وفي لفظ الى شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله بعد ذلك هيأ الله قلوب الخلق لاتباع سيد الخلق صلى الله عليه وسلم فاستجاب له الناس زرافات ووحدانا حتى مكنه الله جل وعلا من العودة الى مكة وفتح مكة المكرمة بعد ان كانوا قد كادوه بما يستطيعون من انواع الكيد كما قال تعالى واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او اشرك كيف كفر واشرك وهل القسم بغير الله شرك اكبر يخرج من دين الاسلام يقول من اقسم بغير الله فهم على ثلاثة انواع النوع الاول من اقسم بغير الله معظما لذلك المقصود به المحلوف به هذا شرك اكبر يخرج من دين الاسلام النوع الثاني القسم بغير الله جل وعلا لكن مع عدم قيام تعظيم المحلوف به في القلب فهذا شرك اصغر ان الله لذو فضل على الناس ولكن اكثرن الناس ولكن اكثر الناس ان الحمد لله نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه نعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه. وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد فيقول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون ويقول سبحانه يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبل الذي خلقكم من نفس واحدة ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا. ويقول جل وعلا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم. ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما اما بعد لما خلق الله عز وجل ادم عليه السلام امره بالتوحيد وافراد الله بالعبادة وجعل التوحيد طريقة المرسلين وبعد ان تطاول على الناس القرون مضت عليهم قرونا عديدة بعد ادم عليه السلام جائتهم الشياطين وجعلتهم يعبدون الاصنام وقد ذكر الله عز وجل من قصة هؤلاء الاقوام ما ذكر في سورة نوح حيث نهوا عن ترك الهتهم واصنامهم يظنون انها تنفع من دون الله وانها تجيب الدعوات وانها تناصر من يريد النصرة وانها ترزق وتتصرف الكون لذلك بعث الله نوح عليه السلام من اجل اعادة الناس الى التوحيد وجعلهم يعبدون الله جل وعلا وحده دون احد سواه ثم بعد ذلك استمرت دعوة نوح في قومه تسعمائة سنة وخمسين عاما فلم يستجيب له الا القليل. ومع ذلك كان هو المنتصر لانه على التوحيد والسنة. على التوحيد بافراد الله جل وعلا بالعبادة كونه لم يؤمن معه الا قليل لا يدل على ان دعوته ليست صادقة فاذا العبرة عندنا وباتباع الحق وافراد الله بالعبادة العبرة عندنا بمدى الاستجابة للنصوص الشرعية كتابا وسنة وليست العبرة بكثرة التابعين. او كثرة من يسير على طريقتك او ينضم اليك وهذه ليس عبرة ولذلك وجدنا ان نوح عليه السلام قال الله عنه وما امن معه الا ها قليل استمرت الامة اهلك الله قوم نوح. ونجى الله نوح ومن معه فاستمرت الامة على التوحيد قرونا متعددة ثم جاءتهم الشياطين مرة اخرى واعادتهم الى الشرك بصرف شيء من العبادات لغير الله عز وجل حتى جاء إبراهيم عليه السلام بعثه الله بعد ان عبد قومه الاصنام وكادوا له بما كادوا وارادوا منه ان يترك طريقته في الدعوة الى افراد العبودية لله عز وجل فلم يستجب لذلك لكن كيدهم لم ينفع حتى وصل بهم الكيد ان اظلموا النار العظيمة. وامروا بالقاء ابراهيم في تلك النار فسلمه الله جل وعلا من شرور اعداء التوحيد لشرور عبدة الاصنام وقال الله للنار كوني بردا وسلاما على ابراهيم ثم بعد ذلك جاءت الشياطين واجتالت الناس وصرفتهم عن عبادة الله لعبادة غيره فاصبحوا يعبدون الاصنام ويتقربون لها من دون الله هذا صنم اللات وهذا صنم العزى وهذا صنم منات الى غير ذلك من انواع الاصنام فبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم يدعو الى التوحيد بافراد الله جل وعلا بالعبادة وعدم صرف شيء من العبادات لغير الله سبحانه وتعالى فاستجاب له في اوائل امره اناس قليل ولم تتوسع الاستجابة له في السنوات الاولى ولم يكن ذلك دليلا على بطلان دعوته. فالعبرة بالحق لا العبرة وليست العبرة بكثرة الاتباع. وقد ورد في الحديث ان النبي يأتي يوم القيامة معه الرجل والرجلان والرهط والرهيض ويأتي النبي ليس معه احد لان الناس ينظرون الى رغباتهم واهوائهم ولا يلتفتون الى تحقيق مراد الله عز وجل ومن هنا من حقق رغباتهم استجابوا له. وانضموا معه. وحينئذ لا ننغر بكثرة الاتباع عند احد من الناس. والعبرة بسير الانسان على مقتضى الكتاب والسنة بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم الى اهل مكة. لم يؤمن معه الا افراد