وكتب الا يكون له مثل هذا انما له شيء اخر الا قل لمن كان لي حاسدا اتدري على من اسأت الادب اسأت على الله في حكمه لانك لم ترض لي ما ما وهب ثم يضعها في عنق كلب او خنزير اهذا من الحكمة في شيء او هذا سفه ينزه عنه الحكماء هذا سفه لان هذا الشيء الثمين لا يناسب ان يوضع في هذا المحل بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. امين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الواسطية وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين ويرضى عن الذين امنوا وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين ولا يرضى عن القوم الفاسقين. ولا يأمر بالفحشاء ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد والعباد فاعلون حقيقة. نعم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى آله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد كنا توقفنا في درس امس عند هذا الموضع وقد تبين لنا ان الله سبحانه وتعالى يقدر ما يحب ويقدر ما لا يحب لانه يوصل الى ما يحب فصار المقدر منه ما هو مراد لذاته ومنه ما هو مراد لغيره اذا قدر الله ما لا يحب من المعاصي والذنوب والشرور وما اليها فان ذلك كان لانه يترتب على وجود هذه الامور المكروهة لله عز وجل شيء يحبه الله ووجوده احب الى الله عز وجل من فواته فلاجل ذا قدره حشا وكلا ان يكون في قدر الله عز وجل الذي يضاف اليه ما هو شر قط كذلك لا يكون في مقدور الله عز وجل ما هو شر محض وعرفنا ايضا ان الواجب على المؤمن ان يجمع بين ايمانه بهذين الامرين العظيمين ان يؤمن بالشرع وان يؤمن بالقدر فيجمع بين تسليمه لله عز وجل في قدره وبين اجتهاده في شرعه فيأتي ما امر وينتهي عما نهي وهذا هو مسلك التوفيق الذي هدى الله عز وجل اهل السنة اليه و قد يقول قائل وقد يتساءل متسائل فيقول انما قدر الله سبحانه وتعالى كائن ولا بد حتى الشقاوة والسعادة كل شيء مكتوب فلاي شيء يكون العمل هذا سؤال يتبادر الى الناس كثيرا والعجيب ان الامر نفسه ينسحب على شأن الرزق كما ان السعادة والشقاوة مكتوبة فكذلك الرزق مكتوب ولا يسأل احد لما العمل لم نعمل لاجل الرزق تجد الذي يتساءل السؤال السابق يقوم كل يوم مبكرا ليذهب الى العمل ولا يتكل على القدر السابق ويقول انه وان كان الرزق مكتوبا فلابد فلا بد من العمل لكنه لا يقول الشيء نفسه فيما يتعلق بشأن القدر ينبغي ان تعلم يرعاك الله ان القدر منه شيء معلوم ومنه شيء مستور يرحمك الله يجب علينا ان نفهم من القدر القدر الذي ابانه الله سبحانه في كتابه وتبين لنا من خلال سنة النبي صلى الله عليه وسلم واما ما زاد على ذلك فانه شيء مستور عنا علمه والله عز وجل له الحجة على العباد وليس للعباد حجة عليه قل فلله الحجة البالغة الله جل وعلا ليس عليه حجة قال سبحانه انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا قال سبحانه رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون على الله حجة بعد الرسل ولاجل هذا فان الخلق جميعا سيتجلى لهم عدل الله سبحانه يوم القيامة ولن يجدوا على الله سبيلا وتأمل معي في قول الله سبحانه وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين هذه الاية فيها نكتة مهمة تدلك على ان قضاء الله سبحانه وحكمه الكوني وما قدره جل وعلا مما صار العباد اليه يوم القيامة كان فيه سبحانه عدلا غير ظالم فلاجل هذا الخلائق اجمعون يحمدون الله سبحانه وتعالى على قضائه حتى الذين يعذبون في النار تأمل معي في قوله وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين ولاحظ معي كيف ان حذف الفاعل ها هنا حذف القائل لانه قال وقيل لارادة التعميم فالكل كل الخلائق تصدح بحمد الله سبحانه وتعالى وقلوبهم مليئة بتعظيم الله قال ابن القيم رحمه الله قال الحسن البصري رحمه الله انهم ليحمدون الله وهم يعذبون وهم يعذبون فما وجدوا على الله سبيلا ظهر لهم ان واعني اهل النار حتى وهم يعذبون ظهر لهم ان الله سبحانه وتعالى كان في قضائه عدلا وكان في قضائه حكيما فهم يحمدون الله سبحانه وتعالى اذا الله سبحانه وتعالى عدل لا يظلم فمتى كان قدره سبحانه وتعالى على عبده ان يكون من الضالين فذلك عدل منه سبحانه لان العباد بين هداية واضلال اما الهداية فانها عن حكمة منه وفضل واما الاضلال فانه عن حكمة منه وعدل والله عز وجل ليس بظالم في كل حال الذين هداهم خصهم بلطيفة منه ومن عليهم بفضله الذي لا يحجره عليه حاجر هو فضله يضعه حيث يشاء فيما تقترن به حكمته جل وعلا والله سبحانه وتعالى يضع فضله حيث تقتضي حكمته وان اضل فان اضلاله كان حكمة منه وكان عدلا كان حكمة حيث وضع الاضلال في محله اللائق به نفوس الضالين نفوس لا تصلح لفضل الله عز وجل ولا يليق بها او لا تليق بها تلك النعمة فكانت الحكمة تقتضي ان يحرموا هذه النعمة ولاجل هذا لم يكن الله سبحانه وتعالى في ذلك ظالمة لانه ازاح العلل وارسل الرسل وانزل الكتب ومكن من الهداية فاعطى القلوب والاسماع والابصار ويسر سبيل الحق لمبتغيه لكن هؤلاء صدفوا عن الحق واعرضوا عنه فاضلهم الله سبحانه جزاء وفاقا اضلاله سبحانه لمن اضل كان منه عقوبة عقوبة على عدم الاقبال على الله سبحانه وتعالى وعلى شرعه ولذا تأمل قول الله جل وعلا واما ثموده فهديناهم هداهم الله عز وجل هداية الدلالة والارشاد فما الذي كان فاما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى هم الذين استحبوا العمى على الهدى فاولجهم الله سبحانه وتعالى من الباب الذي اختاروه واضلهم الله سبحانه لان قلوبهم ارادت ذلك قال سبحانه والله اركسهم باي سبب والله اركسهم بما كسبوا. واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى ما النتيجة فسنيسره للعسرى. قال سبحانه ثم انصرفوا ما النتيجة صرف الله قلوبهم. اذا اضلال الله سبحانه وتعالى لمن اضل كان منه عقوبة على عدم اقبالهم على امر الله عز وجل لما بلغهم قال سبحانه ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة اول ما جاءهم النذير ثم بعد ذلك زادهم الله عز وجل ضلالا وطغيانا لاجل كل ما فعلوه من الذنوب والمعاصي والصد عن سبيل الله عز وجل. اذا كل ذنب كل معصية كل كفر كل ضلال يقع فانه عقوبة على ذنب سبقه والذي قبله عقوبة على ذنب قبله وهكذا الى ان نصل الى الذنب الاول وهذا الذنب عاقبهم الله سبحانه وتعالى به على اعراضهم لما جاءهم النذير اول مرة ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة اذا اعود فاقول الله سبحانه وتعالى عدل لا يظلم فانه ان هدى كان ذلك حكمة منه وفضله. وان اضل كان ذلك منه حكمة منه وعدله الذين هداهم الله هداهم عن علم لانه اعلم بمواطن القلوب الزكية والمواضع التي تصلح لنعمة الله سبحانه فكانت الحكمة ان توضع النعمة في محلها ولذلك تأمل في قول الله سبحانه ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون ثم قال فضلا من الله ونعمة الامر كله فضل ونعمة من الله. لم قال والله عليم حكيم. اذا وضع هذه النعمة في المحل اللائق بها كان من الله سبحانه وتعالى نعمة وفضله لانه العليم الحكيم سبحانه وتعالى. اما اولئك الضالون فانهم قلوب سوداء مظلمة لا تصلح للهداية قال سبحانه وتعالى عنهم في شأن اعراضهم عن الله سبحانه وتعالى وصدودهم عنه واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فالمناسب له الا ييسر لليسرى وانما ان ييسر للعسرى. لانهم لا يصلحون للهداية. ولاجل ذلك تأمل في حال الكفار. كيف انهم بعد ان يعاينوا والعذاب ويتحقق امام اعينهم ما اخبر الله عز وجل به وبلغهم في الدنيا ولاجل هذا فانهم يطلبون العودة الى الدنيا قال سبحانه ولو عادوا ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه ومن اصدق من الله حديثه اخبر الله ان هؤلاء الظالمين لانفسهم اذا طلبوا العودة الى الدنيا لو عادوا وقد رأوا العذاب ما الذي سيكون منهم اسيستقيمون على طاعة الله اجيبوا يا جماعة لا والله الله سبحانه يعلم الامور على ما هي عليه يعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون لا يتخلف علم الله سبحانه وتعالى. اذا هؤلاء الظالمون لانفسهم لو ردوا الى الدنيا لعادوا مرة اخرى الى الكفر والعناد. افهذه قلوب تصلح للهداية اجيبوا لا والله هذه لا تصلح للهداية ولا يصلح ان توضع النعمة فيها هذا خلاف الحكمة. ارأيت انسانا يشتري اعظم الجواهر باعظم الاثمان الهداية اعظم من الجواهر والكافر اخبث من هذا الخنزير اذا تحقق يا رعاك الله من هذا الامر وامن به وهو ان الله عدل لا يظلم وانه ان هدى كان هذا منه حكمة كان هذا منه حكمة وفضلا وان اضل كان هذا منه حكمة وعدلا وما زاد على ذلك فمخزون عنا علمه ان اردت التنقير اكثر اعلم انك لن تصل الى شيء ما زاد على هذا مزلة قدم ومن لم يثبته الله سبحانه وتعالى عليه فانه سيهوي في الضلال واصل ضلال الخلق من كل فرقة هو الخوض في فعل الاله بعلتي. فانهم لم يفهموا حكمة له فصاروا على نوع من الجاهلية اكثر من هذا ليس لنا ان نخوض فيه ما زاد على هذا سر من الاسرار ضرب دونه الاستار فلا ينال بجدال ولا يحصل بمقال القدر قال السلف سر الله فلا نكشفه ما زاد على القدر الذي علمناه وسمعته هذا سر من اسرار الله سبحانه وتعالى. ما اطلع عليه ملكا مقربا. ولا نبيا مرسلا وهذا الذي يتنزل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم واذا ذكر القدر فامسكوا واذا ذكر القدر فامسكوا هذا السؤال الذي طرح قبل قليل لم العمل طرحه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عليه في غير ما حديث جاء هذا من حديث علي جاء هذا من حديث سراقة جاء هذا من حديث عمران ومن غيرهم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن ذلك ما اخرج الشيخان من طريق ابي عبد الرحمن السلمي عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بقيع الغرقد كانوا يدفنون جنازة فقعد النبي صلى الله عليه وسلم فقعدنا حوله فكان ينكت في الارض بمخصرة له. يعني عصا لطيفة ثم سأله اصحابه رضي الله عنهم عن العمل وكان سؤالهم بعد ان اخبر بالحقيقة المهمة وهي مرتبة من مراتب القدر الكتابة قال النبي صلى الله عليه وسلم ما منكم من نفس الا وقد كتب مقعدها اما من الجنة واما من النار اذا القدر قد انتهي منه رفعت الاقلام وجفت الصحف كل واحد قد كتب محله من السعادة او من الشقاوة هنا قال الصحابة رضي الله عنهم يا رسول الله ففيما العمل وفي رواية افلا ندع العمل ونتكل على الكتاب؟ يعني الكتاب السابق قال النبي صلى الله عليه وسلم لا قف هنا ولا تعجل انت سألت السؤال فقلت افلا نتكل على العمل فاسمع جواب الذي يجب ان يطاعه. قال النبي صلى الله عليه وسلم ماذا؟ لا فمتى ما حدثتك نفسك بترك العمل اتكالا على القدر السابق تذكر ان الرؤوف الرحيم بهذه الامة عليه الصلاة والسلام نهى عن ذلك فقال لا ليس لك ان ليس لك ان تتكل على القدر السابق ثم قال عليه الصلاة والسلام اعملوا فكل ميسر وفي رواية اعملوا فكل ميسر لما خلق له فاما من كان من اهل السعادة فييسر لعمل اهل السعادة واما من كان من اهل الشقاوة فيسر لعمل اهل الشقاوة. ثم تلا قول الله عز وجل فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسني يسره للعسرى النبي صلى الله عليه وسلم جمعها هنا بين الايمان بالقدر وايجاب العمل واعلام الامة ان قدر الله عز وجل ينال بالاسباب سبب الوصول الى الجنة العمل الصالح ولاجل ذا في صحيح مسلم سأل سأل سراقة بن جعشم رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله بين لنا ديننا كأننا خلقنا اليوم فيما العمل افيما يستأنف ام فيما جفت فيه الاقلام قال بل فيما جفت فيه الاقلام فقال ففيما العمل قال اعملوا فكل ميسر في صحيح ابن حبان باسناد صحيح على شرط مسلم ان سراقة رضي الله عنه قال لما سمع هذه الكلمة من النبي صلى الله عليه وسلم قال فما كنت اشد اجتهادا مني الان سبحان الله كان الايمان بالقدر سببا للاجتهاد في الطاعة وليس للتكاسل عن الطاعة هكذا فهم خير القرون هؤلاء اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اهل الفقه والعلم والحكمة فهموا ان القدر سبب في ماذا في الاجتهاد في الطاعة وليس في التخلي عنها بيان ذلك انه قد علم ان قدر الله عز وجل ينال بالاسباب انتبه لهذا الضابط المهم قدر الله ينال بالاسباب والعبد ينال ما قدر له بالسبب الذي اقدر عليه انتبه لهذا الظابط العبد ينال ما قدر له بالسبب الذي اقدر عليه وعليه فكلما كان اتجأ كلما كان اشد اجتهادا في تحصيل السبب كان ادنى الى تحصيل المقدور كلما كان اشد اجتهادا في تحصيل السبب كان ادنى الى تحصيل المقدور يعني من علم ان الجنة والسعادة تنال بطاعة الله وان من كان من اهل السعادة وفق الى عمل اهل السعادة فانه سيجتهد ان يكون من اهل العمل الصالح ليطمئن وليكون اقرب الى نيل هذا المقدور لا انه يكون بعيدا عنه بل يحرص على ان يكون اقرب حتى ينال هذه الجائزة الكبرى وهي توفيق الله سبحانه وتعالى الامر كله قدر من الله وتوفيق من الله والهداية من الله ولو ترك الانسان ونفسه فانه ظلوم جهول فالمعول على سؤال الله عز وجل والابتهاء والابتهال اليه بالهداية والتوفيق قال جل وعلا في الحديث القدسي يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم سل ربك الهداية وابشر فان ربك كريم ثم عليك ان تجتهد حتى تكون اقرب الى رحمة الله سبحانه وتعالى ما زاد على ذلك اعود فاقول عليك ان تمسك عنه لا تطمح الى ان تفوز بعلمك بعلم زائد على ذلك تذكر دائما هذا القدر وهو ان القدر سر الله عز وجل فلا نكشفه هذا يريحك ويجعلك تطمئن الى الايمان بقدر الله سبحانه وتعالى الايمان بالقدر وفق منهج اهل السنة والجماعة على ما قد علمنا يثمر تمرات زكية اضافة الى ما علمت من انه يثمر الاجتهاد في طاعة الله عز وجل الايمان بالقدر يثمر تحقيق التوحيد جانب ابن عباس رضي الله عنهما انه قدر انه قال القدر نظام التوحيد. القدر نظام التوحيد فالذي يؤمن بالقدر فانه بالتالي يكون محققا للتوحيد لان القدر مرجعه الى الله سبحانه وتعالى فيما اختص به فهو فرع من فروع توحيد الربوبية وعليه فمن حقق الايمان بالقدر يكون قد حقق قد حقق توحيده الذي اوجبه الله سبحانه وتعالى عليه الايمان بالقدر يورث الاخلاص لله عز وجل وقصده بالطاعات من علم ان الامور كلها مقدرة وان النفع والضر انما هو بيد الله سبحانه وتعالى وان العباد لو اجتمعوا جميعا على ان ينفعوه بشيء لم ينفعوه الا بشيء قد كتبه الله له ولو اجتمعوا على ان يضروه فلن يضروه بشيء الا بشيء قد كتبه الله له. اذا فلما يرائي ولما يقصد وجوه الناس القدر حافز على تحقيق الاخلاص القدر يثمر الخوف من الله سبحانه وتعالى لان الانسان يعلم ان كل شيء مكتوب فيخشى العبد ان يكون قد كتب في ام الكتاب شقية فقلبه وجل كان سفيان الثوري رحمه الله كثير البكاء فسئل عن ذلك فقال اخشى ان اكون في ام الكتاب شقية يخشى ان الله سبحانه وتعالى يخذله بسبب معاصيه فيضله عن الحق في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا القدر يثمر زيادة الايمان وتحقيق الهداية للذي يصبر ويحقق الرضا بقدر الله سبحانه وتعالى و كلما كان الانسان اكثر صبرا على قدر الله المؤلم وكلما كان اشد رضا بما يقدره سبحانه وتعالى فانه ينال من تحقيق اليقين والطمأنينة في قلبه ما لا يمكن ان تحيط به عبارة ومما يثمره الايمان بالقدر ايضا الشجاعة وقول الحق وعدم الخوف من الناس لانه يعلم انهم لو اجتمعوا على ان يضروه بشيء فلن يضروه بشيء الا بشيء قد كتبه الله عليه الايمان بالقدر يورث عزة النفس وغناها يذهب امراض القلوب كالحسد لانه يعلم ان كل شيء مكتوب وان قدر الله عز وجل لن يزيده حرص حريص ولاجل هذا تجده قانعا غني النفس ليس الغنى عن كثرة العرب ولكن الغنى غنى النفس ثم بعد ذلك تجد ان قلبه سليم لا يحسد الناس على ما اتاهم الله عز وجل من فضله. لاي شيء يحسد الناس على شيء كتبه الله سبحانه وتعالى لهم الايمان بالقدر يحقق زيادة محبة الله سبحانه وتعالى والتعلق به لانه يعلم ان ما اصابه انما هو الخير له فالله يحبه ويقدر عليه ما يحبه حتى ولو كان مؤلما حتى لو كانت مصيبة من المصائب هو يعلم ان هذا الذي قدر له في هذا الوقت هو احسن ما يقدر قال سبحانه ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون اذا هذه نبذة يسيرة من ثمرات الايمان بالقدر لمن ان اثبات ان افعال العباد مخلوقة لله عز وجل هذا امر قطعي والادلة عليه كثيرة. قال ابن القيم رحمه الله اوليس قد قام الدليل بان افعال العباد خليقة الرحمن من الف وجه او قريب الالف وفقه الله سبحانه وتعالى للايمان به وفق النهج الصحيح نهج السلف الصالح وما مضى عليه اهل السنة والجماعة. والله عز وجل اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم وللعباد قدرة على اعمالهم ولهم ارادة والله خالقهم وخالق قدرتهم وارادتهم كما قال تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم وما يشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وهذه الدرجة انتقل المؤلف رحمه الله الى مسألة مهمة تتعلق بالجمع بين اثبات فعل العبد ومشيئته وقدرته واثبات مشيئة الله عز وجل وخلقه لافعال العباد اهل السنة والجماعة يعتقدون ان افعال العباد التي تصدر منهم ينظر اليها من جهتين من جهة هي كسب لهم ومن جهة هي مخلوقة لله سبحانه وتعالى لا تعارض عند اهل السنة بين الجمع او لا تعارض عندهم في الجمع بين الامرين اثبات ما يتعلق بالشق الاول واثبات ما يتعلق بالشق الثاني عندنا ها هنا عدة امور اثبات مشيئة العبد واثبات قدرته واثبات فعله واثبات مشيئة الله عز وجل واثبات خلقه لافعال العباد كم امر ها عندنا خمسة امور اولا اثبات مشيئة العبد العبد له مشيئة واختيار قال سبحانه فاتوا حرثكم ان شئت اذا لك مشيئة او لا؟ نعم لك مشيئة. قال جل وعلا لمن شاء منكم ان يستقيم. اذا العبد له مشيئة وهذا امر لا يحتاج الى اطناب في ذكر الاستدلال عليه لان كل انسان يعلم انه يأتي الشيء باختياره. انا رفعت هذا الشيء لاني اردت ذلك اليس كذلك؟ اذا هذا امر آآ لا يحتاج الى ان يستدل عليه لوضوحه ثانيا العبد له قدرة وقدرته مؤثرة لا مستقلة اهل السنة يثبتون قدرة العبد وانه بهذه القدرة يفعل لانها سبب في تحصيل المراد لكنها ليست مستقلة والله جل وعلا بين في كتابه ذلك في مواضعه قال جل وعلا اولم يروا ان الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة اذا للعباد ماذا قوة وقدرة واستطاعة. قال جل وعلا فاتقوا الله ما استطعتم اذا لك قدرة وقوة واستطاعة وهذا ايضا امر بديهي فان كل عاقل يدرك انه يأتي الشيء الذي يقدر عليه لانه يقدر عليه فانا رفعت هذا الكأس لان عندي قوة وقدرة بها فعلت الامر الثالث اثبات فعل العبد وانه فعل حقيقة اضافة الفعل الى العبد اضافة حقيقية لا شك في ذلك ولا ريب هو الذي فعل هو الذي قام هو الذي قعد هو الذي صلى هو الذي عياذا بالله شرب الخمر وهذا ايضا امر بديهي كل انسان يدرك ان عنده كسبا وفعلا قائما به ولاجل هذا استحق الجزاء على عمله كل نفس بما كسبت رهينة لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. هل تجزون الا ما كنتم تعملون. وما تجزون الا ما كنتم تعملون ولا تجزون الا ما كنتم تعملون. اذا الانسان يعمل وعمله قائم به ولاجل هذا يستحق الجزاء عليه ان عمل صالحا جازاه الله عز وجل بفضل منه وان عمل سيئا وشاء الله عز وجل عقوبته عاقبه عدلا منه سبحانه وتعالى الامر الرابع اثبات مشيئة الله سبحانه وتعالى وان ليس ثمة شيء يقع في هذا الكون الا لان الله شاء وقوعه ومن ذلك ما يتعلق بالعباد وجودهم صفاتهم افعالهم وحركاتهم حتى مشيئتهم لم تكن مشيئة الا لان الله شاء ان تكون لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. اذا كل شيء راجع الى مشيئة الله سبحانه وتعالى فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن الامر الخامس اثبات خلق الله عز وجل لافعال العباد قلنا سابقا ليس الا خالق ومخلوق والله وحده لا شريك له هو الخالق. اذا كل ما سواه فمخلوق من الذوات والصفات والافعال. كل شيء فالله خالقه فافعال العباد اذا قيامهم وقعودهم واخذهم واعطاؤهم وذهابهم وايابهم كل ذلك خلقه الله سبحانه وتعالى عند حدوثه ذلك داخل في قول الله جل وعلا الله خالق كل شيء داخل في قوله وخلق كل شيء ويستدل اهل العلم ها هنا بدليل مشهور وهو قول الله جل وعلا والله خلقكم وما تعملون والاستدلال بهذه الاية في هذا الموضع فيه بحث وتفصيل والمقام لا يحتمل آآ الخوض في ذلك الان. المقصود يحصيها الذي يعنى بهذا الشأن اذا افعال العباد مخلوقة لله افعال العباد كسب لهم ومخلوقة لله سبحانه وتعالى. فعل لهم ومفعولة لله عز وجل. كسب لهم مخلوقة لله سبحانه وتعالى يجب الجمع بين الامرين وها هنا قد يقول قائل انا اعلم يقينا اني انا الذي قمت بالعمل انا الذي رفعت هذا الكأس فكيف يكون مع ذلك مخلوقة كيف يكون مخلوقا لله وانا اجزم اني انا الذي قمت بالعمل الجواب عن هذا هو ان تعلم قاعدة في هذا الباب وهي الله سبحانه وتعالى قد يخلق بلا واسطة وقد يخلق بواسطة ما القاعدة قد يخلق بواسطة وقد يخلق بلا واسطة خلق الله عز وجل ادم بلا توسط سبب وخلق حواء بواسطة ادم خلق الله الجنة بلا واسطة وخلق النبات بواسطة التراب والماء والشمس والهواء اذا قد يخلق بواسطة وقد يخلق بلا واسطة والله غني عن توسط الاسباب انما ذلك راجع الى حكمة له سبحانه وتعالى افعال العباد من القسم الثاني وهي او وهو ما يخلقه الله عز وجل بسبب والسبب هو نحن خلق الله افعالنا بواسطتنا نحن كما خلقنا بواسطة الوالدين هل الانسان خلق نفسه هل الوالدان خلقان من الذي خلقنا الله عز وجل ولكن بماذا بتوسطي سبب. كذلك افعال العباد خلقها الله عز وجل كان ايجادها من العدم بواسطة ابن ادم نفسه وحتى يتضح لك الامر اكثر اسألك كيف يكون الفعل فعلا حصول الفعل ثمرة لثلاثة امور لما اجتمعت كان الفعل اولا قدرة تامة قدرة تامة لو لم توجد هذه القدرة ما حصل الفعل اليس كذلك هذا الكأس لي قدرة على حمله ام لا اجيبوا. نعم لي قدرة ولاجل هذا حملته طيب هذه السارية اريد ان احملها هل ساحملها نعم؟ لا لم لعدم القدرة التامة ما في قدرة. قوتي دون حملها اذا لابد من وجود قدرة تامة ثانيا لابد من ارادة جازمة لابد من ارادة جازمة لو كنت مترددا احمل هذا الكأس او لا احمله جلست حائرا تحمله لا احمله هل سيحمل اجيبوا متى سيحمل ها اذا جزمت خلاص الان حمل لانني اردت جزمت ثالثا زوال المانع لابد مع الامرين السابقين ان يزول المانع عندي قدرة على حمل هذا الكأس او لا عندي وعندي ارادة على حمله نعم ولكن جاء شخص اقوى مني فوضع يده حاولت لا فائدة يحمل او جاء شخص فلحمه بلحام قوي ما استطيع ان افكه عندي ارادة وعندي قدرة لكن يحمل لا يحمل لم لوجود المانع. والسؤال الان من الذي اعطانا القدرة من الذي مكن من الافعال واعطانا قوة واعطانا عضلات واعطانا هذه المفاصل اليس هو الله سبحانه وتعالى ولو شاء سلبها في لحظة لفعل يكون الانسان في غاية القوة يخرج في لحظة واحدة يصاب بحادث يصبح مشلول عياذا بالله واسأل الله ان يعافيني واياكم اذا الله عز وجل هو الذي اعطى القدرة وهو القادر على سلبها السؤال الثاني من الذي يقذف هذه الارادة في قلوبنا اليس هو الله عز وجل بلى ولذلك قيل لاعرابي كيف عرفت ربك قال بفتر العزائم ونقض الهمم يعني عرفت اني مربوب وان هناك من يصرفني بهذا الامر استدل على وجود الله عز وجل على ربه وخالقه ومدبر امره بهذا الامر وهو يقول بفتري العزائم ونقضي الهمم اكون جازما على شيء ثم في لحظة اه يتبخر هذا الجسم اكون ارتب نفسي الى موعد ان اخرج الى فلان من اسبوع وانا اتجهز وعند الباب اهون ها ارجع يقول اهلي لماذا رجعت اقول خلاص بس ما اريد هذا يحصل ولا لا ما الذي قذف هذه الهمة والارادة في نفسك الله عز وجل وهو الذي سلبها لما شاء السؤال الثالث من الذي يزيل العوائق والموانع نعم الله سبحانه وتعالى. اذا لما كان الفعل متولدا من هذه الامور وهي من الله سبحانه وتعالى اذا كان الفعل مخلوقا لله سبحانه وتعالى اذا اهل السنة والجماعة وخذ هذه قاعدة احفظها لا تعارض عندهم بين اثبات افعال العباد ومشيئتهم وقدرتهم وبين اثبات مشيئة الله وخلقه لافعال العباد الكل يؤمن به اهل السنة والجماعة فيجمعون الحق من اطرافه. بخلاف طائفة اثبتت ما يرجع الى الله عز وجل من مشيئة وخلق وطائفة اثبتت فقط ما يتعلق بالعبد من فعل ومشيئة وقدرة والحق هو والله عز وجل ليس للعباد عليه حجة ولا سبيل والله عز وجل ليس بظلام للعبيد قال سبحانه ذلك بان الذين كفروا اتبعوا الباطل وان الذين امنوا اتبعوا الحق من ربهم الجمع بين الامرين. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم السلف مجوس هذه الامة ويغلو فيها قوم من اهل الاثبات حتى سلبوا العبد قدرته واختياره. ويخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها هذا نهاية كلام القدر؟ نعم بعد ان بين شيخ الاسلام رحمه الله الحق الذي عليه اهل السنة والجماعة عرج على بيان ما يخالف ذلك تذكرون انه قال في الدرجة الاولى المشتملة على ها العلم والكتابة هذه الدرجة يكذب بها متقدمة القدرية تكلمت عنهم هؤلاء معبد الجهني وغيلان الدمشقي قلنا انهم آآ خرجت خارجتهم في اواخر عهد الصحابة رضي الله عنهم ومن بلغ اولئك الصحابة آآ من بلغ منهم خبرهم فانه تبرأ منهم وهؤلاء الذين اجمع السلف الصالح على كفرهم فانه لا شبهة لهم هناك طائفة اخرى من هؤلاء القدرية دونهم على حد قول الشاعر حنانيك بعض الشر اهون من بعظ هؤلاء قدرية ان صح التعبير مقتصدة وهؤلاء الذين ذكر الشيخ رحمه الله انهم يسمون مجوس هذه الامة وهذا النص القدرية مجوس هذه الامة روي حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم خرجه ابو داوود وابن ماجة واحمد الحاكم وغيرهم من اهل العلم وله طرق كثيرة عن جماعة من الصحابة ومنهم ابن عمر ومنهم جابر ومنهم حذيفة ومنهم انس ومنهم ابو هريرة وغيرهم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم. واختلف العلماء فيه اختلافا طويلا فمنهم من صححه بمجموع طرقه او حسنه ومنهم من ضعفه. وعلى كل حال لا يخلو طريق من طرق هذا الحديث من مقال لكن يبقى البحث هل بمجموع طرقه يرتقي الى درجة الاحتجاج ام لا؟ هذا محل بحث طويل عند العلماء منهم من يرجح ضعفه ومنهم من يرجح قبوله ومنهم من يجعل الصحيح كونه موقوفا على الصحابة. المقصود ان هؤلاء القدرية سموا مجوس هذه الامة لقولهم بخلق افعالهم ذلك ان المجوس قائلون بخالقين عند المجوس النور يخلق الخير وما اليه والظلمة تخلق الشر وما اليه فاثبتوا خالقين وهؤلاء اثبتوا خالقين كل انسان كانت النتيجة عندهم انه خالق فاثبتوا مع الله عز وجل خالقين كثرا لان كل انسان يخلق فعل نفسه المقصود ان هذا انحراف بالقدر والانحراف في القدر على كل حال يمكن ان آآ نجعله في شقين انحراف الى جانب الجفاء وانحراف الى جانب الغلو انحراف للنفات وانحراف للغاليين اما النفاة فهؤلاء القدرية سم قدرية مع كونهم ماذا ينفون القدر يعني سموا بعكس مقالتهم او يقال انهم سموا قدرية لخوضهم في القدر بالباطل وهؤلاء كما قد علمت درجتان درجة غالية هم المتقدمون وكما ذكر المؤلف رحمه الله ان هذه الطائفة منكرها او هذا القدر من القدر منكره اليوم قليل وهم الذين انكروا علم الله وكتابته وبالتالي مشيئته وخلقه انكروا مراتب القدر واجمع السلف على كفرهم هناك الطائفة الثانية وهم المتأخرون الذين اثبتوا العلم والكتابة لكنهم ضلوا في المشيئة والخلق حيث نفوا عموم مشيئة الله وخلقه. انتبه انا لم اقل نفوا مشيئته وخلقه. قلت ماذا نفوا عموم مشيئته وخلقه بمعنى انهم ما نفوا مشيئة الله عز وجل مطلقا ولا نفوا خلق الله مطلقا انما نفوا عموم المشيئة والخلق حيث اخرجوا من مشيئة الله وخلقه افعال العباد عندهم ان الله عز وجل لا يشاء مشيئة العباد المشيئة صادرة من العبد استقلالا المشيئة عند الناس صادرة منهم صادرة منهم ماذا استقلالا وثانيا افعال العباد ليست مخلوقة لله عز وجل انما هي محدثة محدثة من قبلهم مخلوقة منهم اذا كان انحرافهم في هذا الجانب وهو انهم نفوا ها المشيئة والخلق ها عموم المشيئة والخلق؟ وما المقصود بانهم نفوا عموم المشيئة والخلق اخرجوا عن مشيئة الله وخلقه ما يتعلق بافعال العباد هؤلاء هم المعتزلة ومن لف لفهم بعض الفرق الاخرى التي نهجت نهجهم في هذا الباب وفي غيره ايضا هم هؤلاء القدرية وهؤلاء هم الذين اطبقوا السلف الصالح على تبديعهم والانكار عليهم و بينوا ان كل ما كان من اقوالهم فهو مصادم لكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. اليس الله عز وجل يقول لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. اليس الله جل وعلا يقول الله خالق كل شيء اليس الله عز وجل هو الذي يقول ولكن الله حبب هو لا غيره حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وهم يقولون الانسان هو الذي حبب الايمان الى نفسه وهو الذي زين ذلك في قلبه ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله وليس من انفسكم فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم الطائفة الثانية هم الجبرية وان شئت فقل الجبرية ان سكنت الباء فهو صحيح جار على القياس لان الجبرية من الجبر وان حركت الباء صح للازدواج يعني لمناسبة القدرية فتقول القدرية والجبرية. كلاهما صحيح الجبرية او الجبرية ايضا منقسمون الى قسمين. الى غلاة والى مقتصد والى مقتصدة الغلاة منهم هم الجهمية هؤلاء نفوا ما يرجع الى العبد من مشيئة وقدرة وفعل العبد ليس له مشيئة ليس له قدرة لا يقوم به فعل حقيقة عندهم العبد ليس بفاعل العبد مفعول به العبد ها ليس بفاعل بل مفعول به واضافة الفعل اليه مجاز اضافة الفعل اليه مجاز بمعنى انه اذا قيل انه قام الحقيقة انه ما قام. الحقيقة ان انه اقيم اذا قيل انه تحرك الحقيقة انه حرك كما تقول تحركت الشجرة والواقع انها ها حركت ما كان منها فعل من ذاتها انما الرياح ماذا حركتها قالوا اضافة الفعل الى العبد مجاز وبالتالي لا مشيئة لا قدرة لا فعل وهؤلاء هم غلاتهم ولا شك في ان هذا مذهب ضال ونصوص الكتاب والسنة ترده والله جل وعلا اثبت للعبد فعلا ويجازيه لانه فعله هل تجزون الا ما كنتم تعملون في نصوص كثيرة بل البديهة والعلم الضروري يقطع ببطلان قولهم فان كل انسان يدرك الفرق بين حركة يده وحركة قلبه حركة القلب لا ارادية قل لقلبك يقف تستطيع ما تستطيع اما يدك فانت الذي تفعل بماذا باختيارك انت تدرك انك قادر على الحركة ولاجل هذا تحركت اليد انت تدرك انك تتحرك بمشيئة ولو اردت ان هذه اليد لا تتحرك لن تتحرك ولذلك كل عاقل يدرك الفرق بين حركة اليد السليمة وحركة اليد المرتعشة المصابة بمرض اليس كذلك؟ هذا لا يستطيع ان يوقف المصاب بالرعاش لا يستطيع ان يوقف بيده من الحركة اذا كل انسان يدرك انه هو الذي قام بالفعل وان فعله كان عن قدرة له واختيار ولاجل هذا هذا الشيء يقدر على فعله وهذا الشيء لا يقدر على فعله اما لو كان لا قدرة له فبالتالي كل الاشياء ينبغي ان تكون غير مقدورة له. اذا هذا مذهب بين الضلال والبطلان هناك طائفة ثانية من الجبرية هم المقتصدة منهم هؤلاء اثبتوا للعبد قدرة ومشيئة لكنها غير مؤثرة في حدوث الفعل وهذا الذي يسمى بكسب الاشعر هذا الذي يسمى بكسب الاشعر والبحث فيه طويل وفيه من الغموض والغرابة شيء كثير حتى قال الصنعاني رحمه الله عن هذا الكسب انه عنقاء المعاني يعرف لفظه لا معناه يقولون عنقاء مغرب ها هو الشيء ماذا يتصوره الناس لكن لا حقيقة له الغول والعنقاء والخل الوفي هذه الثلاثة يقولون غير موجودة بسعد الثالث لا يسلم المقصود خلاصة ما يذكرونه هو ان للعبد قدرة ومشيئة لكنها غير مؤثرة اذا وجودها كعدمها خلاصة مذهبهم يقولون العبد مجبور باطنا مختار ظاهرا يقولون ايش العبد مجبور باطنا مختار ظاهرا في الظاهر فعله فعله المختار الذي يفعل باختيار وارادة والواقع والحقيقة انه ماذا انه مجبور وهذا المذهب كان له اثار من اثاره ان منهم من صار يعتقد في نفسه وان لم يتكلم بلسانه او قد يتكلم بلسانه على لحن من القول لا تصريح ان الله عز وجل ظالم له لما لانه ان عاقبه فسيعاقبه على غير فعله اليس كذلك هو ما فعل هو فعل به ها يعني الان لو انه اطلق انسان مسدسا على شخص العقاب يكون على المسدس المفعول به وعلى والا على الذي اطلق الذي هو الفاعل هو يقول انا مثلي مثل المسدس فعل به واعاقب ولذلك تجد في كلماتهم شعرا ونثرا تلوما على القدر ونسبة الظلم الى الله عز وجل تلميحا او تصريحا وهذا ضلال مبين الله ليس بظلام للعبيد والله جل وعلا يجازي الانسان على فعله والله سبحانه وتعالى لعدله يجعل عليه يوم القيامة شاهدا من نفسه. تشهد عليه فخذه وقدمه ويده وكل اعضائه تشهد عليه بما عمل هو كل نفس بما كسبت رهينة ومنهم من ارتقى الى ضلال اشد من ذلك حتى انهم من كان يعتقد ان كل ما يصدر منه فهو طاعة لانه وافق القدر كل ما يصدر منه طاعة حتى لو كان معصية وحتى لو كان كفرا حتى قال قائلهم اصبحت منفعلا لما يختاره مني ففعلي كله طاعات كل شيء يصدر منه يرى انه طاعة لانه انما شاهد انه فعل الله ليس ليس فعله وهذا انسلاخ من الدين بالكلية ما اصبح هناك فرقان بين حق وباطل او طاعة و ومعصية وهذا لا شك انه كفر باجماع المسلمون باجماع المسلمين هذا الذي ذهب اليه غلاتهم اما المقتصدون منهم فلا شك انه كان عندهم فرقان بين الطاعة والمعصية وكانوا آآ يعتقدون ان للعبد فعلا وان له آآ اختيار وان كانوا آآ قد ضلوا في هذا المقام فاتوا بهذا الكلام الغريب له مشيئة وقدرة ولكنها غير مؤثرة في الفعل لكنهم ايضا اخطأوا في جانب اخر حيث نفوا الحكمة في افعال الله عز وجل الامر كله عندهم راجع الى المشيئة المحضة. وهذا ما نبه عليه المؤلف رحمه الله في اخر كلامه حيث انهم نفوا عن قدر الله عز وجل وافعاله وما يقدره الحكم والمصالح هؤلاء الله يفعل لمحض المشيئة حتى لو نعم اولياءه وعذب اعداءه لم يكن هناك مناسبة بين هذا وهذا انما هذا كان لمحض المشيئة ولو عكس الامر لما كان ثمة فرق لو انه نعم الد اعدائه فجعل فرعون في اعلى الجنات وعذب اقرب اوليائه اليه لو عذب الانبياء ما كان هناك فرق بين الاول والثاني الفرق فقط انه شاء هذا ولم يشأ هذا واخبر بهذا ولم يخبر بهذا وانتهى الامر ولا شك ان هذا في غاية الضلال والانحراف بل الله عز وجل له حكمة بالغة لاجلها يفعل سبحانه وتعالى ولاجلها يقدر ولاجلها يخلق سبحانه وتعالى. وهذه الحكمة قد تكون ظاهرة لنا وقد لا تكون ظاهرة لنا. ولاجل هذا تأمل مثلا في قول الله سبحانه وتعالى واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها اباء انا والله امرنا بها هذه الفاحشة هي الطواف بالبيت عراة كان اهل الجاهلية يرون ان من لم يكن من قريش ومن والاها ليس له ان يطوف بثيابه الا ان يتفضل عليه احمسي يعني من كان من قريش ومن والى قريشا يتفضل عليه بثيابه فيطوف بها. اما اذا ما اعطاه احد تي ثيابه فانه يطوف بالبيت ماذا عاريا رجلا كان او امرأة ما اقبح هذا وافحشه اين يكون هذا عند بيت الله العظيم سبحان الله عند الكعبة المشرفة ولو ان احدا تجرأ فطاف بثيابه فانه يجب عليه ان يخلعها فيرميها ولا احد ينتفع منها. هكذا كان قانونهم واذا فعلوا فاحشة الله سمى هذا فاحشة امر مغرق بالفحش والقبح واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها اباءنا شوف التعليل من امرين وجدنا عليها اباءنا والله امرنا بها. الله اقرهم على الاول نعم. هم وجدوا عليها اباءهم. لكن الثاني الله عز وجل بين انه قول منكر قال سبحانه قل ان الله لا يأمر بالفحشاء اتقولون على الله ما لا تعلمون؟ تأمل معي كيف ان الله عز وجل حكيم؟ ولذلك لا يمكن ان يأمر بما تعلمون انه فاحش من الامر قل ان الله لا يأمر بالفحشاء. اذا الامر ليس مشيئة محضة انما مشيئة مقترنة بحكمة هكذا كان فعله وهكذا وهكذا كان خلقه وهكذا كان تقديره. مشيئة ماذا ها مقترنة بحكمة وهؤلاء كانوا نفاة للحكمة والادلة كما قد علمت سابقا على اثبات الحكمة في افعال الله عز وجل جدا حتى قال بعض اهل العلم انها تبلغ عشرة الاف دليل كلها تدلك على ان الله عز وجل حكيم سبحانه وتعالى في كل ما يعود اليه من فعل وخلق وتقدير وشرع هذا باختصار ما يتعلق بموضوع القدر. اسأل الله جل وعلا ان يوفقني واياكم للعلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان