اه لا يشفع الا لاهل التوحيد. اليس كذلك؟ ومن الذي وفق اليه؟ هو الله عز وجل. فالامر من سبحانه والله عز وجل ثالثا هو الذي حرك قلب الشافع لكي يشفع. ولولا ذلك بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفع وانفع به يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالته الى العقيدة الواسطية. وله في القيامة صلى الله عليه وسلم ثلاث شفاعات اما الشفاعة الاولى فيشفع لاهل الموقف حتى يقضى بينهم بعد ان يتراجع الانبياء ادم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم من الله السلام الشفاعة حتى تنتهي اليه. واما الشفاعة الثانية فيشفع في اهل الجنة ان يدخلوا الجنة. وهاتان الشفاعتان خاصة له واما الشفاعة الثالثة فيشفع فيمن استحق النار وهذه الشفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم فيشفع في من استحق النار الا يدخلها ويشفع فيمن دخلها ان يخرج منها. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره اعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذا هو ما بقي من مباحث اليوم الاخر في كلام المؤلف رحمه الله في هذه الرسالة العظيمة موضوع الشفاعة موضوع يبحثه اهل العلم في الاعتقاد في مواضع متعددة. فهم يبحثونه حينما يتكلمون عن ربوبية الله سبحانه وتعالى وذلك باعتبار ان الشفاعة ملك لله سبحانه وتعالى كما ان الله عز وجل له ملك السماوات والارض وله الرحمة والمغفرة فكذلك له الشفاعة قل لله الشفاعة جميعا. ويبحثون هذا الموضوع ايضا. حينما يتكلمون عن توحيد الالوهية وذلك ان مما يضاد توحيد الالوهية الشرك في الله سبحانه وتعالى بسبب الشفاعة فان الخلل في فهم هذا الموضوع كان اوسع الاسباب للولوج الى الشرك في قديم الدهر وحديثه. كما ان اهل العلم يبحثون هذا الموضوع كما اسلفت في اه باب اليوم الاخر باعتبار ان الشفاعة تكون في عرصات القيامة. فهي موقف من مواقف اليوم الاخر يبحثون ايضا هذا الموضوع حينما يتكلمون في باب النبوات فان من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة في فصل القضاء وفي غير ذلك كمما سيأتي الحديث فيه ان شاء الله. اذا موضوع الشفاعة موضوع بالغ الاهمية وحاجة المسلم الى فهمه وضبطه في ضوء دلالات النصوص. وفهم السلف الصالح حاجته الى ذلك من اعظم الحاجات فان الخلل في فهم هذا الموضوع. وان الانحراف عن جادة الحق فيه شيء كثير مع اسف الشديد المشركون الاولون من اعظم الاسباب التي وقعوا في الشرك بسببها الشفاعة. قال سبحانه ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله. اشركوا مع الله غيره. لاجل رغبتهم في الشفاعة اخذوا مع الله عز وجل شفعاء اعتقدوا انهم يملكون الشفاعة قال جل وعلا ام اتخذوا من دون الله شفعاء قل او لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون؟ قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والارض وتأمل يا رعاك الله كيف قرن الله سبحانه وتعالى ملكه للشفاعة بملكه السماوات والارض اذا الشفاعة لله سبحانه وتعالى جميعا. والمشركون اعتقدوا ان الشفعاء يملكون الشفاعة. وهذا فرقان بين بين اهل التوحيد واهل ها هنا انفصل الموحدون عن المشركين. الموحدون ما اتخذوا من دون الله شفعاء ما اتخذوا مع الله عز وجل وليا ولا شفيعا. وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم. ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع. ما جعلوا مع الله عز وجل شفيعا. يرغبون اليه ويسألونه ويرجون هذه الشفاعة كلا والله هؤلاء اهل التوحيد الخالص قلوبهم تعلقت بمن يملك الشفاعة فلهجت السنتهم بسؤالها منه سبحانه وتعالى لا من غيره اما المشركون فانهم من وصف الله عز وجل اتخذوا مع الله عز وجل شفعاء قال له واشرك وخسروا. هذا الموضوع تكرر كثيرا في كتاب الله عز وجل وتأمل يا رعاك الله في نكتة مهمة ها هنا وهي ما السر في ان الشفاعة كثيرا في كتاب الله منفية. اقرأ كتاب الله ستجد انه في نحو خمسة حين موضعا جاءت الشفاعة منفية لا شفاعة. بل انه في الغالب لا تكون الشفاعة مثبتة لا استثناء فما السبب؟ السبب يا رعاك الله هو ان الله عز وجل اراد ان ينخلع ويذهب من قلوب الناس وظنهم ان الشفاعة عنده سبحانه وتعالى من جنس الشفاعة الدنيوية التي يتعارفونها في الدنيا. اذا كان الامر كذلك فاعلموا انه لا شفاعة هذه الشفاعة التي يعرفها الناس في الدنيا شفاعة منفية معدومة في الاخرة لا وجود لها. الشفاعة التي يعرفها الناس في الدنيا تنقسم في الغالب الى نوعين شفاعتي محبة وشفاعتي وجاهة يشفع الحبيب عند محبه يتقدم بين يديه بالشفاعة. سواء شاء عنده او لم يشأ. اذن او لم يأذن. يتقدم بين يديه لجاهه اذلاله على المشفوع عنده فيشفع عنده. حتى ولو كان كارها. ثم مشفوع عنده لا يملك ان يرد الشافعي. لا يملك ان يرده مطلقا ان رده مرة ما امكنه ان يرده الثانية. لم؟ لانه يشق عليه. ان يرد طلب حبيبه ويخشى ان يغضب عليه او ان يهجره فرغم او رهبة يقبل شفاعته. شفاعة وجاهة ان يشفع الوجيه عند ذي الشأن ان يشفع وزير عند سلطان او رئيس الجند او تاجر كبير عند ملك من الملوك هذا الملك يقبل شاء ام ابى حتى لا ينفظ الناس عنه. فانه محتاج الى هؤلاء. المعاوضة بينهم حاصلة هم هم يحتاجونه وهو يحتاجهم. لذا فلا يملك الرد لقد هذه الشفاعة من ظن انها تكون بين يدي الله عز وجل يوم القيامة فقد ضل ضلالا مبينا. نعم. ضل ضلالا مبينا بعض الناس يقول ولماذا كان المشركون مشركين بسبب هذا الامر وكان ظنهم ظنا حسنا ارادوا الخير ارادوا الا يسألوا الله مباشرة فلجأوا الى الشفعاء ليرفعوا الحاجة الى الله عز وجل فهم وان اخطأوا فان ظنهم كان ظنا حسنا وقصدهم كان الخير جواب لا والله. لا والله. ان هؤلاء ما احسنوا الظن بالله. بل ظنوا بالله ظن السوء يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية. تأمل يا رعاك الله. هؤلاء المشركون الذين تعلقت قلوبهم في الشفاعة بالشفعاء ظنوا بالله عز وجل اسوأ ظن فهم اولا اعتقدوا ان هذا الشافع لم يكن الله عز وجل ليرد شفاعته. كما هو الحال في شفاعة الشفعاء في الدنيا الشافع يشفع والمشفوع عنده يقبل رغبة او رهبة او محبة او كراهة او معاوضة لواحد من هذه الاسباب يقبل. شاء ام ابى ومن اعتقد هذا في الله عز وجل فقد اساء به اعظم الظن. ثانيا هؤلاء اعتقدوا ان الشفيعة شريك لله سبحانه وتعالى في حصول الخير كما هو الشأن في شفاعة الدنيا. ارأيت حينما يشفع شافع عند ذي في جلب خير او دفع مضرة. اله حظ من التأثير في حصول الخير ودفع الشر ام لا؟ اجيبوا يا جماعة. اذا هو شريك مع المشفوع عنده في حصول الخير الله عز وجل واحد احد صمد لا يشفعه احد. وليس له شريك الخير كله منه واليه. اذا هؤلاء ظنوا ان الشفاعة شفاعة شريك. لا شفاعة عبد مأمور وامر ثالث وهو ان هؤلاء اعتقدوا ان الشافع هو الذي حرك المشفوع عنده واثر فيه حتى قبل يعني اعتقدوا ان الله عز وجل لم يكن يريد الرحمة والمغفرة بالمشفوع له لكنه بسبب شفاعة الشافع تغيرت ارادة الله. فكان المخلوق مؤثرا على الله الشأن فيه كالشأن في تحريك الامر للمأمور. كيف اثر الامر في المأمور فجعل ارادته تتغير. فقام بالامر كذلك الشأن عند هؤلاء. الله عز وجل غافلا عن ارادة الرحمة او لم يكن يريدها. لكنه بفعل وسبب الشافع تغيرت ارادته تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. الله عز وجل شأنه اجل واعظم. ووقعوا في بامر رابع وهو انهم نزلوا ربهم العظيم. منزلة ملوك الدنيا او جبابرة الذين يحتاجون الى الشفعاء الذين يعلمونهم بما يجهلون او يعطفون قلوبهم على رعاياهم. والله شأنه اجل واعظم الله غني عن كل ما سواه. وكل ما سواه فمفتقر اليه. ارأيت يا رعاك الله كيف ان هؤلاء ظنوا بالله ظن السوء؟ ظنوا بالله غير الحق. ذاك ظن الجاهلية الشفاعة التي اثبتها الله عز وجل شأن اخر ولون اخر. الامر فيها كله لله بدءا وانتهاء. الامر فيها كله لله بدءا وانتهاء اه الشفاعة من الله مبدأها وعلى الله تمامها. انتبه لهذه القاعدة احفظها الشفاعة من الله مبدأها. وعلى الله تمامها. الامر فيها من انه واليه وذلك. ان الله سبحانه وتعالى هو الذي وفق الشافع للسبب الذي لاجله كان شافعا. لولا ايمانه وعمله الصالح ما كان شافعا ومن الذي وفقه لهذا؟ الله هذا واحد. ثانيا الله عز وجل هو الذي وفق المشفوع له ليكون اهلا للشفاعة. والله لولا الله ما اهتدينا ما شفاء؟ والله رابعا هو الذي اذن للشافع ان يشفع اذنين من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. اذن الارادة والمشيئة واذن الاباحة والاجازة. كلاهما كان من الله. ما شفع الشافع لا يشفع الشافع ولن يشفع الشافع حتى يأذن الله عز وجل. اذن بمعنى الارادة الكونية والمشيئة واذن بمعنى الاباحة والاجازة من الله عز وجل. وكلاهما كان منه جل وعلا والله عز وجل خامسا هو الذي امر الشافع ان اشفع الشافع يا عباد الله مأمور. لا يملك الا ان يستجيب لامر الله. اليس الله الله عز وجل سيقول اكرم الشفعاء واعظم الشفعاء وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم واشفع تشفع؟ اذا هو ماذا؟ هو مأمور. والله عز وجل سادسا هو الذي تفضل بقبول الشفاعة. فعاد الامر كله من الله والى الله. حقيقة الامر ان الله شفع من نفسه الى نفسه اهذه هي الشفاعة؟ التي ظنها المشركون ورغبوا فيها وعملوا لها انها لون اخر ليست هي الشفاعة التي ظنها هؤلاء المشركون. هذا كله امر فكيف وقد ضموا اليه امرا بل طامة اخرى؟ وهو ان هؤلاء المشركون قديما وحديثا تعلقت قلوبهم بالشفعاء ورجوا هؤلاء الشفعاء. وسألوا الشفاعة هؤلاء الشفعاء. قلوبهم ما عرفت الا هم حتى انهم يظنون انه لو لم يعطف الشافع عليهم كانت صار هو لابد ان لم تكن في معادي اخذا بيدي فضلا والا فقل يا زلة القدمين هذا ظنوه في رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولذلك تجد انهم يظنون ان هذه الشفاعة ملك خالص للشافعي يتصرف فيها كيفما يشاء. ولذا القلوب والالسنة والاعمال انما تتوجه الى هؤلاء الشفعاء وعموها وعموا وصموا عن ان الشفاعة ملك لله عز عز وجل قل لله الشفاعة جميعا. لا يجوز ان تتعلق القلوب بغيره سبحانه فيها فمن نازع الله عز وجل في هذا الحق فهو كالذي نازع الله عز وجل في كونه الرب الخالق الرازق المحي المميت. سواء بسواء. ام اتخذوا من دون الله شفعاء؟ قل او لو لا يملكون شيئا ولا يعقلون قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والارض. الامر كله لله جل وعلا. في صحيح البخاري ان ابا هريرة رضي الله عنه سأل النبي سؤالا مهما عليه الصلاة والسلام. فقال يا رسول الله من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة. هذا السؤال يقودنا باختصار الى آآ اللب والخلاصة في هذا الموضوع. من الذي يفوز بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم؟ هؤلاء او هؤلاء الذين ما اتخذوا من دون الله وليا ولا شفيعا؟ ام الذين اتخذوا مع والله شفعاء. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد لقد ظننت الا يسألني احد عن هذا اول منك لما رأيت من حرصك على الحديث. اسعد الناس بشفاعتي. ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ها هنا؟ اسعد الناس بشفاعتي هو الذي اتصلت روحه بروحي حتى ينالها اجيبوا اسعد الناس بشفاعتي هو الذي ياتي الى قبري فيقول يا رسول الله الشفاعة اجيبوا اسعد الناس بشفاعتي هو الذي يلهج بابيات يسألني ويستغيث بي فيها فيقول يا رسول الله يا ذا الفضل يا بهجة في الحشر جاها ومقاما. عد على عبد الرحيم الملتجي بحمى فضلك. يا غوث اليتامى واقلني من عثرتي يا سيدي في اكتساب الذنب في خمسين عاما؟ اجيبوا. ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم قال اسعد الناس بشفاعتي من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه او نفسه اسعد الناس بشفاعتي اهل التوحيد. اسعد الناس بشفاعتي للذين سألوني الوني اياها انما الذين سألوا ربي اياها. اسعد الناس بشفاعتي ليس الذين رجوني ورغبوا في وتعلقت قلوبهم بي. وانما من سألوا الله وتألقت قلوبهم بالله ورجوا الله هؤلاء اسعد الناس بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم. اذا الشفاعة يرعاكم الله من ارادها فلها طريق موصلة اليها تلك الطريق توحيد الله. اخلاص العمل لله. تعلق القلوب بالله سؤال الله الرغبة في الله والرجاء في الله والبعد عن الشرك بالله هكذا يكون الانسان اهلا لهذه الشفاعة. فائزا بها سعيدا بها. هذا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في اصح الكتب بعد كتاب الله في صحيح البخاري قال هذا الذي لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام قال هذا الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام. قال هذا الرحيم الرؤوف بنا عليه الصلاة والسلام. ويا لله كيف ان اناسا تعلقت قلوبهم بالشفاعة للدرجة التي فعلوا ولاجلها السبب الذي منعوا اياها. سبحان الله. اسمى ما يحرصون عليه الشفاعة ففعلوا السبب الذي يمنعهم منها. سبحان الله. اي خذلان اعظم من هذا الخذلان؟ رغم في الشفاعة فاشركوا مع الله. ووالله ان المشرك لا تناله الشفاعة. اي والذي نفسي بيده. ليس هذا الذي قلته انا بل قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم لكل نبي دعوة مستجابة. فتعجل كل نبي دعوته. واني اختبأت شفاعتي اني اختبأت دعوتي شفاعتي لامتي يوم القيامة فهي نائلة ان شاء الله من من مات من امتي لا يشرك بالله شيئا. هنيئا لاهل التوحيد ويا بؤساء لاهل الشرك. اذا هذا الموضوع يا اخوة موضوع حري بالوقوف عنده. والتأمل فيه. وتكرار الكلام عنه حتى يستقر هذا المعنى في النفوس. فما اكثر الانحراف فيه؟ والله المستعان الشفاعة من مواقف القيامة. نحن نبحث الان في الشفاعة الاخروية التي جاءت بها النصوص كتابا وسنة. والمعلوم من ادلة الشرع. ان الشفاعة عند الله عز وجل يوم القيامة انما تكون بشرطين. اذن الله عز وجل للشافع ان يشفع. ورضاه عن مشفوع له وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى والشفعاء يرجعون الى ثلاثة اصناف الذين يشفعون عند الله الانبياء والملائكة والمؤمنون. وجاءت ادلة تفصيلية في بعض افراد هذه اصناف من اولئك الشهداء. ومن اولئك الاطفال الصغار. الذين يموتون قبل قلوبهم فيشفعون لوالديهم. الى غير ذلك مما جاء في النصوص وقد جرت عادة العلماء اذا وردوا الى هذا الموضوع ان يقسموا الشفاعة الى قسمين. شفاعة خاصة وشفاعة عامة. والمراد بكونها خاصة اي انها خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم فلا يشركه فيها احد. وعامة يعني تكون له ولغيره من الشفعاء. اما الشفاعة الخاصة فاشار المؤلف رحمه الله الى نوعين منها والتحقيق انها ثلاثة اما الشفاعة الاولى وقد ذكرها المؤلف رحمه الله رحمه الله فهي الشفاعة في فصل القضاء على التحقيق وهو ما عليه قول جمهور العلماء انه المقام المحمود الذي يحمد النبي صلى الله عليه وسلم عليه الاولون والاخرون وهذه الشفاعة قد جاء الدليل عليها في احاديث كثيرة في الصحيحين وغيرهما. جاء في الصحيحين من حديث انس رضي الله عنه ومن حديث ابي هريرة رضي الله عنه وجاء ايضا من حديث غيرهما وخلاصة ذلك ان الناس يعظم بهم الكرب حتى يبلغ له حتى يبلغ بهم ما لا طاقة لهم به. يعظم الامر جدا وتدنو الشمس من خلائق حتى تكون منهم قدر ميل. ويموج الناس بعضهم في بعض. فيتنادون فيما بينهم الا احد يشفع لنا عند الله عز وجل؟ فيريحنا مما نحن فيه فيذهبون اول ما يذهبون الى ادم عليه السلام فيثنون عليه ويقولون له الا تشفع لنا عند ربك؟ الا ترى ما نحن فيه فيكون منه عليه الصلاة والسلام ان يقول ان الله قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله. ويقول نفسي نفسي. ويذكر ذنبه وهو انه اكل من الشجرة ثم يرشدهم الى نوح عليه السلام. فيذهبون الى نوح. فيقول كما قال ادم عليه السلام والذنب الذي يذكره انه دعوة انه دعا دعوة لم يؤمر بها ثم يرشدهم الى ابراهيم عليه السلام فيذهبون الى ابراهيم. فيقولون له كما قالوا لمن قبله. فيقول لهم كما قال كما قال من ويذكر ذنبه وهو الثلاث كذبات ثم يرشدهم الى ان يذهبوا الى موسى عليه السلام. فيقولون له كما قالوا فيقول لهم كما قالوا ولكنه يذكر ذنبه الذي هو انه قتل نفسا لم يؤمر بقتلها. ثم يرشدهم الى ان يذهبوا الى عيسى عليه السلام. فيقولون له فيقول لهم ولكنه لا يذكر ذنبا ويرشدهم الى النبي صلى الله عليه وسلم. ويذكر لهم خاصية له. وهي انه عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. صلى الله على نبينا وسلم. فاذا ذهب اليه قال انا لها. قال فانطلق فاستأذن على ربي فيؤذن لي فاذا رأيت ربي خررت ساجدا فيدعه الله عز وجل ساجدا ما شاء الله ان يدعه. ويحمده عليه الصلاة والسلام بمحامد لم يكن يحسنها في الدنيا يفتحها الله عز وجل عليه في ذلك المقام ثم يقول الله عز وجل يا محمد ارفع رأسك وصل تعطه واشفع تشفع اذا هذه هي الشفاعة الاولى التي اختص بها النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة الثانية شفاعته في دخول الجنة. وهذه الشفاعة مرت بنا في الدرس الماضي وعلمنا الدليل عليها اما الشفاعة الثالثة التي له عليه الصلاة والسلام ولم يذكرها المؤلف فشفاعته في عمه ابي طالب دليل هذه الشفاعة ما ثبت في الصحيحين من حديث العباس رضي الله عنه انه قال يا رسول الله هل نفعت ابا طالب بشيء؟ فانه كان حوطك ويغضب لك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم هو في ضحضاح من النار ولولا انا لكان في الدرك الاسفل من النار اذا هذه شفاعة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم. والشأن في ابي طالب انه مستثنى من شرط الرضا عن المشفوع له وربك يخلق ما يشاء ويختار. الامر لله عز وجل اذا هذه شفاعات ثلاث خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم. اما الشفاعات العامة فذكر المؤلف رحمه الله الشفاعة في شأن النار عافاني الله واياكم منها. وهذه تنقسم الى قسمين. شفاعة في قوم دخلوا النار ان يخرجوا منها. وشفاعة في قوم استحقوا النار الا يدخلوها اما الشفاعة الاولى فانها شفاعة اجمع عليها المسلمون قاطبة وشد فيها الوعيدية. عند هؤلاء ان من دخل النار لا يخرج منها. وجعلوا في كأن عصاة الموحدين انزلوا عليهم او جعلوا فيهم الايات التي جاءت في الكفار. وضعوا على الموحدين العصاة ما نزل في الكفار كقوله تعالى وما هم بخارجين من النار من هؤلاء؟ هؤلاء كفار لكن هؤلاء ضالون ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا وادلة هذا النوع كثيرة متواترة في الصحيحين وغيرهما ان الله سبحانه وتعالى يخرج بشفاعة الشفعاء من كان في قلبه مثقال شعيرة من خير ومن كان في قلبه مثقال ذرة من خير. ومن كان في قلبه مثقال ذرة من خير. ومن كان في قلبه ادنى ادنى ادنى مثقال ذرة من خير هؤلاء الذين يخرجون من النار هم العصاة الذين زادت زادت سيئاتهم على حسناتهم في الموازنة فاستحقوا النار وما شاء الله عز وجل العفو عنهم فيدخلون النار دخولا مؤقتا لا مؤبدا منهم من يخرج بشفاعة الشفعاء ومنهم من يخرج بمحض رحمة ارحم الراحمين كما سيأتي الكلام عن هذا ان شاء الله اما القسم الثاني من هذه الشفاعة فانها الشفاعة في قوم استحقوا النار الا يدخلوها. وهذه الشفاعة ذكر المؤلف رحمه الله الفتاوى الكبرى وفي غير هذا الكتاب انه انما انكرها الوعيدية من الخوارج والمعتزلة. اذا اهل السنة عليها ماذا؟ مطبقون. وان كان قد توقف فيها بعض اهل العلم. والحق الذي لا مرية فيه انها شفاعة ثابتة دون شك يدل على هذه الشفاعة دليلان اولا ما استدل به الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري وهو ما جاء في صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم والحديث اظن انه قد مر بنا سابقا وهو حديث ابي سعيد وفيه فيضرب والجسر على جهنم. ما الجسر الصراط. قال فيضرب الجسر على جهنم. وتحل الشفاعة ويقولون اللهم اللي مسلم من الذين يقولون؟ الانبياء عليهم الصلاة والسلام. قال ابن حجر رحمه الله هذا الدعاء نوع شفاعة لاننا قد علمنا ان عصاة الموحدين كيف عصاة الموحدين الذين استحقوا النار خفت موازين حسناتهم ولم يشأ الله العفو عنهم كيف يدخلون النار نعم يسقطون من على الصراط تأخذهم تلك الخطاطيف والكلاليب فتلقيهم في النار عافاني الله واياكم من ذلك لكن لعل الله سبحانه وتعالى ان يقبل هذه الشفاعة فيمن شاء سبحانه وتعالى حيث يقول الانبياء وهم على الصراط يلهجون بقول اللهم سلم سلم. وفي صحيح مسلم يقول صلى الله عليه وسلم ونبيكم على الصراط ربي سلم سلم. اذا هذا دليل. والدليل الاخر عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم شفاعتي لاهل الكبائر من امتي. فقوله الكبائر يشمل من دخل النار ومن لم يدخلها بعد. كل اولئك يصدق عليهم انهم ماذا انهم اهل كبائر. والنبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث مسلم الذي ذكرته لك قبل قليل واني اختبأت واني اختبأت دعوتي شفاعتي لامتي ها يوم القيامة فهي هي نائلة ان شاء الله من مات من امتي لا يشرك بالله شيئا. وقوله يوم القيامة يشمل من دخل النار ويشمل ايضا من لم يدخل النار. ويؤيد هذا وجه ثالث وهو ان الشفاعة من اوجه الحكمة فيها اكرام الله عز وجل للشافع قال بعض العلماء واكرام الله عز وجل للشافعي بقبول شفاعته قبل دخول العاصي النار ابلغ منها بعد دخول النار والله عز وجل اعلم. اذا هذه هي الشفاعات التي ذكرها المؤلف رحمه الله. ثمة شفاعة ثمة شفاعة زائدة على ما مضى دلت عليها الادلة. الان دعونا نستذكر الشفاعات. الشفاعة ها في فصل القضاء المقام المحمود. ثانيا الشفاعة في دخول الجنة. ثلاثة الشفاعة في عم النبي صلى الله عليه وسلم ابي طالب. اربعة الشفاعة فيمن دخل النار ان اخرج منها وهذه عامة للنبي صلى الله عليه وسلم ولغيره من الشفعاء. ففي حديث ابي سعيد رضي الله عنه في الصحيحين والحديث طويل وفيه ان المؤمنين يناشدون الله سبحانه وتعالى مناشدة عظيمة فيقولون يا ربنا هؤلاء الذين نجوا من النار لكن بعض اخوانهم ماذا؟ سقطوا في النار فيناشدون الله عز وجل يقولون يا رب انا اخواننا كانوا يصلون معنا ويصومون معنا ويعملون معنا فيحد الله عز وجل لهم حدا من اهل النار فيخرجونهم ويتكرر هذا الامر ثلاث مرات اذا هذه الشفاعة شفاعة عامة له صلى الله عليه وسلم ولغيره من الشفعاء. ويقول الله عز وجل كما في الصحيحين شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون وبقيت رحمة ارحم الراحمين. اذا كل هؤلاء ماذا؟ يشفعون في ماذا في اهل النار الذين دخلوها الشفاعة الخامسة الشفاعة في من استحق النار الا يدخلها. ويبقى معنا شفاعة وهي الشفاعة في من لا حساب عليه بدخول الجنة. ودليلها ما في الصحيحين من ان النبي صلى الله عليه وسلم اذا استشفع الى ربه وسجد حمد ورفع رأسه بامر الله عز وجل يقول امتي امتي فيقول الله عز وجل يا محمد ادخل من امتك من لا حساب عليه من الباب الايمن من ابواب الجنة وهم شركاء الناس في سائر الابواب. نسأل الله عز وجل من فضله اسأل الله ان يجعلني واياكم من هؤلاء هذا نوع سادس والظاهر والله اعلم انه مختص بالنبي صلى الله عليه وسلم. على خلاف فيه. لكن اه لا اعلم دليلا في ان غير النبي صلى الله عليه وسلم يشفع هذه الشفاعة. فالاقرب والله اعلم انها مختصة بالنبي صلى الله عليه سلم ويذكر العلماء ايضا شفاعتين اخريين شفاعة سابعة وهي الشفاعة في قوم من اهل الجنة ان ترفع درجاتهم فيها واستدل من ذكر هذه الشفاعة بما ثبت في الصحيحين من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابي عامر الاشعري رضي الله عنه لما مات. قال عليه الصلاة والسلام اللهم اغفر لعبيد ابي عامر. اللهم اجعل يوم القيامة فوق كثير من خلقك واستدلوا ايضا بما ثبت في صحيح مسلم من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابي سلمة لما مات فقال عليه الصلاة والسلام اللهم اغفر لابي اللهم اغفر لابي سلمة وارحمه وارفع درجته في المهديين قالوا هذا اذا من الشفاعة في رفعة درجات قوم من اهل الجنة فيها. والذي يظهر والله تعالى اعلم ان هذا النوع لا يصح ادراجه وضمن الشفاعات لانه دعاء في الدنيا وليس شفاعة في الاخرة والبحث في هذا ولا يمكن ان نجعل كل دعاء في الدنيا نوعا من انواع الشفاعة. الشفاعة الثامنة والاخيرة هي ما يذكره بعض واهل العلم من الشفاعة في قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم ان يدخلوا الجنة. وروي في هذا آآ ما لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. لا اعلم في هذا حديثا صحيحا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لنا ان نثبت شفاعة الا بدليل صحيح. والله عز وجل اعلم. هذه نبذة عن اصناف الشفاعة وانواعها التي تكون في الاخرة لعلك تعيد احسن الله اليكم قال رحمه الله وله في القيامة ثلاث شفاعات. اما الشفاعة الاولى فيشفع فيشفع لاهل الموقف حتى يقضى بينهم بعد ان تراجع الانبياء ادم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم عليهم من الله السلام الشفاعة حتى تنتهي اليه. واما الشفاعة الثانية فيشفع في اهل الجنة ان يدخلوا الجنة وهاتان الشفاعتان خاصتان له. نعم. لا شك ان الجنة ممنوعة على اهلها. حتى فمحمد صلى الله عليه وسلم. وعلمنا ان الناس ايضا يطلبون من يشفع لهم في استفتاح باب الجنة فيذهبون الى الانبياء المذكورين انفا باستثناء نوح عليه السلام فكلهم يعتذر حتى تصل النوبة الى النبي صلى الله عليه وسلم فينطلق فيشفع فيفتح او فتفتح ابواب انه فيكون النبي صلى الله عليه وسلم وامته اول من يدخل الجنة. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله واما الشفاعة الثالثة فيشفع فيمن استحق النار وهذه الشفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم فيشفع فيمن استحق النار الا ويشفع فيمن دخلها ان يخرج منها. نعم. ويخرج الله تعالى من النار اقواما بغير شفاعة. بل بفضل رحمته يبقى في الجنة فضل عمن دخلها اذا شفعت الانبياء والملائكة والمؤمنون يقول الله عز وجل شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون. وبقيت رحمة ارحم الراحمين. وفي رواية عند البخاري وبقيت شفاعتي فيقبض قبضة من اهل النار فيدخلهم الجنة اذا هؤلاء درجة ادنى من سابقيهم. وهؤلاء اضعف الموحدين ايمانا. نسأل الله العافية والسلامة. هؤلاء يدخلون الجنة بمحض رحمة ارحم الراحمين. دون تطيء الشفاعة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ويبقى في الجنة فضل عمن دخلها من اهل الدنيا فينشأ الله لها اقواما فيدخلهم الجنة. نعم ثبت في الصحيحين من حديث انس رضي الله عنه وبمعناه ايضا من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان الله عز وجل يقول اه عفوا ان النار ان جهنم لا تزال تقول هل من مزيد؟ يلقى فيها؟ عياذا بالله وهي تقول هل من مزيد؟ حتى يضع الجبار سبحانه عليها قدمه فينزوي بعضها الى بعض وتقول قط قط كما مر معنا هذا سابقا في اثبات صفة الرجل والقدم لله عز وجل. قال واما الجنة في فضل فيها فضل فينشيء الله عز وجل خلقا فيدخلهم اياه اها لان الله عز وجل وعد ان يكون للجنة والنار ملؤهما. كما ثبت في الصحيحين من قول الله عز وجل في الحديث القدسي ولكل منكما خاطب الجنة والنار ولكل منكما ملؤها. وآآ الله عز وجل رحمته واسعة فيدخل من شاء في رحمته ولو كان ذلك بغير سبب لكن لعدل الله عز وجل فانه لا يعذب الا الا بسبب وها هنا تنبيه في ان احدى روايات الحديث من حديث ابي هريرة رضي الله عنه فيها ان الله عز وجل ينشئ للنار خلقا فيدخلهم اياها والتحقيق ان هذه الرواية غلط حصل لبعض الرواة قلب فيها كما جزم بهذا ابن القيم رحمه الله في كتابه حادي الارواح وكذلك البلقيني وغير واحد من اهل العلم الصواب ان النار لا يدخلها احد الا بماذا؟ الا بسبب بعد قيام الحجة عليه الم يأتكم نذير قالوا بلى هكذا يقول خزنة النار لاهل النار الذين يلقون فيها عافاني الله واياكم. الم يأتكم نذير؟ قالوا بلى قد جاءنا نذير ماذا حصل؟ فكذبناه. كان منهم السبب لكن الجنة الامر فيها مختلف فانها رحمة الله عز وجل والله يرحم من يشاء سبحانه وتعالى ولو لم يكن منه سبب لذلك نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله واصناف ما تتضمنه الدار الاخرة. اعد واصناف ما قال رحمه الله ويخرج الله تعالى من النار اقواما بغير شفاعة بل بفضل رحمته ويبقى في الجنة فضل عمن دخلها من اهل الدنيا فينشيء الله لها اقواما فيدخلهم الجنة. نعم. هؤلاء الذين يشاء الله سبحانه وتعالى ان يمن عليهم برحمته فيخرجهم من النار. يكونون قد امتحشوا. وصاروا فهما النار تصيبهم. يصيبها يصيبهم منها سفع كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم. في حديث ابي سعيد حينما يشفع المؤمنون العصاة الذين دخلوا النار قال النبي صلى الله عليه وسلم فان النار قد حرم الله عز وجل عليها صورهم يعني وجوههم. فيذهبون فيعرفونهم يعرفون اخوانهم الذين النار جاء في الحديث فمنهم من غاب في النار الى القدمين ومنهم من غاب في النار الى انصاف الساقين. نسأل الله السلامة والعافية. هؤلاء اناس اصابهم سفع من النار فيعذبون على ذنوبهم المدة التي يشاءها الله عز وجل. ثم انهم يموتون في النار كما صح هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم يميتهم الله عز وجل بعد ان يعاقبوا في النار التي يشاؤها الله فيبقون محبوسين ميتين في النار مدة اخرى يشاءها الله عز وجل. ثم يأذن الله الله عز وجل باخراجهم من النار. فيخرجون منها مجموعات مجموعات. ضبائر ضبائر وقد كانوا او وقد صاروا فحما تفحموا من النار عافاني الله واياكم من ذلك فيلقون على ضفاف نهر الحياة او الحياء وفي رواية عند البخاري على ماء يقال له ماء الحياة فيفيض عليهم اهل الجنة من هذا الماء. فينبتون كما تنبت الحبة على حميل السيل فيخرجون كاللؤلؤ يخرجون كاللؤلؤ. ذهب عنهم الشيء الذي كانوا عليه حينما امتحشوا من النار. وحينما صاروا تحمل هؤلاء يسميهم اهل الجنة الذين سبقوهم الى الجنة الجهنميين ثبت في صحيح البخاري من حديث عمران رضي الله عنه وكذلك من حديث انس من حديث عمران يقول صلى الله عليه وسلم يخرج قوم من النار بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم فيدخلون الجنة يسمون النبيين نسبة الى الدار التي كانوا فيها. وفي رواية يسألوه يسأل اهل الجنة ملائكة من هؤلاء؟ فيقولون هؤلاء الجهنميين؟ فيسميهم اهل الجنة ماذا؟ الجهنميين ولكن ثبت في صحيح ابن حبان باسناد صحيح انهم اذا قيل لهم الجهنميين ومن اسباب ذلك انه لما انتحشوا من النار صار في وجههم شيء من السواد فيأمر الله عز وجل فيأمرهم الله عز وجل فيغسلون وجوههم بعد ان يسألوا الله ان يذهب عنهم هذا الاسم انه حصل لهم شيء من الاذى بسبب هذا الاسم. يسألون الله ان يذهب عنهم هذا الاسم. فيسميهم الله عز وجل عتقاء الجبار وجاء في البخاري تسميتهم او قال يسميهم اهل الجنة عتقاء الرحمن اذا هؤلاء اول ما يدخلون الجنة يسميهم اهل الجنة الجهنميين ثم انهم يسألون الله ان يذهب عنهم هذا الاسم فيسمون بعد ذلك عتقاء الجبار او عتقاء الرحمن. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واصناف ما تتضمنه الدار الاخرة من الحساب والثواب والعقاب والجنة والنار وتفاصيل ذلك مذكورة في الكتب المنزلة من السماء والاثارة من العلم المأثور عن الانبياء. وفي العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يشفي ويكفي من ابتغاه وجده. احسنت كان المؤليف رحمه الله اراد الاعتذار عن انه اختصر كثيرا مما يتعلق بمباحث اليوم الاخر ولا شك ان تلك المباحث اكثر مما ذكر بكثير ولكنه احالك يا طالب العلم الى ادلة الوحي في الكتاب والسنة فانك ستجد فيها ما يكفي يعني يغني ويشفي يزيل كل ما في قلبك من اشكال لان الله سبحانه وتعالى جعل كتابه شفاء لما في الصدور هذه المباحث مباحث توقيفية لا مجال للعقل فيها ولا سبيل الى الاهتداء اليها الا الطريق الوحي. فمن طلب معرفة تفاصيل ما يكون في اليوم الاخر. من طريق العقل او من طريق القياس او من طريق الرؤى والكشوف او غير شيء من هذه الاشياء فلا شك انه قد اخطأ السبيل وضل عن الحق. هذه المباحث انما تطلب من الوحي الذي اوحاه الله عز وجل الى الرسل عليهم الصلاة والسلام. ولا شك ان الذي اوحي الى نبينا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام. لا شك ان بيان ذلك في هذا الوحي كان له الحظ الاوفر. وكان بيانه فيما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم. كان اعظم البيان. فمن طلب الحق وجده. من اراد ان يصل الى الحق من طريق الوحي فانه سيصل اليه بتوفيق الله عز وجل واعانته. الحق واحد لا يتعدد والحق سهل ميسور. والحق ظاهر ليس شيئا مغمى او يعني مستورا لا يمكن الوصول اليه بل من بذل ما في الوصول الى الحق مجرد القصد واخلص في الطلب فانه سيصل الى الحق بتوفيق الله سبحانه وتعالى واعانته. اذا المطلوب من المؤمن حينما يريد ان يصيب الحق في كل ما اختلف الناس فيه عليه اولا ان يصحح القصد ويخلص النية ويتجرد لله في الطلب ثم عليه ان يبذل ما يستطيع في السبيل الذي وضعه الله سبحانه وتعالى لذلك ان يبذل جهده في مطالعة الحق من مظانه ومن مصدره من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ان فعل ذلك فليبشر بانه سيهديه الله عز وجل الى الحق والصواب. اسأل الله عز وجل ان يهدينا بهداه. وان يسلمنا من الزيغ ومن الضلال ومن الانحراف. كما اسأله تبارك وتعالى ان يملأ قلوبنا بحبه. والسنتنا بذكره وان يوفقنا لطاعته وان يستعملنا في مراضيه والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان