المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة تحتوي على شرح بعض الاسماء الحسنى على وجه الاختصار والتنبيه الحمد لله ذي الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين. الرب الذي ربى جميع خلقه باصناف النعم والتدبير والتقدير وربى اولياءه بتيسير لليسرى واصلاح احوالهم. واخراجهم من الظلمات الى النور. الاول الذي ليس قبله شيء. الاخر الذي ليس بعده شيء. الباطن الذي ليس دونه شيء. الظاهر الذي ليس فوقه شيء. وهو اللطيف الخبير لطف عليم خبير. فاخرج الخبايا والخفايا. وما اضمرته السرائر واكنته الصدور. ولطف باصفيائه فاوصلهم الى المنازل العالية والكرامات الغالية باسباب وطرق وهم لا يشعرون. ولطف لهم فقدر امورا خارجة عن قدرهم وارادتهم فيها رفعتهم وهم لا يعلمون. الكبير العظيم الذي له الكبرياء والعظمة والجلال والمجد. فتعالى عن الند والنظير وسبحان الله عما يقول الظالمون مما ينافي عظمته وكبريائه علوا كبيرا. قال الله تعالى وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك. ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا. القدوس السلام السالم من من كل عيب ونقص الذي ملأت مهابته وعظمته قلوب العارفين به المذعنين لكبريائه الخاضعين لجلاله الملك المالك للعالم العلوي والسفلي. فهو المدبر لهم باحكامه القدرية والشرعية والجزائية. بعدله وفضله وحكمته. واتقان في نظامه الرحمن الرحيم. الرؤوف الكريم الذي وسعت رحمته كل شيء. وغمر جميع المخلوقات بالاءه وفضله وانعامه وخص المؤمنين برحمته. فهداهم الى الصراط المستقيم. واوصلهم بذلك الى السعادة الابدية والفلاح السرمدي. في دار نعيم الحميد الذي له المحامد كلها والمدائح لما له من صفات الكمال. ولما اوصله الى خلقه من العدل والافضال والعطاء تنوع واصناف النوال. الواحد الاحد المتفرد بالوحدانية. وهو الكمال المطلق من جميع الوجوه والاعتبارات. فليس له فيها مثيل لا شريك في جميع الموجودات. الصمد الذي قصدته المخلوقات في حاجاتها. وفزعت اليه في مهماتها وملماتها. لعظمته وسؤدده وسعة اوصافه التي انتهت اليها الغايات والنهايات الغني بذاته عن جميع مخلوقاته. فكل الخلق فقير اليه في جميع حالاته. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. الغفور شاكور العفو عن السيئات الصبور. مولى النعم على الطائع وعلى العاصي الكفور. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اعرف الخلق واتقاهم واكرمهم وافضلهم في كل وصف حميد. وكل عمل مبرور وسعي مشكور. اللهم صل على محمد وعلى اله واصحابه اولي الجد في طاعة مولاهم والاخذ بعزائم الامور. اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا ان الله خلقكم لمعرفة وعبادته والقيام بحقوقه وطاعته. فتعرفوا اليه في الرخاء يعرفكم في الشدة. وتوددوا اليه بذكره والتحدث بنعمه والاحسان الى خلقه يحببكم ويكشف عنكم كل شدة ومشقة. واعلموا انه معكم حيثما كنتم. يسمع كلامكم ويرى حركاتكم وسكناتكم. ويطلع وعلى جميع احوالكم فاستحيوا من ربكم ان يراكم حيث نهاكم. او يفقدكم حيث امركم. فمن حاسب نفسه في الدنيا والزمها طاعة الله وردعها عن معصيته وجاهدها على ذلك وجد ذلك عند الله مدخرا. ومن ضيعها واهملها فلا يلومن الا نفسه اذا تبين له عمله فظيعا محضرا وظهر خسرانه اذا ربح المتقون. شقاؤه اذا سعد المؤمنون وخيبته اذا ففاذ المفلحون. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين. وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول قولي في هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم ولكافة المسلمين. من كل ذنب فاستغفروه. انه هو الغفور الرحيم