الى ابن الجلاح هذا لكي تمدحه على فعلته سيرها الليل تسير الليل كله فاسد سيرها قاصد لا تعب فيه ولا بطاء وقدم الفاعل هنا وهذا من باب الضرورة عند عند البصريين بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل المرسلين. خاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين نبدأ بعون الله تعالى وتوفيقه الدرس الخامس والعشرين من التعليق على ديوان النابغة ذبياني وقد وصلنا الى قوله اهاجك من سعداك مغنى المعاهد بروضة نعمي تعاورها الارواح ينسفن تربها وكل ذي اهاضب راعد بها كل ديان وخنساء ترعوي الى كل رجاف من الرمل فاردي عهدت بها سعدا وسعدى غريرة عروب تهادى في جوار خرائب العامري لنعم الحي صبح وابياتنا ليلا بذات المراود يقودهم النعمان منه بمحصف وكيد يغم الخارجي مناجدي وشيمة لاوان ولا واهن القوى وجد اذا خاب المفيدون صاعدي فاب بابكار وعون عقائل او انس يحميها امرؤ زاهد يخططن بالعيدان في كل مقعد ويخبأن رمان الثدي النواهدي ويضربن بالايدي وراء براغي زين حسان الوجوه كالظباء العواقد لم يلقين بأساء قبلها لدى ابن الجلاح ما يثقن بوافدي اصاب بني غيظ فأضحوا عبيده وجللها نعمان على غير واحد فلابد من عوجاء تهويب راكب الى ابن الجلاح سيرها الليل قاصدي تخب الى النعمان حتى تناله فدا لك من رب طريف وتالد تسكنت نفسي بعدما طار روعها والبستني نعمة ولست بشاهدي وكنت امرأ لا امدح الدهر سوقة فلست على خير اتاك بحاسد سبقت الرجال الباهشين الى العلا كسبق الجواد اصطاد قبل الطوارد علوت ما عدا نائلا ونكاية فانت لغيث الحمد اول رائد هذه القصيدة يمدح فيها النعمان بن وائل بن الجلاح الكلبي وكان النعمان هذا قد اغار على بني ذبيان فاخذ منهم سبيا وسبأ ايضا من سائر غطفان واخذت في ذلك السبي عقرب بنت النابغة فسألها النعمان من انت؟ فقالت انا بنت نابغة ذبياني فقال لها والله ما احد اكرم علينا من ابيك ولا انفع لنا عند الملك ثم جهزها وخلاها. ثم قال والله ما ارى النابغة يرضى بهذا واطلق له بني غطفان واسراعه اطلق له سبع غطفان بلغ نابغة صنيع النعمان هذا فمدحه بهذه القصيدة. قال اهاجك حرك شوقك. هذا الشيء حركه وهاجه الشوق حركه حرك ما في صدره من سعداء سعداء اضافها لنفسه مغن المعاهد. المغنى الموضع الذي يغنى فيه الانسان ان يقيم فيه يقال غنية بالمكان اقام به كان لم تعنى بالامس اه اه غني الرجل بالمكان اقام به والمعاهد جمع معهد اي حيث اوهدوا وكانوا والعهد اخر اللقيا عهدك بالشخصي اي اخر لقاء كان بينك وبينه بروضة اي هذه المعاهد والمغاني هي بروضة نعميين ذات الاساود روضة مجتمع الماء والعشب ونعمي وذات الاساوج موضعان يقول هل حرك شوقك الى سعداء رؤية لمنازل ومرابع كانت قد سكنت بها قديما. في هذين الموضعين بروضة نعمي تعاورها الارواح ينسفن تربها وكل ملث ذي اهاديب راعد هذه المعاهد تعاور تعاقب عليها الارواح وجمع ريح يقلع عن التربة الترب والتراب والتوراب معروف وتعاقب عليها ايضا كل ملث اي كل مطر ملث اي دائم الاهاضب جمع اهضاب والاهضاب جمع هضب الهضب جمع هضبة للدفعة من المطر راعي مصوت بالرعد قال ان هذه المعاهد قد تعاقبت عليها الرياح تنسفت تربها ومرت عليها امطار غزيرة فيها رعود بها كل ديان وخنساء ترعوي الى كل رجاف من الرمل فارد بهذه المعاهد كل دجال اي كل ثور ذجال طويل الذيل وخمساء والبقرة بقرة الوحش انها قصيرة الانف والخنس تأخر الارنبة ترعوي اي ترجع وتأوي الى كل رجال اي منهال الذي لا يتماسك الذي هو منهال لا يتماسك من الرمل بارد منفرد اي منقطع عن غيره قال ان هذه المعاهد الفتها وسكنتها الوحوش فاصبح فيها الثور الوحشي والبقرة الوحشية التي ترجع الى رمل منهال فتبرك ازاءه عهدت بها سعداء وسعدا غريرة عروب تهادى في جوار خرائط يقول عهدت ان لقيت وعرفت العهد اخر اللقية بهذه المغاني والمعاهد سعداء على امرأة والحال ان سعداء في ذلك الزمن غريرة اي صغيرة لم تجرب الذي لم يجرب الامور غافلة لم تجرب الامور عروب العروب المتحببة الى زوجها شهادة اي تمشي مشيا لينا وعصر التهادي المشي بين اثنين ومن مشى بين اثنين يكون مشيه فيه اه اه يعني ميل الى هذا الجانب وميل الى هذا الجانب فشبه مشيها بمشي المتهادي بين اثنين في جوار جمع جارية وهي الفتية من النساء. خرائط جمع خريدة وهي الحية يقول لقيت بهذا المكان سعداء وهي حينئذ صغيرة لم تجرب الامور وهي متحببة الى زوجها وتمشي بين نساء بين جوار اي نساء صغار في السن حية متصفات بالحياء ثم تخلص الى مقصوده من القصيدة وهو مدح النعمان ابن وائل ابن الجلاح الكلبي فقال العامري لنعم الحي صبح سربنا وابياتنا يوما بذات المراود. يا عمري اي قسما بحياتي لنعم الحي نعمة في فعل جامد لانشاء المدح اي امدح الحي الحي القبيلة واصله البيوت المجتمعة صبح سرب المال الراعي قال في المثلث وللسوام المالي قيل سربو وابياتنا جمع بيت للبناء من الشعر والجمع الشائع فيه بيوت يوما اي ذات يوم بذات المراود موضع يقول امدح تلك القبيلة التي حلة بساحة مالنا وبيوتنا بهذا الموضع ان ما مدحهم لانهم بعد ان استباحوا هذا الحي وسبوا نساءه وماله آآ منوا عليهم لاجل مكان النابغة الذبياني يقودهم النعمان اي يقودهم قائدهم هو النعمان. يقودهم بمحصف اي برأي محكم في الاصل الحبل المحكم الفتل استعاره للرأي وكيد اي وعنده كيد اي مكر وخديعة في الحرب يغم الخارجية يغم ان يدخل الرجل في الغيب في الغمي يدخله في الغم اه او يعم الخارجية اي يشمله اذا كان بالمعجمة فهو من الغم وان كان بالمهملة فهو من العموم اي الشمول. والخارجي من يظهر بمروءته وشجاعته دون ان يكون له اصل في ذلك مناشد اي مقاتل واصله من النجدة وهي الشجاعة يقول يقودهم النعمان برأي محصف وكيد آآ يدخل الخارجي وهو الذي ظهر بمروءته وشجاعته دون ان يكون له اصل في ذلك يدخله في غم اي هم وحزن او يعمه وشيمت لاوان ولاواهن القوى وجد اذا خابر مفيدون صاعد من يقودهم برأي وشيمة اي الطبيعة الشيمة الطبيعة والخليقة لا وان اي رجل لا وان لا ضعيف. ولا واهن. الواهن والواهن معناهما متقارب اول وادي من الوناء وهو الفتور ولا واهن القوى اي الطاقات اصلها طاقات الحبل. فضربها مثلا بقوة حزمه وجلده وجد ايها يقودهم ايضا بجد اي حظ وبخت ونصيب اذا خاب رجع بلا شيء مفيدون اي الطالبون صاعد نعت للجد اي وله جد اي حو نام وصاعد اي مرتفع اذا خاب رجع بلا فائدة المفيدون اي الطالبون النعمان يقودهم برأي محصفي ويقودهم بشيمة رجل غير ضعيف وبحظ ايضا معروف له فآب بأبكار وعون عقائد او انس يحميها امرؤ غير زاهد اباء رجع بابكار اي بنساء ابكار جمع بكر وهي العذراء من النساء واعون جمع عوان ويا النصف التي ليست مسنة ولا صغيرة عقائد جمع عقيلة وهي الكريمة من النساء فوانس يؤنس بحديثهن وحسنهن يحميها امرؤ غير زاهد. اي يحميها قومها ولم يكونوا بزاهدين اه لم يكونوا زاهدين في حمايتها يعني انه حل بهم فسبى هؤلاء النسوة وهن ما بين ابكار وعون وهن عقائل اي كريمات واوانس ونسب حديثهن آآ يحميهن الرجال يخططن بالعيدان في كل مقعد ويخبأن رمان اخبر ان هؤلاء النسوة حين سبين جعلن في كل منزل نزلنا به يخططن بالعيدان جمع عود في الارض. في كل مقعد اي في كل مكان قعود وهذا فعل المحزون المهموم فان الانسان اذا استغرق اقالبه الهم فانه كثيرا ما يخطط بيده ويعمل اشياء بيده لان لانهم مستغرق في في الهم والحزن فهذا فعل المهموم المحزون كما قال غيلان عشية ما لي حيلة غير انني بلقط الحصى والخط في الرمل مولع اخط ذا امحو الخط ثم اعيده بكفي ومن حولي غربان وقعوا يخططن بالعيدان في كل مقعد ويخبأن يسترن رمان الثدي رمان معروف الفاكهة المعروفة والسودي جمع الثدي ثدي المرأة معروفة وآآ المعنى ويخبأنا ذو ديا كالرمان يعني ان زديهن منتصبة فهن صغار لم ينكسر لم تنكسر ذو ديهن ولم تنزل لم تستعسل اه ما زلنا نواهد وكواعب ويخبان رمان السودي اي زوديا كباكية الرمان. فهن الشواب لم تنكسر ذوديهن بعد النواهي جمع ناهد وهي التي انتصب ثديها ولم يسقط لم يسترسل ويضربن بالايدي وراء الوجوه كظباء العواقد يعني انهن يحتضن اطفالهن فيضربن بالايدي وراء ظهور اطفالهن احتضانا لاطفال لاطفالهم. يضربن بالايدي وراء ان يلتزمن اولادهن ويضممنهن اليهن تأنسا بهم ورأى براغز يضربن ايديهن وراء براغز جمع برغز وهو ولد البقرة الوحشية اراد اولاد النساء فشبههم باولاد البقر الوحشي الوجوه هؤلاء الاطفال وجوههم حسنة العواقب تشبيه للنساء. يعني ان هؤلاء النساء اه كظباي ويمكن ايضا ان تكون حسان حسان الوجوه للنساء ايضا اجمعوا عليها آآ وصف المذكرة والمؤنث ويمكن ان تجمع حسن على حسان ويمكن تجمع حسنة على حسان ايضا كذلك اضربن بالايدي وراها براغز حسان الوجوه لا يمكن ان تكون احسان الوجوه راجعة الى قوله فآبى بأبكار اي بأبكار حسان الوجوه ويمكن ان تكون للاولاد لكن قوله كويباي هذا راجع الى النساء هو يرجح ان حسان الوجوه ايضا للنساء شبه النساء بالظباء العواقب للمادة عنقها او التي ذنق ثنت عنقها على ذيلها غرائر هؤلاء النساء غرائر. حديثات آآ السن لم يجربن لم يلقين بأساي شدة قبلها اي قبل هذه الغزوة لدى بني الجلاح اي سباهم هذا الرجل ما يثقنا بوافتي يعني اه لا لا يثقن بكل قادم اه يقال وثقت بالرجل اثق به. ائتمنت ائتمنته واعتمدت عليه وثيقة يثق وهو من الشواذ الفاعلة بالكسر كما هو معلوم اذ قياس اصل الفتح في المضارع لكن هذا الفعل لم يسمع في كلام العرب الا مكسورا اه ما يثقن بوافد اي قادم اي لا يثقن باي شخص قدم في فدائهم اصاب بني غيظ وهم قوم قوم من ذبيان فاضحوا عبيده النعمان هذا اصاب بني غيظ اه وهم اصحابهم وهم اه وهم رهط النابغة الذبياني بنو غايون هم رهط النابغة فاضحوا عبيده صاروا عبيده. وجللها اعممها والبسها نعم اي نعمة على غير واحد قد من عليهم جميعا. يعني انه عرف ابنة نابغة ولكنه لم يمن عليها وحدها. بل من على السبي جميعا فاطلقه فلا بد من عوجاء تهويب راكب الى ابن الجلاح سيرها الليلة قاصدي لابد لا محالة ولا شيء يحول دون اه ركوب ناقة عوجاء معوجة من طول السفر تهوية تسرع براكب وهو جائز عند الكوفيين بالتقدير فلا بد من عوجاء تهويب راكب الى ابن الجلاح قاصد سيرها وسيرها فاعل للوصف الذي هو قاصد وهذا ضرورة عند البصريين جائز عند الكوفيين لانهم يجيزون تقديم الفاعل يستدلون بهذا البيت وبقول الزباء ما للجمال مشوها وايذاء مشوها وايدا تكب الى النعمان حتى تنال وهي تسرع هذه الناقة تخب اي تسرع هذه الناقة الى النعمان حتى تناله اذا لك من رب اي مالك طريف. اي مال الطارئ وتالدي مالي القديم المتوارث طريف من المال الجديد الذي اكتسبه الانسان حديثا والتالت القديم والمتوارث فسكنت نفسي بعدما طار روعها والبستني نعمة ولست بشاهدي قال سكنت اثبت نفسي بعدما طار روعها اي طار قلبها ويروى طار روحها والبستني نعم اي جعلتني في نعمة فكأنك البستني اياها ولست بشاهد مع انني لست حاضرا راعيت صحبتي ومكانتي وانا غايب شهد الشيء حضره فمن شهد منكم الشهر فليصمه اي حضر يقول انعمت علي وانا غايب وكنت امرأة لا امدح الدهر سوقة فلست على خير اتاك بحاسد يقول انا قد خلصت الى الملوك ومدحت الملوك وليس من عادتي ان امدح من دون الملك والنعمان هذا ليس بملك فهو سوقة والسوقة القائد الذي دون من كان دون الملك وقائد لقومه لكنه ليس ملكا فهو سوقه فقال ليس من عادتي ان امدح السوق وكنت امرا لا امدح الدهر سوقة من دون الملك لكن رأيتك اهلا للمدح فلست حاسدا لك ولست على خير اتاك بحاسدي. اي اراك اهلا للمدح وان لم تكن ملكا فلن امنعك ذلك حسدا سبقت الرجال الباهشين الى العلا كسبق الجواد اصطاد قبل الطوارد. قال سبقت رجال الباهي الشين للمسرعين سرورا كما يبهش الغلام الى امه يسرع سرورا والفعل كما نعى الباهشين الى العلا كسبق الجوادع الكريم من الخيل. اصطاد اخذ الصيد قبل الطوارج. اي التوابع للصيد علوت ما عدا النائلا ونكاية فانت لغيذ الحمد اول رائد ارتفعته كما عجل ابن عدنان المعروف الممدوح هنا ليس من معدن لأنه كلبي وكلب من احياء القضاة وقضاعة اه ابن مالك ابن حمير على الصحيح وان كانت اه مذبذبة قال آآ البدوي رحمه الله تعالى في انساب العرب قضاعة مذبذب بينهما فلما عد عند قوم انتماء وهو وبلهمة يقول المزدري قضاعة بن مالك بن حمير فان كان ان كانت قضعة من معد المقصود هنا علوت ابناء عمومتك وان كانت من حمير كما يرجحه آآ اهل التاريخ والانساب فلعل معدا هنا يقصد بها العرب من حيثهم اه في بعض الابيات الشعرية اه المتناثرة في اشعار العرب ما يدل على ان معدا قد تطلقه ويراد بها العرب لذلك مثلا قول امرئ القيس خير معد حسبا ونائلا اه في في مدح ابيه خير معد حسبا ونائلا. ومعلوم ان امرؤك ان امرئ القيس من كندة وقوله خير معد آآ افعل التفضيل آآ لابد ان يكون جزءا مما اضيف اليه لا يمكن ان تقول فلان خير القوم اذا لم يكن منهم اصلا يمكن ان تقول فلان خير آآ القوم خير بني هلال اذا لم يكن منهم لان فعل التوحيد لابد ان يكون جزءا مما اضيف اليه آآ علوت ما اعدلناه لنا عطاء لوليك ونكاية في عدوك. اي جرحا وتقتيلا في عدوك فانت لغيز اي مطر الحمد اه اي الثناء الحمد الثناء اول رائدة الرائد الذي يتقدم الى المرعى ويسبق اليه الشاعر هنا يريد انه سبق الى ما يكسب الحمد الو تم عدا نائلا ونكاية فانت لغيث الحمد اول رائد ونقتصر على هالقدر سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك