الحمد لله رب العالمين احمده سبحانه اله الاولين والاخرين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه اجمعين وبعد فنحمد الله عز وجل على ما من به علينا وعليكم بهذا الاجتماع المبارك نتدارس واياكم رسالة من مؤلفاتي العلامة الشيخ عبدالرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى وهي بعنوان حسن الخلق وقبل ان نبدأ في الرسالة احب ان اقدم بمقدمة مهمة في نظري القاصر وهي ان حسن الخلق هو الدين كله. ولهذا قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم وانك لعلى خلق عظيم. قال ابن عباس على دين عظيم. معنى هذا ان الانسان كلما كان خلقه عظيما كلما كان دينه عظيما. وكلما كان خلق انسانا سليما كلما كانت فطرته سليمة. ولهذا نجد الناس الذين اسلموا لما بل في احوالهم تجد منهم سابقات في حسن الاخلاق. ولهذا قال صلى الله عليه واله وسلم انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق. حسن الخلق مبناه على الامر الاول حسن خلق مع الله عز وجل. وهو اعظم انواع حسن الخلق وجامع حسن الخلق مع الله اتباع امره ونهيه. مما يدل على تعظيمه وتوقيره ونصرته دينه وامره ونهيه. والاخلاص له سبحانه وتعالى فحسن الخلق مع الله قائم على امرين. اخلاص العبادة لله عز وجل وتعظيمه ومراقبته جل وعلا في كل صغيرة وكبيرة. ثم يلي ذلك حسن الخلق مع النبي صلى الله عليه واله وسلم. وحسن الخلق مع النبي صلى الله عليه واله وسلم يكون بامرين. الاول تعذيره عليه الصلاة والسلام وذلك بنصرته ونصرة سنته. وذلك لا يتأتى الا بالاتباع. وحسن الاقتداء والامر الثاني تعظيمه صلى الله عليه وسلم وتوقيره التعظيم والتوقير اللائق به عليه الصلاة والسلام دون قصور الى حد المعاملة كمعاملة عامة الخلق او احادي الخلق ولا غلو الى حد معاملته كمعاملة الخالق سبحانه وتعالى. وهذان الامر قال جاء ذكرهما في اية واحدة في قوله عز وجل انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه. وتسبحوه بكرة واصيلا فتعزروه مشترك في نصرة الله عز وجل ودينه ونصرة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه توقروه اي النبي صلى الله عليه وسلم وايضا يدخل فيه توقير الله عز وجل وتعظيمه. وتسبح هذا خاص بالله عز وجل. وهذه الاية بهذه الطريقة التي ذكرها الله عز وجل تبين لنا اهمية معرفة ما لكل من الحقوق فان ذلك هو والطريق الامثل لحسن الخلق. فليس حسن الخلق مثلا مع الزوجة ان الانسان يكون مطواعا لها في كل شيء. وليس حسن الخلق مع الوالدين ان الانسان يكون مطواعا لوالديه. في المحرم. وليس حسن الخلق ان يكون الانسان مع اميره مطواعا له في المحرمات انما طاعة في المعروف وان جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما. يلي هذا حسن الخلق مع الناس. حسن الخلق مع الناس قائم على امرين احدهما اللسان وهو في جهة الايجاب قول الخير لهم وفي جهة السلب كف الشر عنه. ولهذا قال صلى الله عليه لمن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا. او ليصمت. وقال في جانب السلب المسلم من سلم المسلم من لسانه ويده. الجانب الثاني من جوانب حسن الخلق مع الناس لين الجاني وهذا يشمل البشاشة في الوجه. والليونة في اليد. والسلامة في الصدر فان لين الجانب يشمل الجوانب الظاهرة والباطنة كلها وقد يقول قائل كيف لانسان ان يرتقي الى حسن الخلق؟ قد نرى انسانا دينا من اهل الصف الاول بذيئ الخلق كأن يكون سبابا سريع الغضب شتاما غير مؤد للحقوق ولهذا ايها الاخوة الدين لا يكتفى فيه بمجرد العبادة. لان عليه الصلاة والسلام كان من مقاصد بعثته اتمام مكارم الاخلاق. ولهذا فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتفي في امر الزواج بمجرد الدين والديانة. حتى ذكر الامر المخصوص من الدين وهو الخلق. فقال اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. وقال صلى الله عليه ان لم تنكح المرأة لاربع وذكر منها لدينها فاظفر بذات الدين. وذات الدين هنا تشمل الدين التعبدي والدين التعاملي. بدلالة حديث اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. فعلى هذا ينبغي للانسان ان يجاهد نفسه حتى يكون عظيم الخلق وحسن الخلق لا يتأتى ايها الاخوة حسن الخلق لا يتأتى بالقيل والقال وانما بالمجاهدة. كما قال صلى الله عليه وسلم الحلم بالتحلم وقال ومن يتصبر يصبره الله. وقال ومن يستعفف يعفه الله. وقال الله جل في علاه والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. ومن اعظم المجاهدة مجاهدة الانسان نفسه على حسن الخلق حتى مع العدو البغيض. قال جل وعلا ولا يجرمنكم شنآن قوم اي بغض لقوم ولا يجرمنكم شنئان قوم اي بغظكم لقوم على الا تعدلوا. اعدلوا هو اقرب للتقوى. ولهذا نجد ان النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم مسجد واصحابه رضوان الله تعالى عليهم جاهدوا انفسهم على المعاملة ليس بالمثل كما هو قاعدة كثير من الناس اليوم وميزان كثير من الناس اليوم وانما جاهدوا انفسهم على المعاملة بالتي هي احسن اقوم طيلة اكثر من عشر سنوات في مكة يدافعون صائلة العدو وبغيهم وظلمهم وعدوانهم وسبهم وشتمهم بالعفو والصفح. وهذا كله من باب اظهار اخلاق المسلمين تأمل ان الكافر يسب ويشتم ويحقر ويضرب ويظلم ويجد في المقابل حسن المعاملة. سواء كان عبدا لسيده او كان اخا لاخيه او كان ابنا لابيه او كان زوجة لزوجها او كان الاب لابنه وهكذا. هذا امر عظيم. ولو تأملنا في حال امة الاسلام لوجدنا ان اكثر جعل الناس يدخلون في دين الله عز وجل افواجا افواجا انهم كانوا يرون من المسلمين الاخلاق العظيمة التي تبهر العقول وتذهب الالباب وتجلب تذهب وغر الصدور. وهذا امر والله يجده الانسان العاقل من خلال قراءة التاريخ فان الدين لا يمكن ادخاله الى قلوب الناس بالسيف لا يمكن انك تقنع انسان بان هذا الدين حق بالقوة ولكن من احسن ما يمكن ان تدخل الناس في دين الله عز وجل حسن خلقك. كان الرجل كما قال الصحابي الجليل انس وغيره يأتي الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يراه من ابغض الناس اليه. فاذا ما رآه صار من احب الناس اليه لاي شيء للطلاقة وجه وبشاشتي وجهه صلى الله عليه وسلم وحسن كلامه وحسن آآ معاملته ومعاشرته وحسن تعامله عليه الصلاة والسلام حتى مع عدائه. هذه المقدمة احببت ان اذكرها بين يدي هذه الرسالة العظيمة التي الفها الشيخ وفقه الله وكأنه يتحدث عن حالنا فينبغي علينا ان نقرأها وان نعمل بما فيها رجاء ان يبلغنا واياكم مراتب المتقين. نعم. والحمد لله وحده والصلاة والسلام وعلى من لا نبي بعده وبعد فقال العلامة ابن سعدي رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم كم للكتاب والسنة من النصوص الحاثة على حسن الخلق المثنية على اصحاب الذاكرة ما لهم من الفضائل والفواضل. وذلك لما اجتمع عليه من الخلق او ما يترتب عليه من المنافع والمصالح العامة والخاصة. فمن اجل فوائده امتثال امر الله وامر رسوله صلى الله عليه وسلم والاقتداء بخلق النبي صلى الله عليه وسلم العظيم وانه في نفسه عبادة عظيمة تتناول من زمان العبد وقتا طويلا وهو في راحة ونعيم مع اصول الاجر العظيم. هنا في هذه الفقرة ذكر اربعة فوائد اجملها من فوائد حسن الخلق. اولها ان ان في حسن الخلق امتثال امر الله عز وجل ثانيها ان في حسن الخلق امتثال امر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. عليه الصلاة والسلام. ثالثها ان في حسن الخلق اقتداء بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم. رابعها ان في حسن خلق التعبد لله تبارك وتعالى. الخامس ان في حسن الخلق راحة ونعيم راحة ونعيم لنفس الانسان وشخصه وحياته. خامسها ان يحصل الاجر العظيم في الدنيا والعقبى. نعم. قال رحمه الله ومن فوائده انه يحبب صاحبه للقريب والبعيد ويجعل العدو صديقا والبعيد قريبا وبه يتمكن الداعي الى الله والمعلم للخير من دعوته ويجمع الخلق اليه بقلوب راغبة وقبول واستعداد لوجود السبب وانتفاء المانع فبما رحمة من الله لنت لهم تخظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. وهو بنفسه احسان قد يزيد على الاحسان المالي. انكم لن تسعوا الناس باموالكم ولكن ليسعهم منكم حسن الخلق. فمتى اجتمع الامران فهو الكمال؟ ومتى فقد الاحسان المالي؟ ناب عنه الخلق والاحسان الحالي والمقالي. فربما صار له موقع اكبر من نفع المال. يعني الانسان اذا تأمل في هذه الاية فبما رحمة من الله لنت لهم؟ علم ان اللين اصل من اصول حسن الخلق مع الناس. ولهذا ايها الاخوة انت لا لا تستطيع ان تسع الناس بمالك ولكن من اليسر والسهالة ان انك تعامل الناس حسن الكلام وحسن الفعل. قال عز وجل واما السائل فلا تنهر. فلا تنهر اذا لم تجد ما تعطيه فعليك باستعمال حسن اللسان. نعم. قال وبالخلق الحسن وطمأنينة القلب وراحته اكثروا من معرفة العلوم التي سعى لادراكها والمعارف التي يفكر في تحصيلها. ما علاقة حسن الخلق بادراك معارف العلوم وبادراك العلم فهذا امر عظيم ايها الاخوة. لان صاحب الخلق الحسن يكون الذهن بخلاف الحقود العتود لان صاحب الخلق الحسن يكون في راحة البال وهذان الامران من اعظم الامور التي تفتح البصيرة في قلب الانسان وتزيد من معارفه وعلومه وايضا صاحب الخلق الحسن اذا تعامل بالاخلاق فانه يتعامل مع النصوص الشرعية فيرزقه الخلاق تبارك وتعالى ما لم يكن يعلم. نعم. قال رحمه الله وبه يتمكن المناظر والمخاصم من ابداء حجته. وفهم حجة صاحبه ويستبشر بذلك الى الصواب قولا وعملا. وكما انه سبب لهذين الامرين في نفسه. فهو من اقوى الدواعي بحصولهما لمن خاصمه او ناظره ان الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف. ولهذا نجد نحن ان الله سبحانه وتعالى لما ذكر المناظرة قال وجادلهم بالتي هي احسن لماذا قال وجادلهم بالتي هي احسن؟ لان المجادلة بالتي هي احسن سبب من اسباب قبول الحق اما المجادلة على سبيل الاستعلاء مجادلة على سبيل الضحك المجادلة على سبيل الاحتقار هذا يسبب الصد عن الحق نعم قال وبالخلق الحسن يسلم العبد من مضار العجلة والطيش لرزانته وصبره ونظره لكل ما يمكن من الاحتمالات وتجنب ما يخشى ظرر الخلق الحسن هو حصن حصين من كل ما يستقبح. الخلق الحسن حصن حصين من كل ما يستقبح نعم قال وبالخلق الحسن يتمكن من الوفاء بالحقوق الواجبة والمستحبة والاهل والاولاد والاقارب والاصحاب والجيران والمعاملين وسائر وسائر من بينه وبينه مخالطة او حق. فكم من حقوق وضيعت من جراء سوء الخلق وانها حسن الخلق لا يدعو الى صفة الانصاف فان صاحب الخلق الحسن يسلم وغالبا من الانتصار لنفسه والتعصب لقوله لان الانتصار للنفس والتعصب يحمل على باعتساف وعدم الانصاف وان صاحب المسألة مهمة ايها الاخوة ان حسن الخلق يبعد الانسان من الرذائل ومنها التعصب وحب غلبة النفس والاعتساف وهو انه يشد ويلوي حتى لا يظهر انه قد غلب. واما صاحب الخلق الحسن فديدنه الانتصار للحق. سواء كان على لسانه او لسان غيره سواء كان في مقاله او في مقال غيره. نعم. قال وان صاحب الخلق الحسن في راحة حاضرة ونعيم عاجل. فان قلبه اللهم اطمئن ونفسه ساكنة وهذا مادة الراحة العاجلة وطيب العيش كما ان سيء الخلق في شقاء حاضر وعذاب مستمر ونزاع ظاهر وباطن ونزاع ونزاع ظاهري نزاع ونزاع ظاهري وباطني مع نفسه واولاده ومخالطيه يشوش عليه حياته ويكدر اوقاته مع ما يترتب على ذلك من فوات تلك الطيبة والتعرظ لظدها وبهذا ونحوه يتبين معنى قوله صلى الله عليه وسلم ان العبد ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم هذه المسألة ايها الاخوة يعني مهمة جدا نبه عليها الشيخ وهي ان صاحب الخلق الحسن في راحة بال. وعكس صاحب السيء الخلق السيء. نضرب مثال من اعظم صفات اصحاب الاخلاق العالية العفو والصفح والتجاوز عن الزلات والهفات هفوات. والتعالي عن سفاسف الامور. فاذا ما جاءك انسان انت صاحب خلق حسن. فقال فلان سبك وشتمك وتعرض لك فقلت عفا الله عنه واغلقت الباب ولم تدخل في قلبك شيء. تذهب وتنام مرتاحا. عكسك صاحب الخلق يذهب الى بيته ويفكر ماذا قال ماذا ماذا يريد من وراء هذا لماذا يسبني؟ كيف ارد عليه؟ ماذا افعل؟ فيبقى في شقاوة ابدية ولهذا ايها الاخوة ينبغي على الانسان ان ينظر ان في حسن الخلق ان في حسن الخلق تعاليا عن سفاسف الامور هناك امر اعظم خلقك الله له. كيف تشغل نفسك بالقيل والقال؟ هذا امر عجيب والله ايها الاخوة. امر لا ينبغي الانسان يلتفت اليه. جاء رجل الى الحسن البصري فقال ان فلانا قد اغتابك فقال له اما وجد ابليس رسولا غيرك يرسلك الي؟ هذا امر عظيم ايها الاخوة تغلق الباب على نفسك ترتاح لما تقول ايه وبعدين وش قال؟ واللي وراه بعدين الناس ايش قالوا؟ تهتم وتهتم يجب على الانسان ان يترك الامور قال رجل لصاحب حق ان فلانا اخذ حقك. و انت تسكت عنه. قال ان كان الحق لي فهناك يوم القيامة. لماذا انا اهتم؟ لان اكون يوم القيامة طالب بل احب الي ان اكون مطلوبا. عش بهذه الطريقة تعيش سعيدا. كل ما جاء احد واساء الخلق اليك انت احسن الخلق وانظر ان هناك يوم القيامة وانك تكون طالب لا تكن مطلوب تعيش في راحة بال ما يعلم به الا الله. نعم. قال فان قلت اذا كان حسن الخلق له هذه الفضائل والاثار الحسنة فهل الاتصاف به اسباب يتمكن العبد من فعلها؟ ام هي مجرد موهبة؟ هذا والله سؤال مهم جدا. ان ان كيف نتصف بحسن الخلق؟ لان كثيرا من الناس اليوم يقول انا وش اسوي؟ انا تشذي غضوب على سريع عندي انفعال قالوا متعود على لساني ايش اسوي؟ قال هذا الكلام لا يستقيم. هذا الكلام لا يستقيم مع علمنا بان هناك اسبابا شرعية وكونية بان هناك اسبابا شرعية وخلقية جعلها الله عز وجل من اتخذها يكون باذن الله عز وجل على قدر عال من حسن الخلق. نعم قال قلت ما من صنعة حميدة ظاهرة او باطنة الا وقد يسر الله للعبد حصولها ونهجت طرق الموصلة اليها واعان عليها بكل وسيلة وكلما كملت الصفات كثرت الطرق المفضية اليها مع ان غرائز والطبائع الاصلية اعظم عون عليها. وصاحبها اذا سعى ادنى سعي ادرك مراده. الاصل ان الطبائع الحسنة مغوزة في الانسان هذا هو الاصل فما عليك بعد هذا الاصل الا ان تعرف الطرق الموصلة الى الكمالات فتسعى نحوها من هذه الطرق التي جعلها الله عز وجل وشرعها. نعم. قال فاعلم ان من اعظم ما يعين على هذا الخلق التفكر في الاثار السابقة المترتبة عليه فان معرفة ثمرات الاشياء وحسن عواقبها من اكبر الدواعي الى فعلها والسعي اليها. وان وان عظم الامر واعترظت الصعوبات فان المواراة اذا افضت الى ضدها هانت وحلت وكلما تصعبت النفس عليه ذكرها تلك الاثار وما تجتني بالصبر من الثمار فانها تلين وتنقاد طائعة منشرحة الصدر محتسبة راجية حصول تلك المطالب. الانسان الذي دائما يتذكر العواقب العظيمة لحسن الخلق فانه باذن الله عز وجل يرتفع يرتفع لانه انما يتعامل مع الله عز وجل والذي يتعامل مع الله سبحانه وتعالى فانه لا يلتفت الى الخلق. لا يلتفت الى الخلق ان اساؤوا اليه احسن اليهم ان ظلموه عدل اليه ان منعوه اعطاهم ان كذبوه صدقه اصدقه ان خانوه امنه. هذا وصف المؤمن. لماذا؟ لانه يتعامل مع الله عز وجل. ينظر الى عواقب الامور فهذا من اعظم الثمرات التي اذا تأمل فيها الانسان يكون باذن الله عز وجل سالكا طريق حسن الخلق. ولا سيما مع المجاهدة فانه يتدرب عليها مثل المشي. والاصل ان كل خلق حسن فان الانسان ان لم يكن قد جبل عليها فانه يمكن ان يكسبها ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال لاشد عبد القيس ان فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله. الحلم والاناة وقال ومن يتصبر يصبره الله وقال الحلم بالتحلم فعلمنا انها خلقية في الانسان وان لم تكن فهي قابلة للكسب ما يأتي انسان يقول انا ما استطيع هذا الكلام في حد ذاته صالح للكسالى للمخذولين الذين رظوا بالدون فعرف ابليس كيف يثبتهم وكيف يثنيهم فجلسوا ورظوا وهذا امر يعني في نفسه مذموم. نعم. قال ومن اعظم الاسباب علو الهمة ورغبة العبد في مكارم الاخلاق. وانها اولى ما ما اكتسبته النفوس واجل غنيمة غنمها الموفقون بحسب قوة رغبته في ذلك يسهل عليه نيل هذا الخلق الجميل. العلو علو الهمة من اعظم من اعظم صفات اصحاب الخلق الحسن ان هممهم لا تتعلق بسفاسف الامور ولا دنوبها امامهم معلقة بمعالي الامور ومتى ما كانت همتك في سفاسف الامور وقعت في متاهات ما يعلم بها الا الله عز وجل اجعل همتك المتعلقة بالمعاني اذا نظرت الى المعالي تعلو همتك انظر اليها وعلق همتك بها واجتهد نحوها ترتفع عن هذه الامور الدنيئة ولا تراها اصلا ولا ترى انها تستحق ان تشغل وقتك ولا نفسك ولا مالك ولا فكرك. نعم. قال ومن الاسباب رياضة النفس وتمرينها على هذا الخلق وتوطينها على كل سبب يدرك به هذا الخلق الفاضل فيوطنه على معارضات الاقوال وانه لا بد من مخالفتهم في العلوم والارادات. ولابد ايضا من اذية قولية او فعلية وقت فليتوطن على تحمل الاذى وليعلم ان الاذى القولي لا يظر الا من قاله وان من الحزم والقوة ان يكون الانسان بحيث لا يتأثر بكلام يقصد به احفاظه واغضابه بل يعلم انه اذا غضب او تأثر يقصد باخفاضه في نقطة ساقطة اضيفوها يعني بعض الناس يتكلم بكلمة يريد ان ينزل من قدرك يريد ان فهل انت تستمع اليه او تمشي وكأنه لم يقل شيئا. نعم. فليعلم انه اذا غضب او تأثر فقد اعان المتكلم على نفسه وان لم يبالي به ولم يلقه باله ولم يهتم به ولم يهتم به ويكترث به فقد قابل القائل بما يكرهه لان جل مقصده عدو جل مقصده عدوه ايلام قلبه وادخال الهم والغم والخوف على قلبه. فكما يسعى بدفع ما يريد الى ظاهره فليسعى بدفع ما ما يريد ايلام باطنه بترك الاهتمام به. هذه المسألة مهمة لو ان انسانا رفع سكين يريد ان يضربك انت قطعا مهما ضعفت فستحاول ان تدفع هذا الاذى عن بدنك انت لا تتألم اذا كان الامر كذلك في الاذى الظاهري فان الواجب انك تدفع الاقوال التي تدخل عن طريق الاذن ولا تجعلها تصل الى القلب لانها تؤلم القلب وقديما قيل كلم اللسان اشد ايلاما من كلم السنان من كلم السيوف فهذه مسألة مهمة لا اذا سمعت كلاما يؤلمك اجعل نفسك كأنك لم تسمع لا تبالي لا تشغل نفسك به لا توصله الى قلبك وين وصل لا تجعله يستقر وان استقر جاهد على دفعه نعم قال النفس كيف الانسان يجعل رياضة النفس في تربية الاخلاق نضرب مثال لو كنت عجولا مثلا فينبغي عليك ان تدرب نفسك حاول مثلا لو كنت عجولا في سيرك تحاول كل يوم انك لا تسرع. كل يوم انك ما تسرع لو كنت غضوبا درب نفسك قل لاولادك لزوجتك لاخوانك يغاظبوك وتعلم وتدرب مثل الإنسان الذي يذهب ضعيف عضلاته يذهب الى مكان يتدرب يقوي عظلاته فانت قوي نفسك بالتحمل هذي رياضة النفس ما تأتي هكذا وانت جالس رجل على رجل لا لازم بالتدريب والممارسة سمعت اليوم قولا امسك غضبك سمعت غدا امسك قولك سمعت بعد غد امسك قولك تصبح بعد ذلك الا النظرة الى الناس او السماع الكلمة من الناس سجية لك كانك لا تسمع من الله سبحانه وتعالى انك جاهدت نفسك. والله اصدق القائلين والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. نعم قال وما انفعك هذا المقام وغيره ان يجعل الانسان ان يجعل الانسان ان يجعل الانسان نصب عينيه وجل مقصده الابقاء على قلبه من المشوشات والواردات المؤلمة وان يحفظ راحة على قلبه بكل ما يفضي الى الراحة من تحصيل اسباب مريحة للقلب ودفع كل ما ما دفع كل معارض لها فان راحة القلب اصل طيب العيش في هذه الدار. فلو كان الانسان بكل نعيم وتوفرت لديه اسباب الراحة وقلبه في قلق وحرج لا يخرج من هم الا وقع في اخر. ولا يفرح بموجود ومحبوب الا وجد حشوة وقلبه ما يكدره فانه حتى الان لم يصل الى المقصود الذي يسعى له اهل العقول الراقية فانهم يسعون اولا اراحة قلوبهم وطمأنينتها بالانابة الى الله في مهماتهم وملماتهم واحوالهم كلها. ويطمئن ويتممون ويتممون ذلك بالحلم وحسن الخلق وحفظ قلوبهم من كل مشوش يكدر عليهم الطيبة ونعيمهم العاجل والاجل. بالنسبة للحلم وحسن الخلق الحلم وصف بدني خلق بدنيا فاذا اطلق معه حسن الخلق فالمراد امران اللسان اللسان ونظافة القلب. فاذا نستطيع ان نقول ان الجماع حسن الخلق على ثلاثة امور. امر بدني وهو الحلم والاناعة وامر اللسان وهو حسن القول والامساك عن الشر وامر القلب وهو حمل حب الخير للغير وازالة الضغناء والبغضاء من القلب. مهما كان فعالهم فتصبح بهذه الطريقة لا تحب الا لله لا تبغض الا لله لا تعطي الا لله لا تمنع الا لله ولا تصبح تابعا لنفسك الامارة بالسوء. ولكن هنا نقطة وهي احذر ان تلبس ما هو لنفسك وتجعله للدين بعض الناس يمنع ليش؟ قال لله هو ما هو لله لنفسه هذا امر اخطر ترى خطير جدا يحذر الانسان من هذا. نعم. قال فتأمل في بعض قصص الاخيار وما هم عليه من الحياة الطيبة سواء كانوا في فقر او غنى او شدة او رخاء. وحيث تنقلت بهم الاحوال فانك تجد الواحد منهم ابسط الناس خلقا وارواحهم واقرهم عينا بل تجدوا من هو في يساره منهم وفقر راضيا قانعا غير متسخط على الله وعلى الخلق وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. هذه فضائل عاجلة لحسن الخلق. فضائل عاجلة لحسن الخلق. ما اما كان الانسان في عيشه لكنه يجد صفاء العيش صفاء النفس في حسن خلقه. يجد المعنى. نعم. اه احسن كتاب في قصص الاخيار هو كتاب سير اعلام النبلاء للحافظ الذهبي رحمه الله تعالى. ويتعلم الانسان منه الشيء الكثير. نعم. قال رحمه الله الرجاء ممدوح شرعا وعقلا واليأس مذموم شرعا وعقلا قال لا ريب ان الشارع مدح الرجاء الذي هو الرجاء. وامر به وبكل وسيلة توصل اليه. وذم اليأس ونهى عنه واخبر انه من موبقات الذنوب وكذلك لما يترتب على الرجاء من المصالح والثمرات النافعة. وما ينشأ عنه من الاسباب الموصلة للمقاصد الجليلة وما يترتب على اليأس من ضد ذلك مثال ذلك ان الراجي لرحمة الله ومغفرته بحسب قوة رجائه يسعى بكل طريق يوصل الى الرحمة والمغفرة اللتين تعلق بهما رجاؤه بل لا يكون الرجاء حقيقيا حتى يقوم بالاعمال الموصلة الى الرحمة والمغفرة. قال تعالى ان الذين امنوا والذي هاجروا وجاهدوا في سبيل الله اولئك يرجون رحمة الله. فخص هؤلاء برجاء رحمة الله لما حصل منهم ليفا لما حصل منهم من السبب الاقوم الذي تنال به الرحمة. يعني لو قال لنا قال ما هو الرجاء الذي هو الرجاء حقيقة يقول الرجاء حقيقة هو ان الانسان لا يقطع امله بالله مع العمل مع حسن العمل مع اتقان العمل اما الرجاء البطالين وهو تمني الخير بدون عمل. هذا رجاء البطالين. او كما يقول عنهم ابن القيم رحمه الله جاءوا المرجين اما رجاء الصادقين فكما قال الله امنوا وهاجروا وجاهدوا ومع هذا كله يرجون رحمته هذا هو الرجاء الحقيقي نعم قال رحمه الله قال تعالى وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين والكاظمين الغيظ الى اخر الاية التي فيها ذكر الاسباب الموصلة الى ذلك المحققة له فقوة الرجاء تحمل العبد على كل عمل صالح. فاذا عمله على الوجه المرضي قوي رجاؤه فلم يزل في ازدياد من الاعمال ورغبة فيما يقرب الى الله تعالى ورضوانه وثوابه. وكلما ضعف رجاؤه عن الخيرات وتجرأ على السيئات ودعته نفسه الامارة بالسوء الى كل سوء فانقاد لها لانه ليس عندهم من رجاء رحمة الله مغفرته ما يكسر سورتها ويقمع شرها ثم لا يزال الرجاء يضعف من قلبه واليأس يقوى وضعف ايمانه وتضعف دواعيه الى الخير كما تقوى دواعيه الى الشر. فيقع في اليأس المحض من رح الله فلا يزال على الذنوب مصرا على المعاصي لا يحدث نفسه بتوبة ولا يرجع الى ربه لاستيلاء اليأس عليه وظعف الرجاء وهذا هو الهلاك المبين. الاصل ان يقول العلماء ان اصل هلاك ابليس بسبب يأسي. فان لو طلب من الله المغفرة لاعطاه. كما اعطاه الارجاء. طلب الارجاء الى يوم الدين فارجعه الله عز وجل فينبغي على المسلم ان يكون عظيم الرجاء فاذا كان عظيم الرجاء فانه يرجو في مقابل كل شيء خيرا من الله عز وجل. فيسمع القول السيء لا يبالي. يرجو من الله الثواب. يرى الفعال السيئة لا يبالي. يرجو من الله الثواب وهنا امر اخر وان لم يذكره الشيخ اذكره وهو ان من اعظم من اعظم ما يعين على حسن الخلق ان تعلم ان الناس لا يقولون قولا ولا يسكنون ولا يتحركون ولا يقدمون ولا يؤخرون ولا يفعلون الا وهذا الشيء مكتوب وما دام انه مكتوب مقدر فانت لا يجب عليك ان تنظر الى هذا الذي وقع منهم نظرة يجب عليك ان تتعامل مع الله عز وجل. اما هم يعاملهم الله سبحانه وتعالى باختيارهم ما ارادوا نعم قال ومع انه هلاك يرجى ان سعى في علاجه ان يزول وتعود الصحة وذلك بان يتأمل ويتفكر في الاسباب التي اوصلته الى هذه الحالة. وانها اسباب قابلة للزواج. اذا مر نفسه على اضعاف اليأس الذي ترامى به الى الهلاك وتقوية الرجاء الحامل له على التوبة والانابة. لانه اذا علم انه غفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى ولو بلغت الحال ما بلغت طمع في مغفرة ربه واستعان به على التوبة التي هي الاقلاع عن المعاصي والندم على ما مضى منها والتصميم على الا يعود وحصل من علوم الايمان واعماله ما يقوي عزيمته ويوقظ همته خصوصا ايمان خاص في هذا المقام وهو توحيده وعلمه انه لا يغفر الذنوب الا الله. وان العبد اذا تاب توبة نصوحة فان الله يغفر له ويتقبل منه فلا يزال ايمانه يمد توبته وتوبته تمد ايمانه ويعمل من الاعمال الصالحة ما يتم ما يتم به الايمان والتوبة ويسلك الصراط المستقيم في علمه وعمله حتى يظمحن يأسه. ويقوى رجاؤه ويسير الى ربه سيرا جميلا. فهذا كلام عام في في امور الدين كلها العلمية والعملية. اذا عمل الانسان ذنبا او كان عنده سوء خلق فان ابليس يأتي اليه ويسيء ظنه الله عز وجل ويقول انت ما فيك طب انت ما منك علاج انت ما منك فايدة حتى لا يفكر في المجاهدة فاذا ما جاهد نفسه لازالة هذا الخلق السيء سواء كان من الرذائل او من الفواحش الظاهرة او الباطنة او من الاقوال السب والشتم وغير ذلك اذا ما جاهد نفسه ثم هفى هفوة يأتي اليه ويعظم له الهفوة حتى يقطعه عن الله عز وجل فلا يتوب يجعله كنفسه وهذا امر خطير يجب على الانسان ان يكون طبيب نفسه وان يعلم ان الله سبحانه وتعالى غفار الذنوب غافر الذنب وهو الغفور الغفار الرحيم الرحمن التواب سبحانه وتعالى مهما عظم ذنبك فان الله غفر الشرك الذي هو اعظم ذنب على وجه الارض فليس المطلوب منك الا تذنب لكن المطلوب منك ان تجاهد نفسك وان تتوب الى الله فاذا سقطت لا تستسلم لنزغات الشيطان وتقطع رجاءك بالله عز وجل عظم الرجاء كلما وقعت عظم الرجاء واعمل وجاهد اكثر وتذكر ان خيارك الناس ان خيار الامة كانوا على الشرك كانوا على الشرك فلما اسلموا جعلهم الله عز وجل من خيار الامة نعم قال ومن مفردات هذا طالب العلم اذا اشتغل بفن من فنونه. فبعد اشتغاله به رأى من صعوبته وبطء فهمه لمسائله ما اوجب له اليأس من تحصيله. فانه يملكه اليأس ويدعوه الى تركه. وكلما خطر بباله الاشتغال به او ذكر هذا او ذكر لهذا الامر فاذا اليأس من ادراكه ماثل بين عينيه كانه حجر عظيم في طريقه فان هو اخلد الى هذه واسترسل معها قتله اليأس ورأى هذا المطلوب من المستحيلات عليه وان كان موفقا ينظر الى حقائق الاشياء على ما هي عليه. ولم يملكه الخيال الضار. علم ان الادمي قابل لتعلم كل علم مهيأ لذلك. وان مجرد اشتغاله بالعلوم النافعة ولو لم يحصل منها ويستفد شيئا يذكر مصلحة وعبادة لانه تصحبه النية الصالحة. وان لم يشتغل به الا لنفع نفسه ونفع غيره. فلا يزال ساعيا في هذا الامر اذا لم يحصل اذا لم يحصل له مراده او بعضه في وقت حدث نفسه انه سيحصله في وقت اخر على السعي والاجتهاد فيقوى حينئذ رجاؤه وينشط في المسير في طلبه وينفض عنه غبار اليأس حتى يرتقي الى درجته اللائقة به. فانسان قابل للتعلم. ما يوجد شيء اسمه مستحيل. فاذا ما صعب عليك فن قوي رجاءك بالله وجاهد نفسك عليه يفتح الله عليك يفتح الله عليك يقول احد طلبة العلم صعب علي علم البلاغة فاتيت الى احد مشايخنا فقلت له صعب علي علم البلاء. قال ما يصعب عليك شيء؟ ما دمت تحسن الظن بالله. اقرأ كتابك يقول هذه الكلمة اصبحت في ذهني لا يصعب عليك شيء ما دمت تحسن الظن بالله. يقول جئت ففتحت الكتاب اشار اليه الشيخ قال فقرأته فاذا هو سهل يسير عليك قراءة قل هو الله احد يجب عليه ان يدرك ان الله يفتح على من يشاء ومن اسمائه جل وعلا الفتاح العليم. تأمل وجه الاقتران بين الفتاح وبين العلي اذا صعب عليك علم فتذكر انه الفتاح يفتح لمن يشاء. ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك له. وما يمسك فلا مرسل له من بعد حسن الرجاء في كل شيء باب وجماع كل خير. نعم. قال وكما ان الانسان يطبق هذا المعنى على نفسه هل يستعمله في غيره؟ اذا اراد هداية احد او دعوته الى الاسلام او اصل من اصوله او فرع من فروعه او تعليمه لعلم نافع ثم رأى من المدعوين نفورا واعراضا او بلادة وقلة فطنة فان فان اخذه الملل واليأس من ادراك المقصود منه وعدم رجاء انتفاعه لم يلبث الا قليلا حتى يدع دعوته وتعليمه فيفوت بذلك فيفوت بذلك خير كثير. يحدثني احد اه زملاء والدي رحمه الله يقول اول ما ذهبنا نطلب العلم يقول آآ يعني قال احد الناس يظن آآ فلان انه يحصل العلم بينه وبين العلم ها بون شاسع كما بين السماء والارض. يقول بعد عشرين سنة من طلب العلم رجع اذا بذاك الرجل على جهله وابوك اعاني منشاروا اليه بانه عالم هذه يا اخوان الانسان يجب عليه ان يدرك ان الانسان يحسن الظن ويجاهد نفسه في المقابل يجاهد مع اخوانه ويحسن الظن به ما يكفي انك ترشد فلان فقط لو رأيت احد الناس صعب عليك في امر ما اطلب من الله له نعم. قال وان هو سلك مسلك نبيه صلى الله عليه وسلم في دعوته وهداية الخلق. وعلم انه مكث مدة طويلة يدعو الناس الى الاسلام والتوحيد فلا يلقى اذنا سامعة ولا قلبا مجيبا فلم فلم يضعف ولم يضعف. احسن الله فلم يظعف ولم يني بل لم يزل قوي الرجاء عالما ان الله سيتم امره ماضيا على دعوته حتى فتح الله به اعينا عميا واذانا صما وقلوبا غلفا وبلغت دعوته وهدايته ما بلغ الليل والنهار. فاذا جعل هذا بين عينيه لم يشتد عليه امر من الامور ولو لم يحصل له الا ان ان مجرد دعوته الى الله من اكبر الحسنات لكفى لكفى الموفق داعيا الى الصبر والرجاء الموفق موفقة داعيا الى الصبر والرجاء يعني الانسان اليوم مع الاسف الشديد بعضنا يريد ان يكون عالم في سنة سنتين. النبي صلى الله عليه وسلم جلس يعلم اصحابه ثلاثة وعشرين سنة بعضنا يريد ان يهدي الخلق في مرة او مرتين النبي صلى الله عليه وسلم جلس عشر سنوات يدعو اهل مكة وزيادة حتى قال قائلهم لما اراد ان يهاجر الحبشة وقال له عمر كما في كتب السيرة قال صحبتكم السلامة فقالت المرأة لزوجها ان عمر قال صحبتكم السلامة. هلا ذهبت اليه ودعوت الاسلام قال والله لا يهدي له عمر حتى يهدي حماره الخطة لكن النبي صلى الله عليه وسلم ما يسأل اللهم ايد الاسلام ها باحب هذين الرجلين عمر ابن الخطاب او هشام ابن الحكم. تأملوا معي امر عجيب ايها الاخوة صبر عظيم لذلك امتثل امر الله فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم حتى من كان يظن ان قريشا ان قريش وان مكة ستفتح منه لا احد الذي انظر للواقع لا احد فلما انزل الله لردك الى معاد تيقن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يفتح له مكة وانه الله يرجعه الى مكة. نعم قال رحمه الله وكم من امر ميؤوس منه انتقل من طي العدم الى الوجود بالصبر والمزاولة فلا يزال رادي طامعا في ادراك مقصوده او بعضه ساعيا سعيا لائق به حتى يرى من اثار سعيه خيرا كثيرا. وكم ان هذا المعنى ثابت في الامور وجليلها فخير ما استعمل هذا الاصل المهم في احوال المسلمين اليوم. حيث كانوا من زمان طويل والتفرق والتفرق سار فيه. والتفرق سار فيهم. والعداوة قائمة بينهم. وكثير من مصلحات في دينهم متروء من من وكثير من مصلحات دينهم متروكة حتى تفككت قواهم. لا حول ولا قوة الا بالله كانه يتكلم عن حال نعم وظعف امرهم وتملكهم اليأس والقنوط خصوصا اذا نظروا الى اعدائهم الحقيقيين وقد بلغوا من القوة مبلغا هائلة فحينئذ يستولي عليهم الكسل واليأس ويتوهمون انه كالمحال وجود قوة كافية تدفع عنهم عادية الاعداء. فضلا عن ان يكونوا في صفوف الامم القوية. ومن ومن حدث نفسه بهذا او غيره فقد حدثها بالمحال فاستولى عليهم الذل وتوهمت نفوسهم انهم طعمة لكل احد وهذا ناش من من ظعف الايمان واستيلاء اليأس وضعف الرجاء. الناظر اليوم الى احوال المسلمين لو قلت له ان الله عز وجل سيبدل فرقتنا جمعة وسيبدل ضعفنا قوة يقول انت تطلب المستحيل ما هو السبب؟ السبب راجع الى امرين الاول اه ان حسن الظن حسن الظن بالله مغيب عن كثير من اذهان المسلمين. بل هو مغيب عن اذهان طلاب العلم الامر الثاني ان كل واحد ممن له شيء من الامر ولو يسير رضي بالدون والاستسلام للواقع وعدم المجاهدة وهذا امر خطير ايها الاخوة. الواجب ان الانسان يؤدي ما عليه ولا يلتفت الى النتائج لن يسألك الله عز وجل ما هي نتيجة دعوتك؟ ولكن يسألك الله ما هي دعوتك؟ ماذا فعلت في دعوتك كم جاهدت في دعوتك؟ كم صبرت في دعوتك كم تحملت في دعوتك كم احسنت في دعوتك هذا الذي نسأل عنه نعم قال رحمه الله فلو انهم جعلوا الرجاء لرحمة الله ونصره واعزاز دينه نصب اعينهم. وعلموا ان ان ينصروا الله من ينصر الله ينصره ويثبت قدمه فسعوا بما يمكن تلافيه من امرهم وجمعوا وجعلوا وحدة دينهم وحفظه من كل عاد هو الجامعة التي تربط اقصاهم وادناهم وتركوا كل ما عارظه من الاغراض الفاسدة والاهوية الظارة وقاموا في هذا الامر قياما حقيقيا ولم يمنعهم ما يعترض من العقبات والتهويلات لكان اول فائدة يجنونها الامن على دينهم الذي لولاه لم يسعدوا دنيا ولا ولا اخرى. وسلامتهم من الضربات المعدة من الضربات المعدة له من الضربات المعدة له ولهم الموجهة اليهم ولامكنهم ان يعيشوا بانفسهم الامم بطمأنينة وحفظ للمصالح الدينية والدنيوية من غير ان يضربوا بسلاح ولا يشوشوا على احد لان كل منصف يعذرهم حيث سعوا لحفظ كيانهم ودفع الظلم عنهم بكل طريق. وهو حق يدلي به القوي والظعيف ثم يسعون في الاستعداد الكافي لمقاومة المعتدين قال فلو جعل الرؤساء هذا الامر الواجب قبلة قلوبهم وجل مقصدهم. وحصل البحث التام في كيفية الوصول الى المقصد من اي طريق ينفذ وراء عواقبه الحميدة لرأوا من اثاره خيرا كثيرا. فنرجو الله ان يوفق جميع المسلمين في اقطار الارض كلها للقيام بدينهم حق القيم. وان يكونوا يدا واحدة على من ناوأهم واعتدى عليهم وان ييسر لهم الاسباب النافعة ويزيل عن قلوبهم الذي استولى على اكثرهم. فلو نظروا باعينهم لبعض الامم الصغيرة التي عملت لوحدة مصالحها الخاصة كيف عاشت مع الامم القوية حتى سادتهم في حفظ الحقوق والنظام والمصالح خصوصا في هذا الوقت العصيب الذي وقع فيه التفاني بين اكبر قوة في العالم مع نظيرتها وكل واحدة منهما تبدأ او تبدئ وتعيد انها ستخرج العالم من الظلم والاعتداء وتجعل لهم نظاما جديدا من العدل جميع الامم فلا علينا ان يكون هذا الكلام منهم حقيقة وانما هو دعاية فالمسلمون احق الناس كلهم للتنبه لهذا الامر وفيه من الكثرة والقوة المستعدة ما يؤهلهم الى اعلى المقامات من الايمان والعون الالهي وقوة الرجاء وما في دينه من الدعوة الى كل اصلاح ونبذ كل ضار. انتهى كلام مصنف رحمه الله هذي رسالة بما يجب على رؤساء المسلمين وهو الا يعملوا لامورهم الشخصية ولا لا يعملوا لامورهم الفئوية والحزبية والطائفية والقبلية وان يتحدوا وان ينظروا الى من حولهم هذه اوروبا التي كانت ممزقة ودويلات فيما بينها كانت تتقاتل لما توحدوا اصبح لهم قوة. والمصنف عاش في عصر كانت الاتحاد السوفيتي وامريكا قوتان متقابلتان الشيوعية تزعم انها ترأس العالم ورأسمالية تزعم انها ترأس العالم والحق كما قال الشيخ ان رئاسة العالم لا تصلح الا بالاسلام وذلك لانه الدين القائم على العدل والانصاف. فقد عاش اليهود والنصارى والمجوس في بلاد المسلمين في امن وامان اما الزام الناس بما يسمونه بالشيوعية او الرأسمالية هذا امر يعني فظيع هل تعلمون كم قتلة لينين وستالين آآ لنشر الشيوعية في العالم الشرقي والشمالي قتلوا ما يقرب من اثنعشر مليون انسان لو جمعنا كل الذين قتلوا في حروب المسلمين مع غيرهم لن تجد هذا ربع هذا العدد لماذا؟ لان الاسلام دين عدل دين انصاف الشيوعية ارادت النازية ارادت الانتهاز والفرصة للقيام وازاحة الستار عن الشيوعية وعن الرأسمالية فقامت الحرب العالمية الاولى والثانية كم قتل من الناس تعلمون؟ اكثر من عشرين مليون انسان عشرين مليون انسان على مدى تاريخ المسلمين لم يقتلوا هذا العدد ولا ربعه ثم نسمع مع الاسف الشديد من يقول ان الامة الاسلامية امة قتل. هؤلاء ما عرفوا تاريخهم واليوم وجد نظام جديد يسمى بنظام الديموقراطي العالمي هذا النظام الجديد يريد ان يسيطر بالقوة وان تكون له الامر وان يكون له الامر والنهي في كل مكان وان يذل المسلمون ومن سواهم تحت آآ يعني ايديهم والمسلمون عليه من يسعى وان يدركوا ان لا خلاص لهم الا بالاتحاد والله جل وعلا قال وهو اصدق القائلين واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وقال عز وجل في بيان سبب من اسباب الهزيمة قال ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين فنسأل الله جل وعلا ان يصلح ولاة امور المسلمين وان يهيئوه وان يهيئهم سبحانه وتعالى لما فيه صلاح العباد والبلاد وان يبعد من بينهم الشحناء والبغضاء والامور الشخصية والفئوية والحزبية والطائفية. وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الحمد لله رب العالمين. بارك الله فيك