عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام من حسن اسلام المرء تركه ما لا الله اكبر. الحمد لله. هذا حديث يعتبر اصلا عظيما من اصول الدين. ومن اصول الادب لانه يحث الانسان على ان يشتغل بالامور التي تنفعه وترك الامور التي لا منفعة له فيها لا في دينه ولا في دنياه ولا لا في اولاه ولا في اخراه. وهذا الحديث وان كان فيه شيء من المقال. وللعلماء فيه كلام كثير الا ان صح الاقوال عندي فيه والله اعلم انه حديث حسن. انه من الاحاديث الحسنة والكلام عليه في مسائل المسألة الاولى ان فيه دليلا على ان من كمال الايمان عدم الاشتغال بما لا فائدة فيه. فاذا اردت ان يكون ايمانك كاملا فاترك الاشياء التي لا منفعة فيها فما لا طائل فيه ولا نفع يعود على العبد به في دينه ودنياه فالواجب على العبد ان يتركه ولا ينبغي ان يشتغل به. وبناء على ذلك فاذا رأيتم هؤلاء من خلق الله يشتغلون بامور لا منفعة لهم فيها ابدا. ويتابعون امورا لا منفعة لهم فيها ابدا. ويكثرون السؤال عن امور لا منفعة لهم فيها ابدا فاعلموا انهم اوتوا من ضعف ايمانهم. المسألة الثانية اعظم ما يدخل في هذا الحديث وجوب حفظ اللسان والمنطق. فيجب على الانسان ان يكف لسانه. اللغو كما في مسند الامام احمد رحمه الله انه قال ان من حسن اسلام المرء قلة الكلام فيما لا يعنيه فلا ينبغي لك ان تنطق بلسانك الا الشيء الذي ترجو منفعته ولذلك قال الحسن رحمه الله من علامة اعراظ الله عن العبد ان يشغله فيما لا يعنيه وقيل للقمان الحكيم ما بلغ بك ما نرى يريدون الفضل. يعني كيف بلغت من الفضل هذه فقال بصدق الحديث واداء الامانة وترك ما لا يعنيني. ولما دخل النبي صلى الله لما دخل ام السائل على رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقد توفي فقالت طوبى له يا رسول الله اما انا اشهد له بكذا وكذا. فقال وما يدريك يا ام السائب لعله بخل بما لا يفقره او تكلم فيما لا يعنيه يعني لم يرضى بهذه الشهادة وعلل عدم الشهادة له بهاتين العلتين لعله طلب نفقة ومنعها او بخل بها وهي لا او انه اعمى لسانه فيما لا فيما لا يعنيه. فاعظم ما ينبغي التضرع عنه فضول الكلام ولغوه. فان من كثر منطقه كثر سقطه. ومن كثر سقطه قلت هيبته. ومن المسائل ايضا فيه دليل على ان الاسلام يزيد وينقص. فيه دليل على ان الاسلام يزيد وينقص فمن الناس من هو حسن الاسلام ومن الناس من هو سيء الاسلام. فهناك خصال واعمال تدل على حسن اسلام المرء كصدقه في الحديث وعفته عن الوقوع في الفواحش واجتهاده في الطاعة واداء الامانة وبره بوالديه وغير ذلك من الخصال الدالة على انه ذو اسلام حسن. وهناك خصال في المقابل تدل على سوء اسلامه اي تدينه ككذبه وخيانته وغشه وغدره ومجاهرته بالمعاصي ويدل على ذلك يا اخواني ما في الصحيحين من حديث ابن مسعود ان ان ناسا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله او نؤاخذ بما عملنا في الجاهلية؟ فقال اما من احسن منكم في الاسلام فلا يؤاخذ بما عمل الجاهلية واما من اساء منكم في الاسلام اخذ بالاول والاخر. فاذا احسان اسلام المرء سبيل درجاته وتكفير سيئاته. ومن المسائل ايضا في هذا الحديث دليل على بالحفظ على حفظ الاوقات. واستثمارها وعناية الاسلام بمسألة الوقت. والا تضييعه ولا تفويته بالاشتغال بما لا فائدة فيه. فالاوقات اعظم شيء امرت انت بحفظها. فلا تكن هي اسهل الاشياء ضياعا عليك. ولقد فرط كثير من الناس في هذه النعمة التي يغبن الإنسان قال النبي صلى الله عليه وسلم نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ولاهمية في الوقت واستثماره جعل الله عز وجل الوقت من جملة الاشياء التي اقسم بها في كتابه. فاقسم بالفجر والعصر والضحى والليل وكلها من اجزاء الوقت. فعلى الانسان الا تمر عليه لحظة من لحظات في حياته الا الا في خير. الا في خير. فان تعب جسدك من عمل الخير فلا اقل من ان تعمل ذكرك في التفكر. فاعمال الفكر لا يتعب الانسان. المهم انك تكون في طاعة. فاذا تعبت من الصلاة تعب لسانك من الاذكار تعبت من التأليف تعبت من التعليم فلا اقل من ان تتكئ على اريكتك ثم تقلب بصرك في السماء والنجوم والجبال الشجر والدواب وتتأمل الناس تأمل الحياة الدنيا والاخرة. فاذا لا ينقطع طريقك الى الله وجل حتى ولو بالتفكر والتأمل. ولا نجد المبرزين من الناس الا من حافظ على فيه ومن المسائل ايضا. ان فيه دليلا على اهمية الاخلاق الحسنة في هذا الدين وعلو رتبتها وكعبها في الاسلام. وهذا سيأتينا في الحديث الذي بعده ان شاء الله ومن المسائل ايضا اعلم ان ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ليس بالامر بل والله انه من احسن الامور. الا على من يسره الله عليه. فليس كل احد يستطيع ان يترك ما لا انين انه لشيء عسير جدا. انه لشيء عسير. لانه سيقتضي منك ان تترك ثلاثة ارباع كلامك لان اغلب كلامنا منذ نصبح الى ان نمسي في ماذا في فيما لا منفعة فيه. وستترك ثلاثة ارباع مجالس زملائك واصحابك وستكون وحيدا لان اكثر مجالس الناس الان ان لم تسلم من الحرام فهي فيما لا فائدة فيه من تحليل تحليلات سياسية واخبار صحفية وتحليلات رياضية وفاز الفريق الفلاني والفريق الفلاني. فاذا تطبيق مقتضى هذا الحديث ليس بالامر السهل يحتاج الى جهاد ويحتاج الى مجاهدة ويحتاج الى صبر والى مصادرة فان النفس ان لم تشغلها بالخير والامور النافعة فانها سوف بالسر والبطالة. ولذلك افضل صاحب لك في هذا الزمان هو كتاب الله عز وجل فخير ما ينبغي الاشتغال به في هذا الزمان عن كلام الناس وحديث واحاديث الناس هو ان يقبل العبد بكليته على تلاوة كتاب الله عز وجل والنظر في الحديث وعلى مدارسة العلم وكلام العلما وكثرة القراءة ومجالسة الصالحين والتقرب الى الله عز الا بالسنن والنوافل وادامة الذكر. والدعوة الى الله عز وجل. هذا من اعظم ما ينبغي لك ان تصحبه في هذا الزمان واما كثرة المجالس وكثرة النزهات والذهاب والاياب فانه لا خير فيه. ومن المسائل ايضا ان سألنا سائل وقال لماذا امرنا النبي صلى الله عليه وسلم ان نترك ما لا يعنينا؟ ما الفائدة من ترك ما لا يعنيه هل هناك فائدة شرعية احصلها اذا تركت الشيء الذي لا يعنيني؟ الجواب نعم. هناك مصالح شرعية عظيمة. خذوا بعضها اولا ان غالب من يشتغل فيما لا يعنيه يقع في المحرم. غالب من يشتغل في الشيء الذي لا يعنيه غالبا مما يقع في الحرام فالاشتغال بما لا يعني يفضي الى الوقوع فيما حرم الله ويوقع في سوء الظن ويوقع في انتهاك محرمات. الا ترون الذين يتابعون المباريات يسبون اللاعبين؟ وينظرون الى عورات اللاعبين؟ الا ترون الذين يجلسون في القيل والقال يغتابون الناس وينمون ويعيرون ويسبون ويشتمون اذا من اشتغل بالشيء الذي لا منفعة له فيه ولا ولا يعنيه لابد لزاما ان يجره ذلك الى الوقوع في الحرام وسد الذرائع مطلوب. فسدا للوصول الى الحرام اترك الشيء الذي لا ومنها ايضا ان غالب الاشتغال فيما لا يعني يفضي الى العداوات غالبا. يفضي الى العداوات فالاشتغال بذلك يؤدي الى وقوع العداوة والبغضاء بين المسلمين. فكم من اناس تكلموا في مسألة لا تعنيهم؟ ثم تسابوا وتشاتموا وتخاصموا مع ان اصل المسألة لا تعني احد الطرفين. ربما يتكلم بعضهم مثلا في شراء سيارة فلان اشترى سيارة وين تكون مثلا اشترى سيارة نوعه كذا فقال له الطرف الاخر يا اخي انا انا توني شايفه ما شراها يا ابن الحلال قال انت تحب تصير اعلم قال له اجل انت اللي اعلم مني اجل ويطلعون متخاصمين لو انهم كفوا انفسهم واشتغلوا بما يعني فمن ثمرات الاشتغال بما يعني عدم الخصومة. ومن ثمرات الاشتغال بما يعني الوقوع في العداوات والخصومة والبغضاء. ومن المخاطر ايضا ان الاشتغال بما لا يعني انتبه. عفوا الاشتغال بما لا يعني نفض الى الاشتغال عما يعني. وهذا من اخطر الاشياء انك اذا قطعت هذا المجلس ساعة كاملة في حديث لا يعنيك فقد اشغلته عن الحديث الذي يعني من الدعوة الى الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر منكر ودلالة الناس على الخير واجابة الفتاوى ونفع الناس بالعلم الشرعي. ساعة كاملة كنت تستطيع ان تشرح فيها بابا فقهيا ان تعلم الناس شريعة كاملة عقيدة كاملة اشغلتها بما لا يعني فادى ذلك الى فوات ما يعني ومن المخاطر ضعف الايمان. فان الاشتغال بما لا يعنيك يؤدي بك الى ضعف الايمان ومنها ايضا استثقال النفوس للطاعة. ولذلك كثير من الناس يعشر عليه ان يقوم عن مباريات للصلاة. مع ان المباراة لا تعنيه. والصلاة تعنيه. فعد اشتغاله بما لا يعنيه. على والتكاسل عن ما يعنيه. ومن الناس من يقطع مجلسا من المجالس فيه متعة وانس وسرور وصحبة. ثم يسمع اذن مع ان المجلس لا يعنيه ابدا لا في دينه ولا في دنياه ولا يأتي للصلاة بسبب الاشتغال بذلك ومنها ايضا ان الاشتغال بما لا يعني فيه انصراف بالعبد عن معالي الامور. والاشتغال بسفاسفها ودنيئها المسألة الاخيرة المسألة الاخيرة او التي قبل الاخيرة. ان هناك امورا لا تعنينا ولا فائدة لنا منها ابدا ولابد ان انص عليها بعينها. حتى يعلم دخولها في عموم هذا الحديث العظيم منها فضول الكلام في المجالس اتركوه وفقكم الله فلا خير لكم فيه. ومنها توسع في فضول المباحات. فمعك سيارة توصلك الى مطالبك تكفيك عن شراء سيارة اخرى توجب تحمل دين عندك اثاث يكفيك ويكفي اضيافك واهلك فهذا كاف عن الاشتغال بالاستدانة شراء اثاث جديد يتطلب ان تتبع الموضات وان تنظر الى المواقع وان تنتقل من محل الى محل. وعندك في البيت ما يغنيك فترك فضول المباحات هذا يدخل في هذا الحديث. ومنها ايضا كثرة السؤال عن احوال الناس وامورهم الخاصة من غير سبب يقتضي ذلك الا اللقافة اللي ما لها داعي. يستغفر الله ومنها ايضا تتبع عورات الناس والتنقيب عن احوالهم والتفتيش عنها لا سيما التنقيب عن اخطاء العلماء والحكام. فبعض الناس مولع بتتبع العورات. تجده يقرأ الكتاب ابو سبعمائة صفحة تمر عليه الزهرة فلا يلتفت قلبها له. ويمر عليه الورد فلا يلتفت له. تمر عليه التحقيقات البديعة والانواع والتقسيمات المبهرة فلا يلتفت اليها. فيجد غلطا نحويا او خطأ املائيا او غلطة وقع فيها قلم. فاذا هو ويشيع هذه الغلطة ويجعلها مسبة وقدحا في هذا العالم. وما اكثرها وما اكثر هؤلاء كثرهم الله ومنها ايضا التساهل في رواية القصص التي لا خطام لها ولا زمام واعظم من ذلك التساهل في نسبة الاحاديث الواغية الموضوعة. للنبي صلى الله عليه وسلم. حتى ولو كان بقصده بالوعظ فان سلامة الوسيلة لا تسوغ الوقوع في المخالفات. ومنها وقد انتشر في هذا الزمان كثرة الاشتغال بقراءة الروايات الغرامية والقصص البوليسية. التي لا تسمن ولا تغني من جوع وتعلم انها من نسج خيال مؤلفها ثم تخرج من بعد مئة صفحة واقتطاع وقت طويل بلا بلا فائدة. فضلا عن كون كثير من الروايات المنتشرة روايات غرامية وعشق تخرج منها وقلبك متعلق ببطلة القصة وهي وهمية فالاشتغال بهذه كله مما لا يعنيك يا بني لا يعنيك هذا. ومنها ايضا ان انكب الانسان بكليته على فقه الواقع. ويريد ان يتعرف على الاخبار. فتجد القنوات التلفزيونية عندك كلها اخبار فيتنقل من قناة تلف اخبارية الى قناة اخبارية ومن موقع اخباري الى موقع اخباري يريد ان يتعرف على الاحداث السياسية واخبار العالم وكم تضيع كم تضيع عليه من الاوقات؟ في امور حتى لو عرفها على حقيقتها فليس له دور مطلقا في اصلاحها. ما لك دور في اصلاحها. وما اكثر وما اكثر من يفعلون ذلك ومنها متابعة المسلسلات الهابطة والبرامج التافهة التي تهدم ولا تبني تفسد ولا تصلح. ومنها ايضا ونسأل الله الا يشغلني واياكم به. الهوايات الدنيئة التي يشغل الانسان فيها وقته ويكد فيها عمره ثم اذا نظرنا فاذا هي هوايات ليس فيها طائل لا ديني ولا دنيوي كأن يسأل عن انسان ما هواية يقول هواية جمع الطوابع ويقعد يجمع ذا الطوابع من المجلات ومن جرائد ومن او تسأل رجلا اخر ما هوايتك؟ قال تتبع التحف الاثرية ثم ماذا؟ لا شيء وبعض الناس هوايته ان يلعب الكرة. واسأل الله ان لا يشغلنا فيما لا طائل من وراءه. ترى نعمة عظيمة اذا زرع الله في قلبك معالي الامور. معالي الامور هذي نعمة عظيمة. كرم من الله. ان يكون همك قراءة الكتاب والمطولات ان يكون همك حفظ المتن وحفظ كتاب الله عز وجل ان يكون همك تتبع العلماء ودروس العلماء والجسور بالركب عند اهل العلم لسماع الخير والفائدة. هذه من اعظم ما ينبغي من ان يكون عليه المسلم. ومنها ايضا والحمد لله الذي خلصنا منه فنحن لا نحبها لا في صدر ولا ورد. تتبع الصيد والمبالغة في ذلك. والانقطاع له القطاع الكامل في البرية عن صلوات الجماعة والجمعة. وهو ليس بجائع ولا في حاجة للصيد وانما يريد بذلك كثرة التسلي وقضاء الايام والليالي في سبيل ذلك. فهذا يؤدي بصاحبه الى الغفلة. والبعد عن اماكن التعبدات كما قال صلى الله عليه وسلم من تتبع الصيد غفل. يقول من بدأ جفى. ومن تتبع الصيد غفل. ومن وقف عند ابواب السلطان افتتن ومن المسائل في هذا الحديث ان قلت ما المرجع في معرفة الامور التي تعنيني والتي لا تعنيني لان من الناس من يتكلم فيما لا يعنيه ظنا منه انه يعنيه ومن الناس من يترك تعنيه ظنا منه انها لا تعنيه. فما مرجع معرفة ما يعني؟ فهمتم السؤال؟ نعم مما لا يعني نقول الضابط في ذلك دليل الشرع وقواعده المعتبرة. فالمرجع في معرفة الظابط هو قواعد الشرع. وادلته لا الى اهواء الناس ولا الى ولا الى شهواتهم ولا الى اعرافهم وسلوم قبائلهم فان من الناس من يترك وامرا واجبا كالامر بالمعروف ويقول انا ما لي انا ما لي خص. يعني ما لي دخل. مع ان ادلة الشرع اعتبرت ان كرم والامر من جملة ما يعني الانسان. من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فاذا الشريعة اعلم بالمصالح التي تعني والاشياء التي لا تعني. فمتى ما اشكل عليك امر اهو يعنيك او لا يعنيك فرده الى دليل الشرع وقواعده العامة وان اشكل عليك لانك لست بطالب علم ولا عندك معرفة باصول الشرع وقواعده فلا اقل من ان تسأل عالم من العلماء نعم