لكن هذا الحكم نسخ على حكم اثقل وهو وجوب الصوم دون تخيير. قال الله عز وجل فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن انواع النسخ ايضا تقسيم النسخ باعتبار النوع الى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فما زلنا في شرح كتاب الورقات في اصول الفقه للامام الجويني رحمه الله تعالى امام الحرمين وقد كنا في الدرس الماضي بدأنا بالكلام على النسخ وعرفنا في كلامنا عن النسخ تعريف النسخ و قرأنا كلام المؤلف رحمه الله حيث عرف النسخ بقوله الخطاب الدال على رفع الحكم الثابت بالخطاب المتقدم على وجه لولاه لكان ثابتا مع تراخيه عنه وهذا النسخ ايها الاخوة الكرام وقبل ان نقرأ كلام المؤلف رحمه الله في تتمة النسخ نريد ان نتعرف على شروط القول بالنسخ اذا تعارض عندنا دليلان او نصان من الكتاب او من السنة فهل نتجه مباشرة الى ان نقول هذا النص منسوخ حتى ننتهي من التعارض بينهما او ان هناك شروطا لابد من تحققها حتى نحكم على النص بانه ناسخ وان النص الاخر منسوخ نعم هنالك شروط ما هي هذه الشروط؟ الشرط الاول ان يكون المنسوخ انشاء النسخ لا يدخل على الاخبار. ايش معنى يكون المنسوخ انشاء مر معنا في بدايات الورقات تقسيم الكلام الى خبر وانشاء وعرفنا ما هو الانشاء فالامر والنهي انشاء واما القصص التي ترد في القرآن فانها اخبار فهل النسخ يدخل على الاخبار؟ لا يدخل اذا لابد ان يكون المنسوخ انشاء كالامر والنهي الامر الثاني للقول بالنسخ ان يكون الجمع متعذرا. الشرط الثاني تعذر الجمع بين النصين اذا لم يوجد تصريح من الشارع بالنسخ وانما وجد تعارض بين النصين. عندنا نصان متعارضان هل نحكم عليهما بالنسخ؟ نقول لا اذا امكن الجمع بينهما فلابد من الجمع بينهما الشرط الثالث نعم وهو الذي ذكره المؤلف رحمه الله واشار اليه وهو ان يكون الناسخ اقوى من المنسوخ او مساويا له في القوة وبناء على ذلك ايش معنى اقوى منه يشترط ان يكون اقوى منه او مساويا له في الجنس وفي الثبوت في الجنس اذا اردنا ان نحكم بان هذه الاية من القرآن منسوخة فلابد ان نبين الناسخ لها من القرآن اذا القرآن ينسخ القرآن ولا يصح ان يقال بنسخ القرآن بسنة عن النبي صلى الله عليه وسلم والسبب في ذلك ان النسخ هو رفع للحكم وازالة له ولو ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزل عليه اية من القرآن ثم يحكم بحديث من قوله عليه الصلاة والسلام لا شك ان قوله وحي ولكنه من قوله عليه الصلاة والسلام فان هذا ذريعة ليتهم الكفار المصطفى صلى الله عليه وسلم بانه يبدل الاحكام من عند نفسه. والله عز وجل يقول قل ما يكون لي ان ابدله من تلقاء نفسه. ولهذا اغلقت هذا الباب وذهب اكثر علماء اصول الفقه الى ان الشريعة مبناها على ان الحكم اذا نسخ في القرآن ينسخ قرآن مثله ولا ينسخ بسنة طبعا هذا هو نظر في منهج الشريعة نعم اذا قلنا ان يكون الناسخ اقوى او مساويا فيجوز نسخ القرآن بالقرآن ومثال ذلك سنبينه بعد قليل ان شاء الله وايضا يجوز نسخ القرآن بالقرآن يجوز في ذلك نسخ تلاوة الاية مع بقاء حكمها وهو الذي سماه المؤلف رحمه الله نسخ الرسم وبقاء الحكم كما نسخت اية الرجم في قوله عز وجل والشيخ والشيخة اذا زنيا فارجموهما نسخت تلاوتها وبقي حكمها قال عمر رضي الله تعالى عنه كان فيما انزل اية الرجل ترجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده واخشى ان طال بالناس زمان ان يقول قائل لا نجد الرجم في كتاب الله فيضل بترك فريضة انزلها الله اذا الرجل والمقصود هنا رجم الزاني المحصن نسخت من جهة الرسم والتلاوة ولم ينسخ من جهة الحكم فحكم رجم الزاني باق وهذا مذهب اهل السنة ومذهب ائمة الاسلام جميعا مذهب ائمة الاسلام جميعا وخالف في هذا الخوارج حيث قالوا ان الزاني المحصن لا يرجم كما قال عمر فاخشى ان طال بالناس زمان ان يقول قائل لا نجد الرجم في كتاب الله وقد يرد في نسخ القرآن بالقرآن نسخ الحكم مع بقاء التلاوة كما جاء ذلك في عدة المتوفى عنها زوجها فقد نزل قول الله عز وجل والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا وصية لازواجهم متاعا الى الحول غير اخراج فبين الله عز وجل ان عدة المتوفى عنها زوجها سنة كاملة ثم نسخ هذا الحكم بقول الله عز وجل والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا يتربصن بانفسهن اربعة اشهر وعشرا فهذا نسخ الحكم واما التلاوة فباقية في الايتين ومن سور نسخ القرآن بالقرآن نسخ التلاوة والحكم جميعا ومثال ذلك ما جاء عن عائشة رضي الله عنها انها قالت كان فيما انزل عشر رضعات معلومات يحرم ثم نسخنا بخمس معلومات. اذا عشر رضعات هذه نزلت في اول الاسلام ثم نسخت حكما ونسخت تلاوة ايضا ما هو نسك الرسم وبقاء الحكم ها هو الذي ذكرناه في الصفحة السابقة عند الكلام عن نسخ القرآن بالقرآن وذكرنا مثالا عليه وهو اية الرجل فقد نسخ رسمها يعني نسخت تلاوتها نسخ التلاوة هو الذي سماه المؤلف نسخ الرسم. وسيأتي بعد قليل ويجوز ايضا نسخ السنة بالكتاب تنسخ ينسخ حديث من احاديث النبي صلى الله عليه وسلم القولية او الفعلية بآية من القرآن كما نسخ استقبال بيت المقدس الثابت بفعل النبي صلى الله عليه وسلم وفعله سنة نسخ بالقرآن في قول الله عز وجل فلنولي انك قبلة ترضاها فولي وجهك شطر المسجد الحرام ويجوز ايضا نسخ السنة بالسنة ومن امثلة ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن زيارة القبور ثم قال عليه الصلاة والسلام كنت نهيتكم عن زيارة القبور الا فزوروها هذا نسخ للسنة بالسنة ونسخ السنة بالسنة يرد فيه ان ينسخ ان تنسخ السنة المتواترة بالسنة المتواترة او تنسخ السنة الاحادية بالسنة المتواترة ويضاف الى ذلك ايضا نسخ السنة الاحادية بالسنة المتواترة. وقد مر معنا المراد بالمتواتر والاحاد المتواتر هو الذي رواه جمع كبير يستحيل في العادة تواطؤهم على الكذب فما تواتر من امور الاسلام لا ينسخه حديث فرد وانما ينسخه متواتر مثله واما السنة الاحادية فتنسخ بالسنة الاحادية وبالسنة المتواترة هذا ما يتعلق بتعريف النسخ وشروطه. ننتقل الان الى انواع النسخ وقد ذكر المؤلف رحمه الله تعالى انواع النسخ بعدة اعتبارات الاعتبار الاول باعتبار البدن هل هذا الشيء الذي نسخ اتى الشرع ببديل له بحكم بديل او لا نقول يجوز النسخ الى بدل ويجوز النسخ الى غير بدل. قال المؤلف رحمه الله والنسخ الى بدل والى غير بدل مثال النسخ الى بدل ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن زيارة القبور ثم ابدل هذا الحكم بالامر بالامر بزيارة القبور وقد يقال ايضا من امثلة النسخ الى بدر من امثلة النسخ الى بدل نسخ العدة سنة كاملة الى العدة اربعة اشهر وعشرة ايام واما مثال النسخ الى غير بدل فمثاله نسخ وجوب الصدقة بين يدي مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان في اول الامر يا ايها الذين امنوا اذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة. ثم نسخ هذا الحكم الى غير بدل وجواز النسخ الى غير بدل هذا مذهب اكثر العلماء بعض العلماء يقول لا ما في الا نسخ الى بدل فقط والواقع ان النسخ الى بدل موجود في الشريعة ووجوده ظاهر ومن انواع النسخ ايضا تقسيم النسخ باعتبار المشقة فنجد ان المنسوخ اما ان النسخ اما ان يكون الى اخف او الى اثقل فقد يأتي النسخ ليخفف الحكم عن المكلفين وقد يأتي النسخ يثقل موازينهم بزيادة في العمل فيكون الى اثقل مثال النسخ لا اخفف النبي صلى الله عليه وسلم نعم عفوا مثال النسخ الى اخف اه نسخ العدة سنة كاملة الى عدة اربعة اشهر وعشرة ايام فان الاعتداد اربعة اشهر وعشرة ايام اخف من الاعتدال سنة كاملة واضح ومثال النسخ الى اثقل في اول الاسلام كان الانسان مخيرا بين الصيام وبين ان يطعم قال الله عز وجل وعلى الذين يطيقونه فدية طعامه مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وان تصومه خير لكم فخيره بين الصوم وبين الاطعام وجعل الصوم افضل نسخ القرآن بالقرآن ونسخ السنة بالقرآن ونسخ السنة بالسنة وقد عرفنا امثلة على كل هذا. القرآن بالقرآن كنسخ عدة الوفاة من سنة الى اربعة اشهر وعشرة ايام ونسخ السنة بالقرآن مثل نسخ استقبال بيت المقدس الى استقبال مكة واستقبال الكعبة ونسخ السنة بالسنة مثل نسخ النهي عن زيارة القبور الى الامر بزيارتها وينقسم النسخ باعتبار ثبوته الى متواتر فهذا ينسخ بالمتواتر والاحاد فهذا ينسخ بالاحاد وينسخ بالمتواتر السنة المتواترة تنسخها السنة المتواترة واما السنة الاحادية فانها تنسخ بالسنة الاكاديمية وبالسنة المتواترة لانه اقوى و هذا الكلام كله ذكره المؤلف رحمه الله بقوله ويجوز النسخ ويجوز نسخ الرسم وبقاء الحكم قال ونسخ الحكم وبقاء الرسم مثل ان ينسخ الحكم ولكن التلاوة باقية مثل قول الله عز وجل والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا وصية لازواجهم متاعا الى الحور غير اخراج قال والنسخ الى بدن وعرفنا مثالا عليه نعم ومثاله النسخ قال والنسخ الى بدل هذا النسخ الى بدل ويجوز ايضا النسخ الى غير بدلا وقد عرفنا مثاله قال ويجوز النسخ الى ما هو اغلو اللي هو الاثقل ويجوز النسخ الى ما هو اخف قال ويجوز نسخ الكتاب بالكتاب ويجوز نسخ السنة بالكتاب ونسخ السنة بالسنة قال ويجوز نسخ المتواتر ها بالمتواتر قال ونسخ الاحاد هذا هو بايش؟ بالاحادي وبالمتواتر قال ولا يجوز نسخ الكتاب بالسنة تمام ولا المتواتر بالاحاد ليش؟ قال لان الشيء ينسخ بمثله وبما هو اقوى منهم اذا هذا خلاصة درس اليوم عن النسخ ونسأل الله جل وعلا ان يكون درسا نافعا وان يكون لوجهه خالصا وصلى الله وسلم على نبينا