قلائل بثلاثة عشر سنة دعا الناس الى توحيد الله كانت تلك الدعوة هي خلاصة دعوته. بل لم يدعو في العشر السنوات الاولى من نبوته الا الى دعوة التوحيد. ولم تجب عليه الصلاة الا بعد السنة العاشرة وهذا يدلك على اهمية باب التوحيد وانه اول ما يدعى اليه ولذا لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذا الى اليمن قال ليكن اول ما تدعوهم اليه الى ان يوحدوا الله ويبرز حق الله عز وجل وخصوصا فيما يتعلق بالتوحيد ومن فظل الله عز وجل انه ما من زمان الا ويوجد فيه دعاة للتوحيد فان النبي صلى الله عليه وسلم قال يعني يسجنوك او يقتلوك او يخرجوك يطردونك من البلد فسلمه الله جل وعلا من شرورهم وقال ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين المكر والتدبير الخفي وهم دبروا تدابير خفية للقضاء على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى دعوته فسلمه الله منهم وبقيت دعوته في الامة الى قيام الساعة وهكذا كل من دعا الى توحيد الله وافراده بالعبادة فان الله جل وعلا سيؤيده وينصره ويجعل العاقبة له بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ارتدت بعض قبائل العرب وعادوا الى اصنامهم فوقف ابو بكر الصديق ذلك الموقف العظيم الذي حفظ الله به دين الاسلام رجل واحد حفظ الله بهذا الدين نعم الم ترتد العرب حتى لم يبقى الا نزاع من القبائل الم تتآمروا الروم على غزو قاعدة الاسلام الم يتفرق الصحابة كان وقتا عصيبا وموقفا ليس بالسهل فجمع الله عز وجل بابي بكر الصديق كلمة الناس في المدينة ثم ارسل جيش اسامة الى الروم تعاد بعض العرب الى دين الله ثم ارسل جيوش المرتدين جيوش الجيوش لمحاربة المرتدين فسلم الله جل وعلا واعاد الامة الى التمسك بدينها ثم تطاول على الناس الزمان فجاءت الشياطين الى ابناء ادم الى امة محمد صلى الله عليه وسلم. فما زالت بهم في تعظيم بعض الاشخاص وبعض المظاهر والمخلوقات حتى اتخذوها اندادا من دون الله ورفعوها عن درجته الحقيقية وجعلوها تظاهر خلق الله جل وعلا ووجد في العالم الاسلامي مظاهر صرف العبادة لغير الله وهو نوع من انواع وهو من الشرك الاكبر المخرج عن دين الاسلام حتى اصبح الواحد منهم يذهبوا الى بعض الاشجار والاحجار يطلب منها ان تنقذه من المهالك وان تدر عليه الارزاق وان تجلب له ما ينتفع به في الدنيا والاخرة حتى حكيت في ذلك حكايات غريبة لا زلنا نجد حكايات تماثلها في بعض البلدان الاسلامية يذهبون الى القبور يسجدون لها من دون الله يأتون بالنذور فيقربونها عند القبور فهيأ الله جل وعلا الامام الشيخ العلامة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ليدعوا الى التوحيد والى اعادة الناس الى افراد الله بالعبادة وعدم صرف شيء من العبادات لغير الله جل وعلا فقوبل اول ما قوبل بالعداء والتآمر حتى هيأ الله من يناصره من اصحاب الولاية فما فتئوا الا ان رامتهم العرب عن قوس واحدة وقاتلهم الجميع فسلم الله جل وعلا هذه الدعوة المباركة لهذا الامام من هذا المكر وانقلبت الدائرة عليهم ولا نزال نجد لدعاة الحق والعقيدة الصافية من يصد الناس عنهم ويحاول ان يتكلم في اعراضهم اما بحسن نية او بسوءها يأتي الشيطان فيسول لابن ادم شيئا من هذه المقالات التي فيها طعن في دعاة التوحيد فيستجاب لهذه المقالات ولا يتورع الانسان من تصديقها ومن هنا فان من المناسب ان نتدارس التوحيد والعبد لا يأمن على نفسه من ان يكون من اهل الشرك لعلنا نقف على هذا ونذكر نماذج من هذا في درسينا القادم اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة وان يجعلنا واياكم الهداة المهتدين هذا الله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اما بعد هناك من يحاول ان يقلل من قيمة دعوة التوحيد ويقول لماذا تجعلونها مقدمة واذا كان عند الناس عقيدة صافية فكيف تخشون عليهم من مخالفة عقيدة التوحيد التي هي اصل دين الاسلام وهذا التشكيك ليس وليد الساعة بل هو من عصور متعددة واظرب لذلك امثلة في الزمان الاول لما قرر اهل السنة والجماعة ان اول واجب على المكلف هو شهادة التوحيد لا اله الا الله محمد رسول الله بان نتكلم بها وان نعتقدها وان نجزم بها وان نقوم بلوازمها حاول بعض اصحاب الفرق ان يشكك في هذا وان يقول بان اول واجب هو النظر في الكون للاستدلال على وجود الله وهذه المقالة مقالة فاسدة لان الاقرار بوجود الله من الامور الفطرية واذا وجدت انتكاسات فهي قليلة نادرة ثم ان الاقرار بربوبية الله عز وجل اتدري ما حق الله على العباد؟ حق الله على العباد ان يعبدوه لا يشركوا به شيئا وحب العباد على الله انهم فعلوا ذلك ليدخلهم الجنة من الذي يتحدث في حقوق الله؟ يحتاج الى من يتحدث في هذا الجانب وهو امر زائد عن الاقرار بوجوده لا ينفع العبد ولا ينجيه من نار جهنم كما قال سبحانه ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله فانى يؤفكون وهم يقرون لان الله هو الخالق وان الله هو الرزاق. وانه هو المتصرف في الكون ومع ذلك لم يكن هذا الاقرار منجيا لهم من دخول نار جهنم ولم يكن من اسباب دخولهم بالجنات ولذا فليس من شأن العقلاء ان يقدموا شيئا على افراد الله بالعبادة ويدلك على هذا ان الله عز وجل قد ذكر ان خلق الخلق انما هو لاقامة توحيد الالهة الالهية ولذا قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فاذا كان هذا هو الهدف الاعلى من خلق ابن ادم وهذا هو الذي من اجله خلقت يا ايها الانسان فكيف تشتغل بغيره عنه ويدلك على ذلك ان الله عز وجل انما ارسل الرسل من اجل توحيد الله بالعبادة وقال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ولما ذكر اهل الكتاب قال الله عز وجل وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حلفاء والنصوص في هذا الباب كثيرة والادلة الدالة على ان اول واجب هو افراد الله بالعبادة كثيرة متعددة بل وجد من الطوائف من يقول بان اول واجب على المكلف هو الشك فكيف ينهى ابن ادم عن الشك بالنصوص الشرعية ويؤمر باجتنابه ثم يقال بان الشك هو من الواجبات بل الواجب هو تحصيل اليقين من اول اية في كتاب الله وهي تطالب الناس بتحصيل الجزم واليقين ولذا قال تعالى في اوائل سورة البقرة الف لام ميم ذلك الكتاب ايش؟ لا ريب فيه لا شك بعض الناس يقول عندنا يقين وعندنا توحيد فلماذا تطالبوننا بمدارسة التوحيد بين فينة واخرى ونقول هذا من تسويد ابليس الامن من مكر الله كم من انسان افتتن فصرف العبودية لغير الله وكم من انسان اجتالته الشياطين فجعلته يشرك بالله في لفظه او في عمله واذا كان ابراهيم عليه السلام ابو الانبياء يخشى على نفسه وعلى ذريته من الشرك ولذا دعا فقال واجنبني وبني ان نعبد الاصنام فكيف لا نخشى على انفسنا من مثل ذلك والنبي صلى الله عليه وسلم قد خشي ذلك على اصحابه فقال ان اخوف ما اخاف عليكم الشرق الاوسط لما طلب ابو بكر الصديق افضل الامة من النبي صلى الله عليه وسلم دعاء يدعو به في صلاته قال قل اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم واستغفرك لما لا اعلم واذا كان الله عز وجل قد حذر نبيه فقال لان اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين وهو صلى الله عليه وسلم عنده من العلم واليقين ما ليس عند احد من افراد الامة كما قال صلى الله عليه وسلم انا اعلمكم بالله فكيف يقال لان غيره يؤمن معه هذا الجانب والنبي صلى الله عليه وسلم كان مستمرا على الدعوة الى التوحيد حتى اخر رمد من حياته ولذا قبل وفاته بايام نهاية اتخاذ القبور مساجد قالا لعنة الله على الذين اتخذوا قبور انبيائهم مساجد في فراش مرظه صلى الله عليه وسلم فاذا كان الامر كذلك فكيف نأمن على انفسنا في جانب التوحيد قد يقول قائلهم باننا نجد في عصرنا الحاضر ان العقول قد ارتقت وان الناس اصبح عندهم تفكير واذا كان الانسان يشارك في امور التقنية والامور الدقيقة العظيمة بعقل قوي فكيف يقال بانه يخشى عليه من الضلال في باب التوحيد فنقول سبحان الله الا ترى من حولك يشتغلون بامهل الامور وادقها. ومع ذلك لا تجد عندهم التوحيد نضرب لذلك مثلا بعض اصحاب التدقيق في انواع الامور الحادثة والتقنيات الجديدة يشتغل الشغل العظيم ينتج المخترعات الباهرة وفي اخر يومه يعود الى صنم بمقدار كفة فيسجد له قد اشتراه قبل ايام من السوق بماله اين عقله ليصرفه عن الشرك وعن العبودية لهذا الصنم وهكذا نجد في عصرنا الحاضر ان الناس اصبحوا يعظمون اشياء ويقدسونها حتى ممن ينتسب الى دين الاسلام فنجدهم يعظمون ارادة الانسان ورغبات البشر واه واه واه هم بمسميات شتى ارادة الشعب او نحو ذلك ويغفلون عن ارادة الله جل وعلا ويعظمون حقوق الانسان ويغفلون عن حق الرب جل وعلا اين جمعيات حقوق الله ومن هنا نحن نحتاج الى بيان حق الله على العباد كما ورد في حديث معاذ ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له لا يزال طائفة من امتي على الحق منصورين لا يضرهم من خذلهم الى قيام الساعة فلابد ان يوجد في الامة في كل زمان دعاة للحق دعاة الى التوحيد ينصرهم الله عز وجل ويؤيدهم مهما كادهم من يريد الكيد والشر والسوء بهم ولذا قال الله جل وعلا يريدون ان يسيئوا نور الله بافواههم. ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون. هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق. ليظهره على الدين كله. ولو كره المشركون. ما الهدى العلم الصحيح العلم الصحيح. متى يكون علما صحيحا؟ اذا كان مأخوذا من محمد صلى الله عليه وسلم واما دين الحق فالمراد به الطاعة الصحيحة لله بحيث لا يصرف شيء من الطاعات لغير الله عز وجل. لان الطاعات التي يراد بها غير لله هي طاعات شركية مردودة على اصحابها غير مقبولة عند الله جل وعلا ولذلك علينا ان نتعلم التوحيد وان نتدارسه لماذا؟ اولا اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم. وثانيا لانه اساس النجاة ومبدأ هذا الدين وثالثا ان شهادة التوحيد هي التي تحصل ان شهادة التوحيد هي التي نحصل بها على رضا رب العزة والجلال ورابعا ان الضلال في هذا الباب قد يكون من اسباب الخلود في نار جهنم والعياذ بالله ولذلك علينا ان نعتني بهذا الباب. اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة. وان يجعلنا واياكم من الهداة المهتدين. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اما بعد فلا بد من الاعتناء بالتوحيد ويدلك على وجوب اعتناء الانسان بالتوحيد ما جعله الله عز وجل من الاسئلة للعبد يوم القيامة وفي البرزخ فانه قد ورد في الاخبار ان الانسان اذا ادخل في قبره جاءه ملكان وسألاه من ربك ما دينك ما نبيك فالمؤمن او الموقن يوفق فيقول ربي الله وديني الاسلام ونبي محمد صلى الله عليه وسلم واما المنافق والمرتاب فانه يقول ها ها لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته هل نجا اصحاب المقالة الثانية؟ لم ينجب ولذلك كون الانسان يردد ما يقوله الاخرون بغير قناعة حتى فحين اذ لا يقبل منه لعظم هذه الاحاديث الواردة في بيان الاسئلة التي ترد على الناس في القبر الف الامام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رسالة الاصول الثلاثة يذكر بها بهذه الاصول الثلاثة التي يسأل التي تسأل عنها يا ايها الانسان في قبرك حتى يكون عندك معرفة بها وبلوازمها واثارها وتعرف ان محمدا رسول الله لكن لا تعرف ما الذي يترتب على هذا وما هي الواجبات التي تجب على العبد بسبب ذلك وبالتالي تقع في مخالفة لهذه الشهادة ومن هنا لابد من تعلم هذه الاصول الثلاثة لنتمكن من اقامة ديننا لان جميع احكام الشريعة مبنية على هذه الاصول الثلاثة. هذا من جهة ومن جهة اخرى نأمل من الضلال في هذا الباب الذي من ظل فيه فقد اصل دينه والامر الاخر ان يكون عندنا من اليقين ما نستطيع به دفع الشبهات فان هناك من يحاول ان يشبه على الناس بهذه الاصول العظيمة واذا كان عند الانسان يقين بهذه الاصول لم يلتفت الى الشكوك والشبهات لماذا؟ لانه درس الاصول الثلاثة وعرف ادلتها النقلية والعقلية ومن ثم فانه لن ينجرف مع دعاة الضلالة والباطل الشيخ الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ولد في القرن هي اوائل القرن الثاني عشر فطلب العلم يتنقل ليطلب العلم الشرعي فعرف ان ما عليه اكثر الناس ضلالات وخزعبلات وان كثيرا منها من الشرك المخرج من دين الاسلام منزلة ذلك دعاؤهم للاشجار والاحجار والقبور والانبياء والصالحين وذبحهم لهم تقربا لهم وهذا هو الشرك الاكبر كما سيأتيه ان شاء الله تعالى فصدع بدعوة الحق والتوحيد وطلب من الناس ان يعودوا الى افراد الله بالعبادة فكاده الناس عن يد واحدة واول من بدأ به اهل بلدته التي دعا الى الله فيها فاخرجوه منها ولم يمكنه من البقاء وخرج الى احد الولاة وطلب منه مناصرته فبدأ بمناصرته وقالوا له ابن معمر لكن كان هناك دول كبرى في ذلك الوقت طلبت منه الا يقوم بمناصرته. وان يطرده بل قد ورد في بعض الروايات انه طلب منه انه طلب منه ان يقتل الشيخ فخرج الشيخ من هذه البلدة الثانية مهاجرا الى الله ورسوله فذهب الى بلدة الدرعية فوجد فيها ووجد الولاة فيها ال سعود وكان من تلاميذ الشيخ من هو من هو ساكن في هذه المدينة؟ فذهب الى تلميذه فتسامع الناس بخبر الشيخ فجاء الوالي من ال سعود لهذه القرية الصغيرة الى الشيخ وعاهده بالمناصرة ووعده الشيخ بوعد الله النصر والتمكين في الدنيا والاخرة فاجتمع وتعاضدا على الدعوة الى توحيد الله وافراد الله بالعبادة كادهم اهل زمانهم واصبحوا يتآمرون عليهم ويحاولون ان يقضوا على دعوة التوحيد في مهدها ولكن الله جل وعلا سلم واقبل الناس زرافات ووحدانا الى الشيخ رحمه الله يسمعون منه دعوة التوحيد ويأخذون منه فاورثهم الله العاقبة الحسنة في الدنيا وفي الاخرة. وتصاوروا مع اهل زمانهم في معارك متعددة لكن العاقبة كانت لهم لما تمسكت هذه الدعوة الدولة بدعوة التوحيد كادتها دول كبرى في ذلك الوقت و ارسلوا اليها الجيوش الجرارة تمكنوا من ايقاف هذه الدعوة في اوقات محصورة لكنها ما تفتأ ان تعود مرة اخرى ما زالت الدولة السعودية الاولى ثم ثم عادت بعد سبع سنوات وزارة الثانية وعادت بعد عشر سنوات ما ذاك الا لتمسكهم بدعوة التوحيد وجعل دعوة التوحيد هي الراية التي يقاتلون تحتها ولا يعني هذا وجود العصمة فيهم الذنوب والمعاصي توجد عندهم كما توجد عند غيرهم ولا يعني هذا انهم معصومون لكن لما ناصروا دعوة التوحيد نصرهم الله جل وعلا على كل الامام رحمه الله حاول ان يتلمس المسائل العقدية المهمة التي يحتاج اليها الناس تألف فيها مؤلفات فكتب كتاب التوحيد هو كتاب عظيم كبير النفع فيه اعادة عدد من قضايا العقيدة الى الكتاب والسنة وليس له فيه كبير عمل انما وضع اسماء الابواب بناء على هذه الاحاديث ثم اورد الايات والاحاديث الواردة في ذلك الباب ليعيد الناس الى الكتاب والسنة ويعرفهم بان الطرائق التي يسيرون عليها مخالفة للكتاب والسنة المقصود الشيخ الف ايضا كتبا متعددة منها هذا الكتاب الذي بين ايدينا سنقوم باذن الله عز وجل بشرحه بيان معانيه اقامة الادلة الدالة على ما ورده الشيخ في هذا الكتاب الاصول الثلاثة ابتدأ المؤلف رحمه الله الكتاب بقوله بسم الله الرحمن الرحيم اي اعتمدوا واتوكل وابتدأ باسم الله معتمدا عليه سبحانه فان من توكل على الله ايده الله ونصره وكفاهما اهمه ولذا قال تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه اي كافيه فلا يحتاج الى احد سواه ثم قال الرحمن الرحيم وما اسماء من اسماء الله لماذا ابتدأ المؤلف بهذه الصيغة بسم الله الرحمن الرحيم؟ اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم. حيث كان عند كتابته للرسائل يكتب باسم الله الرحمن الرحيم ولا يكتب معها الحمد ولذا لما ارسل النبي صلى الله عليه وسلم الى ملوك اهل زمانه كتب بسم الله الرحمن الرحيم وبمحمد رسول الله الى قيصر عظيم الروم الى كسرى عظيم الفرس ونحو ذلك وليس فيها حمد في التذكير بصفة الرحمة لله عز وجل بيانا الله عز وجل ارحم بعباده منهم لانفسهم وان محبة الله لك اعظم من محبتك لنفسك وان رحمة الله بك اكبر من رحمتك بنفسك ومن هنا متى سلمت قيادك لله بالاسلام والاستسلام حينئذ سيتكفل الله بشأنك لكن لابد ان يكون على الطريقة الشرعية اما من ترك بذل الاسباب وقال انا متوكل على الله فهو كاذب. يعني لا يكون التوكل توكلا صحيحا الا متى؟ بذل الانسان الاسباب التي يتمكن بها من تحقيق مراده قال رحمه الله اعلم رحمك الله الشيخ اراد ان يدعو لكم ولجميع المسلمين فقال اعلم رحمك الله. دعا لك بالرحمة والرحمة من اسباب الخير في الدنيا وفي الاخرة ولذا قال الله جل وعلا عن زكريا ذكر رحمة ربك عبده زكريا اذ نادى ربه نداء قضية فرحمه الله فرزقه بالولد رحمه الله فرزقه بالولد قال اعلم اي حصل درجة اليقين والجزم بما سيأتيك فان هذه القضايا قضايا اساسية في الدين وهي اصل هذا الدين ولذلك لا بد من ان تجزم بها ولا يكفي ان تظن بها او ان تكون مترددا فيها بل لابد من الجزم واليقين حتى تكون بذلك موافقا لما دلت عليه النصوص فان النصوص قد دلت على ايجاب العلم والجزم بي اصول هذا الدين كما قال تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك والمؤمنين والمؤمنات قال فاعلم وقال واعلموا ان الله يعلم ما في انفسكم فاحذروه وقال واعلموا ان الله شديد العقاب. وقال واعلموا ان الله بكل شيء عليم فالعلم ادراك جازم لا يأتيه تشكيك ولعلنا ان شاء الله نواصل في لقاء اخر اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة وان يجعلنا واياكم الهداة المهتدين هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اما بعد فلا زلنا في قراءة كتاب الاصول الثلاثة للامام المجدد شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب. قال رحمه الله اعلم رحمك الله انه يجب علينا تعلم اربع مسائل يجب يعني يتحتم علينا ويلزمنا لان الله قد طلبها طلبا جازما ويترتب على ذلك اننا نأثم اذا لم نتعلم هذه المسائل لان تارك الواجب مستحق للعقوبة يجب علينا يعني على كل واحد منا هذه ليست خاصة العلماء او طلبة العلم بل هي عامة لجميع الناس تعلم اربع مسائل يعني يجب علينا ان نعرف هذه المسائل وان نحصل اليقين فيها قال الاولى هي العلم المسألة الاولى لا بد من تحصيل العلم. المراد هنا العلم الشرعي باصول دين الاسلام وليس المراد به العلم بامور الدنيا طال العلم تفاريع الاحكام. وانما الذي يجب علينا ان نتعلمه ان نتعلم العلم قالوا وهما معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الاسلام معرفة الله يعني يجب على كل واحد منا ان ان يعرف الله. وهذا يتضمن ان تعرف وجوده ويتضمن ان تعرف استحقاقه للعبادة وان تعرف اسمائه وصفاته وان تعرف ما تستطيع معرفته من افعاله جل وعلا لماذا قال معرفة ولم يقل؟ العلم نقول المعرفة لا تقتضي الاحاطة من كل جانب بخلاف العلم فانه يرتضي معرفة المعلوم من كل جوانبه ولذا قال تعالى بما لم يحيطوا بعلمه كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه. ما معنى ما لم يحيطوا بعلمه؟ لم يعرفوه من جميع جوانبه ولذا يقال علم الله ولا يقال معرفة الله المعرفة من الله. لماذا؟ لان المعرفة علم بالشيء من بعض جوانبه لا من كلها. الله عز وجل يعلم الاشياء من جميع جوانبها. ومن ثم يقال الله ولا يقال المعرفة من الله واما هنا معرفة الله فالمراد بها معرفة العبد لله عز وجل فان المصادر مرة تضاف الى الفاعل ومرة تضاف الى المفعول فتقول معرفة العبد لربه هذا من اضافة المصدر للفاعل ومرة تقول معرفة الله فهذا من اضافة المصدر الى المفعول به قال معرفة الله قسمنا معرفة الله الى معرفة انفرادا بي الخلق والرزق المسمى بتوحيد الربوبية. ومعرفة الله جل وعلا فيما يتعلق بافعال العباد. وهذا توحيد الالوهية ومعرفة اسمائه وصفاته ودليل ذلك قول الله عز وجل رب السماوات والارض وما بينهما هذا توحيد الربوبية ثم قال فاعبدوه واصطبر لعبادته هذا توحيد ماشي. الو الهية. ثم قال هل تعلم له سم يا هذا توحيد الى الاسماء والصفات قال ومعرفة نبيه فلا بد ان تعرف النبي الذي ارسله اليك من هو وما خصايصه وما هي الواجبات عليك تجاهك صلى الله عليه وسلم واما الامر الثالث فهو معرفة دين الاسلام لابد ان تعرف هذا الدين بالادلة اذا الرتبة الاولى رتبة علمية بحيث يستفيدها الانسان ويضعها في جوفه ما في قلبه او في دماغه. فيعرف هذه الامور معرفة لو قدر ان هناك من لا يعرف الله هل يكون مسلما ها او لم يعرف النبي صلى الله عليه وسلم ما يقال هذا من اتباع النبي صلى الله عليه وسلم المسألة الثانية العمل بناء على ذلك العلم اذا كان عندك معرفة ثم تخالف تلك المعرفة التي لديك فانت مغفل ولا تعدوا ممن استفاد من علمه ومعرفته يعرف تصريح السيارة لكنه لا يشتغل باصلاحها. هذا العلم الذي درس هل يستفاد منه؟ لا قيمة له. حتى يطبقه ويعمل به وقد ورد في النصوص كما ورد في النصوص بوجوب العلم بالله وردت النصوص ايضا بايجاب العمل بايجاب العمل وترتيب دخول الجنة على العمل. قال تعالى تلك الجنة التي ورثتموها بما ايش؟ كنتم تعملون. ما قال بما كنتم تعرفون. او تعلمون حينئذ لابد من عمل هيدخل الانسان الجنة الا بعمل بدلالة هذه الاية ثم قال الثالثة المسألة الثالثة الدعوة اليه جائزنا نصوص كثيرة تحذر من العلم بالشيء ثم عدم العمل به. قال تعالى يا ايها الذين امنوا لم تقولون ما لا؟ تفعلون. كبر مقتا عند الله ان تقولوا الا تفعلون وقال جل وعلا اتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب افلا تعقلون وقال جل وعلا عن شعيب وما اريد ان اخالفكم الى ما انهاكم عنه المسألة الثالثة الدعوة الى الامر السابق معرفة الله والعمل بذلك العمل بناء عليه الدعوة الى الله عمل صالح قد وردت النصوص بالترغيب فيها ولذا قال الله جل وعلا ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من مسلمين ففظل اولئك الدعاة الذين يدعون الى الله جل وعلا وقال جل وعلا قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين وقال تعالى ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسنت ويقول صلى الله عليه وسلم انك يقول النبي صلى الله عليه وسلم من دعا الى هداه فله مثل اجر من عمله وقال لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر نعم ما حمر النعم الابل الجيدة التي لها قيمة عالية المسألة الرابعة الصبر على الاذى فيه الصبر على الاذى فيه كل من دعا الى التوحيد فلا يأمنن على نفسه من ان يصيبه بعض الاذى قلة او كثر ولكن العاقبة الحميدة لاولئك الصابرين في الدنيا وفي الاخرة وقد جاءت النصوص بالترغيب في الصبر والامر به. قال تعالى يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا وقال تعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب. قال ولمن صبر وغفر ان ذلك لا من عزم الامور والناظر في سنة النبي صلى الله عليه وسلم يجد الوقاية العظيمة التي تدلك على صبره صلى الله عليه وسلم وصبر اصحابه فنحن نعبد الله ونوحد الله لا من اجل الدنيا وانما نعبد الله من اجل ان ينيلنا الاخرة فما جاءنا من الدنيا فهو زيادة عن ما كنا نقصده واذا اصابتنا مصائب في الدنيا فحينئذ قد وطدنا انفسنا على اننا نرغب فيما عند الله والدار الاخرة ولذا ذم الله عز وجل من يعبد الله على حرف هذا طرف ومن الناس من يعبد الله على حرف. فان اصابه خير اطمأن به وان اصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخرة. ذلك هو الخسران لماذا خاسر لانه عبد الله من اجل ان ينيله الدنيا وبالتالي اذا لم تأته الدنيا او اصابه بعظ الاذى انصرف عنه دعوة الحق ودعوة التوحيد ثم استدل المؤلف على هذه المسائل الاربع لقول الله جل وعلا والعصر يقسم الله جل وعلا بالزمان الى جميع الزمان انت في العصر الفلاني او ان المراد به اواخر النهار والله جل وعلا يقسم بالاشياء لعظمتها ليلفت الاذهان اليها وليعرفوا مقدار نعمة الله عليهم بها والقسم بغير الله لا يجوز للمؤمنين لقول النبي صلى الله عليه وسلم من حلف بغير الله فقد كفر هزا لشركنا النوع الثالث ما يصدر من اللسان بدون قصد تكون مثلا في بلد قد اعتادوا على الحلف بغير الله فيخرج من لسانه بدون ان يشرب فهذا ليس شركا لا اصغر ولا اكبر لكن يجب على لانه خرج بدون قصد من المتكلم لكن يجب على الانسان ان يبادر الى الرجوع الى الله عز وجل بل ورد في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال ولاة فليكن لا اله الا الله لعلنا نقف على هذا نسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة وان يجعلنا واياكم من الهداة المهتدين هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ثالثا الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اما بعد ابتدانا بسورة العصر قلنا والعصر قسم من الله جل وعلا بالزمان ما عموما او الذي يكون في اواخر النهار وانا لله عز وجل ان يقسم بمن شاء من عباده وان المخلوق لا يجوز له ان يقسم بغير الله وثم قال سبحانه ان الانسان لفي خسر الانسان اي جميع بني ادم وكثير من اهل العلم يقول حتى الجن يدخلون في هذه النهاية الانسان واحد فكيف يكون عاما؟ نقول اللفظ المفرد انسان اذا عرف بال الجنسية العموم ولذا تقول الطالب على الطالب ان يحظر كراساته اي طالب جميع الطلاب هذا من الفاظ العموم ويدلك على ان هذا من الفاظ العموم انه استثنى منه فقال الا الذين والاستثناء من الشيء دليل على انه من الفاظ العموم ان الانسان لفي خسر اي في خسارة اقسم الله جل وعلا ان جميع بني ادم في خسارة ثم استثنى منهم فقال الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر فهذه الصفات الاربع المذكورة لهذه السورة هي المسائل الاربع التي ذكرها المؤلف اول ذلك الا الذين امنوا من مقتضى الايمان ان يكون مشتملا على معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الاسلام والايمان يشمل الاقوال والافعال والاعتقادات فان قال قائل بانه في هذه الاية عطف عملوا الصالحات على الذين امنوا. ومن مقتضاها ان يكون العمل الصالح لا يدخل في الايمان قالوا لان العطف يقتضي المغايرة هذا كلام خاطئ العطف يقتضي عدم المطابقة ولا يقتضي للمغايرة ولذلك يمكن ان يؤتى باللفظ العام ثم يعطف عليه بعض افرادها الخاصة كما في قوله تعالى فيهما فاكهة ايش؟ ونخل ورمان طبعا تعرفون انتم ان الرمان ليس من الفاكهة اليس كذلك اجيب من الفاكهة ومع ذلك عطف الرمان على الفاكهة من اجل تأكيد عالي طيب هل نقول العطف يقتضي المغايرة وبالتالي الرمان ليس من الفاكهة. نقول العطف يقتضي عدم المطابقة. لا يصح ان تقول جاء زيد وزيد ونفسه لكن تقول جاء زيد وثوبه او جاء زيد وقلبه او جاء زيد ورأسه وهكذا هنا الذين امنوا يشمل الاقوال والاعمال والاعتقادات وعملوا الصالحات فعطف عمل الصالحات على الايمان وهو جزء منه وهو جائز بلغة العرب ولذا قال الله عز وجل من كان عدوا من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين جبريل وميكال من الملائكة هؤلاء؟ من الملائكة؟ ومع ذلك عطفوا على الملائكة ويستدل بهذا على انه لا يكون ايمان الا بعمل صالح وانه لا يسلم الانسان من الخسارة الا اذا كان معه عمل صالح. والمراد بالصالحات ما اجتمع على صفتين العمل الصالح هو الذي اشتمل على صفتين. الصفة الاولى الاخلاص بحيث تعمله لله وحده لينهي لك اجر الاخرة اما اذا كنت تريد به غير وجه الله فهذا لا ينجيك من الخسارة قال وتواصوا بالحق التواصي التذكير من الناس بعضهم لبعض وبالحق اي بالدين الصحيح وبالقول الصواب وتواصوا. قال وتواصوا يعني ذكر بعضهم بعضا. وهكذا بالصبر فقال وتواصوا اي ذكر بعضهم بعضا الصبر. ما المراد بالصبر حبس النفس عن الجزع وما لا يليق بالجزع هو التسخط من اقدار الله المؤلمة واما الصبر عما لا يليق فبترك المعاصي والاقدام على فعل بالطاعات وتلاحظون ان التواصي بالصبر جزء من التواصي بالحق وان التواصي بالحق جزء من الاعمال الصالحة وين الاعمال الصالحة جزء من الايمان الصحيح كما تقدم قال الامام الشافعي رحمه الله لو ما انزل الله اي لو لم يكن هناك ايات نزلت لو ما انزل الله حجة على خلقه الا هذه السورة سورة العصب لكفتهم اي كانت كافية في قيام الحجة على ابن ادم كيف والله جل وعلا قد انزل ايات عظيمة والامام الشافعي امام من ائمة اهل السنة وتوفي في سنة مئتين واربع وهو ابن اربع وخمسين سنة على احد الاقوال. وقد نفع الله عز وجل بعلمه ومؤلفاته وهو شيخ للامام احمد قال الامام الشافعي لو لم ينزل الا هذه السورة لكانت حجة على العباد. ولم يكن لهم وجه في الاعتذار لترك الواجبات اراد المؤلف ان يدلل على هذا بقول بعض مثل السلف فنقل قول الامام البخاري رحمه الله باب العلم قبل القول والعمل تعرفون الامام البخاري في صحيحه قسم كتابه الى كتب منها كتاب العلم وفي اوائل الصحيح وقسم كتاب العلم الى تقسيمات فنظر الى الالفاظ اذا الامام البخاري وضع بابا كتابا في مقدمة صحيحة عنوانه اجي كتاب العلم واورد على واورد في ذلك الباء الكتاب بابا قال فيه باب العلم قبل القول والعمل لانك لا يمكن ان تعمل بشيء الا اذا علمته. ولا يمكن ان تتكلم بشيء لا اذا علمته واورد قول الله جل وعلا فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك ابتدأ بالعلم والعلم باي شيء بشهادة التوحيد ثم اتى بعمل وهو الاستغفار والاستغفار المراد به طلب مغفرة الذنوب بمعنى طلب ستر الذنب وعدم المحاسبة به وما الذنب فالمراد به مخالفة اوامر الله عز وجل او ارتكاب ما نهى الله جل وعلا عنه قال الامام البخاري عن هذه الاية فبدأ بالعلم مذكورة عين في قوله فاعلم قبل القول والعمل لان الانسان اذا لم يعلم بحكم اقواله فحينئذ قد يتكلم بما يوبق عليه دنياه واخرته قال فبدأ بالعلم قبل القول والعمل هذه الاية العظيمة اذا عندنا قال فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك. هذه الاية العظيمة لو تدبرنا فيها ايضا لوجدنا فيها من المعاني الشيء الكثير وخصوصا انها امرت بالاستغفار الاستغفار عظيم النفع ولذلك وردت النصوص بالامر به ورد في الخبر او قال الله جل وعلا وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يمتعكم متاعا حسنا الى اجل مسمى ويؤتي كل ذي فضل فضله. وان تولوا فاني اخاف عليكم عذاب يوم كبير وهكذا ايظا في قصة نوح فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا. يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا وفي قصة هود فقلت استغفروا ربكم ثم توبوا اليه فقلت استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة الى قوتكم ولا لو مجرمين ولذا فان من المناسب ان يكثر الانسان من الاستغفار وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحفظ له في المجلس الواحد مئة مرة استغفر الله واتوب اليه ولما جاء افضل الامة بعد نبيها للنبي صلى الله عليه وسلم من هو؟ ابو بكر. قال يا رسول الله علمني دعاء ادعو به في صلاتي قال قل اللهم اني قال صلى الله عليه وسلم قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا وانه لا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي مغفرة من عندك انك انت الغفور الرحيم ولما جاءت الصديقة ابنة الصديق للنبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ارأيت ان ادركت ليلة القدر ما اقول فيها؟ قال قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة وان يجعلنا واياكم الهداة المهتدين هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا