عن عبد الله ابن عباس عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف رسول الله صلى الله الله عليه وسلم يوما. مم. فقال يا غلام اني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك. احفظ الله تجده تجاهك. مم. اذا سألت فاسأل الله. مم. واذا استعنت فاستعن بالله. مم. واعلم ان الامة لو ما عندك تعرف على الله في الرخاء لا الثانية. تفضل. ايه ماشي. واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا شيء قد كتبه الله لك؟ اكيد. وان اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك. نعم. رفعت الاقلام وجفت الصحف. نعم. وفي رواية غير الترمذي احفظ الله تجده امامك. تعرف الى الله في الرخاء ارفك في الشدة واعلم ان ما اخطأك لم يكن لم يكن ليصيبك. نعم. وما اصابك لم يكن ليخطئك. واعلم ان النصر مع الصبر. صحيح. وان الفرج مع الكرب. وان مع العسر يسرا. نعم. هناك جمل كثيرة من من هذا الحديث قد تم قد تم شرحها فيما مضى كالكلام على الاقدار وغيرها. الكلام على هذا الحديث في مسائل الاولى ان فيه دليل على جواز الارداف الدابة اذا كانت تطيق ذلك. الثانية الثانية انه ينبغي للمعلم ان يقدم تعليمه بمقدمة يستجلب بها قلبا من يعلمه ويشرح للتعليم صدره. لقول النبي صلى الله الله عليه وسلم لابن عباس يا غلام اني اعلمك كلمات. فذكر المعلم للمتعلم انه يريد ان يعلمه او ان انه يحبه في الله او انه يريد له النصيحة والخير او انه حريص عليه. فتلك مقدمات ان طرقها العالم قبل التعليم فانها ادعى لقبول تعليمه ونصحه. الثالثة ان فيه دليلا على الاهتمام من صغرهم وتنشئتهم على مقتضى الشرع وتعويدهم على سماع المسائل العلمية حتى ينشأوا محبين للعلم متفقهين في دينهم. ومن المسائل ايضا ان هذا الحديث دليل على قاعدة متفق عليها بين العلماء تقول الجزاء من جنس العمل. فمن حفظ الله حفظه الله ومن تعرف على الله في الرخاء عرفه في الشدة. وقال الله عز وجل فالجزاء الاحسان الا الاحسان. ومن المسائل ايضا الوصية برعاية حقوق الله عز وجل. فاعظم ما توصي به غيرك ان تأمره بان يحفظ الله بحفظ حدوده وحقوقه والقيام بطاعته وترك ما نهى عنه والفجر. ومن ايضا ان قلت كيف يحفظ العبد ربه في قوله احفظ الله يحفظك؟ كيف احفظ الله؟ كيف تريد مني وانا عبد ضعيف ان احفظ الله؟ الجواب قاعدة حفظ الله بحفظ حدوده. حفظ الله يكون بحفظ حدوده. فاذا حفظت حقوقه واوامره ونواهيه. بالوقوف عندها وعدم تجاوزها فانك تكون بذلك قد حدثت من؟ قد حفظت الله عز وجل من المسائل ايضا قوله يحفظك. يحفظك في ماذا؟ الجواب في كل في كل شؤونك لانه اطلق الحفظ هنا والاصل بقاء المطلق على اطلاقه. في حفظك في مصالح دنياك فيحفظ بدنك ويحفظ ولدك ويحفظ اهلك ويحفظ مالك قال الله عز وجل له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من ماذا؟ من امر الله اي تلك المعقبات حفظت العبد بامر الله. ويحفظك الله في مصالح دينك. فيزيدك علما وايمانا وتقى ورقابة وخشية. ويحميك فمن سلاطة الدنيا وشهواتها. ثالث يحميك من سلاطة الدنيا وشهواتها. يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله ليحمي عبده المؤمن كما يحمي اهل المريض مريضهم من الماء. فربما تسأل الله المال. ولكنه لا ييسر لك المال. لعلمه بانك ستطغى ان اغنيت وربما تسأل الله عز وجل امرا من الامور فلا ييسر لك. لا منع عقوبة وانما منع رحمة فيحفظك الله عز وجل من سلاطة الدنيا. فيحفظك في دينك وايمانك ويحفظك من الشبهات. ويحفظك من الشهوات. بل ويحفظك عند الموت. في بحالة احوج ما تكون لحفظه فيها. لما تتقطع سبل الدنيا بين يديك فلا ينفعك لا مال ولا زوجة ولا بنين وانما الله عز وجل فيرسل اليك ملائكته يبشرونك كما قال الله عز وجل ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا يحفظهم الله بماذا؟ تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا اي على من؟ الا تخافوا على الا تخافوا على من الذي ستقدمون عليه ولا تحزنوا اي على الشيء الذي تركتموه وراء ظهوركم يحفظك الله في كل شيء. ولذلك حفظ الله عز وجل يوسف. لانه حفظ الله عز وجل. قال كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين. المخلصين يقول ابن مسعود كلاما عجيبا قال يقول ان العبد ليهم بالامر من التجارة ان العبد ليهم بالامر من التجارة او الامارة فيقول الله لملائكته اصرفوا ذلك عنهم. فيقول الله لملائكته اصرفوا ذلك عنه. فانه ان تيسر له ادخلته النار فيصرفه الله عز وجل عنه يظل العبد بسبب ذلك يتطير. يقول من لماذا انا لست بتاجر؟ لماذا انا خسرت في تجارتي؟ لماذا لم اقبل في هذه الوظيفة فيظل العبد يتطير. فيقول لم سبقني فلان لما دهاني فلان؟ ولما ولما؟ وانما هو فضل الله اتاه الاياه. وانما هو فضل الله اتاه فلا تحزن اذا صرف الله عز وجل عنك شيئا من ذلك. ومن المسائل ايضا ان فيه دليل ان في هذا الحديث دليلا على اثبات معية الله عز وجل للعبد. وقد قسم اهل السنة معية الله عز وجل الى قسمين الى معية عامة ومعية خاصة. والمعية العامة مقتضاها العلم ايمن هو الاحاطة وهي للمؤمن والكافر وللبر والفاجر. واما المعية الخاصة فمقتضاها النصر والحفظ والرعاية والتأييد والتثبيت وهذه لخصوص عباد الله المؤمنين ومن المسائل ايضا ان فيه دليلا على توحيد الله بالدعاء فلا يدعى غير الله عز وجل لا دعاء عباده ولا دعاء مسألة. وقد اجمع اهل السنة على ان من دعا غير الله في الامر الذي لا يقدر الا الله فقد وقع في الكفر والشرك والعياذ بالله. ومن المسائل ايضا ان فيه دليلا على وجوب توحيد لله بعبادة الاستعانة. العبد الا بالله عز وجل. فيتوكل على والله ويثق بالله ويحسن ظنه بالله. فلا ينبغي للعبد ان يتعلق شيء من شعب قلبه باحد من المخلوقين في تحصين مطالبه من جلب مطلوب او دفع مرغوب ومكروب. واجمع اهل السنة على من استعان بغير الله عز وجل في الامر الذي لا يقدر عليه الا الله انه كافر مشرك. ومن ايضا ان فيه دليلا على ان النافع والضار على الحقيقة انما هو من؟ الله عز وجل انما ينجي الله ما قدره من النفع والضر على يد احد المخلوقين اجراء سبب فقط. كما قال الله عز وجل قل افرأيتم ما تدعون من دون الله ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره او اراد برحمة هل هن ممسكات رحمته؟ قل حسبي الله عليه يتوكل المؤمن المتوكلون. ويقول الله وجل وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو. وان يردك بخير فلا راد لفضله يصيب من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم. فلا تجلس تتطير بان فلانا ضرني لان فلانا نفعني وانما النافع والضار على الحقيقة انما هو الله عز وجل. ومن المسائل ايضا نسبة ما يحصل لك من النفع لله عز وجل؟ ان فيه دليلا على وجوب نسبة ما يحصل لك من النفع لله عز وجل. واياك ان يتعلق قلبك بمن حقق لك هذا النفع. فانما الله اجراه كسبب في ايصال النفع الذي قضاه وقدره لك على الحقيقة انما هو الله. فاياك ان تحمد المخلوق وتنسى حمد الله. واياك ان تقبل على شكر المخلوق وتعترف له وبالعرفان وتنسى من قضى وقدر لك ابتداء وصول هذا الخير. ومن المسائل ايضا ان فيه دليلا على قطع علائق القلب من الخلائق. الله ان فيه دليلا علاقات علائق القلب عن الخلائق لا في جلب خيرات ولا في دفع مضرات. فان وصل لك ضر فانما وصل اليك لان الله قضاه وقدره وان وصل اليك نفع فليس للمخلوق شأن فيه وانما وصل اليك لان الله قضاه وقدره اذا لم يلتفت قلبك الخلائق وليس لهم تدبير ولا تصريف في شيء من المنافع او المضار. ومن المسائل ايضا في قوله تعرف على الله في الرخاء. يعرفك في الشدة. كيف يعرف العبد ربه واخا كيف يعرف العبد ربه في الرخاء؟ الجواب يعبد يعرف العبد ربه في الرخاء بعبادته وطاعته. وترك معصيته يعرف العبد ربه في الرخاء بتوحيده طبعا والايمان به بطاعته وبترك معصيته. وبالاقبال بكليته على الله عز وجل. باطلا وظاهرا فهذه هي التي سماها العلماء بالمعرفة الخاصة وهي تقتضي ميل القلب الى الله بالكلية والانقطاع اليه والانس به والطمأنينة بذكره والحياء منه والهيبة له. وطاعته بامتثال امره وترك نيه فان قلت وكيف يعرف الله العبد في الشدة؟ فان قلت وكيف يعرف العبد ربه في الشدة. الجواب يعرفه بتفريج الكربة عنه وبتنفيس همومه وبتذليل اسباب كونه في تحصيل مطالبه وبحفظه وحمايته من من كل سوء الله يا سلام. كما قال الله عز وجل لموسى انك من الامنين وهو سيقبل على اشرس عدو واقوى عدو. وقد قسم العلماء صفة الله لعباده الى قسمين. معرفة عامة وهي بمعنى المعية العامة ومعرفة خاصة. وهي بمعنى المعية الخاصة وبقية غاب فيما يتعلق بالقضاء والقدر وغيرها تكلمنا عنها