ان الله لذو فضل على الناس ولكن اكثرن الناس ولكن اكثرن الناس لا يشكرون. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اما بعد قال المؤلف رحمه الله في الاصول الثلاثة اعلم رحمك الله اي تيقن واجزم بما يأتيك انه يجب على كل مسلم ومسلمة. اي ان كل مكلف يطالب بتعلم المسائل الثلاث الاتية والوجوب المراد به طلب الشارع الجازم لاداء فعل من الافعال وقوله على كل مسلم ومسلمة يدخل في ذلك العالم وطالب العلم والعامي وافراد الناس وتعلم وقوله تعلم هذه الثلاث مسائل والعمل بهن لابد من ان يكون عند الانسان العلم بهن وفي نفس الوقت ان يعمل بهن المسألة الاولى ان الله خلقنا ورزقنا. فالله جل وعلا هو الذي اوجدنا فهو سبحانه اوجد ابانا ادم وخلقه من تراب وفي نفس الوقت هو الذي اوجد كل واحد منا وخلقه بان قدر الله عز وجل وخلق النطفة جعلها تكون مع البويضة فخرج هذا الانسان وفي نفس الوقت الله سبحانه وتعالى هو الذي يرزق النصوص الدالة على خلق الله عز وجل للانسان كثيرة قال تعالى ولقد خلقنا الانسان وهكذا ايضا قال تعالى وما من دابة في الارض الا على الله رزقها يبسط الرزق لمن يشاء ولم يتركنا هملا اي ان الله جل وعلا لم يترك الانسان بعد خلقه ورزقه بدون تكاليف يطالب بها وبدون اوامر يلزم بفعلها بل ارسل الينا رسولا فان الله عز وجل قد ارسل الرسل الى اممهم تطالبونهم بي عبادة الله عز وجل ولم يتركوا ولم يترك الله عز وجل الناس هملا بدون شرائع قال تعالى فحسبتم انما خلقناكم عبس وانكم الينا لا ترجعون. فتعالى الله الملك الحق اي تنزه على ان يخلق الناس بدون ان يكون لخلقهم غاية وحكمة ويترتب على ذلك ان من اطاع الرسل فان الله عز وجل سيدخله الجنة قال تعالى ومن يطع الله والرسول واولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ومن عصاه اي من عصى رسل الله في دعوتهم الى عبادة الله كان من اهل النار ثم استدل على ذلك بقول الله تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم. المتحدث ذلك رب العزة والجلال. وقد ارسل الينا رسولا ومن وظيفة هذا الرسول البلاغ يبلغنا باوامر الله وكذلك هذا الرسول يشهد علينا يوم القيامة هل اطعنا الله؟ او لم نطعه كما ارسلنا الى فرعون رسولا. اي كما تم ارسال الرسل الى الامم السابقة. ومن ذلك ان الله ارسل موسى عليه السلام الى فرعون يأمره بعبادة الله فعصى فرعون الرسول الرسول هنا الالف واللام فيها للعهد. تعود الى الرسول الاول الذي ارسل الى فرعون فعصى فرعون الرسول اي لم يطع فرعون هذا الرسول. ولم يقم بعبادة الله جل وعلا. فاخذنا اه هيا انزلنا عليه العقوبة التي ازالته من الحياة فاخذناه اخذا وبيلا. اي قويا شديدا وهكذا كل من عصى الرسل ولم يستجب لما امروا به الناس من طاعة الله عز وجل فليخشى من العقوبة الشديدة في الدنيا والاخرة اذا المسألة المسألة الاولى وجوب طاعة الرسل فيما يأمرون به من عبادة الله عز وجل ليكون ذلك من اسباب دخول الجنة المسألة الثانية مسألة التوحيد اذا المسألة الاولى تتعلق بوجوب عبادة الله المسألة الثانية تتعلق بعدم صرف العبادة لغير الله قال الثانية ان الله لا يرضى ان يشرك معه احد فلا يجوز صرف شيء من العبادات لغير الله وهذا معنى قوله عز وجل اياك نعبد اي لا نعبد احدا سواك فانه اذا قدم المفعول به على الفعل دل ذلك على اختصاص المفعول به بذلك الفعل. كانه قال اياك نعبد اي لا نعبد احدا سواك. اي لا نعبد احدا سواك. وقد تواترت النصوص بايجاف افراد الله بالعبادة وتحريم صرف شيء من العبادات لغير الله. بل قد ورد في النصوص ان من صرف من العبادات لغير الله فانه لا يقبل منه عمل. قد ورد في الخبر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته واش تركته وشركه والله جل وعلا لا يرضى ان يشرك معه احد في عبادته ولو كان ملكا من الملائكة جبريل او ميكائيل ولو كان من الانبياء والرسل. فان العبد الصالح اذا عبد بعبادة فان ذلك لا يعني ان تلك العبادة مقبولة عند الله جل وعلا قال جل وعلا قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله. لا يملكون كشف الظر عنكم ولا تحويلا. اولئك الذين يدعون يبتغون عند ربهم الوسيلة. ايهم اقرب؟ ويرجون رحمته هؤلاء عباد صالحون يدعون الله عز وجل ويتوسلون الى الله بما يرضي الله فهم صالحون من الانبياء ومع ذلك لم يغنوا عن من عبدهم شيئا. ولذلك من عبد احدا من الملائكة او عبد احدا من الرسل فان هذا لا ينجيه عند الله عز وجل بل ان من عبد من دون الله سيتبرأ من عابده ولذا قال الله عز وجل ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين. وكانوا بعبادتهم كافرين لانهم عبدوهم من دون الله عز وجل وستدل المؤلف على ذلك بقول الله تعالى وان المساجد لله المساجد المواطن المخصصة للصلاة والسجود. فجعلها لله عز وجل ليست قال لي احد فلا تدعوا مع الله احدا. نهى الله عز وجل الجميع ان يصرفوا عبادة الدعاء لاحد من دون الله. قال فلا تدعوا مع الله احدا فانه قال فادعوا الله وحده ولا تصرفوا عبادة الدعاء لاحد سواه واذا كان هذا في الدعاء الدعاء حق خالص لله. لا يجوز ان ندعو احدا من دون الله جل وعلا. فهكذا بقية العبادات. ومن امثلة ذلك مثلا عبادة بتوكل لا تتوكل الا على الله. لقوله سبحانه فعلى الله توكلوا ان كنتم مؤمنين وهكذا عبادة الخوف. لا يجوز صرفها لاحد سوى الله. قال الله جل وعلا وخافوني ان كنتم مؤمنين. وهكذا عبادة الصلاة. لا يجوز ان تصرف لاحد سوى سوى الله جل وعلا قال تعالى فصل لربك وانحر. وقال سبحانه قل ان صلاتي ونسكي ومحيا يوم مماتي لله رب العالمين. لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين وفي هذه الايات ايضا جعل عبادة الذبح والنحر خالصة لله سبحانه وتعالى. لا يجوز صرفها لاحد سواه وقد جاءت النصوص بان من صرف شيئا من العبادات لغير الله فهو مشرك المسألة الثالثة ان من اطاع الرسول صلى الله عليه وسلم وهي المسألة الاولى ووحد الله بالعبادة وهي المسألة الثانية لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله. الموالاة المراد بها النصرة والتأييد فلا يجوز لك ان توالي من حاد الله ورسوله. ولو كان اقرب قريب. لان محبتك لله اعظم من محبتك لنفسك فظلا عن محبتك لغيره. ومن هنا فانت لا توالي من يحاد الله عز وجل استدل المؤلف على ذلك بقول الله عز وجل لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر. المراد في اليوم الاخر يوم الجزاء يوم القيامة لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا ابائهم او ابنائهم او اخوانهم او عشيرتهم. اذا كانوا يحادون الله ورسوله يحاربون الله ورسوله فاننا منهيون عن موالاتهم. اولئك اي الذين لا يوادون من حاد الله كتب في قلوبهم الايمان. فاساس الايمان في القلب وعندما يقوم الانسان طاعة الله وطاعة رسوله وصرف العبادة لله وحده وعدم موالاة من حاد الله فحينئذ قيدهم الله بروح منه. اي بما يبث الايمان في قلوبهم. ويحييهم يبعد عنهم انواع الموت في الدنيا يعني الموت المعنوي ثم قال ويدخلهم جنات يعني في الاخرة ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ثم قال سبحانه رضي الله عنهم ورضوا عنه. فيه اثبات صفة الرضا لله عز وجل. وهو جل وعلا ارضى عن المؤمنين الصالحين ويرضى عن الاعمال الصالحات. ولذا قال وان تشكروا يرضه لكم هذا رضا بالعمل وهنا في هذه الاية رظا بالعامل. رظي الله رظا عن العامل. ولذا قال رظي الله عنهم ورضوا عنه كيف رظوا عنه؟ اي انهم اقروا بربوبية الله عز وجل. وتيقنوا ان ما يقدره الله وعليهم من الاقدار فهو خير لهم. ولمصلحتهم وهؤلاء هم حزب الله ثم قال لان حزب الله هم المفلحون. اي هم الفائزون. اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم بخيري الدنيا والاخرة ان يجعلنا واياكم من الهداة المهتدين هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد اما بعد قال الامام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله اعلم ارشدك الله لطاعته اعلم اي تيقن واجزم ارشدك الله لطاعته هذا دعاء من المؤلف لكل من قرأ كتابه او سمعه في ان يوفقه الله التزام اوامر الله ارشدك هذا من الرشد هو الهداية لطاعته اي لتكون لاوامره فاعلا لانواع العبادات التي اه طلبها الله عز وجل منك. وفي هذا دلالة على ان العبد لن يعمل شيئا من الصالحات الا اذا وفقه الله عز وجل. وان هذا التوفيق له اسباب ينبغي بناء ان نعرف هذه الاسباب وان نلتزم بها قال رحمه الله اعلم ان الحنيفية مراد بالحنيفية الدين المائل من الشرك الى توحيد الله عز وجل ملة ابراهيم ملة ابراهيم اي ديانة ابراهيم. التي امرنا بالتزامها وهي قائمة على افراد الله بالعبادة. قال ان تعبد الله مخلصا له الدين هذه هي ملة ابراهيم. ان تعبد الله العبادة المراد به العمل الذي يشتمل على اربعة اركان. الخضوع والذل والمحبة والرجاء والخوف وكل عمل قام على اساس هذه الصفات الاربع فهو عبادة ولابد في العبادة ان تقوم على هذه الامور الاربعة فمن عبد الله بالمحبة وحدها لم يقبل منه ذلك. ولذلك اثنى الله عز وجل على عباده الذين يرجون الدار الاخرة لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر. فاثنى عليهم وهنا رجاء فدل هذا على ان طمع الانسان في فضل الله وفي ادخاله الجنة من المقاصد الحميدة التي يقصدها المؤمنون بعبادتهم لرب العزة والجلال وشرط العبادة لتكون مقبولة عند الله امران الامر الاول ان تكون خالصة. بمعنى الا تصرف او تنوي بهذه العبادة الله عز وجل الاخلاص شرط عزيز. علينا ان نحرص على الاتصاف به ولذلك نحذر من ان ننوي باعمالنا غير وجه الله والدار الاخرة. من قصد باعماله في الدنيا لم ينل الا الدنيا ومن هنا ننبه الى ان الاعمال على قسمين. القسم الاول اعمال تتمحض ان تكون عبادة. لا يمكن ان تفعل الا على جهة العبادة. مثل الصلاة هذي عبادة لا تفعل الله على جهة العبادة. فحينئذ هذا النوع من الاعمال الناس فيه على ثلاثة اصناف الصنف الاول من يعبد الله من اجل ان ينيله الاجر الاخروي. فيقصد بادائه للصلاة ان يجزي الله له من الحسنات وان يرفع درجته في الجنات. فهذا مؤمن موحد مثاب على هذا العمل يرفع الله درجته في الاخرة ومن فضل الله ايضا يعطيه ثوابا في الدنيا. وان لم يكن قاصدا له وهؤلاء الذين قال الله عز وجل فيهم من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والاخرة وقال جل وعلا ومن كان يريد الاخرة ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا النوع الثاني من يؤدي هذه الاعمال عبادة لله من اجل ان ينيله الدنيا مثال ذلك انسان صلى صلاة الاستسقاء. لماذا صليت صلاة الاستسقاء؟ قال من اجل ان انزل الله المطر فهذا عبد الله لكن من اجل الدنيا فهذا ليس له من في الاخرة شيء من ثواب هذا العمل لان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما الاعمال بالنيات. وانما لكل امرئ ما نوى. وهذا لم ينوي الاخر ترى انما نوى الدنيا. ومن كانت كل اعماله للدنيا فليس له في الاخرة شيء وهو المراد بقوله جل وعلا من كان يريد وهو المراد بقول الله عز وجل من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء من نريد ثم جعلنا له جهنم يصلها مذموما مدحورا لان اعماله كلها الدنيا. وقال جل وعلا من كان يريد الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون من امثلة ذلك من كان يدعو الله من اجل ان ينيله الله عز وجل شيئا من امور الدنيا. تقول اللهم ارزقني يريد الدنيا فقط او يقول اللهم يسر لي زوجة صالحة يريد الدنيا او امرأة جميلة تريد الدنيا فقط. فهذا ليس له في الاخرة شيء بهذا الدعاء. ولا نال اجرا على دعائك ولو كان يدعو الله من صلاة العشاء الى صلاة الفجر. لماذا؟ لانه لم يقصد اجر الاخرة. اما من كان يقصد اجر الاخرة ويقول اللهم ارزقني فنقول لماذا دعوت؟ قال لان الله امرني بالدعاء. فانا ارجو بهذا الدعاء ثواب الاخرة. ان جاءني رزق فهذا زيادة على زيادة تكون بسبب دعائي. اما مقصدي الاساسي فهو ارظاء الله والحصول على اجر الاخرة هذا من القسم الاول مأجور مثاب موحد. اما من كان يقول انما اريد امور الدنيا فقط فهذا فليس له في الاخرة شيء ولا يثاب على هذا الدعاء لانه قصد بهذا الدعاء الدنيا فقط ولم امر الاخرة اما القسم الثالث فهو من يعبد غير الله جل وعلا هذه العبادات من كان يعبد غير الله جل وعلا. مثال ذلك من دعا غير الله من صلى لغير الله فهذا شرك اكبر يخرج به الانسان من دين الاسلام لانه قد صرف العبادة لغير الله. فيدخل في قول الله عز وجل انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار. ويدخل في قول الله سبحانه ان الله الا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. النوع الثاني من الاعمال الاعمال التي لا تتمحض ان تكون قربة وطاعة لله عز وجل. فهذه الناس فيها على صنفين الصنف الاول من يفعلها لله لينال اجر الاخرة. فهذا مأجور. مثال ذلك من يسدد الدين يقول لان الله امرني بسداد الدين فهذا مأجور مثاب والقسم الثاني من يؤدي هذا العمل لا على سبيل التقرب لله سبحانه وتعالى فهذا ليس عليه وزر لكنه ليس له اجر لانه لم يقصد بذلك التقرب لله عز وجل نضرب امثلة الدراسة من اي الاقسام من يجيب هل تتمحض ان تكون عبادة او لا غلط. غلط. اذا عندنا الدراسة على نوعين. دراسة العلوم الشرعية فهذه قربة وطاعة تتمحض ان تكون عبادة فلا تنال بها الاجر الا اذا نويت التقرب لله واذا طلبت العلم من اجل ان تحصل على شيء من امور الدنيا فحينئذ عندك شرك وليكون شركا اكبر وقد يكون رياء وسمعة واما اذا نويت بطلب العلم ان ينيلك الله الدنيا فليس عليك وزر لكن ليس لك اجر في الاخرة اما دراسة بقية العلوم المباحة في الشريعة والنافعة فهذه الناس فيها على صنفين. من درس لله لينله الاخرة هذا مثاب ومن درس هذه العلوم من اجل الدنيا ليحصل على وظيفة او مرتب فهذا لا وزر عليه ولا اثم. لان هذا ليس مما يتمحض ان يكون عبادة مثال اخر ترك الخمر من اي الاصناف؟ من الصنف الثاني. من تركه لله فهو مأجور. ومن تركه لصحته بدون ينوي التقرب لله بحفظ الصحة او تركه لانه لم يجده. او كان عاجزا عن ثمنه او لانه لم فكر فيه فحينئذ ليس له اجر لانه لم يتركه لله من اجل ان ينله الله الاخرة من ترك الخمر لله من اجل امر دنيوي فهذا ليس له اجر في الاخرة لانه لم ينوي اجر الاخرين فهكذا بقية التروك كلها تدخل في هذا الجانب. فالمقصود ان المؤمن العاقل يتمكن من قلب حياته كلها لتكون طاعة لله. حتى في غير العبادات. فاذا نمت فت لله عز وجل بنومك. لانه يقويك على طاعة الله. وسائل الطاعات تعتبر طاعات واذا اكلت فانوي بذلك التقرب لله عز وجل لانه يقويك على الله فتكون مأجورا مثابا. اذا سلمت على الاخرين انوي بذلك التقرب لله. لا تقل مجاملة اذا قلت مجاملة فليس لك في سلامك اجر انما تؤجر متى نويت بذلك التقرب لله جل وعلا اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة وان يجعلنا واياكم من الهداة المهتدين هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه. وسلم تسليما كثيرا اه الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. اما بعد قال الامام رحمه الله اعلم ان الحنيفية ان تعبد الله مخلصا له الدين الاخلاص اصله من الخلوص والانفكاك عن غيره فيقال خلص العسل يعني انه صفاه. وابعد عنه الشوائب التي تكون معه. وهكذا العبادة. الاخلاص فيها بجعلها لله وحده وتنزيهها من الشوائب التي تقتضي صرف نيتك بهذه العبادة ان تكون لغير الله هذا الاخلاص في العبادات امر الله عز وجل به. فالله امرك بعبادته وامرك ان تكون هذه العبادة خالصة اي ليس فيها شرك لاحد. والاخلاص في العبادة امر الله جل وعلا به جميع الناس. وهو الذي خلق الخلق من اجله. ما الدليل؟ قال الا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما هنا نافية ما نافية خلقت اي لم يكن لي غاية لم يكن اي ان ان الغاية من خلق الجن والانس هي عبادة الله وحده. وليس هناك غاية ولا حكمة اخرى من خلق الجن والانس عبادتنا او اوامر الله عز وجل هي لغايات وحكم وليست اعتباطا وانما لغاية وحكمة لكنه جل وعلا غني عنا وعن عبادتنا فهذه الحكمة ليست عائدة الى الله ليست ليست منفعتها الى الله عز وجل وقال ربكم ادعوني استجب لكم. ان الذين يستكبرون عن عبادتي ثم قال وهو دعوة غيره معه. والدليل الدليل على ماذا؟ ان اعظم ما امر الله به هو التوحيد. وان اعظم والناس في الغاية من الحكمة من العبادات على ثلاثة اقوال القول الاول يقول بان الغاية من من الشريعة ومن اوامر الله تحقيق مصالح الخلق فقط وهذا هو قول المعتزلة. ولذلك يقولون يجب على الله فعل الاصلح للناس وهو قول خاطئ لان الله عز وجل لا يجب عليه شيء الا ما اوجبه على نفسه سبحانه وتعالى. والقول يقول بان الغاية من خلق الناس ومن الاوامر والنواهي هي الابتلاء والاختبار فقط ايهما اصوات القول الثالث ان الله عز وجل شرع الشرائع من اجل تحقيق مصالح الناس. فظلا منه سبحانه وتعالى ومن اجل اختبارهم وابتلائهم ومن اجل امور تعود اليه سبحانه من رضاه من رضاه جل وعلا بالطاعة وبالطاع وعن الطائعين ومحبته لهم. كما وردت النصوص باثبات هذه الصفات لله عز وجل وقد تقدم معنا في ذلك قول الله جل وعلا رضي الله عنهم ورضوا عنه. وفي الحديث لله افرح بتوبة احدكم من رجلنا ظل راحلته بفلات ثم وجدها. الحديث اذا العبادة نحن نختبر بها هل نعبد او لا نعبد الله؟ وفي نفس الوقت هذه العبادة تتحقق بها مصلحتنا وفي نفسي في الدنيا وفي الاخرة وفي نفس الوقت هذه العبادة يرضى الله عنا بها. ويحبنا من لابد من ان نقول بهذه المعاني الثلاث. قوله الا ليعبدون. قال معنى قوله يعبدون اي يصرفون العبادة لله وحده. اي يوحدون الله في العبادة. واستمعنا لقول الله عز وجل ان الشرك لظلم عظيم وذلك لان الشرك ينافي التوحيد. ومن هناك كان ظلما عظيما ولذا قال المؤلف اعظم ما امر الله به التوحيد ومن هنا كان هو الاساس الذي دارت عليه رسالات الرسل. وكل واحد منهم يقول لقومه ان اعبدوا الله الا تعبدوا الا الله. قال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا. ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت قال تعالى لا اكراه في الدين. قد تبين الرشد من الغيب. فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك في العروبة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم اذا اعظم ما امر الله به التوحيد. ولذلك يقدم على غيره في دعوتنا الناس. لا تنشغل الدعوة الى تفاصيل الاحكام. وتترك الدعوة الى التوحيد. لانه لو وجد من يصلي لكن ليس عنده توحيد وعنده شرك لم تنفعه تلك الصلاة. ولو وجد من يصوم ومن يحج البيت ولم يوجد عنده التوحيد لم ينتفع بهذه الاعمال. ولذلك امرنا ان نقدم الدعوة الى التوحيد على دعوتي الى غيره ومن هنا لما ارسل النبي صلى الله عليه وسلم معاذا الى اليمن قال ليكن اول ما تدعوهم اليه الى ان يوحدوا الله الى ان يوحدوا الله. وفي لفظ الى شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. معنى لا اله الا الله هو افراد الله بالعبادة وصار في شيء من العبادة لغير الله تعالى. فاما من قال لا اله الا الله وعبد غير الله فحين اذ كذب فعله قوله لان القول يقتضي عدم عبادة غير الله والفعل بخلاف ذلك. ولذلك لما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو قومه الى لا اله اله الا الله كانوا يستكبرون مع انهم يعرفون ان الله هو الرزاق وان الله هو خالق السماوات والاراضين وان الله هو المدبر للكون. وانهم في حال الشدائد يدعون الله جل وعلا. ومع ذلك كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ويقول وما هي مقالتهم؟ يقولون اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب وهم يقرون بان الله هو المتصرف في الكون. وهو الذي رزقهم لكنهم اذا عبدوا الله لم يخلصوا في العبادة ولم يفردوه بالعبادة بل يصرفونها لاحد سوى الله ومن هنا فان من صرف العبادة لغير الله فان الله جل وعلا فانه لم يحقق اعظم ما امر الله به وهو التوحيد. وهذه العبادة يتركها الله عز وجل. ولا ينتفع بها صاحبها عند الله كما في الحديث انا اغنى في الحديث القدسي ان الله عز وجل يقول انا اغنى الشركاء عن الشرك من عملا اشرك فيه معي غيري ايش؟ تركته وشركه. قال واعظم ما نهى الله عنه الشرك. واذا قال ان الشرك لظلم عظيم ما هو الشرك؟ عبادة غير الله معه. ومن تلك العبادات الدعاء. والدعاء يطلق ويراد به دعاء المسألة انتهى سؤالك لله عز وجل شيئا من حوائجك. وكذلك يطلق على دعاء العبادة. فكل افعالك التي تؤديها عبادة لله تسمى دعاء. ولذا قال الله جل وعلا ما نهى الله عنه هو الشرك قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا في هذه الايات اكد الله عز وجل على حقه في العبادة. وعلى افراده بالعبادة. فلم يقل واعبدوا الله ويكتفي بذلك حتى امر بجعل هذه العبادة حقا خالصا لله. واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. وورد ذلك في ايات كثيرة قال تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه هنا الا تعبدوا الا اياه فيه حصر العبادة المقبولة المأمور بها شرعا بالعبادة التي تكون لله ولذا قال في الاية الاخرى انما الهكم اله واحد. اي لابد ان يكون معبودكم الذي تصرفون له العبادة الى معبود واحد هو الله جل وعلا. وهذا هو معنى لا اله الا الله فان الى منى معبود معناها معبود فهو ينفي ان تكون العبادة جائزة او مصروفة لغير الله. ولا تصرف العبادة الا لله جل وعلا. اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة يجعلنا واياكم من الهداة المهتدين. هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا. نواصل ان شاء الله بعد اداء صلاة العصر