ضلالة وعدم صيغة من اجمع صيغ العموم في اللغة والاصول فان كل بدعة ضلالة كل البدع ضلالات اما اذا كان الكلام ليس في سياق الشريعة وانما هو في سياق اللغة قل يخشى ان يأتيه الموت وهو ما نطق الا كلمة النفي ربما انقطعت نفسه عند قوله لا اله قبل ان يقول الا الله فهذا من التكلف ومن الضلال وهذا يبطل الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد في هذا اليوم الثاني والعشرين من شهر ربيع الاول لعام تسعة وثلاثين واربعمئة والف والالف ينعقد هذا المجلس بشرح رسالة العبودية شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى لمعالي شيخنا الشيخ الدكتور يوسف ابن محمد الغفيص عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء سابقا في جامع عثمان بن عفان رضي الله عنه بحي الوادي بالرياض قال رحمه الله تعالى ويبين ذلك ان افضل الذكر لا اله الا الله كما رواه الترمذي وابن ابي الدنيا وغيرهما مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم انه قال افضل الذكر لا اله الا الله وافضل الدعاء الحمد لله وفي الموطأ وغيره عن طلحة بن عبدالله بن كثير ان النبي صلى الله عليه وسلم قال افضل ما قلت انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ومن زعم ان هذا ومن زعم ان هذا ذكر العامة وان ذكر الخاصة هو الاسم المفرد وذكر خاصة الخاصة هو الاسم المضمر فهم ضالون غالطون. نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله واصحابه اجمعين. ذكر الله جل وعلا مشروع بالكتاب والسنة والاجماع وافضله ما جاءت به النصوص النصوص الكتاب والسنة الاحاديث التي اشار المصنف اليها هي مما يصح الاحتجاج به من جهة الاسناد وقد ورد في كتاب الله وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم من فضل الدعاء وشرفه وان كان الدعاء يقع في الشريعة على مقامات من معانيه وان كان بين هذه المقامات المتنوعة قدر من الاشتراك والجامع بينها وتارة ان يقع الذكر ويراد به جميع الوجوه التي يثنى على الله بها او يدعى بها فيدخل الدعاء في ذكر الله وتدخل العبادات في ذكر الله وعليه تقول الصلاة من ذكر الله وهكذا وتارة يأتي الذكر ويراد به الذكر القولي وتارة يأتي بعظ الاوجه من الذكر وتسمى دعاء كما في حديث آآ يوم عرفة جاء عن النبي في الترمذي وغيره خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير فسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا دعاء ويسمى الذكر دعاء وقد يسمى الدعاء ذكرا وان كان الدعاء يقع منه المسألة وهو الاصل اذا قيل الدعاء يراد به مسألة الله قال هو تعالى يدخل في الدعاء ما يكون مع المسألة من ذكر الله والثناء عليه بما هو اهله هذا من الاوصاف المشروعة التي يقترن بها الدعاء ولهذا ما ذكر الله دعاء نبي من انبيائه في كتابه الا وهو مظمن آآ وجها من الثناء على الله سبحانه وتعالى ما ذكر الله دعاء نبي من انبيائه في كتابه الا وقد تضمن وجها من ذكر الله والثناء عليه كول ذي النون لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين زكريا ربي لا تذرني فردا وانت خير الوارثين الى غير ذلك من اوجه الدعاء المسماة في كتاب الله. من زعم ان هذا ذكر العامة اي من زعم ان لا اله الا الله وما جاءت به النصوص هو ذكر العامة وان الخاصة لهم ذكر خاص يعرفون به ولا يعرفه العامة وجعل ذكر الخاصة هو الاسم المفرد وقال انا لا اله الا الله هي ذكر العامة واما الخاصة فذكرهم يكون بالاسم المجرد المفرد وهو الله ويرددونه الله الله الله فهذا امر مبتدع في دين الانبياء جميعا لم يأتي به نبي من انبياء الله عليهم الصلاة والسلام ولم يأت به دليل من كلام الله وكتابه كلام الله في كتابه ولا في سنة رسوله عليه الصلاة والسلام ولا في هديه عليه الصلاة والسلام ولا في فعل اصحابه ولا في فعل الائمة من التابعين والائمة المتبوعين ولا في كلام ائمة الفقهاء بل ولا في كلامه مقلدة الفقهاء فان هذا امر مخالف للشرع ومخالف للغة المخالف لسائر اللغات هذا ذكر محدث وهو ليس ذكر الصوفية على الاطلاق وانما عليه طائفة من غلاتهم ومن ليس لهم اثارة في العلم واما من له حسن اتباع اوله وجه من العلم والفقه في الدين ويعلمون ان هذا ليس مما هدي اليه الانبياء بهداية الله لهم وانما هو امر محدث لا اصل له فهذا ليس من طريقة اهل اللغة ولا من طريقة قبل ذلك ليس من طريقة بالانبياء ولا من طريقة الصحابة واتباع الانبياء ولا من طريقة الائمة ولا من طريقة علماء اللغة ولا من طريقة الفقهاء ولا من طريقة جماهير الصوفية وانما هي طريقة محدثة لطائفة تنتسب الى التعبد ويقع ذلك على وجه من الجهل لان الاسم المفرد لم يشرعه الله في كتابه فانما هو لا يسمى كلاما وحده لان الكلام الذي يقع به التعبد او غيره من المقاصد لابد ان يكون جملة اما جملة اسمية او جملة فعلية فانك اذا قلت بالكلام العادي زيد قائم او قام زيد فهذه جملة سيد قائم هذه جملة جملة نسمية قام زيد جملة فعلية فهذه يحصل بها البيان ويحصل بها النتيجة من الكلام وهو الاخبار عن قيامه او عن وجوده او عن سفره اي مذكور بالكلام فاذا قلت لا اله الا الله في ذكر الله فهذه جملة لانها تتضمن نفي اه العبادة لغير الله وتتضمن تحقيق العبادة لله وحده وانه لا اله الا الله لا معبود بحق الا الله سبحانه وتعالى واما اذا قيل الله فهذا مجرد اسم اعرابه مبتدأ لكنه لا مبتدأ لانه لا خبر له فالمبتدأ هو ما له خبر المبتدأ ما له خبر هو ناقص لا يعد له وجه في اللغة حتى يعرف به فانه لو سبقه فعل لكان فاعلا ولو سبقه اسم او تبعه اسم لكان مبتدأ له خبره وهكذا هكذا فهذا لا يقع في اللغة البتة له يقال الله هذا وحده لا يدل على ثناء على الله فانك اذا قلت بالمثال العادي زيد فان زيدا هذا الذي قلته لا ندري هل انت تريد ان تمدحه او تريد ان تذمه او تريد ان تخبر عن وجوده او عن حياته او عن وفاته فان شخصا قد يقول زيد ويسكت فلا ندري امدحه او ذمه اليس كذلك قد يكون اراد بقوله زيد اي زيد موجود وقد اراد بزيد اي زيد غائب او زيد حاضر او زيد مسافر او زيد صادق او زيد كاذب ما دام انها او انه مجرد اسم فهذا لا يقع كلاما في اللغات لهذا ابن مالك رحمه الله بالفيته وغيره من علماء اللغة هذا امر مستقر لغة قال كلامنا لفظ مفيد كاستقم كلامنا لفظ مفيد كاستقم استقم جملة فعلية فعل امر والفاعل مقدر اي استقم انت ايها المخاطب قال كلامنا لفظ مفيد كاستقم. واسم وفعل ثم حرف الى الكلم ولا يكون الاسم وحده كلاما لانه لا يعرف النتيجة ولهذا سموا الاسم والاسم اسمن وسموا ما بعده خبرا طب ما بعده خبرا ان قيل ان الخبر محذوف قيل الذي يحذف ليس في مثل هذا السياق انما يحذف في سياق اخر اما هنا يقع الاسم مجردا ولهذا ما جاء في ذكر الانبياء عليهم الصلاة والسلام ما جاء في ذكر الانبياء عليهم الصلاة والسلام واذا نظرت في ذكر الانبياء وفي دعاء الانبياء في القرآن لا تجد فيه الاسم المجرد المقطوع عن الاظافة وعن الاخبار وعن الاسناد وما الى ذلك نعم ونوي احتجاج بعضهم على ذلك بقوله قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون. من ابين غلط هؤلاء فان الاسم هو مذكور في الامر بجواب وقوله سبح اسم ربك الاعلى وقوله قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى وقوله فسبح اسم ربك العظيم ونحو ذلك لا يقتضي ذكرا ذكره مفردا بل في السنن انه لما نزل قوله فسبح باسم ربك العظيم الاستفهام وهو قوله قل من انزل على مثل هذا المحدث بمثل قول الله قل الله لان هذا لغة ليس اصول مجردا. هذا ليس اسم مجردا بل هنا فيه خبر نعم وهو قوله قل من انزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس الى قوله قل الله. اذا نظرت في اول الاية ولمن انزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها جاء بعد ذلك قل الله اي الله منزله الله انزله او الله انزله فهو يقع له خبر ولكن الخبر حذف هنا للعلم به وحذف الخبر حين العلم به لا يعد اخلالا في اللغة هذا موجود وجاء به كتاب الله قد نزل بلسان عربي مبين من عند رب العالمين سبحانه هو كلامه جل وعلا وهو معروف في كلام العرب بل وغيرهم قال الله جل وعلا بهذه الاية قل الله اي قل انزله الله او الله منزله فيمكن ان يقدر على هذا او على هذا والمعلوم يجوز حذفه قال ائمة اللغة وهذا شأن مستقر بل هو ماض في اللسان ضرورة في اللسان ضرورة قال ابن مالك وفي جوابي كيف زيد قل دنف فزيد استغني عنه اذ عرف قل وحذف ما يعلم جائز كما تقول زيد بعد من عندكما سمعتها تقول زيد البيت كيف قال صاحب اللغة يقول وحذف ما يعلم جائز كما تقول زيد بعد من عندكما يعني اذا قال لك قائل من عندكما بعدها يمكنك ان تقول ايش بيت اما هذا الذي قابلته لو مباشرة قابلته فقلت في وجهه زيد هذا لا يقع سليما. اليس كذلك ان شخصا قابلك فلما قابلك قلت له السلام عليكم قال عليكم السلام زيد هذا لا يقع اليس كذلك لكن لو انك سألته فقلت من عندكما وقال لك زيد صح او لم يصح صح ولهذا يقول وفي وحذف ما يعلم جائز كما تقول زيد بعد من عندكما بعد يقول لك من عندكم؟ قال وفي جوابي كيف زيد قل دنب فتحذف المبتدأ وتبقي الخبر تنف خبر اين المبتدأ اين المبتدأ محذوف للعلم به لانه قال لك كيف زيد كيف الدرس؟ فقلت جيد لكن لو انك قابلت شخصا لا يعرف الدرس وقلت له جيد استغرب هذا ولا يقع لغته لو قال لك كيف الدرس؟ كيف الجو؟ فقلت بارد واضح في جواب كيف زيد قلت نف زيد استغني عنه اذ عرف نعم قال الى قوله قل الله اي الله الذي انزل الكتاب الذي جاء به موسى فالاسم مبتدأ وخبره قد دل عليه الاستفهام واما الاسم المفرد مظهر او مضمرا فليس بكلام تام ولا جملة مفيدة ولا يتعلق به ايمان ولا كفر ولا امر ولا نهي ولم يذكر ذلك احد من سلف الامة ولا شرع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يعطي القلب بنفسه معرفة مفيدة ولا حالا نافعا وانما يعطيه تصورا مطلقا لا يحكم عليه بنفي بنفي ولا اثبات فان لم يقترن به من معرفة القلب وحاله نفع الاثبات انما يكون بالجملة واما الاسم المجرد فانه لا يقع به اثبات ولا نفي. نعم فان لم يقترن به من معرفة القلب وحاله ما يفيد بنفسه والا لم يكن فيه فائدة. والشريعة انما تشرع من الاذكار ما يفيد بنفسه لا ما تكون الفائدة حاصلة بغيره وقد وقع بعض من واظب على هذا الذكر في فنون من الالحاد وانواع وانواع من الاتحاد كما قد بسط في غير هذا الموضع وما يذكر عن بعض الشيوخ من انه قال اخاف ان اموت بين النفي والاثبات من طرق التلبيس في هذا بالاسم المجرد انه ينسب ذكرا لبعض العارفين وفضلاء العباد من الصوفية ونحوهم. وهذا هذه النسبة لا تكون ثابتة صحيحة وهو لم يعرف عن العباد السالفين كالفضيل بن عياض ونحوه من فضلاء العباد بل لم يعرف عن فضلاء آآ العباد الذين انتسبوا او نسبوا للتصوف فالجنيد بن محمد وكسهل بن عبد الحارث بن اسد وامثال هؤلاء. نعم وما يذكر عن بعض الشيوخ من انه قال اخاف ان اموت بهذه الطريقة يذكرها ابن عربي المثانة وامثال هؤلاء الذين يخالفهم جمهور الصوفية فيما هم عليه فضلا عن سواد الفقهاء والعلماء واصناف اهل المعارف نعم وما يذكر عن بعض الشيوخ من انه قال اخاف ان اموت بين النفي والاثبات حال لا يقتدى فيها بصاحبها. فان في ذلك من الغلط ما لا خفاء به. اذ لو مات العبد في هذه الحال لم يمت الا على ما قصده ونواه. اذ الاعمال بالنيات الجهل لبعضهم جعل شبهة هذا الاسم المجرد الله الله قال لانه اذا قال لا اله الا الله دعوة التوحيد التي دعا اليها الانبياء انهم دعوا الى هذه الكلمة والى عبادة الله نعم وهذا يترتب عليه حتى في قراءة القرآن ان بعض الايات في كتاب الله تأتي على مثل هذا السياق الذي يكون مركبا من الاثبات والنفي ومن الجمل لا تهم الى ذلك اه اما او الجمل الموصوفة قول الله جل وعلا فويل للمصلين لولا يقدر ان احدا يقول بانه لا يقرأها لان لا تقع وفاته قبل ان يقول الذين هم عن صلاتهم وهكذا كثير في القرآن وفي التين فهذه الطريقة لو صحت لبطلت بها الطرق التي شرعها الله من الاذكار والعبادات مما يدل على انها طريقة فاسدة لغة وعقلا وشرعا نعم قد ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم امر بتلقين الميت لا اله الا الله. وقال من كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة. ولو كان ما تراه محبوب ما ذكره محظورا لم يلقن الميت كلمة يخاف ان يموت في اثنائها موتا غير محمود بل كان يلقن ما اختاره من ذكر الاسم المفرد والذكر بالاسم المضمر المفرد ابعد عن السنة وادخل في البدعة واقرب الى اضلال الشيطان فان من قال يا هو يا هو او قال هو هو هذه طريقة ثانية عرضت لبعض الغلاة من الصوفية وهي انهم يقولون هو ويدعون يا هو هو بدون ياء النداء هذه ابعد في الضلالة من التي قبلها. نعم ونحو ذلك لم يكن الضمير عائدا الا الى ما يصوره قلبه. والقلب قد يهتدي وقد يضل. وقد صنف صاحب الفصوص كتابا سماه كتاب الهو هذه من طرق غلاة الصوفية كابن عربي وصاحب الفصوص يعني ابن عربي ابن عربي وهو صاحب لصوص الحكم نعم وزعم بعضهم ان قوله ما يعلم نصوص هذا ليس نصوص الحكم طلع بالخرافات المخالفة للغة لقواعد الشريعة دعم الشريعة يقع على وجه لا معتبر في الشرع ولا معتبر في اللغة ولا معتبر عند قمة العبادة من السالفين فضلا عن والتابعين فضلا عن هدي النبي عليه الصلاة السلام وزعم بعضهم ان قوله وما يعلم تأويله الا الله معناه وما يعلم تأويل هذا الاسم الذي هو الموء وقيل هذا وان كان مما اتفق المسلمون بل عقلاء على انه من ابن الباطل فقد يظن ذلك فقد يظن ذلك من يظنه من هؤلاء حتى قلت مرة لبعض من قال شيئا من ذلك لو كان هذا كما قلته لكتبت وما يعلم تأويله منفصلة ثم كثيرا ما يذكر ما يذكر بعض الشيوخ انه يحتج على قول القائل الله بقوله قل الله ثم ذرهم. ويظن ان الله امر بان يقول الاسم المفرد وهذا غلط باتفاق اهل العلم فان قوله قل الله معناه الله الذي انزل الكتاب الذي جاء به موسى وهو جواب لقوله قل من انزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا انتم ولا اباؤكم قل الله. قل الله فهو جواب سؤال. هذا منتظم في اللغات اعرفه حتى العامة فان العامة اذا قيل لهم من فعل كذا قالوا محمد او زيد او عمر فمن باع هذا العقار؟ من باع هذا المتاع؟ من جلب هذا الماء؟ من شرب هذا الماء قالوا فلان لانهم لا يقولون فلان شربه ولا فلان باعه له عرف من قبل سؤالي عن ذلك نعم اي الله الذي انزل الكتاب الذي جاء به موسى رد بذلك قول من قال ما انزل الله على بشر من شيء فقال من انزل الكتاب الذي جاء ابي موسى ثم قال قل الله قل الله انزله ثم ذر هؤلاء المكذبين في خوضهم يلعبون ومما يبين ما تقدم ما ذكره سيبويه سيبويه وغيره من ائمة النحو ان العرب المحكون بالقول ما كان كلاما لا يحكون به ما كان قولا فالقول لا يحكى به الا كلام تام او جملة اسمية او فعلية. ولهذا يكسرون ان اذا جاءت بعد القول فالقول لا يحكى به فالقول لا يحكى به اسم والله تعالى لا يأمر احدا بذكر اسم مفرد ولا شرع للمسلمين اسما مفردا مجردا والاسم المجرد لا يفيد الايمان باتفاق اهل الاسلام. ولا يؤمر به في شيء من العبادات ولا في شيء من المخاطبات ونظير من اقتصر على الاسم المفرد ما يذكر ان بعض الاعراب مر بمؤذن يقول اشهد ان محمدا رسول الله بالنصب فقال ماذا ولهذا الاسم المجرد لا يقع به باطل ولا يعتبر في التصرفات ولا في العقود ولا في غير ذلك وقال مر بمؤذن يقول اشهد ان محمدا رسول الله بالنصب فقال ماذا يقول هذا هذا الاسم فاين الخبر عنه الذي يتم به الكلام وما في القرآن من قوله واذكر اسم ربك واذكر اسم ربك وتبتل اليه تبتيلا قال اجعلوها في ركوعكم ولما نزل قوله سبح اسم ربك الاعلى قال اجعلوها في سجودكم فشرع لهم ان يقولوا في الركوع سبحان ربي العظيم وفي السجود سبحان ربي الاعلى وفي الصحيح انه كان يقول في ركوعه سبحان ربي العظيم وفي سجوده سبحان ربي الاعلى وهذا هو معنى قوله اجعلوها في ركوعكم وسجودكم باتفاق المسلمين فتسبيح اسم ربه الاعلى وذكر اسم رب وذكر اسم ربه ونحوه ونحوه ونحو ذلك هو من بالكلام التام المفيد كما في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال افضل الكلام بعد القرآن اربع وهن من القرآن سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر وفي الصحيحين صلى الله عليه وسلم انه قال كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم انه قال من كمن قال في يومه مئة مرة لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو وهو على كل شيء قدير. كتب الله له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي. ولم يأتي احد بافضل مما جاء به الا رجل من قال مثلما قال او زاد عليه. ومن قال في يومه مائة مرة سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم حطت عنه خطاياه ولو كانت مثل مثل زبد البحر وفي الموطأ وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال افضل ما قلته انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وفي سنن ابن ماجة وغيره عنه صلى الله عليه وسلم انه قال افضل الذكر لا اله الا الله وافضل الدعاء الحمد لله. نعم وهكذا وليس بشيء من توصل كتاب غير هذا وليس في شيء من نصوص السنة بل جميع الاحاديث صحاح والحسان بل حتى الاحاديث الضعيفة من جهة الاسناد في الاذكار لم يقع ولا باسناد ضعيف فضلا عن ما هو محتج به من الصحاح والحسان ان جاء ذكر بلفظ او بالاسم المجرد او بلفظ الظمير فلم يقع لا في حديث صحيح ولا حسن بل ولا ضعيف انما هذا يقع بمثل الموضوعات نعم. مثل هذه الاحاديث كثيرة في انواع ما يقال من الذكر والدعاء. وكذلك في ما في القرآن من قوله ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وقوله فكلوا مما امسكنا عليكم واذكروا اسم الله عليه انما هو قول بسم الله وهذا جملة تامة اما اسمية على اظهر قولين او فعلية والتقدير ذبحي بسم الله او اذبح بسم الله. وكذلك قول قارئ بسم الله الرحمن الرحيم. فتقديره قراءة بسم الله او اقرأوا بسم الله ومن الناس من يضمر في مثل هذا ابتدائي بسم الله الراجح لغة انها جملة اسمية جملة اسمية نعم ومن الناس من ينظر في مثل هذا ابتدائي بسم الله او ابتدأت بسم الله والاول احسن. لان الفعل كله مفعول باسم الله ليس مجرد ابتداء كما اظهر المضمر في قوله اقرأ باسم ربك الذي خلق. وفي قوله بسم الله مجريها ومرساها. وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم من كان ذبح قبل الصلاة فليذبح مكانها اخرى. ولم ومن لم يكن ذبح فليذبح بسم الله. ومن هذا الباب قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الهموم باجماع الفقهاء ان اسم الله المذكور في مثل هذا الحديث هو ان يقول المذكي بسم الله وليس ان يقول عند ذبحه الله ومن هذا الباب قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لربي لربيبه لربيبه عمر ابن ابي سلمة سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك. فالمراد ان يقول بسم الله ليس المراد ان يذكر اسما مجردا وكذلك قوله في الحديث الصحيح لعدي ابن حاتم اذا ارسلت كلبك المعلم وذكرت اسم الله فكل وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم اذا دخل الرجل منزله فذكر اسم الله عند دخوله وعند خروجه وعند طعامه. قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء وامثال ذلك الكثير وكذلك ما شرع للمسلمين في صلاتهم واذانهم وحجهم واعيادهم. هذا الحديث رواه مسلم وحديث علي بن حاتم حديث متفق عليه وكذلك ما شرع للمسلمين في صلاتهم واذانهم وحجهم واعيادهم من ذكر الله تعالى انما هو بالجملة التامة كقول كقول المؤذن الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله وقول المصلي الله اكبر سبحان ربي العظيم سبحان ربي الاعلى سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد التحيات لله. وقول الملبي لبيك اللهم لبيك وامثال ذلك فجميع ما شرعه الله من الذكر انما هو ذكر انما هو ولهذا لكونه اي الذكر بالمجرد منافيا للفصاحة العربية لم يعرف حتى في شرك العرب حتى في الهتهم التي يعبدونها لم يعرف انهم ذكروا الله او ذكروا الها معبودا من دونه كالات والعزى ذكروه باسم المجرد هم اصحاب اللغة وارباب اللغة مما يدل على ان هذا لا يقع ولم يقع ذلك في خطبهم ولا في شعرهم ولا في كلامهم ولا في عباداتهم حتى في شركهم لم يقع في شركهم لم يقع اي لم يذكروا اسما مجردا لالهتهم انما كانوا يقولون ما يدل عليه جملة الخبرية او يدل عليه الجملة او تدل عليه الجملة الاسمية الذي يقع فيه البيان او والنفي وما الى ذلك لقولهم لبيك لا شريك لك لا شريكا هو لك تملكه وما ملك ان هذا القول منهم وان كان شركا بالله لكنه من جهة دلالات اللغة كلام معروف منتظم من جهة الكلام على وجهه اللغوي الجمل الاسمية والجمل الفعلية نعم وجميع ما شرعه الله من الذكر انما هو كلام تام لا اسم مفرد لا مظهر ولا مظمر وهذا هو الذي يسمى في اللغة كلمة كقوله كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان سبحان الله العظيم وقوله افضل كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد. الا كل الا كل شيء ما خلى الله باطنه ومنه قوله تعالى كبرت كلمة الربيع العامري جاهلي من شعراء الجاهلية لكنه ادرك الاسلام فاسلم رظي الله عنه توفي قيل وله مئة وعشرون سنة وقيل له مئة الى غير ذلك انه من المعمرين ابن ربيع العامري وهو ام المسلمين وان كان من شعراء هي المعروفة يتم وله معلقة بيت بيع العامري ومنه قوله تعالى كبرت كلمة تخرج من افواههم وقوله وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا. وامثال ذلك مما استعمل فيه لفظ الكلمة في الكتاب والسنة بل وسائر كلام العرب فانما يراد به الجملة التامة. كما كانوا يستعملونه يستعملون الحرف في الاسم. فيقولون هذا حرف غريب اي لفظ الاسم غريب وقسم سيبويه الكلام الى اسم وفعل وحرف جاء لمعنى ليس باسم وفعل وكل من هذه الاقسام يسمى حرفا لكن خاصة الثالث انه حرف جاء بمعنى جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل. وسمي وسمى حروف الهجاء باسم الحرف وهي اسماء ولفظ الحرف يتناول هذه الاسماء هذه الاسماء وغيرها. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ القرآن فاعربه فله بكل حرف عشر حسنات اما اني لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف وقد سأل الخليل اصحابه عن النطق بحرف الزاي من زيد فقالوا زاي فقال جئتم بالاسم وانما الحرف زاء ثم ان النحات اصطلحوا على ان هذا الاسم على على ان هذا المسمى في اللغة بالحرف يسمى كلمة وان لفظ الحرف يخص لما جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل كحروف الجر ونحوها. واما الفاظ حروف الهجاء فيعبر تارة بالحرف عن نفس الحرف من اللفظ وتارة باسم ذلك الحرف. ولما غلب هذا الاصطلاح صار يتوهم من اعتاده انه هكذا في لغة العرب ومنهم من يجعل لفظ الكلمة باللغة لفظا مشتركا بين الاسم مثلا وبين الجملة ولا يعرف في صريح اللغة من لفظ الكلمة الا الجملة التامة. الكلمة في اللغة بالقرآن باصل لغة العرب انما يراد بها الجملة التامة وفي قول الله كبرت كلمة تخرج من افواههم لكن اصطلاح النحات جعلوا الواحد كلمة وهذا اصطلاح نحوي اصطلاح نحوي ومن الاصطلاح كما قال ابن مالك رحمه الله في الفيته كلامنا لفظ مفيد كاستقم واسم وفعل ثم حرف للكلم واحده كلمة والقول عم كلمة بها كلام قد يؤم واحده كلمة والقول عم والاصل في اللغة ان الكلمة هي الجملة التامة نعم. والمقصود هنا ان المشروع في ذكر الله سبحانه وذكره بجملة تامة. وهو المسمى بالكلام. ما عرظ له الشيخ رحمه الله بهذه الرسالة جهة اللغة اراد به بيان ان هذه الطريقة من ذكر بالاسم المجرد او بالظمير مخالفة للغة مخالفة لاصطلاح اهل النحو فضلا عن ارباب اللغة الاوائل نعم والمقصود هنا ان المشروع في ذكر الله سبحانه وذكره بجملة تامة وهو المسمى بالكلام والواحد منه بالكلمة وهو الذي ينفع القلوب ويحصل به الثواب والاجر والقرب الى الله ومعرفته ومحبته وخشيته. وغير ذلك من المطالب العالية والمقاصد السامية واما الاقتصار على الاسم المفرد مظهرا او مظبرا فلا اصل له. فضلا عن ان يكون من ذكر الخاصة والعارفين. بل هو وسيلة الى انواع من البدع والضلالات وذريعة الى تصورات الى تصورات واحوال فاسدة من احوال الاهل الالحاد واهل الاتحاد كما قد تضاف من جهتها والنفسي وهل هي من خصائص السناب كما قد بسط علينا الكلام عليه في غير هذا الموضع وجماع الدين اصلان الا نعبد الا الله المصنف رحمه الله ذلك في بعض كتبه المجلد العاشر والمجلد الحادي عشر من فتاواه برسائله واجوبته ذكر اوجها من هذا التفصيل الكتب الاخرى وبخاصة في باب الاستطلاع وجماع الدين اصلان الا نعبد الله الا نعبد الا الله ولا نعبده الا بما شرع. لا نعبده بالبدع كما قال تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. اجتماع الدين اخلاص الدين لله ولا يكون الاخلاص الا بعبادة الله بما شرع وهذان الاصلان اصلان متلازمان ولا يقال فمن حقق الاول ولم يحقق الثاني فانه لم يقع منه العبادة على وجهها فهذا اسلوب يستعمله بعض المبينين لهذه المسألة الشريفة لكنه اسلوب خطأ لا يصح ان تقول فمن حقق الاول ولم يحقق الثاني وقد اتى باطلا او نقصا او ظلالا الى اخره لان قولك فمن حقق الاول الجملة هذي خطأ لا يتصور تحقيقه الاول مع عدم تحقيق مع عدم تحقيق ثاني ولا يتصور تحقيق الثاني مع عدم تحقيق الاول فهما اصلان متظمنان متلازمان نعم وذلك تحقيق الشهادتين شهادة ان لا اله الا الله وشهادة ان محمدا رسول الله ففي الاولى الا نعبد الا اياه وفي الثانية ان محمدا هو رسوله المبلغ عنه. فعلينا ان نصدق خبره ونطع امره. وقد بين لنا ما نعبد الله به ونهانا عن محدثات الامور واخبر انها ضلالة. هذا متواتر في السنة كتاب نهي عن المحدثات في الدين رامع كلمة النبي عليه الصلاة والسلام قوله صلى الله عليه واله وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد وجاءه في الصحيحين ذلك ما جاء في رواية مسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد حديث عائشة اول شيء وكذا ما جاء في حديث جابر الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد شر الامور محدثاتها كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ورواه مسلم وغيره وما بعث الله نبيا من انبيائه عليهم الصلاة والسلام الا ونهى قومه عن البدع لان البدع مناقضة لشرائع الانبياء بدع شر لا خير فيه وليس في الدين من البدع ما هو حسن وقبيح بل البدع كلها ضلالة وقال النبي صلى الله عليه وسلم فان كل محدثة بدعة وكل بدعة هذا باب اخر ثم قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه نعمة البدعة هذه فان عمر هنا يحكي بصفته عربيا ولا يحكي وصفا شرعيا وانما يحكي وصفا عربيا هذه كلمة اشكلت على بعض المتأخرين هي لا تشكل على من كان عارفا باللغة عمر هنا انما لكونه عربيا ينطق لفظا عربيا ينطق لفظا عربيا فان البدع هو الانشاء منه بضع البئر لا تزال بعض الاعمار تسمى بدعا كبار اول من حفرها وانشأها والبدعة انما سميت بدعة باعتبار ابتدائها وانشائها فلا اصل لها اي لا تتصل بالدين لا بمجمله ولا بقواعده ولا بمفصله هي محدث فلما جاء تسميته بالشريعة بدعة دل على انها مقطوعة النسب عن الدين بدعة النسب عن السنة ليس بينها وبين السنة نسب انه سميت بدعة للبدعة في كلام العرب هو الاحداث والاشاعة ليس على ما سبق ليس على ما سبق يعني ليس تفصيلا لمجمل من الشريعة جاء به نص اخر من الشريعة يفصل ما اجمل ان البشر لا لا يشرعون شيئا فان قيل اليس هنالك نصوص من القرآن فصلت قيل بلى ولكن الذي فصلها نبي يوحى اليه امره الله بهذا التفصيل ما فصلها العلماء بانفسهم الا او اعيان الناس بانفسهم النبي انما فصلها اي المجمل من القرآن لكونه نبيا لا ينطق عن الهوى لكن ما ترك بيان المجمل للناس لا للعباد ولا للعلماء وما كان احد من اهل العلم يدخل في تفصيل مفصل ولا قال احد من اهل الفقه والاصول بان المجتهد ولو سمي مجتهدا مطلقا بانه يفصل المجمل. وانما الذي يفصل المجمل والنص الاخر من كتاب السنة من زعم ان بدعته هذه اصلها ومجملها في القرآن وفي السنة قيل له ليس لك صفة المجمل تفصيل المجمل قد اكمله الله واتمه الله بهدي كتابه وسنة نبيه وانزل الله قوله جل وعلا اليوم اكملت لكم دينكم وكل من احدث تفصيلا او بدعة او اي اسم سماها لان بعض اسمائها قد تقربها الى بعض نفوس العامة وكل هذا من المبدع والمحدثات في الدين التي يجب على المسلم ان يحذرها وان يتقي الله سبحانه وتعالى فان الله امر عباده ان يعبدوه بما شرى فشرعه الله وفي كتاب الله وسنة رسوله وحسب. ولا يوجد بعد ذلك شيء لا يوجد دليل ولا حجة ولا برهان ليس في الكتاب والسنة وهذا الذي درج عليه علماء المسلمين وفقهاء المسلمين ودرج عليه الصحابة والتابعون واهل القرون الثلاثة ولا يزال علماء المسلمين عليه بحمد الله لكن يقع لبعض العامة جهل بعظ العامة او بعظ انه لبوس بالعلم وليس من اهل التحقيق فيه ما يلبس به او يلتبس به الشأن على بعض العامة على المسلم ان يحذر ذلك اتم الحذر. نعم قال تعالى بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون كما اننا مأمورون الا نخاف الا الله ولا نتوكل الا على الله ولا نتوكل الا على الله ولا نرغب الا الى الله ولا نستعين الا بالله والا تكون عبادتنا الا لله. فكذلك نحن كما ان هذا الاصل يعلم تحققه اننا امرنا الا نتوكل الا على الله والا نرجو الا الله الى غير ذلك فكذلك امرنا ان نتبع ما انزل الله وانزل الله سبحانه وتعالى الهدى والنور فلا حاجة لغيره نعم كذلك نحن مأمورون ان نتبع الرسول صلى الله عليه وسلم ونطيعه ونتأسى به. فالحلال ما حلله والحرام ما حرمه والدين ما شرعه قال تعالى ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون. فجعل الايتاء لله والرسول كما قال وما اتاكم الرسول فخذوه. وما نهاكم عنه فانتهوا. وجعل قل على الله وحده بقوله وقالوا حسبنا الله ولم يقل ورسوله كما قال في الاية الاخرى. نعم حسبنا الله لا يجوز ان يقال حسبنا الله ورسوله طوله كما يقال حسبنا الله نعم كما قال في الاية الاخرى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. ومثله قوله يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين. ومن اتبعك من المؤمنين حسبهم الله واما من فهم منها ومن اتبعك من المؤمنين اي هم حسبك فهذا باطل شرعا ولغة ولا يصح ان يقول قولا معتبرا ولا يصح ان يقال في الاية تفسيران فيها قولان هذا قول باطل فقول باطل مخالف لقواعد التوحيد مخالف لقواعد اللغة انما الاية وجه واحد ومراد واحد فان حسبك الله اي كافيك الله. ومن اتبعك من المؤمنين اي هم تبع لك في ذلك حسبهم حسبهم الله ان يكفيهم الله ولكن خص عليه الصلاة والسلام لشرف مقامه عند الله فله من الحفظ والعناية من ربه سبحانه وتعالى ما لا يقع لغيره ان معيته عليه الصلاة والسلام الخاصة وهي الحفظ وما الى ذلك اخص من غيره فخوطب باسم النبوة يا ايها النبي حسبك الله ان يكفيك الله هذا كقول الله جل وعلا والله يعصمك من الناس حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين اي حسبهم الله فيهم الله وهذه الكفاية الخاصة والا فان امر جميع الخلق بامر الله تدبير الله ولكن هذا الحفظ والكفاية والفضل الذي يكون لعباد الله الصالحين فهو لنبينا وله فيه اخص المقامات والمؤمنون كذلك بفضل الله عليهم واما من توهم ان الاية تحتمل من جهة المراد بها فان حسبك الله ان يكفيك الله ويكفيك المؤمنون فصار النبي مكفيا بربه وبالناس فهذا جهل وليس قولا معتبرا فذلك باطل مخالف لقواعد الشريعة ولقواعد اللغة نعم ومثله قول قوله يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين. اي حسبك وحسب المؤمنين. كما قال اليس الله بكاف عبده ثم قال سيؤتينا الله من فضله ورسوله. فجعل الايتاء لله والرسول وقدم ذكر الفضل. لان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء الفضل العظيم وله الفضل على رسوله وعلى المؤمنين. وقال انا الى الله راغبون فجعل الرغبة الى الله وحده. ولهذا في الاية فان حسب الله ومن اتبعك من المؤمنين اي ان هذا لجميع المؤمنين المتبعين له وما جاءت الاية فان حسبك الله والمؤمنون انما جاء ومن اتبعك من المؤمنين الاتباع عليه الصلاة والسلام هذا الى قيام الساعة. فالله كافي المؤمنين كقول الله اليس الله بكاف عبده والعبد هنا الموحد لله سبحانه وتعالى نعم كما في قوله فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله والقرآن يدل على مثل هذا في غير موضع. فجعل العبادة والخشية والتقوى لله. وجعل الطاعة والمحبة لله ورسوله. كما في قول نوح عليه السلام ان اعبدوا الله واتقوه واطيعوه. وقوله ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقيه فاولئك هم الفائزون وامثال ذلك والرسل امروا فالرسل امروا بعبادته وحده والرغبة اليه والتوكل عليه. والطاعة له. فاضل الشيطان النصارى واشباهه فاشركوا بالله وعصوا الرسول فاتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم. فجعلوا يرغبون اليهم ويتوكلون عليهم ويسألونهم مع معصيتهم لامرهم ومخالفاتهم لسنتهم وهدى الله المؤمنين المخلصين لله اهل الصراط المستقيم الذين عرفوا الحق واتبعوهم فلمصنف ان البدعة دخلت على بعض الامم من اتباع الانبياء فاضلتهم عن دينهم وهذا كقول الله جل وعلا ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم. فبين الله الفرق بينما كتب وشرع وبينما ابتدع في دين الانبياء نعم وهدى الله المؤمنين المخلصين لله اهل الصراط المستقيم. الذين عرفوا الحق واتبعوهم فلم يكونوا من المغضوب عليهم ولا ولا الضالين فاخلصوا دينهم لله واسلموا وجوههم لله وانابوا الى ربهم واحبوه ورجوه وخافوه. وسألوه ورغبوا اليه وفوضوا امورهم اليه وتوكلوا عليه واطاعوا رسله وازروهم ووقروهم واحبوهم ووالوهم واتبعوهم واقتفوا اثارهم واهتدوا بما نارهم وذلك هو دين الاسلام الذي بعث الله به الاولين والاخرين وهذا من فقه المصنف رحمه الله انه لما بين هذا الاصل بين انه دين جميع الانبياء وان منهج الانبياء في العبادة وفي الدعاء وفي ترك البدع منهج واحد البدع باطلة في دين جميع الانبياء. وليست مما جاءت به هذه الشريعة بل هي في دين جميع الانبياء وان كان الشيء يعرف حكمه بشريعة نبينا عليه الصلاة والسلام فان فانه هو خاتم الانبياء ولكن مما يعلم ان دين الانبياء واحد اي ان اصولهم وايمانهم وتوحيدهم ومنهجهم في الدين هو منهج واحد. شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا هو الذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين واقامة الدين هي لزوم ما امر الله به من غير زيادة ولا نقصان. نقيم الدين ولا تتفرقوا فيه لا تبهوا في دين الله اعتبره في دين الله الفتن والبغي وغير ذلك مما يفرق جماعة المسلمين كما قال الله جل وعلا واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا نعم وذلك هو دين الاسلام الذي بعث الله به الاولين والاخرين من والاخرين من الرسل. وهو الدين الذي لا يقبل الله من احد دينا الا اياه وحقيقة العبادة لرب العالمين. فنسأل الله العظيم ان يثبتنا عليه ويكمله لنا. ويميتنا عليه وسائر اخواننا المسلمين الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم. اللهم امين ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا من اهل سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومن اهل الايمان به ومن اهل طاعته ومن اهل كتابه وان يجعلنا من عباده الذين يخشونه ويتقونه ويعبدونه كما شرع ويرجون رحمته ويخافون عذابه كما نسأله جل وعلا ان يجعلنا واياكم من عباد الله المرحومين برحمة الله وان يعيذنا سبحانه وتعالى برضاه من سخطه وبعفوه من عقوبته كما نسأله جل وعلا ان يجعل اجتماعنا اجتماعا مرحوما وتفرقنا تفرقا معصوما والا يجعل فينا شقيا ولا محروما وان يغفر لعباده المسلمين اجمعين وان يغفر لموتى المسلمين وان يجعل قبورهم روضة من رياض الجنة نسأله جل وعلا ان يجعل بلادنا وبلاد المسلمين اجمعين امنة مطمئنة سخاء رخاء بعيدة عن الفتن ما ظهر منها وما بطن وان يوفق ولاة امورنا لكل خير وان يجعلهم هداة مهتدين يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار وهذه الرسالة التي يسر الله جل وعلا بفضله وكرمه التعليق عليها والشرح لها في هذه المجالس في هذا المسجد مبارك نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعله علما خالصا لوجهه الكريم وهي رسالة جامعة في مسائل التوحيد والعبادة ولاهميتها ان شاء الله تعالى يجري بعد ذلك في الايام المقبلة وان كانت قد تكون بعيدة شاء الله جل وعلا اعادة لها لاهمية هذه الرسالة ولعل هذا يكون بعد سنة على الاقل نعيد هذه الرسالة باهميتها ولماذا تضمنته من الجمع لمسائل العبودية والتنبيه على قواعدها واصولها ودرء الشبه عنها واما بعد ذلك في الوقت القريب ان شاء الله فسيكون في بداية الفصل الدراسي الجديد هذا المجلس هو اخر مجلس اصل على ابتداء الفصل الدراسي ان شاء الله تبدأ الدروس باذن الله تعالى وحوله على العادة الفقه او الروض في بعد صلاة المغرب ثم التفسير بين الاذان والاقامة وآآ بعد ذلك نستكمل في كتاب الموافقات للشاطبي رحمه الله اما مكان هذا الدرس فسيوجد كتاب اخر وفي علم اخر ايضا ليس في علم وانما في بعض العلوم الاخرى اه لطالب العلم فيها لزوم بين وحاجة بينة ويعلن هذا ان شاء الله في حينه بعد ترتيبه وبالله التوفيق صلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد