بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الواسطية وتنصب الموازين فتوزن فيه اعمال العباد. فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه من سلم تسليما كثيرا اما بعد تنتهي المؤلف رحمه الله من الكلام عن البعث والحشر فالناس يجمعون يوم القيامة في صعيد واحد فيسمعهم الداعي وينفضهم البصر ويطول بهم المقام ويشتد بهم الكرب على ما تبين لنا في الدرس الماضي وحينما يعظم الامر على الناس فانهم ينادي بعضهم بعضا الام نستشفع الى ربنا يريدون ان ينتهوا من هذا الكرب العظيم الذي هم فيه يذهبون اولا الى ادم عليه السلام كنوح فابراهيم فموسى فعيسى حتى ينتهي الامر الى النبي محمد صلى الله عليه وسلم فيشفعوا الى الله عز وجل ان يفصل في القضاء بين الناس وهذا سنتكلم عنه لاحقا ان شاء الله ويأتي ربنا جل وعلا لفصل القضاء كلا اذا دكت الارض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة يأتي الله عز وجل ويجيء وينزل كما يليق به تبارك وتعالى لا كحال المخلوقين ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ثمان الخلائق اجمعين يعرضون على الله سبحانه وتعالى بارزي قال جل وعلا وعرضوا على ربك صفا قال بعض اهل التفسير يعرض الخلائق على الله عز وجل جميعا صفا واحدا وقيل انهم يعرضون انهم يعرضون على الله عز وجل صفوف يومهم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء ثم يكون بعد ذلك ما جاء في الكتاب والسنة من ايتاء الصحف والحساب والوزن الى غير ذلك مما سيورد المؤلف رحمه الله تعالى والمؤلف لم يلتزم ذكرى مباحث الاخرة على الترتيب الذي يظهر من خلال النصوص على كل حال ليس في النصوص دليل يرتب ما يكون من عرصات القيامة من اولها الى اخرها انما هناك اجتهادات لاهل العلم من خلال النظر في النصوص والجمع بينها فانهم يرتبون هذه المواقف بحسب ما يظهر له بحسب ما يظهر لهم. والمقام مقام اجتهادي المقصود ان المؤلف رحمه الله اورد ها هنا موقف الوزن وموقف الوزن موقف عظيم وهو حد فاصل بين اهل السعادة واهل الشقاوة ذلك اليوم الذي تبلو فيه كل نفس ما اسلفت وتجزى كل نفس بما تسعى وينظر الانسان ما قدمت يداه الله عز وجل المتصف بالعدل المنزه عن الظلم يقيم على العباد عذرهم وحجتهم من انفسهم حتى يتجلى عدل الله تبارك وتعالى كما قال سبحانه لا ظلم اليوم لا ظلم اليوم ذلك يوم العدل الذي يتجلى فيه عدله تبارك وتعالى الله سبحانه وتعالى من عدله تقيم الموازين يوم القيامة ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين موقف عظيم يمتاز فيه الناس يتفرقون الى اهل السعادة والى اهل شقاوة الميزان هو ما توزن فيه اعمال العباد يوم القيامة واختلف العلماء اهو ميزان واحد ام هي موازين متعددة ذهبت طائفة من اهل العلم الى تعدد الموازين فقيل تتعدد بتعدد العاملين لكل انسان ميزان يخصه وقيل تتعدد بتعدد الاعمال فكل عمل توزن فيه او كل عمل يوزن في ميزان يخصه وقيل تتعدد الموازين بتعدد الامم كل امة لها ميزان يخصه والاقرب والله تعالى اعلم انه ميزان واحد لجميع الخلائق توزن فيه جميع الاعمال وهذا الميزان ميزان عظيم جدا ففي مستدرك الحاكم من حديث سلمان رضي الله عنه باسناد قال عنه الحاكم على شرط الشيخين وقال الذهبي على شرط مسلم وصححه الشيخ ناصر رحمه الله وجاء موقوفا عن سلمان كما عند الشريعة كما عند الاجري في الشريعة والمقصود انه ان كان مرفوعا او موقوفا فالحكم واحد من جهة انه في كل حال فانه له حكم الرفع لو كان موقوفا عن سلمان رضي الله عنه المقصود ان هذا الحديث يخبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن عن عظم هذا الميزان فيقول يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السماوات والارض لوسعت فتقول الملائكة يا رب لمن يزن هذا فيقول لمن شئت من خلقي فيقولون سبحانك ما عبدناك حق عبادتك اذا هو ميزان عظيم وميزان دقيق حتى انه يزن مثاقيل الذر ميزان له كفتان دل على ثبوت الكفتين حديث البطاقة وسيأتي الكلام عنه لاحقا ان شاء الله اذا هذا ميزان له كفتان توضع الحسنات في كفة وتوضع السيئات في الاخرى وتخف او تثقل تلك الكفة بحسب ما يوضع فيها هذا الميزان اذا نصب يوم القيامة وزنا الناس اجمعون مختلف العلماء ما الذي يوزن اهو الاعمال نفسها ام العاملون ام صحف الاعمال ام هذه جميعا ام غير ذلك المسألة فيها اقوال كثيرة عند العلماء قيل ان الذي يوزن صحف الاعمال وهذا ما نسب الى جمهور المفسرين واختاره طائفة من اهل العلم المحققين كابن عبدالبر وجماعة من العلماء قالوا ان الذي يوزن صحف الاعمال واستدل هؤلاء بحديث البطاقة حديث البطاقة حديث صحيح خرجه الترمذي وغيره عنه صلى الله عليه وسلم حيث قال يصاح برجل من امتي يوم القيامة اسمع يرعاك الله هذا رجل من امة محمد صلى الله عليه وسلم ينادى عليه يوم القيامة وينشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل منها مد البصر تسعة وتسعون سجلا وهذه السجلات سجلات كبيرة حتى انها مد بصر الانسان قال هذا الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم يا لله العجب تسعة وتسعون سجلا مشحونة بالسيئات فيقول الله جل وعلا اتنكر من هذا شيئا اظلمك كتبت الحافظون فيقول لا يا رب يعترف لا مجال للانكار في ذلك اليوم يقول لا يا رب فيقول الله عز وجل الك حسنة الرجل دهش فقال لا يا رب فيقول الله عز وجل بلى ان لك عندنا حسنة وانك لا تظلم فتخرج له بطاقة البطاقة رقعة صغيرة فيها اشهد ان لا اله الا الله فيها كلمة التوحيد فيقول الله عز وجل احضر وزنك فيقول الرجل يا رب ما هذه البطاقة مع تلك السجلات ايقن الرجل بالهلاك ماذا تصنع هذه الحسن مع تلك السيئات الكثيرة فيقول الله عز وجل انك لا تظلم قال عليه الصلاة والسلام فتوضع السجلات في كفة وتوضع البطاقة في كفة فتثقل البطاقة وتطيش السجلات ولا يثقل مع اسم الله شيء هنيئا لاهل التوحيد هذا التوحيد العظيم الذي وفق اليه هذا الانسان هذا التوحيد الذي بددت انواره ظلمات ظلمات تلك السيئات العظيمة كلمة واحدة لا اله الا الله لكنها ما كانت باللسان فقط لو كانت تلك الكلمة كلمة ضعيفة ما خرجت الا من الشفتين دون ان يكون قد صاحبها يقين وصدق ومحبة واخلاص في القلب لكانت هذه حال كل انسان دخل في هذا الدين لكن هذا الرجل له شأن يوم القيامة حيث انه قال هذه الكلمة بصدق ويقين واخلاص ومحبة كاملة ولم يأتي بعدها بما يضعفها ختم الله عز وجل له بهذا التوحيد فكان ان ترجحت هذه الكلمة وطاشت تلك السجلات المقصود ان هذا الحديث صريح في ان الذي يوزن ماذا صحف الاعمال القول الثاني ان الذي يوزن العامل نفسه وهذا استدل عليه بادلة اصلحها ما خرج الامام احمد وغيره باسناد حسن في شأن ابن مسعود رضي الله عنه حينما ضحك عليه اصحابه لدقة ساقيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لهما اثقل في الميزان من احد اذا ظاهر هذا الحديث ان العاملة القول الثالث ان الذي يوزن الاعمال نفسها وهذا اختاره جماعة من اهل العلم قالوا ان الذي يوزن العمل نفسه ولا التفات يا رعاك الله الى مريض قلب او ملحد يقول كيف توزن الاعمال وهي اعراض تلاشت وانتهت في الدنيا فان الله عز وجل على كل شيء قدير هو القادر على ان يجعل الاعراض جواهر وان يجعل الجواهر اعراضا الله عز وجل يعجزه شيء اذا هذا القول هو ان الذي يوزن العمل نفسه وهذا تدل عليه ظواهر نصوص كثيرة من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ما من شيء اثقل في ميزان العبد يوم القيامة من خلق حسن ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم كلمتان حبيبتان الى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم فيما خرج الامام مسلم والحمد لله تملأ الميزان ظاهر النصوص ان العمل نفسه ماذا؟ هو الذي يوزن القول الرابع انها جميعا توزن اما بانها توزن جميعا في كل حال او يوزن هذا تارة وهذا تارة وهذا تارة وهذا قول ذهب اليه طائفة من المحققين كابن كثير رحمه الله وابن ابن ابي العز الحنفي وجماعة من اهل العلم. قالوا ان هذا القول به يجتمع ما تفرقا من النصوص بهذا القول نقول بجميع ما جاء في هذا الباب من ادلة. والجمع بين الادلة او لا من الترجيح ولعل هذا القول اقرب والله تعالى اعلم. وجاء ما يشهد لهذا في الجمع بين وزني العمل والعامل معا حديث عند احمد لكن في اسناده ضعف جاء من رواية ابن لهيئة والتحقيق ان روايته ضعيفة الاقرب والله تعالى اعلم ان هذا القول هو الصحيح لان به الجمع بين النصوص والله تعالى اعلم مهما يكن من شيء تنبه يا رعاك الله الى امرين اولا انه مهما قيل في ما الذي يوزن فالعبرة بالعمل مهما قيل فيما يوزن فالعبرة بالعمل ولو قيل ان الذي يوزن صحف الاعمال. فانها تثقل او تخف بحسب ما كتب فيه ولو قيل ان الذي يوزن العامل فانه يثقل او يخف بحسب بحسب عمله. اذا العبرة في كل حال بالعمل الذي يقوم به الانسان صالحا او فاسدا الامر الثاني تنبه يرعاك الله ان كنت من الاذكياء ان كنت من الفطنين الحريصين على النجاة تنبه يا رعاك الله الى ان اعمالا دلت الادلة عليه فلها مزيد اختصاص بثقل الميزان هناك اعمال تثقل اكثر من غيرها في الوزن والحريص على زنجاة نفسه ينبغي عليه ان يتتبعها. وان يحرص عليها المقام يا ايها الاخوة مقام عظيم هذا الذي نتكلم عنه والذي نفسي بيده بحق وصدق ووالله لنرين هذا عين اليقين هذا الكلام ليس عبثا ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين ليس المقام مقام هزل او مقام قصص خيالية او ترهات تمضى بها الاوقات لا والذي نفسي بيده هذا المقام حق هذه سعادة او شقاوة هذه نجاة او خسارة الوزن وزن دقيق لا يفوته فتيل ولا قطمير ولا جليل ولا حقير ولا كبير ولا صغير اذا على الانسان ان يحرص على ان يكون ميزانه ثقيل حتى ينجو فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية تخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ويحاسب الله الخلائق. نعم هذا موقف ايتاء الصحف وهذا والله تعالى اعلم متقدم على موقف الوزن فاما من ثقلت فمن فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون اذن قضية يجب ان تكون في مهمات اهتماماتك وفي اوائل ما تحرص عليه هذا عنوان عريق في حياتك يجب ان يكون ماثلا نصب عينيك في كل وقت كيف يثقل ميزاني هذا هو الامتحان الحقيقي لك في هذه الحياة عليك ان تستذكر هذه الحقيقة دائما. ليس كيف يزيد حسابي البنكي كيف اترقى في الوظيفة هذه كلها سوف تتلاشى وتتبخر وتنتهي عندما تحق الحقائق حينما يقوم الناس لرب العالمين حينما يبرزون لله جل وعلا حينما تجزى كل نفس بما تسعى حين ينظر الانسان ما قدمت يده كل ذلك والله لا ينفع ولا يفيد الذي ينفعك هو هذا العمل الصالح والذكي الذي يحرص على ان يبحث عن الاثقل في الميزان مما جاء في النصوص فيما يثقل في الميزان قول سبحان الله وبحمده كما سمعت في الحديث الماضي الذي خرجه البخاري في صحيحه قال صلى الله عليه وسلم كلمتان حبيبتان الى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ايضا قول الحمد لله والحمد لله تملأ الميزان ومن ذلك ايضا حسن الخلق ما من شيء اثقل في ميزان العبد يوم القيامة من خلق حسن ومن ذلك ايضا قوله صلى الله عليه وسلم فيما خرج الامام احمد وغيره بخ بخ لخمس ما اثقلهن في الميزان بخ بخ لخمس ما اثقلهن في الميزان سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر والرجل يموت ولده الصالح فيحتسبه ومن ذلك بل هذا اعظمها كلمة التوحيد هذا التوحيد الخالص الذي تعبر عنه هذه الكلمة العظيمة لا اله الا الله اذا خرجت من الانسان من شفتيه بصدق ويقين واخلاص ومحبة وقبول وانقياد فليبشر لان هذا التوحيد اثقل ما يكون في ميزان عبد الانسان حتى ان انواره تبدد ظلمات السيئات فالتوحيد الذي هو توحيد التوحيد الذي هو توحيد ليس التوحيد المدعى التوحيد الذي هو توحيد اعظم في تكفير السيئات من تكفير التوبة للسيئات هذا ان هذا الموضوع وهو ما الذي يوزن في الميزان وننتقل بعد ذلك الى مسألة مهمة بل لعلها الاهم في هذا الموضوع وهو ما نتيجة الوزن ما المحصلة من وزن الخلائق الناس يوم القيامة تفرقوا يومئذ يتفرقون مسلم وكافر اما الكافر فسيأتي الكلام عن وزنه قريبا ان شاء الله لان المؤلف رحمه الله تكلم عن هذه المسألة اما المسلم فالمسلمون اذا وزنوا في الميزان انفصلوا الى ثلاثة اقسام المسلمون اذا وزنوا في الميزان انفصلوا الى ثلاثة اقسام القسم الاول من ترجحت حسناته على سيئاته ثقلت موازين حسناته وخفت موازين سيئاته القسم الثاني من ثقلت موازين سيئاته وخفت موازين حسناته ترجحت كفة السيئات القسم الثالث من تساوت حسناته وسيئاته اما القسم الاول فهم الذين ترجحت حسناتهم على سيئاتهم اتوا بحسنات اثقل من السيئات فثقلت كما وكيفا هؤلاء هم الذين فازوا بالسعادة وسعدوا بالفوز هؤلاء اهل التوفيق هؤلاء الذين اراد الله عز وجل بهم خيرا فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون اذا ترجحت الحسنات على السيئات ولو بواحدة فان هذا الانسان يكون من اهل الجنة مباشرة ولا يدخل النار هكذا وعد الذي لا يخلف الميعاد فاولئك هم المفلحون فهو في عيشة راضية وهؤلاء متفاوتون تفاوتا عظيما منهم من ليس عنده الا حسنات محضة وليس في الكفة الاخرى شيء كالانبياء عليهم الصلاة والسلام والصحيح من قولي اهل العلم ان الانبياء يوزنون ووزنهم فيه اظهار كرامتهم عند الله سبحانه وتعالى والصحيح انه لا يستثنى من الوزن احد يوم يكون الناس كالفراش المبثوث الناس كلهم كالفراش المكثوف ثم قال جل وعلا فاما من ثقلت موازينه. اذا الوزن عام ليست مسألة الوزن هي مسألة الحساب يستثنون من الحساب كما سيأتي الصحيح انه انهم يوزنون ايضا من اولئك من عنده حسنات لا يقابلها سيئات لانه رزق التوبة الى الله عز وجل قبل موته كما عنده الا حسنات لان التائب من الذنب كمن لا ذنب له وبعد ذلك اناس عندهم حسنات كثيرة وصغائر قليلة وبعد ذلك درجات دونهم الى ان يكون من عنده حسنة ترجحت على سيئاته يعني عنده حسنات كثيرة وسيئات كثيرة ولكن حسناته ارجح من سيئاته. روي عن ابن مسعود رضي الله عنه. وجاء هذا عن ايضا من السلف ان من ترجحت حسناته على سيئاته ولو بواحد دخل الجنة نسأل الله من فضله اذا استكثر من الحسنات فلا تدري ما هي الحسنة التي ربما تكون السبب في نجاتك والاعمال التي تدخل في الوزن لا تخرج عن ثلاثة اصناف انتبه لهذا اولا ما عمله الانسان في حياته سواء انقطعت هذه الاعمال بموته او استمر له ثوابها او اسمها بعد الموت ثانيا ما يهدى الى الانسان من غيره اهداء شرعيا هذه تكون مع ثالثا نتيجة المقاصة القصاص الذي يكون بين الظالم والمظلوم حينما يأخذ المظلوم من حسنات الظالم او حينما يؤخذ من سيئات المظلوم فتوضع على الظالم فان ذلك يكون يكون معه في الوزن لان موقف القصاص سابق لموقف الوزن كما بين هذا ابن القيم رحمه الله في طريق الهجرتين المقصود ان هذه اصناف الاعمال التي تدخل في الموازنة هؤلاء الذين ثقلت موازينهم واذا جاء في النصوص ثقلت موازينهم او خفت موازينهم فالمراد موازينه الحسنات المراد كفة الحسنات هي التي جاء في النصوص انها تثقل او او تخف القسم الثاني من ترجحت سيئاته على حسناته قال سبحانه فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون فاولئك الذين خسروا انفسهم بما كانوا باياتنا يظلمون كما في اية الاعراف والاولى في المؤمنون واما من خفت موازينه فامه هاوية وما ادراك ما هي نار حانية. نسأل الله السلامة والعافية اذا هؤلاء اهل البلية والمحنة هؤلاء الذين يصلون الى ذلك الموقف العظيم وعندهم سيئات فاقت حسناتهم وترجحت عليها فخفت موازين حسناتهم هؤلاء هم الذين اخبر الله عز وجل عنهم ان مصيرهم الى النار فامه هاوية هؤلاء الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون الا ان يتداركهم الله عز وجل برحمة منه. فيأذن في شفاعة فيهم هذا هو التحقيق في حال هؤلاء ظواهر النصوص تدل على ان من خفت موازينه فهو من اهل النار الا ان يتداركه الله عز وجل برحمته فيأذن في شفاعة الشفعاء فيه القسم الثالث من تساوت حسناته وسيئاته من اتى بحسنات يقابلها سيئات مثلها والصحيح ان هؤلاء يوقفون على الاعراف مدة يشاءها الله سبحانه وتعالى ثم يكون مصيرهم الى الجنة وهذا ما ثبتت فيه اثار الصحابة رضي الله عنهم كحذيفة وابن عباس وابن مسعود وغير واحد من الخلف والسلف هؤلاء هم اهل الاعراف الذين قال الله عز وجل عنهم وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيناهم ونادوا اصحاب الجنة ان سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون. هذا في اول الامر. ثم بعد ذلك قال الله جل وعلا ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا انتم تحزنون. هؤلاء ما كان عندهم سبب دخول الجنة وهو الحسنات الراجحة ولا سبب دخول النار وهو السيئات الراجحة فاوقفوا على الاعراف والاعراف مرتفع بين الجنة والنار كما جاء تفسير عن السلفي رحمهم الله يوقفون مدة يشاءها الله عز وجل ثم بعد ذلك يأذن الله عز وجل لهم بدخول الجنة لان رحمة الله سبقت رقبة نسأل الله عز وجل رحمته ونعوذ به من غضبه اذا هؤلاء الذين يوزنون وهذه احوالهم. وسنتكلم ان شاء الله لاحقا عما يتعلق بوزن الكفار والله اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رسول الله وتنصبوا الموازين فتوزن فيه اعمال العباد. ثم انتقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. فمن خفت موازينه دينه واولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم وخالدون قلت له مشاو الدواوين وهي صحائف الاعمال فآخر كتابه بيمينه واخذ كتابه بشماله او من وراء ظهره كما قال تعالى وابو على كل حال في الوسطية اختلفت النسخ بعضها جاء فيه العطف بالواو وبعضه بعضها باو نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واخذ كتابه بشماله او من وراء ظهره كما قال تعالى فكل انسان الزمناه طائره في عنقه والمسألة على كل حال فيها خلاف بين العلماء قيل ان ذلك يكون بعد موقف الحساب وقيل ان ذلك يكون قبل موقف الحساب والأقرب والله اعلم ان ذلك يكون قبل موقف الحسن فهم هذا الموضوع ينبني على فهم على فهم موضوع اخر وهو كتابة اعمال بني ادم وهذه مسألة اظن اننا تكلمنا عنها فيما مضى فالمتقرر بدلائل الكتاب والسنة واجماع المسلمين كافة باستثناء شد ما من الجهلية الذين نفوها المسلمون مطبقون على ان اعمال بني ادم تكتب عليهم قيد الله عز وجل لكل انسان ملكان يكتبان عليه اعماله احدهما موكل بالحسنات والاخر موكل بالسيئات وان عليكم لحافظين كراما كاتبين. يعلمون ما تفعلون اتاهم الله عز وجل القدرة على معرفة كل ما يكون من الانسان حتى اعمال قلبه حتى اعمال قلبه يعلمونه ماذا ما تفعلون ظاهرا او باطنا وهذه قضية كما ذكرت قطعية بلى ورسلنا لديهم يكتبون انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون في ادلة كثيرة جاءت في الكتاب والسنة ومرت بنا قريبا ان كنتم تذكروا اعمال بني ادم التي كتبت عليه تنشر له يوم القيامة في صحائفها ويؤتاها العباد وكل انسان الزمناه طائره في عنقه اختلف المفسرون في معنى كلمة الطائر هنا قيل ان المقصود بالطائر ما سبق في علم الله عز وجل من شقاوة العبد او سعادته الله عز وجل قدر المقادير والعباد صائرون الى ما قدر فما قدره الله يلازم العبد لا يفارقه. ولذلك سمي هذا القدر بالطائف الملازم طار عن الانسان كتب عنه او كتب له ما سيخرج منه وسيكون اليه من سعادة او شقاوة وكل انسان الزمناه طائره في عنقه لا يمكن ان يتخلف ما قدر الله عز وجل عليه وقيل ان الطائرة هو العمل كل انسان الزمه الله عز وجل بعمله الذي طار عنه يعني خرج منه حدث منه وسوف يحاسب عليه يوم القيامة قال ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا مفتوحا ما يكلف نفسه حتى فتحه سيجده امامه ماذا مفتوحا ويقال له ماذا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيمة يقرأ كل انسان سواء كان قارئا في الدنيا او لم يكن قارئا. يقرأ اعماله التي عملها في حياته يتلقى الناس صحائفهم ويكونون على نوعين او ينقسمون الى قسمين اما المؤمنون فانهم يتلقون صحف اعمالهم بايمانهم قال جل وعلا فاما من اوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابية اني ظننت اني ملاق حسابية ما النتيجة فهو في عيشة راضية ما هي في جنة عالية اسأل الله عز وجل من فضله قال جل وعلا فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى اهله مسرورة نسأل الله عز وجل ان يلقينا هذا السرور هؤلاء اهل السعادة واخذهم كتبهم بايمانهم علامة على نجاته الصنف الثاني الكفار وهؤلاء جاء فيهم امران انهم يتلقون كتبهم بشمائلهم وانهم يتلقون كتبهم من وراء ظهره. قال جل وعلا فاما من اوتي كتابه واما من اوتي كتابه بشماله وقال سبحانه وتعالى فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى اهله مسرورا. واما من اوتي كتابه وراء ظهره قال بعض اهل العلم انهم يختلفون بعض الكفار يتلقى كتابه بشميل بشماله. وبعضهم يتلقى كتابه من وراء ظهره. والصحيح ان هذين وصفين كلاهما يقعان للكافر. بمعنى يتلقى كتابه بشماله ومن وراء ظهره وذلك اخذ بظاهر النصوص والاخذ بظاهر النصوص اسلم ثم بعد ذلك خاض الناس قيل ان الكافرة يوم القيامة تخلع شماله فتركب من وراء ظهره فيكون اخذا كتابه ها؟ بشماله و من وراء ظهره وقيل تلوى يده اليسرى فيأخذ كتابه من وراء ظهره وقيل انه يخرق صدره يدخل يده في صدره فيخرقه. حتى يتناول كتابه من وراء ظهره والاسلم في هذا الوقف والله اعلم لكننا نجزم ان الكافر يتلقى كتابه ها من وراء ظهره بشماله والله اعلم كيف يكون ذلك والله على كل شيء قدير يبقى البحث في صنف لم يدخل في القسم الاول لان ظاهر القسم الاول ان الذين تلقوا كتبهم بايمانهم فانهم ماذا في عيشة راضية وفي جنة عالية وهم ايضا ليسوا من القسم الثاني وهم العصاة الذين شاء الله عز وجل تأديبهم الذين ما شاء الله العفو عنهم هل هؤلاء سيتلقون كتابهم بشمالهم او يتلقون كتابهم بايمانهم اختلف العلماء فيهم اختلافا طويلا قال بعض العلماء انهم يأخذون كتابهم بايمانهم كالمتقين وان كانوا سيدخلون النار دخولا مؤقتا فيكون اخذهم هذا الكتاب دليلا على ماذا او علامة على انهم ها لن يخلدوا في النار وانهم سيكون مآلهم الى الجنة وقيل انهم يأخذون كتابهم بايمانهم بعد خروجهم من النار وقيل انهم يأخذون كتبهم بشمالهم من امامهم فلا هم كحال المتقين ولا هم كحال الكافرين والاسلم في هذا ان نقول الله اعلم لم يأتي في النصوص فيما اعلى دليل يحدد على وجه الدقة والتعيين حال هؤلاء والله عز وجل اعلم كيف سيكون حاله؟ ولعلنا نقف عند هذا الحد. اسأل الله جل وعلا باسمائه وصفاته ان يتغمدنا وان يشملنا بعفوه وان يجعلنا من السعداء في ذلك اليوم العظيم يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم والله عز وجل لا اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين