لم يكن يفعل ذلك لو لم يستيقظ لاكلة السحر فاكلة السحر من يعني من الاسباب لذكر الله والدعاء والصلاة في هذا الوقت الفاضل. ومن بركته تذكر نية الصوم كما ذكرت لكم الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اللهم اغفر لشيخنا وارحمه وتجاوز عنه ولوالديه ولنا ولوالدينا ولجميع المسلمين قال المؤلف رحمه الله تعالى عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسحروا فان في السحور بركة نعم وعن انس بن مالك رضي الله عنه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه ثم قام الى الصلاة قال انس قلت لزيد كم كان بين الاذان والسحور؟ قال قدر اية الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد الكلام على هذين الحديثين في جمل من الفوائد والمسائل المسألة الاولى ان فيهما دليلا على مشروعية السحر وهي مشروعية مجمع عليها بين اهل العلم رحمهم الله تعالى. فقد اتفق فقهاء الاسلام على ان من مستحبات الصيام ان سحر الصائم قبل ابتدائه في يوم الصوم فان قلت ومن الذي حكى هذا الاجماع؟ فاقول حكاه جمع من الائمة ممن عندهم اهتمام بنقل الاجماع. كالامام ابن المنذر رحمه الله والامام القاضي عياض رحمه الله. وكذلك موفق الدين بن قدامة في المغني والامام النووي. والامام بدر الدين العيني رحم الله الجميع رحمة واسعة اذا مشروعية السحور مشروعية السحور متفق عليها بين العلماء. المسألة الثانية فان قلت هل هذه المشروعية مشروعية اجابة او استحباب ان قلت هل هذه المشروعية مشروعية ايجاب؟ او استحباب؟ فاقول الحق في هذه المسألة انها مشروعية استحباب وندب. لا ايجاب والخلاف في هذه المسألة حادث. والا فان جمعا من اهل العلم نقل اجماع العلماء على ان السحور من جملة الامور المندوبة المستحبة لا من باب لا من باب الامور الواجبة المتحتمة على الصائم فالتشريع هنا تشريع ندب واستحباب لا تشريعية تأكد ووجوب فان قلت لقد درسنا في اصول الفقه ان الامر يفيد الوجوب. والنبي صلى الله عليه وسلم هنا قال تسحروا فامر فما الذي صرف الامر من الوجوب الى الاستحباب فاقول الجواب الصادف لذلك امران الامر الاول فعل النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلمت وذلك من وجهين. الوجه الاول ان النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه انه كان يواصل اليوم واليومين بلا فصل طعام لا فطور ولا سحور. كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة وسيأتينا شرحه فيما يستقبل من احاديث العمدة ان شاء الله كان النبي صلى الله عليه وسلم يواصل. فمواصلته دليل على ان امره في قوله تسحروا ليس على وجه الوجوب والتحتم وانما على وجه الندب والاستحباب. اذ لو كان واجبا لكان اول من يمتثله الناطق به صلى الله عليه عليه وسلم والوجه الثاني ما في صحيح الامام مسلم من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت دخل علينا النبي صلى الله الله عليه وسلم يوما فقال هل عندكم شيء؟ قلنا لا. قال فاني اذا صائم. فانشأ نية الصيام من غير سبق سحور. ولا استعداد باكلة السحر. فدل ذلك على ان اكلة السحر بالنسبة للصائم ليست من باب الامور الواجبة. المتحتمة وانما هي من باب الامور المندوبة تحبه واما الامر الثاني من الصوارف. فهو اجماع العلماء القديم. فهو اجماع العلماء القديم فقد نقل الاجماع على ان السحور ان السحور مندوب وليس بواجب جمع من اهل العلم منهم امام ابن المنذر رحمه الله تعالى. ومنهم كذلك الامام النووي. ومنهم كذلك الامام ابن الملقن. فقد قال رحمه الله اجمع العلماء على استحباب السحور وانه ليس بواجب. والمتقرر في قواعد الاصول بان الاجماع حجة شرعية يجب قبولها واعتمادها والمصير اليها وتحرم مخالفتها وهو من جملة صوارف الامر من الوجوب الى الاستحباب لان المتقرر عند العلماء ان الامة لا تجتمع على ظلالة. فان قلت اوليس ثمة في المسألة خلاف من قول؟ فاقول بلى ولكنه خلاف حادث واول من احدث القول بالسحور هم الظاهرية. فان قلت اوليس خلاف الظاهرية معتمدون؟ اوليس خلاف الظاهرية معتمدا جواب معتمد وغير معتمد. معتمد وغير معتمد. معتمد خلافهم اذا كان ثمة من اختلف من العلماء من قبلهم. فاذا كانت المسألة خلافية فلا جرم ان خلاف الظاهرية حينئذ معتد به. ولابد من حكايته. واما اذا سبق خلافهم اجماع ثابت صحيح فان خلافهم حينئذ غير معتبر. ولا ينبغي ان يعول عليه ولا ان ينظر له بعين للاعتبار لان الخلاف الحادث بعد الاجماع غير معتبر. لان المتقرر في القواعد ان الخلافة الحادث بعد انعقاد الاجماع غير معتبر. فصح لنا بهذا التقرير ان الامر في قول النبي صلى الله عليه وسلم تسحروا ليس على بابه الذي هو الوجوب والتحتم وانما هو مصروف عنه الى الندب احباب المتأكد المسألة الثالثة ان قلت وما الحكمة من اكلة السحر؟ وما الحكمة من اكلة السحر. فاقول لقد ذكر اهل العلم رحمهم الله تعالى جملا من هذه الحكم. منها انه معونة على فعل العبادة. المطلوب فعلها في هذا الزمن. وهو الصوم وهذا شيء يحس به الصائم. فانه يعين الانسان على الصوم اعانة عظيمة. ومنها ان فيه مخالفة لاهل الكتاب فان اهل الكتاب جرت عادتهم في صيامهم انهم لا يتسحرون. فندبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الى مخالفتهم. حتى لا نتشبه بهم. والمتقرر عند العلماء ان كل امر يتعلق بتعبدات الكفار او بعاداتهم المختصة بهم فلا يجوز للمسلم ان يتشبه بهم في ان كل ما يتعلق بتعبدات الكفار او عاداتهم المختصة بهم فانه لا يجوز للمسلم ان يتشبه بهم فيها. وعلى ذلك ما في صحيح الامام مسلم رحمه الله تعالى من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم فصل اي الحد المميز والفارق فقال فصل ما بين صيامنا وصيام اهل الكتاب اكلة السحر. يعني ان ان الفارق والمميز بين صيامنا وصيامهم هو اكلة السحر. ومن الحكم كذلك الزيادة على النشاط الزيادة الزيادة في نشاط الصائم. لان ثمة حقوقا كثيرة لان ثمة حقوقا كثيرة تتعلق بالصائم في يوم صومه من من اداء وظيفته التي يطلب فيها رزقه. ومن قيامه بشؤونه وخاصة نفسه وهم او شؤوني اهله وخاصتهم وقيامه وقعوده وادائه للفرائض وقيامه بواجبات يومه السحر تكون معينة له على زيادة النشاط لاداء هذه الامور المطلوبة منه. ومنها كذلك ان فيه تذكيرا للعبد بنية الصوم غدا. فان الصائم لو لم يأكل تلك الاكلة في هذا الزمان فلربما ابتدأ صيامه بلا نية. لكن اذا تسحر فانه يعلم ان سحوره هذا انما لان الصيام مطلوب منه غدا ففيه تجديد لهذه النية ان كان اصلها موجودا وفيه انشاء لاصلها ان كان معدوما. فاذا اكلة السحر فيها خير. كثير حكم بالغة. فصدق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فان في السحور او في السحور بركة. ومن المسائل كذلك. وهي المسألة الرابعة ان قلت وهل ثمة فضائل ثبتت في الادلة لاكلة السحر؟ وهل ثمة قائل ثبتت في الادلة لاكلة السحر فاقول نعم. فمن ذلك ان فيه ان فيه احياء لخصيصة اختص الله عز وجل بها هذه الامة. فاكلة السحر مثل التيمم. فالتيمم من خصوصيات هذه قال لامة. وكذلك اكلة السحر مما اختص الله عز وجل به. هذه الامة رحمة منه واحسانا فان صيام اهل الكتاب لم يكن مشتملا على هذه الاكلة. وانما اختص الله عز وجل بها هذه الامة ولا جرم ان هذا من فضائل هذه الاكلة لان الانسان وهو يأكلها يحس بانه يحيي خصيصة اختص الله عز وجل بها هذه الامة. ومنها كذلك انها سبب لصلاة الله وملائكته. فقد ثبت في الحديث الحسن الذي رواه الامام ابو داود في سننه من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه النبي صلى الله عليه وسلم قال السحور اكل مبارك فلا تدعوه ولو ان يجرع احدكم جرعة ماء فان الله وملائكته يصلون على المتسحرين فان الله وملائكته يصلون على المتسحرين ومن المسائل عفوا ايظا ومن الفضائل ايضا انه سبب من اسباب بقاء خيرية هذه الامة انه سبب من اسباب بقاء خيرية هذه الامة. فاذا اكلت اكلة السحر فاستشعر انك تحقق سببا من اسباب بقاء خيرية هذه الامة. فان لخيرية الامة اسبابا كثيرة منها الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومنها تعجيل الفطور وتأخير السحور. لما روى الامام احمد في مسنده من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا امتي بخير ما عجلوا الفطر واخروا السحور او قال السحور او كما قال صلى الله عليه وسلم وتأخير السحور ليس من لفظ الصحيحين. وانما هو زيادة عند الامام احمد بسند بسند جيد. فهذه من فضائله مما يعين المسلم على عدم الاخلال به او استثقاله. باي سبب من الاسباب ومن مسائل هذين الحديثين ايضا ان قلت لما سميت تلك الاكلة بمسمى السحور لما سميت تلك الاكلة بهذا المسمى؟ فاقول اعلم رحمك الله تعالى ان عادة الشارع بتسمية العباد بازمانها واسبابها. وهذه قاعدة التسمية في العبادات. احفظوها ايها الاخوة ان الشارع جرت عادته ان يسمي العبادات بازمانها تارة وباسبابها مرة اخرى فصلاة العصر سميت بذلك تسمية زمان وصلاة الظهر والمغرب والعشاء والصبح سميت بذلك تسمية زمان. وكذلك صلاة الضحى. سميت بذلك تسمية زمان وقيام الليل سمي بذلك تسمية زمان. ولكن ركعتا الطواف سميت بذلك تسمية سبب اي ركعتان سببهما الطواف. وكذلك ركعتا طهارة سميت بذلك تسمية سبب النافلة المعادة. سميت بذلك كتسمية سبب اي ان سببه اي ان سببها اعادة او قيام الجماعة مرة اخرى ثم نرجع بعد هذا التأصيل والتفريع الى مسألتنا ونقول السحور سميت هذه العبادة بهذا الاسم مراعاة لزمانها فلم تخرج عن سنن هذه هذه القاعدة الشرعية في تسمية في تسمية العبادات فسميت هذه الاكلة بهذا الاسم مراعاة لزمانها لانها اكلة تفعل في وقت السحر قبيل الفجر. ويدخل وقت السحور بدخول منتصف الليل فما اكل قبله فلا يسمى فلا يسمى سحورا. يدخل وقته بدخول منتصف الليل وما قبل ذلك من الطعام لا يسمى لا يسمى سحورا. وذلك لان المتقرر عند العلماء ان عبادة لا تشرع قبل ابتداء زمانها وما بعد منتصف الليل يسمى سحرا وما بعد منتصف الليل يسمى سحر ومن المسائل ايضا ان قلت هل النطق الصحيح في الحديث؟ ان يقال فان في السحور بفتح السين او فان في السحور بظمها فاقول صحيح والرواية نقلت عن اهل الحديث والرواة باثباتهما. بفتح السين وضمها فان قلت وهل يختلف معناهما بالفتح او بالظم ام معناهما متفق بتلك الحركتين. فاقول الجواب بل يختلف معنى فانها بالفتح اسم لذات الطعام المقدم. فالأرد او المرق او الدجاج واللحم او التمر او الماء الذي يأكله الصائم في السحر استعدادا للصيام يسمى سحورا. واما بالظم فهو الفعل. فمدك يدك للصحن ورفعك للقمة لفيك ومضغها هذا فعل يسمى سحور فبالفتح اسم لذات الاكلة وبالظم اسم للفعل وهو الاكل انتم معي في هذا ولا لا؟ ومثلها مما يخرج عليها الطهور بالفتح والطهور فالطهور هو الماء الذي يتطهر به. فاذا جئتك بماء تريد ان تتوضأ به فهذا الماء يقال له طهورا وفعلك للطهارة يسمى طهورا مثلها ايضا الوجور والاجور. وهو ما يصب في الانف عفوا ما يصب في الفم من احد شقيه كالقطرة او غيرها. فما يقطع به في احد شقي الفم يسمى وجورا ووجورا. فالوجور بالفتح اسم هذه القطرة والاجور الفعل نفسه. ومثله السعود الصعوق وهو ما يستنشقه الانسان او يصب في انفه. فالسعوط بالفتح اسم قل لذات ما تصعدت به واما السعوط فهو اسم للفعل نفسه. فاذا هذه الاسماء في اللغة العربية بالفتح يراد بها ذواتها. وبالظم يراد به الفعل يراد بها الفعل فان قلت واي الروايتين اصح؟ ارواية الظم او رواية الفتح؟ فنقول كلاهما لان المتقرر ان اللفظ اذا فسر بتفسيرين او نقل بمعنيين لا تنافي بينهما فانه يحمل يحمل ايش؟ عليهما فلا تعارضا بين رواية الفتح ولا رواية ظم ومن المسائل ومن المسائل ايضا ان فيه دليلا على كمال تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لامته احكام الشرع فان من الكمال التعليمي ان تربط الاحكام بعللها. ليكون ذلك اعون للنفوس ليكون ذلك اعون للنفوس على امتثال الحكم الشرعي. ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما امر امته بالسوء حور ربط هذا الامر بحكمته وعلته في قوله فان في السحور بركة. وهذا اعون للنفوس على امتثال الحكم. فهي قاعدة تعليمية ينبغي للمعلمين ان ينتبهوا لها وهي الا يجردوا الاحكام عن حكمها او عن عللها. بل من كمال التعليم ان تربط هذا بهذا السامع بامرك ويكون اعون له على امتثاله. ومن المسائل ايضا قوله بركة فان في السحور بركة اعلم رحمك الله ان المتقرر في باب البركة عند اهل السنة والجماعة ان الاصل في البركة التوقيف على ثبوت النص. زمانا مكانا وذاتا. فلا يجوز لك ان تدعي بركة زمان بركة في زمان لا بدليل لان الاصل في بركة الزمان التوقيف على الادلة. ولا يجوز لك ان تدعي البركة في مكان الا بدليل. لان الاصل في بركة المكان التوقيف الادلة ولا يجوز لك ان تدعي البركة في عين او ذات من الاعيان والذوات الا بدليل لم لان الاصل في بركة الاعيان والذوات التوقيف على الادلة. فالبركة بكل علاقاتها زمانا ومكانا وذاتا مبناها على التوقيف. ثم اعلم ان البركة الثابتة في الادلة تنقسم الى قسمين عظيمين. لابد يا طالب العلم ان تفرق بينهم لان الخلط بين نوعي البركة اوجب الوقوع في بدع كثيرة النوع الاول بركة ذاتية منتقلة. والنوع الثاني بركة معنوية لازمة. ونعني بالبركة الذاتية المنتقلة اي تلك البركة التي متى ما ماسها شيء او است شيئا انتقلت بركتها اليه. كبركة ذات النبي صلى الله عليه وسلم فان البركة التي خلقها الله في ذاته صلى الله عليه وسلم هي البركة الذاتية المنتقلة. بمعنى ان كل شيء ماسة جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنتقل البركة اليه. ولذلك فقد اجمع اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واهل السنة من بعدهم على جواز التبرك بشعره. وبعرقه وبفضل طهارته. انتم معي في هذا ولا لا؟ وبما ماسة جسده من الملابس. فكل شيء يماسه او ينفصل عنه من شعر ونحوه فانه يكون مضاءكا تثبت فيه ولا تنتقل. ولذلك لا يزال كثير من الصحابة يتبركون بثيابه بعد مماته تبركون بشعره بعد ما ماته اليس كذلك؟ والادلة على ذلك كثيرة قد طرقناها في في دروسنا في شرح قواعد العقيدة فان قلت وهل ثمة بركة ذاتية منتقلة اخرى الجواب اب لا وانما البركة الذاتية المنتقلة انما هي من اوصي يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فان قلت اويعني كلامك هذا انه ليس في ابي بكر بركة ولا في عمر بركة ولا في المهاجرين والانصار بركة ولا في المسلم عموما. بركة فاقول لا يعني كلامي ما ذكرت بل ابو بكر فيه بركة. وعمر فيه بركة. والمهاجرون والانصار فيهم بركة بل وكل مسلم فيه بركة وبرهان هذا ما في الصحيح من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان من الشجر شجرة لما بركته كبركة المسلم. فكل مسلم فيه بركة. ويقول اسيد بن حضير رضي الله عنه ما هي باول بركاتكم يا ال ابي بكر فان قلت اذا اي بركة في ابي بكر وفي من عاداه من سائر المسلمين في هذه الامة فاقول انما هي البركة الثانية. وهي البركة المعنوية اللازمة التي تلزم محلها الا تفارقه ولا تنتقل الى ما يماسها. فان قلت وما دليله على هذا التفريق فاقول لقد اجمع اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ان ابا بكر رجل مبارك لكن هل ايمانهم بوجود البركة فيه جعلتهم يتصرفون مع بركته كالبركة مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ الجواب لا فاذا الصحابة فرقوا بين البركتين. فكانوا يتبركون بالبركة في ذات صلى الله عليه وسلم ولم يكونوا ليصنعوا هذا الامر مع ابي بكر. وهذا التفريق في الفعل يدل على صحة هذا التفريق عن اهل السنة والجماعة. فاذا اياك ان تخلط يا طالب العلم بين نوعي البركة. ثم اعلموا ان جميع بركة الزمان كلها معنوية لازمة من غير تفصيل. واعلموا ان جميع بركة الامكنة الثابتة في الادلة. كلها. بركة معنوية لازمة. بقينا في اي بركة بركة الذوات كذا ولا لا؟ بركة الذوات تنقسم الى قسمين بركة ذاتية منتقلة وهي مخصوصة بمن في هذه الامة بالنبي صلى الله عليه وسلم وما عدا ذلك مما ثبتت بركته من الاعيان والذوات فكلها من نوع البركة المعنوية اللازمة افهمتم الجواب نعم فهمتم ان شاء الله فان قلت مثل لنا بما لا يقل عن ثلاثة امثلة. فاقول نعم. المثال الاول اوليس المسجد الحرام فيه بركة الجواب بلى. لكن بركته من اي نوع؟ من نوع بركة المكان. والمتقرر عندنا ان بركة المكان كلها معنوية لازمة. وبناء على ذلك فليس كل شيء تمسه تمسه. في المسجد الحرام تنتقل بركته اليك. لاننا نرى بعض الناس بان المسجد الحرام فيه بركة فتجده ربما تمسح باستار الكعبة وتمسح باعمدة المسجد الحرام. وتمسح بمقام ابراهيم ظنا منه ان البركة في هذا المكان بركة ذاتية منتقلة. وهذا خطأ عظيم. سببه عدم التفريق بين نوعي البركة. مثال اخر اوليس الحجر الاسود فيه بركة الجواب بلى بركته بركة ذات الا بركة ذات بركة عين يعني وبركة الذوات الاصل فيها انها بركة معنوية لازمة الا ذات النبي الله عليه وسلم فحين اذ البركة الحالة في الحجر الاسود انما هي بركة واتباع. لكن لا يلزم من انك اذا مسست او قبلت الحجر الاسود ان بركته تنتقل اليك وبناء على ذلك فما نراه من ان الناس اذا استلموا الحجر الاسود تمسحوا وجوههم ونحورهم واكتافهم. واذا كانوا يحملون وليدا تحو جسده ظنا منه ان البركة التي حلت في هذا الحجر انها ذاتية وهذا خطأ بل بركة معنوية لازمة وهذا هو الذي جعل عمر ينبهنا على ذلك في قوله اني لاعلم انك حجر ما تضر ولا تنفع يعني انك ما في شي ينتقل منك الينا ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك يعني انا اطلب منك احياء الاتباع فقط فاذا اطلب منك ايش؟ اي بركة. المعنوية اللازمة وهي بركة الاقتفاء والاتباع فقط. افهمتم ماذا ومثال ثالث. قال الله عز وجل في المسجد الاقصى سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله. هذا بركة زمان ولا مكان ولا اعيان؟ بركة مكان هل هذا دليل على ان كل حجر في المسجد الاقصى وكل جدار او شجر او مدر انت تنتقل بركته اليك؟ الجواب لا. لان البركة التي خلقها الله في المسجد الاقصى انما هي هي بركة معنى بركة بركة معنوية لازمة والبركة المعنوية اللازمة لا تفارق محلها. مثال رابع بركة السحور هذي بركة عين وقد قلنا لكم قاعدة بركة الاعيان هي انها معنوية لازمة. فالبركة التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله فان في السحور او السحور بركة ليست هي البركة الذاتية المنتقلة. وانما هي البركة المعنوية اللازمة انتبهوا لهذا بدليل ان الصحن الذي نضع فيه اكلة السحر. اوليس يماس هذه الاكلة؟ فلو كانت البركة فيه ذاتية منتقلة لانتقلت البركة للصحن فصار الصحن مبارك. اوليست يدك تمس الطعام المبارك اجيبوا يا اخوان الجواب نعم. فلو كانت البركة المذكورة في الحديث هي الباء بركة او البركة الذاتية المنتقلة لبقيت بركة السحور بيدك اوليس القدر يطبخ فيه تلك الاكلة الجواب بلى انتم معي في هذا ولا لا فاذا بركة السحور بركة معنوية في اتباع السنة وفي امور سيأتينا تفصيلها في المسألة القادمة ان شاء الله لعيونكم تقول ما فهمت عينك يا سعيد تقول ما فهمت ان شاء الله تحقيقا ولا تعليقا اكيد ان شاء الله طيب البركة التي حلت في السحور نعم احسنت بركة ذاتية منتقلة معنوية ولا ذاتية؟ ممتاز يا سيد صح. اصبت انت واخطأت انت هي البركة المعلومة فرع خامس حتى اتأكد من ثبوت المعلوم. اوليس زمزم ماء مبارك اجيبوا الجواب نعم من اي نوعي البركة بركات اعياد طيب هل هو بركة ذاتية منتقلة ولا بركة معنوية لازمة استشف الاجابة منكم معنوي الازمة هذا قول ابي بدر تعرفون قول الاطباء غير مقبول في الشريعة نعم اجب معنوية لازمة يا ساتر هل يجوز اطلاق الساتر على الله باب الخبر ليس من باب الوصف ولا التسبيح. ماشي ها وغيرها تتفقون مع ابي بدر وعبد المجيد تجد لك رأي مخالف دائما تحب المخالفة انت طيب استاذ خالد قال لنفسه لم اوليست بركته تنتقل للمصران وشفاء سقم وطعام طعم يشبع بها البطن فنقول لا بركته على القول الحق انها معنوية لازمة. بدليل ان الكأس الذي تشرب فيه ماء زمزم او تنتقل بركته الزمزم اليه؟ الجواب؟ لا. فلو كانت بركته كمل يا حاتم ايش ديالها زمزم لو كانت بركة زمزم معنا ذاتية منتقلة لا انت قلت البركة الى الكأس فتحتفظ بهذا الكأس الى ابد الدهر ولذلك بسبب الخلط في البركة المشهود لها في الادلة في ماء زمزم تجد ان من الناس ثيابه بماء زمزم. بل وربما عمم بيته وجدرانه بماء زمزم. وربما غسل سيارته او عبأ ديترها بماء زمزم ظنا منه ان البركة التي حلت في هذا الماء تنتقل الى ماسه وهذا خطأ. بل البركة التي خلقها الله في هذا الماء المبارك ما بركة معنوية لازمة. افهمتم هذا؟ نعم. فاذا قوله صلى الله عليه وسلم فان في السحور او السحور بركة هي البركة المعنوية اللازمة. فان قلت وهل البركة في نفس الاكل او فعل الاكل فهمتم السؤال قال فان في حور بركة. وفي رواية فان في السحور بركة فلو سألنا سائل وقال هل البراء كه المشهود بها في هذه الاكل له تخص ذات الطعام يعني ذات المأكول او فعل الاكل الجواب كلاهما فذات الطعام فيه بركة واكله فيه بركة وعلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم هلم الى هذا الغداء المباء ركب حديث حسن. فسمى السحور غداء مباركا ومن المسائل ايضا ان قلت لقد بينت لنا في المسألة قبلها ان السحور او السحور فيهما بركة بينت لنا ان نوع البركة هي المن يلمع اذا مو بمو هي المعنوية اللازمة. فهلا بينت لنا هذه البركة او شيئا من مقتضياتها فاقول حيها لا فمن بركة السحور او السحور اتباع السنة فلو لم يكن في اكلة السحر الا هذه البركة لكفته. فاتباع السنة اجرها غير محصور ولذلك ايهما افضل ان يقول لك الشارع لك الاجر مرتين ولا يقول لك اصبت السنة اصبت السنة اعظم من كونه لك الاجر مرتين فالاجر المطلق اعظم عند الشارع من الاجر مقيد صح ولا لا؟ ولذلك انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب. الا الصوم فانه لي وانا اجزي به. فكلما كان الاجر مطلقا كلما كان في باب التعظيم عند الله عز وجل والمضاعفة من الاجر المقيد. كما تقرر في قواعد الاصول ومنها مخالفة اهل الكتاب المحبوبة للشارع في فروع دينية كثيرة جدا. فان مما قاصد الشرع العام مخالفة اهل الكتاب. وبسببه الف الامام ابن تيمية كتابه اقتضاء. الصراط المستقيم لمخالفة اصحاب الجحيم. يقرر فيه انه لا يجوز التشبه بهم فيما كان من عباداتهم او عاداتهم المختصة بهم كل هالكتاب يخدم هذه القاعدة رحمه الله وغفر له. في مسألة واحدة الف لك سفرا من مجلدتين كبيرتين ومنها التقوي على عبادة الله ومنها زيادة النشاط كل هذا من البركة ومنها وهو غريب. مدافعة سوء الاخلاق التي تصدر بسبب ولكم في الساعة الثانية ظهرا بعد الخروج من الدوام في ايام الصيام عبرة من سوء الاخلاق وكثرة الشتائم والسباب. بحجة انه جائع وصائم كلما جاء الانسان ساء خلقه فحتى يحفظ الصائم لسانه وجوارحه مما لا يليق فاكلة السحر توجب له الشبع واندفاع سوء الاخلاق الى ابعد وقت ممكن في الصيام فمدافعة سوء الاخلاق من بركة هالطعام هذا من بركة اكلة السحر ومنها وهو خطير التسبب بذكر الله في هذا الوقت الفاضل لان من الناس من يلزمه تلزمه اكلة السحر بالاستيقاظ في وقت السحر فبما انه استيقظ فربما دعا واستجيب له لانه وقت التنزل الالهي وربما ذكر الله عز وجل فضعف اجره وربما قويت نفسه على ان يصلي ما كتب الله له سابقا كما ذكرت لكم سابقا اما الوقت خمس واربعون دقيقة ذهب طيب ومن المسائل ايضا ان في هذه الادلة ان في هذه الاحاديث دليلا على استحباب تأخير السحور وان يكون قبيل الفجر بمقدار خمسين اية وتكون الايات متوسطة لا بالقصيرة كايات المفصل ولا بالطويلة كاية الدين او ما يماثلها او يقاربها في الطول. وانما تكون ايات متوسطة. وقد قدر ذلك بالتوقيت الحالي بما يقرب من ثلث ساعة او ربع ساعة فاذا اخرت سحورك وفرغت منه وكان بين فراغك واذان الفجر اي طلوع الفجر الصادق دار الربع الى الثلث ساعة فقد احييت السنة فقد احييت السنة احيا الله قلبك فان قلت وهل اجمع العلماء على استحباب تأخيره؟ فاقول نعم. فتأخير السحور من المسائل الشرعية المتفق عليها بين العلماء رحمهم الله تعالى. فان قلت ومن حكى هذا الاجماع فاقول لامام ابن المنذر والامام ابن قدامة وجمع من اهل العلم ممن لهم عناية بنقل الاجماع ومن المسائل ولا ادري عن رقمها عندكم. المسألة الحادية عشرة ان في هذه الاحاديث دليلا على كمال رأفة رسول الله صلى الله عليه وسلم بامته حيث شرع لهم تأخيرا اكلة السحر الى قبيل وقت الصوم لانه كان يرقب الارفق بامته والاحفظ لصحتها امنع لدرك المشقة عنها فلم يعطل صلى الله عليه وسلم اكلة السحر مطلقا. ولم يقدمها حتى يفوت المقصود منها بل شرعها وشرع تأخيرها ليتحقق للامة المصلحتان. الشبع بتشريع اصل الاكل بقاء الشبع اطول من وقت ممكن بتشريع تأخيره. لانه لو شرعه في اول الليل لهظم قبل ابتداء وقت الصوم. فيجوع الصائم في ابتداء الصباح فالرحمة في اكلة السحر من وجهين من وجه اصل تشريعه ومن وجه اصل تأخيره انتم معي هذا ولا كلامي صعب قلت في اخر شي يا سلطان ما وجه الرحمة وكمال الرأفة بنا ومن اصل تأخيره ومن المسائل ايضا ان قلت وما افضل ما يتسحر عليه الصائم مع الدليل فاقول الجواب افضل ما يتسحر عليه الصائم التمر لحديث ابي هريرة عند ابي داود وهو حديث صحيح. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم سحور المؤمن التمر فان قلت ولو تسحر بغيره فاقول اجمع اهل العلم على ان كل اكلة تؤكل بنية التسحر فانها محققة السنة حتى ولو لم يجد الانسان الا ان يجرع جرعات من الماء. ولو لكن السنة اولى بالاتباع فوصيتي لكم الا تهملوا سحوركم من من اكل التمر ما تبع اوس تقنا لك وقد اثبت الطب الحديث ان التمر يشتمل على عشرين صنفا من اصناف الغذاء بمعنى لا انه يكفي الجسد عن غيره ولا يكفي غيره عنه ولذلك في صحيح الامام مسلم بيت لا تمرق فيه جياع اهله لان اجسادهم لا تشتمل على الفيتامينات المقوية فالمطلوبة لاحياء جسد بني ادم باصناف من الطعام فكل اصناف الطعام تشتمل على بعضها الا التمر. فيشتمل على كلها فيشتمل على كلها وهي عشرين نوعا من انواع الاغذية اي الفيتامينات التي يحتاجها الجسد فيتامين اي وفيتامين سي وفيتامين وانت ماشي كذا ولا لا يا دكتور؟ بس كذا لانني قلته هذه قاعدة لابد من تصحيحها عندك من اجل ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت لا تمر فيه جياع اهله. كيف يجوعون وقد امتلأت مخازنهم من انواع الطعام نقول امتلأت من انواع الطعام الاحادي. الفائدة، لكن التمر ايه من انواع الفائدة الاشتمالية والشمولية. يقول العلماء رحمهم الله تعالى ان الشارع جمع في السحور والفطور انواع البركة فجمع البركتين في تقديم الفطور وكونه على تمر. فالتقديم مبارك والتمر مبارك. وجمع البركتين في السحور في التأخير والتمر. ليختم صيامه بتلك البركتين ويبتدأ صيامه بتلك البركتين فلا يزال يتقلب الصائم من بركة الى الى بركة فشهر رمضان شهر مباركة ليله ونهار انتهى الوقت طيب اذا لعلنا نكتفي بهذا وهي على كل حال احدى وعشرون مسألة نكملها ان شاء الله الدرس القادم والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا