بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل المرسلين. وعلى اله واصحابه اجمعين. ومنتباه باحسان الى يوم الدين بعون الله تعالى وتوفيقه الدرس الخامس والثمانين. برسالة الامام ابن ابي زيدان القيرواني رحمه الله تعالى. والذي هو خاتمة هذا الكتاب نسأل الله تعالى ان يبارك في ذلك. وقد وصلنا الى قول المؤلف رحمه الله تعالى ولا بأس بالسبق على الخيل والابل والسهام بالرمي. المسابقة يوضع سبق اي مال يفوز به السابق. وقد ارخص اجاز الشارع طبقة في الخيل والابل والسهام. قال صلى الله عليه وسلم لا سبق الا في نصل او خف او حاذر النصل اي السهم اي تجوز المسابقة في الرماية. والخف معناه الابل تجوز المسابقة في الابل. والحاضر معناه الخيل. فهذه المسابقة جائزة. لكن صورها الجائزة والتي لا تجوز وقع خلاف في تفاصيلها وسيذكر بعد ذلك فقالوا ان اخرج شيئا جعلا بينهما محللا. آآ اذا كان السبق اخرجه شخص او جهة من غير المتسابقين فهذا لا اشكال فيه. حينئذ لا اشكال فيه. واما اذا اخرجاه معا فهل يمكن ان تكون المسابقة جائزة؟ سيذكر آآ اقوال اهل العلم في ذلك. قال وان اخرج شيئا اي اذا اخرج متسابقان شيئا. تسابقان مثلا على الخيل او في الرماية واخرج هذا مال وهذا مال انا اخرجته خمس مئة وهذا اخرج خمسة نعم. وجعل بينهما محللا اي شخصا ثالثا لم يضع شيئا. ادخلا معهما شخصا ثالث وهذا الشخص لا يدخل لا يعطي شيئا. واذا فاز اخذ. فمن اهل العلم من يجيز هذه الصورة. قال وان اخرج شيئا جعل بينهما محللا يأخذ ذلك المحلل ان سبق هو وان سبق غيره لم يكن عليه شيء ويأخذ السابق جميع الجعل هذا القول جائز عند سعيد ابن المسيب رحمه الله تعالى. واجازه بعض اصحاب الامام مالك ولكنه قول ضعيف. فالمشهور عند الامام مالك انه انه لا يجوز ولا تجوز المسابقة اذا كانا قد اخرجا معا شيئا. وانما تجوز المسابقة اذا اخرجها طرف ثالث ليس مشاركا في المسابقة او اذا اخرجها واحد منهما بالشروط التي ستذكر. واحد فقط وكان مالك ان يخرج الرجل سبق اي ماله. فان سبق غيره اذا سبقه غيره اعطاه ذلك السبق. وان سبقه هو لم يأخذ وانما يعطي للذي يليه في السباق. انما يجوز ان يخرج الرجل سبقا فان سبق غيره اخذه. وان هو كان للذي يليه من المتسابقين. وان لم يكن غير جاعل السبق اذا كان اثنين فقط فوضع احدهما مالا للمسابقة ولم يضع الاخر شيئا فسبق اذا اذا سبق الذي لم يضع المال لا اشكال يأخذ المال. واذا سبق واضع المال فانه يكون فان السبق يكون للحاضرين ولا يستأثر هو به لا يستأثر به واضعه. هذه الصيغة جائزة عند ما لك رحمه الله تعالى وجاء فيما ظهر من الحيات بالمدينة ان تؤذن ثلاثا وان فعل ذلك في غيرها فهو حسن يعني انه جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحيات التي تظهر للانسان في داره. في المدينة المنورة انه يؤذنها اه ثلاثة ايام. اية اه يتبرأ منها. ويقول لها اذنتك. فاخرجي عني ثلاث ليالي لانها قد تكون جنا يفعل ذلك ثلاثة ايام. فان فقدها فبها ونعمت وان رجعت اليه بعد الثالثة فانه يقتلها واختلف هل هذا خاص بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ام يجري في غيرها؟ فلذلك قال وان فعل ذلك في غيرها اي في غيرها من مدني فحسن يعني كانه لم يراه متأكدا كتأكده في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا تؤذن في الصحراء يعني ان من وجد حية في الصحراء فانه لا يؤذنها لا آآ لا يؤذنها. بل له قتلها. ويقتل ما منها لقوله صلى الله عليه وسلم خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم وذكر منهن الحية. ويكره قتل القمر والبراغيز بالنار يكره قتل القمر بالنار. وكذلك قتل البراغيث. لعموم قوله صلى الله عليه وسلم لا يعذب بالنار الا رب النار لا يعذب بالنار الا رب النار. ولا بأس ان شاء الله بقتل النمل. لا بأس ان يقتل الرجل النمل اذا اذت ولم لم يقدر على تركها. ولو لم تقتل النمل كان احب الينا لانه ايضا قد ورد في بعض الاثار النهي عن قتل النمل ويقتل الوزغ الذي هو سام ابرص. وآآ يكره قتل الضفادع وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله اذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالاباء. مؤمن تقي او فاجر شقي انتم بنو ادم وادم من تراب. هذا لفظ حديث اخرجه الامام ابو داوود رحمه الله تعالى. وقوله الجاهلية هو بالعين المعجمة ويروى هو بالعين المهملة العين المهملة. وروي ايضا بالمعجمة. والاشهر الرواية بالمهملة عبية في الجاهلية. والمراد بها الكبر والتفاخر بالانساب. وما الغبية فهي من الجهالة بمعنى ان الله تعالى حرم على الانسان على الناس التفاخر بالاباء والانساب. وعلى المسلم ان يعلم انه لا فضل لعربي على اعجمي ولا لعجمي على عربي آآ الا بالتقوى. وقد قال الله تعالى ان اكرمكم عند الله اتقاكم وقال النبي صلى الله عليه وسلم في رجل تعلم انساب الناس علم لا ينفع وجهالة لا تضر. وفيه وفيه هذا ضعف وقال عمر تعلموا من انسابكم ما تصلون به ارحامكم. يعني ان تعلم الانسان قد يكون معينا على على صلة الارحام. لان الارحام قد يكون منها ما لا يعلمه آآ مما هو بعيد منه نسبيا. وقال مالك اكره ان يرفع في النسبة فيما قبل الاسلام من الاباء. كان مالك رحمه الله تعالى يكره ان يرفع الرجل نسبه الى ابائه الذين قبل الاسلام وهذا من استعمال الامام رحمه الله تعالى لمبدأ سد ذرائع فسد به باب التفاخر بالانساب بين الناس لان العرب كانت تفاخروا في الانساب في الجاهلية ويعجر بعضهم بعضا ويفاخر بعضهم بعضا وقد ابطل الاسلام ذلك التفاخر وذلك التعيير يجد ذلك كره مالك ان يرفع الرجل نسبه آآ فوق آآ الاسلام. والرؤيا الصالحة جزء من ستة واربعين جزءا من النبوة تقدم هذا. ومن رأى في منامه ما يكره فليتفل عن يساره ثلاثا وليتعوذ من شر ما رأى. ولا ينبغي ان يفسر ترى الرؤية من لا علم له بها ولا يعبرها على الخير وهي وهي عنده على المكروه يعني ان الرؤيا لا ينبغي ان يتصدى لتفسيرها من لا يعلمها. لان الله تعالى قال ولا تقفوا ما ليس لك به علم. فلا يجوز الانسان ان يتكلم في شيء لا يعلمه. ومن الكلام فيما لا يعلمه الانسان ان يعبر الرؤى وهو لا يعلم آآ عبرها. فينبغي باغي ان يقول والله اعلم. وان لا يخوض في شيء لا يعرفه. وكذلك لا يجوز له ان يعبر الرؤيا على الخير وهو يعلم ان اه على الشرط. اذا كان قد فهم الرؤيا وعلم انها رؤيا شر فانه لا يجوز له ان يعبرها على انها خير ولا بأس بانشاد الشارع. لا بأس بانشاد الشعر وقد كان الصحابة ينشدون الشارع في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وما خف من الشعري احسن يعني انه لا ينبغي الاكثار منه وخصوصا اذا كان فيه هجاء آآ او اقلاع او كان فيه مجون او او نحو ذلك فانه لا ينبغي الاكثار منه. ومن قال ولا ينبغي ان اكثر منه ومن الشغل به اي من الاشتغال به. واولى العلوم اي احق العلوم وافضلها واقربها الى الله علم دينه اولى العلوم بان يصرف الانسان فيه همته. علم دين الله تعالى من تعلم كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. والتفقه بالدين ويدخل في ذلك آآ الالات التي يتوصل بها الى العلوم والتي لا يفهم كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بدون اه من علوم اللغة العربية وعلم اصول الفقه. وغير ذلك من العلوم الخادمة لاصول الشرع وعلومه بالعصرية. فمثل هذا ينبغي ان يشغل الانسان فيه وقته وان يتعلمه. قال واقربها الى الله تعالى علم دينه وشرائعه مما امر به ونهى عنه ودعا اليه وحض عليه في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم. والفقه في ذلك والفهم فيه الفقه هو الفهم بمعنى اذ ينبغي ان يحفظ الانسان هذه العلوم وان يتفقه فيها ويتفهم فيها حتى اه يفهمها. واتهموا برعايته والعمل به ايضا كذلك. واه اه والعلم افضل الاعمال واقرب العلماء الى الله تعالى واولاهم به اكثرهم له خشية. العلم من افضل الاعمال التي يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى. وقد قال الله سبحانه وتعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم. فاكرم العلماء بان اشركهم معه في الشهادة. وحكم لهم على غيرهم قال قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. واخبر انه يرفعهم درجات فقال تعالى يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا درجات واخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان العلم طريق الى الجنة. فقال صلى الله عليه وسلم ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. وقال صلى الله عليه وسلم الدنيا ملعونة ملعون ما فيها الا ذكر الله وما والاه وعالم او متعلم فطلب العلم من افضل الاعمال والقربات التي يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى. وذهب كثير من اهل العلم الى انه خير من النافلة كما قال اه السيوطي رحمه الله تعالى في الكوكب والعلم خير من صلاة النافلة. اذ قد الله برزق كافلة قال اه والعلم دليل الى الخيرات وقائد اليها. من تعلم فان العلم يقوده الى الخير ويقوده الى اللجأ الى كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم واتباع المؤمنين وخير القرون من امة اخرجت للناس نجاة في المفزع الى الى ذلك العصمة وفي اتباع السلف الصالح النجاة ينبغي لمن تعلم وفهم العلم وحفظه ان يقتضي بالسلف الصالح والصدر الاول من هذه الامة فهم افضلها. وقد صح عنه الله عليه وسلم انه قال خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. فقال وفي اتباع السلف الصالح النجاة وهم القدوة في تأويل ما تأولوه يعني تأويل ما تأولوه من الدين. واستخراج ما استنبطوه فهم اعلم الناس بالقرآن لان الصحابة نزل القرآن عليهم يتكلمون بلغة القرآن وعرفوا موارده اسباب وروده واسباب نزوله فهم افقه الناس الناس من كتاب الله تعالى وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فيرجع اليهم في استخراج ما استخرجوه. واستنباط ما استنبطوه. واذا اختلفوا في الفروع الحوادث لم يخرج عن جماعتهم اذا وقع بينهم خلاف فانه لا ينبغي ان يخرج عن اقوالهم لانهم اعلم الناس بكتاب الله تعالى وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ثم قال والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله. قال ابو محمد عبدالله بن ابي زيد قد اتينا على ما شرطنا ان نأتي به في في كتابنا هذا مما ينتفع به ان شاء الله مما ينتفع به ان شاء الله من راغب في تعليم ذلك من الصغار ومن احتاج اليه من الكبار وفيه ما يؤدي الجاهل الى العلم ما الى علم ما يعتقده من دينه ويعمل به من فرائضه يفهم كثيرا من اصول الفقه وفنونه ومن السنن والرغائب والاداب وانا اسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياك بما علمنا ويعيننا واياك على القيام بحقه فيما كلفنا ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد نبيه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. والحمد لله الذي بنعمته وجلاله تتم الصالحات. اسأل الله تعالى ان يتقبل منا ومنكم جميعا وان ينفعنا واياكم. والسامعين بما سمعنا وان يعلمنا ما جهلنا وان يأخذ بنواصينا الى الخير وان يهدينا وان يجعلنا واياكم جميعا والسامعين ممن طال عمر عمره وحسن عمله وان يصلح احوالكم واحوالنا وان يحقق مرادكم ويصلح اولادكم. وان يرزقكم خيري الدنيا والاخرة. وكان من هذا التعليق المبارك في السابع عشر من شهر ذي الحجة الحرام في عام احدى واربعين واربع مئة والف والحمدلله الذي بنعمته وجلاله تتم الصالحات. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته