ثم قال في الصحيح يعني صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من قال لا اله الا الله كفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله. هذا الحديث ايضا فيه تفسير شهادة ان لا اله الا الله وتفسير التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله كما سبق هي التوحيد. وذلك انه جعل الذي يعصم من المال الذي يعصم المال والدم من القتل هو قول لا اله الا الله والكفر بما يعبد من دون الله ليس مجرد لا اله الا الله فقط لابد ان يقول لا اله الا الله ويتبرأ يكفر بما عبد من دون الله. فان قال لا اله الا الله ولم يكفر بما عبد من دون الله فليس معصوم الدم ولا المال. وان كان لا يعبد الا الله لابد ان يكفر بما عبد من دون الله لان الله جل وعلا يقول ومن يكفر بالطاغوت بالله الايمان الشرعي الذي طلب من الخلق لا يكون مفردا. فقط يقول انا اقول لا اله الا الله ولا اعبد الا الله وهذا ليس لكل الناس ايضا. ليس لكل احد لان من الناس من يقول لا اله الا الله ولا يشرك. ومع ذلك هو كافر مثل اليهود ونحوهم. فلا بد ان يكفر بدينه ويتبرأ منه بالدين الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم اما اذا كان دينه حق قبل هذا فقد نسخ فلا يتمسك به الا ما وافق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم والمقصود انه يتعين على كل فرد ان يؤمن بالله والايمان عبارة عن قول لا لا اله الا الله محمد رسول الله وان يكفر بكل معبود من دون الله والكفر يتضمن التبري كما سمعنا في قصة التبري مني ومعاداته ومنابذته للابتعاد عنه. وفي ذلك بغضه وكراهته اشد الكراهة وقوله وحسابه على الله المعنى انه اذا كان هذا القول وهذا الفعل بالجوارح وفي الباطن يعني ظاهرا وباطنا فهذا يكون ناج ويكون مثاب. وهو الذي اخلص لله. اما اذا كان هذا القول في الظاهر والباطن على خلاف ذلك فالله يجزيه ولكن ليس لنا الا ما ظهر وما بطن موكول الى الله الله يحاسبه عليه. نعم