بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل المرسلين خاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين نبدأ بعون الله تعالى وتوفيقه الدرس الثامن والعشرين من التعليق على ديوان النابغة الذبياني. وقد وصلنا الى قوله الا ابلغ صبيان عني رسالة فقد اصبحت عن منهج الحق جائرة اجدكم لن تجزروا عن ظلامة سبيها ولن ترعوا لذي الود اصرة فلو شهد السهم وابناء مالك فتعذرني من مرة المتناصرة لجاءوا بجمع لم يرى الناس مثله تضاءلوا منه بالعشي قصائر اهل جهنأ لكم ان قد نفيتم بيوتنا مندى عبيدان المحلي باقرة واني لالقى من ذوي الضغن منهم وما اصبحت تشكو من الوجد ساهرة كما لقيت ذات الصفا من حليفها وما انفكت الامثال في الناس السائرة فقالت له ادعوك للعقل وافيا ولا تغشيني منك بالظلم بادرة فواثقها بالله حين تراضيا فكانت تديه المال غبا وظاهرة فلما توفى العقل الا اقل انه وجارت به نفس عن الحق جائرة تذكر انا يجعل الله جنة فيصبح ذا مال ويقتل واتره فلما رأى ان ثمر الله ماله موجودا وسدم فكره كب على فأس يحد غرابها مذكرة من المعاول باترة. فقام من فوق جحر مشيد ليقتلها او تخطئ الكف بادرة. فلما وقعها الله ضربة فأسه وللبر عين لا تغمض وقال تعالى نجعل الله بيننا على مالنا او تنجزي لي اخره فقالت يمين الله افعل انني رأيتك مسحورا راني يمينك فاجرة فباني قبر لا يزال مقابلي وضربته وضربة فأس فوق رأسي ذاكرة اه هذه القصيدة قالها نابغة الذبياني فيما كان بينه وبين يزيد ابن سنان المري يعاتب فيها بني مرة اه في تحالفهم على قومهم فقال الا ابلغا ذبيانا عني رسالة فقد اصبحت اي صارت قبيلة ذبيانة عن منهج الحق جائرة اي مائلة تجاوروا الميل عن الحق وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر. اي مائل. اجدكم اي اتجدون في فعلكم هذا اي هذا جد عندكم وليس لعبا لن تجزروا اي تكفوا عن غلامة اي ظلم سفيها ولن ترعوا اي تحفظوا لذي الود الود المودة والمحبة مذلة قال في المثلث وثلثوا خلالة في الود والود. والوجنة على الخد وكل ثوب ابيض او جلدي نصع فلست فيه بالمرتاب عاصرة لاصرة الرحم والقرابة ولن ترعوا لذي الود اصرة فلو شهد السهم وابناء لو شرطية وسيأتي جوابها يقول لو شهدت حضارة تساهم وابناء مالك وهما ابناء مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان فتعذرني اي تأتيني بعذر من مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان المتناصرة التي نصر بعضها بعضا اليوم شرط لو حضرت لجاؤوا بجمع اي بجيش عظيم لم يرى الناس مثله. اي بجيش لم يرى الناس مثله لعظمه تضاءلوا اي تصاغروا منه اي بسبب كثرته بالعشي عشي اخر النهار قصائرة وصائرة ارض او جبل عليكم ان قد نفيتم اي اهنئكم بانكم نفيتم اي نحيتم وابعدتم بيوتنا مندى عبيدان الموندا والتندية ان تصدر الابل عن الماء ثم ترعى في الكلأ ثم تعاد الى الماء بعد ذلك عبيدان عبد كان لرجل من قبيلة ثمود وكان مولاه ذا عزة ومنعة فكان يورد اول الناس كبيرة وغلب عليه غلب عليه رجل اخر فاصبح لا يورد الا بعد ان يورد غيره فضرب مثلا لكل من ضرب من طرد بعيدة بعد ان كان عزيزا ونبدأ ايدا تندية اي اصدار عبيدان ابله ابله. التندية ان تصدر الابل بعد ايرادها. لترعى ثم بعد ذلك تعاد الى الماء عبيدان المحلي حده عن الورد اه كفه عنه ومنعه عن الماء المحلل الذي يمنع من الورد الباقر جماعة البقر واني لارقى من ذوي الضغن منهم وما اصبحت تشكو من الوجد ساهرة كما لقيت ذات الصفا من حليفها يقول اني لارقى من ذوي الضغن اي الحقد منهم قوله وما اصبحت تشكو من الوجد الساهرة هذا معطوف على ما سيأتي ايوا اني لألقى من ذوي الضغن منهم كما لقيت ذات الصفا من حليفها كما اصبحت تشكوه امرأة ساهرة باتت ساهرة من الوجد اي الحزن وما اصبحت تشكو امرأة باتت ساهرة باتت ساهرة من الحزن يقول هو ما اصبحت معطوف مقدم على قوله كما لقيت ايوا اني لا القى من ذوي الضغن منهم كما لقيت ذات الصفا من حليفها. والقى من ذوي الضغن منهم مثلما تشكوه المرأة عند صباحها اذا كانت قد باتت ساهرة من الحزن وقوله كما لقيت ذات الصفا ذكر هنا اسطورة من الاساطير اه على وجه اه بياني خطورة ظلم وان ربه ان عاقبته غير محمودة يزعمون ان رجلا اه نهشت حية اخاه فقتلته فاراد الرجل ان يقتله اذا كلمت طبعا هذا اسطورة. وقالت له سادفع لك دية اخيك ولا تقتلني وواثقها بالله وحلف لها ان لا يقتلها وان لا يصيبها بسوء وآآ انها ان عليها ان تؤدي اليهودية اخيه فوافقت على ذلك وجعلت تعطيه المال غبا اي يوما وتتركه يوما ثم تعطيه في اليوم الموالي وتارة تعطيه في يومين متواليين آآ اقساطا ونجوما من ذلك المال فلما اصاب الرجل مالا كثيرا من ذلك انه قد حصل على خير كثير من هذه الحية وانه ايضا لا بأس ان اقتلها فاذا قتلها كان قد جمع بين اخذ المال واخذ الثأر فهو سيأخذ زاره اخي لانه سيقتل الحية وايضا قد اخذ اغلب المال واكثر المال فاخذ فسا اي قدوما فجعل يحدها وترصد لها عند باب جحرها حتى همت بالخروج وضربها بالفأس لكنه لم يستطع قتلها جرحها ولكنها لم تمت ونجدت منه فندم لانه لم يستطع قتلها وقد بقي له جزء من المال ايضا لم لم يحصل عليه فاراد ان يحالفها مرة اخرى على انه لن يمسها وعلى ان تعطيه على ان تعطيه بقية المال قالت له لا والله لقد رأيت يمينك يمينا فاجرا وهذا قبر اخيك مقابل لي فلن اثق فيك بعد اليوم ولن اعطيك مالا بعد اليوم هذه عاقبة ظلم ان الانسان اذا كذب وظلم فانه في النهاية يخذل ولا يحصل على ما يريد نوم هو هذه القصة من هنا الى اخر القصيدة تشبه حاله وحال هؤلاء الذين هم في ضغن اه اه حقد عليه بحال آآ هذا الرجل الذي اخذ حقه واراد ان يظلم يقول انا ادفع للناس حقوقهم ومع ذلك هم يريدون ان يظلموني يريدون ان يظلموني مع اني اؤدي لهم حقوقهم قال كما لقيت مفعول القى اي انا القى كما لقيت ذات الصفا اراد الحية وصف اسم جنس الصفات بالصخرة المرساء من حليفها اي محالفها ومعاقدها وما انفكت الامثال في الناس السائرة ما انفكت اي ما برحت وما زالت الامثال يعني ان هذا ضرب مثل فالامثال سائرة بالناس ويتكلمون على السنة الحيوانات آآ وهذه اساطير وهم يعلمون انها اساطير لكن آآ هي بالحقيقة يراد منها تقريب وتصوير بعض المسائل حتى تكون اوضح وحتى تكون مفهومة فقالت له ادعوك للعقل يعني ان هذه الحية لما نهشت اه رجلا فقتلته وجاء اخوه يحاول قتلها دعته الى الصلح قالت له ادعوك للعقل وافيا تاما ولا تغشيني لا تأتيني منك بالظلم بادرة مبادرة اول ما يصدر من الانسان عند الغضب آآ لا تغشني بظلم منك وانا ساؤدي لك دية اخيك ووثقها حالفها بالله حين تراضيا فكانت تجيه اي تعطيه الدية ودى القتيل اعطى ديته كانت تجيه المال غبا الغيب فعل الشيء بعد تركه يوما وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدهن غبا ونهى عن الاتهان الا غبا ينتفع اليوم وتتركه غدا ثم تفعله بعد غد وهكذا قال ابن مالك في المثلث ان غاب من اصيب فهو غب والفعل بعد الترك يوما كذلك عقب الشيء اما الغب فانه فكانت لديه المال غبا اي يوما وتتركه وظاهرة اي يومين متتابعين حصره السقي الايبيلي كل يوم عند منتصف النهار في وقت الظهيرة فلما توفى العقل الا اقله. لما توفى اي استكمل العقل اي الدية الا اقله بقي منه شيء يسير وجارت عمالة وحادت به نفس عن الحق جائرة تذكر ان كيف يجعل الله جنة اي سترا الجنة الشيء الذي تتستر به اتخذوا ايمانهم جنة ما تجعله وقاية بينك وبين شيء يسمى جنة. وفي الحديث الصوم جنة او وقاية بينك وبين النار قال ابن مالك رحمه الله تعالى في المثلث بستان الجنة اما الجنة اما الجنة فالجن والجنون ثم الجنة اسم لمن النفس به مشتنة من صائبات الكره والعذاب صائبات الكره والعذاب يصبح ذا مال ويصبح عنده مال كثير ويقتل واتره الذي عنده وتر عنده وتره وهو زار اخي فلما رأى ان دمر الله ماله لما رأى هذا الرجل ان ثم رأي كثر واصلح الله ماله. واثل موجودا كثرائب له وسد مفاقره جمع فقر على غير قياس او جمع مفقر اراد ان يقتل هذه الحية حين حصل على مال كثير منها فاكب اي اقبل على فأس اي قدوم يحد غرابها اي طرفها مذكرة قاطعة قد جعلت لها ذكرة والزكرة قطعة من الفولاذ تجعل على حد الفأس او السيف من المعاول جمع معول حديدة تنكر بها الحجارة. باترة اي قاطعة فقام لها قام لتلك الحجة من فوق جحر اي غار مشيد مطول ليقتلها او تخطئ اي الا ان تخطئ اذا كانت او بمعنى الا او بمعنى الى فان الفعل المضارع ينتصب بعدها بان مضمرة ليقتلها او تخطئ اي اي الا ان تخطئ الكف بادرة اه او او تخطي الكف اي او تخطئ الحية الكف بادرة اي مسرعة فلما وقاها الله ضربة فسه. يعني انه لما ضربها لم يستطع قتلها فوقاها الله ضربة بأسه. وللبر اي الاحسان عين لا تغمض ناظرة. اي مبصرة الجواب محذوف يعني انه ندم على ذلك وقال تعالي اي اقبلي. نجعل الله بيننا على مالنا اي نحلف ونتواثق على ان تعطيني ما بقي من مالي انا اكف عنك بأسي او تنجزي اي الى ان تنجزي او هنا بمعنى الى واذا كانت بمعنى الى فان الفعل المضارع ينتصف بعدها او تنجزي لي اخره اي بقيته فقالت يمين الله كيف حاله لا افعل ذلك يمين الله افعل انني رأيتك او انني اي لاجل انني رأيتك مسحورا اي مخدوعا ذاهب العقل يمينك فاجرة اي كاذبة فبالي قبر لا يزال مقاتلي اي اه مقابلي اي ابا لي عنان استأنف معك ما تقدم من الحلف والمعاقدة انني ارى قبر اخيك مجاور مقابل واعلم انك لن تنسى وترك ودحلك فسترجع وتحاول ان تصيب الثأر بعد ان قبضت المال وابى لي ايضا عن متابعتي الحلف معك ضربة رأس فوق ضربة فأس فوق رأس تدل على غدرك انك غادر وانه لا عهد لك فاقرة اي مؤثرة في رأسي جارحة له فهذه الضربة دلت على انك غادر وانك لست صاحب عهد فلن استطيع ان اثق لن اثق بك بعد اليوم جعل النابغة هذه القصة مثالا ضربها مثالا لبغي بني عمومته عليه فيقول انا اؤدي لهم حقوقهم ومع ذلك يحاولون ظلمي كهذه الحية التي واثقت هذا الرجل على ان تعطيه المال وجعلت تعطيه ذلك المال وهي توافية بما قالت فلما اخذ معظم المال اراد ان يغدر ويظلم ولكن كانت عاقبة هذا الظلم والغدر وبالا عليه ونقتصر على هذا القدر. سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك