ومع ذلك قال بعده ولمن خاف مقام ربه جنتان اي من الانس ومن الجن ويدل على هذا ما في قوله تعالى لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان من الاشارة الى نستغفر الله ايه ايه خلاص يريحك الله الحمد لله رب العالمين نحمده جل وعلا واشكره واثني عليه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه. وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين. اما بعد فهذا مجلس اخر نتناول فيه شيئا مما ورد في كتاب دفع الايهام دفع ام الاضطراب عناء الكتاب للشيخ العلامة الشنقيطي رحمه الله تعالى. كنا قد وقفنا عند اية سورة فاطر في قوله تعالى وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب فان بعض الناس قد يفهم من هذه الاية خلاف مراد الله فيظن ان فيها اضطرابا. فانه قال فيها ما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الظمير هنا يعود الى ذلك المعمر. فكيف وصول شخص واحد في عمره وفي نفس الوقت يزاد في عمره. وآآ الجواب في هذا ان قوله وما ينقص من عمره كانه قال ما يعمر من شخص معمر لا ينقص من عمر شخص اخر. وهذا وارد في لغة العرب. فانك تقول عندي عندي درهم ونصفه اي نصف درهم اخر. وبعض اهل العلم قال بان الضمير هنا يعود الى جنس الانسان الذي او جنس المخلوق الذي له عمر وحياة. ولأن طال عمره من المعلوم انه لم ينقص ذلك يمر. وهناك جواب ثالث بان هذا باعتبار الاسباب فان بعض الناس يكون عنده اسباب يزيد الله في عمره من اجلها وعنده في المقابل اسباب ينقص من عمره بسببها. وحينئذ كانه قال ما يكون عند شخص من اسباب تكون تكون سببا لاطالة عمره. او اسباب تكون لنقصان عمره فان الجميع مسجل في كتاب القدر لا يفوت منه شيء. ثم ذكر المؤلف في قول الله عز وجل ولا يحق المكر السيء الا باهله. وقال فيها ومكر السيء وآآ فكيف يقال بان كيف يضاف المكر الى السيء؟ ومن المعلوم يقولون من ان المكر غير مرغب فيه. هذا يدل على ان المكر هو السبي هو السيء بعينه. فحينئذ كيف يضاف الشيء الى نفسه. والجواب ان هذا ليس بصحيح. بل المكر هو التدبير الخفي التدبير الخفي قد يكون منه ما هو مستحسن وقد يكون منه ما ليس كذلك. ولهذا قال اعلى ومكر السيء. وقال ولا يحيق المكر السيء الا باهله. والمؤلف اشار الى جواب اخر الا وهو انه لا مانع من اضافة الشيء الى نفسه متى اختلفت الالفاظ ولذا يقال مسجد الجامع. مع انه هو نفسه. وقد اشار الى ذلك اهل اللغة واجازوه وبينوا انه من اساليبها. ومن هذا قوله هذا شهر رمضان وقوله تلك الدار الاخرة مع ان الدار هي الاخرة. ورمضان هو الشهر ونحو ذلك مما ورد في كلام العرب. ومن ثم قالوا لا يحتاج الى تأويل وقد ذكرت الجواب الاول بتقسيم المكر الى سيء وغيره ولعله اولى ثم ذكر في سورة ياسين قوله تعالى انما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فهذه وخشي الرحمن فهذه الاية فيها اثبات ان النذار انما تكون لمن ينتفع بها سم في ايات اخرى جعل النذارة للعموم. في قوله تعالى وتنذر به قوم تنذر به قوما لدا. وليكون للعالمين نذيرا. وقوله فانذرتكم نارا تلظأ او يأتي في معنى الاية الاولى قوله انما انت منذر من يخشاها. والجواب عن هذا ان النذارة اسم يطلق على معنيين النذار بمعنى التذكير وبمعنى التخويف. وهذه تكون جميع للمنتفع بها وغير المنتفع. ومن ذلك قوله تعالى سواء عليه ما انذرتهم ام لم تنذروا وهم لا يؤمنون وقوله وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين. وفي مرات تطلق النذار ويراد بها النذارة النافعة كما في هذه الاية في سورة يس. وفي سورة الصافات في قوله تعالى افنبذناه بالعراء وهو سقيم في قصة يونس عليه السلام. عندما اكثر من التسبيح لربه جل وعلا بعد ان اخذه الحوت وظهر هذه الاية انه قال فنبذناه بالعراء وهو سقيم. في التصريح بنبذ يونس بالعراء. وفي اية اخرى ما يدل او ما قد يفهم منه ضد ذلك. في قوله تعالى لولا ان تداركه نعمة من لنبذ بالعراء. فيفهم من هذا انه لم ينبذ بالعراء. لان لولا حرف امتناع واجيب عن هذا بان قوله لولا ان تداركه نعمة من رؤيا لنبذ بالعراء اي في حال كونه مذموما. لكنه لكنه تداركته نعمة من الله جل وعلا فنبذ بالعراء غير مد. فكأن في في الكلام تقدير تقدير لنبذ بالعرائي وهو مذموم. من اجل ان يتناسب مع الاية الاخرى. ولما كانت الجملة وهو غير مذموم حال وكانت آآ متممة للمعنى لحذفت ظهورها والعرب تحذف ما يفهم من الكلام. ولذا لما قال وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما لاعبين لم يتنافى مع هذا مع قوله وما خلقنا السماء والارض وما بينهما باطلا. وفي سورة صاد في قوله تعالى وهل اتاك نبأ الخصم؟ وذلك لما تسوروا المحراب على داود عليه السلام فان قوله نبأ الخصم كلمة قد يفهم منها انه شخص واحد ثم قال تسوروا وهذا ظمير جمع مما يدل على انه اكثر من واحد. والجواب عن هذا ان كلمة الخصم في لغة العرب جنس ومصدر ويطلق على القليل والكثير كما ذكرناه في لفظة عدل فانها تطلق على الواحد وعلى الجمع. وقوله تعالى في سورة الزمر والذي جاء بالصدق فهنا استعمل ظمير الافراد ثم قال في اخرها اولئك هم متقون وهذا ضمير يدل على الجمع. فكيف اعاد ضمير الجمع على المفرد مثل هذا في حال الرحمة في قوله تعالى وان المسرفين هم اصحاب النار الجواب عن هذا الوجه الاول ان قوله قل يا عبادي الذين اسرفوا المراد بها من تاب لا تقنطوا من رحمة الله اي بتوبتكم. وقوله وان المسرفين هم اصحاب النار المراد بها من استمر على طريقته ولم يتب الى الله عز وجل. والجواب الثاني ان قوله قل يا اشارة الى انهم من اهل الايمان. فالاسراف هنا بالمعصية والذنوب وليس الاسراف بالكفر ما قوله وان المسرفين هم اصحاب النار فالمراد به اهل الكفر. لان الاسراف في المعصية اسراف لكنه دون الكفر. وفي هذه الاية وجه اخر فانه قال قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا. فهذه الاية دلت ظاهرها على ان جميع الذنوب تقع تحت دائرة الغفران. بينما ورد في نصوص اخر ان بعض الذنوب لا يدخل في الغفران وان من الذنوب ما لا يغفر لصاحبه من مثل الشرك ومن مثل حقوق الاخرين والجواب عن هذا ان قوله قل يا عباد الذين اسرفوا على انفسهم يراد بها اهل التوبة ومن حتى من الشرك وحتى من حقوق الاخرين بارجاعها لاصحابها فانه يدخل في هذه الاية فهي مقيدة بالتوبة. ولذلك قال بعدها وانيبوا الى ربكم هناك جواب اخر بان هذه الاية قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله ايغفر الذنوب جميعا؟ كلمة الذنوب عامة ثم ورد تخصيصها في الايات الاخرى. لكن الجواب والاحسن لانه متى امكن ابقاء اللفظ العام على عمومه فهو اولى. في سورة غافر لقوله تعالى ويستغفرون للذين امنوا. ظاهرها ان استغفار الملائكة للمؤمنين فقط. بينما في سورة الشورى قال تعالى ويستغفرون لمن في الارض. فكلمة من في الارض من الفاظ العموم. فان من اسم موصول من الاسماء المبهمة فيفيد العموم فيشمل المؤمن والكافر. فحينئذ كيف يجمع بين هاتين الايتين والجواب ان قوله لمن في الارض عام ولاية الثانية ويستغفرون للذين امنوا ولا يبعد ان يرد على اللفظ العامي تخصيص و هناك قول اخر يقول ويستغفرون للذين امنوا اي في يوم القيامة. واما قوله ويستغفرون لمن في الارض اي في الحياة الدنيا قبل يوم القيامة. لعل الله ان يتداركهم بتوبة فيغفر لهم. وقوله تعالى عن مؤمن ال فرعون وان يك صادقا يصبكم بعض لي يعدكم هذه الاية قد يفهم منها بعض الناس ان مؤمن ال فرعون كان متشكك كم في صدق موسى عليه السلام. ثم في قوله مع انه مؤمن وقال رجل مؤمن من ال فرعون والجواب عن هذا ان قوله وان يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم ذا خطاب على جهة التنزل ليفهمه قوم فرعون. وفي قوله يصبكم بعض الذي يعدكم وان يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم ظاهره ان الاصابة بالذنوب انما تقع عند صدق موسى عليه السلام. وفيه ان ما يصيبهم انما هو بعض ما وعدهم لا جميعه. والمناسب في قوله وان يك صادقا يقول يصيبكم جميع ما وعدكم به. واجيب عن هذا بان القوم افكارهم للدنيا وموسى قد خوفهم من عقوبة الدنيا ومن عقوبة الاخرة. ولذلك خاطبهم بما يعرفون من التحذير من عقوبة الدنيا. و منها ان قوله وان يك صادقا يعني انه على الاقل وعلى جهة الامكان يمكن ان يصيبكم بعض ما وعدكم به. فاذا حذرهم من البعض فهو تحذير من الكل والجميع بطريق الاولى. وتقديمه وان يكن كاذبا فعليه كذبه. اراد ان يقرب خطابه لنفوسهم. من اجل انه لو وقال بذكر صدقه لردوا خطاب هذا المؤمن ولم يقبلوه مباشرة ومن هذا في قول الله عز وجل في سورة فصلت ولانكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها يا اقواتها في اربعة ايام سواء للسائلين ثم قال ثم استوى الى السماء ثم استوى الى السماء فظاهروا هذه الاية ان خلق الارض ان خلق الارض على خلق السماوات ومثله في قوله تعالى هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوى الى السماوات ثم استوى الى السماء مع ان مع ان انه في سورة النازعات ذكر انه خلق السماء اولا ثم قال والارض بعد ذلك دحاها اجيب عن هذا بان الدحو لا ليس معناه اصل الخلق وتقدير الاقوال ولذلك فان الخلق كان خلقا للارض كان اولا ثم خلقت السماوات ثم دحا الارض وبالتالي لا يقع تعارض بين مدلول هذه النصوص. وقال بعد ذلك فقال لها اي للسماء وللارض ائتيا طوعا او كرها. قالت اتينا طائعين. فهنا فقال لها وللارض ائتيا مثنى ثم قالتا اتينا طائعين طائعين على جهة الجمع وليست طائعين على جهة التثنية. فقال لها وللارظ ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائرة على جهة الجمع. وحينئذ وقع اشكال عند بعضهم في هذه الاية كيف يعيد الجمع الى المثنى. اجيب عن هذا بجواز ذلك في لغة العرب. وان مثله كما ذكرنا في قوله تعالى فقد صغت قلوبكما ومن ذلك ان يقال بانه في اول لاحظ الجمع بين اه لاحظ التثنية في الارض والسماء ثم في جوابهما ذكى لاحظ وتعد الطبقات الارض وطبقات السماء فان السماوات سبع وان الاراضين كما في قوله ومن الارض مثلهن. من التي او من الاجوبة التي يجيب عن هذه الاية ايضا بانه لما جاء في الطاعة ادخل انفسهما ضمن جملة الطائعين. فكأنه يقول انا مطيع ولا امتن عليك بذلك. فانا في جملة الطائعين ثم في سورة الشورى في قوله تعالى وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي. في هذه الاية ان الكفار يوم القيامة يكون نظرهم ضعيفا وبعيون خفية وفي اية اخرى قال تعالى فكشفنا عنك غطاك فبصرك اليوم حديد. فظاهر هذه الاية قد يفهم منه المنافقون للاية الاولى. واجيب عن هذا بان قوله فبصرك المراد به البصيرة المعرفة والعلم. وبخلاف ينظرون من طرف خفي فانه متعلق برؤية اين؟ وقال بعضهم بان قوله فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد اي كشفت هنا ما وقع على بصيرتك من انواع الاطفال من غفلة وغرور ونحوها بالتالي اصبحت تشاهد امور الدنيا على حقيقتها. ولهذا قال الله تعالى على لسانهم ربنا ابصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا انا موقنون مثله في قوله تعالى ورأى المجرمون النار فظنوا انهم مواقعوها. وفي سورة الزخرف في قوله تعالى وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم. هذا استدلال منهم احتجوا به على ان استمرارهم في الكفر لا يلحقهم به مؤاخذة لانه من قدر الله جل وعلا. وهذا الصحيح ان عبادتهم لالهة المشركين هي هي مما يقع في قدر الله عز وجل ثم بعد ذلك قال ما لهم بذلك من علم. انهم الا يخرصون. فبين انهم في هذه المقالة مع ان وقوعهم تحت المشيئة امر لا شك فيه. والجواب عن هذا بان التكذيب ونفي العلم لهم في الاحتجاج بالقدر. فانه مع كون افعال العباد بمشيئة الله الا ان لهم مشيئة يفعلون بها. وبالتالي لما غفلوا عن استشعار ان لهم مشيئة واحتجوا بمشيئة الله قيل لهم ليس لديهم علم والا فهم يعلمون ان لديهم مشيئة يتصرفون بها. وفي قوله تعالى وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله قال بعض الناس هذا دليل على ان الله جل وعلا في كل مكان قد يفهم يفهم منه بعضهم ان الالهة متعددة. مع ان النصوص قد جاءت باثبات العلو لله كما في قوله تعالى تنزيل الكتاب لا ريب فيه. وفي قوله تعالى سورة انزلناها وفرضناها. وفي قوله تعالى امنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض في نصوص كثيرة تثبت صفة العلو لله. وهكذا ايضا قد يفهم منه تعدد الالهة مما مع قول الله عز وجل انما الله اله واحد وقوله وما من اله الا اله واحد وقوله قل هو الله احد ونحو ذلك من النصوص. والجواب ان قوله تعالى وهو الذي في السماء اله اي معبود في السماء. فالظرف هنا متعلق باله. اي انه معبود في وانه معبود في الارض. وليس الظرف والجار والمجرور بي الظمير هو هكذا في قوله جل وعلا في سورة الدخان ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم. ذق انك انت العزيز الكريم. فهنا قيل لهذا الرجل الذي من اهل النار العزيز الكريم. فهل اهل النار في عزة وهم آآ يوصفون بان الواحد منهم كريم بينما قد جاءت النصوص بانهم يدخلون النار ذليلين صاغرين كما في قوله تعالى ولهم عذاب اهين وقوله سيدخلون جهنم داخرين اي اذلاء صابرين. وآآ الجواب عن هذا ان قوله ذق انك انت العزيز الكريم اي كما ادعيته لنفسك. ولو كنت عزيزا كريما كما ذكرت لا لما صب العذاب عذاب الحميم فوق رأسك. فكأنه يقال له هذه الكلمة على جهة التكذيب له من جهة وعلى جهة الاستنقاص والتقليل من مكانته من جهة اخرى. وكان قال بل انت المهان الحقير الخسيس. وقد ورد ان ابا جهل قال ايوعدني محمد وليس بين جبليها اعز مني ولا اكرم. فنزلت هذه الاية وفي سورة الجاثية في قوله تعالى وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا فهل فاثبت النسيان مع ان الله عز وجل قال لا يضل ربي ولا ينساه. وما كان ربك نسيا فكيف اثبت النسيان في موطن ونفاه في موطن اخر؟ والجواب عن هذا بان النسيان الاول ذكر على جهة المقابلة فنسوا لما نسوا وهذا النسيان نسيان ثواب ونسيان جزائهم واعطائهم. ومقابلة مقابلة لكونهم نسوا لقاء الله جل وعلا وفي سورة الاحقاف قوله تعالى قل ما كنت بدعا من الرسل وما ادري ما يفعل بي ولا بكم هذه الاية ظاهرها ان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم ما مصيره ولا اين يكون ولا يدري هل ياتيه الخير ام الشر؟ وبينما في قوله تعالى ليغفر لك الله ما تقدم من من ذنبك وما تأخر وقوله والعاقبة للمتقين وانا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ما يدل على حسن العاقبة. ومن ذلك قوله والعاقبة للمتقين. فالجواب عن هذا من اوجه بعضهم قال بان المراد بقوله وما ادري ما يفعل بي ولا بكم انه قبل نزول الوحي عليه. وليس المراد به بعد نزول الوحي اليه ولهذا قال تعالى وعلمك ما لم تكن تعلم. وقال ووجدك ضالا فهداه. وقال وما كنت ترجو ان يلقى اليك الكتاب الا رحمة من ربك. والجواب الثاني عن هذا الوهم بالتضاد بين هذه الى ايات ان قوله وما ادري ما يفعل بي ولا بكم اي على جهة التفصيل. على جهة التفصيل فان من المعلوم ان المؤمن قد يبتلى في اول امره وان كانت العاقبة في اخر الامر له. وقد جاء في النصوص انه قد قد يرى عقوبة المجرمين في حياته وقد يتوفاه الله عز وجل قبل ذلك لكن العقوبة نازلة بهم. وبالتالي يعلم انه لا تعارض بين هذه الايات بعض اهل العلم قال بان الاية الاولى وما ادري ما يفعل بي ولا انها منسوخة هذه الايات الاخرى الدالة على علم الله او تعليم الله له صلى الله عليه وسلم بحسن العاقبة. قالوا ويدل على هذا ان الاحقاص سورة مكية. وان سورة الفتح سورة مدنية نزلت في يوم الحديبية. وهناك من قال المراد به لا ادري ما المصايب التي تقع في الدنيا علينا ولا ادري عن المصائب التي تقع عليكم في الدنيا وليس المراد به العاقبة في الدنيا والاخرة. وفي قوله تعالى عن الجن يا قومنا اجيبوا داعي الله وامنوا به يغفر لكم من ذنوبكم. ويجركم من عذاب اليم هذه الاية فيها ظاهرها ان المؤمن من الجن المطيع تغفر ذنوبه ويجيره والله من عذاب اليم. ولم يذكر فيها انهم يدخلون الجنة. ولذلك قال بعض العلماء ان مؤمن الجن يسلم من النار ولكنه لا يدخل الجنة. وهذا فيه هذا قول فيه نظر وكون الاية لم يذكر فيها نعيم الجنة لا يدل على ان الامر كذلك. فانه قد ذكر في ايات عديدة ان اهل الطاعة والايمان لهم الجنان. وهي ايات عامة لم تفرق بين الانس والجن. ويدل على هذا ما ورد في سورة الرحمن. فان الله عز وجل قد خاطب فيها الجن والانس فقال ربكما تكذبان. وهذا خطاب للصنفين للجنسين الى الجن ولحق الاحكام بهم. فهذه اية الاحقاف فيها دليل على مغفرة الذنب وعدم وقوع العذاب عليهم لكنه لم يتعرض فيها لدخول الجنة نفيا ولا اثباتا وسورة الرحمن وغيرها سور عامة فهي تشمل بعمومها ان كما تشمل الانس وقوله ولمن خاف من هنا من الفاظ العموم فتشمل الانسان والجن وبالتالي فان فان الاستفادة من اية الاحقاف نفي دخولهم الجنة ليس استفادة اه من دلالة اللفظ وانما هو توهم خصوصا ان الامام ابا حنيفة لا يرى حجية مفهوم المخالفة هذا اظعف من مفهوم المخالفة ثم ان هذه الاية يا قوم انا اجيب داعي الله وامنوا به يغفر لكم ذنوبكم. اي متى اجبتم داعي الله جل وعلا حينئذ اه قال بعضهم بان يغفر هنا مجزومة بفعل طلب محذوف او بشرط محذوف كانه قال فان اجبتم يغفر لكم من ذنوبكم. وهناك قول اخر بان الجواب هنا للطلب الذي في قوله اجيبوا الذي يدل على معنى شرط وفي سورة محمد صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى فيها انهار من ماء غير اس وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر لذة للشاربين وانهار من عسل مصفى. فهذه الاية تدل على ان انهار الجنة متعددة بينما في قوله تعالى ان المتقين في جنات ونهر ظاهره انه نهر واحد نهر واحد فكيف يجمع بينهما؟ والجواب في هذا ان قوله جنات ونهر المراد جنس النهر وليس المراد به افراد الانهار وهناك جواب اخر ارض ان الانهار المذكورة في سورة محمد هي انهار باصناف متعددة من ماء ولبن وخمر وعسل بينما الذي في سورة الذي في سورة القمر هو نار على ما تعارف الناس سؤالين من انهار المياه من انهار المياه. والجواب الاول اقوى. في سورة في قوله تعالى انا فتحنا لك فتحا مبينا. ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك الفتح نعمة وخير. فكيف يكون سببا لمغفرة الذنوب انا فتحنا لك فتحا مبينا. فكيف يجعل سببا لمغفرة الذنب؟ مغفرة الذنوب انما تكون بما ينزل على العبد من المصائب او بالتوبة. والجواب عن هذا من اوجه الوجه الاول ان المراد بالفتح صلح الحديبية. صلح الحديبية قد يفهم منه بعض الناس انه مصيبة. لانهم قدموا من المدينة الى مكة يريدون العمرة والنسك. فصدوا عن بيتي فجعل الله ذلك طريقا لمغفرة الذنب. و الجواب الثاني يقول بان فتح الله لنبيه مكة هذه نعمة من الله جل وعلا وهذه النعمة النبي صلى الله عليه وسلم سيشكرها فيكون ذلك من اسباب بمغفرة ذنبه. فان الشكر ناتج عن نعمة الفتح. وينتج عن الشكر ان الله ذنب العبد. ولذا قال تعالى اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا بحمد ربك واستغفره انه كان توابا. وبعض اهل العلم قال بان المراد بالاية ان النبي صلى الله عليه وسلم عندما يفتح الله عليه سيستغفر ربه لان من شأن النبي صلى الله عليه وسلم ان يستغفر بعد انتهاء العبادات قال فيكون ذلك من اسباب مغفرة مغفرة الله عز وجل لذنب النبي صلى الله عليه وسلم وهناك جواب رابع ان قوله انا فتحنا لك فتحا مبينا اي فتحنا لك باب الجهاد والجهاد من اسباب مغفرة الذنوب. وفي سورة الحجرات يقول الله تعالى يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى من معناها ان ابتداء الخلق من ذكر وانثى بينما دلت ايات اخرى على ان ابتداء الخلق من تراب. كما في قوله تعالى يا ايها الناس ان كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب. كما في قوله هو الذي خلقكم من تراب. وجواب عن هذا ان هذه اطوار من اطوار خلق الانسان اولها انه كان ترابا ثم بعد ذلك انه خلقهم من الذكر والانثى وهم ادم وحواء عليهما السلام. فالاية كل اية تذكر طورا من اطوار الخلق وهناك جواب اخر بان قوله يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى ان المراد به من البيانية. كقوله تعالى ما ان الرسول فان من هنا ليست للابتداء في الغاية. وانما للبيان. ولذا قال انا خلقناك من ذكر وانثى اي ابتداؤكم اي ان خلقكم منهما وليس المراد الابتداء وهناك جواب ثالث بان المراد التبعيظ فان اصل الانسان من البويضة والمني. البويضة والمني وهما جزء من اجزاء انسان ولذا فان من هنا تبعيظية اي من شيء صادر من ذكر وانثى. فهذه اجوبة لتوهم الاضطراب في هذه الاية. وفي سورة قاف لقوله على فذكر بالقرآن من يخاف وعيد. هذه الاية ظاهرها ان التذكير لا يكون الا لمن خاف من وعيد الله سبحانه وتعالى. وقد جاءنا في ايات اخرى ان التذكير للجميع كما في قوله تعالى وكذلك انزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون او يحدث لهم ذكرا. وقد ذكرنا شيئا يماثل هذا في ما سبق واجبنا ان التذكير على نوعين الاول تذكير الانتفاع وهذا لا يكون الا للمؤمنين. والثاني التذكير الذي لا يلتفت الى فيه الى الانتفاع يصدق على النذار والتذكير الواقع على المؤمن والكافر ولذا قال وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين. وهو مثل ما ذكرناه من الفاظ النذارة فيما سبق وفي سورة الذاريات في قوله تعالى هل اتاك حديث ضيف ابراهيم المكرمين فهنا قال ضيف على جهة الافراد. ثم قال المكرمين على جهة الجمع. وآآ عن هذا بان لفظة ضيف جنس تصدق على القليل والكثير. وبالتالي فانه لا بأس فمن وصفها بلفظ جمع. وفي سورة الطور في قوله تعالى كل امرئ بما كسب رهين ظاهر هذه الاية ان الانسان مرتهن بعمله محاسب عليه مجاز عليه. ولو كان من اصحاب اليمين لقوله كل امرئ بما كسب رهين وفي سورة المدثر قال تعالى كل نفس بما كسبت رهينة الا اصحاب اليمين جنات يتسالون عن المجرمين ما سلككم في سقر؟ وقد اجيب عن هذا التوهم بالتعارض بعدد من الاجوبة. الجواب الاول ان قول كل امرئ بما كسب رهين عام كان اكثر فهو ازكى. فهنا يتضاعف الاجر وهذه المضاعفة انتفاع بعمل الغيب بسبب ايمانه هو وصلاته. وآآ الجواب الاخر ان السعي الذي حصل به رفع درجات الاولاد اثره حصل للاباء حصل واية المدثر خاصة. ولا بأس من تخصيص العموم بالدليل الخاص. وهذا وارد في لغة العرب وله مسائل ونظائر في كتاب الله جل وعلا. والجواب الثاني ان قوله الا اصحاب اليمين معناها لكن اصحاب اليمين يشتغلون بامر اخر قرب فهم يجازون على اعمالهم لكنهم مع ذلك في امر اخر وهو انهم في جنات تساءلون فيكون الاستثناء هنا منقطعا. وهناك جواب ثالث بان كل امرئ بما كسب رهين اي مجازا مرتان بعمله. وهذا يشمل المؤمن ان المؤمن لما كان ما كسبه من الحسنات اكثر فحينئذ آآ كان حسناته لا رهين سيئاته. وبالتالي لا يقع تعارض ولا اضطراب بينهما وفي سورة النجم قال تعالى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. ظاهره ان النبي صلى الله عليه وسلم انما جاء بالوحي وانه لا يجتهد في شيء مما عليه بينما ورد ان الله عز وجل اذن له بالاجتهاد في عدد من مواطن في قوله تعالى انا انزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما اراك الله فهذا فيه دلالة على انه يجتهد وهكذا ايضا ان الله عز وجل عاتبه في عدد من القضايا كما في قوله تعالى عبس وتولى ان جاءه الاعمى. كما في قوله تعالى عفا الله عنك لما اذنت لهم حتى فتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين وقوله ما كان لنبينا ان يكون له اسرى حتى يثقنا في الارظ ونحو ذلك وقد اجيب عن هذا بعدد من الاجوبة. الجواب الاول ان قوله وما ينطق عن الهوى اي فيما بلغه عن ربه. واما اجتهاداته فانها لا تدخل في هذه الايات والجواب الثاني ان قول وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى اي فيما قرر فيه من اجتهاداته واما اجتهاداته التي لم تقر فانها لا تدخل في هذه الاية يدل على ذلك ان الله عز وجل قال او اذن له في ان يأذن للمنافقين فقال فاذن لمن شئت منهم. ولما اذن صلى الله عليه وسلم للمنافقين في بترك الغزو قال عفا الله عنك لما اذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين والذي يظهر ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد ولكن اجتهاده كان يقوم بالوحي فما خالف فيه الحكم الشرعي جاء فيه التقويم من عند الله عز وجل وبهذا نعلم ان هذه الاية من ادلة حجية السنة. وقوله تعالى وان ليس للانسان الا ما سعى. ظاهرها انه لا ينتفع الانسان الا بعمل وسعيه هو بينما ورد في ايات اخرى وفي نصوص انه قد ينتفع بسعي غيره ومن في قوله والذين امنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم. فرفعت درجات من اجل مكانة الاباء ومع انه ليس من سعيهم. وهكذا قد يكون الابن من اسباب رفعة شأن والده. كما في حديث اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاث، قال فيها او ولد صالح يدعو له. واجيب عن هذا بعدد من الاجوبة. الجواب الاول ان عمل عمل الولد من سعي الوالد فهو الذي سعى في اصلاحه وهو الذي كان سببا في وجوده وبالتالي لا تنافي بين هاتين هذين الموظعين. والجواب الثاني ان قوله وان ليس للانسان ما الا ما سعى بمعناها ان الانسان لا يملك الا سعيه ولا يملك سعي غيره. الاية دلت على نفي ملك الانسان لغير سعيه وهنا ملك لكن لا يعني هذا انه لا ينتفع بسعي غيره. فان الذي يكون مثلا في اه آآ اجر الانسان نتيجة ما دعا به غير حسنات العامل. اذا دللت انسان على الصلاة فصلى انت لا تأخذ حسنات صلاته وانما تأخذ حسنات دعوتك له حسنات دعوتك له وبالتالي فتكون الاية وليس للانسان الا ما سعى على ظاهرها فهو نفى ملك الانسان لسعي غيره ولم ينفي انتفاع الانسان بسعي غيره. وبالتالي نعرف الفرق بينهم ومن المعلوم ان الميت ينتفع ببعض اعمال الحي بمثل دعائه له وحجه وعمرته عنه. وهناك جواب اخر ان ايمان الذرية جعلتهم يكونون مع الاباء على جهة الثواب والجزاء للاباء. فهنا نالهم فظل من الله عز وجل بسبب ابائهم حينئذ يكون لهم هذا الاجر والثواب او هذه المكانة سبب بسبب عمل والديهم. وذكر المؤلف ايظا جوابين اخرين اولهما ان ايمان العبد وطاعته يؤدي به الى ان ينتفع بعمل غيره من المسلمين ذلك كلما زاد عدد الجماعة كثر كثر اجرك كما في الحديث الذي في السنن صلاة الرجل مع الرجل ازكى من صلاته وحده. وصلاته مع الرجلين ازكى مع من صلاته مع الرجل. وما للاباء فهو سعي من الاباء وهم الذين جنوا اثره. ولهذا صدق قوله وان ليس للانسان الا ما سعى. وفي سورة القمر في قوله تعالى فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر يدل على ان ظاهره ان عاقر الناقة واحد بينما في مواطن اخرى جاءت فعقروا الناقة فكذبوه فعقروها. واجيب عن هذا باجيب. اولها المباشرة واحد والمتسبب متعددون ولذلك اذا اراد المباشر افرد الظمير واذا اراد جميع من اشترك فيها جمع الظمير. والجواب الثاني ان القوم كانوا بذلك غير منكرين له. وبالتالي لحقهم حكمه. وهناك جواب اخر بان الفعل قد يسند الى المجموع ويراد به البعظ. ولهذا نظاهر كثيرة في لغة العرب وفي قوله تعالى في سورة الرحمن يرسل عليكما واظ من نار ونحاس فلا تنتصران. فهنا شواظ النار الذي هو لهبها ونحاس الذي هو دخان النار او النحاس المذاب وهذه عقوبات شديدة. ثم قال بعدها فبايالاء ربكما تكذبان. فكيف يذكر النعيم ثم يفرع عليه بذكر كيف يذكر العذاب ثم يفرع عليه بذكر النعيم فان الالاء هي النعم. فكيف يكون ارسال الشواذ من نار ونحاس من النعم؟ واجيب معا هذا باجوبة. الجواب الاول ان ارسال الشواظ هذا للمجرمين الذين يريدون ان يخالفوا امر الله في الصعود الى ما لم يؤذن لهم به. ومعاقبة انعام على غيره. لان لا يتمادى في اجرامه فيلحق اجرامه صاحبه والجواب الثاني ان قولك باي الاء ربكما تكذبان هذا تكرار هذا ولاية مكررة فالله جل وعلا اراد ان يكررها ليثبت حكمها في الاذهان. ولم يذكرها متوالية من اجل ان تستقر في الذهن. وبالتالي فهي توكيد للمعنى الكلي في سورة وان لم يكن تأكيدا للمعنى الجزئي في هذه الاية. والجواب الثالث ان هذه الاية اية تذكير وتخويف فهي ابعدت الانسان والجن عن مخالفة امر الله. فكانت نعمة فكان النهي نعمة. وكان بيان العقوبة الغليظة على المخالف من نعم الله جل وعلا وفي قوله تعالى يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان منهما اي من البحر المالعي المالح والحلو وبعض الناس يقول بان اللؤلؤ والمرجحان الا من البحر المالح وحده. فاجيب عن هذا بانه لا بأس ان يعاد الظمير على بعظ الشيء دون جميعه. كما تقول فلان في المدينة الفلانية او في بيوت المدينة الفلانية وفي بيت واحد من بيوتها. وفي قوله تعالى فيوم لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان. ظاهرها انهم لا يسألون. لكنهم قال لكن الله تعالى قال فلنسألنكم الذين ارسل اليهم ولنسألن المرسلين. وقال فوربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون. فلا يثل فيومئذ لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان اي على جهة تعرف ذنبه. واما الايات التي فيها اثبات السؤال ففيها اثبات السؤال الذي يكون لتقرير ذنبه. لا لتعرفه وفي قوله تعالى فلا اقسم بمواقع النجوم ظاهره انه لم يقسم بعد ثم قال بعدها وان انه لقسم لو تعلمون عظيم. فهذا اثبات لوجود القسم بعد ان نفاه قبل ذلك. اجيب عن هذا بان لا هنا فيها تقدير اي لا صحة لكلامكم بل اقسم بمواقع النجوم وانه لقسم لو تعلمون عظيم. فيكون اقسم ابتداء جملة جديدة وجملة والجواب الثاني ان لا هناك ليست مما يدل وعلى معنى بذاتها وانما اوتي بها للفت الذهن واستجماع قواه. كما في قوله تعالى لا اقسم بهذا البلد ليس المراد به نفي القسم وانما المراد به لفت الذهن لذلك وفي سورة الحديد في قوله تعالى ثم استوى على العرش يدل على ان الله عز وجل مستو على العرش. ثم قال بعد وهو معكم اينما كنتم. و ليفهم او قد يتوهم بعض الناس وجود التعارض بين هذين الدليلين. ويمكن ان يجاب عن هذا بعدد من الاجوبة منها ان هنا معية العلم وليست معية الذات وبالتالي فلا تنافي بين مدلول هاتين الايتين فان اثبات استواء الله على العرش قد جاء في نصوص عديدة والاستواء يراد به علو الارتفاع كما هو معناه في لغة العرب. ولكن لا يعني هذا انه مفتقر الى العرش. ولانه تاج اليه بالتالي لا معنى سيئة في اثبات هذا المعنى ومن الاجوبة في هذا ان قوله تعالى وهو معكم اينما كنتم انه في اثبات المعية العامة التي لا تقتضي مماسة ولا مخالطة. فما تقول العرب سرتوا مع القمر وليس معناه انه يماسك او يقاربك. فهذا شيء مما يتعلق هذه الايات التي وردت في هذه السور ولعلنا نختم بذكر ما في سورة المجادلة. او او نجعل سورة المجادلة في الدرس القادم باذن الله جل وعلا بارك الله فيكم جميعا. وفقكم الله لكل خير. وجعلنا الله واياكم الهداة المهتدين. هذا الله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين يستاهلوا