لك ان تبرئ نفسك اذا نسب اليك شيء باطل نعم لك ان تبرئ نفسك فان تبرئة الانسان نفسه من حقه فان يوسف عليه الصلاة والسلام بقي في السجن بضع سنين ثلاث مهلكات ما هي الثلاثة المهلكات قال شح مطاع والثاني هوى متبع. والثالث اعجاب قل لي ذي رأي برأيه. ثلاثة اشياء اعاد الامام الغزالي هذه الامراض الثلاثة مرض الحسد ومرظ الرياء احسنتم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الاتمان الاكملان على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين اما بعد فاسأل الله سبحانه وتعالى ان يمن علينا بالعلم النافع والعمل الصالح. وان يفقهنا في الدين وان يفتح لنا فتوح العارفين وان يرزقنا الاخلاص بالاقوال والاعمال اللهم امين. اسأله سبحانه وتعالى ان ينصر اخوتنا المجاهدين في ارض فلسطين نصرا والزراعة وان يكسر شوكة اليهود الغاصبين وان يردهم خائبين. اللهم امين اذكركم اخواني ان هذا الكتاب كتاب بداية الهداية للامام ابي حامد الغزالي رحمه الله تعالى قسمه الى ثلاثة اقسام. القسم الاول في الطاعات. والقسم الثاني في المعاصي والقسم الثالث في اداب الصحبة فهو على ثلاثة اقسام فرقنا من القسم الاول وهو قسم الطاعات والان نحن في نهاية القسم الثاني في القسم الثاني قسم المعاصي قسمه الى قسمين المعاصي بالجوارح الظاهرة ذكر المعاصي المتعلقة بالعين المتعلقة باللسان المتعلقة بالاذن متعلقة باليد متعلقة بالرجل متعلقة بالبطن متعلقة بالفرش سبعة ثم تكلم عن المعاصي المتعلقة بالقلب معاصي القلب وذكر امهات معاصي القلب التي هي الرياء والحسد والعشر وفي اصطلاحه هنا تلحظ انه يجعل العشب والكبر لانه شيء واحد لشدة التقارب بين هذين المصطلحين بين مصطلح او بين هذين المرضين مرض العجب ومرض الكبر في الدرس الماضي تكلمنا على الحسد في الدرس الماضي تكلمنا عن الحسد بكلام طويل لا حاجة ان نعيده مرة اخرى. اليوم يتكلم الامام الغزالي رحمه الله حول الرياء فقال رحمه الله تعالى واما الرياء فهو الشرك الخفي استاذ آثام تفضل بالقراءة بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم اغفر لنا ولمشايخنا ولسامعينا والمسلمين. امين. قال المؤلف الامام العلامة ابو حامد الغزالي رحمه الله تعالى رحمة واسعة ونفعنا بعظمه في الدنيا والاخرة. واما الرياء فهو الشرك الخفي. وهو احد الشركين. وذلك طلبك المنزلة في قلوب الناس لتنال به الجاه والحشمة. وحب الجاه من الهوان المتبع المهلك. وفيه هلك اكثر الناس فما اهلك الناس الا الناس. ولو ان صف اكثر الناس لعلموا ان اكثر ما هم فيه من العلوم والعبادات فضلا عن اعمال العادات ليس يحملهم عليها الا مراعاة الناس. وهي محبطات الاعمال حتى ورد في الاخبار ان الشهيد يؤمر به يوم القيامة الى النار فيقول يا ربي استشهدت في فيقول اردت ان يقال انك شجاع وقد قيل ذلك وذلك اجرك. وكذلك يقال للعالم الحاج والغازي والقارئ. هذا هو الداء الثاني من ادواء القلوب وهو داء الرياء الرياء عرفه الامام الغزالي رحمه الله بانه يرحمك الله بانه طلب المنزلة عند عند الخلق بعبادة الله يعبد الله سبحانه وتعالى قاصدا ان ينال بذلك منزلة عند الخلق وعلاجه انك تنزل الناس منازلهم. فاذا علمت ان الخلق هؤلاء لا ينفعونا ولا يضرون وان قلوبهم بيدي ملكي او مصرف القلوب وهو المولى سبحانه وتعالى. اذا علمت ان الخلق هؤلاء لا ينفعون ولا يضرون فانك حينئذ لن تبالي بنظرهم اليك لانهم لن يقدموا لك نفعا ولن يدفعوا عنك ضرا الا اذا شاء الله سبحانه وتعالى تاني من اقسام المعاصي والله اعلم وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين. حياكم الله ولذلك ينبغي انك تنزل الخلق منازلهم. وان تعلم حقيقة الامر ان هؤلاء الخلق لن يستطيعوا جلب خير لك الا باذن الله. ولن يستطيعوا دفع ضر عنك الا باذن لله فاجعل توكلك اجعل اعتمادك على مولاك عز وجل. ولا تنظر الى غيره فقال هنا واما الرياء فهو الشرك الخفي. وجاء تسميته في الاحاديث بالشرك الاصغر. يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الامام احمد اخوف ما اخاف على امتي الشرك الاصغر. فسئل عنه عليه الصلاة والسلام فقال هو الرياء قال وهو احد الشركين لان الشرك اما اكبر واما اصغر. قال وذلك اي تفسير الرياء بيان الرياء. ما هو الرياء؟ طلبك المنزلة المكانة طلبك المنزلة في قلوب الناس لتنال به الجاه والحشمة. والمقصود بالحشمة الاحترام اي ان ده تظهر عبادتك ليراك الناس حتى تنال الاحترام حتى تنال المكانة والمنزلة في قلوب الناس قال وحب الجاه من الهوى المتبع المهلك. هذا يا اخواني يشير الامام الغزالي الى ما تقدم وهو قول النبي صلى الله عليه ومرض العجب الى هذه الثلاثة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم. فالشح المطاع يتفرع عنه الحسد والثاني الهوى المتبع يتفرع عنه الرياء والثالث العشب اعجاب كل ذي رأي برأيه. فقال هنا او اعجاب المرء بنفسه. فقال هنا وحب الجاه من الهوى المتبع المهلك الذي يهلك صاحبه. قال وحب الجاه من الهوى المتبع المهلك وفيه هلك اكثر الناس. فما اهلك الناس الا الناس. ما معنى هذه العبارة؟ ما اهلك الناس الا الناس اي مراقبتك للناس ملاحظة الناس لك هذا يكون سببا في هلاكه لانك حينئذ اذا كنت تفعل شيئا لترضي به الناس لن تستطيع ارضاء المولى سبحانه وتعالى. سيكون الشخص الذي تراقبه سيكون من تراقبه في اقوالك وافعاله ليس الله انما الناس واضح او لا؟ وبالتالي بارك الله فيه عليك ان تراقب الله باقوالك في افعالك في حركاتك في سكناتك. وان تعلم ان الناس ليسوا شيئا اذا اراد الله سبحانه وتعالى وانتم تحفظون حديث ابن عباس واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك شيء ما نفعوه الا بشيء كتبه الله لك. واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان يضروك بشيء ما ضروك الا بشيء الله عليه فقال هنا ولو انصف اكثر الناس لعلموا ان اكثر ما هم فيه من العلوم هذا كلام كلام مهم هذا هذا كلام مهم. قال ولو انصف اكثر الناس لعلموا ان اكثر ما هم فيه من العلوم والعبادات. فضلا عن اعمال العادات ليس يحملهم عليها الا مراعاة الناس فهمتوا عليها؟ يعني لو انك فكرت في نفسك لوجدت ان كثيرا من العلوم التي تعلمتها وكثير من العبادات التي تقوم بها كثير من العادات التي تحافظ عليها ما تفعلها الا مراعاة للناس ليس مراعاة لله عز وجل. ولذلك انظر في نفسك تجد نشاطا في العبادة امام الناس فاذا خلوت وجدتك السلام في العبادة نحن الواحد منا اذا يصلي امام الناس يلبس احسن لباسه ويصلي صلاة خاشعة. واذا صلى في بيته ربما حتى لا يعني ستر بدنه. يعني بالكاد انه يستر الواجب. وربما صلى مكشوف الصدر او صلى مكشوف الضال الى غير ذلك الله عز وجل احق ان يستحي منه الله عز وجل احق ان يتجمل له قال هنا ولو انصف اكثر الناس لعلموا ان اكثر ما هم فيه من العلوم والعبادات. فضلا عن اعمال العادات ليس يعني ليس يدفعهم ليس يحملك على تلك العبادات تلك العادات تلك الاقوال تلك الافعال ليس يدفعك اليها الا مراعاة الناس وهي محبطات الاعمال. هذه تحبط الاعمال. الله عز وجل لا يقبل عملا اشرك فيه معه غيره يقول الله عز وجل في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه فانظر الى صلاتي انظر الى صدقتك انظر الى طلبك العلم انظر الى قراءتك القرآن انظر الى حجك الى عمرتك هل هذه الاعمال خالصة لوجه الله او لا؟ كان من دعاء امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه يقول اللهم اجعل عملي كله صالحا واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل لاحد منه شيئا. كان يكثر من هذا الدعاء تأمل في هذا الدعاء يقول اللهم اجعل عملي كله صالحا اي لا تجعل في عملي فسادا لا تجعل في عملي شيئا فاسدا. اللهم اجعل عملي كله صالحا يكفي الصلاح؟ لا واجعله لوجهك خالصا. لان العمل قد يكون صالحا لكنه ليس خالصا لوجه الله عز وجل ثم يقول مؤكدا للجملة الاخيرة في الدعاء ولا تجعل لاحد منه شيئا لا تجعله لاحد منه شيئا قال هنا حتى ورد في الخبر ان الشهيد يؤمر به يوم القيامة الى النار شهيد يدخل النار يتعجب يا رب استشهدت في استشهدت في سبيلك. انا قتلت في سبيلك. فيقول اردت ان يقال انك شجاع اردت ان يقال انك شجاع. وقد قيل وذلك اجرك. يقال للعالم اردت ان يقال انك عالم يقال المتصدق اردت ان يقال انك جواد متصدق كريم يقال للحاج اردت ان يقال فلان الحاج فلان اكثر من الحج قد قيل هذا حظك هذا اجرك هذا ثوابك اما الان فالى النار هؤلاء اول من تسعر بهم النار يوم القيامة حتى قال العلامة ابن رسلان رحمه الله تعالى في صفوة الزبد وعالم بعلمه لم يعملا معذب في النار قبل عابد الوثن ويحمل بين ذلك البول والعذيرة. هذا هو الانسان ولذلك دائما تفكر في نفسك لو كنت عظيما ما احتجت ان تذهب الى الخلاء في اليوم عدة مرات الانسان ينبغي ان يفكر في نفسه وان كان العلامة البيجوري رحمه الله له كلام جميل في هذا في هذا الحديث وفي هذا البيت من صفوة الزبد ذكره فيما اذكر في شرح البردة بوردة آآ البويسيري رحمه الله بصيري آآ ذكره في شرح البردة يقول الله عز وجل انما جعل اول من شعر بهم النار هذا العالم سرعة في تطهيره سرعة في تطهيره مما مما حصل له. نعم. فليراجع كلامه في ذلك الموضع. ثم قال رحمه الله في الثالث طبعا يا اخواني اسباب الرياء يعني او نقول الاشياء التي يحصل بسببها الرياء خمسة خمسة يمكن ان تكتبها الاول يرجعوا للبدن يرجعوا الى البدن البدن والثاني يرجعوا الى الزي والهيئة ما معنى الزي اللباس والمظهر شكل الزي والهيئة الثالثة للاقوال الى الاقوال الرابع الافعال الخامس الاصحاب الشيوخ والاصحاب هذه خمسة اشياء عادة الانسان يرائي بهذه الاشياء الخمسة الاول يعني يظهر لي في هذه الاشياء الخمسة. الاول ما هو قلنا؟ البدن. بعض الناس يظهر نحول البدن ليكون امارة على زهده يظهر نحول البدن شحابة اللون يكون لونه كالمصفر هكذا. واضح؟ يظهر هذه المعاني او هذه الاشياء او هذه الامارات دلالة على زهده. وانصرافه عن الدنيا. ربما ايضا كان اشعث الرأس لا يسرح شعره واضح الثاني قلنا الزي والهيئة فبعض الناس يرتدي الملابس الخشنة ليظهر زهده وانصرافه عن الدنيا. هذا لون من الوان المراهق. لا اقول انتبه معي. لا اقول ان كل من يفعل هذا مراعي لا لكن هذا من مداخل الشيطان للرياء. والا قد يفعل هذا اناس صالحون. هم بعيدون كل عن الرياء لكن ايضا يوجد من يفعل هذا ويقصد بذلك المراعاة. جيد الثالث الاقوال فتجده مثلا اه يسرد محفوظاته من الاحاديث النبوية من المتون من المنظومات. يريد بذلك واضح الرابع الافعال تجده يزين صلاته يظهر صدقاته حتى يقول الناس عنه انه يحسن الصلاة انه كثير الصدقة الى غير ذلك الخامس تجده يرائي من لقي من الشيوخ والعلماء يقول انا لقيت الشيخ فلان انا جلست عند العالم فلان العالم فلان زارني واضح؟ وانا عندي من الاتباع اكثر مما عند فلان انا اتباعي كذا وطلابي كذا الى غير ذلك ثم اليوم نظيف اليه مؤلفات انا عندي من المؤلفات اه خمسين كتابا الى غير ذلك. هذا من مداخل الشيطان في الرياء. لا اقول ان من يفعل هذا كما قلت لكم لابد ان يكون امرائيا. لا لكن قد يدخل الشيطان من هذه فاحذر هذا احذر هذا وما تدري هذه الاعمال التي تقوم بها هل يقبلها الله منك او لا يقبلها الله عز وجل لا ينظر الى كثرة العمل. وانما ينظر الى حسن العمل. الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا لم يقل ليبلوكم ايكم اكثروا عملا. قال رحمه الله تعالى واما العجب تفضل احسن الله اليكم. قال رحمه الله واما العجب والكبر والفخر فهو الداء. وهو يعديه الى نفسه بعين العز والاستغفار. ونضره الى غيره بعدد الذل والاستحقار. ونبيه على ان يقول انا وانا كما قال ابليس اللعين انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين المرض في المجالس الترفع والتقدم وطلب التصدر في المحافل. وفي المحافظة الاستنكاف من ان يرد كلامه عليه واعبد ربك وانني اذا وعظ الف واذا وعظ عنك فكل من يرى نفسه خيرا من احد من خلق الله سبحانه فور متكبر. احسنتم. هذا الداء الثالث وهو داء عضال ما معنى عضال؟ اي داء مستعصي اذا اصيب به الانسان اتعبه علاجه قال وهو العجب ما هو العجب العجب ان يعظم الانسان نفسه على غيره بعلم او عمل ان ينظر الانسان الى نفسه باستعظام في علم او عمل يعظم نفسه من حيث العلم يعظم نفسه من حيث العمل. هذا العجب ومعناه قريب من معنى الكبر قريب فالكبر هو بطر الحق رد الحق وغمط الناس قالوا اما العشب والكبر والفخر فهو الداء العضال. ما معنى العضال؟ المستعصي الصعب وهو نظر العبد الى نفسه بعين العز والاستعظام ينظر الى نفسه بعين العز والاستعظام. ولو ان الانسان تفكر في مبدأه وفي مآله ونهايته لعلم حقيقة نفسه كان نطفة من من تافهة حقيرة ثم انعم الله عليه فصار خصيما مبينا ثم مآله ان يكون جيفة قذرة اوله نطفة اوله نطفة مذرة. اخره جيفة قذرة هو منعم عليه جملك الله بستره. ولو اراد الله فضحة لفظحك فعلى ما تتكبر وعلامة تتعاظم؟ ولما العجب؟ ولما تنظر الى نفسك باستعلاء على الاخرين فقال هنا واما العشب والكبر والفخر فهو الداء العضال. وهو نظر العبد الى نفسه بعين العز والاستعظام ونظره الى غيره بعين الذل والاستحقار. قال عليه الصلاة والسلام بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم لا تحقر مسلما لانه اقل منك نسبا لانه اقل منك علما لانه اقل منك وظيفة لانه اقل منك اتباعا لا تحقر احدا. قال عليه قال هنا رحمه الله ونتيجته على اللسان. اي يقول لك انتبه هذا كلام جيد. يقول لك ان العشب والكبر في القلب لكن يظهر اثره على اللسان اثار الكبر اثار العجب تظهر على اللسان. نتيجته على اللسان. اثره على اللسان واضحة ولا؟ قالوا ونتيجته على اللسان. ما مثال ذلك؟ كيف تعرف ذلك؟ قال ان يقول انا وانا وانا اذا تحدث دائما انا انا انا يأتي بانا ويأتي بني لي لي كذا ولي كذا ولي كذا. ويأتي بعندي عندي كذا وعندي كذا وعندي كذا فهمت علي ولذلك قالوا ثلاث كلمات اهلكت اصحابها ثلاث كلمات اهلكت اصحابها. ابليس قال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين فهلك كلمة انا انا خير منه فرعون قال اليس لي ملك مصر كلمة لي كانت سببا في هلاكه واضح قارون قال انما اوتيته على علم عندي بذكائي انا اوتيت هذا المال بذكائي بفطنتي بعلمي انما اوتيته على علم عندي كلمة انا كلمة لي كلمة عندي اهلكت اصحابها قال هنا ونتيجته على اللسان. فهمتم ما معناه نتيجته على اللسان؟ اي يظهر الكبر على اللسان ان يقول انا وانا ليس من الكبر ان تلبس ان تكون ملابسك جميلة يحب ان يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا. هل هذا من الكبر يا رسول الله؟ قال لا الكبر بطر الحق وغمط الناس هذا هو الكبر ولذلك بعد قليل سيعطيك علامات المتكبرين بعد قليل. قال كما قال ابليس اللعين انا خير منه من نار وخلقته من طين قال وثمرته في المجالس الترفع والتقدم. يريد ان يتقدم ان يتصدق. ان يكون دائما في المقدمة لا يجلس في الخلف واضح قال وطلب التصدر في المحافل وفي المحاورة الاستنكاف من ان يرد كلامه عليه. لا يقبل ان شخصا يرد عليه. لا يقبل ان شخصا يقول له اخطأت لا يقبل ان شخصا يقول له ما قررته ليس صوابا. لا يقبل هذا. ولديك تجد هذا المتكبر يا فيصل تجد هذا المتكبر من اضيق الناس قلبا عند النقاش سريع الغضب عند النقاش لا يقبل ان شخصا يرد عليه. واذا وجد من يرد عليه او من يتهجم عليك او من يشنع عليه في مسألة ما. تمام؟ قامت قيامته وربما لا ينام الليل من من شدة غضبه كيف يرد علي؟ وكيف يقولون عني كذا وكذا؟ فهمت؟ يرى ان نفسه هذه ليه هي محور الكون لا ينبغي ان احدا يرد عليه. هذا عنده مرض مضال يتعب نفسه ابأس قد ردوا على كل احد. يعني من تكون انت؟ والنبي صلى الله عليه وسلم الذي هو اشرف الخليقة كلهم قالوا عنه ساحر قالوا عنه شاعر قالوا عنه مجنون قالوا عنه كذاب قالوا عنه ابتر قالوا اتى باساطير الاولين تكلموا في زوجته قذفوا ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها دخلوا في بيته عليه الصلاة والسلام من تكون انت تذكر ما حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم انت لست شيئا. وان رد عليك فلان فليرد. وان تهجم عليك فلان فليتهجم ورفض ان يخرج من السجن حتى تظهر براءته واضح؟ لك ان تبرئ نفسه لكن ليس لك انك ترى ان نفسك فوق مستوى الرد ان يرد عليك لست معصوما ما دمت قلت قولا واراد شخص ان يرد عليك فليرد عليك واضح؟ قال هنا وفي المحاورة الاستنكاف من ان يرد كلام علي. ولذلك قال هذا الكلام احفظه جيدا قال والمتكبر هو الذي اذا وعظ الف. اذا وعظته اذا قلت له اتق الله انف ترفع تعاظم انا يقال لي اتق الله واضح؟ اذا وعظ انف واذا وعظ غيره عنف اذا يعظ الناس يعنف يشدد واذا يوعظ هو يأنف ويترفع. واذا رد عليه شيء من كلامه يغضب. واذا علم غيره استذلهم ورأى ان له المن عليهم ولذلك يستحقر من يتعلم عنده يستحقر من استفاد منه. ينظر اليهم ان هؤلاء من حشو الناس من اراذل الناس. واضح؟ هذه صفات المتكبرين. اياك اياك ان تبتلى بهذا الداء. قال هنا والمتكبر هو الذي اذا وعظ الف واذا وعظ عن نفع اي واذا وعظ غيره عن نفى وكل من يرى نفسه خيرا من احد من خلق الله سبحانه فهو متكبر والنبي عليه الصلاة والسلام يقول في الحديث لا يدخل الجنة. من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر فكيف بمن كان في قلب مثقال جبال من كبر؟ هذا لا يدخل الجنة لابد ان يصفى قبل دخول الجنة قال بل ينبغي قرأت هذا بسم الله احسن الله اليكم. قال بل ينبغي ان تعلم ان الخير من هو خير عند الله تعالى في الدار الاخرة وذلك غيب. وهو موقوف على الخاتمة. واعتقادك في نفسك انك خير من غيرك جهل محدود بل ينبغي ان لا تنظر الى احد الا وترى انه خير منك. وان الفضل له عليك وتزدري نفسك فان رأيت صغيرا قلت هذا لم يعصي الله وانا عصيته فلا شك انه خير مني. وان رأيت كبيرا قلت هذا خير مني عبد الله قبلي. وان رأيت عالما قلت هذا قد اعطي ما لم وبلغوا ما لم ابلغ وعلم ما جهلت فكيف اكون مثله؟ وان كان جاهلا قلت هذا عسى الله تعالى بجهل وانا عصيت الله بعلم. فحجة الله تعالى علي اكبر. وما ادري بما يختم لي وبما يختم له وان رأيت كافرا قلت لا ادري عسى ان يسلم ويختم له بخير العمل. وينسى الا باسلامه من ذنوبه كما انسلوا الشعرة من العجين. واما انا فعسى ان يضلني الله فاكفر. فيختم لي بسوء العمل. فيكون هو غدا من المقربين واكون انا من المبعدين. احسنتم. قال رحمه الله تعالى بل ينبغي ان تعلم ينبغي وجوبا الانبغاء هنا مرادف للوجوب وكلمة ينبغي تأتي تارة بمعنى الوجوب وتارة بمعنى الندب. قال بل ينبغي اي بل يجب ان تعلم ان الخير من هو خير عند الله تعالى في الدار الاخرة وذلك غيب وهو موقوف عن الخاتمة فان الانسان قد يعمل الصالحات في حياته ثم لا يختم له بالصالحات بل يختم له بعكسها فيكون من اهل النار قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث فوالذي نفسي بيده ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها. فالاعمال بخواتيم وانت لا تدري بما يختم لك. امر الخاتمة مشكوك فيه. قال هنا وذلك غيب وهو موقوف على الخاتمة واعتقادك في نفسك انك خير من غيرك جهل بحظ. ليش جهل؟ لانك ما تدري ما هي الخادمة فهذا جهل محض ربما يختم له بالحسنى وانت بضدها فكيف تتفاخر على غيرك ونظرك اخي الكريم نظرك الى غيرك على ثلاث مراتب المرتبة الاولى انك تنظر الى غيرك بعين الازدراء والاحتقار هذا الواجب اجتنابه الواجب اجتنابه يحرم فعله بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم التفاضل بين الناس بالتقوى ان اكرمكم عند الله اتقاكم. الا انما التقوى هي العز والكرم وحبك للدنيا هو الذل والسقم وليس على عبد تقي نقيصة اذا حقق التقوى وان حاك او حجم هذه النظرة الاولى نظرة الازدرار الاخرين. يجب اجتنابها النظرة الثانية ان تنظر الى غيرك انه افضل منك ان تنظر الى غيرك انه افضل منك. واقرب الى الله عز وجل منك. هذه نظرة مندوبة صغيرا كان او كبيرا. عالما كان او جاهلا مسلما كان او فاسقا يعني صالحا او فاسقا. تنظر اليه انه افضل منك. طيب يقول حتى الفاسق حتى الفاسق من زاوية معينة سيأتي بينوها واضح وبالتالي هذه النظرة مندوبة هذه النظرة مندوبة. طيب بينهما بين هذه النظرة الواجبة والمندوبة ان تنظر الى الاخرين كما هم لكن بدون احتقار لا تنظر انهم افضل منك واذا لا تحتقرهم هذه مباحة اذا عندنا مرتبة واجبة انك لا تنظر اليهم بنظر الاحتقار مرض مرتبة مندوبة انك تنظر اليهم انهم افضل منك هذا مندوب بين هذه وتلك ان تنظر اليهم بغض بالنظر عن احتقارهم بغض النظر عن انهم افضل منك هذه مباحة. فاصبح كم؟ المراتب ثلاث. فقال هنا بل ينبغي ان ينبغي ندبا. هذا هنا الانبغاء مندوب. بل ينبغي استحبابا. قال بل ينبغي الا تنظر الى احد الا وترى انه خير منك وان الفضل له عليك وتزدري نفسك. ما معنى تزدري نفسك؟ ما معنى الازدراء الاحتقار ان تحتقر نفسك ان تزدري نفسك قال فاذا رأيت صغيرا قلت هذا لم يعص الله وان عصيته فلا شك انه خير مني انا وقعت في معاص كثيرة انا اذنبت كثيرا اما هذا لم يعصي الله عز وجل فلا شك انه خير مني انت في عمر الاربعين هذا في عمر العشرين تفكر في نفسك كم عصيت الله في هذه السنوات؟ اما هذا معاصيه ان وجدت فهي قليلة اقل مني هذا اذا نظرت الى الصغير. قال واذا رأيت كبيرا قلت هذا خير مني عبد الله قبلي سبقني الى عبادة الله. كم قرأ من القرآن؟ كم صلى؟ كم صام؟ كم تصدق انا جئت متأخرا وقصرت كثيرا اذا تجعل من هو اصغر منك تجعله خيرا منك وتجعل من هو اكبر منك تجعله خيرا منك قال واذا رأيت عالما قلت هذا قد اعطي ما لم اعطى. خصه الله بالعلم وبلغ ما لم ابلغ وعلم ما جهلت فكيف اكون مثله واضح واذا كان جاهلا قلت هذا عسى الله بجهل بغير بصيرة بغير علم وانا عصيت الله بعلم. فحجة الله علي اكبر. لان من يعصي الله بعلم اكثر شرا ممن يعصي الله بجهل فعلمك هذا حجة عليك. واضح؟ فتنظر الى معصية الجاهل انها اخف من معصيتك قال وما ادري بما يختم لي وبما يختم له واذا رأيت كافرا قلت لا ادري. عسى ان يسلم ويختم ويختم له بخير بخير العمل وانتم تدرون قرأتم في السيرة ان كفار قريش كانوا يستبعدون ان يسلم عمر ابن الخطاب حتى قال بعضهم لو قيل لي ان حمار عمر بن الخطاب اسلم لكنت اكثر تصديقا ان عمر يسلم. يستبعدون جدا عمر رضي الله عنه اسلم واصبح الرجل الثاني في الامة بعد النبي صلى الله عليه وسلم وبعد الصديق ابي بكر رضي الله عنهم جميعا واضح؟ لا تستبعد فقال واذا رأيت كافرا قلت لا ادري. عسى ان يسلم ويختم له بخير وينسل باسلامه من ذنوبه. ما معنى ينسل؟ ينسل يخرج الانسان يعني يخرج اي يخرج بهذا الاسلام من ذنوبه كما تنسل الشعر من العجين. يعني يعود بلا ذنوب بسبب اسلامه لانكم تعلمون ان الاسلام يهدم ما قبله يجب ما قبله الحج يجب ما قبلهم. قال هنا واما انا فعسى ان يضلني الله فاكفر فيختم لي بسوء العمل فيكون هو غدا من المقربين واكون واكون انا من المبعدين. لا تدري قال فلا يخرج تفضل احسن الله اليكم قال فلا يخرج الكبر من قلبك الا بان تعرف ان الكبير من هو كبير عند الله تعالى وذلك موقوف على الخاتمة. وهو مشكوك فيه. فيشغلك خوف سوء الخاتمة عن ان تتكبر ومع الشك فيها على عباد الله تعالى. ويقينك وايمانك في الحال لا يناقض تدويزك التغيير في فان الله مقلب القلوب يهدي من يشاء ويضل من يشاء. قال رحمه الله تعالى فلا يخرج الكبر من قلبك الا بان تعرف هذا دواء الكبر. ان الكبير من هو كبير عند الله تعالى. ليس الكبير من هو كبير عند الناس ليس الكبير من هو مشهور عند الناس. ليس الكبير بكثرة بكثرة المتابعين وكثرة الاتباع وكثرة الاصحاب. ليس هذا الكبير الكبير من هو كبير عند الله. وكم من كبير عند الناس هو صغير عند الله وكم من كبير عند الله عز وجل الناس لا يعرفونه الناس لا يعرفونه اذا الامر مناطه ان تكون عظيما عند الله عز وجل ليس عند الناس. قال فلا يخرج الكبر من قلبك الا بان تعرف ان الكبير من هو كبير عند الله. وذلك موقوف على القادمة وهو مشكوك فيه في نسخة وهي مشكوك فيها اي والخاتمة مشكوك فيها بما يختم لك. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الاعمال بالخواتيم. قال فيشغلك سوء الخاتمة عن ان تتكبر مع الشك فيها. يعني اذا كنت تريد علاج الكبر فكر في خاتمتك تفكيرك في الخاتمة سيشغلك ان تتكبر على الناس تفكيرك في خاتمة نفسك بماذا سيختم لك سيشغلك ان تتكبر ان تترفع عن الناس قال فيشغلك خوف سوء الخاتمة عن ان تتكبر مع الشك فيها على عباد الله. ويقينك وايمانك في الحال لا تجويزك التغيير يعني كونك الان مؤمن كونك الان مصدق موقن هذا لا ينافي ان الامور قد تتغير. كم من انسان كان مؤمنا خمسين سنة ستين سنة في الايمان في اخر حياته ارتد عن الاسلام بل هنالك من صنف يدافع عن الاسلام مصنفات ثم ارتد في اخر حياته واضح؟ ولولا ان المقام لا يسمح لذكرت لكم اسماء وحكايات لبعض العلماء الفوا كتبا في الدفاع عن الاسلام واشيد بهذه الكتب حتى ان احدهم اثني على كتابه في منبر الحرم المكي واضح؟ ثم مؤلف الكتاب الذي كان يدافع عن الاسلام يقال انه ارتد في اخر حياته واضح اذا القلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء. لا تدري بماذا يختم لك لا ادري بماذا يختم لي. قال هنا فان مقلب القلوب يهدي من يشاء ويظل من يشاء. تفضل احسن الله اليكم قال رحمه الله والاخبار في الحسد والرياء والكبر كثيرة ويكفيك منها حديث واحد قبل هذا وسيذكر حديثا طويلا قبل هذا. اقول لكم اخواني التواضع خلق وصب بين خلقين ذميمين وهكذا غالب الاخلاق الحسنة تكون وسطا بين طرفين مذمومين التواضع وسط بين الكبر والترفع والعجب وبين المذلة والخضوع للغير كما ان الكبر مذموم كذلك الذل مذموم ان تتذلل بغير حق انتم تنقص من مكانتك بغير حق خاصة امام ارباب الدنيا واضح هذا ايضا مذموم اياك ان تكون ذليلا عند الحكام عند السلاطين عند اهل الفجور من اهل الدنيا انت تحمل القرآن في صدرك انت تحمل حديث النبي صلى الله عليه وسلم انت تحمل علما نافعا الناس ينظرون اليك انك في وظيفة الانبياء والرسل تخرج الناس من الظلمات الى النور. تبصر الناس. تعلم الناس. اياك ان يراك الناس. اياك ان يراك المجتمع. ذليلا امام فاجر فاسق الناس يتخذونك قدوة فاحترم العلم الذي في صدرك احترم القرآن الذي في صدرك. صاحب القرآن يكون عزيزا صاحب القرآن ينبغي ان يبجل. لا ان يذل نفسه ان من اجلال الله. يقول عليه الصلاة والسلام ان من اجلال الله اجلال للشيبة المسلم والحاكم المقصر وحامل القرآن غير الغالي فيه او الجاف عنه اذا حق حامل القرآن ان يعظم حق حامل القرآن ان يكرم حق حامل القرآن ان يقدم رجل رظي رظيه الله ان يتقدم في صلاتنا يؤم القوم اقرأهم لكتاب الله. اذا حقه التبجيل والتعظيم. هذا لا ينبغي ان يكون ذليلا عند فاجر من فجار اهل الدنيا لا ينبغي ان يكون ذليلا منكسرا امام فاسق عربيد من اهل الدنيا. بل ينبغي ان يقول كلمة الحق لا يخشى في الله لومة لائم نعم يقولها بحكمة يقولها بادب لكن لا يكون تابعا لهؤلاء لا يكون ذنبا لهؤلاء. لا يكون كلما اراد هؤلاء امرا فيهم عصيان المولى عز وجل يكون تابعا لهم. يبرر لهم يسوغ لهم ام يعطيهم المبررات الشرعية اياك ان تكون من هؤلاء فتضيع العلم الذي تعلمته وتضيع الدين الذي امتن الله سبحانه وتعالى به عليه والناس ستنقص من انظارهم اذا فعلت هذا. لان الناس يرون فيك مربيا يرون فيك عالما يرون فيك مصلحا فانت اذا كنت تابعا لارباب الدنيا حينئذ لن تكون مصلحا ولن تكون مربيا ولن تكون من اهل العلم الربانيين الذين يقولون كلمة الحق لا يخشون في الله لومة لائم فكما انك تحذر من الكبر كذلك ينبغي ان تحذر كل الحذر من المذلة طالب العلم اياك ان تكون ذليلا عند ارباب الاموال. عند ارباب الدنيا عند ارباب الفجور اياك ان تكون ثريا واضح حتى وان كنت فقيرا فان عندك عزة النفس عندك عزة النفس وعندك العلم هذا الله عز وجل جعل رزقه في المال اما انت فجعل الله رزقك في العلم انت جعل الله رزقك في التقوى. انت جعل الله رزقك في تبصير الناس بدينهم هذا رزقك الذي قسمه الله لك وهو رزق عظيم بل هو افضل من ذلك اضعاف مضاعفة فاياك ان تضيع هذا الرزق الذي اعطاك الله اياه. نكتفي بهذا القدر. هذا الحديث طويل. نختم غدا ان شاء الله القسم