الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فهذا هو المجلس الثالث من شرح اداب المناظرة للعلامة الشيخ طاوش كوبري زادة الحنفي رحمه الله تعالى ورضي عنه ونفعنا بعلومه في الدارين وفي الدرس السابق كنا تكلمنا عن وظائف السائل قلنا ان السائل له وظائف سلاسة والسائل هو الذي يتولى الهجوم على الدعوة ويقوم بالمنع يقوم بالنقض يقوم بالمعارضة هذه هي الوظائف الثلاثة للسائل فالسائل وظائفه ثلاثة المنع والنقض والمعارضة. وعرفنا ما المقصود بالمنع والنقد والمعارضة. وقلنا انه في الدرس القادم الذي هو هذا الدرس سنفصل الكلام عن هذه الوظائف الثلاثة التي تتعلق بالسائل اول هذه الوزائف وهي المنع عرفنا ان المنع هو طلب الدليل على احدى مقدمات دليل الخصم تبقى لو اتى المعلل بدعوى واقام عليها دليلا فلو توجهت او توجه المنع على احدى مقدمات هذا الدليل الذي اتى به الخصم فهذا يسمى بالمنى وهذا المنع يسمى بالمنع الحقيقي يبقى الان زيد النصراني معلل قال المسيح اله والدليل على ذلك انه خلق من غير اب. وكل من خلق من غير اب فهو اله. فالمسيح اله فهنا يأتي المسلم السائل ويقول امنع زلك ويبدأ منع احدى مقدمات الدليل انه خلق من غير اب وكل من خلق من غير اب فهو اله. يقول ادم خلق من غير اب وليس باله فاذا المسيح ليس باله هذا يسمى بالمنع الحقيقي لانه توجه الى احدى مقدمات دليل الخصم طيب نفترض الان ان هذه الدعوة من هذا النصراني لم يقم عليها دليلا يعني هو يدعي ان المسيح اله. هذا النصراني المعلل يدعي ان المسيح اله. لكنه لم يقم دليلا على ذلك فاتى المسلم ومنع هذه الدعوة فقال امنع زلك. يعني لا اقبل ولا اسلم لك بان المسيح اله هل هذا يسمى منعا؟ مع انه لم يتوجه الى الدليل وانما اتجه الى الدعوة مباشرة. نقول نعم هذا يسمى منعا لكن هذا يسمى بالمنع المجازي هذا يسمى بالمنع المجازي. لماذا؟ لعدم وجود مقدمات للدليل فاذا تحصل عندنا الان ان المنع منه ما هو حقيقي ومنه ما هو مجازي. المنع لو توجه على احدى مقدمات الجلي. طيب ما حكم البديهي الخفي؟ وما حكم البديهي الجلي؟ نقول المشترك بين عامة الناس الذي هو البديهي الجلي. هذا لا يجوز منعه لا يجوز للسائل المعترض على الدعوة لا يجوز له ان يمنعه دليل الخصم هذا يسمى بالمنع الحقيقي واما اذا توجه الى الدعوة نفسها باعتبار ان الخصم لم يقم عليها دليلا كما مثلنا فهذا يسمى بالمنع المجازي هذا يسمى بالمنع المجازي فاذا المنع اما ان يتجه على نفس الدعوة واما ان يتجه على دليل الدعوة يعني على احدى مقدمات هذا الدليل وعرفنا ان السائل الذي هو المسلم مثلا كما في اه كلامنا الان قد يمنع المقدمتين معا. المقدمة الصغرى والمقدمة الكبرى وهنا لا يكون عندنا منعان حقيقيان منع للمقدمة الصغرى ومنع اخر حقيقي للمقدمة الكبرى كأن يقول مثلا المعلل المسيح اله والدليل على ذلك انه خلق من غير اب وكل من خلق من غير اب فهو اله يأتي اليهودي فيقول امنع الصغرى وامنع الكبرى اليهودي كما لا يخفى علينا هم يرمون مريم عليها السلام بالزنا كما قال الله عز وجل وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما هنا يمنع الصغرى ويمنع الكبرى باعتبار انهم لا يقولون اصلا بان عيسى عليه السلام خلق من غير اب. بل يدعون انه خلق من اب وان مريم عليها السلام قد اتت هذا البهتان العظيم الذي يدعوه فاذا يقولون لا لا نسلم بانه خلق من غير اب ولا نسلم كذلك انه ان كل من خلق من غير اب فهو اله فهنا يأتي هذا اليهودي ويمنع المقدمتين ويمنع المقدمتين. يبقى اذا عندنا المنع قد يتوجه الى مقدمة واحدة. وقد يتوجه الى مقدمتين على النحو الذي ذكرناه طيب حتى يكون هذا المنع وظيفة مقبولة لابد من شرطين واحنا عرفنا ان الوظيفة المقبولة تسمى بالوظيفة الموجهة فنقول باستخدام هذا المصطلح حتى يكون المنع وزيفة موجهة لابد من شرطين الشرط الاول الا يكون الممنوع بديهيا جليا. يعني ما ينفعش ياتي السائل ويمنع شيئا بديهيا وهو جلي فلو جاء ومنع شيئا بديهيا نقول هذه وظيفة مردودة لا يصح لك ان تمنع هذا الشيء وهو بديهي فهذا هو الشرط الاول الشرط الساني الا يكون الممنوع مسلما به عند المانع يعني لا يجوز للسائل ان يمنع شيئا وهو مسلم به عنده فلو فعل ذلك ايضا هنا نقول هذه وظيفة مردودة لا يصح لك ذلك طيب احنا قلنا الشرط الاول الا يكون الممنوع بديهيا جليا. ما هي البديهيات سبق ودرسنا معا قبل ذلك في درس المنطق ان البديهيات ست وهي الاوليات والفطريات والحسيات والمتواترات والمجربات والحدسيات. هذه امور بديهية هذه الامور البديهية على صنفين الصنف الاول وهي الامور البديهية الجلية. يعني ايه الامور البديهية الجلية؟ يعني الواضحة لكل الناس يكفي ان يرجع الى نفسه ويتصور هذا الشيء من اجل ان يحصل له التصديق طيب ما هي البديهيات الجارية؟ هي الاوليات والفطريات الاوليات والفطريات. فهذا الصنف بديهي جلي لا يجوز لاحد منعه لانه لو منع هذا الشيء الفطري او هذا الشيء الاولي هو من باب الاولويات يعني من باب البديهيات فانه يكون مكابرا ويكون رافضا للحق فتكون وظيفته مردودة غير موجهة الصنف الثاني عندي من هذه الباليهيات وهي الحسيات والمتواترات والمجربات والحادثيات وهذه الامور الاربعة تنقسم الى قسمين هذه الامور الاربعة تنقسم الى قسمين. القسم الاول ما لا يكون مشتركا بين كل الناس القسم الثاني ما يكون مشتركا بين عامة الناس فلو كان من القسم الاول اللي هو ما لا يكون مشتركا بين كل الناس فهذا يسمى بالبديهي الخفي البادية الخفي يعني غير الواضح ولهذا ليس كل الناس يعتبرون هذا الامر بديهيا مثال ذلك التجارب اوضح مثال على ذلك التجارب فقد يجرب بعض الناس شيئا ويصلون الى قناعات معينة تصل الى درجة اليقين في حق هذا الشيء. زي مسلا بعض الادوية التي جربها بعض الناس ووجدوا هذا الدواء نافعا لكن عند اخرين ممن لم يجرب هذا الشيء ولم يطلع عليه هذا ليس ببديهي فهذا يسمى بالبديه الخفي باعتبار انه ليس واضحا لكل الناس القسم الثاني وهو البديهي الجلي وقلنا هو الذي يكون مشتركا بين عامة الناس مثال ذلك الشمس مشرقة والنار محرقة هل يجادل احد في هذه الامور البديهية؟ الجواب لا. فهذا يسمى بالبديهي لانه بديهي جلي عند عامة الناس. وقلنا البديهي الجلي هو الاوليات والفطريات والامور المشتركة بين الناس فقط واما ما ليس مشتركا بين الناس اللي هو البديهي الخفي فهذا يجوز فهذا يجوز منعه مثال ذلك يأتي زيد المعلم ويقول النقيضان لا يجتمعان النقيضان لا يجتمعان فيأتي عمرو السائل ويقول امنع ذلك هل هذه وظيفة موجهة؟ هل هذه وظيفة مقبولة من عمرو الجواب لا. السبب انه اراد ان يمنع امرا بديهيا جليا فهذه مكابرة فهو قد منع امرا بديهيا جليا باعتبار انه منع من البديهيات من هو من باب الاولى امر بديه طيب مثال اخر قال زيد المعلل الاربعة زوج يعني من جملة الاعداد الزوجية فيأتي عمرو السائل ويقول امنع ذلك. نقول هذه ايضا مكابرة هذه وظيفة غير موجهة لانه منع بديهيا فطريا مثال اخر جاء زيد دواء جربه بنفسه وافاده في شفائه وقال هذا الدواء يعالج وجع الرأس او الم الرأس فيأتي عمرو وهو السائل ويقول امنع ذلك يعني لا اقبل هذه الدعوة هل هذا مقبول منه ولا غير مقبول؟ نقول نعم هذه وظيفة. مقبول هذه وظيفة موجهة لماذا؟ لان هذه التجربة هي تجربة خاصة بمن جربها ولم تحصل لجميع الناس بالاشتراك ولهذا نقول هذه وظيفة موجهة. لكن نفترض انه منع امرا مجربا عند عامة الناس وهنا نقول هذه مكابرة. هذه وظيفة غير موجهة وبالتالي لا يصح له ان يمنعها طيب فعلى ذلك ما كان بديهيا جليا لا يجوز له ان يمنعه ولو منعه يكون ردا للحق ويكون مكابرة. واما اذا كان بديهيا خفيا فهذا يجوز منعه وبالتالي لا يكون مكابرة ولا يكون ردا للحق. طالما ان هذا الشيء لم يشترك الناس فيه وبالتالي لا يكون مكابرة طيب مثال اخر جاء نصراني المعلل وقال عيسى ولد من غير اب جاء وقال عيسى ولد من غير من غير اب فالمؤمن المسلم يقول امنع ذلك هل هذا المنع مكابرة نقول هذه القضية مسلمة عند كل مسلم هذه القضية مسلمة عند كل مسلم. ولكن اذا منعها اليهودي او الملحد فهذه لا تعد مكابرة لماذا؟ لانها ليست من المسلمات عند المانع ولهذا تكون قابلة للنقاش بين بين هؤلاء طيب بالنسبة للمسلم اه هذه قضية مسلمة عند المسلم قضية وديهية. فكل مسلم يعتقد ان عيسى عليه السلام كما يعتقد النصارى كل مسلم يعتقد كما يعتقد النصارى ان عيسى عليه السلام ولد من غير اب لكن عند اليهودي وعند الملحد لا يعتقدون ذلك فيجوز لليهودي وكذلك للملحد ان يتناقشوا في هذه المسألة مع النصراني. اما المسلم فلا يجوز له ان يفعل ذلك ولا يناقش ذلك ولا يتناظر على ذلك مع النصراني. لان هذه المسألة مسلم بها عند الطرفين عند المسلم وعند وعند نصراني واحنا عرفنا ان من شرط المنع الا يكون مسلما به عند المانع. فلو كان مسلما به عند المانع فحين اذ لا يجوز له يبقى تلخص من ذلك ان المنع يقبل اذا كانت القضية الممنوعة هذه غير مسلمة عند عند السائل اما لو كانت مسلمة عند السائل فلا يجوز له ان يمنعها طيب اخر شيء ننبه عليه في خصوص هذه المسألة انه قد وقع خلاف في كتب المناظرة في تعيين الامور البديهية الجلية وتعيين الامور البديهية الخفية فبعضهم يجعل المجربات من البديهيات الجليات وكذلك يجعل المتواترات من الامور البديهية لكنها امور بديهية خفية اصح في هذه المسألة هو اننا نفرق في الامور البديهية بين المشترك وغير المشترك فمتى كان البديهي مشتركا بين الناس فهو بديهي جلي ومتى لم يكن كذلك؟ يعني اذا لم يكن مشتركا بين الناس فهو بديهي خفي فعلى ذلك المحسوسات والمجربات والمتواترات هذه لا يقال انها جلية او خفية هكذا باطلاق فننظر هل يشترك الناس فيها؟ فتكون بديهية جلية؟ ولا لا يشترك فيها الناس فهذه تكون بديهية خفية وهكذا على كل البديهيات الستة التي تكلمنا عنها على ذلك نقول هذه الامور البديهية فيها هذا التفصيل منها ما يقبل المنع ومنها ما لا يقبل ومنها ما لا يقبل المنع نضرب بعض الامثلة قبل ان ننتقل للمسألة التي تليها فنقول قال زيد المسلم القرآن متواتر فجاء عمرو الملحد وقال امنع ذلك السؤال الان هل هذا الذي فعله الملحد وزيفة موجهة مقبولة ولا غير موجهة احسنت ايه السبب احسنت جزاك الله خيرا. ان هنا ان القرآن كون القرآن متواترا هذا امر مسلم به عند بعض الناس عند المسلمين لكن هذا الامر ليس مسلما به عند غيرهم من الملحدين والنصارى واليهود ونحو ذلك من ملل الكفر وبالتالي يجوز ان تجري فيها المناظرة بين الخصمين بين المسلم وبين غيره احسنت جزاك الله خيرا مسألة اخرى قال زيد محمد رسول الله فجاء عمرو النصراني السائل وقال امنع ذلك وقال امنع زلك اه هل هذا الذي فعله هذا النصراني وظيفة موجهة ولا غير موجهة موجهة ايه السبب احسنت لان كون ان محمدا صلى الله عليه وسلم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا ايضا ليس مسلما به عند جميع الناس وانما هو عند المسلمين دون غيرهم. فاليهود لا يعتقدون ذلك والنصارى لا يعتقدون ذلك وغيرهم ايضا من ملل الكفر وبالتالي هذا السائل لم يمنع امرا بديهيا عنده فلا يكون مكابرة ولهذا يجوز ان تجري المناقشة في هذا الامر بين المسلم وبين هذا النصراني طيب مثال ثالث جاء زيد المسلم وقال الله خالق كل شيء الله خالق العالم احنا عرفنا ان العالم هو ما سوى الله تبارك وتعالى من المخلوقات فجاء السائل اليهودي وقال امنع ذلك فقال السائل اليهودي قال امنع ذلك. هل هذا الذي فعله اليهودي وظيفة موجهة ولا غير موجهة ها احسنت هذه الوظيفة غير موجهة لماذا؟ لانه يمنع امرا مسلما به عنده فاليهودي كما المسلم يعتقد ان الله تبارك وتعالى خالق كل شيء ولهذا لو جاء ومنع هذا هذه القضية فنقول هذه مكابرة لانك تمنع ما هو مسلم عندك لكن نفترض ان السائل كان ملحدا نفترض ان السائل كان ملحدا لا يعتقد بوجود خالق لهذا الكون اصلا فجاء وقال امنع ذلك هل هذه وظيفة موجهة ولا غير موجهة احسنت. هنا تكون وظيفة موجهة وليست مكابرة من هذا الملحد باعتبار انه لا يعتقد زلك وان هذا شيء غير مسلم به عنده. ولهذا يجوز ان تجري المناقشة والمناظرة بين زيد المسلم وبين عمرو الملحد مثلا في هذه القضية في كون الله سبحانه وتعالى هو خالق العالم طيب الدرس القادم ان شاء الله نتكلم عن اقسام المنع وآآ نفصل فيه ان شاء الله تبارك وتعالى القول بعد ان عرفنا ان المنع له شروط الدرس القادم ان شاء الله نتكلم عن اقسام هذا المنع منع المجرد والمنع المستنم وفي الختام اسأل الله سبحانه وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يجعل ما قلناه وما سمعناه زادا الى حسن المصير اليه وعتادا الى يمن القدوم عليه انه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين