بالعبارات التي تناسب الكلام في المحكمات فهذا يقع فيه وهم لبعض من ينظر في كلامه ممن قصر عقلهم او قصر علمهم ولكن في الحقيقة ان كل له ما يناسبه من الخطاب واللغة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اتبع هداه واقتفى اثره بسنته الى يوم الدين. اما بعد ففي هذا اليوم الخامس من شهر ربيع الاول لعام ثمانية وثلاثين واربعمئة الف ينعقد هذا المجلس في شرح رسالة العبودية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى لمعالي شيخنا الشيخ الدكتور يوسف محمد الرخيص رب ليلة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة لمفتاح سابقا في جامع عثمان بن عفان رضي الله عنه في حي قال رحمه الله تعالى وقد ذكر عن المشركين ما ابتدعوه من الدين الذي فيه تحليل الحرام والعبادة التي لم يشرعها الله وبمثل قوله تعالى وقالوا ما هي انفعال لا يطعمها الا من نشأوا بزعمهم. وانعاما حرمت ظهورها وانعام وكذلك في سورة الاعراف بقوله يا بني ادم اتنا من الشيطان كما من الجنة. الى قولهم الى كل مسجد. الى قومهم وكلوا ولا تسرفوا منا ولا يهلكوا مسرفين. الى موحيكم انما عظم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير حق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تكونوا على الله ما لا تعلمون. وهؤلاء قد يسمون يسمون ما احدثوا من البدع حقيقة كما يسمون ما يشهدون من القدر حقيقة. وطريق الحقيقة عندهم هو السلوك الذي لا يتقيد صاحبه بامر الشارع والنهي ولكن بما يراه ويجدونه هنا في ذلك. وهؤلاء يحتدون بالقدر مطلقا بل عقدتهم اتباع حقيقة وامرهم باتباعنا دون اتباع امر الله ورسوله نظير بدعي الكلام من الجهلية وغيره. الذين يتعلموا ابتدعوه من الاقوال المخالفة للكتاب والسنة حقائق عقلية اقامة عقلية عقلية يجب اعتقادها دون ما دلت عليه السبعينيات. ثم الكتاب والسنة اما ان يحركوه على الله واما ان يعرضوا عنه بالكلية فلا يتدبرونه ولا يعقلونه. بل يقولون نفوظ معناه الى الله مع اعتقادهن واذا حقق على هؤلاء ما يزعمونه من العقليات المخالفة للكتاب والسنة وجد ايام واعتقادات ماسلة وكذلك اولئك اذا حقق عليهم ما يعلمونهم من حقائق اولياء الله المخالفة للكتاب والسنة وجدت من الاهوال التي يتبعها اعداء الله من اولياءه. واصل الولاء من ظلموا بتقديم قياسه على النص المنزل الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين في سياق كلام الامام ابن تيمية رحمه الله برسالته العبودية بين ان اصل الانحراف عن دين الرسل عليهم الصلاة والسلام انما هو بالبدع والضلالات التي احدثت بدين الرسل عليهم الصلاة والسلام الى ان انصرف من انصرف بها عن اصل الدين او ظل من ظل بها عما هو واجب عليه في دينه ولما كانت هذه البدع تعرض لتثير من الناس في امور العبادة ويظنون بهذه البدع انها من التحقيق وهي منافية لذلك علما وارادة بين المصنف رحمه الله بين المصنف رحمه الله في ذلك ما يتعلق بوجوب تحقيق الاتباع للكتاب والسنة وان هذا التحقيق يكون في باب العلم ويكون في باب الارادة يكونوا في باب العلم ويكون في باب الارادة وان كل من ضل او وقع في بدعة من البدع المخالفة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ومخالفته هذه تنشأ اما عن مقام العلم واما عن مقام الارادة وقد يتلازم المقامات بل قد يقع ذلك لكثير من الناس اما بوجه ظاهر واما بوجه خفي كما يقع لمن يقع له ذلك في ما هو من الهوى الخفي الذي لا يظنه صاحبه منافيا هذه الشريعة او لداعي الشريعة ولذلك كان عماد الدين الذي بعث الله به جميع الرسل هو تحقيق الاخلاص لله سبحانه وتعالى فمن حقق الاخلاص لله وحده حقق العلم والارادة. فان الاخلاص يتضمن الاتباع الحق والاتباع والاقتداء بهدي الرسل عليهم الصلاة والسلام وليس الاخلاص يتعلق بمحض الارادة المنفكة عن العلم والاتباع بل الاخلاص الذي هو الاسم الشرعي الذي امر الله سبحانه وتعالى به وبين ان الدين هو قال الله جل وعلا الا لله الدين الخالص وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. فاخلاص الدين يتضمن العلم ويتضمن ارادة وليس هو الارادة المحضة المنفكة عن العلم المبنية على الجهل والهوى. الهوى الظاهر او الهوى الخفي والجاهل اذا اطبق لحقه الهواء وصار دركات في حال المكلف. ولهذا صار لعلم الشريعة من المقام في الرسل جميعا وفي هدي نبينا صلى الله عليه وسلم. وفيما انزل الله في كتابه صار للعلم من المقام ما ليس غيره ولهذا صار افضل العبادات بعد الفرائض هو العلم الذي بعث الله به الرسل وهو علم الشريعة العلم بالله سبحانه وتعالى وبما شرع الله سبحانه وتعالى لعباده واذا تبين لك ذلك بان كل من وقع في بدعة اما في باب العلم كما هو شأن اصحاب علم الكلام او اصحاب علم النظر الذين مالوا ببدعهم وما احدثوه عن طريقة الصحابة رضي الله عنهم وعن الهدي الذي كان عليه السلف الصالحون رضي الله تعالى عنهم. اولئك لما مالوا عن هذه الطريقة وقعوا في البدع والضلالات وقعوا في البدع والضلالات في باب العلم في باب العلم بما احدثوه من علم مخترع زاحم علم الشريعة وقد يقع الضلال كما عند هذه الاحوال في باب الارادات وان كان باب الارادات لا ينفك عن باب العلم ان كان باب الايرادات لا ينفك عن باب العلم وباب العلم ايضا لا ينفك عن باب الارادات وهما مقامان متلازمان ولابد ولذلك عند التحقيق مع التقصير في هذا وهذا وان كان احدهما يكون في حال هذا المكلف او ذاك يكون اظهر والا فان هذا الباب وذاك الباب بينهما تلازم ولهذا كان تحقيق العلم علم وتحقيق الارادة هو جماع دين الرسل عليهم الصلاة والسلام تحقيق العلم بالاتباع وتحقيق الارادة باخلاص الدين لله وحده لا شريك له فهذه البدع التي عرضت لبعض الصوفية او عرضت لبعض المتكلمين وتقع في كلامهم اما في باب علم الكلام والنظر واما في باب الاحوال والايرادات هي فرع عن هذا السبب الكلي. هي فرع عن هذا السبب الكلي ومن الوهم الذي يعرض لاولئك انهم يسمون هذه البدع باسماء فاضلة في الشريعة او في العقل او في المدارك علمية فيتوهم مع بعض هذه الاسماء فضل المعاني التي تكون تحتها وليس الامر كذلك فلما سمت المعتزلة مقالتها في القدر عدلا لم يكن عدلا عند الحقيقة. ولما سمت المعتزلة مقالتها في الصفات توحيدا لم يكن هذا هو تحقيق التوحيد الذي بعث الله به الرسل بل وقع فيه من الخلل والمخالفة ما هو معروف عند اهل العلم ومثله اصحاب الاحوال والايرادات من الصوفية لما سموا ما سموه من الاراء المبتدعة في التصوف سموا ذلك او اه عبودية او شهودا لمقام الربوبية او شهودا لمقام العبودية او ما الى ذلك من الاسماء فالاسماء وحدها ليست موجبة لثبوت الحقائق في نفس الامر ولكن ربما تخدع بعض النفوس بظهور الاسماء الفاضلة الصحيحة في العقل او في الشرع ولكن المعاني معتبرة بحقائقها ولذلك الذي يجب على المكلف هو تحقيق الاتباع. وما وقعت بدعة في امة من الامم الا بترك الاتباع لما انزله الله لان البدع هي المقابلة للسنن وعن هذا كان النبي صلى الله عليه واله وسلم يقول من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد مع انه صلى الله عليه وسلم لما ذكر الاجتهاد الفاضل كما جاء في حديث عمرو بن العاص الثابت في الصحيحين غيرهما قال اذا حكم الحاكم فاجتهد ثم اصاب فله اجران. واذا حكم فاجتهد فاخطأ فله اجر فهذا في بهذا المشروع وهو من جنس اجتهاد الفقهاء رحمهم الله كاجتهاد ابي حنيفة واصحابه ومالك واصحابه والشافعي واصحابه واحمد واصحابه في وسائل فقه الشريعة من احكام العبادات ومفصلها او احكام المعاملات ومفصلها التي يتفقون فيها تارة ويختلفون فيها هذا الاجتهاد المحمود هذا الاجتهاد المحمود واما السنن التي بعث بها الرسول صلى الله عليه وسلم فهي محكمة. ولذلك خالفها يكون بدعة مردودا وليس من الاجتهاد الذي حمدته الشريعة. نعم قال واصل ضلال من ضل هو بتقديم قياسه على النص المنزل من عند الله. واختياره الهوى على اتباع امر الله فان الذوق او الوجدة واصل الضلال واصل الانحراف هو بالقياس الباطل وهذا هو الخلل في للعلم الخلل في اصل العلم يكون بالاقيسة الباطلة وفي باب الارادات باتباع مقام من الهوى. باتباع مقام من الهوى في مقام الارادات. ولذلك ثمة مقامان محكمان في الشريعة وهو مقام العلم ومقام الارادة لابد ان يكون العلم على هدي الرسل عليهم الصلاة والسلام لابد ان يكون المسلم على هدي نبيه صلى الله عليه وسلم الذي جعله الله خاتما انبياء عليهم الصلاة والسلام ولابد ان تحقق الارادة خالصة لله سبحانه وتعالى. قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين فهذا تحقيق مقام الارادة وتحقيق مقام العلم في قول الله قل هذه سبيلي ادعو الى الله اي على بصيرة فهذه البصيرة وتلك الارادة هي التي اصطفي بها الرسل عليهم الصلاة والسلام. وحققوا عبوديتهم لله سبحانه انا بما جعلهم الله عليه من النبوة والرسالة والعصمة عن التقصير والانحراف في هذين الاصلين الشريفين الذين هما قوام جميع العبادات. فما من عبادة الا ومن شرطها واصلها ان تكون خالصة لله وحده وما من عبادة الا ومن شرطها واصلها ان تكون على السنة. فاذا خرجت العبادة عن السنة او عن الاخلاص لم تكن العبادة التي شرعها الله ويحبها. نعم قال فان الذوق والوجد ونحو ذلك هو بحسب ما يحبه العبد فكل محب له ذوق ووجد بحسب محبته فاهل الايمان لهم من الذوق والوجد مثل ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم وهذه نعم واما للكفر والبدع والشهوات فكل بحسبه. قيل لسفيان ابن عيينة ما بال اهل الاهواء؟ ما بال ما بال اهل الاهواء لهم محبة شديدة لاهوائهم. فقال انسيت قوله تعالى واشرك في قلوبهم العجل بكفرهم. او نحو هذا من اسماء اسماء وجدت في كلام الصوفية وقد يعبرون بها عن معاني صحيحة لانك تعلم ان التصوف ليس طبقة واحدة ودرجة واحدة وقد يعبر بها عن معنى صحيح تقره الشريعة كما عبر بعضهم عن الفناء بما هو من المعنى الصحيح كما سبق في كلامه شيخ الاسلام وغيره وقد يعبر عنها بما هو من المعاني الباطلة المنافية للشريعة نوع منافاة وقد يعبر عنها بما هو من المعاني الباطلة المنافية لما هو من اصل الشريعة فهذه الاسماء يقع تحتها اما ما يكون موافقا تارة واما ما يكون منافيا نوع منافاة واما ما يكون منافيا للاصل لما هو من اصول الشريعة وهذا بحسب احوال الصوفية ما بين مقتصدة وما بين غلاة وما بين بين دون ذلك من هؤلاء ولكن على كل تقدير حتى اذا عبر بهذه الاسماء عن ما هو من المعاني الصحيحة فانه يقال ان تلك المعاني الصحيحة السنة والهدي فيها والقصد بل الواجب ان يعبر عنها بالاسماء المحكمة المفصلة بالاسماء الشرعية بعيدا عن الاسماء المحدثة المجملة التي صار استعمالها على ادنى احواله موجبا والايهاب ولذلك في اسماء الشريعة غنية اسم الاخلاص والتوحيد والايمان ومحبة الله لعبده ومحبة العبد لربه وما الى ذلك من الاسماء شرعية ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين وفي قول الله سبحانه وتعالى الا لله الدين الخالص. فهذه الاسماء وامثالها من اسماء الايمان والدين هي الاسماء المشروعة في عبادة المسلم قد ذكر الله الاسماء الشرعية كالخوف والرجاء والاخبات والخشوع فهذه الاسماء البالغة في العلم والبالغة في التحقيق واما اسم الوجد والذوق وما الى ذلك والتتميم وما الى ذلك من الاسماء فهذه اسماء فيها قدر واسع من التكلف من وجه وفيها قدر واسع من اللبس بل لبس الحق بالباطل من وجه اخر وهكذا كل من عدل عن اسماء الشريعة في الشرعيات وقع في اسماء اما باطلة واما قاصرة كل من عدل عن اسماء الشريعة في الشرعيات وقع اما في اسماء قاصرة واما في اسماء باطلة وكذلك كل من عدل عن دليل الشريعة وبراهينها في العقليات الى برهان يوجده وقع اما في دليل قاصر يتوهمه برهانا وهو ليس كذلك او في دليل باطل فان الله سبحانه وتعالى اتم الدين. مسائل وادلة. فالدين كامل في دلائله ومسائله وليس الكمال في دون دلائله بل دلائله ومسائله كاملة لكن هذا فقه في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يعرفه من يعرفه من اهل العلم والتحقيق ولهذا لما نظر الناظرون في ادلة الشريعة بينوا مفصل ادلتها بما سموه في علم اصول الفقه مما هو محقق من الشريعة واصولها الكلية وهما الاصلان الكليان الكتاب والسنة فهذا من علم التحقيق في الجملة وان كان قد يقع في كلام بعض اهل الاصول ما يكون محل نظر فهذا يقع في كلام احدهم لكن ثم استقرت عليه جمل الاصوليين فانه هو مبني على التحقيق المقصود ان الاسماء الشرعية في الشرعيات تامة وانما قد يحتاج الناس الى الاسماء الاصطلاحية في فيما لم تجعل الشريعة فيه الاسماء محل توصيف من الشريعة وهذا باب وذاك باب اخر. نعم سلام الله عليه. قال فاهل الايمان لهم من الذوق والوجد مثل ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله بالحديث الصحيح ثلاث من كن فيه وجد وجد حلاوة الايمان من كان الله ورسوله احب اليه مما سواهما ومن كان يحب المرء لا احبه الا لله ومن كان يكره ان يرجع في الكفر بعد اذا انقذه الله منه كما يكره ان يلقى في النار. نعم هذا حديث انس رضي الله عنه وهو حديث متفق على صحته. ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان. والمقصود بحلاوته ما يقع في قلب المسلم من المحبة واليقين واثر الايمان في قلبه وهي حلاوة معنوية لكنها متحققة الوقوع في قلوب المؤمنين. نعم وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا. وتجد ان هذه الصفات الثلاث من كن في جماعها ترك الهوى جماعها ترك الهوى. ولذلك كلها مبنية على ترك الهواء ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما فلا يدخل في الهوى. الذي قال الله فيه ارأيت من اتخذ الهه هواه فعباد اصنام يحبون الهتهم كما قال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. نعم ولهذا لم يكن الانتصار للرأي المحض ولم لم يكن الانتصار للرأي المحض من الكمال في العقل ولا في الشرع وانما يكون الانتصار للمحكم من ما جاء في كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولهذا لما بنى العلماء المحققون رحمهم الله مسائل الاجتهاد مع انها مبنية في ادلتها على ادلة لكن لما صاحب هذا الاستدلال مادة الاجتهاد واثر اجتهاد المكلف من المجتهدين بمعنى انه صاحبها شيء من مدارك النظر الذي يقع به الخطأ والصواب لم يكن عندهم تعصب في ذلك بل نهوا عن التعصب في هذا فاذا كان التعصب في الفقهيات التي هي مبنية على الشريعة اذا اختلف فيها بين المجتهدين يكون مذموما فمن باب اولى الاراء التي هي عارية عن هذه الاصول والمصادر في اثبات احكامها لانك تعلم ان المسائل الفقهية ما من فقيه من ائمة الفقهاء او من اصحابهم المحققين الا وتعود مسألته يعود حكمه الى استدلال معتبر في الشريعة. فمع كونه يعود الى استدلال ودليل معتبر لم يكن التعصب فيها محمود باسم الشريعة لما يخالطها من مادة الاجتهاد الذي يقع فيه الخطأ والصواب. فاذا كان هذا متحققا ولهذا ذم التعصب في مثل هذا النوع من المسائل فاذا كان هذا متحققا علمت ان التعصب في الرأي الذي يقصر عن هذا الاثر. وعن هذا المبنى وعن هذا الاعتبار يكون من باب اولى والتعصب للرعي كلما تجرد كان ابعد عن الحكمة العقلية والحكمة الشرعية. وعن هذا قال الله في اولئك الذين ضلوا من بني اسرائيل واشرب في قلوبهم العجل بكفرهم فهذا هو التعصب الباطل. واما ما كان محكما فيستمسك به. وسماه الله امساكا فقد استمسك بالعروة الوثقى. نعم كما قال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا وشدوا حبا لله. وقال فان لم يستجيبوا ان التعصب يدل على العلم وهو ابعد ما يكون عن ذلك وكل من كان اجهل كان تعصبه لرأيه اكثر وانما يكون التعصب والانتصار للمحكمات والمقصود بالتعصب هنا الاستمساك وليس التعصب بمعنى الذي يكون منافيا لذلك والله سماه في كتابه استمساكا نعم وقال فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم ومن اضل ممن اتبع هواه بغير حقودا من الله. نعم فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم وهذا اسلوب قصر في اللغة والله سبحانه وتعالى هو المحيط بالعباد. وحينما تقرر هذه المسائل لا تقرر من حيث الاعيان او الحكم على الاعيان لكن تقرر من حيث احكام المسائل الشرعية واما الاعيان من الناس من الذين يقعون في هذه البدع او غيرها فهؤلاء حكمهم الى الله سبحانه وتعالى من حيث هذه الاوصاف التي هي مرتبطة بالقلوب ولا يحيط بما في الصدور ويعلمها الا الله وحده سبحانه وتعالى لكن ربنا جل ذكره بين احكام العلم قوله جل وعلا فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم. اذا هما مقامان اما الاستجابة واما مقام اتباع الهوى والاستجابة قد تكون موافقة تارة وقد تكون مخالفة للحقيقة الشرعية هي في نفس الامر تارة اخرى بحسب المحل واحتماله للاجتهاد من عدمه. نعم وقال وقال ان يتبعون الا الظن وما تهوى الانفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى. نعم ولذلك يسمي الله سبحانه تعالى ما يكون عليه من خالف دين الرسل انما هو الظن وما تهوى الانفس وانت ترى ان الظن هو ينافي العلم. وما تهوى الانفس ينافي مقام الاخلاص وهما مقامان منهما يؤتى العبد. اما النقص في العلم واما النقص في الارادة وان كان عند التحقيق يقع التلازم في الجملة بينهما نعم قال ولهذا يميل هؤلاء الى سماع الشعر والاصوات التي تهيج المحبة المطلقة التي لا تختص باهل الايمان بل يشترك فيها محب الرحمن ومحب الاوثان ومحب الصلبان ومحبو الاوطان ومحبو الاخوان ومحب المردان ومحب النسوان وهؤلاء الذين يتبعون اذواقهم ومواجيدهم من غير اعتبار لذلك بالكتاب والسنة. ولذلك نعم ولذلك التنبيه الذي ذكره آآ امام بن تيمية رحمه الله من التحقيق في طريقة الخطاب فان الخطاب من ناظري والباحث يجب ان يعتبر في خطابه اه موظوع الخطاب ومناسبة الخطاب ومحل الخطاب ويكون درجة الاثر من جهة اختيار الالفاظ مبنية على ما يناسب المقام فاذا تكلم في محكمات الشريعة والدين اتى بما يناسب هذا المقام من الكلام والقول بخلاف ما اذا كان دون ذلك ولذلك ليس من الحكمة الشرعية فيما كان من الرأي او من الاجتهاد المتردد فيه او ما الى ذلك ان تختار له الالفاظ التي تناسب المحكمات فبعض الناس قد يكون في خطابه وفي كتابته من الحرص على تأكيد ما وصل اليه اجتهادا او رأيا ربما قصر عن الاجتهاد ولا يزاد بالكلام تأكيدا ولا يزاد في الكلام تأكيدا. ولذلك لما وضع علماء المنطق هم الاقسة والصناعات التي يكون بها الخطاب قسموها الى درجات وجعلوا الغالب على القول الذي يقوله جمهور الناس هو القول الخطابي الذي يناسب الظمائر العامة بخلاف ما يكون على سبيل تصحيح المدارك وما الى ذلك. فله في ذلك خطاب فوقه وهو ما يسمونه القياس الجدلي وثمة ما هو فوقه وهو ما يسمونه القياس البرهاني المعرف بالحقائق المحكمة وهذا التقسيم وان كان من حيث الموضوع قد يخالفون فيه بل يخالفون فيه لكنه من حيث المعنى الكلي هو تقسيم له وجه من المناسبة والتصحيح بمعنى ان درجات الخطاب مختلفة فاذا تكلم المتكلم او كتب الكاتب او عبر المعبر عن مسألة فينبغي ان يعتبر موضوعها ودرجتها من العلم ودرجتها من الاحكام ثم يختار لهذه المسألة الالفاظ التي تناسبها ولا يختار الالفاظ التي تغلقها والتي تؤكد صحة رأيه واغلاق رأي غيره او يضيف عليها من الالقاب والاوصاف ما يدل على احكام كتابته او احكام رأيه او احكام كلامه فهذا من قلة العقل وعدم تحقيق العلم بل وعدم تحقيق الدين اذا كان هذا في مسائل الديانة لانه يحمل لبسا بوجه من الوجوه وهو اغلاق النظر واستعطاف العقول العامية لقبول هذا الخطاب الذي قد يكون الحق في خلافه بالغالب من يعبر في مثل هذا لا تجد ان التحقيق يوافقه والصواب يقارنه. نعم احسن الله اليك. قال وهؤلاء الذين يتبعون اذواهم. ولهذا كان عقلاء وحكماء الفقهاء رحمهم الله اي العقل بمعنى الحكمة هو التمام العقلي كان حكماء الفقهاء رحمهم الله وبصراؤهم يجتنبون ويتقون ذلك في الاجتهاد فضلا عن الرأي الذي دون ذلك وانت ترى الامام احمد في كثير من المسائل انما يعبر بالعبارات المقاربة فيقول ارجو ان اذا سئل عن قال ارجو ان يكون لا بأس به اخشى ذلك لا تجدن عبارات القطع غالبة عليه في موارد الاجتهاد ومثله في كلام الامام مالك او كلام متقدمي العلماء. ترى ان عبارات هؤلاء وهذا هو تحقيق الورع تحقيق الورع في الدين لانهم يتكلمون في الدين والقطع انما يناسب القطعيات والقطع انما يناسب القطعيات فاذا بينت اصول الدين وقواعد الدين فقل بالكلمة الفصل الصريحة البينة القاطعة المفيدة للعلم المطلق والحكمة المطلقة. واما اذا تكلم المتكلم في الاجتهاديات او ما دونها من الرأي فهذه تعبر عنها بالعبارة التي تناسبها واما تداعي العبارات واختيار العبارات المغلقة لاجتهاد المخالفين وقد يكون المخالف هم سواد الفقهاء او جمهور الفقهاء او ما الى ذلك فهذا في الغالب ينشأ عن آآ اشكال في مدارك العقل من صاحبه ومدارك العلم والتحقيق عنده لانه اما ان يكون محيطا بالحقائق العلمية فتجنبها وهذا لبس واما الا يكون محيطا فيكون هذا اما سببه في عدم الاحاطة نقص المدارك لديه او سوء الفهم في احاطته او قصور في البحث عنده ولا ينفك من حيث المنطق عن هذه الاسباب وجميع هذه الاسباب اذا اعتبرتها وجدتها اسبابا ليست شريرة نعم الله اليه. قال وهؤلاء الذين يتبعون اذواقهم ومواجيدهم من غير اعتبار لذلك بالكتاب والسنة. وما كان عليه سلف الامة. فالمخالف لما بعث به رسوله به رسوله رسوله من عبادته وطاعته وطاعة رسوله لا يكون متبعا لدين شرعه لدين شرعه الله كما قال تعالى ثم جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون. انهم لن يغنوا عنك من الله ولا ترى ان الله ذكر الهوى في مقام الا ذكره سبحانه وتعالى منافيا للعلم ذكره منافيا للعلم لتعلم ان الهوى لا يتصل بمحض الارادة فحسب بل يتصلوا بالارادة ويتصل بالعلم يتصل بالارادة ويتصل بالعلم ومنه هذه الاية كما في قوله ثم جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون. فاولئك انما هم برءاء من العلم وهذا من اخص اسباب الهوى الذي تابهم ولهذا الجهل هو اكبر باعث على الهوى. الجهل هو اكبر باعث على الهواء. والجهل في حقيقته ليس فحسب هو الجهل بالمدارك بل الجهل بالمدارك نوع من الجهل. ولهذا كل من عصى الله سبحانه وتعالى فهو جاهل فضلا عمن خالف ببدعة احدثها فهو اولى بوصف الجهل اما الدليل على ان كل من عصى الله فهو جاهل من هذا الوجه اي بمعصيته فهو قول الله جل وعلا انما التوبة على الله الذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب. وقد اجمع العلماء قاطبة على ان من عصى وهو يعلم المعصية فتاب فتوبته صحيحة مع ان الاية تقول انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة فالجهل هنا هو الجهل بحق الله. ولهذا قال ابو العالية سألت اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الاية فقالوا كل من عصى الله فهو جاهل به فهذا هو الجهل الذي ذم الله سبحانه وتعالى اهله. ولهذا ولو كان عارفا فهو جاهل ولو كان عارفا فهو جاهل. والعلم اشرف من مجرد الادراك العلم اشرف من مجرد الادراك بل العلم اثر في القلب واثر في السلوك ولهذا صارت العبادة في دين الرسل جميعا مبنية مبنية على العلم وما من عبادة الا واصلها وقاعدتها العلم. وكل عبادة خلت عن العلم فليست عبادة. ولهذا يبين لك بهذا هم الغلاة من المرجئة بل جماهير المرجئة الذين قالوا ان الاعمال ما يسمونه الظاهرة ليست داخلة في مسمى الايمان مع اتفاقهم على ان العلم من الايمان مع انه لا عبادة الا وهي مبنية على العلم وماهيتها منه واذا قدر تأكل علما منها لم تكن العبادة التي شرعها الله سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليك. قال فالمخالف لما بعث به رسوله من عبادته وطاعته وطاعة رسوله لا يكون متبعا لدين لدين شرعه الله كما قال تعالى ثم اجعلناك على شريعة من الامر. فاتبعها ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون انهم لن يغروا عنك من الله شيئا. الى قوله والله ولي المتقين بل يكون متبعا لهواه بغير هدى من الله. قال تعالى ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله. وهم في ذلك تارة يكونون على بدعة يسمونها حقيقة يقدمونها على ما شرعه الله. وتارة يحتجون بالقدر الكوني على الشريعة ما يذكره المصنف في كتبه وتراه في هذه الرسالة من انه اذا ناظر او او بين بعظ القول او بين القول في بعظ البدع التي ظهرت اما في مسائل النظر والعلم واما في مسائل الاحوال والارادة ربما استدل في اه بيان خطأ هذه الطريقة او بطلانها ببعض الايات التي وردت في كتاب الله في ذكر المشركين او ذكر من خالف اصل دين المرسلين. فهذا ليس المقصود انه في كلام الشيخ رحمه الله ان اولئك من اهل البدع من اهل القبلة من المسلمين تكون حالهم مطابقة لحال اولئك المخالفين لاصل دين الرسل وانما يبين رحمه الله بما يذكره من من ايات الكتاب واحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بيان اصول الضلال لان اصول الضلال ليست في اتباع الرسل بل في من كذب الرسل فهم وهم باب اصول الضلال ارباب اصول الضلال هم من كذب المرسلين وليس من امن بالمرسلين وخالفهم نوعا مخالفة. لكن هؤلاء عندهم من الخطأ والانحراف والبدع وما هو من الضلال بقدر. لكن الذين بنوا اصول الضلال هم من كذب دين الرسل وخالف اصول دين المرسلين وانت تعلم ان الله سبحانه وتعالى نهى عباده المسلمين عن مشاكلة ومشابهة المشركين سواء في مقام الاخلاق والسلوك وفي مقام العلم من باب وفي مقام العلم والنظر ونحو ذلك من باب اولى. وهذا داخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم من تشبه بقوم فهو منهم. نعم كما اخبرت كما اخبر الله به عن المشركين كما تقدم. ومن هؤلاء طائفة هم اعلاهم قدرا وهم مستمسكون بالدين في اداء الفرائض المشهورة واجتناب المحرمات المشهورة لكن يغلطون في ترك ما امروا به من الاسباب التي عبادة. قف على هذا قف على هذا وبالله التوفيق الله وسلم على نبينا محمد