الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال المؤلف رحمه الله فصل واما توحيد الالوهية. فهو اقرأ. واما توحيد الالوهية فهو افراد الله تعالى بالعبادة بان يعبد وحده ولا بان يعبد وحده ولا يعبد ولا يعبد غيره من مالك او رسول او نبي او ولي او شجر او حجر او شمس او قمر او غير ذلك كائنا من كان. ومن ادلته قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. وقوله وما من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. وقوله والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم وقوله شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط. لا اله الا هو العزيز الحكيم وهذا النوع قد انكره المشركون الذين الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى عنهم انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون. ويقولون ائنا لتاركوا الهتنا لشاعر مجنون. وقال تعالى وعجبوا ان جاء منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب. اجعل الالهة الها واحدا؟ انها ذا لشيء عجاب. وانطلق الملأ منهم ان امشوا امشوا واصبروا على الهتكم ان هذا لشيء يراد ومن اجل انكارهم اياه قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم واستباح دماءهم واموالهم وصبى نساءهم وسبا نساءهم وذرياتهم باذن الله تعالى وامره. ولم يكن اقرارهم بتوحيد ربوبية مخرجا لهم عن الشرك. ولا عاصما لدمائهم واموالهم. وتحقيق وهذا النوع ان يعبد الله ان يعبد الله وحده لا شريك له ان يعبد الله ان يعبد الله او ان يعبد الله وحده لا شريك له بشرع الذي جاءت به رسله كما قال الله تعالى. فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. فمن لم يعبد الله تعالى فهو مستكبر غير موحد. ومن عبده وعبد غيره فهو مشرك غير موحد. ومن عبده بما لم يشرع فهو مبتدع ناقص التوحيد. حيث جعل لله تعالى شريكا في التشريع والعبادة تطلق على معنيين احدهما التعبد وهو فعل العابد فتكون بمعنى التذلل للمعبود حبا وتعظيما. وهذان اعني الحب تعظيم اساس العبادة فبالحب يكون طلب الوصول الى مرضات المعبود بفعل ما بفعل ما امر به وبالتعظيم يكون الهرب من اسباب غضبه بترك ما نهاها الثاني المتعبد به. فيكون اسما جامعا لكل ما يتعبد به لله تعالى. كالطهارة والصلاة والصدقة والصوم والحج وبر الوالدين وصلة الارحام وغير ذلك من انواع العبادة وللعبادة شرطان احدهما الاخلاص لله عز وجل بان لا يريد بها سوى وجه الله سوى وجه الله والوصول الى دارك الى دارك وهذا من تحقيق شهادة ان لا اله الا الله. الثاني المتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم بالا يتعبد لله بغير ما شرعه وهذا من تحقيق شهادة ان محمدا رسول الله. فالمشرك في العبادة لا تقبل عبادته ولا تصح لفقد الشرط الاول والمبتدع فيها لا تقبل ولا تصح لفقد الشرط الثاني. وقد دل على هذا على هذين الشرطين كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فمن الاشتراط الاخلاص في كتاب الله في كتاب الله قوله تعالى فاعبدوا الله فاعبد فاعبد الله مخلصا له الدين الا لله الدين الخالص وقوله وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء. وقوله ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون. الى غير ذلك من الايات الكثيرة المتنوعة متنوعة الدلالة. المتنوعة الدلالة. ومن ومن ادلته من السنة ما اخرجه البخاري ومسلم عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا ايها الناس انما الاعمال بالنية وانما وانما لامرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرة الى الله ورسوله. ومن هاجر الى دنيا يصيبها او امرأة او امرأة يتزوجها فاجرة الى ما هاجر اليه. هذا احد الفاظ البخاري وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى انا اغنى الشركاء انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه ومن ادلة اشتراط المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم من كتاب الله تعالى قوله تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبع السبل فتفرق بكم عن سبيله. وقوله ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. وقوله في وصف النبي صلى الله الله عليه وسلم فالذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون. الى غير ذلك من الايات الكثيرة متنوعة الدلالة ومن ادلته من السنة ما اخرجه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من عمل من ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود. وفي صحيح مسلم عن جابر ابن عبدالله رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اذا خطب الناس يوم الجمعة اما بعد فان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد هدي محمد وشر الامور وشر الامور محدثاتها وكل بدعة وكل بدعة ضلالة وصح عنه صلى وصح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال انه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي. تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. واياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة وكل بدعة ضلالة. رواه احمد وابو داود. ولا تتحقق المتابعة الا بموافقة العبادة للشرع في سببها وجنسها وقد وقدرها وكيفيتها وزمانها ومكانها والعبادة انواع كثيرة. فمنها الصلاة والذبح لقوله تعالى فصل لربك وانحر. وقوله قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين. فمن صلى لغير الله فهو مشرك. ومن ذبح لغير الله تقربا وتعظيما فهو مشرك ومنها التوكل لقوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. وقوله وقوله فاعبده وتوكل عليه. ولهذا لما كان التوكل خاصا به كان من كان وحده هو السبب. كان وحده هو السبب كما قال تعالى ومن يتوكل على الله هو الحسب يعني الكافي. كان كان وحده والحسب كما قال تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ امره. فاما قوله تعالى يا ايها النبي حسبك الله ومن ومن اتبعك من المؤمنين. فمعناه ان الله هو حسبك وحسب من وحسب من اتبعك من المؤمنين فقوله ومن اتبعك معطوف على الكاف في قوله حسبك وليس معطوفا على الله كما كما ظنه بعض بعض الغالطين فان هذا يفيد به المعنى. افسدوا فان هذا يفسد به المعنى اذ يكون المعنى على هذا التقدير ان الله والمؤمنين ان الله والمؤمنين حين حسب النبي صلى الله عليه وسلم وهذا باطل. فان مقام النبي صلى الله عليه وسلم اعلى واقوى من مقام من اتبعه. فكيف يكون الادنى حسبا للاعلى والاقوى. فهمتم؟ ومنها الخشية والخوف تعبدا وتقربا. لقوله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين وقوله فلا تخشوا الناس واخشون وقوله فاياي فارهبون فجعل الرهبة له وحده كما جعل العبادة له وحده في قوله فاياي فاعبد ومنها التقوى تعبدا وتقربا. لقوله تعالى واياي فاتقون. وقوله افغير الله تتقون. وقوله يا ايها يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما فصل واما توحيد الاسماء والصفات فهو افراد الله تعالى باسمائه وصفاته. وذلك باثبات ما اثبته الله لنفسه من الاسماء صفات في كتابه او على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم. من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. فلا يجوز نفي شيء من مما سمى الله به نفسه او وصف به نفسه لقوله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائهم يعزون ما كانوا يعملون. ولان ذلك تعطيل يستلزم تحريف النصوص او تكذيبها مع وصف الله تعالى بالنقائص والعيوب. ولا يجوز تسمية الله تعالى او وصفه بما لم يأتي في الكتاب والسنة. لان ذلك قول على الله بلا علم. وقد قال الله تعالى قل انما حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن. والاثم والبغي بغير الحق. وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا. وان تقولوا على الله ما لا تعلمون وقال ولا تقف ما ليس لك به علم. ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا. ولا يجوز اثبات ولا يجوز ولا يجوز اثبات اسم او صفة لله تعالى. مع التمثيل قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وقوله فلا تضربوا الامثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون. ولان ذلك اشراك بالله تعالى يستلزم تحريف النصوص او تكذيبها مع مع تنقص الله بتمثيله بالمخلوق الناقص ولا يجوز اثبات اسم او صفة لله تعالى مع التكييف. لان ذلك قول على الله تعالى بلا علم. يستلزم يستلزم الفوضى والتخبط في الله تعالى اذ كل واحد يتخيل كيفية معينة غير ما تخيره الاخر. ولان ذلك محاولة لادراك ما لا يمكن ادراكه بالعقول فانك مهما قدرت من من كيفية فالله من كيفية فالله اعلى واعظم. وهذا النوع من التوحيد هو الذي كثر فيه الخوف بين بين اهل القبلة فانقسموا في النصوص الواردة فيه الى ستة اقسام. القسم الاول من اجروها على من اجروها على ظاهرها اللائق بالله تعالى من غير ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. وهؤلاء هم السلف. وهذا هو الصواب المقطوع به لدلالة الكتاب والسنة والعقل والاجماع السابق عليه دلالة قطعية او ظنية. القسم الثاني من من اجروها على ظاهرها لكن جعلوها من جنس صفات المخلوقين. وهؤلاء الممثلة ومذهبهم باطل بالكتاب والسنة والعقل. وانكار بالكتاب والسنة والعقل وانكار السلف. القسم الثالث من اجروها على خلاف في ظاهرها وعينوا لها معاني بعقولهم وحرفوا من وحرفوا من اجلها النصوص وهؤلاء هم اهل التعطيل. فمنهم من من عطل تعطيلا كبيرا كالجهمية والمعتزلة ونحوهم. ومنهم من عطل دون كذلك كالاشاعرة. القسم الرابع من قالوا الله اعلم بما اراد بها. فوضوا علم معانيها الى الله وحده. وهؤلاء هم اهل التجهيل المفوضات وتناقض بعضهم فقال الله اعلم بما اراد. لكنه لم يرد اثبات صفة خارجية لله. لكن لكنه لم يرد اثبات صفة خارجية له ما وجه التناقض هنا من المفوضة انهم قالوا الله اعلم بما اراد ولم يرد اثبات صفة خارجية اذا هم يعلمون ما اراد فعلام يوهمون الناس انهم يفوضون لو قالوا الله اعلم بما اراد وسكتوا لكان قولهم يستقيم عقلا من بعض الوجوه لكنهم قالوا الله اعلم بما اراد لكنه ما اراد صفة خارجية. فعندئذ وقعوا في التناقض القسم الخامس من قالوا يجوز ان يكون المراد بهذه النصوص اثبات صفة تليق بالله تعالى. والا والا يكون المراد ذلك هؤلاء كثير من الفقهاء وغيرهم القسم القسم السادس من اعرضوا بقلوبهم وامسكوا بالسنتهم عن هذا كله. واقتصروا على قراءة النصوص ولم يقولوا فيها بشيء هذه الاقسام سوى الاول باطلة كما كما قد تبين في غير هذا الموضع فصل وبهذا التقرير وبهذا التقرير عن اقسام التوحيد يتبين غلط عامة المتكلمين في مسمى التوحيد حيث جعلوه حيث جعلوه ثلاثة انواع. الاول ان الله واحد في ذاته لا قسيم له ولا اولى جزء له. اولى بعض له. الثاني انه واحد في صفاته لا شبيه له. الثالث انه واحد في افعاله لا شريك له. يا اخوة الان هذا هو تقسيم المتكلمين من اشاعرة وغيرهم للتوحيد او هذا تعريفهم للتوحيد. يقولون الله واحد في ذاته وصفاته وافعاله هذا التعريف غلط بلا ريب. وذلك من وجوه الوجه الاول انه لا ذكر فيه لا هم نوع من انواع التوحيد الذي ارسلت به الرسل وهو توحيد العبادة. التوحيد العملي. التوحيد الطلبي وهذا اساس دعوة الرسل وهذا هو الذي حصلت به المفاصلة بين الرسل واقوامهم. وكل رسول كما تقدم معنا اول اول ما يصدع اذان قومه يدعوهم الى عبادة الله وحده فالمتكلمون ليس عندهم توحيد عبادة ولا يدعون اليه ولا يجعلونه قسمة من اقسام التوحيد ولا يدرسون افرادا وهذا خلل عظيم. وقصور بين في فهم معنى التوحيد الامر الثاني قولهم ان الله واحد في ذاته لا شريك له هذا ان ارادوا به ان الله تعالى لا يتعدد يعني يتفرق بعد اجتماع ولا يتركب على اصطلاحهم بانه يجتمع بعد تفرق ولا يتجزأ فهذا حق فان الله تبارك وتعالى واحد احد صمد لكن المتكلمين لا يريدون هذا. وانما يريدون بذلك نفي الصفات وقولهم ان الله تعالى واحد في صفاته لا شبيه له يقول ما مرادكم هل مرادكم بذلك ان صفاته تليق به ولا تماثل صفات المخلوقين هم قطعا لا يريدون هذا بل هم في الغالب لا يثبتون لله صفة حتى ينفوا عنها التمثيل نقول هل مرادكم ان من المخلوقات ما يشبه صفات الله تشابها مطلقا من كل وجه ان اردتم هذا فهذا يصح نفيه. لكن نفيه له لانه ما وجد احد قال الله يشابه المخلوق من كل وجه كما قررنا ذلك وتقدم واضح يا اخوان فيكون قولكم هذا بمثابة قول القائل السماء فوقنا او الارض تحتنا لكن ليس مرادهم هذا لا لا مرادهم اه نفي مماثلة صفات الله ومماثلة خلقه. واثبات الصفات على وجه يليق بالله. وليس مرادهم ان الخالق والمخلوق يتشاء من كل وجه. وانما يرويدان وانما يريدون نفي نفي القدر المشترك الذي هو اصل معاني الصفات وهذا باطل الامر الرابع نقول لهم قولكم ان الله تبارك وتعالى واحد في افعاله فلا شريك له هذا حق لا ريب فيه لكن ان تجعلوا التوحيد عنده وان تقتصروا عليه. وان تجعلوه هو معنى كلمة التوحيد كما آآ اسلفنا ان الاشاعرة يقولون لا اله الا الله معناها لا قادر على الاختراع الا الله. ويقولون لا اله الا الله معناها لا مستغني عما سواه ولا مفتقر اليه كل من ادى الى الله. فيرجعون التوحيد ويرجعون لا اله الا الله الى الى افعال الله تبارك وتعالى الى ربيته. وهذا هو الخلل والخطأ. فان هذا الامر قد اقر به كفار قريش الانبياء حاربوا اقوامهم لا ليجدي هذا الامر وانما لاجل توحيد العبادة كما تقدم اقرأ وبيان غلطهم من وجوه احدها انهم لم انهم لم يدخلوا فيه توحيد الالوهية. وهو ان الله تعالى واحد في الوهيته لا شك له فينفرد فينفرد وحده بالعبادة مع ان هذا النوع من التوحيد من التوحيد هو الذي من اجله خلق خلق الجن والانس لقوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ومن اجله ارسلت الرسل وانزلت الكتب لقوله تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وقوله ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان يعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وقد قام الرسل عليهم الصلاة والسلام بذلك يدعون قومهم ان اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. اي ما لكم من معبود حق غير الله. فجميع الالهة سواه باطلة. كما قال كما قال تعالى ذلك بان الله وهو الحق وانما يدعون من دونه الباطل وان الله هو العلي الكبير. ومن اجله قامت المعارك الكلامية والقتالية بين الرسل واقوامهم لهم كما قال الله تعالى عن قوم نوح قالوا يا نوح ما جادلت قالوا يا نوح قد جادلتنا فاكسرت جدالنا فاتنا بما ان كنت من الصادقين. وقال عن قوم هود قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي الهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين ان نقول الا اعتراك بعض الهتنا بسوء قال اني اشهد الله واشهد اني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظروا وقال في ابراهيم وقومه قال فتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم. اف لكم ولما تعبدون من دون الله افلا تعقلون؟ قالوا حرقوه وانصروا وانصروا الهتكم ان كنتم فاعلين. قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم. وقال عن لمحمد صلى الله عليه وسلم واذا رآك الذين كفروا ان يتخذونك الا هزوا هذا الذي يذكر الهتكم. وقال وعجبوا ان جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب وانطلق الملأ منهم ان امشوا واصبروا على الهتكم ان هذا لشيء يرى وقال في اعدائه ان يسقفوكم يكونوا لكم اعداء ويبسطوا اليكم ايديهم والسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون. والمهم ان هذا ان هذا التوحيد الذي هذا شأنه قد اغفله عامة المتكلمين الذين يتكلمون في انواع التوحيد وهو احد وجوه غلطهم في مسمى التوحيد الوجه الثاني قولهم ان الله واحد في ذاته لا قسيم له الى اخره فيه اجمال. فان ارادوا به ان الله تعالى لا يتجزأ ولا ولا يتفرق ولا يكون مركبا من اجزاء فهذا حق. فان الله تعالى احد صمد. لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وان ارادوا به مع ذلك نفي ما نفي ما وصل لا فيما وصف به نفسه كعلوه واستوائه على عرشه ووجهه ويديه ونحو ذلك. وهذا مرادهم فهو باطل. لان الله تعالى قد اثبت لنفسه من صفات الكمال من هذا وغيره ما هو ما هو اهل له وتوحيده فيها اثباتها له على الوجه اللائق به على الوجه اللائق به بدون تمثيل بدون تمثيل لا ان تنفى عنه بنوع من من التحريف والتعطيل. الوجه الثالث قولهم واحد في واحد في صفاته لا شبيه له. فيه اجمال فان ارادوا به اثبات صفات الله تعالى على الوجه اللائق به من غير ان يماثله احد فيما يختص به فهذا حق. وهو مذهب السلف. لكن لكن عامة لكن عامة المتكلمين لا يريدون ذلك. وان ارادوا به نفي ان ان يكون شيء من المخلوقات مماثلا له من كل وجه فهذا لغو لا حاجة اليه فهو كقول القائل السماء فوقنا والارض تحتنا لان مماثلة الخالق للمخلوق من كل وجه معلوم بل الامتناع بضرورة العقل والسمع واجماع العقلاء. ولهذا لم يثبت احد من الامم من الامم احدا مماثلا لله تعالى من كل وجه. وغاية من شبه به شيئا ان ان يشبهه به في بعض الامور. وان ارادوا به واضح يعني هذا التشابه المطلق ان ارادوا به التشابه المطلق او المماثلة المطلقة. وهذا كما قررنا لم يقل به احد وكنا القول بالتشابه المطلق يستلزم اما تعطيل الخالق وذلك ان من قال بالتشابه المطلق يلزمه ان يقول بالتشابه حتى في امكان الوجود فبالتالي يصير الخالق مخلوقا. او ان يجعل المخلوق خالقا وكلا القولين معلوم الفساد بالاضطرار وان ارادوا به نفي ان يكون بين صفات الخالق والمخلوق قدر مشترك مع تميز كل منهما بما يختص به. وهذا مرادهم فهو باطل لانه قد علم بضرورة العقل ان كل موجودين قائمين بانفسهما لابد من قدر من قدر قدر من قدر مشترك بينهم مع تميز كل واحد منهما بما يختص به. كاتفاقهما في مسمى الوجود والذات والقيام بالنفس ونحو ذلك. ونفي هذا القدر تعطيل محض والقول بهذا المراد لا يمنع نفي ما يجب لله تعالى من صفات الكمال. عند من يرى ان اثبات ذلك يستلزم التشبيه. فقد سبق ان اهل التعطيل من الجهمية والمعتزلة وغيرهم ادخلوا نفي الصفات في مسمى التوحيد وقالوا من اثبت لله من اثبت لله علما او قدرة ونحو ذلك فهو مشبه غير موحد. وزاد عليهم غلاة الفلاسفة والقرامطة فادخلوا فيه نفي الاسماء وقالوا من قال ان الله عليم قدير ان الله عليم قدير ونحو ذلك فهو مشبه غير موحد. وزاد عليهم غلاة الغلاة فقالوا ان الله لا يوصف بما يتضمن اثباتا او نفيا. فمن نفى عنه صفة او اثبت له صفة فهو مشبه غير موحد وقد سبق الرد على هؤلاء الطوائف في اول الرسالة ولله الحمد. الوجه الرابع قولهم واحد في افعاله لا شريك له. وهذا اشهر او انواع التوحيد عندهم ويعنون به ان خالق العالم واحد. ويظنون ان هذا ان هذا هو التوحيد. المطلوب ان هذا معنى لا الا الله ويجعلون معناها لا قادر على الاختراع الا الله ومعلوم ان هذا خطأ من وجهين. الاول ان هذا الذي قرروه قد اقر به المشركون الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم فانهم فانهم لم يجعلوا لله شريكا في افعاله. كما قال تعالى ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله وانى يؤفكون وقال وقال ولئن سألتهم من خلق من خلقهم ليقولن الله. ومع هذا لم يكونوا موحدين بل هم مشركون بدلالة الكتاب والسنة والاجماع المعلوم بالضرورة من دين الاسلام. لكونهم انكروا توحيد الالوهية وقالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب ولهذا قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم مستبيحا دماءهم واموالهم وسبا ذرياتهم ونساءهم. الثاني ان تفسيرهم ان تفسيرهم لا اله الا الله بهذا التفسير الذي ذكروه. اي انه لا قادر على الاختراع الا الله. يقتضي ان من اقر بان بان ان الله وحده هو القادر على الاختراع دون غيره فقد شهد ان لا اله الا الله وعصم دمه وماله. ومعلوم ان تفسيرها بهذا المعنى مواطن مخالف لما عرفه المسلمون منها. فان تفسيره الصحيح الا معبود حق الا الله. هذا هو الذي يعرفه المسلمون المسلمون مما بل والمشركون. الا ترى الى قول الله تعالى فيهم انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون. ويقولون ائنا لا الهتنا لشاعر مجنون. وكانوا لا يستكبرون عن عن الاقرار بقلوبهم والسنتهم. بان الله هو الخالق وحده. ولا يدعون ان تخلق شيئا فتبين بذلك ان المشركين اعلم. وافقه بمعنى لا اله الا الله. ومن هؤلاء من هؤلاء المتكلمين وان غاية ما يقرره هؤلاء المتكلمون من التوحيد توحيد الربوبية الذي لا الذي لا يخلص الانسان من الشرك لا يعصم ولا يعصم به دمه وماله ولا يسلم به ولا يسلم به من الخلود في النار وقد سلك هذا المسلك طوائف من اهل التصوف المنتسبين الى المعرفة والتحقيق والتوحيد. فكان فكان غاية ما عندهم من التوحيد ان يشهد المرء ان الله رب ان الله رب كل شيء ومليكه وخالقه لا سيما اذا غاب العارف بموجوده عن وجوده وبمشهوده عن شهوده وبمعروفه عن معرفته. ودخل في فناء بموجده لازم. عن موجوده هذا خطأ اذا غاب العارف عن وجوده وهذا هو الفناء الذي سيأتي ودخل في فناء توحيد الربوبية بحيث يفنى من لم يكن ويبقى ولم ويبقى بحيث يفنى من لم يكن ويبقى من لم يزل. ومعلوم ان هذه الغاية هي ما اقربه المشركون من التوحيد. وهي غاية لا يكون بها الرجل مسلما. فضلا عن ان يكون من اولياء الله تعالى وسادة خلقه الان الفناء الفناء يا اخوة هو مصطلح صوفي. في الاصل هو مصطلح لكن الفناء ثلاثة اقسام ثناء عن ارادة السوا وفاء عن شهود السوى وفناء عن وجود السوا الفناء عن ارادة السوى المراد بالسوى هنا دائما من سوى الله المراد بالسواك ماشي والله فالفناء عن ارادة السوا يعني ان يزول من القلب ارادة من سوى الله عز وجل وهذا هو الاخلاص الا تريد بعملك الا وجه الله تبارك وتعالى وهذا ثناء شرعي بمعنى ان الشريعة جاءت بمعناه ومدلوله. كما في النصوص الكثيرة فاعبد الله مخلصا له الدين. الا لله الدين الخالص الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. قل الله اعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه فهذا الفناء عن ارادة السوا هو فناء شرعي. لكن تسميته فناء فيها اشكال من جهة انه مشابهة لاهل البدع من المتصوفة والاتحادية الذين يقولون بالفناء عن وجود السوا تمام القسم الثاني الفناء عن شهود السواه وهذا فناء بدعي وقع من المتصوفة وهو الذي عناه المؤلف في قوله يغيب بشهود موجوده بشهود موجده عن وجوده يغيب بشهود موجده عن عن وجوده يعني ينسى نفسه ويغيب عن هذا العالم لانه يشهد او لانه يعاين وجود الله تبارك وتعالى ويعاين اطلاعه عليه ويعاين تدبيره للكون. ويشهد ذلك فيغيب وينقطع عن هذه الدنيا. واحيانا يهذي كما جاء عن الصوفية يقول ابو يزيد البسطاوي سبحاني سبحاني ما اعظم سلطانه! ويقول الجنة لعبة الصبيان وكان يقول لو اه اه ضربت خيمتي هذه على جهنم لاطفأتها ويقول احيانا اه ان كنت اللهم ان كنت معذبا احدا بالنار فعذبني ويقول لو وضعت طرف ردائي على جهنم لاطفأتها. وهذا كله يسمى عندهم شطحات وهي نابعة عن عن ما يسمونه الفناء عن شهود السواه. يعني هم لا يشهدون احدا من الخلق لا بشرا ولا سماء ولا ارضا لا يشهدون الا الله تبارك وتعالى وتدبيره وهذا الفناء فناء بدعي وذلك انه يدل على ضعف قلب الفاني. والاصل ان المؤمن ثابت الجنان قوي القلب والنبي عليه الصلاة والسلام يقول المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف. كذلك هو فناء بدعي لان اصحابه يقعون في تخيلات وشطحات ويتكلمون بكلام يخالف الشريعة ويسمون ذلك بالمكاشفات ويتفاخرون بها وكثير منها انما هي كفر بالله تبارك وتعالى. من ذلك ما نقله الغزالي عن عن ابي تراب النخشبي انه قال لصاحبه لو رأيت ابا يزيد يعني ابو يزيد البسطامي فقال له صاحبه اني عنه مشغول اني رأيت الله. فقال ابو يزيد فقال ابو تراب ويلك. تغتر بالله انك ان رأيت ابا يزيد مرة كان خيرا لك من ان ترى الله سبعين مرة والعياذ بالله. يقول الغزالي في احياء علوم الدين بعد نزكر هذه اه هذا الكفر الصريح وهذه الردة الجامحة يقول فمثل هذه المكاشفات لا ينبغي لمؤمن كم اي ننكرها بل ينبغي للمؤمن ما فقط ان ينكره. هو يقول ينبغي للمؤمن ان يؤمن بها ويصدقها. هذه ينبغي للمؤمن ان يكفر بها بل هي من الكفر بالطاغوت الذي هو شرط الايمان. فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى التي هي لا اله الا الله. فهذا كله ناجم عما يسمونه فناء عن شهود السواه اما القسم الثالث من الفناء وهو الفناء الالحادي الكفري هو الفناء عن وجود السواه يعني لا تعتقد ان شيئا في هذا الكون موجود سوى الله وهو قول اهل وحدة الوجود. ابن عربي وابن الفارد وابن سبعين. الفناء الفناء عن وجود السوا يعني كل ما في الكون من موجودات هو الله بعينه هو وجود الله تبارك وتعالى. وهؤلاء اكثر من اليهود والنصارى من وجوه كثيرة منها ان اليهود والنصارى خصصوا اه حلول الله تبارك وتعالى بمن عظموه وهو عيسى ومريم. اما هؤلاء جعلوا الله ساريا في كل المخلوقات حتى الحيوانات والكلاب والخنازير والاقذار والاوساخ. تعالى الله عن قولهم علوا الوجه الثاني لكونهم اكثر من اليهود والنصارى ان النصارى يثبتون في الاصل خالقان ومخلوقان لكن يدعون ان اللاهوت يحل في الناسوت لكن في الاصل يوجد عندهم لاهوت وناسوت. اما هؤلاء لا يثبتون خالقا ومخلوقا. وانما الكل هم هو الخالق بل منهم من اه يزعم ان اعظم المراتب الذوق ذوق الايمان لما يجامع الانسان زوجته لما يقول ابن عربي الرجل اذا ضاجع زوجته فانما يضاجع الحق ثم يشرح النابلسي كلمة يقول انما ينكح يضاجع انما ينكح. انما ينكح الحق عياذا بالله تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا. يقول ابن القيم لهم يا امة معبودها موطوؤها اين الاله وثورة الطعام يا امة قد صار من كفرانها جزءا يسيرا جملة الكفران وهؤلاء من اعظم الناس كفرا حتى ان ابن عربي اه الف قصيدة في وصف ابنة شيخه شيخه ابن مكين قد الف ابن عربي قصيدتان وهي ليس بينه وبينها لا زواج ولا شيء الف قصيدة في بيان محاسنها ومفاتنها وجسدها وخدها وقدها ثم لما عوتب في ذلك قال انما الله عياثا بالله تبارك وتعالى. فهذا الفناء الفناء ثناء عن وجود السواه هو الفناء الالحادي الكفري الذي يقول به اهل وحدة الوجود طيب هذا امر يحتاج اصل هذا القول وكيف نشأ وكيف افصح به هذا يحتاج الى دراسة اه العقيدة الصوفية ومن احسن ما الف في هذا الباب كتاب اه الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة يا عبد الرحمن عبد الخالق هو آآ يعني اجمع كتاب في بيان التسلسل الزمني وفي بيان تفصيل العقائد الصوفية ونقضه طيب اقرأ فصل في الفناء واقسامه. الفناء لغة الزوال. قال الله تعالى كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام وفي الاصطلاح ثلاثة اقسام الاول ديني شرعي وهو الفناء عن ارادة السوى اي عن ارادة ما سوى الله عز وجل بحيث بالاخلاص لله عن الشرك وبشريعته عن البدعة وبطاعته عن معصيته. وبالتوكل عليه عن التعلق بغيره وبمراد ربه عن مراد نفسه الى غير ذلك مما يشتغل به من مرضات من مرضات الله عما سواه وحقيقته انشغال العبد بما يقربه الى الله عز وجل عما لا يقربه اليه وان سمي فناء في اصطلاحهم وهذا فناء شرعي به جاءت جاءت الرسل ونزلت الكتب وبه قيام الدين وبه قيام الدين والدنيا وصلاح الاخرة والدنيا. قال الله تعالى ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا. وقال من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلا نحينه حياة طيبة ولازينهم اجرهم باحسن ما باحسن ما كانوا يعملون. وقال والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم اقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية. ويدرؤون بالحسنة السيئة اولئك لهم عقبى الدار. وقال يا ايها الذين لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله. ومن يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون وهذا هو الذوق الايماني الحقيقي الذي لا يعادله ذوق. ففي الصحيحين عن انس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من من كن فيه وجد وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب الا يحبه الا لله وان يكره ان يعود في الكفر بعد اذ انقذه الله منه كما يكره كما يكره وكما يكره ان ما يكره ان يقذف في النار وفي صحيح مسلم عن العباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ذاق طعم الايمان من رضي بالله ذاق طعمه ذاق طعم الايمان لمن رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا. القسم الثاني صوفي بدعي وهو وهو الفناء عن شهود السوى اي عن شهود ما سوى الله تعالى. وذلك انه بما ورد على قلبه من التعلق بالله عز وجل وضعفه عن تحمل لهذا الوارد ومقاومات ومقاومته غاب عن غاب عن قلبه كل ما سوى الله عز وجل بهذه الغيبوبة عن شهود ما سواه. ففني ففني بالمعبود عن العبادة وبالمذكور عن الذكر. حتى صار لا يدري اهو في عبادة هو زكر ام لا لانه غاب عن ذلك بالمعبود والمذكور لقوة سيطرة الوارد على قلبه وهذا فناء يحصل يحصل لبعض ارباب السلوك. وهو فناء ناقص من وجوه. الاول انه دليل على على ضعف قلب الفاني. وانه لا ضعف على ضعف قلب الفاني وانه لم يستطع لم يستطع الجمع بين بين شهود المعبود والعبادة والامر والمأمور به. واعتقد والامرين والامر والمأمور به واعتقد انه اذا شاهد العبادة والامر اشتغل به عن المعبود والامر بل اذا ذكر العبادة والذكر كان ذلك اشتغالا عن المعبود والمذكور. فهمتم؟ هو يرى نفسه قد انقطع الى المعبود يرى حتى الانشغال بالعبادة انشغال عن المعبود وهذا في غاية ما يكون من البطلان. الثاني انه يصل بصاحبه الى حالة الى حال تشبه حال المجانين المجانين والسكارى حتى انه ليصدر عنه من الشطحات القولية والفعلية المخالفة للشر ما ما يعلم هو وغيره غلطه فيها. كقول بعضه في هذا الحال سبحاني سبحاني انا الله. ما في الجنة الا الله. ما في الجبن ما في الجبة الا الله. انصبوا انصبوا خيمتي على على جهنم ونحو ذلك من الهذيان والشطح. الثالث ان هذا الفناء لم يقع من المخلص من المخلصين من المخلصين. من المخلصين الكمل من عباد الله فلم فلم يحصل للرسل ولا للانبياء ولا للصديقين والشهداء. فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ليلة المعراج من ايات الله اليقينية ما لم يقع لاحد من البشر. وفي هذه الحال كان صلى الله عليه وسلم على غاية من الثبات في قواه في قواه في قواه الظاهرية والباطن والباطن الظاهرة والباطنة. كما قال الله تعالى عن قواه الظاهرة وما زاغ البصر وما طغى وقال عن قواه الباطنة ما كذب الفؤاد وما رأى. ما كذب الفؤاد ما كذب الفؤاد ما رأى. وها هم الخلفاء الراشدون ابو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم افضل البشر بعد الانبياء وسادات وسادات اوليائهم لم يقع لهم لم يقع لهم مثل هذا الفناء وها هم سائر الصحابة مع علو مع علو مقامهم وكمال احوالهم لم يقع لهم مثل هذا الفناء وانما حدث هذا في عصر التابعين فوقع منه فوقع منه من بعض من بعض العباد والنساك ما وقع. فكان منهم من يصره ومنهم من ومن ومنهم من يصعق ومنهم من يموت. وعرف هذا كثيرا في بعض مشايخ الصوفية. ومن جعل هذا نهاية السالكين فقد ضل ضلال تمام جعله نهاية الطريق الى الله ان يصل الى هذه الحالة فقد ضل ضلالا مبينا. ومن جعله من لوازم السير الى الله فقد الاخطاء يعني من جعله مرتبة في مراتب السير الى الله فقد اخطأ اكمل. وحقيقته ان من العوارض التي تعرض لبعض السالكين بقوة الوارد على قلوبهم وضعفها عن مقاومته. وعن الجمع بين شهود العبادة والمعبود ونحو ذلك القسم الثالث فناء الحادي كفري. وهو الفناء عن وجود السوى. اي عن وجود ما سوى الله عز وجل. بحيث يرى ان الخالق ان الخالق عين المخلوق وان الموجود عين الموجد وليس ثم رب ومربوب وخالق ومخلوق وعابد ومعبود وامر ومأمور بل الكل شيء واحد وعين واحدة. وهذا فناء اهل الالحاد القائلين بوحدة الوجود. كابن عربي والتلمساني وابني والتلمساني. والتلمساني وابن والقونوي ونحوهم وهؤلاء اكثر من من النصارى من وجهين. احدهما ان هؤلاء جعلوا الرب الخالق عين المربوب المخلوق. واولئك النصارى جعلوا اوروبا متحدا بعبده الذي اصطفاه بعد ان كان بعد ان كانا غير متحدين الثاني ان هؤلاء جعلوا اتحاد الرب ساريا في كل شيء في الكلاب والخنازير والاقزار والاوساخ. واولئك النصارى خصوه بمن كالمسيح وتصوروا هذا القول كاف في رده اذ مقتضاه ان الرب والعبد شيء واحد كما يقولون العبد رب والرب عبد لعمري لا ادري من المكلف ان قلت عبد فذاك رب وان قلت رب فانى يكلف وكما قال قائلهم ما الكلب والخنزير الا الى هنا عياذا بالله. وما الله الا راهب في كنيسة الكلب والخنزير الا الى هنا وما الله الا راهب في كنيسة. وكما قال قائلهم انا من اهوى ومن اهوى انا يريد الله كلانا روح حللنا بدنا. فاذا ابصرته ابصرتني واذا ابصرتني عياذا بالله. وتصوروا هذا القول كاف في رده. اذ مقتضاه ان الرب والعبد شيء واحد. والاكل والمأكول شيء واحد والناكح والمنكوح شيء واحد. والخصم والقاضي شيء واحد. والمشهود له والمشهود له وعليه والشاهد شيء واحد وهذا غاية ما يكون من السفه والضلال. قال الشيخ رحمه الله ويذكر عن بعضهم انه كان يأتي انه ويدعي ويدعي انه الله انه الله رب رب العالمين. انه الله انه الله رب العالمين. فقبح الله طائفا طائفة يكون الهها الذي تعبده هو موطوؤها الذي تفترشه وقال ابن القيم رحمه الله تعالى في النونية عن هذه الطائفة فالقوم فالقوم ما صانوه عن انس ولا جن ولا شجر ولا حيوان لكنه المطعوم والملبوس والمشموم والمسموع بالاذان. وكذاك قالوا انه المنكوح والمذبوح بل عين الغوي الى ان قال هذا هو المعبود عندهم فقل سبحانك اللهم ذا سبحان يا امة معبودها موطوؤها ان الاله وثغرة الطعان. يا امة قد صار من كفرانها جزءا يسيرا جملة الكفران فصل ولا يتم ولا يتم الاسلام الا بالبراءة مما سواه. كما قال الله تعالى عن ابراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم. واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون. الا الذي فطرني فانه سيهدين. وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون. وبين وبين ان لنا في فيه اسوة ان لنا فيه اسوة حسنة. فقال تعالى قد كان لكم اسوة حسنة سنة في ابراهيم والذين معه. اذ قال اذ قالوا لقومهم انا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله. كفرنا بكم وبدا بيننا العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء اتلقون اليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض. ومن يتولهم منكم فانه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين. فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى ان تصيبنا دائرة فعسى الله ان يأتي بالفتح او امر من عنده فيصبحوا على ما اسروا في انفسهم نادمين وقال تعالى لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون. والبراءة نوعان الاول براءة براءة من عمل. الثاني براءة من عامل. فاما البراءة من العمل فتجب فتجب من كل عمل محرم سواء كان كفرا ام دوني فيبرأ كفرا او ام دونه فيبرأ المؤمن من الشرك والزنا وشرب الخمر ونحو ذلك بحيث لا يرضاه ولا يقره ولا يعمل به لان الرضا بذلك او لان الرضا بذلك او اقراره او العمل به مضادة لله تعالى ورضا بما لا يرضاه. واما البراءة من العامل فان كان عمله كفرا وجبت البراءة منه بكل حال. من كل وجه لما سبق من الايات الكريمة ولانه لم يتصف بما يقتضي ولا بما يقتضي ولاءه. وان كان يقتضي ولاءه بما يقتضي ولاءه وان كان عمله دون الكفر وجبت البراءة منه من وجه دون دون وجه. فيوالي فيوالي بما معه من الايمان والعمل الصالح. ويتبرأ منه بما معه من المعاصي. لان لان الفسوق لا ينافي اصل الايمان. فقد يكون في الانسان خصال خصال فسوق وخصال طاعة وخصال ايمان وخصال كفر. كما قال الله تعالى وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله. فان فائت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب انما المؤمن المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم فجعل الله تعالى الطائفتين المقتتلتين اخوة للطائفة المصلحة ووصفهم بالايمان مع ان قتال المؤمن لاخيه من خصال الكفر. لقول النبي صلى الله عليه وسلم سباب من فسوق وقتاله كفر ولم تكن هذه الخصلة الكفرية منافية لاصل الايمان ولا ولا رافعة للاخوة الايمانية ولا ريب ان الاخوة الايمانية مقتضية للمحبة والولاية ويقوي مقتضاها ويقوى مقتضاها بحسب قوة الايمان والاستقامة وهذا الاصل اعني انه قد يجتمع في الانسان خصلة ايمان وخصلة كفر هو ما دل عليه الكتاب والسنة. وكان عليه السلف والائمة تكون المحبة والولاية تابعة وتكون المحبة والولاية تابعة لما لما معه من خصال الايمان والكراهة والكراهة والعداوة تابعة لما عنده من خصال الكفر وصف المؤمن مأمور بفعل المأمور وترك المحظور. والصبر على المقدور. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون. وقال انه من يتق الله ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين. وقال عن لقمان يا بني اقم الصلاة وامر بالمعروف وانهى عن المنكر. واصبر على ما اصابك ان ذلك من عزم الامور. وقال وبشر الصابرين. ومأمور في جانب بالاخلاص والاستغفار. قال الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات. وقال الا اعبدوا الا الله انني لكم منه نذير وبشير. وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه. وقال تعالى قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي ان الاهكم اله واحد فاستقيموا اليه واستغفروه. وقال النبي صلى الله عليه وسلم يا ايها الناس توبوا الى ربكم فاني اتوب اليه في اليوم في اليوم مائة مرة. وقال انه ليغان على قلبي واني لاستغفر الله في اليوم مائة مرة. اخرجهما مسلم وروى البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول والله اني لاستغفر الله واتوب اليه في اكثر من سبعين مرة والجامع لهذا انه لابد في الامر من في الامر من اصلين. ولا بد في في القدر من اصلين في القدر. في القدر من اصلين ايضا اما الاصلان في الامر اما الاصلان في الامر فهما اصل قبل اصل قبل العمل او مقارن له وهو الاجتهاد في الامتثال علما وعملا فيجتهد في العلم بالله تعالى واسمائه وصفاته واحكامه. ثم يعمل بما يقتضيه ذلك العلم من تصديق الاخبار والعمل بالاحكام فعلا للمأمور وتركا للمحظور والثاني اصل بعد العمل وهو الاستغفار والتوبة من التفريط في المأمور او التعدي في المحظور. ولهذا كان من المشروع ختم الاعمال بالاستغفار كما قال الله تعالى والمستغفرين بالاسحار. فقاموا الليل وختموه بالاستغفار. وكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا. واخر سورة نزلت عليه سورة النصر. اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا. فكان بعد نزولها يكثر ان يقول فيه يكثر ان يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي. وكان نزولها ايذانا بقرب اجله صلى الله عليه وسلم. كما قال ابن عباس رضي الله عنهما في مجلس امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمحضر بمحضر بمحضر من بمحضر من الصحابة فاقره عمر رضي الله عنه وقال ما اعلم منها الا ما تقول. وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول قبل ان يموت سبحانك وبحمدك استغفرك واتوب اليك فجعل الاستغفار والتوبة خاتمة خاتمة العمر كما جعلتا خاتمة العمل. واما الاصلان واما الاصلان في القدر فهما اصل قبل اصل قبل المقدور عليه. قبل المقدور وهو وهو الاستعانة بالله عز وجل والاستعانة به ودعاؤه رغبة ورهبة فيكون معتمدا على ربه ملتجأ اليه في حصول المطلوب المكروه الثاني بعد المقدور وهو الصبر على المقدور حيث يفوت مطلوبه او يقع مكروهه فيوطن نفسه عليه فيوطن فيوطن نفسه عليه. يا اخوي لما قررنا لما ذكرنا قول المؤلف في اول كتاب قال والاصل الثاني الذي هو الامر او عفوا الذي هو الشرع والقدر قال واما الشرع والقدر فهو من باب من باب الطلب الدائري بين الامر والنهي من قبل المتكلم المقابل بالطاعة او المعصية من قبل المخاطب. هكذا قال قلنا وقتها ان القدر جعله من باب الطلب هذا فيه نظر اليس كذلك وذلك ان القدر يتعلق بصفات الله تبارك وتعالى. فهو من باب الخبر وليس من باب الطلب وذكرنا ان ابن تيمية رحمه الله جعله من باب الطلب اما لانه يريد دراسته من جهة علاقته بالشرع تغلب جانب الشرع وجعل القدر من باب الطلب او قلنا لانه يريد بذلك ما يحتف بالمقدورات من استعانة بالله قبلها وصبر ونفيا للعجب بعدها. واضح فلا يغيبن هذا عن ذكركم. واربطوا الكلام ببعضه انظر هنا واما الاصنام في القدر. الاصل قبل الاستعانة بالله والذي بعده الصبر. وكلاهما من فعل المكلف وهذا من وجوه ادخال ابن تيمية القدر في باب الطلب والا فان القدر داخله في باب الفقر. اكمل والثاني بعد المقدور وهو الصبر على المقدور حيث يفوت مطلوبه او يقع مكروه مكروهه فيوطن نفسه عليه بحيث يعلم بحيث يعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه. وما اخطأه لم يكن ليصيبه. وان الحال لا يمكن ان تتغير عما قدره الله تعالى. فيرضى بذلك ويسلم وينشرح صدره ويذهب عنه ان الندم والحزن ويذهب عنه الندم والحزن. كما قال الله تعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. ومن يؤمن بالله يهدي قلبه. والله والله بكل شيء شيء عليم. قال ابن عباس رضي الله عنهما يهدي قلبه لليقين في علم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه. وما اخطأه لم يكن ليصيبه وقال علقمة في الاية هو الرجل تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم فاذا راعى الامر والقدر على الوجه الذي ذكرنا كان عابدا لله تعالى مستعينا به. متوكلا عليه من الذين انعم الله عليهم وقد جمع الله بين هذين الاصلين في اكثر من موضع كقوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين وقوله فاعبده وتوكل عليه قوله وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب فصل والناس في هذا المقام مقام الشرع والقدر اربعة اقسام. الاول من حققوا هذه الاصول هذه الاصول الاربعة اصلي الشرع واصلي القدر وهم المؤمنون المتقون الذين كان عندهم من عبادة الله تعالى الشرع هما ان يجتهد في امتثال الامر ثم بعد ذلك يستغفر عن التقصير بعد الامتثال. واسطائي القدر ان يسأل الله الاعانة والتوفيق قبل وقوع المقدور وان يصبر على المقدور ان كان شراء وينفي العجب عن نفسه ان كان خيرا وهم من الناس من يحقق هذين الاصلين القدر والشرع. وهؤلاء اعلى ما يكونون في مراتب المؤمنين. ومنهم من يحقق الشرع دون القدر. وهؤلاء فتراهم يمتثلون الاوامر لكن توكلهم ضعيف. فهؤلاء دون المرتبة الاولى ومن الناس من يحقق القدر فتراه متوكلا على الله تعالى مفوضا الامر اليه لكن لا يحقق اصل الشرع. فهذا يثيبه الله تعالى الثواب الدنيوي ويحرمه من ثواب الاخرة التي لم يعمل لها عملها. وحرمانه يكون بحسب تقصيره. فان لم يكن محصلا في شيء من امور الشرع بالكلية وكان كافرا فيعطيه الله من الدنيا على قدر توكله وتعلق قلبه بالله ويحرمه من الاخرة بالكلية. وان كان قد اتى باصل الشرع مع تمام التوكل فيدخل الجنة على نحو ما يدخلها اهل الكبائر والعصاة. واضح؟ القسم الرابع من لم يحقق لا القدر ولا الشرع وهؤلاء شر الاقسام. اقرأ الاول من حققوا هذه الاصول الاربعة اصلي الشرع واصلي القدر وهم المؤمنون المتقون الذين كان عندهم من عبادة الله تعالى والاستعانة به ما تصلح به احوالهم فكانوا لله وبالله وفي الله. وهؤلاء اهل القسم. كما قال ابن القيم فلواحد واحدا في واحد اعني سبيل الحق والايمان فلواحد يعني لله في قصدك وتوجهك كن واحدا لا تلتفت الى غيره في واحد يعني في سبيل واحد هو سبيل الرسل. فاحرص على الاتباع تمام فلواحد لله كن واحدا في توجهك وقصدك في واحد وهو طريق الحق الاتباع اعني سبيل الحق والايمان قال هنا فكانوا لله. يعني لله مخلصين وبالله يعني يعني مستعينين وفي الله يعني في طريق الله تبارك وتعالى سائرين. متبعين للرسل اكمل وهؤلاء اهل القسط واهل القسط والعدل. الذين شهدوا مقام الربوبية والالوهية. وهم اعلى الاقسام. فان هذا مقام الذي انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين الثاني من فاتهم التحقيق في اصلي القدر. فكان عندهم من عبادة الله تعالى والاستقامة في شرعه ما عندهم. لكن ليس عندهم قوة في الاستعانة بالله والصبر على احكامه الكونية والشرعية. فيصيبه ويصيبهم عند العمل من العجز والكسب ما يمنعهم من العمل او اكماله. ويلحقهم بعد العمل من العجب والفخر ما قد يكون سببا لحبوط وخذلانهم. وهؤلاء اضعف ممن سبقهم وادنى مقاما واقل عدل واقل عدلا. لانهم لان لان جهودهم بان شهودهم مقام مقام الالهية غالب على شهود مقام الربوبية. شهود المقام الالهية على العبادة نقص شهود لمقام الربوبية بضعف توكلهم وقلة صبرهم اكمل الثالث من فاتهم التحقيق في اصلي الشرع. فكانوا ضعفاء. في اصلي الشرع لكن اتوا باصلين القدر طيب فكانوا ضعفاء في الاستقامة على امر الله تعالى ومتابعة شرعه. لكن عندهم قوة في الاستعانة بالله والتوكل عليه. ولكن ولكن قد يكون ذلك في امور لا يحبها الله. لا يحبها الله تعالى ولا يرضاها. فيعان ويمكن ويمكن له بقدر بقدر حاله. ويحصل انه من المكاشفات والتأثيرات ما لا يحصل للقسم الذي قبله. لكن لكن ما يحصل له من هذه الامور يكون من نصيب العاجلة الدنيا اما عاقبته فعاقبة سيئة لانه ليس من المتقين وانما العاقبة للمتقين. قال الله تعالى فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. فلما نجاهم انظر نجاهم مع انهم ومع انه يعلم انهم سيشركون لكن لما اه توكلوا عليه واستعانوا به حققوا وصف القدر اعطاهم ثوابا على ذلك في الدنيا ويعاقبهم في الاخرة فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون. ليكفروا بما اتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون فالله تعالى يعلم ان هؤلاء سيشركون بعد ان ينجيهم. ولكن ولكن لما كانوا في البحر كانوا مخلصين في دعائهم في دعائهم الله تعالى ان ينجيهم. صادقين في تفويض الامر اليه. حصل اليه حصل مرادهم ولما لم يكن لهم ولما لم يكن لهم عبادة لم يستقم امرهم وكان عاقبة امرهم خسرا. فالفرق بين هؤلاء وبين القسم الذين قبلهم ان الذين قبلهم هم كانوا لهم دين ضعيف بضعف استعانتهم بالله وتوكلهم عليه. بضعف استعانتهم بالله وتوكلهم عليه. لكن لكنه مستمر باق ان لم ان لم يفسده صاحبه بالعجز والجزع. وهؤلاء لهم حال لهم حال قوة لكن لا يبقى لهم الا ما وافقوا فيه الامر اتبعوا فيه السنة القسم الرابع من فاتهم تحقيق اصلي الشرع واصلي القدر. فليس عندهم عبادة لله تعالى ولا استعانة به ولا ولا استعانة به ولا لجوء اليه عند الشدة فهم مستكبرون عن عبادة الله مستغنون بانفسهم عن خالقهم. وربما لجئوا في في الشدائد وادراك مطالبهم الى فاطاعوها فيما تريد واعانت واعانتهم فيما يريدون. فيظن الظان ان هذا من باب الكرامات وهو من باب الاهانات ان لان عاقبتهم الذل والهوان وهذا القسم شر الاقسام طيب فصل في المفاضلة. يعني تفضيل بعض على بعض. والمقارنة بين ارباب البداية. الان المؤلف في ختام التدميرية سيذكر لك مقارنة بين المبتدعة المبتدعة بعضهم شر من بعد وبعضهم يكون شرا من بعض في باب وخير في باب الطائفة التي تكون خيرا من طائفة في باب لا يلزم منه ان تكون خيرا منها مطلقا تمام والطائفة التي تكون شرا من طائفة في باب لا يلزم من ان تكون شرا منها مطلقا ابن تيمية رحمه الله يقول لم يكن احد شرا على المسلمين من الخوارج لا اليهود ولا النصارى اذا هم شر من خصلة وهي ايذاء اهل الاسلام. والتنكيل بهم لكن هل هم شر من جميع الوجوه من اليهود والنصارى؟ لا ليسوا بل اليهود والنصارى شر منهم من اكثر الوجوه تمام طيب ما الفائدة من المفاصلة من عفوا المفاضلة والتفريط والموازنة بين اهل البدع يوجد فوائد كثيرة اول فائدة يا اخوان ان من انفس العلم كما تقدم معرفة الفروق الدقيقة معرفة الفروق من انفس العلم ان تميز بين هذا القول والقول الاخر ان تميز بين هذا المذهب والمذهب الاخر وتعرف ما جاء به من حق وما جاء به من باطل. فهذا انفس العلم واجوده الامر الثاني هذا الامر من انصاف اهل السنة وعدلهم واهل السنة ارحم الناس بالناس. وهم اعدل الناس فهم يلتزمون قول الله تعالى واذا قلتم فاعدلوا حتى مع من؟ حتى مع المخالفين يقول ابن القيم رحمه الله وتحلى بالانصاف يقول فتعرى من ثوبين من يلبسهما يلقى يلقى الردى بمذلة وهوان. وتعرى من ثوبين من يلبسهما يلقى الردى مذلة وهواني ثوب من الجهل المركب فوقه ثوب التعصب بئست الثوبان. وتحلى بالانصاف اعظم حلة زينت بها الاعطاف والكتفان اهل السنة اهل عدل وانصاف في القول والعمل والحكم حتى على المخالفين. من فوائد المفاضلة بين اهل البدع ترتيب المصالح والمفاسد النوازل وغيرها فاذا كنت تعرف ان الخوارج شر من الصوفية الخوارج شر من الصوفية لانهم يفسدون دين الناس واديانهم ولانهم يسفكون الدم الحرام. لكن الصوفية ما عرفوا بسفك دم وغاية ما يكون امرهم ان يحذروا ويتكلموا من اهل الحق واهل السنة. وخيرت في موطن بين هؤلاء وهؤلاء فتعرف من تقدم ومن تؤخر تمام طيب كذلك يوجد فائدة رابعة والفوائد لهذا كثيرة لا يمكن ان يحسن الانسان الرد على اهل البدع الا وهو يفرق بين اقوالهم ويضبط ذلك فهذا ايضا من فوائد هذا الباب. قال فصل في المفاضلة والمقارنة بين ارباب البدع نظار المتكلمين يعني المنظرون منهم الذين يدعون التحقيق وينتسبون الى السنة يرون التوحيد عبارة عن تحقيق توحيد الربوبية. واضح قال وطوائف من اهل التصوف الذين ينتسبون الى التحقيق والمعرفة غاية التوحيد عندهم شهود توحيد الربوبية انظر هنا تماثلوا في هذه الخصلة اه قلنا انه اخص انواع التوحيد عند المتكلمين ان الله واحد في افعاله واعلى المراتب عند المتصوفة. المتصوفة الذين هم ليسوا باتحادية اعلى المراتب عندهم الفناء عن شهود السواه. يعني ان تستحضر ربوبية الله وتدبيره في كونه فتغير في ذلك وتفنى عن الخلق وتدبيرهم. فتشابهوا من هذه الخصلة قال ومعلوم ان هذا هو ما اقر به المشركون. وان الرجل لا يكون به مسلما فضلا عن ان يكون وليا من اولياء الله او من سادات الله تعالى. وطائفة اخرى تقرر هذا التوحيد مع نفي الصفات. فيقعون في التقصير والتعطيل. يعني في التقصير في فهم التوحيد والتعطيل في الصفات وهذا شر من حال كثير من المشركين والجهم بن صفوان امام الجهمية نفات الصفات يغلو في القضاء والقدر ويقول بالجبر هذا معروف يقول الانسان في قضاء الله كالريشة في مهب الريح. قال فيوافق المشركين في قولهم لو شاء الله ما اشركنا لا اباؤنا ولا حرمنا من شيء. لكنه يثبت الامر والنهي فيفارق المشركين الا انه يقول بالارجاء فيضعف الامر والنهي اليس كذلك؟ المرجئة حاصل مذهبهم. مذهبهم من التأخير من الارجاء بمعنى التأخير او من الرجاء. يغلبوننا خصوص الوعد والرجاء فيهونونون من شأن المعاصي ويدعي غلاتهم ان المعاصي لا تضر الايمان وان الايمان افسق الناس كايمان جبريل وميكائيل. الا انه يقول بالارجاء فيضعف الامر والنهي فيضعف الامر والنهي العقاب عنده. لان فاعل الكبيرة عنده مؤمن كامل الايمان غير مستحق للعقاب. اذا لو جئت تقارن بين الجهم بن صفوان وبين المشركين. من جهة هذا يحتج بالقدر فيجعل انسان مجبرا وهذا المشرك يعارض الشرع بالقدر. تمام لكن صفوان لا يعطل الامر والنهي لا يكفر بالشرائع. يقول لا تصلي ولا تصوم. اما المشركون ويعطلون الشرائع لكن الجهم بن صفوان من عدم تعطيله الشريعة لقوله بالارجاء وقوله ان الايمان هو المعرفة فانه يضعف من اثر الامر والنهي اي الشريعة في قلوب الناس. واضح؟ طيب والنجارية اتباع الحسين ابن محمد النجار والضرارية اتباع ضرار ابن عمرو وحفص الفرد يقربون من جهم في مسائل القدر يعني يقولون بالجبر في مسائل القدر والايمان يعني يقولون بالارجاء مع مفارقتهم له ايضا في نفي الصفات. مع مقاربتهم عفوا له ايضا في نفي الصفات. والكلابية اتباع الله ابن سعيد ابن كلاب والاشعرية المنتسبون لابي الحسن الاشعري خير من هؤلاء في باب الصفات لانهم يثبتون سبع صفات ويثبتون الاسماء واولئك لا يثبتون لا اسماء ولا صفات فانهم يثبتون لله الصفات العقلية. العقلية يعني السبعة التي دل عليها العقل. وائمتهم يثبتون الصفات الخبرية في الجملة يعني الاشاعرة الاوائل يثبتون اليد والوجه ونحو ذلك. واما في القدر ومسائل الاسماء والاحكام فاقوالهم متقاربة. يعني في القدر كلاهما الجهة الكلابية والاشعرية والجهمية كلهم جبرية طيب واصحاب ابن كلاب كالحارث المحاسبي خير من الاشعرية في هذا وهذا. يعني في القدر وفي مسائل الايمان والاسماء والاحكام. تمام يعني الذي لا يعرف يا اخوة انا لن املي عليكم ما اقوله الان في المقارنة. الذي لا يعرف يكتب والكرمانية اتباع محمد بن كرام قولهم في الصفات والقدر والوعد والوعيد اشبه من اكثر طوائف اهل الكلام في اقوالها مخالفة للسنة. يعني محمد بن كرام السجستاني يقول بالتمثيل يثبت صفات لكن يقول بالتمثيل. ويثبت القدر والوعد والوعيد. فهو في هذا اقرب الى اهل السنة من باقي طوائف اهل واما في الايمان فقولهم منكر لم يسبقهم اليه احد. ما هو قولهم؟ الايمان هو قول اللسان فقط قول الكرامية الايمان هو قول اللسان فقط. فانهم جعلوا الايمان قول اللسان فقط وان لم يكن معه تصديق القلب. فالمنافق عندهم مؤمن ولكنه مخلد في النار. قلنا لكم انهم يقولون الايمان قول اللسان فقط. لكن يجعله كثير منهم في الدنيا تمام. اما في الاخرة فعندهم اذا لم ينضم الى قول اللسان اعتقاد القلب يكون كافر. لذلك قال فالمنافق عندهم مؤمن يعني في الدنيا لكنه مخلد في النار. والمعتزلة اتباع واصل بن عطاء الذي اعتزل مجلس الحسن البصري يقاربون قول جهم في الصفات فيقول بنا فيها واضح. واما في القدر والاسماء والاحكام فيخالفونه. ففي القدر يقولون ان العبد مستقل بعمله كامل الارادة فيه يناقضونه تماما. الجهم يقول بالجبر وهؤلاء يقولوا يقولون بنفي مشيئة الله الجهم يقول يبالغ في اثبات مشيئة الله وهؤلاء يبالغون في نفيها. ليس لله في عمله في تقدير ولا خلق ففيهم نوع من الشرك في هذا الباب. كما ذكرنا انه يلزم على قولهم ان الانسان شريك لله لانه يخلق افعال نفسه. وجهم يقول ان العبد مجبر على عمله وليس له ارادة فيه وفي الاسماء والاحكام يقول المعتزلة ان فاعل الكبير خارج عن الايمان غير غير داخل في الكفر. فهو في منزلة بين منزلتين ولكنه مخلد في النار يعني في الاخرة ويقول جاهم انه مؤمن كامل الايمان غير مستحق لدخول النار الاوائل يكفرون بالكبيرة وهذا عنده لا ينقص ايمانه بفعل الكبيرة. والمعتزلة خير من الجهمية فيما خالفوهم فيه. من القدر والاسماء والاحكام. فان اثبات الامر والنهي والوعد والوعيد مع نفي القدر خير من اثبات القدر مع نفي الامر والنهي والوعد والوعيد مفهوم يا اخوة؟ اثبت الوعد والوعيد واثبت الامر والنهي فالناس يعبدون الله لا تتعطل عبادة الله ولا تتعطل الشريعة. وان قلت بنفي القدر وهذا قول المعتزلة. فهم في هذا خير من الجهم الذي يثبت القدر ثم يؤول قوله الى تعطيل الشريعة او اضعافها كما تقدم ولهذا لم يوجد في زمن الصحابة والتابعين من ينفي الامر والنهي والوعد والوعيد. ووجد في زمنهم القدرية والخوارج الحرورية وانما يظهر من البدع اولا ما كان اخف وكلما ضعف من يقوم بنور النبوة قويت البدعة. وكلما كان الرجل الى السلف والائمة اقرب كان قوله اعلى افضل واضح وهذا كلام نفيس والمتصوفة الذين يشهدون الحقيقة الكونية مع اعراضهم عن الامر والنهي شر من القدرية والمعتزلة احويهم لان هؤلاء المتصرفة يشبهون المشركين لو شاء الله ما اشركنا والقدرية يشبهون المجوس قالوا ان للعالم خالقين والمشركون شر من المجوس. واضح واضح يا اخوان طيب اما الصوفية الذين عندهم شيء من تعظيم الامر والنهي مع مشاهدة توحيد الربوبية واقرارهم بالقدر فهم خير من المعتزلات لكنهم معتزلة من وجه اخر حيث جعلوا غاية التوحيد مشاهدة توحيد الربوبية. والفناء فيه فاعتزلوا بذلك جماعة المسلمين وسنتهم. وقد يكون ما وقعوا فيه من البدعة شرا من بدع اولئك المعتزلة. وكل هذه الطوائف عندها من الضلال البدائي بقدر ما فارقت به جماعة المسلمين وسنتهم. ودين الله تعالى ما بعث به رسله. وانزل به كتبه وهو الصراط المستقيم طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه خير الامة التي هي خير الامم. وقد امرنا الله تعالى ان نقول في صلاتنا اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين انعمت عليهم. غير المغضوب عليهم ولا الضالين. فالمغضوب عليهم كاليهود عرفوا الحق فلم والضالون كالنصارى عبدوا الله بغير علم. وكان يقول تعوذوا بالله من فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل. وقال ابن مسعود رضي الله عنه خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده ثم قال هذا سبيل الله مستقيما. وخط عن يمينه وشماله ثم قال هذه السبل ليس منها سبيل الا عليه شيطان يدعو اليه. ثم قرأ وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا سبل فتفرق بكم عن سبيله. وقال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه يا معشر القراء استقيموا وخذوا طريق من قبلكم. فوالله والله لئن اتبعتموهم لقد سبقتم سبقا بعيدا. ولئن اخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا. وعن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات. فان الحي لا تؤمن عليه الفتنة. اولئك اولئك اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ابر هذه الامة قلوبا واعمقها علما واقلها تكلفا. قوم اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه عليه الصلاة والسلام واقامة دينه فاعرفوا لهم حقهم وتمسكوا بهديهم فانهم على الهدى المستقيم. نسأل الله ان يجعلنا منهم والا ايزيغ قلوبنا بعد اذ هدانا والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبيه ورسوله محمد وعلى اله وصحبه اجمعين