عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ايضا قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم اطلع رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر سفر اثر السفر ولا يعرفه منا احد حتى جلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد اخبرني عن الاسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. قال صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه قال فاخبرني عن الايمان. قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال صدقت. قال فاخبرني عن الاحسان. قال ان تعبد الله انك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. قال فاخبرني عن الساعة. قال ما المسؤول عنها باعلم من السائل؟ قال قال فاخبرني عن اماراتها. قال ان تلد الامة ربتها. وان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان ثم انطلق فلبثنا مليا. ثم قال يا عمر اتدري من السائل؟ قلت الله ورسوله اعلم قال فانه جبريل اتاكم يعلمكم دينكم. نعم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد. ان لكل كل شيء اما وام السنة هو هذا الحديث. فقد وصفه العلماء بانه ام احاديث السنة لانه جمع الدين كله. عقائده وشرائعه واغلب احاديث السنة انما تساق مساق التفسير لهذا الحديث. فهو امها واعظمها. فينبغي حفظه والتفقه في دلالاته. وسوف نركز على جمل من القواعد فيه باذن الله عز وجل. ولكن هناك بعض الفوائد التي تمر علينا سريعة فائدة سلوكية او فقهية ولن نقف عندها طويلا. فاقول وبالله التوفيق الكلام على هذا الحديث ايها الاخوان في قرابة الخمسين فائدة او او او تقل او تنقص قليلا. منها بيان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في جلوسه مع اصحابه وانه قدوة لسائر العلماء والدعاة في ذلك فلا ينبغي للعالم ولا للداعية ان يترفع عن الجلوس مع الناس. فان الجلوس مع الناس ومؤانستهم وحسن معاشرتهم ومصاحبتهم والا تعدوا عيناك عنهم هذا كله من الخلق النبوي الكريم الشريف ومن الفوائد ايضا ان الخلطة مع الناس افضل من العزلة ما لم يخشى الانسان في الاختلاط على دينه. فمتى ما خشي بسبب اختلاط على دينه فسادا فالعزلة افضل. لقول النبي صلى الله عليه وسلم يوشك ان يكون خير ما المسلم غنما يتتبع بها شغف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن ومن الفوائد ايضا ان فيها دليلا على ان الملائكة قد تتمثل بصورة البشر كما تمثل جبريل في صورة بشري في هذا الحديث. وكما تمثل في سورة بشر لما نفخ في جيب مريم رضي الله عنها. وكان كثيرا ما يتمثل في صورة بلحية الكلب وكان من اجمل الصحابة صورة. وكما كان يتمثل ملك الموت في صورة بشري في الزمن الاول اذا اراد ان يقبض روح احد. ومن الفوائد ايضا حسن ادب المتعلم ما مع العالم. وحسن الادب يكون في الخطاب يكون في الاقوال والاعمال. فكن جبريل وهو الم تعلم في هذا الحديث يجلس قريبا من النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذه الصفة والهيئة في الجلوس هذا دليل على وجوب احترام المتعلم للمعلم في جلوسه. والا يمد ليه ؟ والا يبدو ساقه عن ثوبه والا يعبث بغترته او بشعره او بساعته او بجواله او باخطر من من ذلك ان يعبثوا بانفه والا يكثرن الحركة امام شيخه. وان يستوي في جلوسه فلا يتكئ حتى وان كان شيخه متكئا فاحسان الجلوس بين يدي المتعلم عبادة عفوا المعلم عبادة وكذلك يحترم معلمه في الاقوال. فيناديه باحب الاسماء اليه ويكنيه. ولا تكلموا الا بعد استئذانه ولا يرفعن الصوت في حال خطابه. ولا يحدق بعينيه تحديق المغضب في حال طرح السؤال لشيخه. ولا يهزن يده في حال طرح السؤال كالغاضب او المنكر او المستفسر بقوة ولا يقاطعن شيخه في حال الجواب. وعليه ان يتخير في سؤاله اجمل الالفاظ على الاطلاق وان ينتقي احسن العبارات كما ينتقي العصفور اطايب الثمر. كل ذلك لا لسواد عين هذا الرجل وانما لاحترام علمه الذي يحمله في قلبه. فاحترام العلماء احترام لما يحملونه في صدورهم من العلم. واننا اي والله في هذا الزمان قلة ادب خطيرة صارت صارت ظاهرة عند كثير من طلبة العلم في خطاب مشائخهم او في الكلام عنهم غيابا وحضورا. ومن فوائد هذا الحديث ان فيه دليلا على جواز دعاء النبي صلى الله عليه وسلم باسمه المجرد. لقوله جبريل يا محمد مع انه في مقام التعليم للطلبة في كيفية التصرف مع علمائهم. ولكن على هذا الاستدلال انه ربما يكون قبل نزول النهي عن ذلك. لان الله عز وجل قال لا تجعلوا الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا. والاقرب عندي انه لا ينبغي ان يدعى النبي صلى الله عليه وسلم باسمه الا من باب التعريف به. فاذا اردت ان تعرف الناس من هو رسولهم فتقول هو محمد صلى الله عليه وسلم. فيقال باسمه المجرد من باب التعريف. واما من باب مناداة او من باب الذكر والاخبار والحكاية فانه لا يجوز لك ان تناديه باسمه لهذا النهي ومن الفوائد ايضا جواز ان فيه دليلا على جواز سؤال عما يعلمه تعليما لغيره. ان فيه دليلا على جواز سؤال الانسان عن الشيء الذي يعلمه تعليما لغيره لان جبريل عليه السلام كان يعلم الجواب ولذلك كان يقول بعد كل اجابة صدقت ولكن اذا قصد السائل ان يتعلم من حول المجيب فان ذلك يعتبر تعليما. ولا بأس به ومن ومن فوائد ايضا دواء ان فيه دليلا على جواز العمل بالقرائن. وقد اخذ العلماء من ذلك قاعدة تقول العمل بالقرائن المقبولة مقبول. وبعضهم يقول العمل بالقرائن الصحيحة صحيح فان قلت من اين اخذنا هذا؟ قال من استدلال عمر ها بان هذا ليس بمسافر لعدم وجود قرائن السفر عليه. فلا هو اشعث الشعر بل شديد سواد الشعر ولا هو رث كعادة المسافرين غالبا. حتى وان كانت وسائل سفرهم ارفه الوسائل. فلابد ان يصيبهم شيء من تعبهم السفر وعذابه وشعثه. ونصبه فالعمل بالقرائن جائز. ومن المسائل ايضا فيه دليل على وجوب الحرص على الاسئلة النافعة. فلا ينبغي اشغال وقت المشائخ باسئلة لا طائل من ورائها ولا الثمرة تجنا بمعرفة جوابها. ومن المسائل ايضا استحباب التجمل عند ملاقاة فلا تأتي لمجالس العلم والعلماء بثياب رثة وهيئة قبيحة وانما ان تأخذ اهبة الاستعداد لمجالس الذكر والعلم. وقد كان السلف يتوضأون قبل سماع درس الحديث وكان بعضهم لا يأتي الا باجمل ثيابه. واجمل ما يجد. ولذلك كان جبريل يعلم يعلم هذا الادب بهيئته التي اتخذها في مجلس التعليم شديد شديد سواد الشعر شديد بياض الثياب هذا من اكمل ما يكون. ومن المسائل ايضا ان فيه دليلا على استحباب القرب من العالم وقت التعليم فما دمت قادرا على ان تقترب من العالم فاقترب منه حتى يكون ادعى لاهتمامه بك وبتفهيمك والانتباه لك ليكون اعون لك عن عدم الغفلة او التشاغل عنه استحياء لمنزلته. استحياء منه. وقد اقبل ثلاثة نفر على حلقة من حلقات رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاما احدهما فقد وجد فرجة فجلس فيها. واما الاخر فلم تجد فرجة فجلس خلف القوم. واما الثالث فاعرض ترك الحلقة. فلما انتهى النبي صلى الله عليه وسلم من تعليمه. قال اولا اخبركم بنبأ النفر الثلاثة؟ اما الاول فاوى الى الله فاواه الله. واما الاخر فاستحيا من الله فاستحيا الله منه واما الثالث فاعرض فاعرض الله عنه. اذا كلما اقتربت من المعلم كلما اقتربت من ايواء الله عز وجل لك. ولذلك اقترب جبريل في زمن التعلم حتى اسند ركبتيه الى ركبتيه وضع كفيه على فخذيه. ومن المسائل ايضا انه يا ان فيه دليلا على انه ينبغي الاستفادة مما يطرحه غيرك من الاسئلة حتى وان كان لا يعنيك في شيء. فليس كون السؤال قد طرحه غيرك يسوغ لك ان تتشاغل عن اجابة الشيخ له ربما تجد فيه اجابة الشيخ فائدة علمية جديدة حتى ولو لم تجد فائدة فلا اقل من ان تتعرف على كيفية تناول الشيخ للاجابة والافتاء. وكيفية الاستدلال وكيفية ترتيب الاجابة. لاننا نرى ان بعض المستفتين هداه الله لا يولي اهتماما باجابة الشيخ بحجة ان السؤال الذي يجيبه لم يطرحه هو. ولذلك الصحابة كانوا يستمعون اجابة سؤال طرحه جبريل عليه الصلاة والسلام. نقول ومن الفوائد ايضا استحباب لبس لبس لبس لبس الثياب البيظ استحباب لبس استحباب لبس الثياب البيظ فيستحب للانسان ان يتجمل بلبس البياض. لا سيما وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم البسوا من ثيابكم البياض فانها من خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم حديث صحيح. احسنت. ومن الفوائد ايضا ان فيه دليلا على ان الدين منقسم الى ثلاثة اقسام. الى اسلام وايمان واحسان ومن الفوائد ايضا ان قلت وما العلاقة بين هذه المراتب الثلاث الجواب العلاقة بين هذه المراتب في جمل من القواعد القاعدة الاولى كل مؤمن فهو مسلم وليس كل مسلم يكون مؤمنا. فمتى ما قال العبد في الاسلام بالنطق بالشهادتين فانه يوصف الان بانه مسلم. فلا يزال يترقى في تحقيق المأمورات وترك المنهيات حتى يدخل في مسمى الايمان. ولذلك يقول الله عز وجل قالت الاعراب امنا لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم. ولكن العبد لا يوصف بانه مؤمن الا وقد صعد الاسلام لا يوصف العبد بانه مؤمن الا وقد صعد درجة الاسلام. القاعدة الثانية. كل ومحسن فهو مسلم ومؤمن. ولا عكس فليس بالضرورة ان يوصف الانسان بالاحسان اذا كان لا يزال في رتبة الايمان والايمان في رتبة الاسلام والايمان. ولكن لا يصل الى درجة الاحسان الا بعد ان يتخطى درجة الاسلام والايمان القاعدة الثالثة الاسلام والايمان اذا اجتمعا افترقا واذا افترقا اجتمعا. فاذا ذكر الاسلام وحده في النص دخل معه الايمان تبعا واذا ذكر الايمان وحده في النص دخل معه الاسلام تبعا. واذا قيل مسلم ومؤمن كما في حديث في عمر هذا فان الاسلام يقصد به الاعمال الظاهرة. فما كان من قبيل عمل الظاهر فانه اسلام وما كان من قبيل الاعمال الباطنة فانه ايمان. فلا ينظر للاسلام انه من بانه اعمال الظاهر ولا للايمان بانه اعمال الباطن الا عند اجتماعهما في نص واحد. ولذلك نجد النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الاحاديث فسر الاسلام بالايمان. وفسر الايمان بالاسلام لكن لما لم يذكر احدهما مع الاخر كما في الصحيحين من حديث عبدالله بن عباس في قصة وفد عبد القيس لما قالوا يا لما قال لهم اوتدرون ما الايمان؟ قالوا الله ورسوله اعلم. قال شهادة ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله الى اخر الحديث ففسر الايمان بعين بعين ما فسر به الاسلام في هذا الحديث اي في حديث عمر رضي الله عنه وقول الله عز وجل ان الدين عند الله لاس لام اي والايمان تبعا. ومناداة الله عز وجل في ايات كثيرة بقوله يا ايها الذين امنوا اي والذين اسلموا ايضا. ولكن اذا اجتمعا اختلفا. كما في قوله عز وجل قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا. فلما جمع لفظ الاسلام والايمان في نص واحد اختلف معناهما. اختلف معناهما. ولذلك لا غرابة ان تجدوا ان النبي صلى الله عليه وسلم يفسر الاسلام بغير تفسيره في حديث عمر. فلما سئل عن الاسلام في مسند الامام احمد من من حديث حكيم بن معاوية عن ابيه قال قلت يا رسول الله فما الاسلام؟ قال ان يسلم قلبك لله تعالى وان توجه وجهك لله تعالى ففسره بمقتضى الايمان. وفي حديثه عمرو بن عبسة عند الامام احمد باسناد صحيح لغيره لما سأله عن الاسلام قال قلت فما الاسلام؟ قال طيب الكلام واطعام الطعام فما كان من قبيل الاعمال الظاهرة فهو اسلام وما كان من قبيل الاعمال الباطنة فهو ايمان فيما لو اجتمعا في نص واحد القاعدة الرابعة كما كم رقمها عندكم؟ الان بنبدأ في الرابعة القاعدة الرابعة فوات الاسلام يوجب فوات ما فوقه وفوات ما فوقه لا يوجب فواته. فمتى ما خرج العبد عن وصف المسلم فانه لزاما يخرج عن وصف الايمان والاحسان. ولكن ليس خروجه عن وصف الاحسان ان يقتضي خروجه عن وصف الاسلام وكذلك ليس خروجه عن وصف الايمان يقتضي خروجه عن وصف الاسلام فقد يوصف العبد بانه مسلم لا كأنه لا يوصف في نفس الوقت بانه مؤمن ولا محسن القاعدة الخامسة اقل مراتب اقل مراتب هذه المنازل متلازمة لا تنفك. اقل مراتب هذه المنازل متلازمة لا تنفك. وهذه قاعدة عظيمة. بمعنى ان من الاسلام من شروط الاسلام ادنى درجات الايمان وادنى درجات الاحسان. ومن شرور الايمان ادنى درجات الايمان وادنى درجات الاحسان. ومن شروط الاحسان ادنى درجات الاسلام والايمان فلا يتصور منا اذا قلنا بانه ليس كل مسلم مؤمن يعني بمعنى انه فقد كل اجزاءه الايمان لا وانما فقد كمال الايمان. لكن لا بد من لا بد من وجود وتحقيق ادنى هذه ليكون مسلما واضرب لك امثلة. منها المراقبة من ميزان من مراتب الاحسان اليس كذلك؟ المراقبة. لكن لا يكون العبد مسلما اذا انفلت قلبه عن مطلق المراقبة فبمعنى انه لا يراقب الله عز وجل مطلقا. هذا ليس بمؤمن اصلا. ومن مراتب الايمان المحبة فاذا قلبك ادنى درجات محبة الله فقد فقدت الاسلام اصلا. فاذا ادنى هذه المراتب متلازمة. فلا بد في تحقيق اسم الاسلام من ادنى درجات الايمان وادنى درجات الاحسان. وهكذا يقال في سائر المراتب. اذا ما معنى قولنا ليس كل مسلم مؤمنة اي كامل الايمان. وما معنى قولنا ليس كل مؤمن محسنا اي كامل الاحسان. فالنفي هنا في الكمال نفي للكمال لا نفيا لادنى الدرجات او لاقل الدرجات. افهمتم هذا؟ ولذلك الايمان بالله يصنف انه اسلام او ايمان؟ على هذا الحديث. الايمان بالله يصنف انه من اركان الاسلام ولا الايمان لا اله الا الله. من انه ركن من اركان الايمان. لكن هل تتصورون وجود مسلم لا يؤمن ولا اقل الدرجات بالايمان بالله لا لا تصور. فاذا صار الاسلام من لوازمه ادنى درجات الايمان بالله وادنى درجات او على الاقل الايمان الاجمالي بالله او الايمان الاجمالي بالملائكة لابد في الاسلام فلا بد في الاسلام من الايمان بالكتب ولابد في الاسلام من الايمان بالقدر ولابد في الاسلام من الايمان بالرسل وبالملائكة وبالله فالنفي في قولنا ليس كذا كذا انما هو نفي لكمال هذه الاشياء لا افهمتم هذا؟ احفظوا هذه القاعدة الطيبة. ومن المسائل ايضا ان قلت وما معنى الشهادة؟ في قوله شهادة ان لا اله الا الله. الجواب الشهادة لا تكون شهادة الا اذا توفر فيها شروط الشرط الاول العلم. فلا تسمى شهادتك شهادة صحيحة عند الله الا اذا كانت مبنية على العلم. فمن قال اشهد ان لا اله الا الله وهو غير عارف ولا عالم بمعناها فلا تنفعه الشرط الثاني ان نطق بهذا العلم. فلا تسمى شهادة ما دامت داخل حيز قلبك لم ينطق بها لسانك ولذلك من شهد قلبه من شهد قلبه ان لا اله الا الله ولم ينطق بها لسانه فلا يسمى ما قام في قلبه شهادة مقبولة عند الله ما لم يكن هناك مانع من النطق كخرس او خوف او اكراه. فاذا كانت الوسائل متاحة والاسباب متوفرة فيجب عليك ان تنطق بالشهادتين. ولذلك جعل العلماء قول اللسان من مقتضيات الايمان والاسلام فاذا الشهادة لا تكون شهادة الا اذا كان فيها علم ونطق. علم ونطق. فقوله اشهد ان لا اله الا ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله اي شهادة مبنية على العلم بمعناها ناطقا لسانك ولذلك قال الله عز وجل قولوا امنا ولم يكتفي بالاعتقاد وانما امرهم بالقول. ويقول النبي صلى الله الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا حتى يقولوا لا اله الا الله. في صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة ومن حديث الاغر ايضا. وفي الصحيحين من حديث ابي هريرة قال قال صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وستون او قال بضع وسبعون شعبة فافضلها قول قول لا اله الا الله. وقد اجمع اهل السنة على ان الكافر لا يدخل في الاسلام بمجرد اعتقاده ان لا اله الا الله حتى ينطقها بلسانه ما لم يكن ثمة عذر مانع ومن الفوائد ايضا ان قلت وما معنى الايمان لغة؟ الجواب الايمان لغة هو ما توفر فيه شرطان الشرط الاول الاقراء الشرط الاول التصديق. كما قال الله عز وجل وما انت بمؤمن لنا اي بمصدق لنا. فاي ايمان لا يبنى على تصديق القلب بما امنت به فليس بايمان ولا يكتفي العبد بمجرد الايمان اي اي التصديق القلبي لا. بل من حقائق الايمان الاقرار بما امنت به. اذا الايمان في اللغة مبني على التصديق والاقرار. فالتصديق لوحده يعتبر ايمانا ناقصا. فلا بد من الاقرار اللساني بما امنت بما امنت به واما الايمان اصطلاحا واما الايمان اصطلاحا عند اهل السنة والجماعة فهو اعتقاد الجنان ونطق والعمل بالجوارح والاركان كما اجمع عليه اهل العلم ومن المسائل ايضا ان قيل لك ما اركان الايمان ودعائمه؟ ان قيل لك ما اركان الايمان فتقول المتقرر في قواعد اهل السنة ان الايمان مبني على ثلاثة اركان متلازمة الاعتقاد الجنان ونطق اللسان وعمل الجوارح. فلا يكتفي العبد بواحدة من هذه الاركان عن بقيتها. اما قولنا اعتقاد الجنان فلقول الله عز وجل ولما يدخل الايمان في قلوبكم. وقول الله عز وجل من الذين امنوا بافواههم ولم تؤمن قلوبهم. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم يا معشر من امن بلسانه ولم يدخل الايمان قلبه لا تؤذوا المؤمنين ولا تتبعوا عوراتهم الحديث الصحيح. واما قولنا واقرار اللسان فلقول النبي صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وستون شعبة افضلها قول لا اله الا الله. واما قولنا وعمل الجوارح فلقول الله عز وجل وما كان الله ليضيع ايمانكم اي صلاتكم. فسمى الصلاة ايمانا مع انها عمل جوارح. وقد ادخل النبي صلى الله عليه وسلم اماطة الاذى عن الطريق من جملة شعب الايمان مع انها مجرد مجرد عمل. ومن المسائل ايضا قاعدة كل من اخرج العمل عن دائرة الايمان فهو من المرجئة كالجهمية الذين يجعلون الايمان طلاق المعرفة. فمن عرف الله مطلق المعرفة فهو مؤمن كامل الايمان وحقيقة قولهم هذا ردة وكفر عن الاسلام وكالاشاعرة الذين يجعلون الايمان اعتقاد الجنان فقط. وكمرجئة الفقهاء الذين يجعلون ايمانا مرتكزا على اعتقاد الجنان ونطق اللسان فقط. وبعض اهل وللبدع يجعلون الايمان قولا باللسان فقط. فيخرجون اعتقاد القلب وعمل الجوارح. فكل من اخرج العمل عن دائرة الايمان فهو من المرجئة فاحفظوا هذا الاصل. ومن المسائل ايضا قاعدة الايمان والاسلام والاحسان تزيد وتنقص الايمان والاسلام والاحسان تزيد وتنقص. فالايمان يزيد وينقص والاسلام يزيد وينقص والاحسان يزيد وينقص؟ كل هذه المراتب الدينية الثلاثة يتصور فيها الزيادة ويتصور فيها النقصان فاما زيادة الايمان ونقصه فيدل عليها قول الله عز وجل ويزداد الذين امنوا ايمانا وقوله عز وجل ويزيد الله الذين اهتدوا هدى. وقول النبي صلى الله عليه وسلم اكمل المؤمنين ايمانا تلهم خلقا وقوله صلى الله عليه وسلم وليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل. وقوله صلى الله عليه وسلم وذلك اضعف الايمان وقوله صلى الله عليه وسلم ما رأيت من ناقصات عقل ودين اذهب للب الرجل الحازم من احداكن الحديثة واما زيادة الاسلام ونقصر. فيدل عليها قول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل ما افضل الاسلام؟ قال من سلم المسلمون من لسانه ويده. كما في الصحيح من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما فقد يصلي العبد كاملة فيكون اسلامه باعتبار هذا الركن كاملا. وقد وقد يخل ببعض شروط الصلاة وواجباتها من خشوع او طهارة فيكون اسلامه ناقصا باعتبار هذا الركن. وقد يكون العبد بخيلا فلا يطعم طعاما ولا يقرئ سلاما فيكون اسلامه ناقصا. فالاسلام يزيد وينقص. واما زيادة الاحسان فيدل عليها قول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ان تعبد الله كأنك تراه. وهذه اعلى درجات في الاحسان. لكن قد ينقص احسان بعض ولا يستشعر قلبه رؤية الله فلا بد ان يقنع نفسه بالرتبة الدنيا وهي ان ان الله عز وجل يراه فاذا لم يستطع قلبك مطالعة اثار اسمائه وصفاته فلا اقل من ان تقنع قلبك ان الله يراك. فاذا فاوت تفاوت الاحسان في قلب العبد فالاحسان والايمان والاسلام كلها تزيد وتنقص. ومن المسائل ايضا قاعدة جنس الاعمال ركن في الايمان. لا احدها الا بدليل. جيس الاعمال ركن في الايمان ان لا احدها الا بدليل. فالركن الذي يعتقد اهل السنة والجماعة انه ركن فالعمل الذي يعتقد اهل السنة والجماعة انه ركن ليس هو احاد وانما ينظر فيه الى جنس العمل. فمن حقق بعد الشهادتين جنس الاعمال جنس العمل فهو مسلم. واما من اكتفى من الاسلام بالنطق بالشهادتين. ولم يصلي ولم يزكي ولم يحج ولم يعتمر. ولم لم يقصر ثيابه ولم يعفي لحيته ولم يفعل شيئا مما يتعلق بشرائع الاسلام فانه كافر في حقيقته واما من نطق بالشهادتين وصلى وصام وزكى وحج ولكن حصلت عنده المخالفة في ترك مأمور او فعل محظور فهذا ينقص ايمانه الواجب. فالمخالفة في جنس العمل تنقض اصل الايمان والمخالفة في احاد العمل تنقص الايمان الواجب ولكنها لا تبطل اصله فالمخالفة في جنس العمل تنقض اصل الايمان. واما المخالفة في احاد العمل فانها تنقص كما له الواجب. خلافا لمذهب الوعيدية من الخوارج والمعتزلة الذين يجعلون احاد الاعمال هي الركن في الايمان. ولذلك قالوا بتكفير مرتكب الكبيرة لان عنده اخت عنده احاد العمل. فاذا اختل احاد العمل عند الوعيدية اختل الايمان كله. واما عند اهل السنة فلا يختل واصل الايمان وانما يختل كماله الواجب. ومن المسائل ايضا قاعدة الايمان له كمالان واجب ومستحب. الايمان له وكمالان واجب اف الايمان له كمالان واجب ومستحب فاما كمال الايمان الواجب فلا يكمل الا اذا فعل جميع المأمورات وجوبا وترك جميع المنهيات تحريما. وهذا المقدار كاف في دخول الجنة ابتداء ابتداء فمن قام بما اوجب الله عليه فلم يترك مأمورا واجبا وترك جميع حرمه الله عز وجل عليه فلم يفعل محظورا ابدا. فانه من اهل الجنة ابتداء ليس من شرط دخول الجنة في علو المندوبات ولا ترك المكروهات. ولذلك قال الامام القرطبي رحمه الله تعالى في اختصاره لصحيح مسلم باب من قام بما اوجب الله عليه وترك ما حرم الله عليه دخل الجنة. ولذلك قال الرجل الذي سأل عن شرائع الاسلام فحدث عن عن الشهادتين وعن الصلاة والزكاة والصوم قال والذي بعثك بالحق لا ازيد على هذا شيئا ولا انقص منه فقال من سره ان ينظر الى رجل من اهل الجنة فلينظر الى غدا. وفي الحديث الاخر افلح ان صدق وهذا سماه القرآن بالمقتصد. في قول الله عز وجل ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات. فالمقتصد هو الذي اقتصد على فعل الواجبات فلم يزدها بالمندوبات واقتصر على ترك المحرمات فلم يزد عليها ترك المكروهات. واما الكمال الثاني فهو الكمال المستحب. ولا يتحقق ذلك الا الى ايد فعل الواجبات بفعل المندوبات. فيزداد ايمانه حتى يبلغ كماله. وايد ترك المحرمات بترك المكروهات وتورع عن فعل الشبهات. وهذا سماه القرآن بالسابق الى الخيرات. في قول الله عز وجل والسابقون السابقون. وقول الله عز وجل ومنهم سابق بالخيرات وسماه القرآن ايضا بالمقرب. قال اولئك المقربون سنة من الاولين وقليل من الاخرين فاما ان كان من المقربين. المقربون هم الذين فعلوا الواجبات وايدوها بفعل المندوبات وترك المحرمات وايدوها بترك المكروهات. ومن المسائل ايضا في هذا الحديث دليل على بيان اصول الايمان في هذا الحديث دليل على بيان اصول الايمان الستة. وهي الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره. وقد دل عليها القرآن في قول الله عز وجل ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب. ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين هذه خمسة اركان. وقول الله عز وجل امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله. وقول الله عز وجل ومن يكفر بالله وكتبه يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ظل ضلالا بعيدا. بقينا في القدر دل عليه قول الله عز وجل وكان امر الله قدرا مقدورا وقول الله عز وجل ان كل شيء خلقناه بقدر. فاذا جميع الاركان الايمانية المفصلة في هذا الحديث كلها مذكورة في كتاب الله عز وجل. وقد اجمع العلماء على ان اسلام وايمان احد لا يصح. الا بتحقيق هذه الاركان الستة ومن المسائل ايضا ان قلت ما معنى الايمان بالله؟ ان قلت ما معنى الايمان بالله؟ فنقول لا يتحقق الايمان الكامل بالله عز وجل الا اذا امنت باربعة امور. ان تؤمن بوجوده فمن عطل الله عز وجل عن وجوده فهو كافر ملحد. وقد دل على وجوده العقل والنقل الحس والفطرة وتفاصيل ذلك تطلب من كتب الاعتقاد. الامر الثاني ان تؤمن الايمان بما بانه رب كل شيء وخالقه ومليكه والمدبر فيه والمتصرف فيه. فلا رب لهذا الكون الا الله عز وجل والامر الثالث ان تؤمن لانه المستحق للعبادة وحده دون ما سواه عز وجل. فلا يستحق العبادة في هذا الوجود الا واحد فقط. وهو الله تبارك وتعالى. الامر الرابع ان تؤمن بما ثبت له الكتاب والسنة من الاسماء والصفات. من غير تكييف ولا تعطيل ومن غير تكييف ومن غير تمثيل ولا تحرف فلا يجوز لك ان تعطل شيئا من صفات الله عز وجل او ان تمثل شيئا من صفاته بصفات خلقه وتفاصيل ذلك كلها تطلب في كتب الاعتقاد. ومن المسائل ايضا ان قلت ما معنى الايمان بالملائكة الجواب لا يتحقق الايمان بالملائكة الا اذا امنت بعدة امور. ان تؤمن بوجودهم اولا فمن عطل الملائكة عن وجودهم او انكرها وجودهم فانه يعتبر كافرا كالفلاسفة الذين يزعمون ان للملائكة وانما هم عبارة عن قوى الخير في الانسان. هؤلاء كفار. الامر الثاني ان تؤمن باسم من سمى الله عز وجل منهم باسمه. كجبريل وميكائيل واسرافيل ورضوان ومالك والمنكر والنكير وملك الموت فهؤلاء يحتاجون منك ايمانا زائدا وهو الايمان بهم كملائكة والايمان بان اسمه كذا وكذا. الامر الثالث ان تؤمن بما ورد في الكتاب والسنة من صفاتهم الهائلة العظيمة. كاجنحتهم وانهم لا يأكلون ولا يشربون. ونحو ذلك. الامر الرابع ان تؤمن بما ورد في الكتاب السنة من اعمالهم الموكلة لهم. كالوحي فهو العمل الموكل به جبريل وكالنفخ في الصور فهو العمل الذي اوكل به اسرافيل. والنبات والقطر وجري السحاب. فهو العمل الموكل به كئيب وقبض الارواح وهو العمل الذي اوكل به ملك الموت. والذي يسمى في الاسرائيليات عزرائيل ولكن لا سند يثبت هذه التسمية. فمتى ما استجمع العبد في الايمان بالملائكة هذه الامور الاربعة فقد امن بالملائكة ومن المسائل ايضا ان قلت وما معنى الايمان بالكتب؟ ان قلت وما معناه بالكتب فنقول لا يتحقق الايمان بالكتب الا اذا امنت بعدة امور. ان تؤمن بانها كلام الله فالقرآن كلام الله منزل غير مخلوق. والتوراة كلام الله منزلة غير مخلوقة. والانجيل كلام الله منزلة غير مخلوقة وصحف ابراهيم والزبور وكل كتاب جاء به نبي من الانبياء فهو كلام الله منزل غير مخلوق. الامر الثاني ان تصدق بما ورد فيها من اخبار لم يدخلها التحريف فاما اخبار القرآن فيجب التصديق بها من اولها الى اخرها. لان اخبارها محفوظة بحفظ الله عز وجل واما اخبار التوراة والانجيل والزبور فقد اثبت القرآن انها قد طالت اليها يد التحريف والتغيير والتبديل والزيادة فلا يوثق بالتوراة والانجيل والزبور التي في ايدي اليهود والنصارى. ولا يجوز قراءتها ولا النظر فيها لا سيما لمن ليس عنده علم ولا يريد بالاطلاع عليها كشف عوارها بيان زيفها وتحريفها. وانما نصدق باخبار التوراة والانجيل التي وردت في كتابنا او في سنة نبينا صلى الله عليه وسلم الامر الثالث ان تعمل بما ورد في هذه الكتب من الاحكام الشرعية فاما الاحكام التي تخص القرآن فيجب العمل بها كلها مالا تنسى واما الاحكام الشرعية في الكتب المتقدمة فان المتقرر عند العلماء ان شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد ناسخه في شرعنا لكن لابد ان يثبت انه من شرع من قبلنا بدليل صحيح. الامر الذي بعده ان تؤمن بان القرآن افضلها. وخاتمها والمهيمن عليها. والمهيمن عليها. ومن المسائل ايضا ان قلت وما معنى الايمان بالرسل؟ وما معنى الايمان بالرسل؟ الجواب لا يتحقق الايمان بالرسل الا اذا امنت بعدة امور. اولا ان تؤمن بانهم رسل من عند الله عز وجل حقا وصدقا. وهذا ايمان مجمل فرض على كل مسلم ومسلمة. ولا يعذر احد بجهله ابدا وهو الايمان الاجمالي بالرسل. ثم ما يأتي بعده ايمان تفصيلي يجب على من تعلمه وعرف دليله. الامر الثاني ان تؤمن بمن سمى الله عز وجل منهم باسمه كمحمد وادم ونوح وابراهيم ويعقوب واسماعيل وغيرهم ممن ثبتت اسماؤهم في الكتاب والسنة. الثالث ان تصدق اخبارهم فالرسول لا يكذب مطلقا في اخبار في اخبار الوحي. الامر الرابع ان تعمل بشريعتهم. الامر الخامس ان اعتقد ان باب النبوة والرسالة قد ختم بمحمد صلى الله عليه وسلم. كما قال الله عز وجل ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين. الامر الخامس ان تؤمن بان واعلاهم منزلة وقدرا واكثرهم اعجازا نبينا صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ومن المسائل ايضا ان قلت ما معنى الايمان باليوم الاخر؟ ان قلت ما معنى الايمان باليوم الاخر؟ الجواب لقد قسم العلماء الايمان باليوم الاخر الى قسمين مجمل فاما المجمل فهو ان تؤمن الايمان القاطع بكل ما سيأتي بعد الموت. من غير تفاصيل. كل ما سيكون بعد الموت يجب على كل مسلم مكلف ان يؤمن به. ولا حق لاحد ان يتخلف عن الايمان بهذا الامر. حتى ولو العامي لا يلزم من العامي في صحة ايمانه باليوم الاخر ان يعرف التفاصيل التي تتوقف معرفتها على معرفة الدليل. وانما يجب عليه ان يؤمن ايمانا عاما بكل قضية ستكون بعد الموت. فهذا فرض فهذا فهذا فرض واجب على كل احد. واما ما يأتي بعده فهو تفاصيل. بمعنى ان تؤمن بان الموت قضية عامة بسؤال القبر ونعيمه وعذابه. وتؤمن بالبعث والقيام من القبور. وتؤمن بالجزاء والحساب. وتؤمن بتطاير صحف الاعمال. وتؤمن بالحوض وتؤمن بالميزان. وتؤمن بالصراط. وتؤمن بالقنطرة وتؤمن بالجنة والنار وانهما باقيتان ابدا لا تفنيان ولا تبيدا. لكن هذه التفاصيل يجب بها مع العلم ومعرفة الدليل عليها. ومن المسائل ايضا ان قلت وما معنى الايمان بالقدر؟ الجواب لا يتحقق ايمان العبد بالقدر الا اذا امن باربع مراتب ان يؤمن بعلم الله الشامل الشامل الذي لا يعزب عنه شيء من مثاقيل الذر في السماوات ولا في الارض ما في فقرة اه ابتسامة ولا شيء لان المعلومات جادة شوي. لا يجيكم النوم ايه. الامر والثاني ان تؤمن بان الله قد كتب كل شيء في في اللوح المحفوظ. فما كان وما يكون وما هو كائن الى يوم القيامة مكتوب فيه امام مبين وفي لوح محفوظ وفي كتاب مكنون. وفي ام كتاب اسماء للوح المحفوظ. الثالث ان تؤمن بانه لا يكون في كون الله شيء الا بعد ان يشاؤه. فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن الامر الرابع ان تؤمن بالا خالق لهذه الاشياء العلوية والسفلية الا الله عز وجل. هل من خالق غير الله؟ الجواب لا. الله خالق كل شيء. فاذا امنت بعموم العلم وعموم الكتابة وعموم المشيئة وعموم الخلق فقد امنت بالقدر والحمد لله. ومن المسائل ايضا ان قلت ما الفرق بين اركان الاسلام والايمان؟ ما الفرق بين اركان الاسلام والايمان فنقول بينهما عدة فروق الفرق الاول ان اركان الاسلام ظاهرة لانها اعمال جوارح. فالصلاة ظاهرة والزكاة ظاهرة. والصوم والحج ظاهران والنطق بالشهادة ظاهر. واما اركان الايمان باطنة. ومن الفروق ايضا ان الايمان يتخلف متى ما تخلف احد اركانه. ان الايمان خلفه كله متى ما تخلف احد اركانه. فمن كفر بواحدة من هذه الاركان للايمان قد كفر ببقية اركان الايمان. واما الاسلام فلا يتخلف حقيقته بتخلف احد اركانه. الا بدليل ولذلك تارك الصلاة كافر لوجود الدليل. لكن من ترك الزكاة وهي ركن للاسلام؟ فاصح الاقوال ان ترك الزكاة بخلا لا جحودا لا يؤثر في حقيقة الاسلام ينقص اسلام العبد نعم لكن لا ينقض اسلام العبد من جذوره. وكذلك في اصح الاقوال من ترك الصيام. ومن ترك الحج بل اقول في ذلك لا يكفر العبد بترك شيء من اركان الاسلام الا الشهادة والصلاة فقط لثبوت الدليل واما تارك الزكاة والصيام والحج فلا يكفر في الاصح وان كان على خطر عظيم الا انه لا يخرج عن دائرة الاسلام. فاذا من ترك ركنا من اركان الايمان فينتقض ايمانه ببقية الاركان. واما من ترك ركنا من اركان الاسلام فان تركه لا يقتضي انتقاظ جذور الاسلام من اساسه الا اذا ثبت الدليل بذلك. ومن المسائل ايضا قاعدة الانبياء يتفاضلون. فالرسل افضل من الانبياء وافضل الرسل اولو العزم. وافضل اولي العزم الخليلان وافضل الخليلين محمد صلى الله عليه وسلم وكل ذلك باجماع اهل السنة والجماعة. ومن المسائل ايضا قاعدة من كفر بواحد من الرسل كفر بهم جميعا. من كفر بواحد من الرسل كفر بهم جميعا ولذلك يقول الله عز وجل عن قوم نوح كذبت قوم نوح المرسلين. مع انهم ما كذبوا الا نوحا لكن تكذيبهم لنوح يقضي بتكبيرهم بجميع المرسلين. وهكذا في امتي عاد. كذبت عاد للمرسلين. وهكذا في امة ثمود كذب كذب الثمود المرسلين وهكذا. يقول الناظم وكافر بواحد منهم كما قد كان كافرا بهم فلتعلما. ومن المسائل ايضا ومن المسائل ايضا اجمع العلماء على ان احدا لا يعلم متى تكون الساعة الا الله عز وجل وانمو قيامها من جملة مفاتيح الغيب التي اختص الله عز وجل بعلمها فلا يعلم متى تقوم الساعة راء لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي صالح. ولذلك قال جبريل قال محمد صلى الله عليه وسلم لجبريل من المسؤول عنها باعلم من السائل اي ان السائل والمسؤول يتفقان في عدم العلم بوقت قيامها يقول الله عز وجل يسألونك عن الساعة اياما مرساها قل انما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها الا هو. يقول الله عز وجل يسألك الناس عن الساعة قل انما علمها عند الله. ويقول الله عز وجل وعنده الغيب لا يعلمها الا هو. وذكر صلى الله عليه وسلم ان علم الساعة من جملة هذه المفاتيح. فكل من ادعى ان فستقوم عام الفين وكذا وصار يدعي العلم بوقت قيامها بالنظر في النجوم او الارقام الحسابية او اعداد الايات او حروف الايات فانه دجال كذاب فلا يحرفنكم او او يغوينكم عن دينكم وعقيدتكم الصحيحة ومن المسائل ايضا ما معنى قوله؟ فاخبرني عن اماراتها. ما معنى الامارات؟ الجواب الامارات هي العلامات والتي سماها القرآن الاشراط فان قلت وما انواع امارات الساعة؟ الجواب قسمها العلماء الى قسمين الى علامات وامارات كبرى والى امارات وعلامات صغرى. فان قلت وما المذكور من الامارات في الحديث العلامات الكبرى ام الصغرى؟ الجواب انما انما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث شيئا من علامات الساعة الصغرى. ومن المسائل ايضا قاعدة يجمع علامات الساعة الصغرى والكبرى تغير احوال الزمان. يجمع علامات الصاععة الصغرى والكبرى غيروا احوال الزمان فلو انك تأملت جميع الاشراط الصغرى الثابتة في الدليل وجميع اشراط الساعة الكبرى لوجدتها تدل على شيء واحد وهو تغير الزمان. وبالمناسبة خذوها مني. قيام الساعة الكبرى هو التغير يطلق لهذا الكون. فبدأ الله عز وجل هذا التغير المطلق بعلامات تقتضي مطلق التغير. من الارهاص ومن باب الاخبار بقرب ذلك التغير المطلق. فما سيكون يوم القيامة هو التغير المطلق وما يكون قبله من الاشراط هو مطلق التغير. فمثلا ان تلد الامة ربتها هذا على خلاف حقيقة هذا الزمن وخلاف احوال الناس. اذ كيف تنجب الام من سيكون امرا وناهيا لها. وكذلك ان يتطاول الفقراء في البنيان وهم فقراء. عالة رعاء شاة احوالهم وكذلك استفاضة المال حتى لا يطلبه احد. العادة ان الناس يطلبون المال لكن كون احوالهم تتغير ولا يطلبون المال انتم معي في هذا؟ فاذا جميع اشراط الساعة الكبرى والصغرى كلها دليل على مطلق تغير الزمان للتغير المطلق الذي سيكون يوم القيامة. ومن المسائل ايضا قاعدة لا مدخل للعقول في اشراط الساعة اثباتا وتكييفا. لا مدخل للعقول في اشراط الساعة اثباتا وتكييفا فان قلت ولم؟ نقول لانها من علم ايش؟ الغيب ولا مدخل للعقول لا في اثبات شيء من امور الغيب ولا في تكييف شيء من امور الغير وانما الواجب علينا في ذلك التسليم والتصديق بما ورد به الادلة وصحت به النصوص وعدم المنازعة او المجادلة. وهذا يفيدنا مسألة مسألة قاعدة لا يجوز اخراج ما ثبت من علامات الساعة عن ظاهرها. فكل من دخل في شيء من اشراط الساعة بالتحريم او التأويل الباطل. وصرفها عن ظاهرنا فانه يعتبر من المبتدعة الضالين. كالذي يقول ان يأجوج ومأجوج عبارة عن كثرة البعوض والحشرات. فهذا اخراج لهذه العلامة عن ظاهرها وكالذي يقول ان جبل الذهب الذي سيحسر عنه الفرات عبارة عن البترول. وهذا تأويل وخروج عن الظاهر اذا البترول يحفر له والحديث يقول جبل. انتم معي في هذا؟ فاذا وهذه اقوال قيل كما هو منقول عن ابي رية ذي الافكار الغبية والفهم الضال وكالذي يقول ان يأجوج ومأجوج عبارة عن الصينيين او دول شرق اسيا او غيرها فهذا ليس بصحيح. وان قال به بعض اهل العلم الا انه خروج بهذه العلامة عن ظاهرها المتبادر للنص فالاصل في هذه العلامات بقاؤنا على ظاهره. والاصل فيها بقاؤنا على حقيقتها. فلا يجوز ان نخرجها عن ظاهرها او حقيقتها الى مأولها ومجازها الا بدليل. انتم معي ولا جاكم النوم؟ الا بدليل يدل على هذا الاخراج ومن المسائل ايضا قوله ان تلد الامة ربتها كيف يكون ذلك؟ ان تلد الامة ربتنا كيف يكون ذلك؟ الجواب هذه عبارة عن كثرة السراري المقصود بالتسري اي جماع الزوج لامته. وجماع الزوج لزوجته لامته جائز بالاجماع. لقول الله عز عز وجل الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين فاذا جاء مع السيد انت بقلها المسألة المهمة. اذا جامع الزوج امتاه عفوا اذا جامع الرجل امته فان ولدها يعتبر حرا اتفاقا. واما قولنا ان الولد يتبع في الحرية والرق فهذا فيما لو تزوج رجل امة غيره. والاصل حرمة زواج حر بالامة الا في باب الظرورات. لقول الله عز وجل ومن لم يستطع منكم قولا اي مهرا ان ينكح المحصنات اي الحرائر فمما ملكت ايمانكم من فتياتكم اي الجواري. فاذا الامة ان جامعها سيدها فجماعه جائز اجمع وولدها حر واما الحر الاجنبي عن الامة فلا يجوز جماعه لها اجماع ان الا بعقد زواج. وولدها يكون رقيقا. منه. وولدها يكون رقيقا منه اذا لا يشكل عليكم هذا الحديث مع قول العلماء ان الولد يتبع امه في الحرية الرق. انتم فهمتم هذا تصورتم ماذا اقول؟ فهمتم كلامي؟ طيب. فاذا كثرت الجواري كثرت الجواري كثر دماء الاسياد لهن. فكثر استيلاء دهن واولادهن من ذكور واناث احرارا فيكون هو الذي يأمر امه. اذا هي ولدت ربتها اي سيدتها ومن المسائل ايضا قوله الحفاة العراة العالة كلها اوصاف تدل على الفقر وشدة الحاجة كلها اوصاف تدل على الفقر وشدة الحاجة اي ان هؤلاء الفقراء شديدي الفقر. ما بين عشية وضحاها تنقلب احوالهم يعمرون هذه الدنيا ويتطاولون فيها. اخر مسألة في هذا الحديث قاعدة. كون الشيء من علامات الساعة لا يقتضي مدحه ولا ذمه. قول الشيء من علامات الساعة لا يقتضي مدحه ولا ذمة فانا بعثة رسول الله من علامات الساعة وهي ممدوحة. جماع السيد لزوجته عفوا لامته من علامات الساعة اقصد ان تلد الامة ربتها بسبب الجماع هذا من علامات الساعة وهو جائز اجماعا وكون الانسان لا يجد فقيرا يتصدق عليه. بمعنى ان الناس يتعففون عن اخذ اموال الغير وهم وهم ايش؟ غير هذا امر محمود كونك ما تلقى احد في زمن من الازمنة يمد يده لك فتبقى بزكاتك سنة لا تجد احدا يأخذها هذا امر محمود لكن التطاول في البنيان ورد في الادلة الاخرى ما يدل على ذمه. لا يذم لكونه من اشراط الساعة. فكونه من الساعة لا يوجب لا مدحا ولا ذما الا اذا استفدنا المدح او الذم من ادلة من ادلة خارجة. والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد