ادارة الاوقاف السنية بمملكة البحرين تقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله ارسله الله تعالى بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا فبلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين. فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى من اهتدى بهديه. واستن بسنته الى يوم الدين ثم اما بعد. ففي هذه العشية المباركة عشية يوم الجمعة في ساعة ترجى فيها الاجابة ينعقد هذا المجلس العلمي في اليوم الموافق للعاشر من شهر رجب من عام خمس وثلاثين. بعد الاربعمائة والالف من الهجرة النبوية الشريفة في حضرة عالم رباني وامام ايماني. له قدم صدق في العلم والتحديث والفقهي والتربية. انه الامام الاجري ابو بكر محمد بن الحسين ابن عبد الله الاجري رحمه الله رحمة واسعة. وهو من هو في المنزلة العلمية والرواية والدراية وفوق ذلك يجد قارئ كتبه نفسا ايمانيا مطمئنا. ويجد فيه تربية دقيقة وتنبها للطائف الامور ودقائقها مما يحبب في قراءة كتبه وكان قد انعم الله تعالى عليه بكثرة التصنيف. حتى جاوزت مؤلفاته اربعين كتابا. ومن اشهرها كتاب الشريعة واخلاق وهذا الكتاب الذي بين ايدينا وهو اخلاق حملة القرآن وكذلك كتابه اخلاق والحقيقة ان من يقرأ كتب الاجري يدرك عظيم الحاجة الى تحصيم الحلم مع العلم كما قال الاول ايها الطالب علما ائت حماد بن زيد تكتسب علما وحلما ثم قيده بقيدي. وذلك ان طالب علم ما لم ينتفع بعلمه ويثمر له الخشية فان علمه يكون عليه هلاله. الم تروا ان الله سبحانه وتعالى قد قال ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا. ويقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للاذقان يبكون ويزيدهم خشوعا. فالعلم اذا لم يثمر ذلك فعلى صاحبه ان يعيد النظر فيه ما الذي جعلهم يخرون ويضعون اشرف ما فيهم في الارض. وما الذي استدر دموعهم من محارم اجرها الا شيء قام في قلوبهم. فعل طالب العلم ان يطلب العلم وان يطلب مع العلم السكينة وان يستكن لقلبه. وان يتعاهده وينظر هل اثمر الخشية ام لا؟ قال ربنا عز وجل انما يخشى الله من عباده العلماء. هذا النفس لدى المؤلف نجده واضحا جليا في اخلاق العلماء وادعوكم الى قراءته كما نجده ايضا في هذا الكتاب اخلاق حملة وهذا هو اسمه الصحيح اخلاق حملة القرآن كما حقق ذلك آآ فضيلة الدكتور عبد العزيز بن عبد الفتاح القاري وهو كتاب اب معروف طبع مرارا آآ وبين ايدينا نسخة محققة فلنستمع الى فصول هذا الكتاب ونسأل الله سبحانه وتعالى آآ ان يرزقنا علما نافعا وعملا صالحا وان يجعل لنا من امرنا رشدا وان يهيئ لنا من امرنا مرفقا. استعن بالله. قال الامام المحدث الحافظ ابو بكر محمد احمد بن الحسين الاجري بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي وما توفيقي الا بالله. اخبرنا الشيخان الصالحان الثقتان الدين ابو العباس احمد ابن علي ابن ابي الفضائل الاكبيري الفقيه الشافعي. والشيخ كمال الدين ابو حفص عمر بن محمد ابن محمد ابن حسين صبت الشيخ الامام العالم الحافظ ابي محمد عبدالرحيم ابن محمد ابن الزجاج. قراءة عليهما لا اسمع في يوم الجمعة السادس عشر من شهر ربيع الاخر ربيع الاخر من سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة في مسجد السلامي بدار للخليفة مشرقي بغداد قيل لهما اخبركما الشيخ الامام العالم مجد الدين ابو الفضل عبدالله ابن محمود ابن موجود ابن محمود ابن بلدجي اجازة فاقرا به. قال اخبرنا الشيخ الامام الزاهد الصالح ابو بكر مسمار ابن عمر ابن محمد ابن العويس النيار المقرئ البغدادي سماع لجميعه قال اخبرنا ابو الفضل محمد بن محمد بن ناصر بن محمد محمد بن علي الحافظ قال اخبرنا ابو بكر احمد بن علي الطريبي قال اخبرنا ابو الحسن علي ابن احمد ابن عمر ابن الحماني رحمة الله عليه قال قال ابو بكر محمد قال ابو بكر محمد بن الحسين بن عبدالله الاجري رحمه الله الله احق ما استفتح به الكلام الحمد لمولانا الكريم. وافضل الحمد ما حمد به الكريم نفسه. فنحن نحمده الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا حسنا ماكثين فيه ابدا. والحمد لله الذي له ما في السماوات اخواتي وما في الارض وله الحمد في الاخرة وهو الحكيم الخبير. يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيه بها وهو الرحيم الغفور. احمده على قديم احسانه وتواتر نعمه. حمد من يعلم ان مولاه الكريم علمه ما لا لم يكن يعلم وكان فضله عليه عظيما. واسأله المزيد من فضله والشكر على ما تفضل به من نعمه. انه ذو فضل عظيم عظيم وصلى الله على محمد عبده ورسوله ونبيه وامينه على وحيه وعباده صلاة تكون له رضا ولنا فيها مغفرة وعلى اله اجمعين وسلم كثيرا طيبا. اما بعد. نعم الحمد لله رب العالمين. آآ بعد سماع القراءات وهي مختلفة فيما بين النسخ. آآ شرع المصنف رحمه الله بحمد مولاه. وهذا موافق لما جاء في في بعض الاحاديث كل امر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو ابتر. وقد جاء بلفظ بسم الله وبحمد الله هي بمجموعها تفيد الثبوت باذن الله تعالى. ويغني عن ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يستفتح خطب بحمد الله تعالى. كما ان كثيرا من سور القرآن ايضا تضمنت الحمدلة آآ بين يدي آآ بين يديها حقيقة الحمد ايها الكرام وصف الله بصفات الكمال ونعوت الجلال. هذه هي حقيقة الحمد وصف الله تعالى الكمال ونعوت الجلال. ولا يقال ان الحمد هو الثناء الا اذا تكرر. فاذا تكرر الحمد صار ثناء على ذلك حديث الفاتحة حيث قال حيث قال الله عز وجل في الحديث القدسي اذا قال عبدي الحمدلله رب العالمين قال الله قال الله حمدني عبدي. فاذا قال الرحمن الرحيم قال الله اثنى علي عبدي. فاذا تكرر الحمد وصارت ثناء. فالحمد هو وصف الله بصفات الكمال ونعوت الجلال. وينبغي للانسان ان ان يحمد ربه بمختلف الصيغ والمحامد في كتاب الله كثيرة. وقد ادخر الله لنبيه صلى الله عليه وسلم من المحامد ما لا يعلمه فقد اخبر صلى الله عليه وسلم بانه يوم القيامة يأتي فيسجد تحت العرش. قال ويفتح علي بمحامد ساحسنها الان. واذا انضم الى الحمد تسبيح اكتمل الامر. لان الحمد وصف لله بصفات الكمال. والتسبيح تنزيه للرب عن صفات النقص والعيب. ولهذا جمع الله تعالى بينهما بقوله آآ بقوله سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين. والحمد لله رب العالمين آآ ثم انه آآ صلى على النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في احسن معانيها ما ذكره ابو العالية رحمه الله كما في صحيح البخاري من انها الثناء عليه في الملأ الاعلى. هذه حقيقة الصلاة من الله على نبيه صلى الله عليه وسلم. وقد جمع المؤلف في وصف النبي صلى الله عليه وسلم بين وصف العبودية والرسالة او العبودية النبوة وفي الجمع بين هذين الوصفين رد على اهل الغلو ورد على اهل الجفاء. فوصفه بالعبودية رد على اهل الغلو الذين يرفعون النبي صلى الله عليه وسلم فوق منزلته. ويطرونه اطراء لا ينبغي الا لله. وقد قال بابي هو وامي لا تطروني كما اطرت النصارى المسيح ابن مريم. انما انا عبد الله فقولوا عبد الله ورسوله. ووصفه بالرسالة او النبوة رد على اهل الجفاء الذين لا يعطونه حقه الواجب له من تصديقه فيما اخبر وطاعته فيما امر واجتناب ما عنه نهى وزجر والا ان يعبد الله الا بما شرع. هذه اه اه هذه الحمدلة والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم. ينبغي في ان يتخذها طالب العلم دوما في مكاتباته وكلماته وخطبه. وان ينأى بنفسه عن الطرق المحدثة التي يسلكها اه بعض الناس آآ ويضاهون بها ويماهون. بعض الكتاب المحدثين على طلبة العلم ان يحافظوا على صبغة الله. وعلى الجملة القرآنية والا يزهدوا بها ويرتضوا اساليب مولدة. فان هذا فيه من نور الايمان وبهائه. والتذكير بنعم الله بالاصل العظيم ما لا يخفى. ثم انه قال رحمه الله فاني قائل وبالله القى التوفيق والصواب من القول والعمل لا قوة الا بالله العلي العظيم. قال ابو بكر انزل الله عز وجل القرآن على نبيه صلى الله عليه وسلم. واعلمه فضل ما انزل علي واعلم خلقه في كتابه وعلى لسان رسوله ان القرآن عصمة ان القرآن عصمة لمن اعتصم به وحرز من النار لمن اتبعه ونور لمن استنار به. وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين. ثم امر الله خلقه ان يؤمنوا به ويعملوا بمحكمه فيحلوا حلاله ويحرموا حرامه ويؤمنوا بمتشابهه ويعتبروا بامثاله ويقولوا امنا به كل من عند ربنا ثم وعدهم على على تلاوته والعمل به النجاة من النار والدخول الى الجنة ثم ندم خلقه عز وجل اذا هم تلوا كتابه ان يتدبروه ويتفكروا فيه بقلوبهم. واذا سمعوه من غيرهم احسنوا استماعه ثم وعدهم على ذلك الثواب الجزيل فله الحمد. ثم اعلم خلقه ان من تلى القرآن واراد به متاجرة مولاه الكريم انه يربحه الربح الذي لا بعده ربح. ويعرفه بركة المتاجرة في الدنيا والاخرة. قال محمد بن الحسين جميع ما ذكرته ما سأذكره ان شاء الله بيانه في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ومن قول صحابته رضي الله عنهم وسائر العلماء وساذكر منه ما حضرني ذكره ان شاء الله والله الموفق لذلك. نعم. ما تقدم من هذه الجمل المحكمة التي مما يتعلق بالقرآن سيسوق الدليل عليه. وهذه طريقة العلماء فانهم لا يذكرون شيئا من عند انفسهم. وانما فيقيمون الدليل على كل معنى ذكروا. وقد سلك هذا المسلك في كتابه اخلاق العلماء وغيره من الكتب. فقد تقدم اه عشرات الجمل المتعلقة بالقرآن العظيم وما يترتب عليه من فضائل. وهو بصدد ان يذكر اه الادلة القائمة على ذلك. وهذا المسلك اعني تعظيم القرآن وبيان فضله. ما زال اهل الاسلام يتواترون عليه. فكل مفسر قد جعل بين يدي تفسيره ابوابا في فضائل القرآن واداب حملته. وما اعد الله تعالى لاهله. وهذا من هذه البابة فقال رحمه الله قال الله عز وجل ان الذين يتلون كتاب الله واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانيتي يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم اجورهم ويزيدهم من فضله انه غفور شكور. نعم هذه الاية العظيمة دلت على وردت في كلامه وهو قوله ثم اعلم ثم اعلم خلقه ان من تلى القرآن واراد به المتاجرة في واراد به متاجرة واراد به متاجرة مولاه الكريم فانه يربحه الربح الذي لا بعده ربح. ويعرفه بركة المتاجرة في الدنيا والاخرة. هذه التجارة الحقة. يا ايها الذين امنوا هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم ان المتاجرة الحقة والربح البين هو ما كان في هذا الصدد. واما متاجرة الناس في لعاعة من الدنيا فان غاية ما فيها ان استمتعوا بالمباح في هذه الدنيا. اما المتاجرة مع الله تعالى في القرآن العظيم فهي السهم الصاعد الذي لا يخسر والصفقة الرابحة. نعم وقال عز وجل ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا كبيرا اه وان وان الذين لا يؤمنون بالاخرة اعتدنا لهم عذابا اليما. تأمل ايها المؤمن قول الله تعالى يهدي التي هي اقوى واقوم افعل تفضيل اي بمعنى انه يهدي لاقوم السبل وافظلها فلا شيء يدانيك. فالقرآن العظيم هو اعظم الهدى. ويجب ان يمتلئ قلب المؤمن بهذه القناعة. حتى لا يرى سواها ويعلم ان القرآن العظيم هو مصدر الهدى والرشاد. فاذا عمر القلب بهذا المعنى صار يطلب الهدى من القرآن ولو ان كل انسان اذا امسك دفتي المصحف تذكر ان هذا الذي بين يديه كلام رب العالمين لا كلام احد من الناس فان ذلك يفتح مغاليق قلبه. ويجعله يتدبر ما يقرأ. افلا يتدبرون القرآن فاستحضارك تكيف نفسك ايها المؤمن لحقيقة ما تقرأ وانه سبب الهدى هو قائدك باذن الله تعالى الى الوصول الى مقصودك ثم قال وقال عز وجل وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا اي شفاء ذاك؟ اهو الشفاء المعنوي؟ ام الشفاء الحسي؟ ام كلاهما؟ كلا الامرين الواقع ايها الكرام ويا ايتها الكريمات ومن بلغ ان القرآن شفاء معنوي وشفاء حسي فهو شفاء قلوب شفاء للصدور مما يعلق بها من الشهوات والشبهات والغفلات فيخليها من ذلك كله فتعود بيضاء ناصعة يعود القلب مثل السراج يزور. كما ان القرآن بحمد الله شفاء حسي. فمن استشفى بالقرآن شفاه الله تعالى. القرآن شفاء. الم تروا في قصة الرهط الذين بعثهم النبي صلى الله عليه وسلم فنزلوا الى جانب قوم فلدغ ارادوا ان يضيفوهم فابوا ان يضيفوهم فلدغ سيد القوم فاتوا الى هؤلاء الرهط من اصحاب النبي فلم يبحثون عن راقب فشرطوا عليهم فقبلوا بشرطهم فرقاه فرقاه احدهم بسورة الفاتحة فقام كانما نشط من عقال. وجعلوا لهم قطيعا من غنم. وكانهم كرهوا ذلك حتى اتوا النبي صلى الله عليه وسلم. فاستشاروه فقط قال وما يدريك انها رقية؟ اقسموا واضربوا لي معكم بسهم. فالقرآن شفاء. لكن من اعظم اسباب الاستشفاء بالقرآن اعتقاد المرء انه كذلك وقبول المحل لهذا فمن جمع هذين الوصفين فانه الله تعالى يوفق آآ الى الشفاء. والا فاعلموا يرعاكم الله ان الله تعالى ما كان ليدع المؤمنين تتناوبهم الامراض والعلل ولا يجعل لهم فرجا ومخرجا. ثقوا تماما ان ان الله ارحم بعباده من ان يدعهم لا يفتح لهم ابواب الشفاء. فقد نصب الله الله تعالى من الشفاء الحسي والمعنوي ما يغني عن غيرهما من الاسباب الباطلة. واعلموا ان كل من من سببا لم يصبه الله سببا لا حسا ولا شرعا فقد وقع في شعبة من الشرك الاصغر. وقديما ولا زلنا في هذا نرى من الادعياء من يدعي الاستشفاء بامور ما انزل الله بها من من سلطان. وقد زاد هذا في الاونة الاخيرة حتى وجد من يدعو الى الاستشفاء بالطاقة الكونية وبالطرق الخفية وغير ذلك مما لا يمكن تعقله على وجه صحيح فلا يجوز الاستشفاء بهذه الطرق المحدثة بل هي ضرب من دروب الشرك الاصغر وفيما انزل الله تعالى من اسباب حسية وشرعية غنية عن ذلك ثم قال وقال عز وجل يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى او رحمة للمؤمنين. وقال عز وجل يا ايها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وانزلنا اليكم نورا مبينا. فاما الذين امنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم اليه صراطا مستقيما. وقالت وقال عز وجل واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. نعم هذه الايات وامثالها الداعية الى التمسيك بالكتاب واعتقاد الحق المطلق فيه. آآ مما لا يختلف عليه اثنان من المؤمنين ومن المعلوم من الدين بالضرورة. وهذا يدلنا يا كرام على انه لا يجوز القبول بالدعاوى التي تدعي بان الحقيقة نسبية. اننا نسمع بين اونة واخرى شنشنة نعرفها من اخزى. يدعي دعوها ان انه ليس لاحد ان يدعي الحقيقة المطلقة. وان الحقيقة نسبية وليس لاحد ان يدعي ان الحق بكامله الى جانب هذا الكلام لا يجوز ان يطلق على عواهنه فان من الحقائق ما هو قطعي يقيني برهاني كما اخبر الله سبحانه وتعالى ها هنا قد جاءكم برهان من ربكم وانزلنا اليكم نورا مبينا. ما يدعيه المدعون من انه ليس لاحد ان يدعي الحقيقة المطلقة يناقضه ما ما اخبر الله به. فعلينا ان نعتقد ان ما اودع الله تعالى في كتابه من الحقائق والعقائد فهو حقيقة مطلقة. واما ما كان مسرحا للاجتهاد وفيه هامش للنظر ومسرح للفكر فهذا نعم قد يقال ان هذا لا يصح القطع فيه. لكن علينا ان نحذر من ان ان نبتلع الطعم. وان نقع في فخ ونقاد الى آآ عدم وجود يقين وحقائق نعتصم بها. لا بد من امتلاء القلب آآ ان القرآن برهان ونور وبيان وشفاء. نعم. وحبل الله هو القرآن. وقال عز وجل الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم قلوبهم الى ذكر الله. ذلك هدى الله يهدي به من يشاء. ومن يضلل الله فما له من هاد. ما معنى متشابها ها هنا التشابه ها هنا هو التشابه العام. الذي بمعنى يشبه بعضه بعضا. ويصدق بعضه بعضا لان الله سبحانه وتعالى وصف كتابه بالتشابه العام. ووصف كتابه بالاحكام العام. واخبر عن وجود تشابه خاص واحكام خاص. ولابد لك يا طالب العلم ان تفرق بين هذه المصطلحات الاربعة. التشابه العام معناه ان بعضه يصدق بعضا. وبعضه يشهد لبعض. وعليه قول الله تعالى في هذه الاية الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها. فما ذكر في موضع يشبه ما ذكر في موضع اخر. ارأيت مثلا قصة موسى مع فرعون ذكرها الله في سورة الاعراف وفي سورة طه وفي سورة يونس وفي آآ سورة الشعراء وبعضها يصدق بعضا لا في وين اختلفت الالفاظ؟ اما الاحكام العام فهو ما دل عليه قول الله تعالى كتاب احكمت اياته فالقرآن كله محكم باعتبار ان انه متقن. فالاحكام العام بمعنى الاتقان. فلا تفاوت فيه ولا اختلاف فهو بهذا المعنى يقال عن جميعه انه محكم. كتاب احكمت اياته. لم تستثنى اية من الايات والتشابه العام والاحكام العام لا تنافي بينهما. بقينا في التشابه الخاص والاحكام الخاص. قد قال الله عز وجل هو الذي انزل عليك الكتاب. منه ايات محكمات هن ام الكتاب. واخر متشابهات. اذا افادنا الله الله تعالى بوجود ايات يقال انها محكمات وايات قليلات يقال عنها متشابهات. فما المقصود بهذا التشابه الخاص؟ والتشابه والاحكام الخاص. المراد بالتشابه الخاص الذي قال الله عنه واخر متشابهات هو التشابه النسبي. الذي يشتبه على بعض الناس دون بعض. يشترك هذا وهذا في شيء من وجه ويختلفان من وجه فيقع عند بعض الناس الكباس وشك. مثال ذلك حينما يقرأ الانسان الايات الدالة على اثبات في الوجه واليدين والعينين لله سبحانه وتعالى. ثم يقرأ الايات الدالة على ان الله ليس كمثله شيء. الذين في قلوبهم زيغ ينظرون الى طائفة من الايات فيقولون ما دام قد اثبت الرب لنفسه اليدين والعينين والوجه فهو اذا مثل لان هذه صفات المخلوقين. واخرون ينظرون الى النص الدال على التنزيه مثل قوله. ليس كمثله شيء فينفون عن الله الصفة فيقع عندهم اشتباه خاص. حتى يأتي الراسخون في العلم فيحكمون هذا الاشتباه بتمييز هذا عن هذا فيقولون نثبت لله اثباتا بلا تمثيل. وننزه الله تنزيها بلا تعطيل. فالله سبحانه هو الذي اثبت لنفسه هذه الصفات لكن اثبتها على وجه لا يماثل ما للمخلوقين كما قال سبحانه وبحمده ليس كمثله شيء وهو هو السميع البصير. فاثبت لنفسه سمعا وبصرا في الوقت الذي اثبت لعبده سمعا وبصرا لكن قيده بعدم المماثلة فزال ذلك الاشتباه. اذا هذا هو المقصود بالتشابه الخاص وهو التشابه النسبي الذي يقع لبعض بعض الناس الذين يتبعون المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. وهذا هو الاحكام الخاص الذي يميز بين هذا وهذا ويلحق كل شيء باصله. ولهذا كان الراسخون في العلم يقولون امنا به. كل من عند ربنا اي اذا كان الامر كذلك فلا يمكن ان يكون كلام ربنا يضرب بعضه بعضا ويخالف بعضه بعضا. فيحملون المتشابه على المحكم. فيزول بذلك الاشتباه فتبين لنا معاني هذه المصطلحات الاربع الاحكام العام التشابه العام الاحكام الخاص التشابه الخاص ثم قال وقال عز وجل كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب. وقال عز عز وجل وكذلك انزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون او يحدث لهم ذكرا. هاتان الايتان يرعاكم الله ونحوهما من ونحوهما من الايات تدل على ان القرآن كله محل للتدبر والتعقل وانه ليس شيء من القرآن خارج التغطية. يعني ليس شيء من القرآن لا يمكن تدبره وتعقله. قد قال ربنا سبحانه كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته. اذا المقصود من تنزيل القرآن هو تدبره. ولم يستثمر الله تعالى شيء كما يدعيه بعض الزائغين من ان ايات الصفات آآ ليست محلى للتدبر وانها من المجهولات كما اهل التفويض المجهلة لا القرآن كله محل للتدبر واعظم ما فيه ما يتعلق بصفات رب العالمين بل هو ما في القرآن كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب. كذلك قال انا انزلناه قرآنا عربيا عروبة القرآن سبب لتدبره. ولهذا قال في اية اخرى انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ما انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. ولم يستثني الله تعالى شيئا. وهكذا كان السلف رحمهم الله فقد قال ابو عبدالرحمن السلمي آآ قال حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن عثمان بن عفان وعبدالله بن مسعود انهم كانوا لا يتجاوزون عشر ايات حتى يتعلمونهن وما فيهن من العلم والعمل. قالوا فاوتينا القرآن والعلم والعمل. وهذا هو الواجب على اهل الاسلام ثم انه قال ثم ان الله عز وجل وعد لمن استمع الى كلامه فاحسن الادب عند استماعه بلا الجميل ولزوم الواجب لاتباعه والعمل به. يبشره منه بكل خير ووعده على ذلك افضل الثواب. فقال عز وجل فبشر عبادي الذين يستمعون قال فبشر عباد الذين فقال عز وجل فبشر عباد الذين يستمعون تلقون فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم واولئك هم اولوا الالباب. وقال عز وجل وانيبوا الى بكم واسلموا له من قبل ان يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون. الى قوله من قبل ان يأتيكم العذاب بغتة وانتم لا تشعرون. قال محمد ابن ابن الحسين فكل كلام ربنا حسن لمن تلاه ولمن استمع اليه. وانما هذا والله اعلم صفة قوم اذا سمعوا القرآن من القرآن احسن ما يتقربون به الى الله تعالى مما دلهم عليه مولاهم الكريم. يطلبون بذلك رضاه ويرجون رحمته سمعوا الله قال واذا قرأ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون. فكان حسن فكان حسن استماعهم يبعثهم على فيما لهم وعليهم. وسمعوا الله عز وجل قال فذكر بالقرآن من يخاف وعيد. وقد اخبرنا نعم هاتان ايتان يجمعهما لفظ في الاية الاولى قال سبحانه الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه وفي الايات بعدها قال واتبعوا احسن ما انزل اليكم من ربكم. فربما توهم متوهم ان ان الاتباع والاستماع انما يختص بايات معينة دون غيرها لان احسن تدل على آآ التفظيل وانما اراد الله سبحانه وتعالى كما بين الشيخ رحمه الله ان هذا والله اعلم صفة قوم اذا القرآن تتبعوا من القرآن احسن ما يتقربون به الى الله عز وجل. بمعنى انهم يعملون كل اية فيما يناسبها من ظرف ومقام فيهتدون بالقرآن في الظرف الذي يناسبه. فاذا المت بهم ملمة من ضراء استدعوا الايات الدالة على الصبر. التوكل على الله عز وجل. فكان هذا احسنه في هذا المقام واذا حصل لهم رخاء ونعمة وخصم ووفر استدعوا الايات الدالة على الشكر. فتكون تلك الايات هي احسن ما يناسب هذا المقام وهكذا فمعنى يتبعون احسنه ليس المراد ان منه ما هو حسن ومنه ما ليس بحسن وانما الحسن هذا بحسب المقام والحال. فيكونون موفقين الانتفاع بالقرآن العظيم ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. ثم قال وقد اخبرنا الله عن الجن وحسن استماعهم للقرآن اجابتهم فيما يجذبهم اليه ثم رجعوا الى قومهم عندي واستجابتهم لما ندبهم اليه. نعم وقد اخبرنا الله عن الجن وحسن استماعهم للقرآن واستجابتهم لما ندى بهم اليه. ثم رجعوا الى قومهم فوعظوهم بما سمعوا من القرآن في احسن ما يكون من الموعظة. قال الله عز وجل قل اوحي الي انه استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا يهدي الى الرشد فامنا به ولن نشرك بربنا احدا. وقال عز وجل واذ صرفنا اليك نفر من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا انصتوا. فلما قضي ولوا الى قومهم منذرين. قالوا يا قومنا انا سمعنا كتابا من انزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي الى الحق والى طريق مستقيم. يا قومنا اجيبوا داعي الله وامنوا نعم لله درهم. هؤلاء اخواننا من الجن. وكثير من الناس اذا ذكر الجن تبادر الى ذهنه اه صورا ومعاني من الرعب والفزع والهلع والخوف الى غير ذلك. لكن هذه الايات تضع الصورة الحقيقية وان الجن منهم المؤمنون ومنهم الصالحون ومنهم القاسطون ودون ذلك. وان فيهم من المؤمنين ما هذه لغتهم وحكمتهم وادبهم؟ رحمهم الله حيث قالوا هذا القول العظيم. قل اوحي الي انه استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا. تذوقوه وكان ذلك حينما صلى النبي صلى الله عليه وسلم بوادي نخلة وسمعوا هذا القرآن واذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا انصتوا. وهذا دليل عقلهم لان الانصات هو اول العلم. الانصات هو اول علم لانه استفتاح لادوات الاستقبال حتى ينشأوا عنها هذا العلم. فلما قضي ولوا الى قومهم منذرين قالوا يا قومنا انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى يهدي الى الحق والى طريق مستقيم. يا قومنا اجيبوا داعي الله. الم تروا ايها الكرام كيف اعاذ الله نبيه صلى الله عليه وسلم بعد رجوعه من من الطائف وردهم اياه ردا قبيحا ان امنت به طوائف من الجن. عوضه الله عن اسلام ثقيف باسلام طوائف من الجن. استمعوا اليه. فكان في ذلك ما انعش قلب النبي صلى الله عليه وسلم ان اخواننا من الجن استمعوا فاحسنوا الاستماع وانصتوا فاحسنوا الانصات فلذلك وقع الايمان في قلوبهم وهكذا يا اخوة كل من اعطى القرآن حقه من الانصات واقبل عليه بكليته فانه يفتح مغاليق قلبه. والا طالما قرأنا القرآن وربما قرأنا القرآن وختمناه ووضعناه في موضعه ثم لم يحدث تغيير. والسبب هو ان الانسان لم يقبل كليته ولم ينصت باذنيه وقلبه الى القرآن العظيم ويهتدي بهداه والا لو فعل فوالله ليحدثن الله له من الاثر والذكرى ما لم يخطر له ببال. قرأت قديما قصة رجل منصر انتدب من قبل بعض الارساليات الى مصر قبل نحو سبعين خمسين سنة اه لكي يقوم بتنصير المسلمين. قال فبحثت عن مدخل ادخل فيه الى افساد في عقائد المسلمين قال فعلمت ان في القرآن سورة يقال لها سورة الجن. فقلت ها هذا مدخل حسن حتى اظهر ان دين الاسلام وكتاب القرآن كتاب جن وعفاريت وخرافات وكذا. قال فعكفت ليلة على سورة الجن لكي اكتب فيها مقالة واعد فيها ما اعد لتشكيك المسلمين بدينهم. قال فما هو الا ان قرأت تلك السورة حتى وقع الامام في قلبي الله اكبر يعلو ولا يعلى عليه. اراد من خلال سورة الجن ان يطعن في القرآن. فابى الله تعالى الا ان يقوده الى الامام من خلال هذه السورة. قرأ هذه الايات المحكمات هذه الجمل العظيمة التي قالها مؤمن الجن ما اعظم ما قالوا وما احسن ادبهم. الم انظروا انظروا ايها الكرام من حسن ادبهم. كيف قالوا في معرض كلامهم؟ وانا لا ندري اشر من اريد بمن في الارض ام اراد بهم ربهم رشدا. انظر كمال ادبهم مع الله. لما كان الكلام عن الشر اتوا بالفعل الذي لم يسمى فاعل تأدبا مع الله. مع ان القدر خيره وشره من الله. خيره وشره من الله. ومع ذلك من كمال ادبهم مع الله قالوا وانا لا ندري اشر اريد بمن في الارض. ولما كان الكلام عن الرشد اتوا بالاسم الظاهر ام اراد بهم ربهم رشدا تلكم الايات فيها من الدلالات الايمانية ما اخضعت ذلك القس. واعتنق الاسلام بسببها نعم ثم انه قال قال محمد بن الحسين وقد قال الله عز وجل في سورة قاف والقرآن المجيد ما دلنا على عظيم ما خلق من السماوات والارض وما بينهما من عجائب حكمته في خلقه. ثم ذكر الموت وعظيم شأنه. ثم عندي وعظم يعني هو المعنى واحد نعم. ثم ذكر الموت واعظم شأنه ثم ذكر النار وعظم شأنها. وذكر الجنة وما اعد فيها لاوليائه فقال عز عز وجل لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد الى اخر الاية. ثم قال بعد ذلك ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد. فاخبر جل ذكره ان المستمع باذنيه ينبغي ان يكون شاهدا بقلبه ما يتلوه وما يسمع لينتفع بتلاوته للقرآن بالاستماع ممن يتلوه. اي والله. هذا معنى يجب ان يكون حاضرا في اذهاننا وهو قول ربنا سبحانه وبحمده ان في ذلك المشار اليه ما تقدم لذكرى لمن كان له قلب. وما من احد الا وله قلب لكن المقصود قلب يفقه فان الله سبحانه وتعالى قد نبه على ان من الادميين من لهم قلوب لا يفقهون يقول الله عز وجل ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها اولئك كالانعام بل هم اضل اولئك هم الغافلون. فلهذا قال ها هنا ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد. يا معشر الاخوان ما من جارحة من جوارح البدن الا ولها وظيفة. فوظيفة عين الابصار ووظيفة الاذن السماع ووظيفة اليد التناول والاعطاء ووظيفة القدم الحركة والنقلة. ما وظيفة القلب اذا لقائل ان يقول وظيفته ضخ الدم من الاذين الى البطين الى الشرايين الى صحيح هذه وظيفته العضوية لكن وظيفته الاعتبارية المعنوية انه مستودع العلم. ومحل محبة الرب وخشيته ورجائه. فاذا لم يمارس هذه فهو قلب مريض. قلب عاطل. قلب معطوب. لا يؤدي هو مجرد مضخة حين اذ. اما اذا كان يؤدي وظيفته فهو بيت قل ربي في العبد كما ان الكعبة بيت الرب في الارض. فيصبح القلب مستودع وحي الله تعالى. ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد. فاذا جمع الانسان بين هذين الوصفين. الاسخاء الحسن وحسن الاستماع فهو منفذ الى القلب. فحينئذ يقوم القلب بانظاج هذه المسموعات وتدبرها ووعيها فيحصل بذلك الانتفاع العظيم. نعم ثم ان الله عز وجل حث خلقه على ان يتدبر القرآن فقال عز وجل افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها وقال عز وجل افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا لوجدوا فيه اختلافا كثيرا قال محمد بن الحسين الا ترون رحمكم الله الى مولاكم الكريم؟ كيف يحث خلقه على ان يتدبروا كلامه؟ ومن تدبر كلامه فالرب عز وجل وعرف عظيم سلطانه وقدرته وعرف عظيم تفضله على المؤمنين وعرف ما عليه من فرض عبادته فالزم نفسه الواجب فحذر مما حذره فحذر منه فحذر فحذر مما حذره مولاه الكريم ورغب فيما رغبه فيه ومن كانت هذه صفته عند تلاوته للقرآن وعند استماعه من غيره كان القرآن له شفاء. فاستغنى بلا مال وعز بلا عشيرة وانس بما يستوعش بما يستوحش وانس مما يستوحش منه غيره. فمما يستوحش منه غيره. وكان همه عند التلاوة سورة اذا افتتحها وكان همه عند التلاوة للسورة. وكان همه عند التلاوة للسورة افتتحها متى اتعظ بما اتلوه؟ ولم يكن مراده متى اختم السورة وانما مراده متى اعقل من الله الخطاب متى ازدجر؟ متى اعتبر؟ لان تلاوته للقرآن عبادة. والعبادة لا تكون بغفلة. والله الموفق. نعم رحمه الله الواقع ان هذا هو التكيف النفسي المطلوب الذي ينبغي لقارئ القرآن ان يكون عليه اذا استفتح تلاوة كتاب الله. ان يستصحب ان المقصود من التلاوة هو التدبر. فقد ندبنا الله تعالى وحظنا وهيجنا واثارنا للتدبر. فقال افلا يتدبرون كبرون القرآن وقال سبحانه افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. يروى ان النبي صلى الله الله عليه وسلم قرأ هذه الاية افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها؟ قال فكان في القوم فتى من اليمن فقال بل على قلوب اقفالها. قال عمر رضي الله عنه قال فحفظت ذلك فلما وليت استخلفته او استعملته. يعني كأنه لاحظ في ذلك الفتى انه يزري على نفسه ووجد فيه آآ نوعا من التشوف لهذا الامر العظيم له هذا فلما ولي خلافة امر المسلمين استعمل الفتى. والمقصود ان الانسان اذا اراد ان يقرأ القرآن فعليه ان تجمع جملة من الاحوال وان يتذكر هذا الذي بين يديه والا يكون همه ان يختم السورة. وانما يكون همه متى اتعظ؟ متى ازدجر؟ متى ارعوي؟ متى استحي؟ فاذا كان يقرأ القرآن بهذه الروح وبهذه النفس فانه ينتفع بالقرآن العظيم انتفاعا تاما ويحصل له انس بعد وحشة وعز بلا عشيرة وغنى بلا مال الى غير ذلك ما ذكر من الاوصاف ثم ساق اثارا فقال مع تحيات ادارة الاوقاف السنية بمملكة البحرين