بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ففي هذا اليوم الثامن من شهر محرم لعام ثمانية وثلاثين واربع مئة والف عقدوا هذا المجلس في شرح كتاب العبودية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى لمعالي الشيخ الشيخ الدكتور يوسف بن محمد الغفيس عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء سابقا في جامع عثمان بن عفان رضي الله عنه في حي الوادي بالرياض قال رحمه الله تعالى فان المشركين كانوا يقرون ان الله خالقهم ورازقهم وهم يعبدون غيرهم. قال تعالى ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله وقال تعالى قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون الى قوله قل فانى تسحرون وكثير ممن يتكلم في الحقيقة ويشهدها يشهد هذه الحقيقة وهي الحقيقة الكونية التي يشترك فيها وفي شهودها ومعرفتها المؤمن والكافر. والبر والفاجر وابليس معترف بهذه الحقيقة واهل النار قال ابليس قال ربي انظرني الى يوم يبعثون وقال قال ربي بما اغويتني لازينن لهم في الارض ولاغوينهم اجمعين. وقال قال فبعزتك لاغوينهم اجمعين وقال قال ارأيتك هذا الذي كرمت علي؟ وامثال هذا من الخطاب الذي يقر فيه بان الله ربه وخالقه وخالق غيره وكذلك اهل النار قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين. وقال تعالى ولو ترى اذ وقفوا على ربهم قال اليس هذا بالحق؟ قالوا وربنا فمن وقف عند هذه الحقيقة وعند شهودها ولم يقم بما امر به من الحقيقة الدينية التي هي عبادته المتعلقة بالهيته وضاعت امره وامر رسوله كان من جنس ابليس واهل النار. وان ظن مع ذلك انه من خواص اولياء الله واهل المعرفة تحقيق الذين يسقط عنهم الامر والنهي الشرعيان كان من اشر اهل الكفر والالحاد الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله واصحابه. اجمعين. بين شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في هذا السياق من رسالته العبودية الاحوال التي آآ عرظت اه طوائف من اهل المعرفة والتصوف في سلوكهم لمسائل العبادة ولمسائل التحقيق وما قصدوا اليه من تحقيق الحقيقة الشرعية في مقام العبودية وان هذا القصد يصاحبه كثير من مقامات الجهل ومن ذلك هذا التوهم الذي توهموا فيه ان تحقيق المعرفة وان تحقيق الارادة انما يكون بشهود هذه المعرفة المتعلقة والمختصة بربوبية الله سبحانه وتعالى مع انك تعلم ان ربوبية الله جل وعلا هي من اصول الايمان به سبحانه وتعالى ولا ايمان لعبد لم يؤمن بهذه الحقيقة وهي ربوبية الخالق سبحانه وتعالى انه رب العالمين وانه بكل شيء عليم وانه على كل شيء قدير وان بيده بملكوت كل شيء وانه الخالق وما سواه مخلوق وانه المالك المدبر الى غير ذلك من الحقائق الربوبية التي يتضمنها فعل الله سبحانه وتعالى ويتظمنها امره جل وعلا لكونه ويتظمنها قدره سبحانه وتعالى ويتضمنها قضاؤهم الى غير ذلك فهذه حقيقة شرعية كبرى بل هي من اعظم الحقائق الشرعية ولكن الحقائق الشرعية حقائق متصلة وبعضها يتضمن بعضا وبعضها يستلزم بعضا فمحل المؤاخذة لمن سلك طريقا مغلوطة في مقام السلوك والعبادة هو انهم قصروا الحقيقة الدينية على هذا المعنى. فهذا الوقوف كما يقول المصنف الذي اصطلح على به على هذه تسمية وهي تسمية الوقوف عند هذه الحقيقة الوقوف بمعنى الاقتصار على هذا الشهود. او تغليبه والجهل او النقص في مقام الحقيقة الشرعية وهي حقيقة الامر والنهي التشريع والتعبد لله ويسمى بعبادة الله بالوهية الله سبحانه وتعالى فمن قصر في مقام الامر والنهي تغليبا لمقام الربوبية فقد وقع في مقام من الخلل والضلال بحسب ما يصيبه في هذا المقام بحسب ما يصيبه في هذا المقام فقد يكون من اهل الغلو في هذه الطريقة تارة وقد يكون من اهل الاقتصاد في هذه الطريقة وقد يكون متوسطا بين الحالين ليس من اهل الغلو وليس من اهل الاقتصاد. فان قيل فهل يوجد من يكون من اهل الاقتصاد قيل نعم اذا وقع ذلك على اوجه عارظة في طريقته ولم يكن منهجا مطردا له فهذا وقع فيه بعظ مقتصدة الصوفية ان هذه الطريقة تعرض لهم في بعض المسائل والمقامات واذا نظرت في مشرعهم وفي منهجهم وجدت انهم ليسوا على هذه الطريقة في عموم حالهم او في تقرير طريقتهم ولكن اصيبهم منها ما يصيبهم. اعني من مقام عدم تحقيق الجمع بين مقام الشرع ومقام ومقام الربوبية والذي جاء به الانبياء والمرسلون عليهم الصلاة والسلام هو تحقيق الجمع بين مقام الربوبية ومقام الشريعة وهو عبادة الله سبحانه وتعالى يعني مقام الشريعة ومقام العبادة لله سبحانه وتعالى بما امر وبما شرع الله جل وعلا في كتابه وبما جاء به رسوله مثله في سائر دعوات الانبياء او دعوة الانبياء عليهم الصلاة والسلام وحقيقته قوله جل وعلا ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله فعبادة الله بما شرع الله من العبادات بما الله من اوجه العبادات التي فصلت في كتب الرسل وفي نبواتهم عليهم الصلاة والسلام فمن شهد الجمع بين مقام الشرع والقدر فهذا المصيب لاثار المرسلين من حقق الجمع بين مقام الشرع والقدر فهذا المصيب لطريقة المرسلين وهم عن المحققين لهذا هم في تحقيقهم كما تفاضل ايمان الصحابة رضي الله تعالى عنهم كايمان ابي بكر وعمر وعثمان وعلي حتى ان الخلفاء اربعة تجد انهم ليسوا درجة واحدة فضلا عن بقية الصحابة وهذا الفضل تارة يسمى كتسمية النبي له في الخلفاء الاربعة وتارة وهو الغالب عليه انه من علم الله الذي لا البشر ولم يطع الله العباد عليه وانما هو من ما اختص الله سبحانه وتعالى بعلمه فمعرفة الدرجات والفظائل بين العباد هذا من هاته تعيين الاعيان هذا علمه الى الله سبحانه وتعالى. ولهذا كان من طريقة اهل السنة والجماعة انهم لا يشهدون لاحد بجنة او بعذاب او غير ذلك من الاوجه المختصة بعلم الله الا من جاء به الخبر من الشهادة كالعشرة المبشرين ديالنا وما الى ذلك من الاحكام المستقرة في طريقة اهل السنة والجماعة انما المقصود ان الله بعث الرسل بالتحقيق بين مقام الشرع ومقام القدر وهذا الذي تضمنته اعظم سورة في القرآن وهي سورة الفاتحة فانها اعني هذه السورة هي في هذا التحقيق. فانها في هذا التحقيق بل لك ان تقول ان جميع هذه السورة في تقرير هذا الحقيقة العظيمة وان كان تقريرها لهذه الحقيقة العظيمة وهي تحقيق الجمع بين الشرع والقدر الجمع بين الشرع والربوبية والالهية والربوبية كل في تعبيرات متقاربة او بعضها يشير الى البعض احيانا. ولو كان من باب الجزء الذي يتضمن الكل في المقصود وان لم يغده من جهة اه مطابقة الالفاظ افاده من جهة تظمن الالفاظ او من جهة لزوم الالفاظ. فضلا عن المقاصد فظلا عن فهذه السورة يعني سورة الفاتحة هي في تحقيق هذا الاصل العظيم. الذي بعث به الرسل عليهم الصلاة والسلام وهو تحقيق الايمان بربوبية الله مع اخلاص العبادة والطاعة لله وحده لا شريك له هذه السورة كلها لتقرير هذه الحقيقة الى تمامها ولهذا ابان الله جل وعلا في تمامها من انحرف عن هذه الطريقة بقوله اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. فهذا هو عنوان او او هو جماع دين الاسلام هو جماع دين الاسلام. فلما اشتغل كثيرهم من اهل المعرفة فهو اهل العبادة بطرق الصوفية اشتغلوا بنظر هذه المسائل والقصد الى تحصيلها اصاب بعضهم هذا الخلل من جهة التقصير في مقام من جهة التقصير في مقام الامر والنهي وهذا التقصير على درجات كما سبق يكون اه غلوا وتارة يكون دون ذلك. ويقابلهم طوائف من اهل الكلام والنظر الذين غلوا في مقام الامر والنهي وفاتهم كثير من التحقيق في مقام الربوبية كما هو شأن كثير من متكلمة المعتزلة بل عامة المعتزلة على هذه الطريقة وهو انهم لم يجعلوا افعال العباد مخلوقة لله كما هو المذهب المعروف عند المعتزلة وان كان لهم تفاصيل تختلف بين ائمتهم في شرح هذه المسألة لكن يجمعهم انهم لم يجعلوا اعمال العباد قد اشاءها الله وخلقها فيجمعهم هذه الجملة فهذا تقصير في تحقيق مقام الربوبية واذا جئتهم في الامر والنهي وجدت في كلامهم وطريقتهم مادة غالية في باب الامر والنهي حتى جعلوا مرتكب الكبيرة التارك لمقام من الامر او الواقع في مقام من النهي جعلوه خالدا مخلدا في نار جهنم. وجعلوه قد عدم الايمان بهذا الترك وبهذا الفعل وهو ما سموه المنزلة بين المنزلتين. فاهل هذه الطريقة فيهم في مقام الامر والنهي وفيهم تقصير في مقام الربوبية واولئك من الصوفية فيهم غلو في مقام الربوبية فيهم غلوهم في مقام الربوبية حتى لم يشهدوا حقيقة الشريعة على وجهها الذي شرع الله سبحانه وتعالى فقصروا من شهودها وان كانوا لا يسمون الافعال بالترك. وان كانوا لا يسمون افعال بالترك. وقد اشار المصنف رحمه الله الى من اسقط الامر والنهي الى من اسقط الامر والنهي واباح الحلال واباح ما حرم الله بهزل هذا المسلك لا هذا شأن من الغلو المستحكم الذي لم يقع لعامتهم وجمهورهم وانما نقل عن بعض الاعيان في مثل هذا القول الذي اشار اليه المصنف فهذا من شأن مادة من الغلو المستحكم عرض لبعض في بعض المقامات وان كان كثير من الحروف التي يقولونها في هذا لها تأويل لها تأويل وبعضها قد يكون على وجه من الحقيقة في تسمية قائله. من باب تعارض الحقائق عندهم. من باب تعارض الحقائق عندهم المقصود ان اهل التصوف بالغوا في شهود المعرفة معرفة الربوبية وهذا شأن تلبس به جمهور الصوفية وقصروا في باب تحقيق الاتباع في مقام الامر والنهي. والالتزام بالسنن والاثار وهذا الشهود هم فيه كما سبق درجات من جهة اصابته وهذا يبين لك ان الاصول المجتمعة في الشريعة من غلا في شيء منها لزمت حاله آآ او لزم في حاله التقصير في الاصل الاخر فاولئك المعتزلة لما غلوا في مقام الامر والنهي قصروا في مقام الربوبية واولئك الصوفية لما غلوا في مقام الربوبية قصروا الامر والنهي لان الوسطية التي شرعها الله لا تكون الا بجمع قواعد الدين وبيان ان هذا الاجتماع في قواعد الدين وشرائعه يصدق بعظه بعظا وليس ينافي بعظه بعظا. نعم ومن ظن ان الخضر وغيره سقط عنهم الامر لمشاهدة الارادة ونحو ذلك كان قوله هذا من شر اقوال الكافرين بالله ورسوله نعم من الشبهات التي اثارها بعض الغلاة في هذه الطريقة. فزعموا ان الخضر في قصته مع موسى التي ذكرها الله في سورة الكهف زعموا انه فعل ما فعل مع ان بعض فعله مع ان بعض فعله ان بعض فعله من حيث الاصل يكون منيا عنه كقتله هذا مما جاء له اختصاص كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الغلام الذي قتله الخضر طبع كافرا ولو عاش لارهق طغيانا وكفرا. فهذا بين فيه الرسول صلى الله عليه وسلم وجها من حقيقة الحال. وان كان الكفر من حيث هو ليس مبيحا للقتل على كل تقدير وان كان الكفر من حيث هو ليس مبيحا للقتل على كل تقدير فقد يقتضي ذلك آآ الفعل الذي فعله الخضر انما هو مما آآ امره الله سبحانه وتعالى وله اختصاص ولهذا تجد ان الله موسى عليه الصلاة والسلام نازعه في فعله. نازعه في فعله. فادعى بعض اهل التصوف ان طريقة الخبر هي طريقة العارفين من هذا الوجه. وانه سقط او اسقط بعض مقامات الامر والنهي لشهوده مقام حقيقة في الربوبية وهذا تكلف باطل متناقض ولا سيما ان افعال الخضر هي متعلقة بالمكلفين والادميين بالمكلفين والادميين كامره مع صاحب الجدار في القرية وكامره مع اصحاب السفينة وكامره مع الغلام فهذا كل يمنع فضلا عن ان الاصل الشرعي يمنع هذه الطريقة من اصلها. نعم حتى يدخل في النوع الثاني من معنى العبد وهو العبد بمعنى العابد فيكون عابدا لله لا يعبد الا اياه. فيطيع امره وامر رسوله ويوالي اولياءه المؤمنين المتقين ويعادي اعداءه. وهذه العبادة متعلقة بالهيته ولهذا كان عنوان التوحيد لا اله الا الله بخلاف من يقر بربوبيته ولا يعبده او يعبد معه الها اخر. نعم وذكر المصنف اللي مسألة الربوبية اياك وكما سبق ان اه السقط في هذه المسألة من طوائف من هؤلاء الصوفية او من غيرهم. لا يقصد به ان هذا المقام يعني مقام الربوبية ليس هو هو من المقامات الشرعية الكبرى بل هذا اصل من اعظم اصول الدين. هذا اصل من اعظم اصول الدين وانما المشركون وقفوا عنده بل لم يقفوا عند هذا الاصل تحقيقا. فاذا قيل ان مشرك العرب ان مشرك العرب عارفون بهذا الاصل فهذا باعتبار جملته. ولكن مشرك العرب ليسوا محققين لمسألة الربوبية. ولا يوجد احد لم وقرب الالوهية قد حقق الربوبية. لا يوجد احد لم يؤمن بالالهية والعبادة لله. يقال بانه قد حقق الربوبية وانما عندهم اقرار بالربوبية ومعرفة بالربوبية وفرق بين مقام المعرفة والاقرار وبين التحقيق وبين مقام التحقيق ولهذا تجد في افعال المشركين من مناقضة الربوبية والالهية كثيرا من من اوجه الشرك التي هم فيها مناقضون لمقام الربوبية كما هم مناقضون لمقام الالوهية ولكن عندهم اقرار كما ذكره الله عنهم من جهة انهم يقرون ويعرفون بان الله هو الذي خلقهم وخلق السماوات والارض الى غير ذلك هذا اقرار بين ومعروف في شأنهم قد ذكره الله عنه في كتابه في كثير من سور او اي القرآن فهذا المقام درجته بالغة. لان بعظ الذين ينظرون كلام العلماء السلف في ذلك قد يتوهم في امر الربوبية توهما انه مما استقر وانه ليس فيه فقه وانه لا يتعبد الله به الى غير ذلك من التوهمات التي تعرض لبعض السالكين في ذلك. ولهذا تجد الغلو من جهة المقاصد وان لم يقع من جهة الافعال يقع لبعض السالكين في هذا فهذا خلل وسقطوا في فهم طريقة السلف او في فهم طريقة الانبياء قبل ذلك وان عبادة الله بربوبيته كما ان الله يعبد بالهيته. ولذلك يعظم الله سبحانه وتعالى وصفاته بل لا يتصور عبادته سبحانه وتعالى الا بالاقرار بربوبيته. لا يتصور عبادته سبحانه وتعالى الا لمن اقر بربوبيته وكلما كان العبد اعرف بالله سبحانه وتعالى ربا وخالقا صار في الاستجابة لامره ونهيه سبحانه وتعالى وافقه في امره ونهيه سبحانه وتعالى ولهذا من الاسباب التي اوتي بها المشركون هو نقص التحقيق عنده في مقام الربوبية وان كانت لهم اسباب اخرى في استدعاء ما هم عليه من الشرك في نفوسهم. نعم فالاله هو الذي يألهه القلب بكمال الحب والتعظيم والاجلال والاكرام والخوف والرجاء ونحو ذلك. وهذه العبادة هي التي يحبها الله ويرضاها وبها وصف المصطفين من عباده وبها بعث رسله واما العبد بمعنى المعبد بمعنى المعبد سواء اقر بذلك او انكره فتلك يشترك فيها المؤمن والكافر وبالفرق بين هذين النوعين يعرف الفرق بين الحقائق الدينية الداخلة في عبادة الله ودينه وامره الشرعي التي يحبها ويرضاها اهلها ويكرمهم بجنته وبين الحقائق الكونية التي يشترك فيها المؤمن والكافر والبر والفاجر التي من اكتفى بها ولم نتبع الحقائق الدينية كان من اتباع ابليس اللعين. والكافرين برب العالمين ومن اكتفى بها في بعض الامور دون بعض او في مقام او حال نقص من ايمانه وولايته بحسب ما نقص من الحقائق الدينية وهذا مقام عظيم فيه الغالطون وكثر فيه الاشتباه على السالكين. نعم وهذا مقام عظيم باعتبار انه مزلة اقدام لبعض الذين سلكوا في هذه المسائل على غير اثار الانبياء عليهم الصلاة والسلام وانت ترى في سياق كلام المصنف ذكرا لطوائف من المشركين ويدخل بعد ذلك الاشارة الى بعض اهل السلوك الذين خالفوا السنة في ذلك. فهذا ليس المقصود به ان اصحاب هذه الطرق من طرق التصوف انهم على نفس الدرجة التي عليها المشركون. ليس المقصود ذلك بتاتا. بل هؤلاء الصوفية فيهم من العلم والايمان وفيهم من العبادة هم في ذلك على درجات. هم في ذلك على درجات. ولذلك تجد ان المصنف في بعظ كلامه عن التصوف يذكر من يسميهم بصوفية اهل الحديث ومن كانوا على الطريقة الصحيحة من جهة المرادات ومن جهة اه الاتباع واصل ولما ذكر الفناء قال انه على اوجه وذكر الوجه الاول منه هو الفناء عن ارادة السوى انه هو الفناء الشرعي كما اصطلح الصوفية على هذا اللقب ففسره بهذا المعنى وهو حال لكثير من الصوفية ومقتصدة الصوفية او فضلاء الصوفية كما يعبر عن هم المصنف في بعض كلامه. فهذا المعنى الذي يذكره هو على سبيل ان الاثار الباطلة والبدع الباطلة انما تأتي بنوع مشابهة لطرق قوم من المشركين تارة او تكون من المحدث المطلق تارة ولذلك بعض البدع تكون فيها مادة من المشابهة وكما ان التشبه والمشابه يقع في الامور العادية فهو يقع في الامور العبادية من باب اولى. نعم حتى زلق حتى زلق فيه من اكابر الشيوخ المدعين التحقيق والتوحيد والعرفان ما لا يحصيهم الا الله. الا الله الذي يعلم السر الاعلان والى هذا اشار الشيخ عبدالقادر رحمه الله فيما ذكر عنه فبين ان كثيرا من الرجال اذا وصلوا الى القضاء والقدر امسكوا الا ان الا انا فاني انفتحت لي فيه روزنة فنازعت اقدار اقدار الحق بالحق للحق والرجل من يكون منازعا للقدر لا من يكون موافقا للقدر والذي ذكره الشيخ رحمه الله وهو الذي امر الله به ورسوله. نعم وهذا من فاضل طريقته شيخ الاسلام رحمه الله انه لا نأخذ المخالف له في بعض الاصول او بعض المسائل وهذا هو المنهج العدل المشروع ان المخالف لا يؤخذ باصطلاحه ولفظه. والا قد تجد في الاصطلاحات والتراكيب ما ليس محكما تارة او قد يكون محدثا تارة اخرى وتجد انه يحسن الاعتذار لهم باعتبار المقاصد التي من الكلام فما جاء في كلام الشيخ عبد القادر رحمه الله وهو من الصوفية وان كان قد اضيف اليه بالتصوف تصوف كثير ومبتدع وباطل ليس من طريقته وقوله. وهذا معنى يجب معرفته الى ان ما يذكر في كتب والاحوال ليس كل ما اضيف الى اعيان العباد والاولياء والصالحين سهل ابن عبد الله الفضيل ابن وكالجنيد بن محمد وكالشيخ عبدالقادر وغيرهم ليس كل ما يضاف يكون ايش؟ صحيحا مع ان الحقائق لا بالاعياد اي باعيان الناس سواء كان هذا الشيخ او ذاك الشيخ وانما هي تعرف بميزانها الشرعي الذي لا يأتيه الباطل وهو القرآن والسنة. وقد بين الله الدين بيانا كاملا محكما. ولكن اذا وقع في كلام هؤلاء كالجرير ابن محمد الشيخ عبد القادر وامثال هؤلاء من الكلام الصحيح حتى لو كانت حروفه من حروف الصوفية تجد ان طريقة ابن رحمه الله انه يأخذ الامور بمعانيها ومقاصدها. وان كانت الحروف ربما لا تكون ايش؟ حروفا محكمة بل ربما كانت حروفا المبتدعة ومحدثة تارة فيأخذ الامر على المعاني ويبين ما وقع في الالفاظ من النقص. نعم لكن كثيرا من الرجال غلطوا فانهم قد شهدوا قد يشهدون ما يقدر ما يقدر على احدهم من المعاصي والذنوب او ما ويقدر على الناس من ذلك بل من الكفر ويشهدون ان هذا جار بمشيئة الله وقضائه وقدره. داخل في حكم ربوبيته ومقتضيات مشيئته فيظنون ان الاستسلام لذلك وموافقته والرضا به ونحو ذلك دينا وطريقا وعبادة. فيضاهون المشركين الذين قالوا. ولذلك عبر هنا بالمقاربة قال فيقاربون اي يشابهون فيكون من الشبه يكون هذا من الشبه والتشبه وقد يكون هذا غاليا وقد يكون دون ذلك حسب مقامات التشبه المختلفة. نعم ويضاهون المشركين الذين قالوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء. وقالوا انطعم من لو يشاء الله اطعمه وقالوا وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ولو هدوا ولو هدوا المقام وهو مقام الشرع والقدر مقام الجمع بين الشرع والقدر لان كما تعلم من اصول الامام بقدر الله. من اصول الايمان بقدر الله. الايمان بمشيئة الله سبحانه وتعالى العامة الشاملة وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. فهذه الطريقة التي عرضت لبعض الكفار وقالوا فيها لو شاء اللهم اشركنا لم تقع على اصل علمي عندهم وانما هو من الحجة الداحضة وهو من الكذب الصريح. ولهذا لما كانت مقولة مبنية على قصد الاعراض عن الحق والاستكبار في اتباعه سمى الله ذلك كذبا كما في قوله كذلك كذب الذين من قبلهم فهي طريقة في التكذيب مبنية على الكبر ومبنية على الفساد ولن تقع شبهة ولم تقع عن شبهة لان مسألة القدر مع الامر والنهي لا ترد عليه الشبهة البتة لا ترد عليه الشبهة الموجبة لتركه. انما تكون هذه الشبهات التي او لا ترد عليه الحجة الموجب لتركه انما يرد الشبهات لا ترد عليه الحجة الموجبة لتركه انما ترد عليه الشبهات التي الشيطان في نفوس بعظ الناس تزينا قاصرا او يستعملها بعض العباد في تركه لدين الله اصلا او لبعض مقامات الدين على سبيل الانفكاك عن الامر والنهي استكبارا او ظلما لنفسه فلا تخرجوا هذه الشبهات عن هذه الاوجه الثلاثة فلا تخرج الشبهات عن هذه الاوجه الثلاثة اعني الشبهات التي تستعمل في مقام اسقاط ما هو من الامر والنهي بمقام القدر او اسقاط اصل مقام الامر والنهي بمقام القدر كما هو شأن المشركين الذين اسقطوا آآ اصل الامر والنهي وهو التوحيد. بما قالوا لو شاء الله ما اشركنا. وقد يعرض ذلك لبعض وقد يعرض وذلك لبعض من هو مقر باصل الامر والنهي فيسقط بعض المقامات منه ويكون ذلك فيه نوع مشابهة من هذا الوجه فهذا هو السبب الثاني وقد يكون من السبب الثالث وهو التزيين القاصر الذي يزين به الشيطان لبعض النفوس وانما يقصد بالتزيين القاصر ان من تقع في هذه الحال لا يطرد ذلك في عامة شأنه وانما يكون في محل الشرع فقط. مع انك تعلم ان القدر لا يختص بالشرع. وانما هو عام في كل شأن المكلف لف ولهذا لا يوقعه الشيطان في نفس احد في كسبه للمال مثلا او في ابتغائه الولد او في ابتغائه الكونية التي تحصل له لم يقع في نفس احد ان الشيطان وسوس له وقال بانه ان كان قد كتب له الولد قدرا فانه سيأتيه الولد دون ان يتزوج وان ينكح. لم يقع وسوسة الشيطان بهذا لان الشيطان انما يوسوس بترك الشريعة انما يوسوس بترك مقام الامر والنهي فهذا هو الذي يزينه في نفوس بعظ الناس فذلك ما يزينه الشيطان في بعض النفوس دائما تجد انه تزيين قاصر بمعنى ان مما يدفع هذا الوسواس نسأل هذه الشبهة التي يزيلها الشيطان في نفوس بعض الناس انك اذا استعملتها في نظائر لها بان ايش اذا استعملتها في نظائر لها مماثلة لها في الحكم بان ايش؟ بان فسادها وبان ايش؟ انقطاعها جعل القدر السابق وان الله كتب مقادير الخلق وكتب اهل الجنة واهل النار وهذا حق ان الله كتب ما من احد الا قد كتب مقعده من الجنة او النار كما جاء في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم. فمن جعل ذلك مسقطا فليجعل ترك النكاح والزواج مسقطا السعي في ابتغاء الولد لان العبرة على هذه الطريقة التي يزينها والشيطانية بالقدر. وهؤلاء جهلوا حقيقة القدر. فضلا عن جهلهم بحقيقة ما يقتضيه مقام الشرع. لان قدر انما هو قدر الله في الحال والمآل وليس قدر الله مختصا بالمهالي دون الحال فالاسباب متعلقة بقدر الله وهي من قضاء الله وقدره لان كل فعل فعله مكلف فهو من القضاء والقدر ولهذا لا يتصور وقوع المسبب دون وقوع السبب على على ما مضى في التكليف. ولهذا من كفر بالله سبحانه وتعالى وكذب المرسلين اي ترك مقام الامر والنهي وعارضه هذا لم يكتبه الله سبحانه وتعالى في الجنة اداة لم يكتبه الله سبحانه وتعالى في الجنة. نعم ولو هدوا لعلموا ان القدر امرنا ان نرضى به ونصبر على موجبه في المصائب التي تصيبنا كالفقر والمرض على هذا هذا في الفرق بين باب الامر والنهي وباب المصائب نعم قف على هذه الجملة وبالله التوفيق