوم القيامة عيانا بابصارهم كما يرون الشمس صحوا ليس دونها وكما يرون القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته يرونه سبحانه وهم في عرصات القيامة ثم يرونه بعد دخول الجنة كما يشاء الله سبحانه وتعالى. نعم. هذه الرؤية تكون في الاخرة في وعيب في عرصات القيامة عرصات جمع عرصة والعرصة هي آآ الموضع الواسع الذي ليس فيه بناء مراده رحمه الله بعرصات القيامة يعني في مواقف القيامة ذلك اليوم العظيم في ذلك اليوم الطويل يرى الناس الله سبحانه وتعالى وقد علمت الخلافة فيما في من يرى الله عز وجل في ذلك المقام اهم المؤمنون فقط ام هم الذين اظهروا الايمان وهم المسلمون والمنافقون ام هم جميع الناس المسلمون والكافرون على الخلاف الذي تبين لك في ذلك الموضع والموضع الثاني للرؤية هو في جنات النعيم وهذه كما هو واضح رؤية خاصة بالمؤمنين يراه المؤمنون كما يشاء الله سبحانه وتعالى ليس لنا ان نكيف هذه الرؤية ولا ان نحددها ولا ان نذكر كنهها انما هي رؤية على ما يشاء الله سبحانه وتعالى مع اعتقادنا ان الله عز وجل يرى دون ان يدرك يعني دون ان تحيط به رؤيتنا ودون ان تحيط به ابصارنا جمعا بين ادلة اثبات الرؤية ونفي الادراك لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار. فالله عز وجل لانه الواسع العظيم الكبير جل وعلا لا يدرك لا يحاط بصرا ونظرا سبحانه وتعالى انما ماذا يرى دون ادراك كما يشاء سبحانه وتعالى اسأل الله جل وعلا الذي يسر لنا ان ندرس هذا الموضوع الذي اشهدناه فيه سبحانه بايماننا باننا نراه جل وعلا يوم القيامة اسأله جل وعلا ان يبلغنا ذلك بمنه وكرمه وفضله واحسانه سبحانه وتعالى ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان